صورة المرأة في التليفزيون المصرى

عرض لنتائج دراسة قامت بها د. سهى عبد القادر

تناولت الدراسة تحليلاً لمضمون أربعة عشر مسلسلاً تليفزيونيًا، واثنى عشر تمثيلية قصيرة عُرضت على التليفزيون المصرى في الفترة ما بين أول إبريل ١٩٨٠ و 30 سبتمبر ۱۹۸۰، كذلك تناول التحليل أربعة وعشرين برنامجًا ذي طابع درامی مثل برنامج حياتيوأربعين برنامجًا نسائيًا عُرضوا في خلال الفترة ذاتها.

ماذا عكس التحليل؟

تمحورت صورة المرأة في التليفزيون المصرى حول ثلاثة جوانب أساسية: تمثيلُ النساء في العمل الدرامي، سماتهن الاجتماعية والاقتصادية، وسماتهن الشخصية.

فيما يتعلق بالتمثيل النسائي وُجد التالي:

1 – مثلث الشخصية النسائية 30% فقط من إجمالي الشخصيات الدرامية، وتقلُ النسبة إلى 19% إذا رصدنا نسبة تواجد المرأة في الشخصيات الخلفية (الكومبارس)، كذلك وُجد أن الشخصيات الهامشية للدراما مثل ظهور طبيب أو محام أو مهندس للقطة واحدةٍ أو اثنين غالبًا ما يقوم بها الرجال.

٢ لا يختلف التمثيل النسائي باختلاف نوعية التمثيلية التليفزيونية، فالنسبةُ منخفضةٌ سواءً كان المضمون مغامرات أو قصص عائلية. “

3 – تظهر المرأة في مشاهد أقل مما يظهر فيها الرجل، فعلى حين تظهر المرأة في 60% فقط من المشاهد، يظهر الرجل في90% تقريبًا من المشاهد.

4 – يتعرض التليفزيون في تمثلياته إلى عالم الرجل أكثر بكثيرٍ مما يتعرض لعالم المرأة.

5 – تمثل المرأة 15.4% من الكاتبات و7.7% من المخرجات، ولم تكن هناك امرأة بين كاتبات السيناريو والحوار في العينة محل الدراسة.

أما بالنسبة للسمات الاجتماعية والاقتصادية للشخصيات الدرامية النسائية بالمقارنة بالشخصيات الرجالية، فإننا نجد أن التليفزيون المصري يتبنى منظورًا تقليديًا نحو المرأة، وقد تناولت الدراسة البعد الاقتصادي والاجتماعي من خلال ثمانية محاور: السن والحالة الاجتماعية والحالة الوظيفية والأبوة أو الأمومة، والمستوى التعليمي والمستوى الوظيفي، والطبقة الاجتماعية ومحل الإقامة من حيث ريفٍ أو حضر، فوجدت التالي:

1 – المرأة دائمًا أصغر سنًا من الرجل، رغم أن التعداد السكاني يعكس توازن الرجال والنساء في كافة الفئات العمرية، فالنساء في أكثر من نصف الشخصيات يقعُ عمرهن في العشرينات، في حين يقع الرجال في الثلاثينات.

٢ في حين كانت الحالة الاجتماعية بين متزوجة وغير متزوجة تشكلُ تصنيفًا لـ ٨٠% من الشخصيات النسائية، نجدُ أن هذا التصنيف قد تناول 30% من الرجال، والذين كانوا في أغلب الأحوال يُعرفون بوظائفهم أو درجاتهم قبل أن يعرفوا بعلاقةٍ ما مع شخصيةٍ نسائية في ذات المسلسل.

3 – تميل المسلسلات إلى تصوير المرأة العاملة كأمرأة غير متزوجة 80%: من الشخصيات النسائية غير المتزوجة تعملن، في حين لا تعمل سوى ٣٠% من السيدات المتزوجات، و15% من النساء المطلقات والأرامل. أما الوظائف التي تشغلها النساء فعادةً ما تتركز في مجالات السكرتارية أو المساعدة المنزلية أو الممرضات أو المدرسات أو الممثلات والمطربات والراقصات.

إن انتهاج التليفزيون المصرى لمنهجٍ تقليدي ومُتكرر نحو النساء، ينعكس بشكلٍ أكثر وضوحًا إذا ما نظرنا إلى السمات الشخصية التي تُميز الشخصيات الدرامية من النساء والرجال، فنجد أن هناك تقسيمٌ لما يجب أن تكون عليه المرأة الجيدةمن تمسك بالأخلاقيات والقيموتحمل المسؤولية نحو الأجيال القادمة، والانصياع والضعف والاعتماديه والغفران والتنازل الراضي عن الحقوق. أما المرأة التي تتميز بصفات الرجالمثل القوة في اتخاذ القرار، والاستقلال والاندفاع والمبادرة، فهي غالبًا ما تكون شخصيةُ إشكالية.

أما بالنسبة للمحاور الأخرى، فنجد أن الدراما التليفزيونية أبعدُ ما تكون عن الطبيعة الغالبة في المجتمع المصري، فالإطار الدرامي غالبًا حضري، يتناولُ الشرائح العليا من المجتمع، ثم نجد أن 80% من المتزوجين لديهم طفلٌ أو اثنين على الأكثر، 53% من النساء، و58% من الرجال في التمثيليات متعلمين وحاملين لشهادة الثانوية أو ما يتجاوزها، 50% من النساء و 90% من الرجال يشغلون وظائف مُريحة، ثم إن كافة التمثيليات محل الدراسة، تدورُ أحداثها في القاهرة، وينتمي 40% من الشخصيات النسائية والرجالية على السواء إلى الطبقات العليا.

هذا عن المسلسل التليفزيوني، فما هو خطابُ البرامج النسائية للنساء؟

1 – 19.5% من الموضوعات خاص بالديكور والأثاث والزهور والتزيين ألخ.. (خاصة في برنامج عالم المرأة“).

٢ – 19.5% يدور حول تربية الأطفال (خاصة في برنامج عزيزتي حواء)” وعادةً ما يتحدث فيه أطباء من الرجال ليُعلموا النساء كيف يغذون أطفالهن ويرضعونهم.

3 – 15% يدور حول الموضة (موضوع في كل برنامج نسائي تقريبًا) يتناولُ الملابس والشعر والبشرة والوزن…. إلخ.

4 – 11.5% الصحة بشكلٍ عام، وكيفية رعاية مرضى القلب والسكر أو موضوعات خاصة بالصحة العامة مثل رعاية الأسنان.

5 – 9.3% يتناول تحضير الطعام، من حيث إما وجبات سريعة أو وجبات لضيوفكأو وجبات تحمل نفس القيمة الغذائية مثل اللحوم.

6 – 5.8% الحياكة والتركيو..إلخ

7 – 5.8% عمل اجتماعي من خلال جمعيات خيرية.

8 – 3.4% تناولت الأدوار السياسية للمرأة من خلال استضافة عضواتٍ بالبرلمان للبحث فيما يقدمنه لتحسين وضع المرأة.

9 – 3.4% تنظيم الأسرة من خلال لقاءاتٍ مع أطباء أمراض نساء.

10 – 3.4% الاستهلاك ومناقشة أساليب لمقاومة التضخم.

١١ – 3.4% الفن والحياة من خلال زيارات لمراكز فنية.

تشيرُ هذه الأرقام إلى أن البرامج النسائية التليفزيونية تنظرُ إلى المرأة باعتبارها زوجةً وأم أولاً، ثم هي بعد ذلك جزءٌ من الحياة العامة للمجتمع (اللهم إلا فيما يتعلقُ بمظهرها وجمالها وأناقتها .. فهذا أيضًا يأتى كأولوية) ثم إن هذه البرامج تُذاع عادةً إما في الفترة الصباحية أو فترة الظهيرة، أي في الأوقات التي لا يُمكن للمرأة العاملة فيها أن تتواجد بالمنزل.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي