التغيرات الهرمونية وتأثيرها على الصحة الجسدية والنفسية للمرأة
تتعرض المرأة على مدار عمرها لتغيرات هرمونية عديدة تمثل إيقاعًا حيويًا لهذا اللحن المسمى بحياتها ومن أهم العلامات المميزة لهذا اللحن التي تستحق إلقاء الضوء عليها : الدورة الشهرية والحمل والولادة وانقطاع الدورة ، وفي هذا العدد سنبدأ الحديث عن الدورة الشهرية.
الدورة الشهرية هي دورة التغيرات الهرمونية التي تتراوح مدتها بين ۲۸ و ٣٥ يومًا وما يصاحبها من تغيرات في الرحم والمبيضين وتستمر حوالي ٣ – ٥ أيام بمعدل نزف متوسط ، وتنقسم إلى مرحلتين: ما قبل التبويض أو الحويصلية، ومرحلة ما بعد التبويض أو مرحلة الجسم الأصفر ، وتحدث بواسطة هرمون يفرز من غدة في قاعدة الدماغ تفرز هرمون يحفز إفراز هرمونين آخرين من الغدة النخامية ، وهذان الهرمونان هما الهرمون المسئول عن خروج البويضات من الحويصلات المبيضية والهرمون المنشط الحويصلات المبيضين ولهما تأثير مباشر على المبيض حيث يساعدان على تكوين البويضة ونضجها وتحريرها في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا لتصبح صالحة للإخصاب.
وتبدأ الدورة الشهرية من نهاية نزول دم الحيض إلى بداية مرحلة التبويض وفي هذه المرحلة يتم إفراز هرمون الإستروجين الذي يساعد على تقوية جدار الرحم لاستقبال البويضات الملقحة ، ثم يقل إفراز الإستروجين ليبدأ إفراز الهرمون الذي يساعد على إخراج البويضة من الحويصلات الخاصة بها.
وتتم عملية التبويض غالبًا في اليوم الرابع عشر من بداية نزول دم الحيض ، وتبدأ البويضة في الخروج إلى قناة فالوب ثم الى الرحم وغالبًا ما تبقى حية لمدة ٢٤ – ٤٨ ساعة.
الدورة الشهرية نغمة في لحن الحياة
وفي هذه المرحلة يتم إفراز هرمون الإستروجين وكمية كبيرة من هرمون البروجسترون اللذين يساعدان على زيادة كثافة الجدار الداخلي المبطن للرحم لاستقبال البويضة الملقحة . يبدأ الحيض أو نزول الدورة الشهرية ما بين سن التاسعة والسادسة عشرة من العمر وهو أمر يتباين في موعده وكميته من امرأة لأخرى وتؤثر فيه العديد من العوامل الوراثية والبيئية والنفسية (مثل الغذاء ووزن المرأة وحالتها المزاجية) ، وقد تكون الدورة غير منتظمة في خلال العام الأول من حدوثها ، ويصاحبها بعض الآلام نتيجة انقباضات بجدار الرحم ، ويصحبها تعب جسماني وتضخم بالثديين وصداع وإرهاق وعصبية وتغيير في المزاج .. وقد يصاحب الدورة الشهرية بعض الألم وغالبًا ما يكون في صورة تقلصات أسفل البطن والظهر والأرجل ويصاحبه غثيان وقي، ويحدث هذا الألم لساعات قليلة قبل بداية الدورة وينتهي بنزول الدم ، وذلك لأن الغشاء المبطن لجدار الرحم يتفكك ويتمزق ويتم فرز هرمون اسمه البروستاجلاندين الذي يساعد على انقباض عضلات الرحم وطرد بقايا الغشاء المفكك للبويضة غير الملقحة إلى الخارج.
ولعلاج هذه الآلام يفضل تجنب الغذاء الذي يحتوي على نسبة عالية من الأملاح والدهون والسكريات والكافيين والتبغ والكحوليات وممارسة التمارين الرياضية ، كما يمكنك أن تستلقي على ظهرك وتضعي قطعة مبللة بماء دافئ على البطن وعمل تدليك لعضلات البطن وفي حالة شدة الألم يمكن استعمال بعض المسكنات.
أما ما يسمى بأعراض الاضطراب الاكتئابي قبل الدورة فهو تشخيص طبي في حالة شدة الأعراض لدرجة حدوث إعاقة لمجال من مجالات الحياة الحيوية مثل : الجنس ، المدرسة ، المهنة وهذه الأعراض هي مزاج مكتئب مع أحاسيس بالعجز ، قلق أو توتر واضح ، الحساسية العاطفية وسرعة الغضب مع أعراض جسمانية مثل صداع أو ورم أو زيادة الحساسية للألم في الثديين وآلام المفاصل وزيادة الوزن والانتفاخات وتورم الكاحلين والقدمين والأرداف وهذه الأعراض تستدعي إستشارة الطبيب.
