هكذا تتحدث النساء عن العنف

يبدو أنه من الصعوبة بمكان إنهاء العنف. لأن الرجال الذين يمارسونه هم من ندخل معهم في علاقات قريبة وحميمة. وقد يكونون آباءً لأطفالنا. ورغم العنف، ربما تظل تربطنا بهم مشاعر الحب والإخلاص، ولا نترك منازلنا ليس فقط لأنهم يمنعونا؛ ولكن لأنه يبقى دائمًا لدينا أملٌ أن يغير هذا الرجل سلوكه العدواني. تعودت من قبل أن أقول لنفسي نعم لقد عاقبني لأني قلت شيئًا أثار جنونه” “أو أنه يضربني فقط عندما أجادلهالآن أعرف أن كل إنسان من حقه أن يغضب، هذا شي طبيعي، ولكن ليس من حقه أن يعبر عن غضبه بتعنيفي وإيذائي.

كثيرًا ما تسأل النساء اللاتي يتعرضن للعنف لماذا يبقين في منازلهن؟وهذا السؤال في الحقيقة يُحرف الاتجاه عن سؤال أهم هو لماذا ضُربن؟ أو تعرضن للإهانة أو الإساءة الجنسية؟النساء اللاتي تعرضن للضرب لا يحافظن على علاقتهن بأزواجهن، لأنهن يستمتعن بالضرب. “إننا نشعر كمن وقع في كمين ولا يمكننا الخروج للإنفصال، ولكننا نشعر أن بقاءنا تحت العنف أكثر أمانًا، عندما يكون لدينا أطفال، وليس لدينا القدرة على حمايتهم ودعمهم إذا تركنا المنزل، مثل اضطرار الأطفال لتغيير مدارسهم حال انتقالنا لملجأ لحماية النساء المعنفات، أو للأهل أو الأصدقاء في مدينة أخرى. إذا كنا تعايشنا مع العنف لفترة طويلة؛ ربما نكون في حال من الإجهاد النفسي حتى أننا ببساطة لا نتخيل لأنفسنا مخرجًا مما نحن فيه .

قد نشعر بالذنب للعنف الذي مُورس علينا، لأننا تعلمنا أن وظيفتنا الأساسية إسعادُ الرجال، وإذا لم يحدث هذا، فإننا الملومات وليس الرجال. لقد سمعت الكثيرات منا ومن أهلهن هذه الكلمات الأولاد هم الأولاد، وعلى الفتيات أن يحتطن لأنفسهن“.

والرسالة هي أنه يُمكن تفادي أي اهتمام ذکوری غیر مرغوب؛ فقط إذا كنا على درجة كافية من الحيطة. وإذا حدث أيُّ سوء لابد أنه خطأنا. إن لوم الضحية يحرر الرجل مرتكب العنف من المسؤولية عن فعله. كما أن بعض الصديقات قد يلمن الضحية ليشعرن بالأمان لقد تم اغتصابها لأنها كانت تمشى وحدها بعد منتصف الليل. ولن أفعل ذلك. وبالتالي لن يتم اغتصابي.

ككل ضحايا العنف الجنسي، لم أقدر على الكلام بسبب إحساسي بالعار، بالذنب، والمعتقدات المغلوطة التي دعمها البوليس والمجتمع بشكل عام.. إننى كنت المسؤولة عما فعله بي هؤلاء الرجال.

إن هذا الصمت، يعيد التضحية بالمرأة التي تعرضت للعنف مرة بعد الأخرى..

ولن اسكت بعد اليوم

ترجمة نادية عبد الوهاب.

شارك:

اصدارات متعلقة

الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان
ممنوع على الستات
ماما تحت الأنقاض
تشويه مش طهارة
العمالة المنزلية : استغلال جنسي تحت نظام الكفالة
المرآة لم تحررني، بل زادتني بوعي وثقل تاريخي كأنثي