من تاريخ الحركة النسائية -العاملات في صناعة الغزل والنسيج

اعداد بواسطة:

يُسعدُ المرأة الجديدة أن تستضيف على صفحاتها هذه المساهمة، للمناضل النقابي؛ طه سعد عثمان.

من تاريخ الحركة النسائية

العاملات في صناعة الغزل والنسيج

بدأ دخول العاملات في صناعة الغزل النسيج منذُ أوائل أربعينات القرن العشرين، ولكن بأعدادٍ قليلة جدًا، وفي أقسام الفحص والأقسام المساعدة، بعيدًا عن آلات الانتاج، لدرجة أن بعض العاملات مراعاةً للتقاليد ، كانت تحضر إلى العمل بالملاية اللف.

وبعد تشكيل النقابة وتسجيلها في سنة ١٩٤٢، بدأت العاملاتُ تتشجع وتشتركُ على استحياء في الأعمال الكفاحية بمساعدة العمال أثناء الإضرابات، ثم أخذن يقمن بإضراباتٍ جزئية من أجل مطالب خاصة بهن، وبمساعدة من النقابة ورجال المندوبين، مما دفع بعضهن إلى التشجع للحضور إلى دار النقابة. في منتصف الأربعينات وخاصةً بعد الحرب العالمية الثانية، وفي مواجهة كساد الصناعة بعد الحرب، بدأت بعض المصانع تستخدم العاملات للعمل على آلات النسيج والغزل والتحضيرات، وبأجورٍ أقل قد تصل إلى نصف أجر العمال، ونتيجةً لدور العناصر الواعية من العمال، بدأ تذمرُ العاملات والمطالبة بالمساواة، وقد كان مطلب مساواة العمال بالعاملات في الأجر عند تساوي العمل أحد البنود الثمانية في برامج العمال. ومن أشهر المصانع التي استخدمت العاملات على أنوال النسيج، كانت شركة الجوت المصرية. عندما أخذ دور العمال يزيد في الحركة الوطنية، وارتبطوا بالطلبة، ونتيجةً لدخول الفكر الاشتراكي بين صفوف العمال، تكونت رابطةُ العاملات التي اشتركت في الحركة النقابية كتنظيمٍ نقابی نسائی مستقل، وأصدرت برنامجًا واشتركت في المظاهرات الوطنية، وظهر دورها المميز على المسرح النقابي والوطني.

في الكتاب الأول من مذكرات ووثائق من تاريخ عمال مصر عن (كفاح عمال النسيج) سطورٌ عن رابطة العاملات، وفي الوثائق نصٌ لبرنامج رابطة العاملات.

في أوائل الخمسينات انتخبت أول عاملة كعضوةٍ لمجلس إدارة النقابة العامةً لعمال النسيج الميكانيكي في القاهرة. يُذكر في هذا المجال / حكمت الغزالي، رئيسة رابطة العاملات وزينب العسكري زوجة المرحوم المناضل محمود محمد العسكري، وسيدة حسين مندوبة عاملات شركة الصوف بوليتكس، وغيرهن كثيرات ممن لهن دورٌ في تطور حركة العاملات النقابية والوطنية.

 

القطر المصري

أيتها العاملات:

إن الجوع يُهددنا، وأصحاب الأمر نائمون! إن الفقر يقتلنا، والمسيطرون متغافلون! فهاهم زملاؤنا العمال، يُشردون والمصانع تقفل، ولا من سامعٍ لطلباتنا ولا من مجيب! شبحُ البطالة يؤرق نومنا، وخوف الطرد يهدد حياتنا، ولا من مناصر ولا من معين! ففي أثناء الحرب كثرت المصانع وازداد تعدادها، فانضم كثيرٌ من الجيش الانجليزي، فزاد عددهم إلى مليون ونصف تقريبًا، ولكن يوصدون أمامنا المصانع الحربية بعد أن انتهت الحرب، فتشردنا ولم يُنظم لنا أمرٌ ولم يرتب لنا عمل.

لماذا هذه الظلم؟

كل هذا الظلم قد وقع علينا، وكل هذا الاستغلال منه قد قاسينا، لأننا غير متحدين ولأننا غير متكتلين. فلو اتحدنا عمالاً وعاملات؛ لاستطعنا أن ندافع عن حقوقنا وتحسين حالتنا، وخلق حياة حرة كريمة لنا .

نور جديد

اليوم ظهر نور مجدٍ جديد.

فقد ظهرت رابطة العاملات التي أخذت على عاتقها توحيد العاملات صفًا واحدًا، وتجمعهم في جمعٍ واحدٍ للمطالبة بحقوقهم، والعمل على تحسين حالاتهم.

اتصلوا بالرابطة صباح كل يوم أحد في تمام الساعة العاشرة صباحًا بمقرها . 6 حارة الشواربی میدان الأوبرا – القاهرة.

أغراض الرابطة

فللرابطة غرضان:

(۱) غرضٌ عام. (۲) غرضٌ خاص.

فالغرضُ العامُ يرمى إلى رفع مستوى الطبقة العاملة على العموم رجالاً ونساًء، وعلى توحيدهم في نقاباتٍ تُدافع عن حقوقهم والعمل على سعادتهم.

وأما الغرضُ الخاص: فهو رفع مستوى العاملة بالذات، ومساواة أجرها بأجر العامل، إذ نجدها اليوم مظلومةً لا تتقاضي نفس الأجر الذي يتقاضاه زميلها العامل، رغم قيامها بنفس العمل وبنفس الإنتاج.

فالرابطة تنوى العمل على تحقيق هذا المرمى، ألا وهو مساواة أجر العاملة بأجر العامل.

من أغراض الرابطة الأساسية أيضًا، العمل على منح العاملات حق التأمين ضد المرض والبطالة والعجز والشيخوخة، عدا إعطائهم إجازةً سنويةً كاملة، وإجازةً مرضيةً بأجر كامل.

وبتسهيل الحياة أمام العاملة، ستعمل الرابطة على حث الحكومة والشركات لإنشاء دور حضانة ورياض أطفال وبيوت أمومة، ومطاعم شعبيةٍ ومغاسل شعبية للعاملة وأولادها، ويُشترط أن يكون كل هذا بأجرٍ رخيصٍ جدًا، حتى تتكمن أي عاملةٍ مهما قل دخلها من الاشتراك بها. وإن أغراض الرابطة كثيرةٌ ولكن لا يُمكن تحقيقها إن لم تتحد وتتوحد، لأن الاتحاد هو السبيل الوحيد لتحقيق أغراضنا وأمانينا .

ماهو مؤتمر نقابات عمال القطر المصري؟

وإنه ليسعدنا نحن رابطة العاملات، أن نبشركم عن تكوين مؤتمر نقابات القُطر المصرى، ذلك المؤتمر الذي وحد نقابات القُطر إثر اجتماعٍ أول مايو، وهو يوم عيد العمال العالمي، فها هي ذي هيئةٌ جديدة ظهرت لتدافع عن حقوق الطبقة العاملة، وهي التي ستقود كفاحها حتى يبزغ نور فجرٍ جديد .

الرابطة عضو في المؤتمر

وإنه ليسرنا أن نُخبركم أن الرابطة ممثلةٌ في اللجنة التنفيذية والسكرتارية لهذا المؤتمر المصرى الجديد، فأصبحت رابطتنا في كفاحها تسندها نقابات القطر بأجمعها، وعمال العالم الديموقراطيين الممثلين في مؤتمر النقابات العالمي، الذي يُعتبر المؤتمر أيضًا عضوًا فيه.

فنحن في كفاحنا لسنا منفردين، بل يساعدنا عمال القطر المصرى وعمال العالم أجمع مجتمعين.

قرارات هامة

اجتمع هذا المؤتمر العمالي العظيم، واشتركت به الرابطة للمطالبة بالتالي:

1 – المطالبة بالجلاء التام سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.

٢ المطالبة بتطبيق كادر عمال الحكومة على جميع عمال مصر، لأن هذا الإجراء يعمل على رفع مستوى معيشة العمال ويسوى بينهم جميعًا .

3 – مكافحة البطالة، وذلك بمنع أصحاب المصانع من غلق مصانعهم، واستيلاء الحكومة على كل مصنعٍ يحاول الإغلاق، هذا عدا شراء الحكومة لورش الجيش الأمريكي والبريطاني، فمن حقنا أن نعمل ومن حقنا أن نعيش، ومن واجب الحكومة أن توفر لنا العمل. وعلى الحكومة أن تسن فورًا قانونًا للتأمين الاجتماعي ضد البطالة.

4 – إعادةُ العمال المتعطلين منذ أول يناير سنة 1946، ومنع توفير أي عامل من عمله .

5 – مُطالبة الحكومة بالافراج عن العمال المقبوض عليهم بسبب نضالهم النقابي والوطني، وتحسين معاملة الزملاء المقبوض عليهم، مع المطالبة بسرعة البت في قضيتهم.

6 – الاحتجاجُ الصارخُ على تشريد وطرد زملائنا عمال شبرا الخيمة، والمطالبة بوقف هذه الإجراءات في الحال.

7 – تحديد ساعات العمل بـ 40 ساعة في الأسبوع، مع عدم المساس بأجورنا وفقًا لقرار الاتحاد العالمي للنقابات. وتقرير يوم عطلةٍ أسبوعيةٍ بأجرٍ كاملٍ لجميع العمال.

8 – المطالبة باعتبار أول مايو من كل عام عيدًا عامًا لجميع العمال المصريين، بإجازةٍ مدفوعةٍ لهم كما هو مقررٌ لجميع عمال العالم.

9 – المطالبة بتحقيق هذه المطالب خلال شهرٍ من هذا التاريخ، حتى يتسنى للمؤتمر تحديد موقفه بعد ذلك.

الرابطة تطالب

وقد ارتفع صوت العاملة جنبًا إلى جنب مع الرجل ممثلاً في رابطة العاملات، وصلت الرابطة للمؤتمر طلبها بأن يضم لهذه المطالب مطلبُ أجر العامل.

ويسرنا أن نقول أن المؤتمر قد وافق بإجماع الآراء على ضم طلبنا لمجموع القرارات.

فيجب علينا كعاملات مصريات، أن نتحد وأن نُلبي جميعًا دعوة الرابطة ونداءها، فدعوة الرابطة دعوتنا ونداؤها نداؤنا .

كفاح واحد وأهداف واحدة

یا عاملات مصر، ويا عمالها. اتحدوا تحت لواءٍ واحدٍ حتى تنالوا حقوقكم المهضومة. ويا نساء مصر، ويا رجالها. اتحدوا في الكفاح لدفع الاستقلال الذي تقاسونه مشتركين. انضموا أيها العاملات إلى الرابطة، وانتخبوا لجان مصانعكم لتنوب عنكم في اللجنة التنفيذية لهذه الرابطة. ولتعملوا على حضور اجتماعاتها وتقويتها، فقوتها من قُوتكم، وقوتكم من قوتها .

أيها العاملاتُ المصريات، وأيها العمالُ المصريون، اتحدوا لضمان مستقبلٍ سعيدٍ لكم ولأولادكم، ولخلق حياةٍ إنسانيةٍ لكم وللجيل الجديد.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي