قراءة نقدية في مسيرة مجلة نسوية…طيبة

التصنيفات: النظرية النسوية

تاريخ النشر:

2007

كتابة:

طيبة: قراءة نقدية في مسيرة مجلة نسوية

إن القراءة النقدية المقدمة هنا تأتي استجابة لدعوة هيئة تحرير مجلة طيبةفي محاولتهن الجادة والمحترمة لتقييم جهد قامت به مؤسسة المرأة الجديدةمشكورة على مدى ثمانية أعداد مجلة طيبةامتدت على مدار ما يزيد على الأعوام الخمسة، وسأقدم فيما يلي قراءتي لأعداد المجلة عبر تاريخها، وذلك في ضوء ما ورد في افتتاحية العدد الأول، مركزة في قراءتي على محتويات المجلة، وعلى مراحل تطورها، تعقبها مجموعة من الملاحظات والمقترحات.

صدر العدد التجريبي (الأول) من مجلة طيبةفي بدايات عام 2002 مارس طبقا للغلاف الخارجي، ويناير طبقًا للغلاف الداخلي)، وجاء عنوان الافتتاحية لماذا مجلة نظرية؟مفسرًا رؤية هيئة تحرير المجلة لأهميتها كمجلة نسوية نظرية“. وتكشف لنا بأهمية إصدار مجلة نسوية نظرية باللغة العربية، وهو ما يمكن إيجاز أهم جوانبه فيها يلي {:1) الحاجة الماسة إلى وجود منابر للدراسات النسوية والخطابات النسائية الافتتاحية صادرة عن المنطقة العربية ومنشورة باللغة العربية. 2) ضرورة مواصلة إصدار مجلات نسوية عربية، والأمل في أن تكون طيبة “”امتدادًالما سبقها من محاولات وتشجيع مبادرات أخرى لتطوير وتجميع الجهود النظرية من منظور نسوي“. 3) أتي على رأس أهداف هيئة التحرير تأكيد على التعددية“. 4) محاولة خلق حلقة اتصال وسد الفجوة بين النظرية والممارسةأي الدراسات النسوية والعمل النسوي، بحيث يضيف أحدهما للآخر. أما أهم العقبات التي واجهت هيئة تحرير المجلة فتتمثل في ندرة الدراسات النسوية المحلية المكتوبة باللغة العربية مما فرض على المجلة الاهتمام بترجمة بعض الدراسات وإتاحتها باللغة العربية، وهي جهود تتم بغرض تطوير خطاب نسوي عربي (طيبة: النسوية والهوية، 4 -5).

وقد وضعت الافتتاحية هيكلاً عامًا لمحتويات أعداد المجلة: “اتفقنا على أن تضم طيبةمجموعة من الأبواب الثابتة في كل عدد: أوراق ودراسات، مقالات مترجمة، عروض كتب، على أن تتصدى معظم الأبواب إلى لقضية محددة في كل عدد” (طيبة: النسوية والهوية، 6). كما عبرت الافتتاحية عن اهتمام هيئة التحرير بالقضية الفلسطينية، وحرصهن على تتبع الحركة النسوية في فلسطين وإفراد مساحة لها في المجلة. ومن الملاحظ أن المجلة قد التزمت إلى حد كبير بما أعلنته على صفحات عددها التجريبي، حيث إنها قد حافظت على هيكل محتوياتها، كما وحدت شكلها (أي تصميم الغلاف) وذلك رغم كون العدد التجريبي هو العدد الوحيد الذي رأست تحريره أماني أبو زيد، بينما أصبحت منى إبراهيمهي رئيسة تحرير ما أعقبه من أعداد (من العدد الثاني وحتى العدد الثامن الذي صدر أخيرًا). وهو أمر إنما يدل على وضوح رؤية هيئة تحرير المجلة المكونة من عضوات مؤسسات لمركز دراسات المرأة الجديدة (ثم مؤسسة المرأة الجديدة)، واستعانتهن بصاحبة الخبرة والمعرفة النظرية في تحقيق طموحاتهن وآمالهن للمجلة، والتي تتضح بصمتها على صفحات مجلة طيبة على مدار أعدادها. بل وحتى عندما نلحظ تغير بعض الأسماء في قائمة هيئة تحرير المجلة من عدد إلى آخر، فإننا نجد بعض الأسماء الثابتة، كما أن كلهن من مؤسسات مركز دراسات المرأة الجديدة، بما يؤكد لي من ناحية أن هيئة التحرير ليست كيانًا شكليًا بل مجموعة فعالة مشاركة في إصدار المجلة، كما يضمن لي كقارئة عدم حياد المجلة عن أهدافها، بل ينبئ بتطورها في الاتجاه الذي يتفق مع مؤسسة نسوية رائدة مثل المرأة الجديدة“.

 

(مارس 2002 – ديسمبر 2006)

تتكون محتويات أعداد مجلة طيبةمن أبواب ثابتة، حيث تبدأ بالافتتاحية التي تقدم مضمون كل عدد وتحدد أهمية الموضوع من وجهة نظر هيئة التحرير. ويعقبها باب الدراسات، ثم باب الترجمات” (باستثناء العددين الثاني والخامس)، يليها باب عروض الكتب” (باستثناء العدد الرابع الذي سبق فيه باب عروض الكتبباب الترجماتدون مبرر واضح)، وأخيرًا الوثائقبدءًا من العدد الثاني. والعدد الوحيد الذي جاء مغايرا لما قبله وبعده هو العدد السابع (يونيو 2006) الذي يضم معظم الأوراق المقدمة في مؤتمر الحركة النسائية المصرية المعاصرةالذي نظمته مؤسسة المرأة الجديدةفي ديسمبر 2005.

أولاً:الدراسات“. تضم أعداد المجلة دراسات تتفاوت ما بين الأبحاث المكتوبة بالعربية والمترجمة عن الإنجليزية، منها النظرية ومعظمها أبحاث تطبيقية، إضافة إلى بعض المقالات، كما ضم العدد الثامن تعقيبا على إحدى الدراسات (وهي إضافة قيمة ربما تكون قد نتجت عن تجربة العدد السابق الذي ضم أوراق المؤتمر والتعقيبات على الأبحاث والدراسات المقدمة). وقد أدى الاعتماد على ترجمة بعض الأبحاث ونشرها في باب الدراساتإلى اختفاء باب الترجماتفي بعض أعداد المجلة، أو الاحتفاظ به جنبًا إلى جنب الدراسات” (المترجمة) دون وضوح مبررات الفصل بين البابين.

ثانيًا:الترجمات“. لقد جاءت كل أعداد المجلة بأبحاث مترجمة تتفاوت ما بين 3- 4 ترجمات في كل عدد باستثناء الأعداد التي غاب فيها باب الترجماتمع وجود عدد من الأبحاث المترجمة ضمن باب الدراسات، ونجد في الترجمات إضافة كبيرة لمحتويات المجلة، ذلك إلى جانب ما تعكسه من اهتمام بصياغة المعرفة عن النسوية والدراسات النسائية باللغة العربية؛ طبقًا لما ورد في افتتاحية العدد الأول (التجريبي) من المجلة. ومن الملاحظ على صفحات المجلة التنوع على سبيل المثال في ترجمة مصطلح جوهري مثل “gender” ما بين الجندروالنوع الاجتماعيوالنوع“. وهي ترجمات تشير إلى المصطلح نفسه في الأدبيات العربية والمنقولة عن لغات أجنبية. كما وجدت نموذجًا لقيام المجلة بصياغة كلمة جديدة على سبيل ترجمة مصطلح إنجليزي، وهي كلمة النسوقراطيةالتي جاءت ترجمة للكلمة الإنجليزية “femocrat” (العدد الخامس)، في محاولة محمودة لخلق وصياغة كلمات بالعربية تتماشى مع نظيراتها الأجنبية.

ومن الملاحظ بشكل عام جودة الترجمة (رغم عدم اطلاعي. على الأصل ومقارنة النصوص)، فيما عدا بعض الحالات الاستثنائية، وربما يتمثل أوضحها في دراسة خالد فهمي التي وردت في العدد الأول، حيث كانت الترجمة ظالمة للدراسة عند قراءتها بالعربية، خاصة مع غياب التدقيق اللغوي. كما لاحظت في العدد الخامس أن الترجمة الخاصة بدراسة عن النسوية في بولندالم تتحر الدقة في نقل أسماء المطبوعات والأشخاص طبقًا للغة البولندية. وهو أمر قد يصعب على المترجمة أو المترجم التيقن منه في حالة وجود إشارات من لغة ثالثة، وفي تلك الحالات وعند الشك في النطق الصحيح لكلمة أو اسم ما، يفضل كتابته بالحروف اللاتينية تبعا للغته الأصلية.

ثالثا:عروض الكتب“. يضم كل عدد من أعداد المجلة عرضا لكتابين أو ثلاثة. ومن الملاحظ أن غالبية الكتب المعروضة هي كتب صادرة بالإنجليزية. أما الكتب الصادرة بالعربية المعروضة على صفحات المجلة فلا تتجاوز ثلاثة كتب على مدار الأعداد الثمانية، بينما تم عرض كتابين صادرين بالإنجليزية ومترجمين إلى العربية. إن هذا التفاوت في العدد بين الكتب العربية والإنجليزية المعروضة في المجلة إنما يعكس التفاوت فيما يتم إنتاجه من معرفة باللغتين العربية والإنجليزية في النسوية والدراسات النسائية.

وأدعو هيئة تحرير المجلة إلى محاولة التعرف على الكتب الصادرة بالعربية (أو المترجمة إلى العربية) لتعريف القراء والقارئات بها، وفتح المجال أمام الراغبات والراغبين في الاستزادة بالرجوع إلى الكتب نفسها. كذلك أدعو هيئة التحرير إلى الحرص على وجود البيانات الخاصة بعنوان الكتاب والمؤلفة أو المؤلف وتفاصيل النشر كما هي بلغتها الأصلية، سواء في متن العرض أو في هامش سفلي حتى يسهل الرجوع إليها.

رابعًا:الوثائق“. إن باب الوثائقيمثل في رأيي إضافةً فريدةً ومتميزةً وغايةً في الأهمية، بداية من العدد الثاني من المجلة، وخاصةً عندما يأتي عرض الوثيقة مصحوبا بتعليق أو تعقيب شارح لسياقها.

أولاً: على المستوى الشكلي، نلحظ زيادة مطردة في حجم المجلة، مما يشير إلى تزايد الدراسات والترجمات وعروض الكتب وغيرها من أبواب المجلة. فقد جاء العدد التجريبي (الأول) للمجلة في 183 صفحة، ثم يبدو أنه نظرا لما طرأ على المجلة من غياب رئيسة تحرير العدد الأول والبحث عمن يحل محلها في رئاسة التحرير انكمشت المجلة وظهرت في عددها الثاني (يناير 2003) في 96 صفحة (ربما أيضًا بسبب صغر حجم حروف الطباعة في هذا العدد)، ولكن ثبت أنها كانت مرحلة مؤقتة حيث ما لبث العدد الثالث أن ظهر (مايو 2003) في 191 صفحة، حتى وصلت في عددها الأخير (العدد الثامن، ديسمبر 2006) إلى 260 صفحة. وعلى الرغم من أن الحجم لا يعكس بالضرورة قيمة المطبوعة، فإن الزيادة في عدد صفحات المجلة هنا إنما تكشف عن تحقق جزء من أهدافها المعلنة في افتتاحية العدد الأول (التجريبي)، من حيث تشجيع إنتاج ونشر المعرفة عن قضايا النساء والدراسات النسائية باللغة العربية.

ثانيًا: تمت إضافة باب الوثائقكباب ثابت ضمن محتويات المجلة بداية من العدد الثاني، وهي إضافة مميزة وبالغة الأهمية، نظرا لما تخلقه بصورة غير مباشرة من ربط بين قضايا النساء في الماضي والحاضر.

ثالثًا: جاء العدد الأول (التجريبي) من المجلة متناولاً موضوع النسوية والهوية، في حين حملت الأعداد التالية العنوان الفرعي النساء والمقاومة، النساء والخطابات الثقافية، النساء والسلطة، النساء والفضاء الخاص، الحركات النسائية العالمية، الحركة النسائية المصرية المعاصرة، والنساء والعمل“. وعلى الرغم من أن العنوان الفرعي للمجلة يصفها بأنها مجلة نسوية نظرية، فإن الخروج بموضوعات الأعداد من إطار عنوان النسويةإلى النساءيخرج بالمجلة من الحدود النظرية الخالصة (feminist theory) إلى مجال الدراسات النسائية (women’s studies)، وهو ما يتوافق بقدر أكبر من الدقة مع محتوى المجلة على مدار أعدادها الثمانية.

رابعًا: جاء التعريف بالمشاركات والمشاركين في المجلة في عددها الأول (التجريبي) في هوامش أسفل الصفحة الأولى من كل دراسة أو مقالة، في حين تم إفراد صفحة مستقلة تضم تعريفًا بجميع المشاركين والمشاركات في نهاية المجلة منذ عددها الثاني، وهو الأمر الذي يضفي على المجلة معاني، بناء على قائمة تظهر في نهايتها موحية باستكمال الدائرة التي بدأت بقائمة هيئة التحرير في مستهل المجلة. فالمجلة في شكلها النهائي هي محصلة جهود هؤلاء وأولئك، كما تكتسب المجلات عمومًا قدرًا من مصداقيتها تبعا لقائمة المشاركين والمشاركات، مما يشجع غيرهم على الاقتراب من المجلة قراءة وكتابة.

خامسًا: يأتي العدد الرابع (مارس 2004) الخاص بموضوع النساء والسلطةوقد ظهر بتصميم الغلاف نفسه، وشعار المرأة الجديدةالذي لا تخطئه العين، ولكن في غياب تام للتعريف بمركز دراسات المرأة الجديدة ورسالته والذي نراه على صفحات المجلة في أعدادها الثلاثة الأولى انتهاء بالعدد الثالث (مايو 2003). فجاء العدد الرابع صادرًا عن مركز نورس للدراسات والبحوثمع استمرار فريق التحرير نفسه، بل وعنوان المراسلة والاتصال نفسه. أما العدد الخامس (سبتمبر 2004) فقد جاء صادرًا عن مؤسسة المرأة الجديدة“. وإذا توقفنا عند تلك التفاصيل البسيطة في سياق لحظتها التاريخية فإنما يمثل العدد الرابع النساء والسلطةفي حد ذاته تعبيرًا عن إصرار مؤسسة المرأة الجديدةعلى مقاومة السلطة، حيث إن المتتبع لجهود المنظمات النسائية ومؤسسات المجتمع المدني المصري يدرك أن تلك الفترة شهدت تدخل الدولة السافر في منظمات المجتمع المدني بإلغاء كيانها ما دام غير مسجل في وزارة الشئون الاجتماعية. وقد كانت مؤسسة المرأة الجديدةمن المنظمات التي واجهت معوقات في سبيل تسجيلها رسميًا اضطرتها إلى اللجوء للقضاء، في محاولة من الدولة لإلغاء بعض الكيانات المستقلة أو تعطيلها. ومن هنا كان صدور هذا العدد، في الفترة التي تم فيها إيقاف نشاط المركز، مؤشرًا على المقاومة والصمود في وجه السلطة، ويأتي موضوع العدد النساء والسلطةمتوافقا مع اللحظة التاريخية. وهو مؤشر على إيمان عضوات المرأة الجديدةبأهمية المجلة ودليل على إرادة الاستمرار.

أولاً: العنوان الفرعي للمجلة لا يتماشى تماما مع مضمونها. وفي ضوء ما طرأ على عنوان موضوع أعداد المجلة إلى تعديل من النسوية و…” إلى النساء و…”، فإن المجلة من حيث مضمون محتوياتها لا تنتمي إلى مجال النسوية النظرية (feminist theory)، بقدر اقترابها إلى الدراسات النسائية (women’ studies) وهي الأقرب إلى طبيعة مؤسسة المرأة الجديدة وهيئة تحريرها، بل وإلى رسالة المؤسسة الواردة في صفحة الغلاف الداخلي للمجلة. حيث تقترب النسوية النظرية من مجال الفلسفة والتنظير، في حين تقوم الدراسات النسائية على ربط النظرية بالتطبيق من منطلق الرغبة في التغيير. ومن هنا أقترح على هيئة تحرير المجلة مراجعة عنوان المجلة، ومع وعيي بصعوبة تغيير عنوان مجلة ذاع اسمها، لكنه في رأيي من الممكن إعادة النظر في العنوان الفرعي بحيث يكون مثلا: مجلة في الدراسات النسائية، أو ما شابه ذلك. فالعنوان الحالي لا يعبر في رأيي بدقة عن محتوى المجلة.

ثانيًا: يتم توصيف طيبةباعتبارها مجلة غير دورية، ومن الواضح أن الهدف كان إصدار عددين منها سنويا رغم حدوث تذبذب (له ما يبرره) وصدور عدد واحد في بعض السنوات (يناير/ مارس 2002، ديسمبر 2005) مع صدور عددين في سنوات أخرى (يناير 2003، مايو 2003، مارس 2004، سبتمبر 2004، يونيو 2006، ديسمبر 2006). وعلى الرغم من الضرورة التي تحتمها بعض الضغوط البيروقراطية والتي تفرض علينا اللجوء إلى مسميات مثل مجلة غير دوريةفإنه من المهم لمجلة مثل طيبةأن يكون لها برنامج محدد لمواعيد صدورها، ويمكن الالتفاف على المؤثرات الخارجية بتعديل موعد الصدور شهرًا بالتبكير أو التأخير. فانتظام موعد صدور المجلة يؤكد جدية العمل ويثبت أقدام المجلة عند قرائها وقارئاتها، والمشاركات والمشاركين فيها، وموزعيها.

ثالثًا: بالنسبة للعدد السابع الحركة النسائية المصرية المعاصرةوالذي يضم أوراقا تم تقديمها لمؤتمر نظمه مركز دراسات المرأة الجديدةبالاسم نفسه في ديسمبر 2005، فأرى أن إفراد عدد من مجلة طيبةلأوراق المؤتمر جاء مجحفا لكل من المؤتمر والمجلة، فمن ناحية لم يتم نشر الأوراق المقدمة كافد، بل تأجيل بعضها لأعداد تالية، ومن ناحية أخرى فقدت المجلة أبوابها المعتادة. وكان الأفضل هو إصدار أعمال المؤتمر كاملة، مع الإشارة على غلاف المجلة بأنه عدد خاصيضم أعمال مؤتمر… “. أما الحل الأخر في رأيي فكان يمكن ضم بعض محاور المؤتمر معا وإصدار أعداد من المجلة حولها، بحيث تضم بعض الأوراق المقدمة في باب الدراسات، مع استمرار الأبواب الأخرى ليقوم على صفحات المجلة حوار بين الدراسات وعروض الكتب والترجمات والوثائق القريبة من محاور المؤتمر.

رابعًا: من المزايا الكبيرة التي تتيح مزيدًا من المساهمات بالكتابة في المجلة هو نشر دعوة للكتابةفي نهاية كل عدد. ولكنني مع ذلك أعتقد أن الفترة ما بين صدور العدد وتوزيعه وما بين تاريخ تسليم الإسهامات للعدد التالي هي فترة قد تكون كافية لعروض الكتب أو الوثائق أو حتى الترجمات، ولكنها بلا شك قصيرة للغاية بالنسبة للدراسات إلا إذا كان المتوقع هو إعادة نشر أوراق سبق نشرها في مطبوعات أخرى. ومن هنا أقترح أن يتم إعداد قائمة بموضوعات أربعة أعداد مقبلة، وأرى أنه من الممكن إدماجها في صفحة واحدة يتم تذييلها بتفاصيل المراسلة. وهو الأمر الذي سيسهل تحقيقه عند الالتزام بمواعيد محددة لصدور الأعداد.

خامسًا: أتمنى أن أرى من المجلة أعدادا يتم إفرادها للنساء والأدب، والنساء والفنون التشكيلية، والنساء والمسرح، والنساء والسينما، والنساء واللغة، والنساء والعلوم، وغيرها. وأن يتم التركيز على أدوارالنساء بقدر الاهتمام بصورهن في المجالات المختلفة.

سادسًا: أقترح على هيئة تحرير المجلة إضافة باب للإبداع، يتم فيه نشر قصة أو قصيدة أو مقالة أدبية أو شهادة، أو أي نص إبداعي من منظور نسوي. وأعتقد أنه نظرًا لندرة الإبداع النسوي باللغة العربية، يمكن ترجمة نماذج من النصوص الإبداعية النسوية، مرفقة بتعليق أو تعقيب يكشف عن كيفية قراءة النص الإبداعي من منظور نسوي. فإذا كان من أهداف المجلة إثراء اللغة العربية بالدراسات النسائية، فلتلعب المجلة أيضًا دورًا في تشجيع الكتابة النسوية الأدبية، وخاصة في وجود رئيسة تحرير متخصصة في الدراسات الأدبية.

سابعًا: فيما يتعلق بعروض الكتب والترجمات، فإنني ألمس قدر الجهد الكبير الذي تبذله مجموعة التحرير (رئيسة وهيئة)، وأكاد أشفق عليهن من قدر المجهود الذي يتطلبه البحث والتنقيب عن كتب جديرة بالعرض ودراسات لازمة الترجمة، وذلك على اتساع موضوعات أعداد المجلة. ومن هنا أقترح على هيئة تحرير المجلة الاستعانة في بعض الأعداد بالمتخصصات في اختيار الكتب للعرض والمقالات للترجمة، وخاصة في موضوعات كالنساء والعلوم، أو النساء واللغة أو النساء والعمل الميداني وغيرها من موضوعات قد تبتعد عن مجال تخصص هيئة التحرير. فالاستعانة بضيف أو ضيفة هيئة التحرير قد يضيف الكثير إلى المجلة ويفتح آفاقًا متسعة.

وختامًا، فقد حرصت فيها سبق على توخي الموضوعية، رغم وعيي بإعجابي البالغ بتاريخ مؤسسات المرأة الجديدةوتقديري لجهودهن الرائدة والجادة في سبيل نساء هذا الوطن. ومع ذلك حاولت بقدر المستطاع إبعاد ذاتي عن مجلة طيبة، مع اعترافي بذاتيتي باعتبار أن الاعتراف بالذاتية هو من قبيل الموضوعية. ولعل ذاتيتي هي التي مكنتني هنا من تبني رؤية هي أقرب إلى نقد الذات، من منطلق النقد لا الانتقاد، ومن أجل المزيد من التطور والبناء.

إعداد:

هالة كمال: مدرسة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، عضوة بمؤسسة المرأة والذاكرة، وباحثة مهتمة بدراسات الجندر.

الكلمات المفتاحية: تطور المجلة, مجلة طيبة, مقترحات
شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي