أنت، وهن، ونحن الفاعلات، ونحن المفعول بهن، أيضًا؟. .

تاريخ النشر:

2019

تأليف:

أنت، وهن، ونحن الفاعلات، ونحن المفعول بهن، أيضًا؟. . (*)

على الإنترنت خارج الإنترنت، الفرد الجماعة، المنسي المُتَذَكَّر، التحرش العنف

شنت الممثلة الأمريكية من أصل أفريقي تارانا بيرك حملةأنا أيضًا Me too” في عام 2007 ضد نقص الخدمات المقدمة لضحايا الإساءة (خاصة الاعتداء الجنسي)، أو الناجيات منها من النساء السوداوات، اللاتي يعشن في مجتمعات محلية بائسة. وقد قدمت الحملة دعمًا للأخريات في إطارالتمكين من خلال المشاركة الوجدانية، في غياب الدعم القانوني وغيره من أنواع الدعم. صرحت بيرك لمجلة إيبوني بما يلي:” لم تنشأ هذه الحملة باعتبارها حملة سريعة الانتشار، أو هاشتاج موجود الآن ويطويه النسيان غدًا. .. بل كانت شعارًا يُقصد به أن ينتقل من نَاجيةٍ إلى نَاجيةٍ أخرى؛ لتعرف معشر النساء أنهن لَسْنَ وحدهن، ويعرفن بأن من الممكن أن تحدث حركة للشفاء الجذري وأنها تحدث فعلاً“.

وعقب تزايد الادعاءات بحدوث اعتداءات على النساء في أكتوبر 2017، شنت الممثلة والناشطة والمنتجة والمغنية الأمريكية (أليسا ميلانو) حملة أخرى سريعة الانتشار من حملاتأنا أيضًا، هدفت فيها إلى إنشاء دعم للنساء اللاتي تعرضن للاعتداء؛ لإظهار التضامن مع من تقدهن بالشكاوى، ومن لم يشعرن بالقدرة على التقدم بالشكاوى لسببٍ أو لآخر، ومن ثم، أظهرت مدى اتساع نطاق هذا الاعتداء.

وقد طُلب مني من أجل هذا المقال للمنتدى المفتوح أن أُعلق على ما يلي: (مع أخذ عملك في الاعتبار ) هل تعتقد أن حملةأنا أيضًا“”مفيدةمن حيث بدء إحداث تغيير نظامي؟ ومن حيث تأثيرها؟ ومن حيث تجميع النساء مع بعضهن البعض عبر الحدود؟ تسهل الإجابة على هذه الأسئلة من عدة نواحي: نعم، نعم، ثم نعم. حقًا، إن الشهادات الشخصية منهج متفق عليه في حركات رفع الوعي النسوية. .. وغيرها، من حركات رفع الوعي. ولكني أضيف أني أعلق هنا على ما يبدو متميزًا، وجديدًا على نحو ما، حول حملةأنا أيضًا“. إن هذه الملامح المميزة للحملة مهمة للنظر في الأسئلة المطروحة.

 

أولاً، حملةأنا أيضًا، مثلها مثل غيرها من الحملات الشبيهة، مثل حملات #YoTambien و #BalanceTonPorc،أمثلة على السياسات الافتراضية المعاصرة، أو السياسات التي يتناولها الإنترنت وتخص مسائل الجنس، والعنف، التي صنعت ويسرت من خلال شبكة الإنترنت وغيرها من العلاقات والإتاحات الاجتماعيةالتكنولوجية. تُبنى هذه السياسات على العديد من الحملات والمشروعات التفاعلية، مثل: حملة المملكة المتحدة بعنوانالتحيز الجنسي اليوميالتي تعمل منذ 2012 (Bates 2014)، وحملات أمريكما الشماليةلا، ليس حسنا Not Okay” ونعم، الكل نساءYesAllWomen” ولماذا لا تقوم النساء بالتبليغ WhywomenDontReport”، وتكلمي عن الموضوع talk aboutit”، بالإضافة إلى الحملة السويدية“prataomdet” التي شنت عقب الادعاءات التي أثيرت ضد جوليان أسانج(1) بزعم اعتدائه جنسيًا على النساء، والتي أدت إلى نقاش محتدم لسياسة رضا أطراف العلاقة الجنسية عنها، والممارسات الخاصة بها (2015 Strid,). من الجوانب المهمة في هذه السياسات الافتراضية أنها تبدو ذات ملامح تنتمي للجيل الأحدث سنًا كما أنها تفعل فعلها عبر الأجيال. فالتكنولوجيا نفسها التي قد تستخدم للتحرش، والتهديد العنيف والانتهاك، ولتقويض حقوق المواطنة لنوع اجتماعي / جنس معين، يمكن أن تستخدم لتعزيز هذه المواطنة (Hearn,2006).

لا يعني هذا عزل ما هو على شبكة الإنترنت عن ما هو خارجها، فقد تولد عن الحملات الأولى نطاق كامل من الحملات الأخرى، كما تولد عنها مبادرات تخص السياسة، ومثال قوي للوعي والحركة الجماعيين الفوريين. وإليكم بعض الأمثلة القرٍيبة: أصدرت جامعتان أعمل بهما، هما جامعة أوربيرو بالسويد، وكلية هانكين للعلوم الاقتصادية بفنلندا لتوهما إعلانين سياسيين – وإن كانا مختلفين – صادران من القمة إلى القاع: يستخدم الأول إطار لغة القوة، ويوضح الآخر الانعدام التام للتسامح.

ويوجد الآن (على الإنترنت) كم من الدراسات الحديثة، والتعليقات المبنية على العلم بشأن ما إذا كانت الحملات على تويتر وعلى الإنترنت عمومًا تؤدي إلى التغيير الاجتماعي بشكل أعم، وكيفية تفعيل ذلك. يبدو أن هذه التدخلات كانت مؤثرة، على الأقل على الهوامش، في الحملات الانتخابية ذات الملامح القوية، وأيضًا في بعض الحملات المتعلقة بمسائل فردية، مثل التي تدور حول إصلاح قانون معين، وحركات المستهلكين.

يمكن أن تكون السياسات الافتراضية وسيلة للنشر السريع للأفكار والمعلومات والتدخلات عبر الأمم. وقد اتضح هذا بشكل كبير مع حملةأنا أيضًا“. فقد ذاع صيت الحركة في فنلندا بشكل أبطأ، وأتت الاستجابات الأولى من المدارس وقوات الدفاع، لكن مع أواخر نوفمبر 2017 بدأت تأخذ قوة دفعها. بينما في السويد المجاورة حيث انتشرت الحملة بسرعة، ووقعت 70000 امرأة علنًا على مختلف البيانات المستمدة من حملةأنا أيضًا، التي نظمها قطاع القوى العاملة (-www.dn.se/nyheter/sverige/darfor-blev-metoo /uppropen-sa-starka-i-sverige )، فقد دار حديث قرب أواخر نوفمبر 2017 عنالثورة الاجتماعية“. ويقرر تويتر أن أكثر من 1.7 مليون امرأة ورجل استخدموا الهاشتاج في85 بلدًا.

ثانيًا، يبدو أن حملةأنا أيضًاكانت مدفوعة – في بدايتها على الأقل – بردود أفعال تجاه حالات فردية ذات ملامح قوية تميز غالبًا التحرش الجنسي، سواء التي أُثبِتت منها، أو التي ظلت قيد الادعاء، ارتكبها رجال ذوو خصوصية في نظر العامة. وقد ظهرت هذه الحالات بدافع کشف سلوكيات رجال مشاهير؛ لتؤخذ عليهم، تكشفها نساء شهيرات، وأحيانا نساء أقل شهرة. فيمكن النظر إذن إلى الهاشتاج جزئيًا باعتباره من فروع وسائل الإعلام، والاهتمام العام بالمشاهير، حتى ولو كان التركيز الأولي على كشف حالات تحرش جنسي واعتداء ارتكبها رجال من العاملين بصناعةالتسليةقد اتسع ليغطي قطاعات أخرى يسودها الذكور، وبشكل ملحوظ منها مجالات السياسة والمهن.

وربما من المهم أن نعرف أن حملةأنا أيضًاكادت تكون مرادفًا في بعض الأوقات لهارفي وينشتاين(2). وقد تكون هذه المبالغة من عواقب تحوله للنفاق بعد دعمه العلني السابق للقضايا التقدمية. سرعان ما انطلقت الحملة، و كان لها وقعٌ أوسع بكثير؛ مما نتج عنها قضايا على سبيل المثال: بيل كوسبي (3) أو جيمي سافيل (4)،وأولهما، ممثل كوميدي أمريكي من أصل أفريقي، والثاني فنان شهير في مجال عمل الاسطوانات وشخصية تليفزيونية، توفي في 2011. ويمكن اعتبار حملةأنا أيضًاسريعة الانتشار جزءًا من تراكم ردود الفعل ضد قضايا المشاهير. وعند النظر إليها في سياق المملكة المتحدة تبدو بطريقة ما متابعة لقضايا الادعاءات الكبرى ضد الاعتداءات الجنسية – التي ارتكبها رجال بريطانيون يعملون فيمهنة الاستعراض، حظوا بجماهيرية في السنوات الحديثة ضد أطفال، وشباب، ونساء (علما بأنمهنة الاستعراضمصطلح له معان جديدة الآن). وعند النظر إليها في سياق الولايات المتحدة الأمريكية، قد تكون جزءًا تراكميًا لردود أفعال وغضب ضد تباهي ترامب بـإمساك النساء من عضوهن التناسلي“(5).

كثير من البلاغات الأولية التي وردت في حملةأنا أيضًااستمدت من مجالات أعمال يسودها الذكور، مع التركيز على الذكور من الممثلين، والمخرجين، والمنتجين، وأعضاء البرلمان، والمحامين، والصحفيين، وأساتذة الجامعات، والعاملين بمجال دعم التنمية، وما إلى ذلك من أعمال، بل والعاملين بمجال التكنولوجيا. وظهرت في الصورة بوضوح شديد قطاعات من الذكور أوفر حظًا من حيث الطبقة والمكانة والظهور للعيان. وقد وردت منذ فترة طويلة تقارير من الدراسات التي أجريت عن النساء اللاتي يلتحقن بقطاعات أعمال يسودها الذكور تفيد بتعرضهن لمزيد من التحرش، ربما كان ذلك جزءًا من حفظ الرجال لنظام الحدود الوظيفية؛ بينما قلت التقارير أحيانًا عن النساء العاملات في وظائف نمطية خاصة بالنساء، ربما بسبب اختلاف التوقعات الجنسية الخاصة بالنوع الاجتماعي في هذه الوظائف (مثلا Gutek and Morasch,1982). وبشكل أكثر مباشرة، سارت القوة الجنسية الخاصة بنوع اجتماعي ما، والأحوال الجنسية، والإيذاء الجنسى معًا يدًا بيد ( Hearn,and Parkin,1987-1995). ففي حالة برلمان المملكة المتحدة مثلا: العاملون الشبان، والعاملات الشابات المحيطون بصناع القرار ليس لديهم هيئة شئون عاملين مستقلة لرفع شكاواهم إليها، وبدلاً من ذلك يطلب منهم ومنهن اللجوء إلى مسئولي حفظ النظام الحزبي في المجلس التشريعي (6)، الذي يسود اعتقاد بأنهم يحتفظون بالمعلومات المثيرة للشبهات لأغراضهم الخاصة. والصحف من جهتها تؤخر نشر تقارير الإساءة للنساء بدلاً من المخاطرة بمواجهة ادعاءات التشهير بالناس (Barry,2017).

أما وقد قلنا ذلك، فإن حملةأنا أيضًاتنتشر الآن على نطاق أوسع، وتصل إلى قطاعات خارج قطاعات أصحاب الياقات البيضاء، والطبقة العاملة، مثل العاملين بصناعة البناء والمعمار.

يتعلق جانب مهم آخر من جوانب سياقات أماكن العمل بالحماية التي يحظى بها أناس معينون من ذوي المكانة العليا، والموظفون مرتفعو الأداء، حتى ولو كانت تكلفة الاحتفاظ بموظف ذي إنتاجية عالية لكنه، يُسمِّم جو العمل (كالموظف المتحرش جنسيُا) تفوق بمراحل الفائدة التي يجنيها صاحب العمل من إبقائه في العمل ( Housman and Minor 2015). يميل مثل هؤلاء الموظفون حقًا إلى طرد غيرهم من الموظفين. لكن مع وجود أشكال التكنولوجيا الجديدة، قد يعنياقتصاد السوبر ستار، حيث يمكن للناجح أن يحقق مزيدًا من الارتقاء، أن بقية الاقتصاد يصير مثل هوليوود، حيث دأبت جماعة صغيرة من النجوم على حصد نصيب ضخم من الجوائز عبر زمن طويل. هذا يعني، أنه سرعان ما سيواجه المزيد من رؤساء العمل وأعضاء مجالس الإدارة قرارات حول ما إذا كانوا سيواجهون المتحرشين، أم سيتجاهلون سلوكهم“(Scheiber,2017). يعتمد تغيير التحرش والإساءة الجنسية في أماكن العمل على حدوث تغير كبير في أماكن العمل القائمة على سلم تراتبي فيما يخص: النوع الاجتماعي، والعمر، والطبقة، والعرق، والعنصر.

ثالثًا، يوجد عدد من العوامل الفردية تفعل فعلها في توسع الحملة ضد المشاهير، تتمثل في الادعاءات، والاستجابات، وردود الأفعال، وخبرات الاستماع للحوادث الفردية. في معظم الأحيان، مَن بدأن النشر على تويتر في البداية على الأقل – نساء بشكل فردي، لا مجموعات، ولا جماعات ولا منظمات، أو كن ناشطات بطريقة أو بأخرى على الإنترنت، سواء في كتابة تقارير عما تعرضن له – هن شخصيًا – من إساءات، أو دعمًا لمن تعرضن لها. يتمثل هذا في كلمةأنافي عبارةأنا أيضًا“. يمكن تفسير كلمةأنابعدة طرق مختلفة، ما بين الادعاءات المتضمنة والادعاءات بسلامة الجسد، مرورًا بالاعتبار الشخصي السياسي، ووصولاً إلى التناغم مع الفردية الليبرالية الجديدة. ويمكن أن تعتبر هذه الحملة موازية لحملةأنا أكون I AM” الحالية ضد العبودية الحديثة (www. Iamcampaign.com/ )،أو العودة إلى الخلف إلى حملاتأنا رجل التي شنها الرجال السود العاملون بالصرف الصحي في ممفيس في 1968 (www.civilrightsmuseum.org/i-am-a-man).

لكن في الوقت نفسه، فإن كلمةأيضًاالموجودة بعبارةأنا أيضًاتوحي بوجود (الكثير) من الأخريات اللاتي يمكن التحالف معهن، ممن سبقن الحملة، أو سيلحقن بها فيما بعد، فهي بذلك تربط (الـ) واحدة بالأخرى (أو بالأخريات)، بل حتى قد تربط بين ما لديهن من بنية هيكلية وقدرة ذاتية على الفعل. وكلمةأيضًاالموجودة بعبارةأنا أيضًاقد تربط أيضًا غير المعروفات، وربما المجهولات، من الأفراد اللاتي تعرضن للتحرش، والتهجم الجنسي بِقُدامَى الشهيرات أو الناشئات منهن. وتمشيًا مع برامج الواقع التليفزيونية، وبقية البرامج، قد يكون هذا إضفاء للصبغة الديموقراطية على شُهرةٍ (غير مرغوب فيها)، أو تضامنًا معها. وبينما يجري التأكيد علىأنا بصيغة المفعول به me”، و“”أنا بصيغة الفاعل I” تظل هذه الأنوات مجهولة جزئيًا من حيث العدد، والتضامن، وهو شكل متفائل حتمي من أشكال إضفاء الصِّبغة الديموقراطية. هذه الأنواع من الجدل هي التي أدت جزئيًا إلى حملةهي أيضًا، التي رَوَّج لها كل من تارانا بيرك، وآليسا ميلانو.

رابعًا، ارتبطت الحملة بشيء من فقدان الذاكرة وعنصر المفاجأة – ما زالت هذه الأشياء تحدث في صناعة السينما، والمسرح، وصناعة وسائل الإعلام، والقانون، بل حتى في الجامعات – كما لو كان من المؤكد وجود سياسة للتعامل مع هذا النوع من الأمور ؟!

يبدو أن النقاشات وإماطة اللثام حديثًا عن التحرش الجنسي في صناعة السينماوغيرها من الساحات – قد أدهش بعض الناس؛ حتى مع الزعم بقلة الأبحاث عن هذا الموضوع. يجب ألا يندهش الناس إلى هذا الحد. يوجد جنس كامل، أو أجناس كاملة من الكتب عنأريكة التقديم لأدوار التمثيل (7) بعضها خيالي، وبعضها فئوي، وبعضها واقعي (Halperin,2008; Jaher, 2014; Zimmer, 2017; see:

www.revolvy.com/main/index.php?s=Casting%20couchHYPERLINK”https://www.revolvy.com/main/index.php?s=Casting%20couch&item_type=topic”&HYPERLINK”https://www.revolvy.com/main/index.php?s=Casting%20couch&item_type=topic”item_type=topic. (

والتحرش الجنسي عمومًا ليس شيئًا جديدًا؛ كل ما في الأمر أنه لم يكن يدعى بهذا الاسم دائمًا. توجد الكثير من الأمثلة المأخوذة من وقائع القرن التاسع عشر (Bratton,1987 Husu et al., 1995; Lambertz, 1985; MacKinnon,). Mary Bulzarik 25:1978))،وقد صرحت ماري بولزاريك 1978;25) Mary Bulzarik) بأن ضحايا التحرش الجنسي في القرن التاسع عشر وجدن في جميع مجالات العمل:

.. عاملات صرف التذاكر في نوافذ السكك الحديدية، والمسؤولات عن تنظيم العمل في النقابات، وصانعات الملابس، وصانعات البياضات، وعاملات المنازل، والطبيبات، والحائكات، والعاملات بالمحلات التجارية، والغسالات، والموديلات، وموظفات المكاتب، والعاملات بمصانع القطن، والعاملات بمصانع المعلبات. .. والعاملات بمصانع المكانس، ورؤساء العمال المساعدين [كذا]، وكاتبات الاختزال والآلة الكاتبة، والعاملات بمصانع الصابون، وقاطفات زهور حشيشة الدينار، والعاملات بتلميع الأحذية، والعاملات بالبارات، والسكرتيرات القانونيات، والممثلات، ومسوقات البضائع، وطالبات الفنون، ومن يخضعن لمقابلات بحثًا عن وظائف.

والأقرب لوجهة النظر المعاصرة، أن تنمية البحث والسياسة قد شهدتا نموًا جيدًا، حتى وإن كان غير متوازن، منذ تسمية التحرش الجنسي بهذا الاسم في سبعينيات القرن العشرين. فمثلاً، منذ 30 عامًا في عام 1987، أصدرت وزارة الصحة والشئون الاجتماعية الفنلندية مسحًا وقائمة مراجع بهما تفاصيل عن 341 إصدار، وما لا يقل عن 10 قوائم بمراجع عن التحرش الجنسي (Hogbacka et al. ,1987). وفي العام نفسه، نشرت أنا وويندي باركين الجنس، في مقر العمل (Hearn and Parkin 1987/1995)، ونشرت ليز ستانلي وسو مایز کتاب جورجي بورجي: التحرش الجنسي في الحياة اليومية، الذي أقاموا فيه الحجة ضد نهج النسبة المئوية للنساء اللاتي تعرضن للتحرش الجنسيفي دراسات التحرش الجنسي، حيث إن النساء جميعًا تعرضن له.

وقد شهدت بضع سنوات مضت ‘الاكتشاف’ الذي تم في فنلندا عن أن التحرش الجنسي يحدث فعلاً في البرلمان الفنلندي (Niemi, 2010). ويبدو أن الكثير من وسائل الإعلام انتابتها الدهشة لهذا الاكتشاف، على الرغم من وجود فضائح تحرش كبرى سابقة، تتعلق مثلاً بالمتحدث البرلماني السابق ماتي آهد (Puustinen, 2002). ما الذي يجعل إعادة اكتشاف التحرش الجنسي أمرًا مستمرًا؟ لماذا يثير الدهشة؟ هل ذاكرة الناس ضعيفة؟ هل صفة مميزة للأجيال تجعل الأكبر سنًا يحجمون عن ذكر ذلك للأصغر سنًا؟ أم أن الأصغر سنًا يفترضن ويفترضون أن المشكلة قد حلت حتى يعايِنَّها أو يعاينونها بأنفسهن وأنفسهم، وعندئذ ربما يعتقدن ويعتقدون أنها مشكلة فردية ‘فريدة من نوعها’ ؟

يعود بنا هذا للأسئلة الأصلية، كيف يمكن التغلب على فقدان الذاكرة (الفردية والجمعية)؟ قد يستلهم المتحرشون الفعليون، والمحتمل وجودهم فيما بعد (وهم أساسًا من الرجال، إن لم يكونوا جميعًا من الرجال فقط) وحلفاؤهم ومشاهدوهم السلبيون رغبتهم في الإخفاء والتغطية من القوة البحتة، أو الشعور بالعار، أو أخذ الأشياء على علاتها. قد يصحب هذا الضغوط الواقعة على من تعرضن للتحرش (وهن أساسًا من النساء) على نحو غير مريح، وأحيانًا قراراتهن المقيدة بهذه الضغوط بعدم البوح بحدوثه. هل هذا خطر شديد أم أنه لا يستحق الذكر؟ أم أن ذكره والشكوى منه يتبعهما المزيد من الحصار؟ هل العواقب، بل حتى التستر على الأمر، أكثر صدمة من الحدث نفسه؟ قد يحدث استهداف الضحايا/ الناجيات من النساء وأحيانًا من الرجال مرتين، مرة عند حدوث الحدث، ومرة عند التستر عليه. من الضروري حدوث يقظة سياسية وتحول مؤسسي طويلي المدي؛ وإلا ستحدث الكثير من إعادات الاكتشافالمفاجئةالأخرى وحملات الإنترنت في بحر خمس أو عشر سنوات، يليها مشروعات عمل خاصة بنوع اجتماعي معين كالمعتاد.

خامسًا، الأهم أن الحملة كثيرًا ما وُضعت في إطار التحرش الجنسي، لاسيما من الخارج، وفي وسائل الإعلام العامة، كما وُضِعت إلى حد أقل في إطار المسائل الأوسع نطاقًا مثل العنف الجنسي، والاعتداء الجنسي، والاغتصاب وسيادة نوع/ جنس على آخر، والإساءة إليه، واستغلاله وقهره. أما وقد قلنا ذلك، فقد اعترف بعض المعلقين والمعلقات بهذه المسائل الأخيرة. فمثلاً، أنشأت (ماريا روبشام) عضوة البرلمان السويدي مجموعة الفيسبوك # allavi allofus#]]، التي ضمت حوالي 30000 عضوة وعضو، مع نشر العضوات لتجاربهن التي سمينها باسمها الصريح، ألا وهو العنف الجنسي [sexualiserat vald]، أي ليس التحرش الجنسي وحده (-www.dn.se/nyheter/sverige/han-har-inga-skivor-men-sageratt han-vill-se-mina-fina-brost )، تمشيًا مع الخط المتصل للعنف الجنسي (Kelly ,1988). لكن الكثير من التعليقات تظل في حدود التحرش الجنسي.

تجمع حملةأنا أيضًاالنساء مع بعضهن البعض عبر مختلف أنواع الحدود: القومية، والطبقية، والعرقية؛ فصارت النساء يعرفن نساء أخريات في أماكن أخرى لهن تجارب مماثلة لتجاربهن. أما الأقل وضوحًا فهو كيف تغير هذه الحركات التي على الإنترنت الهياكل الاجتماعية الراسخة للنوع الاجتماعي؟ وما إذا كانت قادرة على تغييرها؟ واستشهد بمثال موازٍ؛ إذ يمكن أن توجد على الإنترنت حملات ناجحة ضد الفقر في لحظات معينة، لكن عدم المساواة يستمر في النمو على مستوى الكوكب كما يستمر بين المجتمعات، ما لم يكن بالضرورة بين أقاليم الكوكب ( ,2017.Brandmeir et al). أما السؤال عما إذا كانت حملةأنا أيضًاستؤدي إلى حدوث حركة جمعية وتضامن جمعي مستمرين، فلا يمكن الإجابة عليه إلا في السياق المضبوط. من الممكن أن ترفع حملة من نوعأنا أيضًاأصوات النساء، ووعيهن، وتضامنهن مع بعضهن البعض على المدى القصير؛ مما قد يؤدي، أو قد لا يؤدي إلى تغيير السياسةلكن هذه السياسة لا تفرض بما يسمي التنفيذ النسوي للسياسة ( ,Callerstig 2014)، فعلاقات القوة الهيكلية غير المتساوية المتعلقة بالعنف الذي يمارسه نوع اجتماعي ما ضد النوع الآخر لا تتغير كثيرًا. فلا يُرجح أن يقل العنف الجنسي بدرجة كبيرة؛ إذا ظل بالمجتمعات والمؤسسات عدم المساواة بين النوعين الاجتماعيين بشكل أساسي وهيكلي.

يتعلق هذا المنظور بكيف يتقاطع تغير اجتماعي أوسع في أحد المجالات الاجتماعية (بالتحديد العنف) مع مجال آخر، ألا وهو نظام الحكم، باعتباره سياقًا له كما يتقاطع مع الاقتصاد والمجتمع المدني (Walby,2009)، فإذا نظرنا للأمر على هذا النحو، نجد أملاً في التغيير الهيكلي؛ حيث يمكن حدوث ثورات اجتماعية في مجالات متعددة في الوقت نفسه – حتى لو لم تكن متوازنةمع تزايد احتمال هدم هيمنة نظام النوع الاجتماعي مع حدوث التغيرات في كل مجال من المجالات. هذا يوجه الانتباه أيضًا للشكل والهيكل المركب لنظم العنف (التي يهيمن فيها أحد النوعين الاجتماعيين على الآخر)، بما في ذلك الهياكل المضادة للعنف، علاوة على التناقضات الممكنة بين المستويات الأعلى نسبيًا من المساواة بين النوعين وفقًا لبعض المقاييس، لكن هذه المساواة تظل مصحوبة بمستويات عالية نسبيًا من البلاغات عن العنف الجنسي. إن هذه القضايا المجتمعية هي التي نبحثها في مشروع جديد في مجلس البحوث السويدي تقوده صوفيا ستريد ( ’نظم العنف: تنظير وشرح التنوعات في إنتاج العنف في نظم الدول الآخذة بالرعاية الاجتماعية للناس‘، مشروع 2017-1914).

سادسًا وأخيرًا، بينما نجحت حملة # أنا أيضًا في التوسع، كما وجه لها النقد؛ لإلقاء عبء مسئوليتها على كاهل النساء، ولعيوب المقاس الواحد الذي يناسب الجميع ( //:http

blogs.khaleejtimes.com/2017/10/19/why-i-didnt-join-the-hashtag-me-too /bandwagon )، فما زال ينتابها القصور، باختصار، في السعي إلى تغيير الرجال، وهم الذين يرتكبون العنف أساسًا (انظري وانظر: (Global Secretariat Team, MenEngage 2017 ,on #iPledge; Kractivism, 2017; Ruiz-Navarro 2017). لابد أن يتوقف الرجال عن ارتكاب ما يرتكبونه، وأن يتغيروا، ولا يفروا بفعلتهم.

بدأت في كتابة هذا المقال حين كنت مسافرًا لفرانكفورت. بدأت أنظر في مجلة خطوط لوفتهانزا الجوية، ودهشت قليلاً حين وجدت بها حوارًا مع نجم المسرح والسينما (داستين هوفمان)، وهو نجم الفضائح حاليًا. قال داستين هوفمان:

حين كنت ممثلاً مبتدئًا، كان من شأن فضيحة جنسية أن تعني نهاية مستقبلي العملي. أما الآن، فلو تسرب فيديو جنسي بطريقة ما إلى المجال العام، تصير نجمًا. هذا شيء استثنائي!‘ (Heldman,2017;62).

يا لها من انعدام فطنة فادحة من جانب النجم! لو لم يوضح هذا أي شيء آخر، لوضحت السرعة التي تتحول بها سياسات النوع / الجنس/ العنف وتتغير – وهو درس مستفاد أيضًا من بدء دمج حالات تعاطف البيض العنصريين في التيار السائد بحملة #45. قد تؤدي حملةأنا أيضًاإلى ثورة مختلفة في مجال النوع لاجتماعي.

أسجل امتناني لليزا هوسو، وصوفيا ستريد؛ لما أمدتاني به من معلومات وتعليقات على المسودات المبكرة للمقال.

سهام بنت سنية وعبد السلام: مترجمة تحريرية وفورية،وناقدة سينمائية.

(*)You, them, us, we, too? … online-offline, individual- collective, forgotten- remembered, harassment- violence. “European Journal of Women’s Studies 2018. Vol. 25(2) 228-235

(1) جوليان أسانج، هو صحفي وناشط ومبرمج أسترالي – إكوادوري، أسس موقع ويكيليكس ويرأس تحريره. حصل على جائزة من منظمة العفو الدولية في 2009، عند زيارته للسويد في 2010، اتهمته امرأتان بالإساءة الجنسية لهما، وأخذ التحقيق معه مجراه، وأخلي سبيله مع إعلان أن التحقيق يمكن أن يعاد فتحه لو زار أسانج السويد قبل أغسطس 2020 (المترجمة).

(2) هارفي وينشتاين، منتج ومخرج أفلام أميركي. شارك في تأسيس شركة ميراماكس مع شقيقه بوب وينشتاين، والتي أنتجت العديد من الأفلام المستقلة أبرزها:”جنس، وأكاذيب، وشريط فيديو،وخیال رخيص، ولعبة البكاء، ومخلوقات سماويةوشكسبير عاشقا“. في أكتوبر 2017، أثير عدد من ادعاءات التحرش والاعتداء الجنسي والاغتصاب ضده فيما عرف بفضيحة هارفي وينشتاين الجنسية، فأُقيل من مجلس إدارة شركته، كما طرد من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة،بحلول 31 أكتوبر، قدمت أكثر من 80 امرأة ادعاءات ضد وينشتاين. وقد تسببت هذه المزاعم في إطلاق حملة قادتها بعض صفوة نساء المجتمع والمشهورات دعون فيها إلى تبادل تجاربهن الخاصة بالاعتداء الجنسي، أو التحرش، أو الاغتصاب على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج MeToo# (المترجمة).

(3) ويليام هنريبيلكوسبي، الابن هو ممثل كوميدي، ومؤلف، ومنتج تلفزيوني، وموسيقي، وناشط أمريكي، يُعد أحد أشهر الأمريكان الأفارقة، اتُهم في 2004 بالتحرش والاعتداء الجنسي، و كان حينها في الحادية والثمانين من عمره (المترجمة).

(4) جيمي ويلسون فينسنت سافيل، أو جيمي سافيل، رجل تلفزيوني وإذاعي إنجليزي راحل، وهو أيضًا مدير قاعة رقص ومنظم حملات تبرعات. بعد وفاته، وجهت ضده مئات المزاعم بالاعتداء الجنسي؛ مما قاد الشرطة إلى الاعتقاد بأن سافيل كان متحرشًا جنسيًا (المترجمة).

(5) صرح ترامب في لقاء تليفزيوني له حين كان مرشحًا للرئاسة في 2005 أن نجمًا مثله له الحق في إمساك النساء من عضوهن التناسلي (المترجمة).

(6) party whip هو مسئول في حزب سياسي مهمته ضمان الانضباط الحزبي في السلطة التشريعية (المترجمة).

(7) Casting Couch هي الأريكة التي توجد في الغرف المعدة للقاء المخرجين والمنتجين بالمتقدمين والمتقدمات لأدوار التمثيل، وقد صارت كناية عن المواقعة الجنسية بين الرؤساء والمرؤوسات، أو أصحاب السلطة ومن يحتجن للوظائف، كما يوجد فيلم كوميدي بالعنوان نفسه (المترجمة).

Barr E (2017) In U,K,’s clubby parliament, abuse complaints may be used as weapons. New York Times, 7 Novamber. Available at: www.nytimes,com/2017/11/07/world/europ/ukparliament-misconduct.html

Bates L (2014) Everyday Sxism, London: Simon & Schuster.

Barndmeir K, Grimm M, Heise M and Holzhausen A (2017) Allianz Global Wealth Report 2017. Munich: Allianz SE. Available at: www.allianz.com/v_1506497732000/media/press/document/AGWR_17-Report_EN.pdf

Bratton EK (1987) The eye of the beholder: An interdisciplinary examination of law and social research in sexual harassment. New Mexico Law Review 17 (Winter): 91-114.

Bulzarik M (1987) Sexual harassment at the workplace: Historical notes. Radical America 12(4): 25-43.

Callerstig A-C (2014) Making equality work: Conflict, ambiguities and change actors in the implementation of equality policies in Public sector organisations. Dectoral Thesis, Linkoping University Electronic Press, Sweden.

Global Secretariat Team, MenEngage (2017) Metoo _ hear, believe an act: Time to be responsible, boys and men! Available at:

https://menengage.org/news/hear-believe-and-act/

Gutek B and Morasch B (1982) Sex ratios, sex-role spillover, and sexual harassment of women at work. Journal of Social Issues 38 (4): 55-74.

Halperin I (2008) Hollywood Undercover: Revealing the Sordid Secrets of Tinseltown. Edinbrugh: Mainstream.

Hearn J (2006) The implications of information and communication technologies for sexualites and sexualised violences: Contradictions of Sexual citizenshops. Political Geography 25 (8): 944-963.

Hearn J and Pakin W (1987) ‘Sex’ at ‘work’: The Power and Paradox of Organization Sexuality. Hemel Hempstead” Prentice Hall/Harvester Wheatsheaf; New York: St. Martin’s Press.

Helsman P (2017) Erfolg ist manchmal ein Unfall (Success in sometimes an sccident ) Lufthansa magazin (The Lughansa Magazine ) 11/17: 58-62.

Husu L, Katainen E, Peltonen E, Et al. (eds) (1995) Lukukirja Suomen naisille (Readings for Finnish Women). Helsinki: Gaudeamus.

Hogbacka R, Kandolin I, Haavio-Mannila E and Kauppinen-Toropainen K (1987) Sexual Harassment. Helsinke: Ministry of Social Affairs and Health. Equality Puplications. Series E: Abstracts 1/1987.

Housman M and Minor D (2015) Toxic workers. Harvard Business School Strategy Unit Working Paper no. 16-057. Available at: https://ssrn.com/abstract=2677700

aher DB (2014) ‘Painting with faces’: The casting director in American Theatre, cinema, and television. Doctoral The esis, University of Illinois at Urbana.

Kelly L (1988) Surviving Sexual Violence. London:Wiley.

Kractivism blog (2017) The ugly truths of men are not said out loud: that is the pact of patriarch. 29 October. Available at: www.kractivist.org/the-ugly-truths-of-men-are-not-said-out-loudthat-is-the-pact-of-patriarch-metoo/

Lambertz J (1985) Sexual harassment in the nineteenth century English cotton industry. History workshop 19 (Spring): 29-61. Hearn 235

Mackinnon C (1979) The Sexual Harassment of Working Women. New Haven, CT: Yale University Press.

Niemi H (2010) Managing in the ‘golden cage’: An ethnographic study of work, management and gender in parliamentary administration. Doctoral Thesis, Hanken School of Economics, Helsinki.

Puustinen L (2002) Tapaus Ahde’ mediatuomioistuimessa’ ( The Ahde cade ‘ in the media courtroom’ ). Journalismikritiikin vuosikirja (The Yearbook of Journalism Critique ) 25 (1): 56-63.

Ruiz-Navarro C (2017) Machos en rehabilitacion ( Males in regabilitation). El Espectator (The Spectator), 18 October, Available at: www.elespectador.com/opinion/machos-en-rehabilitacion-columna-718698

Scheiber N (2017) In a superstar economy, a Bull market in superstar harassers. New York Times, 31 October. Available at: www.nytimes.com/2017/10/31/business/superstars-sexual-harassment.html

Stanley l and Wise S (1987) Georgie Porgie: Sexual Harassment in Everyday Life. London: Pandora.

Strid s (2015) #talkaboutit: Talking about consent and coercion. In: walby S, et al., Stopping Rape, Bristol: Policy Press.

Walby S (2009) Globalization and Inequalities: Complexity and Contested Modernities. London: Sage.

Zimmer B (2017) ‘Casting couch’: The origins of a pernicious Hollywood cliché. The Atlantic, 17 October. Available at: www.theatlatic.con/entertainment/arcive/2017/10/casting-couchthe-origins-of-a-pernicious-hollywood-cliche/543000/

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي