لأنها مسئولية مجتمع
القاهرة والإسكندرية تحتفلان بأطفال الشوارع
للعام الثالث على التوالي تقيم مجموعة التضامن مع أطفال الشوارع احتفاليتها السنوية تحت شعار“أطفال الشوارع مسئولية مجتمع” وقد كان لليوم أهداف عدة منها: إثارة الانتباه والوعي بظاهرة أطفال الشوارع, توضيح وتأكيد مسئولية المجتمع عن هؤلاء الأطفال، وتقديم رؤية بديلة لحمايتهم، ولأول مرة هذا العام تقرر أن تقام الاحتفالية بالتوازي في الحديقة الثقافية للطفل بالسيدة زينب بالقاهرة، وفي متحف الإسكندرية القومي بالإسكندرية في إطار السعي لتحويل يوم ۲۳ فبراير إلى يوم قومي لطفل الشارع.
منظمات المجتمع المدني تتعاون وتجتمع هذا اليوم
شارك في تنظيم الاحتفالية هذا العام ما يقرب من ٧٠ مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني باختلاف نشأتها وطبيعة عملها ما يعكس تطورًا ملحوظًا في تضافر عمل المنظمات الأهلية لتكريس الجهود والأنظار نحو هذه الفئة المهمشة والمحرومة، كما شارك في الاحتفالة مجموعة كبيرة من الفنانين والمتطوعين والمجموعات الشبابية بالتعاون مع اليونسيف وهيئة إنقاذ الطفولة البريطانية في استضافة ما يقرب من مائتي طفل من مختلف المناطق والفئات، وقد ضمنت الاحتفالية مجموعة متنوعة من الورش والأنشطة التي استمرت من الساعة الحادية عشرة صباحًا حتى الساعة السادسة مساءً ومنها معرض صور من تصوير الأطفال ومعرض لمنتجات الأركت من صنع الأطفال وعروض أفلام كرتونية ومسرح عرائس وأراجوز، وحكي قصص للأطفال، كذلك ورشة ألعاب إبتكارية وورشة تصميم طائرات ورقية والرسم بالرمل الملون والرسم على الخشب والرسم على الوجه وعلى الورق المعاد تصنيعه، ولا تعد هذه الأنشطة مجرد نشاط ترفيهي للأطفال بل هي أحد السبل لادماجهم في الحياة وتفجير طاقاتهم ومواهبهم والتعبير عن هموهم الصغيرة الكبيرة.
طفل الشارع لا يحق له الالتحاق بالتعليم أو العلاج بالمستشفيات
هذا ما أكدته الندوة التي عقدت في إطار الاحتفالية تحت عنوان“أطفال الشوارع وسياسات التأهيل والحماية والدمج في المجتمع” والتي تحدث فيها مجموعة من الناشطين المهتمين بحقوق الطفل ومنهم د نادرة زكي مديرة برنامج الحماية باليونيسيف وأ. وفاء المستكاوي مدير عام الإدارة العامة للدفاع الاجتماعي بوزارة التضامن الاجتماعي وكل من أيمن عبد الرحمن ونهى العشري ممثلين عن المجلس القومي للطفولة والأمومة وهاني هلال الأمين العام للائتلاف المصري لدعم حقوق الطفل والفنان المصور خالد جويلي ممثلاً عن مجموعة التضامن مع أطفال الشوارع، وتناولت الندوة أهم المعوقات التي تواجه هؤلاء الأطفال بشكل دائم ومنها: التعامل مع الطفل بصفته مجرمًا مسئولاً عن أفعاله، وعدم تفعيل تعديلات قانون الطفل وتأخير إصدار اللائحة التنفيذية, وعدم تدريب الكوادر المتعاملة مع أطفال الشوارع, وعدم وجود مؤسسات نوعية مختصة بأطفال الشوارع، وعدم تيسير عمل الأخصائي الاجتماعي في الشارع، وصعوبة التعامل مع الجهات الحكومية وعدم أحقية الطفل من سن 9 إلى ١٣ سنة في الالتحاق بأي مرحلة تعليمية وعدم أحقيته في العلاج بالمستشفيات وعدم تسهيل إجراءات قبول الفتيات في حالة الوضع، وأخيرًا نظرة المجتمع السلبية لأطفال الشوارع وعدم الاعتراف المجتمعي بسياسات الحماية والدمج ودورها في إعادة تأهيل هذه الفئة.
ثم طرح الحضور مجموعة من التوصيات من أجل العمل على حل هذه الإشكاليات ومن ثم تحسين أوضاع أطفال الشوارع كان من أبرزها: توعية مؤسسات وكوادر الشرطة وتأهيلهم للتعامل مع أطفال الشوارع, عمل نظام تأمين صحي وكارنيهات صحية لأطفال الشوارع, التعاون مع وسائل الإعلام للعمل على تغيير وجهة نظر المجتمع بفئاته المختلفة تجاه هؤلاء الأطفال.