خواطر أم الهنا

“الست تقدر تيجى على نفسها .. الراجل ما يقدرش”

أم الهنا.. ست عادية.. عاملة.. عمرها 38 سنة.. من أصل ريفي.. تسكن أحد أحياء القاهرة الفقيرة… متزوجة من ٢٥ سنة وعندها 3 أولاد.

أم الهنا تتحدث..

– لما كنت صغيرة كنت أشوف منديل الدم بعد ما يخرجوا العروسة. .. سألت أمي ليه.. وكان عندي سبع سنين.. قالت لي دول بيقطعوا صباعها .. وخفت موت من الموضوع ده .. وفضلت مصادقاه لغاية ما كبرت.. أنا كنت بنت وحيدة، وما كنش لية أخت أكبر منى أسألها، وأمي كانت قافلة عليه وما ليش خبرة.. وما كلمتنيش عن الموضوع ده أبدًا .. يوم ما اتجوزت سمعت أمي بتقول لجوزي مش حاتقدر عليها دى قوية. وابن خالتي قال له أديها حبة منومة.

– جوزی خدني بعد الفرح على مصر. وكان عاوز يدخل طبيعي. لما شفته قالع وبيتهجم على هجمت عليه وضربته وخربشته في وشه وهو قعد يقول لي أني حلاله بس من غير فايدة. تاني يوم قعد يعيط ويقول لي حايقولوا على مش راجل أو هيقولوا فيكي عيب وأنا قلت له لو جیت ناحیتی حاأرمی نفسي من الشباك. راح نده صاحبة البيت. قامت جايبة الداية وكتفتني ودخلت بلدي. بس هو كان زعلان قوى وقعد يعيط ويقول أنتي إلى أجبرتيني أعمل كده. لما أهلي جم سألوه فين المنديل. أنا رحت جايباه من الأرض ورمياه في وش أخويا وقلت لهم خدوا مش هوه ده اللى عايزينه.

– أنا مش فاكره من طهارتي غير أنه كان فيه ستات كثير وخالتي كتفتني برضه وكان فيه وجع وبعدين ربطوا على أيدى الحتة اللي قطعوها، وكان معايا بنات الجيران وحزمونا من تحت واكلونا فراخ بلدي. وقالوا علشان أنتم كبرتم. مش عارفة لو عندي بنات كنت أطاهرهم ولا لأ. الحمد لله أن عندي صبيان.

– بس لو عندي بنت ما كنتش أدخلها بلدي أبدًا، البلدي سببه الجهل ود لوقت البنت مفتحة وبتمشى مع خطيبها قبل الجواز والحاجات دى بتبقى أسهل.

– حرام الست ما توافقش جوزها لو هو عايزها، وفي الدين إنها لو ما طاوعتهوش تبقى متحرمة عليه 40 يوم بعد کده. وبرضه حرام هو ما يوافقهاش لو عايزاه لأنها زيها زيه عندها مشاعر. بس هو ما لهوش عقاب إلا لو سابها أكثر من ثلاث شهور، یعنی حتی لو سافر لازم يرجع كل ثالث شهر ويبقى يسافر ثاني بيقولوا كده في إذاعة القرآن الكريم. بصراحة رغم أني عارفة أن حرام أني ما أطاوعهوش لكن مش معقول يكون ضاربني أو مبهدل كرامتي وبعدين ييجي يقول عايزني. حتى لو حرام مش حاقدر. ما أنا برضه عندي شعور. أنا لو عايزاه ما قدرش أقول. كرامتى تتهان. يبقى شكلی ازاى لو قاللي لأ. الست برضه عندها حياء وما تطلعش منها العيبة دى، وبعدين الست تقدر على نفسها وتيجى على نفسها لكن الراجل لأ .. حايبقى عصبی ومبهدل الدنيا لو ما حققش اللي هو عايزه، والست بتشترى راحتها وراحة بيتها وتقصر الشر..

– مش من حق الراجل يضرب مراته لأن الدين ببقول مودة ورحمة مش ضرب وأذية .. جوزی ساعات بيعملها .. لما يغضب من حاجة وعشان كده أنا بأتقى شره على قد ما أقدر. .. هو مش من حقه.. .. بس هاعمل إيه .. ما قدرش أخرج من البيت علشان ما يتخربش إلا لو حاجة كبيرة قوى لأن عندي عيال..

– النساء في الزمن ده مش ناقصات عقل.. وبالعكس يمكن أعقل من الرجالة وبيتحملوا المسؤولية.. ونقص الدين ممكن يكون في الستات والرجالة.. مش شرط الستات بس.. وده مش من الأحاديث الدينية..

المقصود بالرجال قوامون على النساء أن عندهم عضلات وأقوى من الستات في جسمهم.. مش مقصود أنهم أفضل.

– وسائل تنظيم الأسرة حرام.. السنية بيقولوا كده.. لكن أنا باستخدم لولب لأن الظروف الاقتصادية دلوقتى تخلى أنه حرام أكثر أجيب أولاد وملقاش أأكلهم.

– الإجهاض حرام بعد أربع شهور لما الطفل يتخلق كامل ويبقى لو نزل يقدر يعيش.. قبل كده بيبقى دم متجمع مفيهوش روح.. أنا أجهضت مرتين.. مرة أول ما أتجوزت.. لوحده كده.. تاني مرة بعد ثالث عيل حسيت أن الحامل على اللولب.. عملت التحاليل وسألت زمايلي قالوا لي روحي الأجزخانة .. أدوني حقنتين زيت أخدتهم مع بعض وغليت زجاجة سبورت وشربتها سخنة والعة وغليت قشر بصل وشربته .. قالوا الحاجات دى تفك الدم.. وفعلاً نزل الدم، قعد أسبوعين وراح .. أحسن طبعًا الإجهاض في المستشفى بس الدكاترة ما بيرضوش الا لو الزوج وافق علشان ما يبقاش غلط عليهم..

– لأ .. مفيش قانون يمنع الإجهاض ما دام الاثنين موافقين.. أنا جوزي كان موافق لأنه مش عايز عيال كثير بس ما رحناش المستشفى لأنه مش فاضي ييجي معايا. وكمان بصراحة قلة فلوس يمكن لو ما كنش الطريقة البلدي نفعت كنت أخدته ورحت.. الطريقة البلدي أسهل.. ولا بنج ولا حاجة.. بس المستشفى أحسن لأن الخطورة تبقى أقل وفيه عناية لأن بعد الإجهاض جاني هبوط قعد سنة.. ما رحتش المستشفى لأنى عارفة أن ده من الدم الكثير اللي نزل.. قلت فلوس الدكتور آكل بها أحسن..

– جوزی استعمل مرة الواقي بس اتضايق منه، أنا استعملت الحبوب شوية هدت حيلي قلت اللولب أحسن ولو أنه ساعات بييجي لي نزيف بس بأستحمل.. الست تقدر تيجي على نفسها..

الراجل ما يقدرش.