لن ينصت الناس لها

تصورات جماعة يوروبا عن العقم

تركز هذه الورقة البحثية على التصورات الاجتماعية عن العقم وعدم الإنجاب عند النساء فى يوروبا بجنوب غرب نيجيريا, انطلاقًا من نتائج دراستين إمبريقيتين, أجريت إحداهما في إيجيرو إيكيتى والأخرى في إيبادان. لقد عانت النساء اللاتى لا ينجبن فى يوروبا, تاريخيًا, من الازدراء والاحتقار. وفى يومنا هذا, كما كان الحال في الماضي، فان وجود الأطفال يؤمن مكانة ومستقبل النسب الأبوى؛ وبالتالى يظل عقم الزوجة شأنًا عامًا للجماعة كلها، أو بقول آخر: قضية شخصية وعامة فى آن واحد. وتضم التغيرات التى جرت فى التصورات الاجتماعية للعقم وعيًا متزايدًا بأن تعدد الشركاء والإجهاض غير ا لقانوني، فضلاً عن أمراض النساء وغيرها من أنواع العدوى تمثل مصدرًا مهمًا للعقم؛ فقد تنامى اللجوء إلى العيادات، كما أصبحت المطالبة بإثبات عدم الإصابة بالعقم قبل إتمام الزواج أمرًا شائعًا الآن. وتُعلمنا الحركة المسيحية الكارزميةأن العقم هو سوء حظ يعوض الله عنه. ومن هنا، تشجع هذه الحركة الأزواج على الصبر والسعى من أجل الحصول على المساعدة الطبية، كما تحمى النساء من الاتمهمات القاسية التي يكيلها لهن أعضاء الأسرة الممتدة. لقد تجاوزت هذه المجموعة تبنى العلاج الطبى وأخذت تلفت الانتباه إلى ضرورة تحدى البنى الثقافية التى تؤثر على الوضع الاجتماعى للنساء عمومًا، ولأولئك اللاتي يعانين من العقم بشكل خاص.

تدرس هذه الورقة البحثية المعنى الاجتماعي لعقم النساء بين جماعة يوروبا، وهى جماعة عرقية كبيرة تقطن جنوب شرق نيجيريا، وكان لها دور مهم سياسيًا في تطور نيجيريا الحديثة” . وتركز الورقة على أثر البنية الاجتماعية، من الأسرة إلى الدولة, على التصورات عن عدم الإنجاب، بما في ذلك البنى المتغيرة والمجموعات الاجتماعية المسئولة عن تلك التطورات, دون الخوض فى المشكلات المرتبطة بالصحة أو الخبرات الشخصية للنساء المصابات بالعقم.

لقد استقينا البيانات المستخدمة في هذه الدراسة من مجموعة متنوعة من الدراسات الإمبريقية والمصادر الفرعية . حصلنا على البيانات الإمبريقية من دراستين الأولى كانت تتعلق بالمواقف تجاه العقم، وقد أجريت خلال الفترة مايو يونيو ۱۹۹۲(1) بين ١٠٤ رجلاً وامرأة في إيجيرو إيكيتى بولاية إيكيتى (شرق يوروبا). وقد كان جميع أفراد العينة البحثية فوق ١٥ سنة، وتراوحت أعمار الغالبية (٩٥%) بين ١٥ ٥٠ سنة . وهناك ١٠% فقط لم يسبق لهم الزواج. جميع أفراد العينة أيضًا كانوا من الطلاب عدا واحدًا، وكان المستوى التعليمى لأفراد العينة أعلى من المتوسط الوطنى؛ فقد كانت نسبة من لم يحصلوا على تعليم رسمى ١٧,٦% فقط مقارنة ب ٤٢,٩% من البالغين فى نيجيريا عام ١٩٩٥(2) ، بينما حصل ٢٥% على تعليم ابتدائى, ٣٠% على تعليم ثانوى, ١٠% على تعليم جامعى أو تقنى. وحصل الآخرون على تدريب على التدريس، أو تعليم مهنى، أو برامج لتعليم الكبار . ضمت العينة كثيرًا من التجار (٣٦%)، كما ضمت أيضًا مدرسين (10%) وخياطين وخياطات (۹%) ومزارعين (۹%,) فضلاً عن الحلاقين والممرضات والموظفين والعاطلين اشتملت الأسئلة الموجهة إلى أفراد العينة على أسئلة عن عدد الأطفال المتوقع أن تنجبه المرأة بشكل عام. وأسباب العقم وتبعاته الاجتماعية والنصيحة التي يمكن تقديمها إلى امرأة تعانى من مشكلات الخصوبة. كما غطت الأسئلة أيضًا مواقف أفراد العينة تجاه فعالية كل من العلاج المحلى أو العلاج الغربي للعقم . وقد تم تدريب ثلاث باحثات مساعدات، يتحدثن لغة المنطقة, على عمل المقابلات المقننة.

وعلاوة على الدراسة التى أُجريت في إيجيرو – إيكيتي, استعنت أيضًا بالمادة المتوفرة من خلال مقابلات وملاحظات أفراد العينة فى دراسة أجريت حول الحركة الكارزميةفي يوروبالاند. اختبرت الدراسة مختلف أبعاد الحياة الأسرية، بما فيها المواقف من العقم. وتُعد هذه الحركة تشكيلاً مسيحيًا وطنيًا. بدأت الحركة الكارزمية في باكورة السبعينيات بين الطلاب في جامعة إيبادان(3). ومنذ ذلك الحين امتدت لتشمل مناطق وفئات اجتماعية أخرى فى نيجيريا. استمر جمع معلومات هذه الدراسة الثانية فى إيبادان فترة ۱۰ شهور بدءًا من نوفمبر ١٩٩٦. وتوليت، ومعى باحثة مساعدة إجراء البحث الميدانى الذى ضم مقابلات شبه مقننة, ومناقشات للمجموعات البؤرية، وملاحظات من جانب المشاركين، ومواد مطبوعة. كما قمنا أيضًا بتسجيل اجتماعات الزمالة المسيحية ومواعظ الكنيسة والمحاضرات العامة على شرائط تسجيل.

اتسمت الدراسة بالطابع الإثنوجرافي، فقد جرت المقابلات والمحادثات مع قيادات وأعضاء الطائفة في كنيستين تمكنت من دخولهما بفضل الباحثة المساعدة, تضم الكنيسة الأولى الكنيسة الدولية للعائلة الرحيمة“, ۱۰۰ عضو أساسى فى الكنيسة الرئيسية، على الرغم من وجود أربعة فروع بمواقع أخرى في إيبادان، وانشاء فرع آخر فى كينيا. وتضم الكنيسة الثانية, “كنيسة رهيما، حوالي ۹۰۰ عضو . وينتمى رعايا الكنيستين إلى فئة شباب البالغين, تتراوح أعمار أغلبهم بين ١٨ ٣٥ سنة ، وحاصلين على تعليم عال. وقد تأكدت المعلومات التى حصلنا عليها من قيادات الكنيسة حول المستوى التعليمى لرعاياها، عبر اختلاطنا بهم بعد خدمة يوم الأحد. ويشير أوجو، من خلال كتاباته حول الكاريزميين، إلى أن النخبة المتعلمة هى التى أسست بوجه عام الكنائس المستقلة داخل هذه الحركة، وأن أفراد هذه النخبة هم من ينجذبون إلى تلك الكنائس(4). ويتم تقديم الخدمات وإدارة لقاءات المجموعات والاجتماعات, باللغة الإنجليزية وتشكل النصوص المدونة (بالإنجليزية) السمة المميزة للحركة، وقد كانت مناقشات المجموعتين البؤريتين, وتدار بالإنجليزية, تضم نساء حاصلات على تعليم ثانوي وجامعي وتتراوح أعمارهن بين ٢٠ ٣٠ سنة. أما الأعضاء الآخرون. فقد كانوا بوجه عام من شباب المهنيين: المحامين, والمهندسين, والمدرسين, وأطباء الأسنان، ورجال البنوك، والطلاب.

ويُعد الكاريزميون الجماعة المسيحية الأسرع نموًا في الأمة، إذ يشكلون الآن حوالى ١٠% من إجمالي المسيحيين (5)، الذين يمثلون 50- 60% من عموم السكان. وتجذب تلك الكنائس زوارًا من خارج الحركة، ذلك أنها تتولى تنظيم مجموعات للصلاة، واجتماعات دينية, أو اللقاءات الروحية لمناقشة المشكلات الشخصية والاجتماعية بما فيها مشكلة العقم. كما يعمل الكاريزميون على توزيع كتبهم وكتيباتهم وشرائطهم المسموعة على نطاق واسع. ويساعد الوضع التعليمى للأعضاء، على قيامهم أيضًا بتنظيم حلقات دراسية وورش عمل ومحاضرات، يتولى إعدادها المحاسبون والأطباء والممرضات وغيرهم من المهنيين ويدعى إليها الجمهور العام. ومن هنا يمكننا الافتراض أن تأثيرهم يصل بشكل جدى إلى ما يتجاوز الكنيسة ذاتها. أن هذه الحركة، التى بدأت في أيبادان, قد وصلت إلى كل ولاية في الأمة، بما في ذلك ولاية إيكيتي.

وحول قضية العقم، تم سؤال أفراد العينة بشأن موقف التعاليم الكنسية، ومواقفهم الخاصة تجاه تعدد الزوجات, وتقسيم الأدوار وفقًا للنوع الاجتماعى داخل الزواج وتنظيم الأسرة، والإجهاض ، وأهمية الأطفال, ودور الأسرة الممتدة. وقد تناولت نقاشات المجموعتين البؤريتين المواقف تجاه الدورة الشهرية, وموانع الحمل, وأسباب العقم، واستخدام الخدمات الصحية الطبية.

يتم تحديد وجود العقم أو عدم الإنجاب اللاإرادي، سواء الأولى أو الثانوى, لدى النساء من خلال عدم قدرتهن على الحمل أو الاستمرار فى الحمل. قد ترجع عدم قدرة المرأة على الحمل إلى مشكلات بسبب أي من الشريكين أو كليهما، أو نتيجة أسباب مجهولة. ومع ذلك, من الأرجح في أغلب المجتمعات النامية إلقاء اللوم بشأن عدم الإنجاب على النساء. أما ما يعنيه ذلك بالنسبة إلى المرأة وأسرتها، فهو أمر يختلف بدرجة كبيرة باختلاف السياق الثقافى. ولفهم معنى العقم, من المهم بداية التمييز بين التصورات الاجتماعية للعقم وبين الضعف الانجابى. يشير جريل إلى أن الضعف الانجابى يُعد سمة فسيولوجية يجرى تشخيصها طبيًا لدى الأفراد(6)، بينما تشتمل التصورات الاجتماعية عن ظاهرة العقم على مجموعة مركبة من المعتقدات والقيم في إطار بنية اجتماعية خاصة.

لقد ظل العقم لفترة طويلة مشكلة إنجابية ومصدرًا للقلق الاجتماعى فى نيجيريا. وتاريخيًا، مثلت النساء اللاتي يعانين من مشكلات ترتبط بالعقم نسبة كبيرة من أوائل المترددين على الخدمات الطبية الجديدة التي أقامها الضباط والمبشرون التابعون للكولونيالية البريطانية فى نهاية القرن(7). كما كشفت الدراسات التي أجريت في السبعينيات عن أن العقم كان يمثل مشكلة خلال الفترة الكولونيالية. وعلى سبيل المثال، وجدت أولوسانيا أن النساء المتزوجات فى المجتمعات الحضرية (مثل: إيلى إيفى، إيبادان، أويو)، ومجتمعات الريف يعانين من ارتفاع معدلات فقد الحمل، إذ وصل المعدل في بلدة أويو إلى 17.3% وفى المجتمعات الريفية:” …. من بين أولئك (النساء) اللاتي كن متزوجات لفترة تصل إلى ۳۱ سنة أو أكثر، هناك تقريبًا امرأة واحدة من كل عشر نساء تعانى من العقم, كما أن نسبة تصل إلى حوالى الخُمس منهن لديهن طفل واحد فقط أو بلا أطفال(۸)

وتوضح المعلومات الحديثة أن العقم لا يزال مشكلة مهمة، ففى دراسة مقارنة لسبعة وعشرين بلدًا أفريقيًا, نُشرت عام ۱۹۹٦، يطرح إيركسن وبرونت أن العقم يتراوح بين ١٠.٥% و ١٤.٦% فى نيجيريا، بينما يتراوح المعدل الكلى للعقم فى البلدان الأفريقية بين ١٢,٧ – ١٦.9% وفى داخل نيجيريا. تميل معدلات العقم في يوروبا إلى الارتفاع نسبيًا (١٤%). وتماثل المعدلات التي وجدت فى الشمال بين الهوسا وفولاني وكانوري (13.5 -14.3%) وتنخفض المعدلات بين جماعات عرقية أخرى, بما فيها جماعة تيف ( ١٠%) وجماعة نوب (10.5) وجماعة تشامبا (6.9%)(8) . ويميل العقم إلى الارتفاع بين من مارسوا الجنس قبل سن ١٣، وبين النساء غير المتزوجات الناشطات جنسيًا، وبين سكان الحضر.

إن سهولة وصم النساء بأنهن عقيمات، أو مقاومة هذه الوصمة, وخبرات النساء غير المنجبات، وعملية البحث عن حلول للعقم، جميعها أمور تتجاوز الحقيقة البيولوجية المتعلقة بالضعف الانجابى. وهكذا، على سبيل المثال, نجد لدى جماعة نايار في جنوب الهند(10) أن قريبات المرأة من ناحية والدتها مسئولات عن حمايتها من المرض أو أى خطر يمكن أن يؤثر فى قدراتها التناسلية. وتتحمل جماعة الأقارب هذه وطأة الوصمة الملحقة بعدم الإنجاب. وإذا حدث العقم تثار التساؤلات حول سلوكهم قبل حدوثه أن إصابة الابنة بالضعف الإنجابي يمكن أن يدمر ليس فقط مكانة جماعة الأقارب برمتها. بل وحتى مستقبلهن.

ويتناقض اهتمام الحكومة النيجيرية الشديد بارتفاع الخصوبة والنمو السكانى مع القلق الاجتماعي بشأن عدم الإنجاب وضعف الخصوبة. ففى يوروبالاند، على سبيل المثال، من المتوقع أن تحمل العروس الشابة خلال شهور بعد زفافها، مما يجعل النساء يشعرن بالقلق منذ ليلة الزفاف (11) . ولا تزال النساء ينفقن قدرًا كبيرًا من المال سعيًا للعلاج من مختلف المصادر، سواء من المعالجين المحليين أو المعالجين بالإيمان أو الممارسين الطبيين. ونادرًا ما تكتفى النساء, بغض النظر عن تعليمهن أو وضعهن الوظيفي، بنوع واحد فقط من العلاج(12).

على الرغم من تحقيق الكثير فى مجال الاستقلال الاقتصادي لنساء يوروبا, لا تزال حياتهن تتمحور حول الأسرة، كما تنبع مسئولياتهن الاقتصادية بوصفهن بالغات من مسئولياتهن كأمهات وزوجات وبنات (13) . في مرحلة ما قبل الكولونيالية، كانت مجموعة الأقارب الرئيسية هي تلك التي تنحدر من النسب الأبوى. كما كانت حياة الأسرة مبنية عبر طبقات تراتبية يمثل النسب الأبوى فيها العامل المشترك، ثم ينقسم إلى أقسام وأسر ممتدة وأسر معيشية. وكانت التجمعات السكنية في العادة كبيرة، حيث تسكن قطاعات الأقارب في مجمعات محلية أبوية. وكانت وحدات الأسرة المعيشية داخل هذه المجمعات، تضم زوجة واحدة أو عدة زوجات. وفى حالة الأسر التى تضم أكثر من زوجة لرجل واحد, كان هناك تقسيم فرعى داخل كل أسرة معيشية قلب الأسرة. وقلب الأسرة هو الوحدة الاجتماعية التي تضم الأم وأطفالها / ومن يعتمدون عليها وباستثناء ذلك فان الأسرة المعيشية تتمحور حول النسب الأبوى. لقد كان قلب الأسرة بمثابة الوحدة الرئيسية للانتاج والاستهلاك والتنشئة الاجتماعية (14).

وعلى الرغم من ذلك، تقوم السلطة تقليديًا على النسب الأبوى، وبالتالي، تعتبر قلب الأسرة جزءًا من الأسرة المعيشية التى كانت تخضع لسلطة الأسرة الممتدة والنسب الأبوى. وفى الأحوال النموذجية، كان المجمع يخضع لرئاسة أكبر الذكور سناً، وهو يعيش مع زوجاته وذريته الذكور البالغين وزوجاتهم، علاوة على الأبناء غير المتزوجين والبنات اللاتى يعدن إلى الأسرة بسبب الطلاق أو الانفصال. وما يزال تعدد الزوجات واسع الانتشار في نيجيريا إلى اليوم؛ إذ توضح بيانات ١٩٩٠ أن ٤١% من النساء المتزوجات كُن في إطار تعدد الزوجات (15). ومع تنامى الوحدات السكنية المخصصة لأسر منفردة، فضلاً عن الحراك الاجتماعي والهجرة, كف عديد من الأزواج عن العيش في المجمعات الضخمة. وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة لعام ١٩٩١ حول نساء السوق فى إيلى إيفى أن ٥% فقط من النساء اللاتي شملتهن العينة البحثية كُن يعشن في مجمعات الأسرة (16). أما النساء الآخريات فقد كُن يعشن في أسر تعيلها النساء أو أسر نووية أو متعددة الزوجات، وتقع جميعها خارج تلك المجمعات.

وما يزال هناك إقرار بالتمايزات التقليدية بين النسب, والأسرة الممتدة، والأسرة المعيشية، ووحدات قلب الأسرة. كما لا يزال المهاجرون أو أفراد الأسرة الذين يعيشون خارج المجمعات الكبيرة، يتطلعون إلى كبار أفراد الأسرة من النسب الأبوى نفسه لنصحهم ودعمهم في اتخاذ القرارات. وتظل القرارات المتعلقة باللقاءات والاجتماعات والمشاورات الأسرية بالنسبة إلى الكثيرين قرارات مشتركة. وفي إطار النسب الأبوى، هناك تمايزات بين الأعضاء وفقًا لمكانتهم، والتي تتضمن السن، والوضع الاجتماعى، والنوع الاجتماعي، وعلى سبيل المثال، يعتبر جميع الأطفال (سواء الذكور أو الاناث) المولودين فى إطار النسب الأبوى أطفال الأسرة, وأى طفل يولد قبل أن تنضم امرأة ما إلى الأسرة من خلال الزواج يعتبر في مقام أعلىبالنسبة لها، بغض النظر عن سن الطفل فى فترة زفافها. والزواج, لا يلغى انتماء المرأة إلى النسب الأبوى لأسرتها، كما انه لا يكسبها انتماء إلى النسب الأبوى لزوجها. وتظل طوال حياتها ابنة الأسرة أومو إيلىالتى ولدت فيها ، وزائرةفي أسرة زوجها على أنها فى سياق النسب الأبوي الذي تنتمى إليه لا يشكل الأطفال الذكور (أشقاءها, أبناء عمومتها إلخ) مجرد أبناء للأسرة وإنما أيضًا مالكين للمنزل، وهو تمايز واضح فى مجال النوع الاجتماعي, ومن شأنه إضفاء الامتياز على الأطفال الذكور. وفى واقع الأمر، كان السؤال الذى يتكرر طرحه في الماضي عندما يولد طفل هو:

هل الوافد الجديد زائر (بنت) أم مالك للمنزل (ولد)؟

في هذا النمط من أنماط بنية الأسرة، لا تنتمى الأم وطفلها إلى نفس النسب الأبوى. وفى نهاية المطاف, فإن النسب الأبوى، وليس الزوج ، هو الذي يستولى على العمل الإنجابي للنساء اللاتي تزوجن من رجال ينتمون إليه. وفي هذا السياق، تتحدد قيمة العروس المقبلة فوق كل شئ بقدرتها على الإنجاب. في الماضي كانت حياة العروس الجديدة عادة صعبة. فقد كان من المتوقع أن تبدى احترامها لكل من هم أعلى مقامًافي مُجمع زوجها، وأن تقبل بالكدح والعمل الشاق، علاوة على إنجاب الكثير من الأطفال (۱۷).

واليوم كما كان الحال في الماضي، يضمن الأطفال الذين يولدون لنسب أبوى ما خلود الجماعة ورخاءها. ولهذا كان عقم الزوجة وما يزال يشكل مصدر قلق الجماعة ويصبح قضية شخصية وعامة. لقد كانت وما تزال أية عروس حديثة تخضع للمراقبة عن كثب, ومن غير المسموح أن تظل المشكلات المتعلقة بالحمل مشکلات خاصةكما هو الحال عادة بالنسبة إلى الأزواج في الغرب. ويوجز هالجرن الأمر على نحو بارع:

“… المرأة إما تتمتع بالخصوبة والأهمية، أو تكون عاقرًا وغير ذات أهمية على الإطلاق(18).

في أي زواج, من المتوقع أن رغبة الزوج في عدد الأطفال لها الأسبقية على رغبة الزوجة. وعلاوة على ذلك, نجد أن الرابطة بين الأسرة الممتدة وأولئك المنحدرين من نسب أبوى محدد تتيح للآخرين التدخل بحرية في منزل الأسرة النووية . وهو ما يعنى أنه ليس غريبًا أن يتدخل أقارب الرجل بقوة فى مثل هذه الأمور، بما في ذلك أخته وأمه اللتان تُعتبران عادة من العناصر الفاعلة المهمة في النقاشات التي تدور حول حجم الأسرة. وبالتالي، تفرض بنية الأسرة فى يوروبا انقسامًا عميقًا بين النساء، حيث تتباين الاهتمامات الإنجابية للمجموعات الفرعية للنساء داخل الأسرة. وعادة ما تستخدم القيم والمصالح البطريركية ببراعة من جانب إحدى المجموعات الفرعية ضد الأخرى. ومن الناحية العملية، فإن الأطفال الذين تلدهم المرأة ينتمونإلى شقيقات زوجها أكثر مما ينتمون إليها، وهذه الحقيقة عادة ما يتم التلاعب بها لمصلحة شقيقات الزوج. وعلى سبيل المثال، عادة ما تقوم القريبات بالتدخل بين الطرفين لتأمين زوجة أخرى لشقيقهم عندما تفشل الأولى فى إنجاب أطفال. وهناك اتجاه خفى قوى من عدم الثقة موجود بين هاتين المجموعتين من النساء في مجتمع مرتكز على أيديولوجية تقول أن الزوجة يجب أن تنجب أطفالاً، وخاصة من البنين (19)

تشير وولف(20) فى كتاباتها حول مشكلة العقم، إلى الازدراء الشديد الذى كانت تعامل به النساء غير القادرات على الإنجاب فى يوروبالاند . وكان يُشار بشكل عام إلى المرأة العاقر بكلمة أجون، وهى كلمة مشتقة من الفعل جونويعنى معاملة الشخص باحتقار. وعلاوة على

جدول رقم 1

أسباب عقم النساء في إيجيرو ايكيتي (۱۹۹۲)

الأسباب

تكرار ذكر السبب (العدد ١٥٤)

%

الإباحية / البغاء

50

23%

أسباب خارقة للطبيعة أو مكائد شريرة

36

23%

علل جسدية (بما في ذلك مشكلات أمراض النساء)

24

16%

الإجهاض

17

11%

الأرواح الشريرة

6

4%

قدر الشخص

5

2%

إرادة الله أو عقابه

5

3%

موانع الحمل الحديثة

2

1%

ليس لدي فكرة / لا أعرف

9

6%

ذلك، لم تكن المرأة التى لم تنجب تُدفن عادة عند وفاتها، بل كان جثمانها يلقى فى الغابة لتفترسه الحيوانات؛ الأمر الذي كان بمثابة رسالة قوية للمرأة العاقر نظراً لوجود الاعتقاد فى التناسخ . كما كانت المرأة العاقر تتعرض للسخرية علنًا، وتثار الشكوك حول سلوكها ومخالفتها للأعراف والقواعد الأخلاقية العامة، إذ أن العقم كان يُعزى عادة إلى ممارسة سلوك غير أخلاقي, أو نشاط ما أغضب الأسلاف أو الآلهة أو أى شخص في المجتمع المحلى . وعلاوة على ذلك، عادة ما كانت المرأة العاقر تتهم بممارسة السحر وبأنها افترستأطفالها، وهو ما يجعل الناس يتجنبونها ، وينتهى بها إلى العيش في عزلة اجتماعية . وعاجلاً أو آجلاً، سوف تأتى زوجة جديدة إلى المنزل وتتصاعد التوترات.

وما يزال كثير من هذه المعتقدات والممارسات قويًا حتى اليوم . وإلى جانب استمرار المعتقدات القديمة حول السحر والآلهة والانشطة الخارقة للطبيعة, تنمو أيضًا أفكار جديدة، إذ بدأ الناس يعزون العقم إلى أسباب أخرى سمعوا عنها، على سبيل المثال، من المسيحية والطب الغربي . ومنذ القرن التاسع عشر، وبوجه خاص نتيجة للكولونيالية، تفاعل كل من المذهب المسيحى والمعلومات الطبية البيولوجية مع جميع جوانب الحياة المحلية، مما أسفر عن تشكيلات فريدة يمتزج فيها القديم والجديد(21). وتنصهر فيها المعتقدات والممارسات التقليدية في مجال الصحة الإنجابية مع ما وفد من تكنولوجيا إنجابية ومعتقدات غربية. وبالإضافة إلى ذلك، توجد فى المجتمع النيجيرى حاليًا عدة قوانين حول الزواج جنبًا إلى جنب، مثل تلك المبنية على القوانين الغربية، إضافة إلى أنساق الزواج الإسلامي والمحلية ويُعتبر الثلاثة قانونيين، ويستخدمهم الناس في الوقت نفسه أو على التعاقب.

ومع ذلك، لم تطرد القوانين الجديدة سلطة النسب الأبوى داخل الجماعات، وظلت الأسرة الممتدة تمثل نسقًا مهمًا للدعم الاجتماعى، واستمرت الأنساب تقوم بدور سمسار السلطة لتحديد الأدوار والتوقعات المتعلقة بالزواج. وهكذا، يستمر التشديد على مسئولية الحمل بالنسبة للزوجة المرتقبة، ويظل رفض العقم قويًا.

يوضح الجدول رقم (۱) الأسباب التي طرحها أفراد العينة البحثية في إيجيرو إيكيتى حول عُقم المرأة. تراوحت الإجابات بين تقديم سبب واحد أو عدة أسباب, وأفاد البعض بأنهم لا يعرفون . بيد أن الكثيرين عزوا العقم إلى أمراض جسدية فى الجهاز التناسلي أو المعوى. وعلى سبيل المثال، أشار البعض إلى جيديجدىأى البواسير، أشار البعض أيضًا إلى مشكلات أمراض النساء المقترنة بالدورة الشهرية أو التبويض؛ فقد كان هناك اعتقاد أن نوعية بويضات المرأة تؤثر على الخصوبة. كما قيل أيضًا أن الرحم المائل، وغيره من مشكلات الجهاز التناسلى، يسبب العقم كما أشارت الممرضات أو نساء العينة المتخرجات من الجامعة. كما كان هناك خوف أيضًا من إمكانية أن تتسبب موانع الحمل الحديثة فى العقم. وعلاوة على الأسباب المعتادة الخارقة للطبيعة، ذكر أعضاء كنائس بنتاكوستال أن العقوبة الإلهية من بين الأسباب الممكنة.

وأخيراً ، كان هناك قلق على سلوك الفتيات الجنسي، إذ تشير الوثائق إلى ارتفاع معدلات النشاط الجنسي قبل الزواج عبر أنحاء البلاد، بما فى ذلك يوروبالاند . فقد اوضحت دراسة أجريت عام ۱۹۹۱ على ٥٥٩٩ مراهقًا ومراهقةً بداية النشاط الجنسى فى سن السابعة عشرة لنسبة ٥٠% من الأولاد و ٤٠% من البنات(22) . يُثار القلق أيضًا حول تعدد الشركاء والإجهاض غير القانوني, مع وصول نسبة ممارسة الجنس غير الشرعية والإجهاض إلى تقريبًا نصف (٤٤%) الأسباب المطروحة للعقم . كما يوجد اعتقاد بأن تنامى الهجرة بين الريف والحضر وتزايد فرص تعليم البنات، وإيقاع الحياة السريع في المدن، كلها عوامل تؤثر تأثيرًا سلبيًا على خصوبة النساء. وهو ما يعكسه كون النساء المتعلمات، وخاصة طالبات الجامعة هدف العديد من الفكاهات والأغاني الشعبية منذ الخمسينيات.

طُلب من أفراد العينة أيضًا شرح ما يحدث للمرأة غير القادرة على الإنجاب. أجاب كثيرون إجابات متطرفة فعلى سبيل المثال، شعر ۱۸ أن مثل هذه المرأة سوف تعامل مثل المنبوذين, ومن المرجح أن تنتحر نتيجة لليأس والعار والمعاملة السيئة سواء في منزل الزوجية أو خارجه. كما أضافوا أن أطفال الزوجات الآخريات أو الصديقات لا يسمح لهم بأداء مهام لها (وهو أمر يُعد ميزة مهمة بالنسبة لكبار السن). وفى واقع الأمر، أشارت إحدى نساء العينة البحثية إلى أن أطفال قريناتها يمكن أن يفلتن من عقوبة تسميتها شقيقة” (إجبون) – وتعتبر إهانة إذ جرى العرف على تسمية الأمباسم أحد أطفالها (مثل ماما توما). وبالكيفية نفسها، تواصل قريباتها ونسيباتها مناداتها بكلمة لياوو” (زوجة) وهو مصطلح محبب للعروس الشابة، لكنه يصبح إهانة عندما يطلق على زوجة أكبر أو بلا أطفال.

لا يصل المرء فى أفريقيا إلى مرحلة النضج بمجرد النضوج الجسدى ، بل يتحقق ذلك عبر عدة مراحل من خلال العلاقات الإنسانية. ويعتبر الزواج والأمومة الأبوة من أبرز السمات المميزة للنضج (23). وبالتالي، لا يحظى الأفراد المصابون بالعقم بالاحترام بوصفهم بالغين قادرين على تحمل المسئولية. ومن بين التعليقات المتكررة فى هذه الدراسة أن المرأة المتزوجة التي تعانى من هذا العيب (امرأة ليس لها مُسمى” ) من غير المتوقع أن تحظى باحترام بين الناس: إذ يمكن ببساطة تجاهل وجهات نظرها . وعلى سبيل المثال، قالت فلاحة غير متعلمة تبلغ من العمر ٤٠ سنة: “لن يكون لديها فرصة التعبير عن رأيها أمام الجميع كما ترغب“.

ويعتقد أفراد العينة البحثية أيضًا أن النساء العاقرات يحاولن تجنب المواقف التى تحتفل فيها النساء الآخريات بإنجازات أطفالهن أو بحفلات أعياد ميلادهم. وعادة ما يقال للزوجة أن امرأة أخرى قد رزقت بطفل من زوجها، وتمارس عليها ضغوط كبيرة، حتى من جانب أقربائها، لزيارة وتهنئة الأم الجديدة.

وفي كل مرحلة من مراحل الحياة هناك ما يذكر المرأة بعدم الإنجاب، وربما يعد موت الزوج أكثر الأمور إيلامًا ذلك أن وجود الذرية يحتل موقعًا مركزيًا بالنسبة إلى حسابات النسب فى الميراث، ففى بعض الأماكن يحصل الابن الأكبر بغض النظر عن مكانة والدته على أقسام بعينها من التركة، مثلاً البيت الذي كان أبوه يعيش فيه عند وفاته. كذلك، عادة ما يجرى تقسيم أملاك الرجل وفقًا لعدد وحدات قلب الأسرةداخل الأسرة المعيشية, ثم يجرى توزيعها على الأطفال. ومن الناحية التقليدية يرث الأطفال وليس الزوجات الأملاك. وهكذا فإن أي زوجة لم تنجب لا توضع في الحسبان عند توزيع الميراث فليس لها قلب أسرة” . وعلاوة على ذلك، تشعر النساء اللاتى يعانين من العقم بقلق آخر يتعلق بتوزيع أملاكهن الخاصة بعد وفاتهن.

وفى بعض الأحيان، تُعطى المرأة العاقر طفل أحد الأقارب لتربيته وخاصة إذا كانت تلك المرأة ميسورة الحال. وهو الأمر الذى يحل عادة كثيرًا من المشكلات المالية والعاطفية والتعليمية فى الأسرة الممتدة. وقد يتعامل الناس مع تلك المرأة مثل الأمهات الآخريات أي ينادونها باسم الطفل إلا أنه كثيرًا ما يوجد من يستمرون فى السخرية منها بتذكير كل فرد بأن ذلك الطفل ليس ابنها بالميلاد. وقد أشار أفراد العينة البحثية إلى أنه من المفهوم فى ظل تلك الظروف أن أغلب النساء غير المنجبات سوف ينتهى زواجهن إن آجلاً أو عاجلاً.

تعلى يوروبا كما هو حال كثير من المجموعات الأخرى في أفريقيا من شأن العلاقات الاجتماعية والإحساس بالجماعة (24)، وهناك ضغوط هائلة للانتماء إلى والتماهى مع الجماعات التى يقرها المجتمع المحلى. فالفرد المنعزل ليس شخصًا، وكل من يتحدى التصنيف تحوم حوله الشكوك بوصفه شخصًا معزولاً، أى لا شخص“.

والارتباط بالجماعة المناسبة يتم باشكال عديدة، لكن أكثرها أهمية، وخاصة بالنسبة للنساء، هو إنجاب طفل. لأن وجود الأطفال يوفر للأفراد والأسر الممتدة والأنساب المكانة المطلوبة، ويجعل الآخرين يتعاملون معم بجدية. فالفرد في هذه الحالة يفوز بحق اعتبار ولى أمر” (سواء كان أمًا أو أبًا)، وشخصًا مسئوماوربما يصبح سلفًا بعد الوفاة. والأسرة الممتدة التى تنمو بميلاد الأطفال، تضمن الانتماء في المستقبل إلى الجنس البشرى، وبالتالي لا يمكن تهميشها في المجتمع المحلى. وتُقام فى المدن والقرى العديد من المهرجانات المحلية التى تؤكد الأمومة. وهناك إحدى الشعائر التي يُطلق عليها أودون أوبا” (مهرجان الملكية) في أوندو, حيث تشكل زوجات الملك وأطفاله جزءًا من المواكب والشعائر التي ترمز إلى الازدهار. لكن الزوجات غير المنجبات يحظر عليهن الاحتفال؛ إذ يجب أن تقوم الأمهات بحمل أطفالهن الرضع على ظهورهن, أما النساء اللاتى لديهن أطفال أكبر فيضعن عرائس على ظهورهن (25), وعلى هذا النحو. يوجد دومًا تذكير بالاختلاف القائم بين النساء. “من عدو المرأة العاقر؟ إنها المرأة التي لديها طفل رضيع

ونظرًا لأن النساء هن اللاتى يلدن، فإن عقم الأنثى يهدد بتمزيق بنية الهوية الشخصية والنسب في أية بلدة أو قرية. وفي هذا السياق، تصبح المرأة غير المنجبة مصدر إزعاج فى إطار النسب الأبوى. وعلى الرغم من الإقرار بالعقم لدى الذكور ، فإنه لا يُعتبر مشكلة كبيرة فمن الناحية التقليدية، يجرى بسهولة إعداد ترتيبات خفية لأحد الأقرباء لتلقيح زوجة الرجل. وتُعتبر هذه الممارسة سرًا مكشوفًا بين البالغين(26). بالنسبة إلى النسب الأبوى فإن ما يهم هو الحفاظ على رابطة الدم, والذرية الناتجة تُعتبر تلقائيًا عضوًا في الأسرة الممتدة والنسب الأبوى. وبالنسبة إلى الآخرين في المجتمع بشكل عام، يعتبر حمل المرأة دليلاً كافيًا على قدرات زوجها التناسلية. بيد أن المرأة غير المنجبة تهدد بإقصاء جميع الأطرف المعنية، بما فيها المرأة نفسها, إلى هوامش حياة الجماعة / المجتمع المحلى فهى تقوض أساس الحياة الطيبةنفسه، كما تضعف الحق في مكان داخل الشبكات المهمة للجماعة. أما المرأة الخصيبة فهى تُيسر الانتماء إلى الجماعة.

ولهذا، يمثل الأطفال أهمية بالنسبة إلى مختلف الروابط وبالنسبة إلى ارتباط البالغين بالجماعات المهمة, وبالنسبة إلى تيسير الحياة الجيدة, أن الوجود على هامش حياة الجماعة أمر غير مقبول، وعدم الإنجاب يجعل الشريكان عرضة للتهميش بشكل خاص. كما يمكن القول أن وجود الأطفال، علاوة على ما فيه من وظيفة اقتصادية وشعور الوالدين بالأمان في شيخوختهما، يعزز الاهتمامات الجماعية للأفراد العائلات والمجتمعات المحلية. فعند الميلاد، لا يقتصر الأمر على وضع الأطفال فى الحسبان، وإنما يمتد ليشمل الكبار أيضًا.

يلعب الميسرون دورًا بالغ الأهمية في مجتمع يوروبا, يحظى الميسر بتقدير أعلى باعتباره ضروريًا لدفع عجلة الحياة اليومية في المجتمع المحلى, حيث يلجأ الناس إلى ميسر / وسيط فى كثير من المعاملات اليومية: لبدء علاقة, للاعتذار أو للتصالح بين طرفين، أو لطلب المساعدة، بل وحتى لإظهار العرفان على ما حصل عليه شخص ما من مساعدة فى الماضى. أى أن مجتمع يوروبا يعتمد على دور الميسرين ويعتقد بقوة أن الميسر الذي لا يمكن للطرف الآخر رفضه يلعب دورًا وجدانيًا في ترسيخ العلاقات الاجتماعية. وتقوم النساء بدور الميسر في حالات كثيرة ويمثل الدور الانجابي نمطًا نموذجيًا بالنسبة للمواقف الأخرى.

وخلال انتقالهن بين الانساب تكون النساء داخل هذه الجماعات الأساسية وخارجها فى الوقت نفسه. فالنساء بوصفهم زائرات فى عائلات أزواجهن، يُعتبرن بشكل عام مستشارات ووسيطات، من خلال المعرفة والخبرة التي تتراكم لديهن عبر الزمن. ومما له دلالة أن أوسون وهى إلهة الخصوبة. تُعتبر وسيطًا عظيمًا . وقد قيل إن الربة تتوسط بين القوى الإيجابية والسلبية في العالمين(17) (أى العالم المادى وعالم ما فوق الطبيعة) . وتساعد أوسون أتباعها بتأمين المعرفة حول قوى الخير والشر في كلا العالمين. بيد أن المرأة غير المُنجبة أن لم تمتلك ميزة الإفصاح عن رأيها علانية، وهو ما يعد ضروريًا بالنسبة لمن يقوم بدور المُيسر ، يصعب عليها بالتالي الاضطلاع بهذا الدور.

هناك قدر كبير من القلق حول العقم، ويرجع الكثير منه إلى زيادة النشاط الجنسى والأمراض المنقولة جنسيًا والإجهاض غير القانونى فى مرحلة المراهقة المبكرة . ومع محدودية البيانات، يصعب القول ما إذا كان العقم يتزايد فعلاً بين الشباب، وتكشف الدراسات عن أن المعلومات المتعلقة بمعدلات العقم في كل أنحاء أفريقيا, وهى المعلومات التى تم جمعها من النساء المسنات, ليست جديرة بالثقة, وأن تقديرات العقم بين النساء الأكبر سنًا قد تكون أقل من الواقع(28). وعلى سبيل المثال، كثير من النساء اللاتى لم يلدن أبدًا أطفالاً. صلبهن يقلن عادة على أطفالهن بالتربية أنهم أطفال بالميلاد. . بيد أنه في جميع الأحوال تسير الأمور حاليًا نحو الأسوأ . وقد أدى ذلك إلى مطالبة الرجال للنساء بالحمل قبل الزواج لإثبات خصوبتهن، وهو أمر يقره المنتمون إلى نسب أبوى محدد . وفي كثير من الحالات, لم تعد النظرة إلى الحمل قبل الزواج سيئة كما كان عليه الحال من ثلاثة أو أربعة عقود .

وفى الوقت نفسه، ازدهرت المؤسسات والخدمات المحلية مع سعى كثير من النساء إلى الحصول على المساعدة للتخلص من العقم . لقد ظل النسب الأبوي يلعب دور سمسار السلطة فى تحديد كثير من جوانب الحياة اليومية(29 ) . كما لوحظ أيضًا أنه: “…… لا توجد أية مؤسسة أخرى فى القرية، بما في ذلك العيادة الحكومية، تمتلك السلطة التى تمتلكها ديانةالملكية ……” على السلوك الذى يستهدف تحسين خصوبة الأنثى وإنجاب الأسر المعيشية (30).

لقد أثبتت التنمية الاقتصادية أنها محيرة في نيجيريا. وفى المقابل، يمكن القول أن الديكتاتورية العسكرية, والفساد وسوء الإدارة الاقتصادية، وانخفاض دخل الفرد (31) ، والارتفاع الصارخ فى أسعار المواد الغذائية وانتشار سوء التغذية بين النساء والأطفال، وانقطاع التعليم الابتدائى المجانى، والتنافس العرقى على السلطة بين ثلاث جماعات عرقية رئيسية (يوروبا, ايجبو, هوسا)، كل ذلك قد أسهم فى الشعور بعدم الأمام وانخفاض نوعية الحياة. وفى هذا السياق، تنامت قدرة الهيئات العرقية والدينية والسرية، وغيرها من منظمات المجتمع المحلى, على التنافس مع الدولة على ولاء الشعب ودعمه (32) .

وقد لعب ظهور مذاهب دينية جديدة بين المسيحيين الكارزميين دورًا ذا دلالة في تغيير المفاهيم الاجتماعية عن العقم عند النساء. وعلى الرغم من أنه قد يكون من المبكر تقييم تأثير مذاهب ومؤسسات الحركة على المدى البعيد, يطرح البحث وجود تطورات في إدراك العقم بين أتباع هذه المذاهب.

فيما يتعلق بحياة الأسرة ومكانة الأطفال فيها، يرفض من المسيحيون الكارزميون جميع أشكال تعدد الزوجات(33). ومجرد الانضمام إلى كنيسة كارزمية لا يمكن الرجل أن يتخذ زوجة ثانية, على الرغم من أن الرجل المتزوج بالفعل من أكثر من زوجة غير مطالب بتطليق أي من زوجاته عندما ينضم إلى الكنيسة. كما تعارض هذه الكنائس أيضًا سلطة الأسرة الممتدة والنسب الأبوى . يُقال أن السلطة تسكن في الله، والاتحاد بالزواج له الأولوية على الأسرة الممتدة وروابط الأم / الطفل في قلب الأسرة. وتُعتبر الأسرة النووية البنية المثالية واللبنة الأساسية للكنيسة(34). ويُنصح الأزواج الشباب بتحرير أنفسهم من قبضة الأسرة الممتدة التقليدية، وبأن يتعلموا العمل بوصفهم فريقًا. وعند استشارة إحدى القساوسة الإناث قالت: “يجب أن يحب الأزواج زوجاتهم ويخبروهن بكل ما يفعلونه(35). وبالمثل، لاحظ أحد القساوسة الذكور أنه لا توجد علاقة يمكن مقارنتها بعلاقة الفرد بيسوع الرب، ما عدا علاقة الزوج والزوجة …. على المرء أن يتجاوز الارتباط العاطفى والجغرافي (مع أفراد الأسرة الممتدة)، بمعنى عدم الاقتراب الشديد منهم(26).

وتتسم هذه التعاليم بالأهمية فى وضع ثقافي تضع فيه التزامات وأيديولوجيا الأنساب إسفينًا بين الزوج والزوجة لمصلحة القرابة الممتدة. ووفقًا لهذه التعاليم يعاد تعريف العقم بوصفه أمرًا خاصًابين الشريكين والله, وليس قضية يفرض عليها أفراد الأسرة الممتدة سلطتهم. وتدعم الكنائس هذه التعاليم بالصلاة, والاستشارات الطبية، والتشجيع على اللجوء إلى المستشفيات والعيادات. لكن الاستعانة بالمعالجين المحليين التقليديين محظور بصرامة.

يتم النظر للعقم بوصفه نوعًا من سوء الحظ الذي يمكن أن يعوض الله عنه. ويقال إنه مشكلة مؤقتة, مع حث من التحقوا بالكنيسة على الثقة بالربوالتحلي بالأمل. ومن المتوقع تغير سوء الحظ من خلال الإيمان وقوى الرب المعالجة. وفى هذا السياق هناك قبول بكل من إمكانية حدوث معجزة، ودور تكنولوجيا الإنجاب الطبية الحديثة(27). أن الاعتقاد بأن العقم مؤقت يشجع الشريكين على الانتظار بصبر لفترة طويلة قد تتراوح من ١٢ إلى ١٨ سنة، وتقل احتمالات قبولهما التبنى حلاً للمشكلة (28). ونظرًا لأن الشريكين محاطين بنظم الدعم داخل الكنيسة، فإنهما يكونا محميان من التدخل الخارجي والاتهامات القاسية من جانب أفراد الأسرة الممتدة. ويجرى تشجيع الأزواج على حماية زوجاتهم من ضغوط الأقارب فى الأسرة الممتدة (29) . وتصبح المرأة أقل شعورًا بالنبذ في ظل هذه الظروف، كما يصبح عدم الإنجاب أكثر احتمالاً.

ومن خلال عملية إعادة التأهيل الاجتماعي، يتعلم أعضاء الحركة آراء أخرى مختلفة عما يجب توقعه بشأن حياة الأسرة ومكانة الأطفال ومعنى العُقم ومصير النساء غير المنجبات. إن الحركة تمزج المذاهب المسيحية الجديدة بالاهتمام بالتعليم والحياة المهنية وقبول التدخلات الطبية . وهي بذلك تختلف عن أغلب الحركات التوفيقية المبكرة . وهكذا، يمكن أن يمتد تأثير الكارزميين الاجتماعى إلى ما يتجاوز الدين.

تبدو الحياة كئيبة بالنسبة إلى أغلبية النساء المصابات بالعقم في نيجيريا. ويعتقد أحد أطباء أمراض النساء المشهورين فى نيجيريا أن النهج الواقعى لتقليص معدلات العقم يتمثل فى التركيز على منع العدوى بالأمراض المنقولة جنسيًا والإجهاض غير الآمن والممارسات الضارة المحلية مثل ختان الإناث وزواج الأطفال، والتى يفاقمها تدنى الوضع الاجتماعيالاقتصادى للسكان، ونقص الخدمات الصحية، ويجادل الطبيب ضد إغراء استيراد التكنولوجيا الإنجابية الغربية الحديثة، بسبب ارتفاع تكلفتها، وانخفاض مستويات الفعالية والأمان للمرضى. فالمقاييس المرتفعة المطلوبة لتطبيق التخصيب في الأنابيب وغيره من الوسائل، يصعب تحقيقه في نيجيريا، وذلك لأسباب عديدة، وإن كان أساسًا بسبب نقص الإمدادات الأساسية المزمن وعدم كفاية خدمات الدعم الأساسية مثل المياه والكهرباء(40) . كما يشير إلى إنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكن عمله من خلال تخصيص مزيد من الموارد لخدمات الصحة الوقائية والخدمات الاجتماعية.

ورغم أن هذه الجوانب جديرة بالاهتمام، إلا أنها لا تتصدى لمشكلة المعنى (41), ينبغى إعادة دراسة المعاني الثقافية الجديدة والمكانة الاجتماعية للمرأة العاقر, كما يحاول الكاريزميون الآن . وبدون القيام بإعادة تعريف الوضع، فإن تعايش المنظور القديم بجانب تكنولوجيا الإنجاب الجديدة، التى سوف تعالجعددًا قليلاً من النساء, لن يؤدى إلا إلى زيادة سوء الموقف بالنسبة للنساء اللاتى يبقين غير منجبات. ومن هنا تتضح أهمية جماعات مثل الكارزميين، وتحديدًا لمحاولتهم إعادة صياغة التعاريف الثقافية، للنظر إلى المصابين بالعقم لا كمجرد أجساد عقيمة، بل كبشر لهم قيمة وأهمية في هذا العالم.

أود أن أتوجه بالشكر إلى باميكال فيسيتان, الأستاذة في جامعة أوبافيمى أولوو (جامعة إيفى سابقًا) ومن مواطني إيكيتي، إيلى – إيفى؛ وإيلى بيريلسون، الزميل بمجلس السكان فى نيويورك؛ وإلى يميسى أبيمبوما، المحامية فى إيبادان وعضو جماعة GFIC, لما قدموه من مساعدة فى المشروعات البحثية. أود أن أتوجه بالشكر أيضًا إلى سلفستر أوجيتشي من شمال غرب إيفانستون بالولايات المتحدة, لمساعدته القيمة في البحث بالمكتبة في المكتبة الإفريقية“. وأدين بالامتنان إلى مجلس بحوث العلوم الاجتماعيةفي نيويورك لما قدمه من تمويل لهذا البحث.

Tola Olu Pearce, Women’s Studies/Sociology, University of Missouri, Columbia MO, USA

1- ljero – Ekiti is a town of about 93 , 150 people in Ekiti state . Three streets ( Igbale , Okelogbo and Odo – ese streets ) were randomly selected and three interviewers conducted 40 interviews on each street . Every third household and the first consenting adult above 15 was interviewed . Only 104 of the 120 interviews were complete and usable .

2-UNDP . The Human Development Index . 1998. http : /www.undp.org/undp/hdro/98hdi.htm .

3-Ibadan is the capital of Oyo State , in Yorubaland . About 60 percent of the city is Christian .

4-Ojo M , 1988. Deeper Christian Life Ministry : a case study of the Charismatic Movements in Western Nigeria . Journal of Religion in Africa . 2 : 141-162 .

5-Johnstone P , 1993. Operation World . Grand Rapids : Zondervan Publishing House .

6-Greil A , 1991. Not Yet Pregnant . New Brunswick : Rutgers University Press .

7-Olusanya P , 1974. Reduced fertility and associated factors in the Western State of Nigeria . Subfertility and Infertility in Africa . Adadevoh BK ( ed ) . Ibadan : Caxton Press . pp . 43-53 .

8-Olusanya P , 1974. Reduced fertility and associated factors in the Western State of Nigeria . Subfertility and Infertility in Africa . Adadevoh BK ( ed ) . Ibadan : Caxton Press .

9-Ericksen K , Brunette T , 1996. Patterns and Predictors of infertility among African women : a cross – national survey of twenty – seven nations . Social Science and Medicine . 42 : 209-20 .

10-Neff D , 1994. The social construction of infertility : the case of the matrilineal Nayars in South India . Social Science and Medicine . 39 : 475-85 .

11-Matory J , 1994. Sex and the Empire That Is No More . Minnesota : University of Minnesota

Press .

12-Pearce TO , 1991. Women’s studies in Nigeria : present trends . Paper presented at African Studies Association meeting . St. Louis , USA .

13-Sudarkasa N , 1973. Where Women Work : A Study of Yoruba Women in the Marketplace and the Home . Ann Arbor : University of Michigan .

14-Ekejiuba F , 1985. Policy measures of enhancing the effective participation of women in development . Paper presented at Nigerian women and National Development Conference , University of Ibadan , Nigeria .

15-Nigeria Demographic and Health Survey , 1990. Lagos : Federal Office of Statistics , p . 58 .

16-Pearce T , 1994. Perceptions on the availability of social support for child care among women in Ile – Ife . Child Health in Nigeria . Pearce T , Falola T ( eds ) . Aldershot : Avebury Publishers .

17-Fadipe N , 1970. The Sociology of the Yoruba . Ibadan University Press .

18- Hallgren R , 1988. The Good Things in Life . Loberod : Ultra Plus .

19-Oladipo C , 1996. The Development of the Doctrine of the Holy Spirit in the Yoruba ( African ) Indigenous Christian Movement . New York : Peter Lang .

20-Wolff M , 1979. Concepts of causation and treatment in the Yoruba medical system : the special case of barrenness . African Therapeutic Systems . Ademuwagun Z et al ( ed ) . Waltham , MA : Crossroads Press .

21-Pearce TO , 1989. The assessment of diviners and their knowledge by civil servants in Southwestern Nigeria . Social Science & Medicine . 28 : 917-24 .

22-Makinwa – Adebusoye , 1991. Adolescent Reproductive Behavior in Nigeria . Nigerian Institute of Social and Economic Research ( NISER ) Monograph Series No. 3. Ibadan .

23-Wiredu K , 1992. The African concept of personhood . African – American Perspectives on Biomedical Ethics . Flack H , Pellegrino E ( eds ) . Washington DC : Georgetown University Press .

24-Awolalu J , 1972. The African traditional view of man . Orita . 6 : 101-18 .

25-Olupona J , 1991. Kingship , Religion and Rituals in a Nigerian Community . Stockholm : Almquist and Wiksell International .

26-This practice was also mentioned in a presentation I attended at the University of Ife , Ile Ife in 1981 , given by a reputable healer ( diviner ) in Ondo State .

27-Badejo D , 1991. Oral literature of the Yoruba goddess Osun . Religion and Society in Nigeria . Olupona J , Falola T ( eds ) . Ibadan : Spectrum Press .

28-Ericksen K , Brunett T , 1996. Patterns and predictors of Infertility among African women : a cross – national survey of twenty – seven nations . Social Science and Medicine . 42 : 209-20 .

29-Taiwo F , 1994. On citizens and citizenship . Paper presented at a seminar organised by The News , Lagos . 25 May .

30-Matory J , 1994. Rival empires : Islam and religions of spirit possession among the Oyo Yoruba . American Ethnologist . 21 : 495-515 .

31-UNICEF . The State of the World’s Children 1984 and 1990. New York : Oxford University Press .

32-Ihonvbere J , 1994. The irrelevant State : ethnicity and the quest for nationhood in Africa . Ethnic and Racial Studies . 17 : 42-60 .

33-Polygyny has continued to evolve and the residential structure as well as codes of behaviour for all parties are now sometimes modified . Demographers in Nigeria have begun to refer to the newer structures as ‘ modified polygyny ‘ . A second wife may opt to live in separate apartment from the outset and many of the former rules of deference to the senior wife are ignored . Educated women ( including university educated women ) do participate in this form

of polygyny .

34-Johnson O , 1996. Husband , Love Your Wife . 1996. ( Taped lecture ) Mr. Johnson is Pastor , Scripture Pastor Christian Center , Ibadan .

35-Alfred G , 1996. Taped sermon entitled Made for Each Other . Mrs. Alfred is a pastor , Rhema

Chapel , Ibadan .

36-Omowo F , 1996. Taped lecture entitled Responding to Your Spouse . Dr. Omowo is a medical

doctor and born- Again Christian .

37-Akomolafe D , Akomolafe K. Personal communication , August 1997. The Akomolafe brothers are university educated pastors in Charismatic churches , Ibadan and Lagos .

38-Ojo M. Personal communication , May 1996. Dr. Ojo has done extensive research on the Charismatic movement in Nigeria .

39-Aina O. Personal communication , May 1995. Dr. Aina is a sociologist at the Obafemi Awolowo University , Ile – Ife , and member of the Charismatic movement .

40-Okonofua F , 1996. The case against new reproductive technologies in developing countries . British Journal of Obstetrics and Gynaecology . 103 : 957-62 .

41-Pearce To , 1992. Importing the new reproductive technologies : the impact of underlying models of the family , females and women’s bodies in Nigeria . Paper presented at Women , Equality and Reproductive Technology Conference , World Institute for Development Economics Research , Helsinki .

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات