ما أسهل الكلام المرسل!

التصنيفات: أرشيف صحفي, الحركات

اعداد بواسطة:

خواطر على الطريق

ما أسهل الكلام المرسل!

لم أكن أدرك حينما بدأت في كتابة هذه السطور أنني اختزن كل هذا الكم من الغضب : فقد يبدو الموضوع تافهًا بالنسبة للبعض، ولكنه ليس كذلك بالنسبة لي.

ما أسهل القاء الاتهامات الجزافية، ما أبسط أن يشكك صحفي هنا أو تنفيذي هناك في أخلاقيات منظمة أو شخص، أو أن يحاول هدم سمعتك بجرة قلم : فالموضوع ليس به عناء لهذا الشخص : إنه مجرد خبطة صحفية قد تجلب لصاحبها الشهرة أو بعض الأضواء، أو أنه مجرد تصريح لمسئول غير مسئول على الإطلاق يعلم جيدًا أنه لن يلاحق بسبب تشهيره بالأفراد أو بالمؤسسات ، لقد واجه المجتمع المدني فى مصر على مدى سنوات طويلة صعوبات ومعوقات متنوعة ومتعددة, تصاعدت خلال السنوات الثلاث الأخيرة لتصل إلى مصاف القذف، وهو الأمر الذي طال بداية المنظمات التي تتبني مقاربة حقوقية، ليمتد إلى منظمات أخري ربما فى محاولة لتغطية الهجمة الشرسة التى تواجهها منظمات حقوق الإنسان. وهذا لا يعني أنني أنكر إمكانية وجود بعض التجاوزات في أي منظمة كانت، ولكن محاسبة تلك التجاوزات لابد أن تحدث وفقًا لقواعد ومعايير واضحة. وبناء على أدلة وقرائن لا غبار على صحتها وحينما تتم تلك المحاسبة ، من الضروري أن يقوم بها طرف محايد لا ينظر إلى المجتمع المدني بعين الريبة والشك وإنما يعتمد الأمانة التامة فى الحكم على الأخطاء إن وجدت، وأعني هنا القضاء العادل وليس أي جهة أخري تمادت على مدى عقود في تكريس نظرة دونية تجاه المجتمع المدني.

لقد سبق أن تعرضت منظمتنا في عام ٢٠٠٣ لرفض الإشهار بزعم اعتراض الجهات الأمنية, وكان اللجوء للقضاء نصرًا لنا وإعلاءً من شأننا . وإلى جانب القضاء، ها نحن اليوم نعمل بكل طاقاتنا مع الفئات التي نري أنها الأكثر استحقاقًا لهذه الجهود أى النساء المهمشات في كل مكان : نساء في المصانع، وفي المنازل، وفي الشوارع, نساء في الريف وفي الحضر، في المناطق النائية وفي العشوائيات.

هؤلاء النساء لانعمل نيابة عنهن، فهن يمتلكن طاقات ذاتية لا نهائية، فقط ما يحتجن اليه هو إدراك تلك الطاقات والتعرف على سبل توظيفها والدفاع عن حقوقهن المهضومة. وإلى جانب تضامننا مع هؤلاء النساء، فإننا ندافع عن حقنا في حرية التنظيم؛ وهو حق أصيل في المجتمعات المتحضرة التي ندعي أننا ضمنها، وهو السبيل للقيام بالدور الذي ارتأيناه لأنفسنا.

فالعمل التطوعي هو اختيار حر ، يلبي تطلع الفرد إلى المشاركة فى المجال العام, والتدخل أينما وجد ظلمًا، والاستدفاء بروح الجماعة.

وعندما يتم تقييد هذه الحرية، أو تجريحها من خلال الإشاعات المغرضة، أو سب المدافعين عنها، فإن أولي المصابين من تلك الهجمات هم بالذات ذلك الجمهور المستهدف.

من هذا المنطلق، فإن الأحق بمحاسبتنا هن هؤلاء النساء؛ ولذلك فنحن نحتكم إليهن في المقام الأول.

نعم، ما أسهل الكلام المرسل، ولكننا نقولها عاليًا لمن يطلقون هذا الكلام المرسل: إننا لا نخشاهم.

بقيت كلمة أخيرة : المنظمات تعرف بتاريخها, بأعضائها، وبأفعالها، وبإنجازاتها، وبسلوكياتها وأخلاقياتها؛ فهذا هو العنوان الحقيقي الذي تفخر به كل عضوة من عضوات مؤسسة المرأة الجديدة“.

شارك:

اصدارات متعلقة

أزمات متوازية، ما نصيب النساء منها؟
الانتقام الإباحي.. تهديد رقمي يلاحق النساء ويقتلهن أحيانا
هل يجب علينا الاهتمام بالتغيرات المناخية
نص مليون من العاملين / ات بالخدمات المنزلية منزوعين/ ات الحقوق
التغيرات المناخية تمثل خطر كبير علي صحة الحوامل والأجنية بشكل خاص
“تمكين النساء لمواجهة التغيّرات المناخية”… مبادرة “عالم بالألوان” في مصر
نساء السعودية.. حقوق منقوصة وقمع متواصل
العنف الأسري ضد المرأة