دليل الجنسانية – الجزء الثاني

الشركاء: براح آمن

تاريخ النشر:

2022

مقدمة

بعد ما اتكلمنا في الجزء الأول فات عن الجنسانية ومكوناتها, واتكلمنا عن الهوية الجنسية والميل الجنسي, هنتكلم في الجزء الثاني عن الهوية الجندرية, تعريفها, مكوناتها, والأنواع اللي بتندرج تحتها. ومن هنا حابين نتكلم شوية حوالين أساس التعريفات والمصطلحات اللي احنا بنتكلم عنها، ومنين جت.

بعد شوية بحث وتنقيب كتير, لاقينا إن كل المصطلحات اللي احنا بنتكلم عنها هي بالأساس جاية من كتابات ونظريات لعلماء / نفس اجتماع. واللي اتخلصت في بالنسبة لنا في مجموعة من الأفكار أهمها وأساسها إن الانسان بيتولد جواه الذكر والأنثى, وجوه الميل الثنائي للذكر والأنثى، واللي بيتحدد أكثر في مرحلة من مراحل النمو ل ميل معين أو أكثر، وإن البيئة الاجتماعية والتجارب اللي بيمر بيها الشخص في حياته هي اللي بتحدد وتبني على الجزء الجيني جواه فا كانت البيئة والتجارب والتربية عامل مهم وأساسي في تكوين هوياتنا وتشكيلنا زيها زي الجينات.

لو مهتمات / ين تعرفوا أكتر عن تاريخ الحكاية ومنين جت ممكن تقروا أكتر عن الموضوع من خلال موقع ويكي جندر” .

 

تُعرف الهوية الجندرية: على أنها المفهوم الشخصي الذي يحدّده الفرد لنفسه كذكرٍ أو كأنثى ( أو بشكل نادرٍ لكليهما معًا، أو ليس لأي منهما). ويرتبط هذا المفهوم ارتباطًا وثيقًا بمفهوم الدور الجندريّ، والذي يُعرف بأنه مجموعة المظاهر الشخصية الخارجية التي تعكس الهوية الجندرية.

الجندر : عرفت الموسوعة البريطانية مصطلح الجندر بأنه: “شعور الإنسان بنفسه كذَكَر أو أنثى بغض النظر عن جنسه البيولوجي

عرَّفت منظمة الصحة العالمية (الجندر) بأنه:

المصطلح الذي يُفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية, لا علاقة لها بالاختلافات العُضوية. يتضح لنا وجود مصطلحين أساسيين لتحديد الهوية الجنسية والجندرية فلدينا مصطلح (الجنس) و مصطلح (لجندر).

 

(الجنس) Biological Sex:

وهو التركيب البيولوجي للجسم متمثلاً بالخصائص العضوية والتي تكون ذكرية أو أنثوية وذلك بدءًا من الكروموسومات والتركيب الهرموني وانتهاءًا بشكل الجسم والأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية.

الجندر gender:

وهو الذي يدل على إدراك الإنسان لذاته ولأي جنس ينتمي بناءًا على الأدوار المنوطة مجتمعيًا لكلا النوعين, الرجل والمرأة, ويعتمد تحديده على العامل النفسي بشكل أساسي، بالإضافة للعوامل الاجتماعية المختلفة.

معلومات حول الهوية الجندرية:

  • عند الأغلبية من الناس يكون هناك توافق بين الهوية الجندرية والتركيب البيولوجي للجسم، ولكن هناك حالاتٌ لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافُق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية.

  • الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة؛ بل تؤثّر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية، وتتغيّر وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية, كلما نما الطفل.

منذ بدء البشرية، اعتمد الإنسان تصنيفًا مبنيًا على الثنائية الجنسية, الذكر والأنثى, ولترسيخ هذه الثنائية, قام بخلق ثنائية جندرية هي الرجل والمرأة. فهل يمكننا التسليم بهذا التصنيف؟

يُجيب العلم عن هذا السؤال بالنفي المطلق.

فعلى الرغم من أن الأغلبية العظمى من الناس يولدون ذكورًا أو إناثًا إلا أن هناك نسبة من البشر يولدون بخصائص عضوية مشتركة بين الجنسين, وهم من يطلق عليهم الإنترسكس (Intersex) أو الجنس البينى. وتختلف حالات الجنس البيني فيما بينها, فقد يولد البعض بأعضاء مشوهة أو مزدوجة. وهناك حالات أخرى تكون الأعضاء فيها سليمة ولكن التركيب الكروموسومي يختلف عن كلا التركيبين الذكري والأنثوي.

فمن المعروف أن الكروموسومات: عند الذكر تكون (XY) – عند الأنثى (XX)

هناك أشخاص لا تنطبق هذه الكروموسومات عليهم, هؤلاء هم بينيو الجنس ( انترسکس), فلا يوجد نمطان اثنان فقط من الكروموسومات لدى البشر, يوجد أنماط أخرى مثل :

xyy xxy xxx xy / xo /xx / xo / xx / xy xo xyyy xxyy xxxx والمزيد, وبالتالي ليس هناك نمطان اثنان فقط للأعضاء التناسلية، ولذلك تم اقتراح مقياس كويجلی

quigley scale / مقياس كويجلي:

هو نظام وصفي ومرئي لتصنيف النمط الظاهري للأعضاء التناسلية. يستخدم سبع فئات / درجات بين الأعضاء التناسلية الذكورية بالكاملو المؤنثة بالكامل“. تم اقتراحه من قبل أخصائي الغدد الصماء لدى الأطفال Charmian A. Quigley عام 1995.

هناك ما يسمى بـ الجنس البينيوهي حالات لا تبدو فيها الأعضاء للرضيع بوضوح هل هي ذكورية أم أنثوية.

يمتلك الطفل أعضاء تناسلية ملتبسة. بعدها يقوم الطبيب بعملية تحديد الكروموسومات, وتتم عملية تصحيح جراحي في الغالب قبل سن سنة، لكن لا يعتبر ذلك عبورًا جنسيًا. وكما نلاحظ في تعبير LGBTQIA أو مجتمع الميم. يشير حرف ال ا إلى ال Intersex وهو متداخل الجنس. وهو شخص لا يتوافق بيولوجيًا مع الإناث أو الذكور, قد تشمل حالات ولادة بتشريح أنثوي مع وجود أعضاء ذكورية من الداخل، أو تحتوي بعض خلايا الشخص على كروموسومات XX وبعض الخلايا على كروموسومات xy

كيف تبدأ البين جنسية طبيا :

  • في بداية الحمل (من الأسبوع الرابع حتى السادس من الحمل) يكون هناك عدم تمايز بين الأعضاء التناسية الخارجية بين الذكور والإناث الأنسجة الأولية الأصلية هي نفسها للذكور والنساء وتحت تأثير ظروف هرمونية وجنينة معينة يبدأ التمايز قد تؤدي هذه الظروف لميلاد الاشخاص بيني الجنس

  • تبدأ الأعضاء الجنسية في التمايز في الأسبوع العاشر للذكور وفي الأسبوع العشرين للإناث.

  • متى يمكن تمييز ثنائية الجنس للمرة الأولى :

في أوقات مختلفة من عمر الإنسان

1 – عند الميلاد .

2 – عند البلوغ .

3 – أثناء الكشف الطبي بالاشاعة في أي سن .

4 – بعد الوفاة مع تشريح الطب الشرعي.

5 – أو قد لا يكتشف الانسان ابدًا.

ما الذي يحدد كون الشخص بيني الجنس من عدمه ؟

من المفترض ألا يتدخل المجتمع لتقرير مشاعر الآخرين ناحية أنفسهم وألا يعيب عليهم خلقتهم. فالطبيعة لا تقرر أين تبدأ أو تنتهي صفات الذكور والإناث ولكن المجتمع يقرر ذلك. فالأعضاء التناسلية لثنائي الجنس ليست مرضًا ولا تسبب أمراض ولا يوجد دليل على أنها تؤثر سلبًا على الحالة النفسية .

الهوية الجنسية ليست أعضاء تناسلية فقط وبالتالي لا يمكن إجبار الأطفال علي التفكير كنوع جنسي معين لمجرد أنه تم معالجتهم جراحيًا عند الصغر فكيمياء المخ والهرمونات ستظل كما هي.

ورغم ذلك فإن عمليات تأكيد الجنس التي يتم إجراءها لبينين الجنس يقررها الأطباء للهوية الأقرب للشخص بيولوجيًا وليس الهوية التى يرى الشخص أنها تعبر عنه مما يعد نوعًا من التمييز والإجبار على إمتثال الشخص لنوع اجتماعي لا يرغبه.

ولأن الهوية لا تحدد باأعضاء تناسلية فقط فتظهر لدينا هويات جندرية متعددة تندرج تحت هويتين رئيسيتين, منسجم النوع الجندري وغير منسجم النوع الجندري, ويشمل المصطلح الأخير عدة أنواع من الهويات.

منسجم النوع الجندري

Cisgender

هو الشخص الذي يكون لديه تطابق بين هويته الجندرية وجنسه البيولوجي المحدد له عند الميلاد.

غیر منسجم النوع الجندري

Transgender

  • هو الشخص الذي لا تتطابق هويته الجندرية مع جنسه البيولوجي.

  • يُستعمل للتعريف عن الأشخاص العابرين / ات للنوع الاجتماعي, وهم الذين يسعون للعيش بالجندر الذي يشعرون بالانتماء له سواء بالخضوع للعمليات الجراحية أو بالتدخل الهرمونى أو بدونه.

  • هناك عدة هويات يمكن إدراجها تحت هذا المصطلح.

  • عابر / ة جنسيًا ((Transsexuall:

مصطلح يُطلق على الشخص الغير منسجم للنوع الجندري والذي خضع أو يحتاج للخضوع لعمليات تدخل هرموني وجراحى ليجعل جسمه متوافقًا مع هويته الجندرية، حيث يؤدي العلاج الهرموني والعمليات الجراحية إلى تغيير الخصائص البيولوجية من الجنس الذي تم تشخيصه عند الولادة إلى الجنس الذي يشعر هذا الشخص بالإنتماء إليه، فتكون بذلك عملية العبور الجنسي.

  • معدوم الهوية الجندرية Agender)):

    الشخص الذي لا يعرّف عن نفسه على أنه يمتلك هوية جندرية يمكن تصنيفها على أنها رجل أو إمرأة, أو يعرف نفسه بأنه لا يمتلك هوية جنسية.

  • ثنائي الهوية الجندرية (Bigender):

    مصطلح يصف الشخص الذي يمتلك كلتا الهويتين الجندريتين (رجل وإمرأة) في آن واحد.

  • مرن الهوية الجندرية Genderfluid)):

    الشخص الذي تتبدل هويته الجندرية بين كلا النوعين, الرجل والمرأة.

  • عدم مطابقة الجندر (Gender non-conforming):

    يُستخدم للإشارة إلى الشخص الذي يكون خارج نطاق ثنائية الجندر, شخص يُنظر إلى تعبيره الجندري على أنه غير متسق مع المعايير الثقافية المتوقعة لهذا الجنس.

  • حر الهوية الجندرية (Genderqueer):

    هو الشخص الذي لا تتمثل هويته الجندرية في كونه رجلاً ولا إمرأة أو أنه شخص بين النوعين أو خارج نطاقهما، أو أنه يجمع بين كلا النوعين.

  • لام منتمي للثنائية الجنسية / الجندرية (Non-Binary):

هو الشخص الذي لا يشعر بالانتماء إلى أي من قطبي الثنائية الجنسية / الجندرية, فلا يشعر بنفسه كذكر / رجل ولا أنثى / إمرأة.

ويُمكن اعتبار أن كلاً من:

  • معدوم الهوية الجندرية (Agender).

  • ثنائي الهوية الجندرية (Bigender).

  • مرن الهوية الجندرية (Genderfluid).

  • حر الهوية الجندرية (Genderqueer).

هويات غير منتمية للثنائية الجنسية / الجندرية (Non-binary)

عدم الرضى عن الهويه الجنسيه : “انزعاج جندری” Gender Dysphoria)): مصطلح طبي يُستخدم لوصف الأشخاص الذين يعانون من ضيق /أزمة

مع الهوية الجنسية التي اختارها لهم المجتمع، ينقسم لثلاث أنواع :

  • جسدي: ليس سعيدًا بجسمه ووظائفه الجنسية.

  • اجتماعي: ليس سعيدًا بطريقة تعامل الناس معه على أساس مظهره.

  • عقلي: ليس سعيدًا بأفكاره حول هويته الجنسية.

لا يخضع بالضرورة كل من يعاني من أزمة مع هويته الجنسية لعلاج جراحي أو هرموني.

هو عدة مراحل يمر بها العابر / ة للإتساق مع الهوية الجندرية التي يشعر / تشعر بالإنتماء إليها.

قد يشمل إحدى هذه الإجراءات أو قد تشمل جميعها:

  • العبور الإجتماعي هو تأكيد الفرد على هويته الجندرية من خلال التفاعلات الإجتماعية المختلفة التي يشعر فيها العابر / ة بالأمان الكافي للظهور بهويته / ا الجندرية التى ينتمى / تنتمى لها.

وقد يتطلب هذا خطوات مثل التخلى عن الإسم الذي تم إختياره عند الولادة وإستبداله بإسم آخر وتغيير الضمائر بما يناسب الهوية الجندرية التي ينتمى لها الشخص.

  • العبور الجنسى يشمل هذا المصطلح التدخل الطبي سواء كان جراحى أو علاج هرمونى لمواءمة الجسد مع الهوية الجندرية التي ينتمى إليها الشخص.

ومن أهم تلك الإجراءات الطبية علاج الإستبدال الهرموني الإخصاء للنساء إستئصال الرحم للرجال إستئصال الثديين للرجال البناء التناسلي للجنسين.

  • العبور القانوني نستطيع أن نصف هذا الإجراء بالتمثيل القانوني للعبور الجندري والذي قد يشمل تصحيح خانة الجنس في بطاقة الرقم القومى إستبدال الإسم الذى تم إختياره عند الولادة بالإسم الذى إختاره الشخص ليعبر عن هويته الجنسية تغيير الوثائق والأوراق الثبوتية بما يتناسب مع هويه الشخص الجندرية.

وفي مجتمعاتنا العربية لا تحدث هذه الخطوة قبل العبور الإجتماعي والجنسي مما قد يشكل خطورة على الأشخاص العابرين إجتماعيًا وقانونيًا وطبيًا ونفسيًا.

يحتاج العابرون والعابرات جندريًا / جنسيًا إلى المزيد من الوعي بحالتهم, هذا الذي يعني بالضرورة المزيد من التقبل والدعم المجتمعي, وينعكس ذلك عمليًا في تسهيل القوانين التي تعطي لهم الحق في تأكيد جنسهم، وتيسير حصولهم على الأوراق الحكومية اللازمة لذلك.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي