الابداع باعتباره مقاومة
أن تكتب المرأة (ترسم، تقرأ، تحكى….. ) يعنى أنها تدفع بنفسها إلى أرض مسيجة بنظام أبوى يطالبها بديمومة الصمت (بالأمومة، بالطاعة، بالعفة…) تحت ذرائع الحفاظ على أمنها وسلامتها وأيضا ضيق أفقها ومحدودية ذكائها. إن صمت المرأة استقرار لهذا النظام وتأبيد لهيمنته الأبوية. ولكن ستأتى فتيات لا تقنعن بهذا الدور المرسوم بعناية، ولا تنصعن لتعليمات الحكمة الذكورية، ويذهبن في مكر وخبث جليلين، بريئين لاختلاس لحظات خاصة من المتعة: القراءة في شروط سرية، الكتابة بحذر وخوف، خريشات متفرقة وغير منضبطة،….. هذه اللحظات تحتفظ بسريتها وبتنافرها مع النظام العام.
وما تكتبه إيزابيل الليندي حول بطلتها في رواية الحب والظلال ربما ينسحب على كثير من النساء اللاتي يعشن في ظل أوضاع تحرمهن من حقهن في صياغة تجربتهن الخاصة بحرية تامة بعيدا عن ظلال سلطات المراقبة والتفتيش، وحقهن في الاعتناء بحديقتهن الخاصة دون خوف من أن يعبث بها أحد، تقول إيزابيل:”لقد تفتحت الفتاة مبكرا على اندفاعات الحياة، ففى الثانية عشر كانت تبدو أصغر من سنها، ولكنها كانت قد تعرضت لهزات داخلية وقلق مغامرات، وكثيرا ما كانت تلك الانفعالات العاصفة تعكر أحلامها وتبعث الحمى فى أيامها. كانت قارئة نهمة دون تحفظ، رغم عين أمها المتيقظة المراقبة، فهى تضع يدها على أى كتاب تحصل عليه، تقرأه في منتصف الليل تحت شرشف السرير، مستخدمه للإضاءة مصباحا يدويا، وبهذا توصلت إلى معلومات أكثر من تلك التي تصل إليها في العادة فتاة من وسطها، وعوضت بالخيال الرومانسى ما كانت التجربة تحرمها منه“.
ربما يكون مشروع آفاق فنية (مبدعات في الظل سابقا) قد أتاح لعدد من الفتيات أن يمسكن بمصابيحهن اليدوية لكي يجربن فعل التحدى والمقاومة الخاص بهن، أو يمارسن لحظة اختلاس بعيدا عن هذا النظام الذي يفرض شروطه وقواعده الصارمة عليهن، أملا فى خلق فضاءات متسعة قادرة على استيعابهن.
إننا اليوم مع نهاية المشروع نؤكد على بدء مرحلة جديدة، مرحلة نثبت خلالها مدى وثوقنا في التجرية التي بدأناها منذ ما يقرب من أربع سنوات، ومدى قدرتنا على الاستمرار، وإيماننا بقدرة الفن على إحداث تغيير، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نشكر المنظمات الفنية التي اشتبكت معنا خلال هذه المرحلة، وأثرت تجربتنا، فقد كانت تجارب التاون هاوس مع إبداعات الورشة، وحكايات المرأة والذاكرة مع خبرة سمات هي دليلنا في إحداث تجربة تنشد التغيير.
خُطی على طريق.. خُطى على النار
منذ ما يزيد عن مائة عام انطلقت دعوات الرائدات النسويات تعمل على تحرير المرأة وتغيير أنماط الموروث الاجتماعى والثقافي والعقائدي حول إنسانيتها ومكونها الثقافي ووعيها الفكري في وقت تزايدت فيه الالتباسات حول مفهوم الحرية المرتبط في الوعى الجمعى الذكورى للمجتمع بالانفلات من قبضة الموروث، ذلك الذى يكرس لتنميط فضاء النساء الخاص وإستلاب وعيهن وتهميشهن مع الاحتفاظ بإستغلال قدراتهن الانتاجية. ومع ظهور أصوات نسائية قوية فى نهاية القرن التاسع عشر مثل زينب فواز صاحبة أول رواية عربية“غادة الزاهرة” الصادرة في طبعتها الثانية عام ۱۸۹۹ متزامنة مع کتاب قاسم أمين تحرير المرأة وتبعتها لبيبة هاشم بروايتها“قلب الرجل” وكذلك اسماء مهمة مثل هند نوفل صاحبة“الفتاة” أول مجلة نسائية فى مصر فى أواخر القرن التاسع عشر ايضا متواصلات مع رموز مؤثرة في مسيرة المرأة والمجتمع من النساء اللائى قمن بأدوار بارزة في تغيير المفاهيم السائدة والتصدى لها.
وقد دفعت الكاتبات والمفكرات الرائدات منذ بداية القرن العشرين ثمناً باهظاً للكتابة وحرية الفكر ولم تكن الطرق معدة ولا المجتمعات جاهزة لاستقبال فكرة إنسانية المرأة وفكرها وإبداعها ككيان مستقل وحر.
وإذا عدنا إلى واقعنا سنجد أن الحال لم يتغير كثيراً سوى فى بعض النقاط والتي تبدو رغم محوريتها الا انها نقطة في محيط الظلمة والظلم المحيط بالنساء.
وكان لمشرعنا“آفاق فنية” مساهمة وان كانت تمثل منطلق لتجاوز القهر والدونية والتهميش والاستلاب الذي عانت منه النساء وخاصة المبدعات منهن.
ومن ثمة كان علينا فى ورشة الكتابة في هذه المرحلة ان نطور برنامجا جديداً للإنجاز الإبداعي يقوم بجانب المنتج الابداعى على تنمية الوعي بالذات وبالآخر، وايضا الوعى بالمجتمع وعاداته وتقاليده واستخدام الوعى كوسيط فكرى فى التمييز بين ماهو ايجابي وتريسخه وما هو سلبى ومحاولة ازاحته او تغييره ان امكن مع استخدام المخيلة الابداعية في التحاور لخلخلة بعض الثوابت المدعمة بالموروث التاريخي والشعبي.
على ان تكون كل مبدعة قادرة فى نهاية المشروع على مجابهة الواقع المعاش ومحاولة تجاوز القهر والدونية داخل مجتمعها الصغير، ومحاولة تغيير التنميط والتهميش داخل مجتمعها الاوسع، وكذا وضع اسمها كمبدعة على الخريطة العامة والوثوق بقدراتها الانسانية ومنجزها الابداعي دعما لاستمرارها فى تنمية قدراتها الذاتية والانسانية والثقافية والابداعية.
وكانت لمبدعات أسوان المستمرات معى من المرحلة السابقة إستجابة عظيمة منذ اللحظة الأولى في البرنامج الذي تبنينا فيه فكرة العمل الجماعى ومن خلال الثقافة الشعبية وذلك لتفعيل العلاقة التبادلية الثقافية والاجتماعية والانسانية.
وقد اتفقنا معاً عن طريق المشاركة والحوار على كتابة رواية جماعية تشترك فى كتابتها كل المبدعات“۱۲ مبدعة” وبعد مناقشات حول الفكرة قمت بصياغة فكرة الرواية ووضع تصور مبدئي لها بناء على طلب المبدعات ومستعينة ببعض الافكار المحورية فى حواراتنا حول موضوع الرواية وكان من أهمها توظيف الثقافة الشعبية في الكتابة مع التركيز على الشخصيات النسائية في أجيالها وأدوارها المتعددة من خلال تباين الوعى بين الشخصيات وبعضها من ناحية وتنامى الوعي الذاتي لكل شخصية على حدة من ناحية أخرى. ومن الأفكار التي حافظنا عليها في الرواية كان الغوص داخل الواقع من خلال العادات والتقاليد وكتابتها لكشف مدى المراوغة والتنميط داخل تلك المجتمعات والاسهام من خلال الكتابة في خلق وعى للكاتبة من خلال الشخصية الروائية المكتوبة لإجتياز القهر والرقابة الداخلية من ناحية ومحاولة تغيير الانماط الخاطئة للعادات والتقاليد والتمييز والتحييز ضد المرأة من ناحية أخرى، وذلك بالتغيير داخل المجتمعات الصغيرة للمبدعات وليس التعالى والانفصال عنها ورفض قيمها وعاداتها واعرافها كلياً.
وقد تم انجاز رواية“غربة وشوق وتماثيل” في وقت قياسي نمت خلاله العلاقة الانسانية بين المبدعات وارتبطن مع بعضهن البعض من ناحية وتماهين مع شخوص الرواية حتى أنهن كن ينادين بعضهن باسماء شخصياتهن الروائية كما تم كتابة حوالي أربعين قصة قصيرة وعشر قصائد شعرية وعشر شهادات ابداعية وخمسة عشرة مقالا وثلاثة عشرة اسطورة وحكاية شعبية متخيلة بالاضافة الى الكتابة خلال بعض الرحلات للبر الغربي للنيل وجزيرة الفنتيين وحديقة النباتات والبيت النوبي.
وأما بالنسبة لمتدربات المنيا“١٤” فتاة فقد كانت المرة الأولى التي يقمن فيها بتدريبات ابداعية على الكتابة ولذلك فقد كانت الصعوبة فى البداية لتعريفهن مفهوم الابداع ومجالاته والاجناس الأدبية ورغم صغر سن الفتيات فقد أبدين تحمساً كبيراً ومسئولية تجاه الكتابة والمعرفة وكان المنتج رغم قلته مبشراً قوياً على انهن وقفن على الطريق وقادرات على الاستمرار بوعى.
وقد انتجت البنات الكثير من القصص والمقالات وكذلك رواية قصيرة تم فيها مرعاة الظرف الاجتماعي كما تمت الكتابة من خلال الثقافة الشعبية ووضع المرأة فيها.
ولأننا اخترنا من البداية أفقاً لانهائى فى اتساعه وثرائه وهو الثقافة الشعبية فكان لابد لنا من محك المغامرة بالجمع الميدانى لبعض الاغانى الشعبية والحكايات والامثال واغاني الحجيج والعدودات، وقد أبدت المبدعات حماسًا كبيراً عندما أخبرتهن بفكرة جمع التراث الشفاهي الموروث للمرأة وبدأن بحماس شديد فى ذلك وقد اخترت مما تم جمعه – وهو كثير – بعض النماذج التي أعددتها في ملف الجمع الميدانى الموجود في النشرة والتي اتمنى ان تتاح الفرصة لنشر الباقي.
وان كان للكتابة دور مهم فى البرنامج الذي تمنيت انجازه في هذه المرحلة فإن القراءة ايضاً كانت لها مساحة مهمة لما لذلك من أثره فى العملية الابداعية، ولذلك فقد حملت معى ما يقرب من” ستين” كتاباً من مكتبتى الخاصة منوعا ما بين الكتب الفكرية والتاريخية والفلسفية والروايات والشعر وكتب الثقافة الشعبية وتمنيت لو تحدث اسهامات من دور النشر واجهزة الدولة المعنية لتوفير الكتب بشكل مناسب فى تلك المناطق البعيدة عن مركزية العاصمة.
وفي محطة الوصول الى الاعداد للنشرة فان المبدعات ابدين استعداداً قوياً لذلك فقمت من خلال اجتماعات ببنات ورشة الحكى والفن التشكيلى فى اسوان والمنيا وتم صياغة خطة لاصدار النشرة اخترنا اسمها تيمناً باسم ورشة الحكى التي دربتهن خلالها فى المرحلة السابقة وهي“إحنا” على اساعدهن وادربهن على تفعيل قدراتهن على انجازها وتم فعلا ترشيح البنات لانفسهن وبعضهن للعمل في انجاز المواد وتجميعها وكانت تجربة جماعية ايجابية اتمنى أن تستمر.
الان وقد قربنا على الختام كنت اتمنى ان يستمر هذا البرنامج لان الانجاز الذى احرزنهن المبدعات عظيماً ولكنه محتاج الى قوة دفع ومساندة لكى يؤتى ثمار طيبة، فما زالت المبدعات في بداية الطريق وتركهن هنا ليس في صالحهن.
وفى النهاية اقول لمبدعات يسرن على الطريق مستعدات لخوض تجربات عظيمة للابداع ان الخطى على طريق الموهبة والابداع صعباً كالخطى على النار لكن الانجاز عبره رائعاً ومشرفاً.
انفعالاتنا في الحياة.. مفاهيم وروىء تشكيلية
في البداية:
مما لا شك فيه أن انفعالاتنا التي تصدر منا ونشعر بها لتصبح أحداث نمر بها لتشكل داخل ذواتنا تجارب وخبرات ونتائج تصبغ بالضرورة أدراكنا للحاضر والمستقبل.
والفنون كافة.. وبمختلف أنواعها تعد من أهم احتياجات الانسان للتعبير عن نفسه وكذلك ليحقق حالة من التوافق مع مجتمعه ومن حوله.. ويثق بذاته ويحدد لقدراته وأمكاناته دورا متوازن إيجابي. لهذا كان من الضرورى الإنتباه إلى أهمية محاولة الكشف والقدرة على التجسيد عبر أى وسيط فني لقضية تشغل الذهن وتنفعل معها وجدانيا.
أن متدربات أسوان ومتدربات المنيا نماذج إنسانية حقيقية لهن شخصيات متميزة يمتلكوا مشاعر دافئة صادقة تجاه احلام متواضعة تنشد مستقبل هادئ.. يؤمنوا بطاقاتهن ويعترفوا باحتياجهم، فهن واعيات لأمكاناتهن ويدركن أن هناك الكثير ليتعلموه.
تعلمت وتعلمت المدربة معى منهن معنى الصمود والمواصلة وتحدى عقبات تفرضها علينا قصور في أداء ما.. نابع من الآخر.
وأشهر بفخر لتعرفى عليهن فنحن الآن أصدقاء.. نشأت بيننا علاقة حميمية نطمح في أن تستمر وتثتثمر لتكون النتائج أكثر إيجابية.
أن العلاقات التاريخية…. الصادقة: هي التي تدوم، ومن قوتها الايجابية تثبت جدوي تاريخخها للأجيال التالية.
والعلاقات الانسانية الحقيقية تعود بفوائد على أنفسنا أهمهما…..
١ – اعانتنا على مواجهة مصاعب وامور الحياة بواقعية وتروى….
٢ – تحقق لذواتنا قناعة ورضا بما نقوم به من أدوار…… وكذلك ما ننجزه من نجاحات ملموسة ومؤكده. عشنا اوقات ساعدت على وجود تللك العلاقات الانسانية، نعم نجحنا سويا رغم تخبط أداءات من حولنا… وواقع الامور أن مجتماتنا تعانى باستمرار عنید تجاهل اهمية إعطاء الثقة…. فكانت الخطوة الاولى لكن حتى تتدفق طاقات تسهم بلا شك في تنمية المجتمع بما يكفل له البقاء والاستمرار متطورا. في النهاية اتقدم باعتذار خاص للمتدربات التالية اسمائهن: أكرام كرم غالی – سامية عجايبي شارلي – لليان صالح – نانسي جمال نجيب – نانسي عجايبي – هبة عزيز يوسف – هبة صبرى حبيب – هناء عدلي – هبة عدلى – أيمان محمد أسماعيل – زينب سيد أحمد – سحر طه اسماعيل – هدى محمود عيسى – هند طه اسماعيل – هويدا عبد الراضى محمد – سيدة حامد موسى
وهذا الاعتذار لعدم قدرتنا على طباعة اعمالهن في نشرة المشروع لاسباب خارجة عن ارادتنا مع احتفاظهن بتقديرنا وشكرنا وتمنياتنا لهن وللجميع بالتوفيق والتقدم.
مسئول ورشة عمل الفنون التشكيلية للمنيا وأسوان“المرحلة الثالثة“
منى أمين عبد الفتاح
ياسر كمال جراب
متدربات ورشة الكتابة
متدربات ورشة الكتابة – المنيا
نجوی نادی– نجوى سمير– نرمین سامی– نرمين أبادير– إيمان صبحي– نادية مجدى– سوزان سميح– فايزة لويس– مريم فايز– وردة سامي– کرستین فوزی– نوال محروس– ميرفت سمعان– شیرین
متدربات ورشة الكتابة – أسوان
هيام عبد الهدى– إيمان جمال– نجوى عبد العال– فاطمة عبد الكريم– عائشة الانصارية– عفاف بشير– صبرة محمد– صفاء صلاح –أميرة حسين– سماح منصور– ثریا مصطفی– أمل عبد اللطيف
متدربات الفن التشكيلي
متدربات الفن التشكيلي – المنيا
أميرة صبرى حبيب– أكرام كرم غالى– سامية عجايبى شارلي– صفاء سمير سامی– لليان صالح– مريم عدلى ميخائيل– منال سمير– مريم رمسيس– مديحة عادل إميل– نانسی جمال نجيب– نانسی عجایبی– هبة عزيز يوسف– هبة صبري حبيب– هناء عدلى– هبة عدلى
متدربات الفن التشكيلي – أسوان
انشراح فتحى محمد– أيمان محمد أسماعيل– زينب سيد أحمد– سحر طه اسماعیل– صفاء مصطفى على– عائشة محمد سيد– هناء ضاحي عبد الرجال– هدى محمود عيسى– هويدا مصطفى عبد الوهاب– هند طه اسماعيل– هويدا عبد الراضي محمد– سيدة حامد موسى
تعريف بالمشروع
بدأت فكرة المشروع في سبتمبر ١٩٩٩، وكانت تدور حول مجرد فكرة إقامة مهرجان للمبدعات، ومن هنا بدأت بلورة الفكرة تدريجيا، وتم الإعلان عن المشروع في مرحلته الاولى يوم الخميس الموافق ١٠ مارس ٢٠٠٠ بقصر ثقافة السينما بجاردن سيتي.
أهداف المشروع
يهدف المشروع للكشف عن المواهب الإبداعية النسائية المختفية، والاحتفال بها وتسليط الضوء عليها.
تحليل معوقات الإبداع لدى النساء المبدعات وذلك في شكل ندوات وشهادات.
تأكيد وضع ودور النساء المبدعات في المجتمع، ففى المجال الفنى لا يهدف المشروع فقط لتعليم النساء الفنون أو اكتشاف مواهبهن، ولكن مساعدتهن على تشكيل أعمالهن الإبداعية، وربط ذلك بالسياق الثقافي الخاص بهن أو إعادة صياغته.
فلسفة المشروع
يقوم المشروع على فكرة أهمية الإبداع وعلاقته بالتنمية البشرية وذلك بناء على قناعة أن هناك معوقات تحول دون إبداع النساء أو دون خروج هذا الإبداع إلى النور، وذلك لأسباب عديدة قد تتعلق بالأسرة، أو العادات والتقاليد، ثقافة المجتمع، أو حتى سياسات الدولة.
الفئات المستهدفة
الجمعيات الأهلية المستعدة لتبنى المشروع ووضعه على أجندتها.
النساء التى تتعامل مع هذه الجمعيات
التجمعات النسائية: نوادي، مدارس، برامج نسائية داخل الجمعيات… الخ
الفترة الزمنية للمشروع
انقسم المشروع لثلاث مراحل:
المرحلة الأولى استغرقت عاما كاملا من يناير ٢٠٠٠ وحتى يناير ٢٠٠١.
المرحلة الثانية استغرقت عام تقريبا من فبراير ٢٠٠١ وحتى مايو ٢٠٠٢.
المرحلة الثالثة استغرقت حوالى عام ونصف تقريبا من يناير ٢٠٠٤ حتى مايو ٢٠٠٥.
الهيكل التنظيمى للمرحلة الأولى
اللجنة التيسيرية: كانت مكونة من سبع أفراد من داخل وخارج المركز ومهمتها وضع السياسات العامة للمشروع والتأكد من سيره نحو الهدف.
اللجنة التنسيقية: مكونة من المنسقة العامة دكتورة شرين ابو النجا، منسقة تنفيذية راندا ابو بكر، وسكرتيرة تنفيذية نجلاء احمد، كما كان هناك منسقات ميدانيات لمباشرة العمل في المحافظات التي يطبق بها المشروع” القاهرة، الشرقية، المنيا، أسوان“
الجمعيات المنسقة: كان هناك سعيا دائما لجعل الجمعيات الأهلية أحد أطراف صنع القرار في مسار المشروع لكى يتم تصدير ملكية المشروع له.
المرحلة الثانية
اختتمت المرحلة الأولى بإقامة احتفالية في يناير ٢٠٠١، عقب الاحتفالية تم عمل تقييم من قبل المشاركين فيها، وأوضحت الاستجابة المبدئية أن هناك شعورا إيجابيا نحو المشروع، وانه بالفعل يمس الاحتياجات الحقيقية من اجل الاستمرار، واخيرا الرغبة في إثراء المشروع ذاته وتزويده بالطاقات لتطوير قدرات ومهارات النساء والفتيات المشاركات في المشروع لتحقيق تغير فعلى في حياة هؤلاء المبدعات فكانت المرحلة الثانية، وقد ساهم في تطويرها أستاذه نورا أمين وأستاذه هالة شكر الله واللجنة الاستشارية للمشروع.
الهيكل التنظيمى للمرحلة الثانية
اللجنة التنسيقية: مكونة من أحد عشر فرد من داخل وخارج المرأة الجديدة، ومهمتها مناقشة آلية تنفيذ أهداف البرنامج.
أعضاء اللجنة التنسيقية
هالة شكر الله مشرفة المشروع
هند إبراهيم منسقة المشروع
مسئولو الجمعيات
زينب عبد اللطيف مرکز بشاير – محافظة القاهرة.
ماهر بشری مكتب الحياة الأفضل – محافظة المنيا.
سهير احمد جمعية تنمية الأسرة المصرية – أسوان.
المدربون
أسامة ثروت غناء
سامح الحلواني– علياء الجريدي فن تشكيلي
عفاف السيد كتابة
هالة جلال فيديو
المرحلة الثالثة:
كان المقرر انتهاء المشروع بنهاية المرحلة الثانية، لكن طرح عددا من المناقشات بين أطراف المشروع، وخاصة المتدربات أنفسهن كان نتيجتها الاستمرار فى المشروع لمدة عام آخر.
فقد أثارت المبدعات احتياج لاستكمال المشروع خاصة وأنهن لم يستكملن الخبرات اللازمة التي تساعدهن على العمل بشكل مستقل في المستقبل، وأشرن إلى أن وجود المشروع يساعدهن على المستوى الشخصى سواء فى تطوير أوضاعهن الذاتية مع أسرهن، أو تقويتهن لمواجهة السلطة الأبوية التي يمارسها عليهم المجتمع، الامر الذي يؤثر على تطورهن الإبداعى ويحد من فرصهن في الاحتكاك الفنى مع الآخرين. كذلك تم تغيير اسم المشروع خلال هذه المرحلة؛ فبدلا من” مبدعات في الظل” أصبح“آفاق فنية – ورش لدعم النساء“، وذلك لأن اسم مبدعات فى الظل له مدلول يشير إلى أن متربات المشروع مبدعات طبقاً لمجموعة من المعايير التي تم تحديدها مسبقاً، في حين أن الأمر مختلف فنحن لم نحدد شروطاً للابداع وانما نهدف إلى تنشيط القدرات الإبداعية والثقافية لدى المتدربات، هذا بالاضافة إلى تطوير وعيهن النسوى، لذا رأينا أن“آفاق فنية” يتيح فضاء أوسع من“مبدعات في الظل“
فلسفة المرحلة:
تعتمد فلسفة المشروع خلال مرحلته الثالثة على تكوين بؤر ثقافية داخل مجتمعاتهن المحلية وذلك من خلال تنشيط قدراتهن الإبداعية وتحفيزها وربطها بواقعهن الثقافى وذلك تمهيد العمل تكوينات خاصة بهن.
أهداف المرحلة الثالثة:
يمكن تحديد أهداف المرحلة الثالثة فيما يلي:
1 – خلق مساحة أكبر للإبداع والتعبير الفني وذلك من خلال
تنشيط القدرات الإبداعية والثقافية لدى النساء المبدعات
تنمية روح العمل الجماعى والحس المشترك للنساء المبدعات
تجميع قصص وحكايات من مجتمعاتهن المحلية واعادة كتابتها وحكيها
تجاوز فكرة الورش المنفصلة ومحاولة دمجها لإكساب المبدعات رؤية فنية أشمل وأعمق.
2 – تمكين المبدعات لعمل تكوينات مستقلة ومستقرة.
3 – التشبيك بين خبرة المبدعات الفنية وبين خبرات فنية انضج وذلك من خلال الاحتكاك والتفاعل مع هذه الخبرات.
4 – تطوير الوعى النسوى للمبدعات.
الهيكل التنظيمى للمرحلة الثالثة
قام المشروع بدرجة من عدم المركزية، حيث تولت“نورس” التنسيق العام مع إشراك مؤسسات فنية تنموية أخري“المرأة والذاكرة – سمات – أكت الورشة – التاون هاوس” لتنفيذ المشروع وذلك للمساهمة في تطوير التنشيط الإبداعى الفنى ليضم مجموعات وبيئات أخرى.
تشكيل لجنة تنسيقية من المنظمات المشاركة في المشروع تعمل على اتخاذ القرار، ومناقشة الاشكاليات التي واجهت المشروع خلال هذه المرحلة.
تكوين لجنة تنسيقية من المبدعات لتكون حلقة الوصل بين المؤسسات وباقى المبدعات.
مسئولو المشروع:
هالة شكر الله مشرفة المشروع
هند إبراهيم منسقة المشروع
عفاف السيد مسئولة ورشة الكتابة
حسن الجريتلى“فرقة الورشة” مسئول ورشة المسرح
إسلام العزازي“سمات” مسئول ورشة الفيديو
ياسر جراب“التاون هاوس” مسئول ورشة الفن التشكيلي
سحر الموجى“مؤسسة المرأة والذاكرة” مسئول ورشة الحكي
قصص
ليلة طويلة
بقلم: إيمان جمال
أسوان – دراو
قبلتني وقالت يجب ألا تكون ليلة طويلة فهمت ماذا تقصد لكنى لم أعرف كيف نظرت إلى جسدى النحيف في المرآة حتى أودعه، حتما بعد شهور سيمتلئ مثل باقى الآنسات السابقات، تخليت عن كل أحلامى فى هذه الليلة واختصرت الأمور، خلعت فستاني، لم اهتم بغسل الصحون بعد العشاء حتى لا تكون ليلة طويلة، اختفى جسدى تحت الغطاء الثقيل وباتت ملابسى ملقاه على الأرض، سألني متى سيعودون قلت في الخامسة مساء، رأيت علامات الارتياح على وجهه، الغطاء الثقيل يجمعنا، قال أريدك أن تساعديني فيجب ألا تكون ليلة طويلة.
أمسك يدى وأسكنها في مكان ما، رغم كل المحاولات أصبحت الليلة طويلة، تركني أنام مطمئن أنهم سيأتون في الخامسة مساء، وهو في طريقه إلى فتح الباب قال ألم تخبريني بأنهم سيأتون أكملت هي التي قالت… سألتني هل حدث قلت أنه مثلى لا يعرف قالت أبوك سيغضب هو أيضًا بدأ يغضب عادت ومعها بعض النسوة أصبحنا جميعًا داخل الغرفة أزحن الغطاء الثقيل، النسوة اقتحمتني وأمسكت بيديه وأخفتها فى قماشة بيضاء ثم أسكنتها في مكان ما.
أشعر باتساع الغرفة بعد مغادرة النساء، أعطانى كوب العصير بعد أن أشعل سيجارة، الدخان يتصاعد ثم يعود ليخفف ألمى، والساعة تشير إلى الخامسة مساء، تمنيت أن تسرع كل عقارب الساعات فتنتهى ليلتي وتنتهى آلامي. في الليلة الثانية قال أريد أن تساعديني قلت نعم فأبى سيغضب، سألني هل ستعود النسوة قلت هذا أمر لا تقوم به النساء.
في الحاصل
بقلم: عفاف بشير
أسوان
(1)
كان دائمًا ما ينحنى عندما يدخل فى الحاصل لطول قامته حتى لا ترتطم رأسه بالسقف المتدلى منه الأطباق المعلقة بسعف النخيل المضفر، أشاكسه أنا وأختى الكبرى ونضحك على طوله، فيجرى خلفنا يريد أن يضربنا فنحتمى بعمتى التى دائمًا تجلس فى مكانها لا تغادره إلا لقضاء حاجتها؛ فمنذ أن توفى زوجها وتركها وحيدة بلا أولاد وهي قد جاءت للإقامة معنا ودائمًا ما تدافع عنا وتبعد أخى فنحاول أن تقنعها أننا نضحك مع بعضنا إلا أنها تصر على أن يرفع يده عنا سواء بالجد أو الضحك فيكتم غيظه ويخرج لاعنًا، لكننا نعلم أنه قد حان وقت خروج الفتيات من المدرسة وأنه افتعل هذا الغيظ ليقابل فتاته وهى راجعة من المدرسة إلى بيتها فيوصلها ثم يمضى إلى أبى فى ميناء فيله ليساعده على العمل على اللنش حيث أن هذا هو موسم السياحة.
(2)
كان هذا الموسم السياحى من أهم المواسم السابقة لذلك كانت فرحتنا جميعًا كبيرة وخاصة أختى الكبرى حيث أنها ستُزف إلى خطيبها الذى يعمل هو أيضًا فى المراكب. هنا في هذا الحاصل ومنذ أسابيع – وليس فى الحاصل فقط بل فى البيت كله وفى البيوت المجاورة – حيث كانت تدخل العروس ولم يكن لأحد أن يجرؤ على الدخول عليها ولا يراها إلا فى ليلة الحناء. كان موسم السياحة يعكس أثره على الفرح ويظهر بوضوح فى الأغانى التى كان ينشدها المطرب على عوده وسرعان ما تتجمع الفتيات بعد فترة استعداد طول النهار لهذه الليلة وتصف صفوف الأراجيد سرعان ما تختلط هذه الصفوف عند قدوم أبناء العمومة فيحيونا بالرقص معنا، تنتهز أنت الفرصة لتمسك بي في الصف، لم تكن تتكلم كثيراً فلم تكن تجيد الكلام بالعربية لذلك لم تكمل تعليمك واكتفيت بأن تعمل كمراكبى ولكنك كنت تحمل بداخلك ثورة النهر عند فيضانه. انتهت أيام الفرح الثلاثة وذهبت أختى إلى بيت زوجها.
(3)
لم ينس أبى فى غمرة فيضانه أمى، فأحضر لها الموقد الغازى وهو بذلك أول من أدخله للجزيرة؛ ظلت أمى لا تقربه لعدة أسابيع كانت تخشى من استعماله وعندما كنت أريها طريقة تشغيله التي علمنيها أبي كانت تقف على بعد أمتار منه، وكانت تصر على استخدام الوابور فهو يريحها ثم إن حجمه الصغير يساعدها على أن تحمله معها فى الحاصل وخاصة فى أيام الشتاء وفى رمضان عندما كان يأتي في الشتاء كنا نكسل عن الذهاب إلى المطبخ للسحور فكنا نتسحر عليه ثم ندخل مرة أخرى تحت الأغطية ونظل تحتها إلى أن تشرق الشمس وتغرق الحوش فتدفئه.
(4)
لم تدم هذه السعادة كثيرًا فبعد زواج أختى بشهرين رحل عنا والدى، حزنت عليه كل الجزر المجاورة، حتى لنشه حزن عليه وسرعان ما فقد محركه وكذلك نقص النهر. إعتصمت أمى بالحاصل لم تغادره طوال فترة العدة. نزل أخى فى لنش أبي وأمسك بدفته لكنه سرعان ما سئم هذا العمل المجهد ولم يستطع أن يتحمل مشقته لوحده فباعه وسافر بنصف ثمنه وترك لنا النصف الآخر ندبر أمورنا حتى يستقر فى عمل ويرسل لنا ولم ينس قبل أن يسافر أن يزور فتاته وتعده بأن تنتظره. كانت الأيام تمر ببطء وتكاد تتوقف عند يوم بعينه. هكذا كان يكتب لنا في خطاباته الأولى ولكنه سرعان ما ألف الغربة وألفته وأمضى بها ثلاث سنوات استطاع بعدها أن يرجع ليتم زفافه على محبوبته، كان فرحه لا يختلف كثيرًا عن فرح أختى الكبيرة فى كثرة الناس ولكن الاختلاف كان فى غياب أبى والذى غابت معه طعم الفرحة خاصة من أختى وعمتى. كذلك كانت الموسيقى صاخبة وسريعة حتى الأراجيد بُدِّل بالراب والكنتاكة.
(5)
كلما حاولت أن تعلمني إياها“خطوتين يمين وخطوتين شمال خطوة ونصف للخلف ثم برشاقة تقفز للأمام” إنها شاقة لا أجيدها أو الكنتاكة إنها أعقد من السابقة تتركنى هذه المرة لترقصها مع أخرى تجيد الإثنتين معًا. لم يكن هذا أول ولا آخر الفراق بيننا فحينما عبرت الضفة الشرقية للنهر لمواصلة تعليمي العالي، أصبح هناك سدًا آخر بيننا أكبر من سد عبد الناصر.
(6)
تمر السنون ويتغير بيتنا حيث أصر أخى على إعادة بناء البيت إلى شقتين متجاورتين منفصلتين سكن هو في واحدة والأخرى سكنتها أنا وأمى وعمتى وأصبح مكان الحاصل غرفة واسعة لاستقبال الضيوف تتدلى منه نجفة كبيرة، أما الأطباق التي كانت مكانها فكانت من نصيبنا نحن الثلاثة أختى وأخى وأنا.
طاووس على ظهر جمل
بقلم: إيمان جمال
أسوان – دراو
لم أستطع رغم إلحاحه أن أرفض طلبه فقد ظل طوال الليل يقنعنى بأهمية هذا العمل وضرورة أن يكون لى صوت أشارك به… حاولت أن أخرج من هذا المأزق فقلت له أننى ليس لى بطاقة إنتخابية، ففأجتنى بأنه سمح لنفسه أن يضع اسمى فى كشوف الناخبين أثناء فترة الخطوبة حتى كان يقوم بهذا العمل، وبعد مراوغة دامت طوال الليل وإنتهاء كل الحجج، حيث عندما إدعيت أنى مريضة قال لى أنه سوف يحضر لي سيارة خاصة لأذهب فيها وأعود سريعًا فلم يكن أمامي سوى الموافقة.
رغم أن المسافة من السيارة إلى مكان الإنتخاب ليست كبيرة إلا أننى أحسست بأننى أسير مسيرة يوم وليلة. وأثناء هذه المسافة طرحت على نفسى هذه التساؤلات… لماذا تفعلين شيئًا لا تريدين فعله ؟… لماذا لا ترفضين بقوة، أرفض كيف فهو زوجى وحبيبى وهو أيضًا يلبى كل طلباتي إرضاء لي، كيف أخذله وهو لم يفعل، ولكنك لا تعرفين هذا الرجل الذي يريدك أن تنتخبيه، نعم لا أعرفه ورغم أني سمعت أنه كذا وكذا إلا أنني أثق فى زوجي.. ومع ذلك أعتقد أن صوتي لن يكون مؤثرًا.
حاولت أن أتخلص من هذه المباراة السخيفة وبدأت أسرع فى خطواتي وزوجى يسرع بالكلام.. أوعى تنسى الجمل حطى خط على الجمل.
أعطيته البطاقة بيد وأخذت الورقة باليد الأخرى… ذهبت خلف السيارة لأضع الخط.. تأملت الورقة وقرأت أسماء المرشحين ونظرت فى وجوههم فأفزعنى شكل الجمل… وقعت عينى على السفينة فأحسست بالأمان وقلت لنفسى ماذا لو ركبت هذه السفينة وهربت من ضغوط زوجي في هذا الأمر.
ولأننى تأخرت فى وضع الخط بدأ من بالخارج يصيح وينادى هل انتهيت سيدتي… وبدون تفكير وضعت الخط وخرجت.
ها عملتي إيه حطيطى خط على الجمل، لاء حطيت خط على السفينة، لم أفق من شرودي إلا بعد خروج الكلمة من فمي فرفعت عينى إلى زوجى لأتلقى صفعات الغضب فوجدته يبتسم ويقول قصدك يعنى سفينة الصحراء زي بعضه المهم أنك صوتي، سبقنى زوجى فنظرت إليه وهو يمشى فشعرت بأني أرى طاووسًا يمشى على ظهر جمل.
فتمنيت أن أعود مرة أخرى إلى الورقة لأختار الطائرة فهى أسرع من السفينة والجمل… لكني لا أستطيع لأن السفينة تحركت وفيها الطائرة والسيارة والجمل.
أقنعت نفسى بأنى سوف أنتظر الإعادة وعندها سوف أختار طاقية الإخفاء مع الاحتفاظ بصوتي.
نصف نواة
قصة جماعية
أسوان
قذفني بالنواة بعدما إقتسم معى البلحة الصفراء، لها طعم البراءة، تلك النصف بلحة التي إستعمرت سنيني..
أمسكت بتلك النواة وأردت أن أردها له ولكنها لم تهن على فاحتفظت بها كل هذه السنين.
انتظرت كثيرًا…..
قلت لأتفيئ ظل نخلك
قال: الآن طاب رطبك
فلمن تتركين هذا التمر؟
صمت ولم أعرف كيف أرد.
نظرت لقرص الشمس الساطع من بين أغصان النخلة وتصورت تلك اللحظة التي إستطعمت فيها حلاوة طعم البلحة الصفراء الصغيرة ومنيت نفسى بأنى سأكل منه طوال عمرى القادم.
ولكن عندما سقط منى آخر ما تبقى من البلحة على الأرض التقتطها ومسحت عنها ما لحق بها من أذى وحاولت أن أكلها ولكني تذكرت ملامحه وهو يقذفني بها، أردت سؤاله لماذا ؟!! ولكن عجزت خبأت بقاياها بين يدى هامسة لها بإعتذار.
لأني لن أستطيع أن أفسر لها أنها هى من تسببت بما لحق فؤادى عندما أمسكت بها وهو يقف أمامي يقتسم معى البلحة بوجهه الباسم لن يذوب من تفكيرى هذا الوجه.
إعتصرتها في يدى حتى أصبحت فتاتًا وإنزويت خلف النخلة أترقب ما يحدث وأطلقت لفكرى العنان استلقيت برأسى جانبًا. تذكرت ما حدث من زمن عندما قذفني بالنواه التي استعمرت روحي.
حكايات
الديك الأسود والكنز المدفون
بقلم علية طلحة
أسوان
“كان ياما كان في سالف العصر والأوان.. بلد في أقصى جنوب البلاد. البلد دى زى أي بلد فيها خير وفير وزرع وخضرة وحياة مستمرة، ناس بتشترى وناس بتبيع، وكان فى البلد ست عجوزة عايشة في بيت لوحديها. وفي يوم من الأيام الست العجوزة لقيت ديك أسود بعُرف أحمر قامت حطت الديك تحت المجور لحد ما تعرف مين صاحب الديك. فضلت الست العجوزة تدور على صاحب الديك، معرفتش له صاحب، راحت لشيخ البلد وقالت له على الديك اللى ملهوش صاحب، شيخ البلد قال لها هاتى الديك لي هنا في بيتي لحد ما يطلع له صاحب، الست العجوزة راحت تيجيب الديك من تحت المجور ملقتش الديك في مكانه. رجعت تانى لشيخ البلد قالت له على الحكاية، شيخ البلد استغرب، إزاى الديك يخرج من تحث المجور. شك أن أحد دخل بيت العجوزة وأخد الديك لكن الباب كان مقفول ومحدش دخل البيت خالص، فضل شيخ البلد يستغرب على الحكاية دى طول النهار لحد ما أت الليل والناس نامت. صحيت الناس الصبح لقيو البلد ما فيهاش أى حاجة لا زرع ولا خضر ولا ناس عارفة تشترى ولا ناس عارفة تبيع حاجة، لأن مفيش حاجة يشتروها ولا حاجة يبيعوها، الناس قعدوا حيرانين، وشيخ البلد فضل يستغرب ع اللى بيحصل ف البلد امبارح. الديك يختفى من تحت المجور. والنهاردة البلد مفيهاش أى حاجة والحياة تتوقف، راح شيخ البلد يرسل غفير علشان أحد العرافين الموجودين في شمال البلد، حكى الحكاية للعراف. العراف قال له أن البلد فيها كنز مدفون تحت الأرض وأن الديك الأسود أبو عرف أحمر هو الحارس على الكنز وأن الديك ده لوحد رش عليه شوية مية كان الديك مات والكنز انفتح. لكنه هو اللى أكل الخير بتاع البلد دى. لكن الديك يمكن يطلع لعيال صغير ولو رشه بشوية مية، هنا ينفتح الكنز وترجع البلد أفضل ما كانت في الأول وقبل شيخ البلد اللي قاله العراف لأهل البلد. كان فى عيل صغير واقف معاه كوز يشرب فيه مية وهو واقف بيشرب كان الديك الأسود أبو عرف أحمر واقف تحت رجل العيل الصغير راح الولد شاف الديك فخاف اتخض راح كوز المية وقع على الديك. فالديك مات في الحال والكنز انفتح والبلد رجعت أفضل من الأول والناس فرحت.
“أرملة ذئب“
إيمان جمال عبد النعيم
کان يا ما کان يا سادة يا كرام في سالف العصر والأوان كان في زمان وكل زمان وكل زمان وله أثر يمضى الزمان وفيه حكاوى ما تندثر. كان في قبيلة من القبائل عايشة بعيد عن الجبال جنب المياه اللي حامله الرمال وسط الطبيعة كثيرة الجمال، فيها النساء حسن ودلال فيهم العيون شبه النجوم وفيهم الوجوه بدر البدور وفى رقصهم زى الزهور لما نتمايل بهم الغصون، وجوه الصدور تلقاه القلوب مليها الهموم… وعلى اللي بيهم هنحكى ونقول. كانت القبيلة لها قانون على كل من زوجها يموت تحزن عليه العمر كله وما تكون لغيره ولو ليوم ليصبح مصيرهم هو الفناء من الوجود.. كان لما وحده زوجها يموت لا يدفنوه ولا يحرقوه وفوق الجبل يطرحوه، ولما النهار يرمى على عبايه السواد ويجى الليل جسده وروحه يتحولوا ويبقى ديب.. ومن الجبل تطلع ديابه كان أصلها بني آدم كل ديب عارف طريقه يروح لبيته ويحرس من كانت مراته وياوليها لو شم رائحة أى غريب يهجم عليه ويكون ليه عشوا متينة في عز الليل… والحاجة دى حصلت مرة أو مرتين، أرامل القبيلة كانوا غضانين وزعلانين أزاى يكونوا في عز الشباب ويمضو حياتهم حزن وأهات عايزين يصرخو عايزين يرفضوا لكن الخوف جوا القلوب لساه أمير، وتمضى السنين والنساء جوا القبيلة زهور بتدبل ناقصها الحنين.. وفى يوم من ذات الأيام صحيت القبيلة على الصراخ والنواح وعرفوا أن شيخ القبيلة ريح وارتاح وإن شمس النهار خلاص هتبقى زيهم غضبانة وزعلانة وزهرة من الزهور الدبلانة.. شمس النهار أجمل نساء القبيلة لما تطل بجمالها تبهج القلوب الحزينة.. قصة حبها هي وفارسها شاهده عليها كل الجزيرة لكن الفراق كان نصيبهم بعد ما حكم شيخ القبيلة أن شمس تكون أميرة وتكون مراته فى يوم وليلة وصبحت شمس سجينه القصور، ومن حياتها أنطفى النور.. لحد ما جاء خلاصها في يوم.. مات الكبير وماتت معاه كل السجون اتجمعوا كل الأرامل عشان يعزوا شمس النهار، وقعدوا يبكوا ويعددوا مش على اللى مات.. ولا على شبابهم اللي راح.. قامت شمس النهار ونقضت غبار الجبل اللى فيه طرحت كبيرها.. وراحت ودقت على باب فارسها.
يلا نكمل مشوارنا ونحقق أحلامنا ونهرب من خوفنا قال الفارس لشمس طول ما الجبل مليان ديابه مش ممكن يكون لقانا.. مشيت شمس وسابت الفارس عايش جوا خوفه ورفضت تكون وحده من الخايفين. ندهت شمس على كل الأرامل وجمعتهم وقالت لهم لازم الحل اللي بيه نسجن الديابه جوا الجبل ونخرج الخوف بره القلوب ويسكن مكانه فرحة وأمل.. قعدوا الأرامل ويا شمس يفكروا إيه العمل وفجأة صرخت وقالت لقيت الفكرة سئلوا الأرامل هي أية.. قالت شمس هي الدبابة تخاف من إيه.. قالوا الدبابة تخاف من النار.. شمس قالت يبقى لازم نخلى ليلهم دايما نهار. حفروا الخنادق حوالين البيوت وحواطوها بأعلى سور وقبل الليل ما يجى بكسور اشعلوا كل الخنادق بنار عظيمة ما تنطقى وصبح الليل نهار ونور… شقت شمس ويا الارامل ملابس الحداد ولبسو ملابس عرايس جداد، وكل واحدة جالها فارسها واخدها الحصان وعاشوا حياتهم نهار طويل.. ولسه الديابه ساكنه الكهوف عماله تعوى بأعلى صوت لا قادره تنزل تأكل غارمها.. ولا قادره ترجع بني آدمين.
قراءة نقدية
الجنوبية والمحاولات الأولى للهروب
من المكان عبر طائرة ورقية
د. هيام عبد الهادي
أسوان
القصة القصيرة فن أدبي حساس سريع الإستجابة لمشاعر الإنسان وهمومه اليومية والآنية فهى تنتقى من حياة الإنسان الطويلة لحظة هامة قصيرة تتبلور فيها قضاياه وأحساسيه،. والمرأة مرت بتحولات اجتماعية وحضارية من جراء خروجها للعمل والتعليم والإبداع ورافق هذا الكثير من المكاسب والخسائر والأزمات، وانعكس ذلك على المرأة المبدعة فقدمت أدبا متميزا عبر برؤى وأشكال مختلفة عن قضايا المرأة وأفراحها ولحظاتها.
والكاتبة أسماء هاشم إحدى المشاركات في ورشة الكتابة من خلال بطلاتها اللاتي يسكن بيت الطالبات وإدراكهن لهويتهن الخاصة المتميزة سلبا أو إيجابا عن غيرهم من الناس وما يرتبط بهذه الهوية (الذاتية) من خصائص جسمية ونفسية تشتمل على الذكريات والأفكار والمشاعر التي تتصف بقدر كبير من الثبات والإستمرار.
لنرى هل نجحت أسماء هاشم في توظيف هذه الذاتية لتكون المجموعة تعبيرا صادقا وجميلا عن فتاة الجنوب فى أول تجاربها وخروجها بعيدا عن الأسرة أم لا ؟
أ – المكان:
تأتى أهمية المكان في الرواية من كونه العنصر الذى لا يمكن الاستغناء عنه لتداخله مع المكونات الروائية الأخرى، كالشخصيات، والأحداث، والزمن، والتى يتحدد وجودها بوجود المكان. والمعروف أن المكان الروائي هو المكان اللفظى المتخيَّل؛ أى المكان الذي صنعته اللغة انصياعًا لأغراض التخيل الروائي وحاجاته. وهذا يعني أن أدبيّة المكان، أو شعريته مرتبطة بإمكانات اللغة على التعبير عن المشاعر والتصورات المكانيّة، مفضية إلى جعل المكان تشكيلاً يجمع مظاهر المحسوسات والملموسات ومكوِّناً من مكونات الرواية يؤثر فيها ويتأثر بها. وإذا كان الوصف قادراً على تقريب المكان من القارئ، ورسم صورة بصرية تجعل إدراك للمكان بوساطة اللغة ممكنًا، فإن هذا الوصف مجرد تمهيد لاختراق الشخصيات المكان بوجهات نظرها الخاصة.
دور المكان:
ثمة ثلاثة أدوار يمكن للمكان أن يقوم بها، فإما أن يكون مجرد إطار تزييني للأحداث فقط، وإما أن يمهد لها، وإما أن يساهم في إنتاج المعنى داخل عالم الرواية، ونجد الدور، التزييني والدور التمهيدي في الرواية التقليدية – حيث ضعف البناء الفنى، وحيث الاهتمام بالحدث على حساب المكونات الروائية الأخرى، وإخضاع كل ما في الرواية للحدث الذي يؤطره المكان، ويمهد له – أما الدور الثالث، وهو مساهمة المكان في إنتاج المعنى داخل عالم الرواية، فنجده في الرواية المعاصرة، حيث التماسك الفني الناتج من تضافر المكونات الروائية وتعاضدها.
والمجموعة حفلت بالمونتاج، والمونتاج نوعان مونتاج زمانی ومونتاج مكاني.
وهي وسائل تستخدم لتوضيح تداخل الأفكار أو تداعيها كالتوالى السريع للصور أو وضع صورة فوق صورة أو إحاطة صورة مركزية بصورة أخرى تنتمي إليها.
والمونتاج مكاني في المجموعة فتظل الشخصية ثابتة في الزمان ويتحرك وعيها في المكان.
الراوية يتحرك وعيها من بيت الطالبات إلى مكان لقاء حبيبها، تعود بوعيها إلى قريتها حيث يعطيها الأب تعليماته أو نصائح الأم أو شوقها لإخوتها، تعود بعدها لبيت الطالبات حيث تستعد كأنثى لمقابلة صديقها، يتجول وعيها مرة أخرى على كورنيش النيل أو حيثما تقابل صديقها. عن طريق سرد” التناوب (Alternative)” الذي يعنى رواية حدث، ثم تعليقه للانتقال إلى حدث آخر أو استرجاع أحداث من الذاكرة، ثم العودة إلى الحدث المعلّق ولا تسرد الراوية سرد التتابع (cutive Cons)” الذي يُقصد به الحفاظ على سير الأحداث والشخصيات والزمن إلى الأمام.
وجهة نظر (الرواي):
السرد فن وهناك تقنيات في بناء السرد الروائي؛ أى فى تقديم عالم الرواية المتخيَّل إلى القارئ ويختلف الروائيين في توظيفها لإحداث الأثر الجمالي في القارئ، وهذا ما يجعل كل طريقة من طرق سرد الرواية تعبيراً عن القدرات الفنية للروائي على تفرُّده.
و“أسلوب تقديم المادة الحكائية تترجح بين شكلين رئيسيين: شكل“الراوى الخارج عن نطاق مروية“”براني الحكي“، بتعبير سعيد يقطين، الذي غالباً ما يصوغ هذا المروى بضمير الغائب ثم شكل“الراوي المتماهى بمروي” جوانى الحكى“بتعبير يقطين أيضاً، إما بوصفه جزءاً من الأحداث التي يرويها، وإما بوصفه شاهداً عليها وتضمر، فى داخلها، رواة موجِّهين يكاد يكون كل منهم لسان حال القاص نفسه أحياناً.
المكان البطل والقص الحديث أعطى البطولة لغير البشر مثل المكان والحيوان، حيث تجسد مفردات الطبيعة بحركتها وسكونها.. بضخامتها وتجددها عصب المشهد واكتماله.
والقاصة أعطت بيت الطالبات البطولة فكان هو البطل الرئيسى للقصص توارت الشخصيات، فكلهن بلا اسم.
أيضا القرية جاءت في بداية المجموعة فوصفتها القاصة بجدرانها الواطئة حيث لا أسرار ولا خصوصية متلاصقة في حميمية ودفء.
بينما في حديثها عن المدينة عند قدومها كان الخوف والتوجس والإحساس بالصغر والحاجة للحماية. (وجهي الباهت المرسوم على مقدمات العربات المصقولة) (يؤينى سور بيت الطالبات) (الطرق ثعابين تؤدى إلى متاهة).
تغيرت هذه المشاعر بعد فترة إلى إحساس بالحرية (أتلصص على الدنيا التي بدأت تتكشف أمامي) (النوافذ مفتوحة.. الشوارع كثيرة..التفرعات تتجاوز ضحكاتنا الجدران).
ورغبة في التمرد (لست مومياء فى واجهات عرض المتاحف) (فقط ملامحى الفرعونية هي التي يراها). كذلك أعطى القص الحديث للحدث تقدما بينما تظل الشخصيات في الخلف لكشف الضعف الإنساني.
ففى (عطب) جاءت الشخصية فى الخلف بضعفها تجاه خطيئتها وحاجتها للاحتواء بينما تقدم الحدث وهو كيف توارى فعلتها جاء في المقدمة.
أسماء الشخصيات:
يترجّح استخدام الروائيين لأسماء شخصياتهم الحكائية بين مستويين تعبيريين دائما: مستوى اعتباطي، يخلو الاسم معه من أى دلالة، وآخر رمزى، يبدو الاسم معه موحيا وزاخراً بالدلالات المغيرة عن السمات المميزة لهذه الشخصية: المادية والمعنوية أما أسماء هاشم فبطلاتها وأبطالها جميعا بلا أسماء ولهذا تفسيران:
الأول أن تكون الشخصيات قناع يتخفى خلفه المؤلف والثانى أن تكون الشخصيات هامشية لا تشعر بذواتها ويحتويها شعور بأنها غير مؤثرة في المجتمع.
محاولة أولى للخروج والتمرد وانفلات من أسر التقاليد:
(عقل الكاتب وسيط تمتزج فيه المشاعر والتجارب إمتزاجا خاصا وبطرق لا يمكن التكهن بها. فالعقل الخالق كالمؤثر الكيميائي تدخله تجارب الفنان في الحياة فتتحول إلى مادة جديدة تختلف عما كانت عليه من قبل أما هو فيظل محايدا.
كان كاتب الأمس يتحرك داخل إطار مشاكله الخاصة ورؤيته المحدودة أما أسماء هاشم ككتاب اليوم تستخدم كل شيء وتوظفه بإيجاز ووعى ولا تحوم حول موضوع فصصها إنما تخترقها بسرعة وحساسية، ففي هذه المجموعة تمسك الكاتبة بريشتها لترسم لنا اللحظات الحميمة الأولى في حياة أي فتاة:
أول سيجارة ومشاعر الفتاة عند تدخينها.. أيضا ولوجها فى أول مظاهرة من أجل عيون عاشقها لغيرتها عليه لتقطع الطريق على أى فتاة أخرى تضمد جراحه وهى محاولتها الأولى للانفلات والتمرد خاصة وهي تسرد لحظات إحتضانها لصديقها بطل المظاهرة – للمرة الأولى – عند – جرحه (أتشكل بمدركات جديدة تبصر الكون خاصة).. وجاء احتضانها للشاب عفويا ومسرودا على استحياء يليق بفتاة جنوبية. أيضا أول مقابلة في لغة سردية موحية ورمزية (باغتنى بالنقر على حصونى الهشة وأخذ يفك شعرى المعقود على شكل ذيل حصان) فك الشعر المعقود جاء رمز لتحريرها من الأطر الجامدة التي تكبلها.. من إطار التقاليد والعادات).
صورت ذلك برسمها لصورة رمزية تصدرت فيها حقيبتها الكادر والأشياء التي تساقطت منها: رسالة أبيها.. صورة أخيها الأكبر (الأخرى لجدتى بملامحها الصعيدية الحادة داستها قدماي في غمرة انهماكي في البحث عن زجاجة العطر).
الأقدام التي – دون قصد – داست على صورة الجدة والتى كانت الراوية ستحمل نفس ملامحها وتوضع في نفس إطارها بجمودها وتقاليدها وعاداتها والراوية منهمكة فى البحث عن زجاجة عطر والتي جاءت معادلا موضوعيا للقبلة الأولى في حياة الراوية.
الطائرة الورقية الجنوبية والإنفلات من أسر الخيوط:
لماذا اختارت الكاتبة الطائرة الورقية عنوانا ؟ (ارتفعت الطائرة.. علا صياح الصغيرات تمايلت بتأثير ريح خفيفة حتى كاد الخيط ينفلت من يد الولد) في الآن نفسه تتبعثر كلمات الأب.
(تحاشى الاختلاط) نجد أن الطائرة الورقية معادل موضوعى للبطلة الراوية.
والمعادل الموضوعى أن يخلق الكاتب شيئا يجسم الإحساس ويعادله معادلة كاملة فلا يزيد ولا ينقص ويستطيع أن يثير فى القارئ الإحساس الذى يهدف الكاتب إلى إثارته.
فالراوية التي ترتفع – كالطائرة – تسافر وتتعلم بينما يتم توجيهها عن بعد بخيوط يمسكها الأب أو الأخ بيد قوية.
والخيوط تربطها في آن وفى آن آخر تمنعها من الميل أو الإنحراف أو تغيير مسارها المحدد
الطائرة تحلق في السماء والسماء السمو والمكانة من تعليم أو عمل.
السماء أيضا الحلم.. الانطلاق.. الاتساع.. عالم رحب بلا سقف بلا قيود ومن منا لا يحلم وينظر للسماء، أحلام البنات بالحب (أحبك.. قالها وكالسهم نفذت ثاقبة جدارى الحجرى قرب القلب الذي انتفض كعصفور يمارس الطيران لأول مرة).. بالحرية والشبابيك..المفتوحة بالتمرد.. بالخصوصية (تظل دواليبنا مغلقة وتظل مفاتيحها فى صدورنا)… أحلامهن بطرحة الزفاف (زفة).
والطائرة تصطدم بالهواء والريح والمطبات الهوائية وهو ما يقابل أى فتاة من مشاكل عاطفية وغيرها. ولماذا كانت الطائرة ورقية ؟ اختارت الكاتبة الورق وهو سهل طيه ووضعه فى الجيب وهو أيضا بلا وزن وقيمته لا تقارن بالمقارنة للمعادن.. ويسهل أيضا تمزيقه وهو يعادل وضع الفتاة في كثير من مجتمعات الجنوب.
في النهاية تسير خلف من بيده الخيوط (الأب أو الأخ أو الزوج) أو يطويها ويضعها في جيبه وقتما يشاء قد جاءت معظم النهايات كنهاية الطائرة الورقية (تتركنا بعد سحب الكاسيت.. تنحشر رؤوسنا في ضلفة النافذة المفتوحة.. لا تجرؤ واحدة على فتح الضلفة الأخرى) ارتفاع وحرية منقوصة غير دائمة. بل أن كل محاولات التمرد والخروج من أسر الخيوط أو السقوط كان جزاؤه نهايات مأساوية لفتياتها: الفتاة الأولى التى رأتها المشرفة مع حبيبها وأبلغت أهلها (راقبناها وهي تختفي في عصيهم) والعصى ليست أداة تحمل وجزء تكميلى للوصف بل قصدت المؤلفة جعلها صورة رمزية للعقاب الذي سيحل بالفتاة.
والصورة تكون رمزية عندما يكون معناها كامنا خلف السطح وخلف الظاهر وموجودا بطريقة غير مباشرة بعيدا عن التناول الأول للعقل والإدراك.
الفتاة الثانية التي أخطأت وتناجى الذات الراوية النيل فهى فقدت التواصل مع الأنا الجماعية (زميلات بيت الطالبات) لاختلال معايير الواقع الذي تعيشه الشخصية الراوية خجلا من فعلتها.
فتحادث النيل (يغمرنى بحنان لن أجده فى عيونهم) (وأنت باسطا ذراعيك باسما تتقبلني).
لكن حتى النيل يرفض فعلتها أو أن الذات الراوية تشعر بالجرم والإثم وبأن النيل مثله مثل الناس سيستنكر فعلتها (تدمينى الصخور الرابطة فى قلبك) (تلفظ جسدى المتعفن على الشط متخلصا من العطب) بينما الآخر الخائن الذى أحبته (ولينعم هو بحياة جديدة مع أخرى).
وتسلم الراوية نفسها للنيل مع تعاظم إحساسها بالذنب تجاه عائلتها ومجتمعها في سرد مؤثر. الفتاة الثالثة التي تبحث عن الحب الذي تفتقده في أسرتها فتعشق كثيرا وتفشل كثيرا وخوفا من الفشل تتنازل كثيرا (أحدق فى السقف أحصى عدد القبلات التي تقربت بها إليهم) (ومساحة صدرى التى ألهبتها أنفاسهم المحمومة) وفى كل مرة يتخلى عنها حبيبها فالراوية في إحدى القصص قالت لها أمها حكمتها أنه بقدر ما تعطى للرجل وجها يعطيها ظهرا.
لكن هذه الفتاة تبدو أكثر مقاومة نوعا من سابقتيها (سأنهض دون معاونة.. فقط سأزداد انعزالا لأواصل ممارسة تدريباتى الشاقة لتشييد كائن مقطوع الصلات).
خاتمة:
الكاتبة نجحت في تصوير ذوات الفتاة الجنوبية بجرأة واقتدار من خلال صيغة السرد في المضارع (يفعل) والتي تدل على التجدد والاستمرار والمعايشة الأنية والمستقبلية.. ليست بالصورة المثالية المزخرفة ولا من منظور خارجى (كما يردن أن يرونهم الآخرين) ولكن من منظور داخلى (كما يرين أنفسهن وكما هن في الواقع). من خلال نظرة الكاتبة للحياة من زاوية خاصة وتلقى الأحداث بحساسية خاصة هي حساسية المبدع وعين الفنان.
مقال
البيت الكنزى وأسرار فنان عاشق
بقلم: عائشة الأنصارية
أسوان – دراو
بين أحضان مدينتي الرائعة دراو يكمن هذا الصرح الفنى الرائع (البيت الكنزى) إنه متحف بسيط كل منتجاته من البيئة. متناسق الخطوط. متألق الألوان. إنه النخلة ذلك الكائن المعجزة الذي أوحى لصاحب هذا المكان بالفكرة ألا وهى إقامة متحف فنى متميز فما كان منه إلا أن اقترب من أدواته البدائية وخامات البيئة الطبيعية وعلى رأسها النخلة اقترب الفنان من هذا الكائن الخرافي يتفحصه بعناية بثها شوقه وعشقه فبادلته عشقًا بعشق وقدمت له مخزونها من الروعة والجمال على طبق من ذهب فاقترب من جدائلها الخضراء (السعف) وجذعها المرتفع في شموخ وكبرياء كما الإنسان الجنوبي، وعمل فناننا المبدع بروح المحب. أما المكان الذى شيد عليه قلعته الفنية فهو مدينة دراو التابعة لمحافظة أسوان. في تلك المدينة التي تسكن أحضان طبيعة أسوان الدافئة كان العمل. في بيته وبيد مجموعة من تلاميذه من فتيان وفتيات يعملون جنبًا إلى جنب تحت إرشاد الأستاذ والفنان محمد عيد (صاحب البيت الكنزى)، يحتوى البيت على لوحات كتبت بخط اليد على بسط من جريد النخل كما يحتوى على أثاث مدهش صنع أيضا من الجريد إلى جانب بعض التحف والمقتنيات الأخرى والتي يأتى إليها الزوار من كل مكان سواء كانوا عربًا أو أجانب.
برع الحاج محمد عيد أيضًا فى الكتابة على رقائق النحاس المذهبة والتي يعرضها بنفسه على زائريه ويوضح لهم ما نقشه عليها بأصابعه. كذلك فهو يعمل فى صنع بعض نماذج صغيرة من الأركيت، كيف طوع هذا الفنان المكان والخامات الخشنة لإرادته وصنع كل تلك الروائع، هذا ما دعاني أن أقول“للناس فيما يعشقون مذاهب” مقولة قديمة لكن مدلولها يتجدد كل يوم. فهناك من يعشق جمع المال ويجد متعة كبيرة في ذلك وتتضخم سعادته بتضخم ثروته. وهناك من يعشق نفسه فلا ينشغل بسواها. وهناك من يعشق الحياة بكل ما فيها من جمال، وخير ينسجم مع دقائقها الصغيرة ويذوب بين جزيئاتها فتأتي إليه الأشياء طواعية وتخرج من بين يديه لآلئ البحر وكنوز اليابس وهؤلاء قليل من البشر حباهم الله بقدرات خاصة وطاقات خلاقة وأفاض عليهم من نعمه بما لا يعد ولا يحصى. فكانوا جديرين بما أعطى وعبروا عن امتنانهم ورضاهم بفضله بما أعطوا ولا زالوا يعطون ويقدمون لنا كل يوم، ومن هؤلاء الناس الحاج محمد عید صاحب البيت الكنزى بدراو رجلٌ عندما تقف أمامه لابد أن تنحنى له إعجابا وتقديرا وعرفانًا بالفضل، فيكفي أنه يجعل لسانك لا يفتأ عن ترديد ذكر الله وتسحبيه لفرط إعجابك بما يعرضه عليك من فنون في متحفه الرائع“البيت الكنزى“. عندما تدخل هذا المكان تعود جسدًا وروحًا إلى الزمن الجميل وتعيشه وتتمنى في قرارة نفسك أن تبقى بين طياته، عندما تطل على ذلك العملاق الفني وتتجول بين أركان متحفه القائم بداره تشعر أن العالم بغموضه ورسائله عبر الأجبال قد تقلص في زمن هذا الفنان وفي فنه الراقي المقتبسة أفكاره من التراث النوبى، وخاماته من بيئة الجنوب، وذوقه وسموه من روح الفنان ونبضاته ودقات أنامله أيضًا. وقد عمد الفنان محمد عيد أن يعيد التراث الذي كاد أن يندثر فإذا به كائنًا حيًا تدب فيه الروح وتتدفق فيه الدماء من جديد. من حيث أواني طهى وفرش وبسط وأكلمة وتحف ونجف بدائی وأدوات حفظ طعام وأشياء كانت تستخدم قديمًا، حقًا إن الحج محمد عيد قد أعاد لنا التراث النوبى فى صورة زاهية من خلال البيت الكنزي.
عرض كتاب
قالت الراوية
عفاف عادل
المنيا – أبو قرقاص
في مقدمتها لكتاب قالت الراوية تعرض الدكتورة هالة كمال فلسفة ورؤية ملتقى المرأة والذاكرة وكتابة حكايات عربية من منظور نسوى.
تعتبر الحكايات الشعبية من الفنون التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعالم المرأة. لذلك تقوم مجموعة المرأة والذاكرة بالبحث في التاريخ العربي والتركيز على الجوانب الثقافية التي تمس المرأة المعاصرة. لذلك يقوم ملتقى المرأة والذاكرة بعقد سلسلة من لقاءات العمل بعنوان“قراءة وكتابة حكايات عربية من وجهة نظر المرأة” وتتم اللقاءات بصورة دورية بمعدل يوم عمل كامل شهرياً فنبدأ بقراءة نص من ألف ليلة وليلة وآخر من النصوص الشعبية المصرية ثم تقوم المجموعة بتحليلها ونقدها إجتماعياً من منظور نسوى، ثم ينقسمن أفراداً أو مجموعات صغيرة لكتابة حكاية من وجهة نظر بديلة أو مختلفة.
التاريخ والتراث الشعبي:
قد وضح لنا قاسم عبده قاسم في كتابه“بين التاريخ والفلوكلور” الفرق الجوهرى بين التسجيل الرسمى للتاريخ والتسجيل الشعبي هو إن التسجيل الرسمى قصد به أن يكون تاريخياً ليصل إلى الأجيال التالية على النحو الذى تمت به كتابته أما التسجيل الشعبي فهو تسجيل شفاهي يخدم الجماعات الإنسانية. وكما إن الظاهرة التاريخية لا تصلنا كاملة بل يخفى بعض المؤرخين بعض جوانبها لذا فإن هذه الجوانب نجدها فى الموروثات الشعبية. فالتراث الشعبي يعكس جوانب الحياة اليومية التي عادة ما يهملها مؤرخو السلطة ويضيف قاسم عبده قاسم بإن الرؤية الشعبية تضيف بعداً ثالثاً يجسد الرؤية الوجدانية للتاريخ وبذلك ترسم صورة أكثر دقة وشمولاً للظاهرة التاريخية.
الفوكلور والقصص الشعبي:
إن علم الفوكلور هو علم ينتمى إلى العلوم الإنسانية التى تتناقلها الجماعات الإنسانية من جيل لآخر بما يتضمنه من تراث ومأثور. وهو أيضاً عبارة عن مادة ثقافية جماعية تحف عن طريق الذاكرة والممارسة وتتصف المرونة والتطور تبعاً لظروف المجتمع. وهو أيضاً نتاج لمجموعة القيم السائدة في الجماعة.
الحكاية الشعبية.. التعبير الشفاهي:
كما ذكر ابن منظور إن“الحكى” هو أقرب إلى تكرار القول بصورة تطابق الأصل بدون تغيير أو تعديل والحكاية الشعبية هي نوع من القصص الشعبي. فالحكاية الشعبية لطبيعتها الشفاهية تتنوع تفاصيلها تبعاً للبيئة الاجتماعية التى نبعت منها فهى لذلك تتصف بالمرونة والحرية وتخضع لعناصر الذاكرة والخبرة الذاتية والميول الشخصية لذلك فهى عبارة عن إبداع“شعبي” أي نابعة من الشعب. ويحدد عبد الحميد يونس قيمة الحكاية الشعبية في عدم تقيدها بنص محدود وإنما تتحقق أهميتها من خلال استمرار ترديدها وتخريجها من طابع العبقرية الذاتية إلى التنقل الحر المتسم بالمرونة.
فالعناصر الرئيسية للحكاية الشعبية هي:
(1) الراوي. (٢) الذاكرة الجماعية. (۳) جمهور المستمعين.
فالرواي لا يحكى كل قصة سمعها وإنما يحرص في كل مرة على أن يضيف إليها ويؤكد على بعض الأحداث دون الأخرى. من أبرز أساليب الفكر والتعبير الشفاهية إن الفكر الشفاهي يقرب المعرفة وينقلها إلى الحياة الإنسانية حيث ترتبط إلى حد كبير بعناصر الزمان والمكان الذي يتم تداولها من خلاله.
ألف ليلة وليلة:
تمثل ألف ليلة وليلة مثالاً لنصوص شعبية شكلت فى صورة كتاب مدون وتؤكد فريال غزول إن الكتاب كما نعرفه اليوم هو نتاج لعمليات إضافة وحذف وإعادة ترتيب للحكايات ليكون بالتالي خير مثال على التفاعل الذي يتم بين النص المكتوب والرواية الشفاهية. وقد كانت الحكايات الشعبية وألف ليلة وليلة مصدر إلهام للعديد من الكتاب المصريين الذين ألفوا نصوصاً مسرحية وأدبية من وحي التراث الشعبي المصري كما يتم صياغة نصوص شعبية متنوعة في أسلوب أدبى يناسب الأطفال فى مراحل عمرية مختلفة.
الحكايات… ووجهة نظر المرأة:
إن تبنى وجهة نظر المرأة يمثل محاولة لإقامة توازن بين جميع عناصر المجتمع وتوسيع التمثيل لفئة همشها المجتمع ووضعها في قوالب جامدة فصارت لا ترى إلا في إطار نمطي سائد كما إن الدراسات العربية تخلو من الاهتمام بتحليل الحكايات من منظور نسائى ويقتصروا على إظهار المرأة في أدوار محددة فقط مثل أدوار العشق والكيد والأدوار المرتبطة بالأمومة والأسرة أو المرأة المحارية. كما يتناول غراء منها بإيجاز شديد صورة المرأة من حيث تعبيرها عن قيم الفضول واستخدام الحيلة (للزاوج ممن تحب) والسخرية من سيطرتها.
الحكايات وصيغها المعاصرة:
تذكر أليسون لورى إن بدايات المحاولات المختلفة التي تمت لكتابه حكايات خيالية حديثة ترجع إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر حينما حاول العديد من الكتاب والكاتبات صياغة بعض الحكايات التقليدية وإعادة كتابتها مع تبنى قيم معاصرة أو انتقاد عادات وسلوكيات يرفضها المجتمع. حيث يقوم الرواة والقصاصون بتناول الحكايات التقليدية وإعادة انتاجها بما يتناسب مع اللحظة الراهنة، اهتمت الكاتبة البريطانية أنجيلا ارتر بكتابة حكايات شعبية مع تبنى منظور نسائي عندما قامت بتحرير كتابين بضمان حكايات شعبية من أنحاء العالم قامت فيه بقلب الصور والأدوار النمطية للمرأة مع تقديم صورة مختلفة بديلة بحيث تمنح الشخصية النسائية، في حكاياتها صوتاً خاصاً بها وأدوار جديدة غير المعروفة أو المعتاد عليها.
اللغة والكتابة وصوت المرأة:
أستخدمت اللغة كأداة عبر التاريخ لإسكات صوت المرأة لإن اللغة هي من صنع الرجل الذي استخدمها بما يحقق أهدافه الشخصية. يقول عبد الله الغذامى فى كتابه“المرأة واللغة” إن الرجل حين يتيح للمرأة حيزاً فهو الذي يتحدث بلسانها وبصفتها فهو الذي يتولى الحديث بالنيابة عنها ومن هنا فإن الرجل يكتب المرأة فى لغته هو وليس في لغتها ويديرها حسب هواه. تتحدث مارى جاكوبوس عن خصوصية لغة المرأة بإنها لا تقصد بلغة المرأة كياناً يقع خارج اللغة الذكورية السائدة وإنما تدعو إلى التأكيد على وجود لغة خاصة بالمرأة فى موقع داخل اللغة السائدة.
خصائص مجموعة حكايات قالت الرواية:
(1) حكايات عربية حديثة:
في الحكايات العربية الحديثة ثم نقل زمان ومكان الحكاية الشعبية التقليدية إلى زمان ومكان معاصرين ووجود العناصر الخيالية التقليدية جنباً إلى جنب الاختراعات والإكتشافات العلمية الحديثة. وإذا أخذنا حكاية“نعم ونعمة” التي كتبتها سحر الموجى وداليا بسيونى مثالاً لحكاية عربية حديثة تلاحظ إن بدايتها تنطلق من جو يومى بشكل ألف ليلة وليلة إذ تدور حول“نعمة” الرجل الذي يعمل في المصلحة نهاراً ثم يقضى بقية يومه جالساً على القهوة وهناك سحرية على نعمة ورفاقه بقولهم الذين هم في القهوة كادحون، يتبادل الأخبار والحديث حول علاقاتهم الوهية مع الفساد من زملائهم وجيرانهم وغيرهم وتعطيل مصالح الناس بالتليفونات وتنجح الحكاية من خلال هذه النقلة إلى زماننا المعاصر فى توجيه نقد مباشر لسلوكيات اجتماعية سائدة مع تبنى موقف ساخر ورافض تجاه علاقة الرجل بالمرأة المعتمدة على قوله“ذات الجمال والبهاء والحسن والدلال“.
(2) أصوات نسائية:
تتمثل أبرز أساليب التعبير عن الصوت النسائي بقلب الصور النمطية للأدوار الأجتماعية المرتبطة بكلا الجنسين. ويتم التعبير عن الصوت النسائي بقيام بعض الشخصيات النسائية بأدوار محورية في القصة لذلك تحتوى تلك النصوص على بطلة تقوم برحلة أو تخوض مغامرة سعياً وراء تحقيق هدف ما معتمدة على ذاتها دون انتظار البطل المنقذ التقليدى. فمعظم الحكايات التي تذكرها تؤكد على قيمة نسائية هامة إلا وهى التعاون والتواصل بديلاً عن المنافسة والقتال وأيضاً على الحياة القائمة على المشاركة والوئام.
(3) السخرية والمفارقة:
يمكن استخدام أسلوب الفكاهة في كتابة الحكايات لإن الفكاهة تفسح المجال أمام مناقشة موضوعات يسهل أستبعادها أو التقليل من أهميتها فبدل من تجاهل قضية ما تماماً يصبح من الممكن تناولها على سبيل الدعابة حيث يمكن القول بإن السخرية والمفارقة هما من أبرز أساليب الفكاهة.
خاتمة:
توصف النصوص الشعبية بالحرية بما يسمح بتتبع وتخيل ما يرد من إشارات حول دور النساء في المجتمع بدون طمس صوتهم وتجاهل وجهات نظرهم وأشكال مشاركتهم فى الحياة لذات فعالة ومستقلة في الحياة.
ملف الجمع الميداني
أسوان – المنيا
أغاني أفراح
أغاني قديمة
جمع: صفاء صلاح
أسوان
– 1 –
يا ستي زرعت القصب كله على قسمك
شهرين واربع ليالي ما عرفت اسمك
واسمع بحسك وأنا اتولع بنار حبك
يا ستي زرعت القصب كله على شانك
شهرين واربع ليالي تحت حيطانك
واسمع بحسك واتولع بنيرانك
– 2 –
عايق ولابس له علاجة يا زرارها عند الخواجة
بالله ابعتوا لابوه قولوه عرسنا دخل دار السعادة
عايق ولابس بدله هندی یا زرارها في العلبة عندى
بالله ابعتوا لابوه قولوه عرسنا دخل دار الأفندي
عايق ولابس عربكية يا زرارها بألفين وميه
بالله ابعتوا لعمه قولوه عرسنا دخل دار الصبية
– 3 –
افتح لحبيبي شباك يجيب هوى
من داخل الشباك قلة مبخرة
ومن داخل القلة وردة مرعرعة
ومن داخل الوردة عروسة مجلعة
بالله يا صايغ صغلى لبتى
ومن داخل اللبة امي وخيتي
واكتب لي فيها خالتي وعمتي
واعملى فيها طباخ بعدته
واعملي فيها جزار بسنجته
واعملي فيها سريري وفرشتي
واعملي منها طشتى وحلتى
– 4 –
اتمخترى يا حلوة يا زينة ياورة من وجوه جنينه
اتمخترى له يا حلق الماظ ياخدك الأحمر غماز
يا عقد لولى على جزاز والورد ضلل علينا
اتمخترى وتعالى ليًا يا قصر أبوك اللى ع الميه
اتمترى وتعالى من قصر أبوكى اللى ع العالي
دفعت لك مهرك غالي
يا عود قرنفل يا عروسة الورد ضلل عليه
– 5 –
دوسى على طرف الملاية دوسي
بيضة وتتشخلع ع الفانوس
شحتر وبحتر قال حلال یا فلوسی
دوسى على طرف الملاية تاني
شحتر وبحتر قال حلال یا مالی
بيضة وتتشخلع على الجنيالي
أغاني أفراح
جمع: إيمان جمال
أسوان – دراو
– 1 –
أمة أناديله، حس الغالي بره
حود على الأوضة لبسها الموضة واتكل على
أمة أناديه حس الغالي بره
حود على التكسى لبسها المكسى واتكل على
حود على التسريحة رسلها الريحة واتكل على
– 2 –
بیت مین ده العالی
اللي عليه النجفة
بيت الأوسطى محمد
اللى عياله شرفه
حلاوة يا سمسمية كلتها ردت عليا
سماح في بيت أبوها واربعة بيزوقوها وعريسها بيقول هاتوها
دى عروستى وأنا حرفيها
– 3 –
كوباية صينى ياوله كوباية صيني
لو قطعوني بالحتة ما أسيب حبيبي
كوبالية لولى ياوله كوباية لولى
لو قطعوني بالحنة ما ما سيب عيوني
أغاني شعبية
جمع: نجوى نادى – المنيا – الطيبة
المصدر: حنان عياد – المنيا – الطيبة
– 1 –
فرحك يا أخويا كان شهادة عليا ما تزغرتو احسن العروسة جاية
فرحك يا أخويا كان شهادة عليا ما تزغرتو احسن العروسة الليلة
يا صحن صينى والمعالق شالته يا فرحت أمة زاغرتيله يا خالته
يا صحن صيني والمعالق رنته يا فرحة أمة زاغرتيله ياعمته
– 2 –
وطلعت جبل ياوله ولقيته طافى إستنى عليا ياوله ألبس كتافي
وطلعت جيل ياوله ولقيته منور إستنى عليا ياوله ألبس مدور
ياباني الجسور على البحور عليها واللى له حبايب على الفرح يدعيها
ياباني الجسور على البحور شرحها واللى له حبايب على الفرح يجمعها
– ٣ –
يا عمتي هاتي الصابونة والليفة وأحنا نفرح والعدوة ضعيفة
يا عمتي هاتي الصابوة والحلة وأحنا نفرح والعدوة بره
نزلت أملى القليلة الجرف وقعني دراعي الیمین انكسر والتاني وجعني
نادمت على ريس الغليون يطلعني طلع بحجة وقال راسي بتوجعني
نزلت أجيب عود دره ورقه طرف عينى ابكى على الحب ده ولا ابكى على عينى
ابكى على الحب ده اللى اتملكه غیری
– 4 –
يا زارعين القصب إدو حبى عود نصه يمصه ونصه يعمله نبوت… يا ليل
عمل الخرزانة قنطرة لما العروسة تفوت.. يا ليل
يا خويا بحرسنة ولا تقبل يوم بحرى بلاد الهنا قبلى بلاد القوم
– 5 –
يا للاه نهيص له دحنا ولد خاله
وردنا من وردكم ماحناش ليه من عندكو
عومي يا سفينة الويد والبت لينا
مركب يا عوامة يا عروسة مع السلامة
بس الليلة دى يا عين يارتهم كانوا شهرين
هابص له شوية ده غالي عليا
هابص له الليلة ده غالي علينا
هابص له يا بنات ده إبن سبع بدنات
هابص له خالص ده ربابة مدارس
أغاني شعبية
جمع: شرين يواقيم
المنيا – أبو قرقاص
المصدر: فايزة كاسيب
المنيا – الحواصلة
– 1 –
الله وأكبر عليكم يا حواصلية
يا زارعين القصب جنب الملوخية
فات عليكم جدع عايق بشهية في إيده طربوش ومكلفة مية
وسقى جماله قصب وسقيت أنا رومان
آخر جماله لورا سبقته أنا لقدام
فرح فرايح البلد فرحت أنا بصبيان
خبز لهم عيش درا خبزت أنا رغفان
ولع في بيته فانوس ولعت أنا فنار
أغاني شعبية
جمع: إيمان صبحي
المنيا
– 1 –
على البر على البر يا سارح بترانك
يا تران الوسية ولا ترانك
قوم من على بابنا واقعد على بابك
ياللي الزمان لوعك
يالل الزمان هانك
– 2 –
أمى قالتلى يا لمة البحر لم ترحيه
عملت حجتی يا أمى العجل رائحة أرويه
العجل ما روتوشى بس الحبيب الاقيه
أمي قالتى بالمة البحر ما ريحاه
عملت حجتي العجل رایحه ارعاه
والعجل ما روتوشى بس الحبيب القاه الله يا ليل الله
يا شجرة التفاح ما تترحيش تفاح عايز جدع زي صلاح
يسهر معايا الليل آه ياليل….. يا ليل
موال شعبى
جمع: نرمين سامی
أسوان – الطيبة
المصدر: عم خلف خليفة / المنيا – الناصرية
– 1 –
يا واخد الجميلة بس اوعلها اديها للولد عال يكون خيال يوعلها
البنت حلوة وجميلة وطالعة في البلوغ يا دوب
ومكلف التوب بس العين واعيلها
– 2 –
احبابك كتار يا قلبي وليه قلوبهم نار من يمك
وقول كلام يا قلبى لكن الكلام مجاش يمك
اتريك أنت عديم البخت وأنا عايل الهم من يمك
دول واصليين لكرم جميلك وجابوا العيب من يمك
أغاني بلدي
جمع: مرفت سمعان
المنيا – الطيبة
– 1 –
الله يا ليل الله يا ليل يا طويل يا ليل
بنت مین یا عرب اللي خطبتوها بنت شيخ البلد الجيد أبوها
يا بنت شيخ العرب روشي الطريق روشی
يا مندرة يا مندرة يا أم الشبابيك
أجيب بخور يا منضرة وبالعطر أرقيك
إحنا بنات العرب ولا نركب إلا الخيل
مسبسبين القصص ومكحلين العين
ويا فرحتك يا جدع لما يخش الليل
تخلع هدوم النهار وتلبس هدوم الليل
واحد للبس النهار وواحد للبس الليل
وواحد للبس الفجر اللي يهد الحيل
– 2 –
أنا قلتلك يا حمام شوف حدع السكة
غیر حبیبی یا حمام اللي رفقته ستة
أنا قلتلك يا حمام شوف حدع السكة
غیر حبيبي يا حمام اللي رفقته سنتين
لأقف على رمش عينك وابدر البرسيم
واقف على نخلتك وأجيب جريدة والعب
واحلف على مهرتك ما هي نازلة الملعب
بالعند فيك يا جميل يا طرز المنديل
واقف على رمش عينك وأبدر البرسيم
– 3 – أمي وأبويا خدوا ضي القمر مني
وحلفوا عليا لا تطلعي ولا تغنى
يا ما طلعنا يا خلي وياما غنينا
وهركنا السلم تحت رجلينا
الهجرجه وفيه حبيبى مع مين مع مين
أنا مع مين أبعت سلامى مع مين
بعتلك السلام على رجل عصفورة
منقرشة بالذهب والاسم عصفورة
واسم الله عليك يا جدع يا حافظ الصورة
بعتلك السلام على رجل حداية
منقشة بالدهب والاسم حداية
اسم الله عليك يا حافظ الآية
– 4 –
ليه يا قاضي الغرام بعتلك وما جتش
قوم إبقى تعالى يا غالي واقعدك ع العالي
إبقى تعالى ولا تقولش واديك منابي وأنا ما أكلش
واديك منابي من الضاني وأقولك السمع يا غالي
إبقى تعالى في الفجرية تلاقى الميه متحميه
ليفة وصابونة ع الحنفية واقولك إتفضل يا عنية
– 5 –
ياعم جملك عضنى والعضة بانت في جمالي
جابو السرير ما جابهوش لحد مرسوم عليه طبق الورد
ولا أنت سنة ولانت فرض والا انت داخل في مزاجي
ماش ورایا ماشی ورایا عايز يجر سهراية
روح يا واد داحنا ولایا
ماش ورايا مغمض والساعة في إيده بتتلمض
عاش الأسامي يا أسطى محمد
ماشي ورايا بعجلته ماشي يطوح في رقبته
لو كنت بيضة كنت عجبته وحياة أبويا ما عبرته
أغانى الحجيج والمديح
جمع: عفاف بشير
مدح النبي هيم العاشق وقاله قوم
حمل جمالك يا عاشق مشمس ولمون
مدح النبي هيم العاشق وقاله تعال
حمل جمالك يا عاشق مشمش ورمان
مركب تروح المدينة ومركب تروح اليمن
مركب تلم الحبايب يا داى النهار اللبن
مركب تروح البحيرة ومركب تروح الصعيد
مرکب تلم الحبايب يا أدى النهار السعيد
فاطمة يا فاطمة يا بنت نبينا
افتحي البوابة أبوك داعينا
فاطمة يا فاطمة بابت التهامي
افتحي البوابة أبوك داعاني
أول مديجي يا مدح الوحداني
رفع السما العالي بلا عمداني
أول مديحى يا مدح المحمودي
رفع السما العالى بلا عمودي
أغنبية للحجيج
جمع: لبنى أحمد
أسوان
رايحة فين يا حجة يا أم العقود
رايحة أزور النبي ولبيتك تعود
رايحة فين يا أم الشال قطيفة
رايحة أزور النبي والكعبة الشريفة
حمامك يا حاجة عايز له غليلة
أنا مالي بحمامی دا انا زايره نبینا رايحين فين يا حجاج، أروح معاكم
تركبوا الطيارة يا حجاج وأنا أمدح وراكم
ياريت ليلة الدعايا حجاج دعاني معاكم
تركبوا الطيارة يا حجاج وأنا أمدح وراكم
ياريت ليلة الدعايا حجاج دعانا سويا.
عدودة
جمع: عفاف بشير – أسوان
المصدر: ست عبد الحميد طه
أسوان – قرية الكوبانية *
– 1 –
أمى حبيبتي وأنا حبيبتها
صعبان عليا اليوم فرقتها
امی ابعنى لى مكحلة ومرودا (۱)
وقطنة وخيط القلادة داب
أمى ابعتى لى مكحلة وعدلى
وقطنة جديدة وخيط القلادة دابلي
وإن قلت وای (2)شمتت عدای (۳)
وإن سكت كمدت (4)معای
حطت قدمها تزرع الرمان
دى عسكرية (5)من بلاد الشام
عروسة كبيرة حضرت (6)مع التيار
جيت أصبح يا أختى صباح الخير
لقيت العروسة سافرت بالليل
جيت أصبح يا صباح بدرى
لقيت العروسة سافرت منى
عدودة
جمع: عفاف بشير – أسوان
المصدر: زينب عبد الحميد طه
أسوان – قرية الكوبانية
– 2 –
قومی يا عروسة والبسي شالك
واتمخترتي في الحوش وأنا أوبالك
قومي يا عروسة والبسى الشيلان
واتمخترتي في الحوش زي زمان
طلي علينا يا أمة طلة الغربة
زى طلة الزائر يا أمة ع العتبة
طلي علينا يا أمة طلة الجيران
زى طلة السايل يا أمي ع البيان
يا أمة ابعتى لى شبارتي الحمرة
اللى عليا دابت م الرملة
يا أمة ابعتى لى مكحلة وعدلى
وقطنة جديدة وخيط القلادة دابلي
يا لابسة المنديل أبو مية
طلى علينا يا أمى عشاوية
يا لابسة المنديل أبو ستين
طلى علينا في هاوير الليل
عدودة
جمع: عفاف بشير
نفس المصدر السابق
– 3 –
ياريت أبوناع السرير نايم
المشورة منه والمشورة داير
يا ريت أبونا ع السرير ينوم
الشورة منه والمشورة بتدور
على مين الحمل بالسلبه
حملوك تقيله ع الولاد غلبه
على مين رميت الحمل يا راجل
حمل تقيل والا الولد جاهل
أبويا جملى من جمال بهاريف (7)
شيال حمول يا أبويا وتقول خفيف
أبويا جملي من جمال بنبان (8)
شيال حمول والا تقول تعبان
زبویا دلالي اللي بتدلل بيه
قطعوا لساني يا أبويا اللى بتكلم بيه
أبويا دلالي بيه بتدلل
قطعوا لساني الى بيه بتلكم
أبونا حدانا (9) شيخ في قبه
جلعنا (10) يا أبويا على حقه
أبونا حدانا شيخ في مقامه
جعلنا كله يا أبويا عشانه
عدودة
جمع: منى صالح – أسوان
المصدر: الحاجة / فاطمة أحمد
أسوان – أبو الريش الخلاصات
وزعوا النوايب واخترت الكبير نوبي قالوا شقية قلت أنا من يومى
أمي الحبيبة وأنا حبيبتها أمي الحبيبة يا جراب مالي
شفوقة عليا وعلى حالى اكتب الغيبة ثلاث أيامي
اتاریكی يا حبيبة سنين وأيامي
أمي الحبيبة أنا حبيبتها صعبة عليا اليوم فرقتها
يا عايق العياق يا عایق يا فنجرى يا أبو عسل رايق
أحسب الغيبة تلات تشهر أتريكى يا غيبة سنين تحور
يعرف رجال على المعدية لابسين كحالى وبسيوف مدنية
يا مين يقولى الحبايب تحت شجر اللامون أدى البشارة قبل حياتهم
جوز الشبة في الدرب لاقيته غطيت عيوني عزني ما رئيته
يا عايق العياق يا غندور یا فنجرى يا أبو الغسيل صابون
مرات أبويا ياقفة الرجلة مننين تموتى وأمسك العجلة
مرات أبويا يا قفة الرح راح مننین تموتى وامسك المفتاح
التعديد على الأب
جمع: أماني سعيد – أسوان
المصدر: والدة أماني سعيد
قنا – مركز إسنا قرية الدير شرق
أبونا علينا البحر أبو ريما حتى إن غاب فوايده تجينا
أبويا علينا البحر أبو ميه حتى إن غاب فوايده جايه
أبكى عليه وأطبق أيدينا أريد أبويا فوطة على رأسى
سؤال أبويا على سؤال الرجال قاسي أريد أبويا فوطة على منديل
سؤال أبويا على سؤال الرجال كبير حطو دراع السبع على بابو
حتى إن غاب كسروا حابو حطو دراع السبع على دربو
حتى إن غاب كسروا حسبو أبويا دلال بيه بدلل قطعو
لساني اللى بتكلم بيه إن أبوكي تقدمي وإشكي
وإن كان أخوكي تأخرى وابكى إن كان أبوكي تقدمي لقدام
وإن كان أخوكي ولا تغير كلام
التعديد على الأم
أمي الحبيبة تغطيني بشعر الراس وتخاف عليا من كلام الناس
أمي الحبيبة بتغطنى برمش العين وتخاف عليا من كلام الغير
أمي الحبيبة تمشي وراى وتخاف عليا من كلام قفای
أمي الحبيبة يا جراب مالي شفوجة عليا وعالمه بحالي
أمي الحبيبة يا جراب المال شفوجة عليال وعالمه بالحال
عتبت بيتك عددت قالت فين الحبيبة ياك دالت
عتبت بيتك عددت بكيت فين الحبيبة ياك مشيت
جيت فايتا ضرب الباب بالضبا قالولي عاودي كان زمان وراح
جيت بيتك طالبه أجيل لقيت دواوين بينك حصى البين
جيت بيتك طالبه المجيال لقيت دواوين بيتك حصى ورمال
دخل ولدها معقد كمامه أنا أمي عمار الدار وإمامه
دخل ولدها معقد الكمين أنا أمي عمار الدار راحت فين
ويا قاطع الشجرة خليها خلى العيلة تضلل تحتيها
عدوده
جمع: لبنى أحمد – أسوان
عدودة الشباب الصغير
افرش له القامة ورق عينى وعلى الوسادة ينقلب الشلبي
أفرش له القامة ورق لمون وعلى الوسادة يتقلب المزيون
عدودة الرجل الكبير
خط دراع السبع على بابه وإن غاب ليلة بيحسبوا حسابه
خط دراع السبع على العتبة وإن غاب ليلة يحسبوا الغربة
عدودة للرجل
یا مین يدیني دواليهم اداوى الرجال اللى العشم فيهم
يا مين يديني دوا للقلب اداوى الرجال اللى عليها السد
عدودة الصبية الصغيرة
اروح للفحار وأشكيله شعر الصبية من التراب شيله
أروح للفحار وأقوله شعر الصبية من التراب جله
مراجع:
(1) مرودا: ما يوضع به الكحل (الحجر تحديداً) في العين
(2) واى: كلمة للتوجع
(3) عدای: اعدانی
(4) کمدت: اطغنت
(5) عسكرية: اسم فتاه
(6) حضرت: عامت ولكن بدون مقامة
* تقع قرية الكوبانية غرب النيل بأسوان
(7) بهاريف : بنیان: قربتان بأسوان تشتهران بالجمال
(8) بنيان: قرية بأسوان تشتهر بالجمال
(9) حدانا: عندنا
(10) جلعنا: دلعنا
قراءة نقدية
هيام عبد الهادى
والمصير المجهول في زهر الحناء
عفاف بشير
أسوان
في روايتها الأولى بعد مجموعتين قصصيتين تأخذنا المبدعة هيام عبد الهادي إلى عالمها الخاص الذي تتميز شخوصه بالوعى والواقعية رغم فنتازيا المكان.
وهيام عبد الهادي هي أحدى مبدعات آفاق فنية.
تقع أحداث الرواية (زهر الحناء) – التي يبلغ عدد صفحاتها المائة وإثنتين وثلاثين صفحة من القطع المتوسط – من خلال رؤية المجذوب“أمين” لقصته مع ابنة عمه“حنة” والتي كان من المفترض أن تكون زوجته إلا أن اختفاءها فى ليلة زفافها من أمام عينيه عندما أجاد بها للقط بطريقة غريبة هو ما بُنيت عليه أحداث الرواية حيث لم يكن يتوقع أنه عندما يعزم“بحنة” على الغريب أنه سيأخذها بالإحتيال عليه عندما ارتدى ثوب العفريت ويبقى السؤال: ماذا فعل أمين بعدما أخذ يوسف حنة وفر بها هاربا؟ لماذا لم يلاحقهما أمين عندما أخذ القط حنة من أمامه وهرب؟ وأين كان هو في ليلة زفافه عندما فر يوسف وحنة ورأتهما تلك الفتاة الصغيرة ولم تتبين ملامحهما فى ذات الليلة لغياب القمر؟ ولماذا لم يصدقها أهل القرية؟ وهل حقاً مصير حنة هو الهرب مع الغريب؟ أم أن مصيرها كان الموت وقبرها كان النيل؟ لا يعلم مصير حنة إلا أمين نفسه وهو ذلك السر الذى أودى به إلى تلك الحالة من الدروشة، فهو لم يقو على تصديق أن حنة رفضته وهو من يشهد له أهل القرية جميعهم بأنه دون جوان عصره ولم تقف في وجهه أى فتاة أو امرأة فنفسه لم تعاف السود منهن والعوانس، فكيف بهذه الحنة” أن ترفضه ولا ترضى به وهى التى لم يلمسها من دون نساء القرية؟ ربما لأنه كان يريدها من البداية فاحتفظ بها نقية لليلة كتلك الليلة وهى الليلة الزفاف. ولكنه كان يعلم جيداً أنها لا تحبه وفضلت عليه الغريب ويعلم أيضاً أنها لن تكون للغريب لتقاليد القرية وأعراف العائلة لذلك لم يتخيل لحظة أنه سيحرم من حنة سواء رضيت به عن طيب خاطر أم لا وعندما حدث ما لم يكن يتخيله لجأ إلى تلك الحيلة الدفاعية وهي الهروب من الواقع وعدم تصديق أن حنتة لن تكون له مما أدى به إلى الدروشة.
توفيق الكاتبة في بداية أحداث الرواية بتشبيه حنة بالسمك وظهور حنة من البحر لمن ينزل فيه ليعوم حيث أن السمك مكانه الماء، ولكن هل القط الذى خطف السمك هو من أوصلها إلى الماء؟ كيف هذا وهو الذي يحبها وفر معها إلى حيث تنتمى؟ وهل كان مصيره هو نفس مصير حنة؟ إذا كان كذلك فلماذا لا يظهر هو الآخر لمن يعوم فى الماء؟ وإن كانت تلك التي تظهر فى الماء لمن يعوم فيه هي حنة فمن أين جاءت بالاستدارة التي في بطنها والتي لم يعهدوها عليها أهل قريتها؟ هل إرتكبت الخطيئة مع الغريب يوسف وعندما اكتشف أمين سرها فى ليلة الزفاف قام بمحو عاره وتخلص منه فى النهر؟ وهو من يحلف ويحكى بأنه ما قتلها ولو كان فعلها لافتخر بفعلته لإنه انتقم لشرفه وشرف العائلة وما حزن أو ندم عليه، كل هذا الحزن والألم والذي أصبح بسببه أسطورة أو شبح يستحق العطف والشفقه من أهل القرية.
وبالرغم من رومانسية القص التي بدت واضحة جداً في عناوين فصول الرواية واختيار مقتطفات من بعض الأبيات الشعرية متصدرة بها بدايات الفصول، والتي أدت هذه الرومانسية إلى مزج الواقع بالخيال بطريقة تشبه حكايات ألف ليلة وليلة إلا أنها احتوت على بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع الجنوبي عموماً والمرأة فيه خصوصاً، وإن كان السرد يتفلت فى بعض الفصول من الراوي الحقيقي ليكون راوی آخر يحكى عن علاقته بالراوى الرئيسى مما نتج عنه انفصال عن الأحداث الحقيقية للرواية مما يشكل قصة قصيرة منفصلة متكاملة بشروطها عن الرواية ومحاولة من الكاتبة الربط بين الفصول برابط واهٍ.
قصائد
بهجة
بقلم: نجوى عبد العال
أسوان – كوم أمبو
لساك بتعشق في عينها
طله النخل البعيد
لساك سعيد بالفرح ع الماشي
تقطف من ضي بصتها السما
ومن نخيل صوتها
عشا لقلبك
خماسين هوا تغالبك
إزاى ح تقدر ع الوصول
واحنا تحت رجلينا
سلالم هوا…
رغم الضي سلاسل تخنقك
لساك بتعشق طراوة ندى جنبيها
ترفرف روحك فوق نسيم روحها
تشم ريحه نزيف الشجر
رغم هيمان جروحها
بصتها بترفرف للبعيد
لكن بتحس بوجودك
الليل يحوم… فجأة
تقطع رهافة الدندنة
شمعة دم متعذب
يا دوب بتفتح رمشها
الليل ميعرفش غير عما العتمة
ساخر من حكمة العشق
ديا اللى بدون جناحين برغم السنين
دافي زي حلم النيل
جياد لا تتذوق الفاكهة
هيام عبد الهادي
أسوان
في ساعة صدق
قال إنه حين غُلقت الأبواب وصرنا وحيدين
راودته فاكهتي فأراد تذوقها
لولا مانعته حصوني وحصونه
ود لو يمتلك عشرات الجياد لقفزها
وأنت أيضًا
أحيانًا
في لحظات ضعفي
تغريني فاكهتك وأشتاق لولوج حدائقك
أستلقى بين ذراعيك وأبكي
وأنت تهدهدني
أشكو إليك (ضعف قوتي وقلة حيلتي) وهواني ويأسى
ليس هناك أمل يلوح في السماء حتى تبعثره الرياح
دون غیث يروینی
أو يشبعني
أو يطفأ حريقى
أبواب حديقتك مغلقة دوني
قدمي لا تسكن شاطئه
أنت تسمعني أغانيك
تتخذ مسكنها في قلبي
يتقاذفها مد وجزر
تتكسر فوق صخر الحلم
تستلقى أغانيك على الرمل منهكة
تبكى حلمها العجوز
الذي لا يملك عصا ولا كف يتكأ عليها
ولا أقدام تحمله
تبقى أغانيك – حيث هي – في اختصاراتها الأخيرة
کما هی
بقايا روح لا تملكني ولا أملكها
تتخذ موطنها إلى شاطئ آخر
حيث لا موضع لقدمي.
قصص
الحلم
بقلم: أمير حسين خليفة
أسوان – دراو
أحمر وردي أزرق تحيرت في إختيارها !! لا تدرى أتطليها بالأحمر النارى الذى سيضفي الدفء والإثارة أم بذلك اللون الانثوى الرقيق الذي يعيدها إلى أيام المراهقة، استقرت على اللون الأزرق لون كموج البحر في إندفاعه وحيويته كما هو حالها، رسمت غيمات متناثرة على جدرانها بدت الغرفة كأنها يوم صيفي على شاطئ البحر… بعد انتهائها من الغرفة أرادت أن تصنع لها تلك الكعكات المحلاة التي تحبها، وهي تنخل الدقيق، إرتأت صورة والدها وهو عاقد حاجبيه ومقطب بين جبينه قائلاً لها بذلك الصوت الذي طالما أرعبها (حاتفسديها بدلعك ده) لم تكن تستطيع الرد عليه أو حتى النظر إلى عينيه، ولكن اليوم بعودة ابنتها وهي حاملة الليسانس متأبطة ذراعها قائلة بكل فخر أنها ابنتي، سوف تُطلق العنان للسانها للرد عليه، لأول مرة منذ عدة سنوات لا تدرى كم عددها، لأنها فقدت فيها الشعور بالزمن تلمحه وهو يضحك مع أحد أصدقائه الذين لا يختلفون عنه كثيراً ذات الملامح البغيضة تلك البطون المترهلة أمامهم وكذلك ضحكاتهم وأسنانهم التي تكاد تكون اللون الأصفر نفسه… متفاخرًا (قلتلك يا راجل البنت طالعة شبهي، ده أنا بنتى بمية راحل إمال أنت فاكر إيه وأنا فيه كنت باعلمها وأتعب معاها ليه).. نظرت إليه بعيون ساخرة محدثة نفسها أحفا تشبهك!!
انتهت
رحلة للبر الغربي
شمس وثلاث كواكب
بقلم: فاطمة عبد الكريم
أسوان – نجع ونس
عندما نظرت إليهم تيقنت بأنه يوم مختلف، شمس وثلاث كواكب، عندما تدور الشمس وتتحرك من حولها الكواكب، انظر إليهم بشغف وحب وانطلق بخيالى إلى تلك الكواكب. اشبع نفسي بالنظر إليهم والتمتع بالحديث معهم، أطلقت لخيالي العنان متمنية أن تنجب أحشائي مثلهم ولكن عندما سمعت الشمس تتكلم والكواكب تصيح اختلطت أمامى كل الأمور، أشياء وأشياء ضحكة ودهشة فرح وحزن فقد يتبدل الخيال عندما نلمس الواقع.
الشمس تنظر إلى ثمرة الفاكهة وهى تلعق شفتيها متمنية الإمساك بها والكواكب تنتقل هنا وهناك للعثور على إحدى الثمرات المختفية عن نظر جامعى الفاكهة وأنا أنظر إليهم والكل منهمك في قراءة القصص لم أتمالك نفسى من النظر إليهم والبحث عنهم في كل اتجاه.
أرى نبتون لا يشغله شاغل بعد التقاط إحدى الثمرات سوى أن يخرج (الشلموه) من داخل زجاجة المياه الغازية. فقمن لتناول الغداء، الأطباق مبعثرة فى كل مكان، الأصناف مختلفة والكل يأكل بشهية ويثني على من قامت بطبخ كل هذه الأنواع وانطلقن فى الأكل فأظهرن موهبتهن فى كيفية تناول الطعام وأنا أقول فی داخلی یا ترى صنية البسبوسة لونها ذهبى يا ترى تتخللها المكسرات يا ترى ويا ترى إلى أن خرجت بعد عذاب وتمنيت التهامها دون الأخريات فأنا من عشاقها ورغم كل ما حدث وكل الضحكات التي تتعالى والبسمات التي ترتسم على الشفاه إلا أننى بين الحين والآخر اتلفت عليه وانظر باحثة عنه فنظرت إلى النهر لعلى أرى صورته على صفحات مياهه فإذا به مائج ثائر غاضب يبحث هو الآخر عنه ولكن دون جدوى فقد غاب كي لا يجتمع ضياءه بضياء الشمس والثلاث كواكب.
زبالة
بقلم: وردة سامي
المنيا – الطيبة
سعاد اكتبي التقرير ده على الآلة الكاتبة وهاتيه إلى المكتب.
حاضر.
اتفضل يا حضرة المدير التقرير اللي حضرتك طلبته.
شكرًا.. لو سمحتى تكتبى الجواب ده بالإنجليزية وتجيبيه بسرعة.
حاضر.
جلست اكتب الجواب واترجمه بالإنجليزية حتى دخل عم فتحى بتاع الزبالة تذكرت أيامي وحياتي سنين قليلة.
وإنا اذهب من الدور الأول إلى الدور العاشر صاعدة على أقدامى لكى أجمع قمامة العمارة وألقى بها في مكان تجمع الزبالة.
وافتش بين أكوام الزبالة أنا واختى وأمى، هما تبحثان عما يصلح للاستعمال وأنا أبحث عن الكتب أو الكراسات أو الأقلام.
وجدت كراسة وبها كلام أمسكتها وبدأت افتش بين الورق وانظر إلى السطور من فوق ومن تحت أعدل الكراسة على كل ناحية لكى أقرأها.
سألتني أمى“بتعلمى أيه تعالى ساعديني في تفتيش الزبالة علشان نرجع البيت“.
حاضر يا أمي.
أخذت معى الكراسة، وفتشت معها الزبالة بينما كنت أفكر فيما يوجد داخل الكراسة، ذهبنا إلى المنزل ونضفنا وأكلنا مع بعض بعد ذلك.
مضينا كلنا إلى النوم.
نامت أختي وأمى من كثرة التعب طول النهار وأخذت أنا الكراسة انظر إليها بكل تركيز وإلى الكلمات الموجودة بداخلها.
أنها تشبه المسجون الذى لا يعرف بداية يومه من نهايته.
أنها تشبه أكوام الزبالة في نهاية الأسبوع.
عندما أتأمل الصفحات واتفحصها أجدها مثل الشعر المتساوى بجوار بعضه سطریلی سطر كلها تمضى وراء الأخرى.
ولكن من يعرف المكتوب فيها من يحل رموزها من يأتى ويفك سحرها من يستطيع أن يقرأها ؟! أنا لا أعرف كيف أقرأها، لا أعرف سر جمالها.
نعم لا أعرف القراءة، ولا أختى ولا أمى تعرفان بالتأكيد.
جلست أبكى على جهلى، على صعوبة الكلمات، على حالى، حتى بدأت الشمس في الشروق والعصافير في الزقزقة.
وقفت أمام شباك الغرفة وتساءلت هل ممكن حياتى تشرق في يوم مثل الشمس بعد الظلام وبرد الليل وصوت الحيوانات المزعجة، تشرق وتنور الدنيا وتدفئ أجسادنا الباردة.
صباح الخير يا أمي، أنا هنزل ألم الزبالة.
مع السلامة
دخلت عمارة أول مرة ادخلها، ألوانها مختلفة عن كل العمارات اللى دخلتها قبل ذلك، دخلت أول مكتب لكي أجمع الزبالة.
صباح الخير.
صباح الخير.
لو سمحت الزبالة.
اتفضلي هو انتى أسمك أيه.
اسمى سعاد.
أنتى متعلمة يا سعاد.
لأ يا آنسة.
طيب نفسك تتعلمى.
أيوه عايزه اتعلم بس إزاى قوللى أعمل أيه.
تدخلى فصول محو الأمية.
إزاى وأمتى وفين.
أيه هو انتى أول مرة تسمعى عن فصول محو الأمية.
أيوه.
مش معقول هو انتى مش بتشوف التليفزيون.
لأ.
طيب خلاص تعالى بكرة.
لم أجمع أى زبالة في هذا اليوم بل ذهبت إلى البيت أفكر في كلام الأستاذة.
هل سوف يأتى اليوم الذى أستطيع أن أقرأ الكلام المكتوب في الروشتة، على الورق، والجرايد، وعلى العربات، وعلى اليفط وعلى الهدوم.
ذهبت ثاني يوم إلى المكتب لم أجد الفتاة فى المكتب حزنت وذهبت افتش عنها اسأل الكل أين هي جلست أبكي وأسأل لماذا ذهب منى الأمل لقد كانت بداية الحياة أه أه.
شعرت بيد فوق رأسي نظرت إلى فوق فرأيت الفتاة، جلست معى وهدأنني ثم حكت لي عن فصول محو الأمية، دخلت الفصل وكنت من الفتيات المتفوقات، كانت دائمًا تتحدث عنى بفخر لأني كنت أعمل في الصباح في جمع الزبالة واذهب بعد الظهر للدراسة، احبتنى المدرسة وعرضت على أن أكمل تعليمي في المدرسة.
فرحت جدًا وشعرت أننى كنت طير مسجون داخل القفص وانفك سجنه شعرت انني امرأة حامل تنتظر موعد الولادة بفارغ الصبر.
دخلت ابتدائي وإعدادى وكنت أخذ السنتين فى سنة وبعد ذلك دخلت المدرسة الثانوية التجارية.
أحسست وأنا فى المدرسة إن ذلك مكاني الصحيح.
دخلت كل الفصول وبدأت انتقل من تختة إلى تختة اجلس في الأمام ثم في الخلف.
لم أنظر إلى ملابسى هل هي نظيفة أم اتخست من التُخت، شعرت أننى ملكة وهذا عرشها.
بدأت انتقل من تُخت المُلك إلى باقى قصرى، رأيت غرفة بها ماكينات شكلها غريب ثم نزلت إلى الطابور مع باقي البنات ودخلت الفصول وقالت المدرسة أنها مدرسة الآلة الكاتبة.
وشرحت لنا ما هى الآلة الكاتبة وماذا سوف نفعل بها عرفت أن الماكينات الغريبة هي الآلة الكاتبة ودخلت إلى الفصل وجلسنا على الآلات وبدأت في الكتابة.
كم كان شيئًا ممتعاً وجميلاً صوت الماكينات والطالبات يضرين بأصابعهن عليها عندما وضعت أصابعي على الآلة شعرت بالانسجام معها وكأننى أعرفها منذ سنين، دخلت مدرسة اللغة الانجليزية وكنت شاطرة جدا في اللغة.
قالت أنني سوف اطلع مترجمة أو سكرتيرة.
أحببت لفظ سكرتيرة واجتهدت حتى تخرجت من المدرسة وعملت.
وجاءني صوت من بعيد يشبه صوت كنت أعرفه.
عندك أى زيالة يا أستاذة عيزاني أخذها.
حكايات
أحلى لحن دق على أجمل وتر
بقلم: راندا ضياء الدين محمد
أسوان
كان يا ما كان – يا سادة يا كرام – وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام. بنت جميلة إسمها آزاد – شعرها جدايل م الحرير الطويل – لونه لون سواد الليل بياضها كان زى بياض التلج – وكان كل مين شافها يحس بنار العشق.
كانت آزاد كل يوم الصبح تصحى من نومها – تغسل وشها وتغير هدومها وتروح تصبح على أبوها وأمها – وما كنتش بتنسى تبوس جدها.
وتجرى فرحانة فى جنينة البيت تسقى الورد والشجر، وتغنى أغاني كتيرة لكن… القدر.
وزى ما إحنا عارفين إن ربنا خلق الإنسان، خلق كمان الجان، وطبعًا مش كل إنسان إنسان، ومش كل جان إسمه مرجان!
وأكيد إحنا عارفين إن الجان ده عالم تاني – فيهم الصالح، وفيهم الطالح، فيهم من كان خادم سليمان، وفيهم من بحق يستحق عذاب الرحمن.
كان واحد منهم إسمه أشر، يرصد حركات وحياة آزاد، وكان أشر مولع بحب آزاد، لكن هو كان عارف إنه لو ظهر لها في صورته الحقيقية، حتخاف منه ميه الميه، عشان كده فكر أشر إنه يتخفى في صورة بشر وإنتهز فرصة رجوع آزاد من زيارة لبيت إحدى صديقاتها في المدينة، وكانت ماسكة في إيدها وردة، وفلة، وياسمينه، ولما كانت بتعدى الشارع اللي فيه عربيات كثيرة، كان فيهم عربية نقل كبيرة ماشية بسرعة مهولة.
شافت العربية جايه عليها معرفتش تعمل حاجة إلا رمى الورد اللى كان في إيديها وفجأة !
ظهر لها شاب طويل ووسيم مسكها من إيديها وبعدها من موت محتم كان هيجرى ليها، ودى كانت أول مرة تشوف فيها آزاد أشر اللى طبعا كان متخفى فى صورة بشر، وطبعا كان زي القمر
وساعتها قالها: (إبقى خلى بالك من نفسك يا أحلى لحن دق على أجمل وتر) وبعدها اختفى وسط زحام الناس اللى اتكاتروا عليها علشان يطمنوا على سلامة راسها وبطنها ورجليها….
وبعدها بيومين شافت آزاد فى المنام كبوس رهيب، شافت قال إيه… إنها في مكان غريب يشبه البيت المريب البيت ده كان مليان، مش ناس لأ، دول فران، وبعوض وديان ولما شافت الحاجات دى جاية عليها وخلاص هتطلع على رجليها، وفجأة..!
ظهر الشاب الوسيم اللى أنقذهام العربية خدها من إيدها وشدها بره المكان ديه.
ولما شافت وشه اللى زى القمر قالها طبعا (إبقى خلى بالك من نفسك يا أحلى لحن دق على أجمل وتر) وبعدها إختفى في لمح البصر.
صحیت آزاد من نومها نسيت تغسل وشها وتغير هدومها نسيت كمان تصبح على أبوها وأمها، وطبعا ما أدتش البوسة لجدها.
وراحت آزاد تمشي ببطء تحت الشجر، وهية بتفكر في أحلى قمر، وقع عليه البصر.
في اللحظة دى كان أبوها وأمها يترقبونها، وهم في حيرة من أمرها… وفجأة…!
شافوا آزاد بتتكلم وهي فرحانه مبتسمة وكأنها بتتكلم مع حد لكن! ما كان هناك أحد.
خافت الأم على بنتها وجريت تنادى الشيخ على الصبان علشان المستخبي يبان.
ولما شافها الشيخ على وسمع من أمها إن حالها أتغير وبقت بتكلم نفسها، أدرك إنه في جني مغرم بها.
راح الشيخ يقرأ بعض الآيات فى البيت لحد ما أشر ظهر وقال: أنا جيت!
سأله الشيخ: إنت مين؟ وعايز ايه يا لعين؟
قال أشر: أنا بحبها وعايز اتجوزها وهكون خادم لها.
ولما شافت آزاد أشر في صورته الحقيقية خافت وقالت: رب أجرني م الوقعة ديه.
إستمر الشيخ فى قراية الآيات لحد ما تفحم اللعين وأصبح من المحروقين ساعتها حست آزاد براحة، فقد ذهب من كان يفرض نفسه بوقاحة ورجعت تانى تتنطط وتغنى وتقول رب أجرني من أى جنى.
وتوته توته فرغت الحدوته لو أمى خابزة كنت أديتك ملتوتة ولو أمك خابزة أديني وحدة بسكوته.
إيمان
بقلم: نانسی عجایبی
المنيا
كان يا ما كان حكاية بنت اسمها إيمان بنت وسط خمس بنات أمها وأبوها فضلوا يخلفوا علشان نفسهم في الولد وجابوا الولد عمر سيد البلد سبع البريمة السند الراجل ده مفهوم الولد والبنت كانت مصيبة أو رزية وهم على القلب المهم كانت لإيمان جدة ديمًا تحكيلها حواديت عن بنات وأولاد دايمًا كان الولد بينقذ البنت ويسعدها وكانت إيمان بتسأل جدتها يا ستى مفيش بنت أنقذت ولد وكانت سبب سعادته ترد الجدة وتقول أزاى الولد هو بس الشجاع القوى المغامر وتقول إيمان یعنی یا ستی مفیش بنت شجاعة أو قوية أو مغامرة ترد الجدة بحدة لأ الولد هو الراجل السند يا سعدها يا هناها اللي تجيب الولد وترد إيمان والبنت ترد الجدة وتتصعب وتقول على رأى المثل با جايبه البنات يا شايلة الهم للممات الولد يشيل أبوه وأمه فى الكبر لكن البنت لأ ورغم أن إيمان كانت بتسمع الكلام ده هي وأخواتها البنات إلا أنها الوحيدة اللي عمرها ما اقتنعت بولا كلمة وطبعا أمها زى جدتها وأكثر الولد عندها هو السند وهو سي السيد وأما عن سيد الناس عمر يا سلام لا كان نافع فى علام ولا في صنعة كمان بس كان نافع يا حرام في الإمارة التمام هاتوا ده خذوا ده وأكثر من كده يبقى حرام ومات أبو عمر من حصرته على خيبة عمر ويا سلام على أم عمر كان كلام عمر عندها من عند ربنا يمشى على كل من فى البيت الكبير والصغير وكان عمر ما يحبش يضايق حد قد إيمان أصلكم مش عارفين أصلها كانت فالحة في العلام وناجحة کمان بتفوق أكثر من أخوتها البنات كبرت إيمان هي واخوتها البنات وطبعًا أى عريس يجي للبنات الرأى الأول والأخير لسى عمر أصله راجل البيت نفسى أعرف بأمارة أيه لهز ولا كيالة لا شغله ولا مشغله المهم جى الدور على إيمان وطبعًا اعترضت إيمان وكانت المصيبة الكبيرة أصل أخوتها كان رأى عمر هو المهم لكن إيمان قالت هكمل تعليمى وطبعًا مفيش جواز بالعافية لكن مقابل رفضها كان ألمها وضيقها سي عمر داخل طالع أيده ورجليه سبقين لسانه حتى أمها كانت بأمر سى عمر ضيق إيمان وتأنيبها هواية وغيه بس إيمان كانت قوية واسم على مسمى أمنت أنها تقدر تكون قوية تقدر تكون شجاعة وفعلاً فضلت تتعلم وسى عمر علشان يضايقها قال ملكيش فلوس علام عندنا كفاية أكلك وشربك ونومك عندنا ورغم أن سى عمر كان بيصرف من معاش أبوه اللى لإيمان حق فيه إلا أنه كان حاسس أن ديه فلوسه هو وبس لكن برده إيمان مهمهاش كانت بتشتغل وتدرس وكانت بتصرف على نفسها ورغم أن ناس كتير ضيفوها ووقفوا فى طريقها إلا أنها كانت أقوى وأشجع في التصدي لكل ده عمرها ما انكسفت أنها بتشتغل ولا أنها يشفوها زميلها وعيروها أنها بتصرف على نفسها وفضلت إيمان على دا الحال لحد ما خدت الثانوية بمجموع كبير كمان ودخلت الكلية وفضلت تشتغل وتصرف على نفسها وكل ما تنجح أكثر يزيد الضيق من سى عمر لها وهى تقول هانت فات الكتير وما بقى غير القليل وفاتت سنة وراء سنة ونجحت إيمان كانت الأولى على الدفعة كمان وتعينت معيدة وفي نفس الوقت أخوتها البنات مكنوش سعداء فى حياتهم ومشكلتهم من سئ لأسوأ لدرجة أن فيهم اثثنان اطلقوا ورجعوا بيت أبوهم بس الفرق طلعوا اثنان ورجعوا ثمانية كل وحده شايلة وجره ثلاثة وانقطع المعاش خلاص أصل سى عمر عدى السن خلاص ومعاش الأم ما يعيش عشرة من الجياع وبدأت إيمان تصرف على البيت بما فيهم سى عمر وخدت إيمان الدكتوراه وكل واحد كان بيضايق إيمان كان بيجرى علشان ينول شرف السلام على الدكتورة إيمان واتجوزت إيمان من دكتور كمان مش زى اخواتها البنات اشی میكانیكی واشی سباك وفضلت تصرف إيمان على البيت كمان وخلفت ثلاث بنات يا جمال البنات تعليم وحلاوة وأدب أصلهم مع أب وأم مفيش كده أصل إيمان لما اتجوزت اختارت راجل جدع يفهمها ويقدرها قلولي بقى مين فيهم الجدع من الشجاع القوى إيمان ولا سي عمر ؟
شهادة
“لأني حقا أحبها“
خالد
أسوان – دراو
صداع، غثيان، مغص، هذا ما كنت أقرأه وأسمعه عن الظواهر المصاحبة لتلك التي تعرف مجازًا عند البشر“بالعادة الشهرية“. أما بالنسبة لي أنا فتعرف“بالامتحان الشهري“. إذ أنني لم أبذل جهدًا للتعرف على الظواهر السابقة بل والتعامل معها، غير أن الأمر بعد سنوات – من زواجي – قلائل تحول إلى أعراض أخرى؛ أولها الصمت الرهيب ثم النظرات ثم الآهات أو الزفرات بحسب الحالة – ثم دمع سخين ثم شلال هادر يكتسح في طريقه كل شئ وأى شئ ولا أجد من وسيلة للتعامل مع هذه الظواهر المستجدة سوى المسارعة بإغلاق كل منفذ يربطنا بالعالم الخارجى من باب أو شباك حتى لا يشاركني الجيران وعابري الطريق استمتاعى بمديحها من عينة:”لقد صرت أكرهك. لولا أطفالى لغادرتك غير آسفة..” والذي مكان النقط أحرص ألا يُقرأ كما حرصت ألا يُسمع، وأصاب أنا بدوار الحيرة هل أحاول السباحة ضد اتجاه الشلال الهادر فأكون ساعتها مستكبراً عن الاعتراف بالخطأ متماديًا فيه؟؟!! أم أترك نفسي لتياره يكتسحنى ملتزماً الصمت فأكون ساعتها مستهينا بها محتقرًا لهدير رعدها وصواعق برقها – عفوًا كلامها –؟!! وكنت أفضل الثانية إيثاراً للسلامة حينًا، وأملاً في سكون سريع للعاصفة أحياناً.
ولا أخفى رعبى من سكين غادر فى ظلمة ليل بهيم، أو جرعة سم في كوب من العصير يتيم ينهى مأساتها من وجهة نظرها، ورغم أنى لم أكن أعلم لمن توجه تلك الأسلحة الفتاكة إلا أن ذلك لم يكن يهون من رعبى شيئاً.
كان هذا الامتحان العصيب ينالنى يومين أو ثلاثة كل شهر فى علامة على تلك العادة – السيئة بكل تأكيد مني – لكنى لم أكن أتصور يومًا أن تصبح هي الأصل طوال الشهر، وهو ما يخالف الخلقة السوية لعموم النساء، ولكن من قال أنها تشبه عموم جنس النساء ؟!! أقر وأعترف أنى كنت من أول من اكتشف انعدام هذا الشبه: من اكتشف هذا المرض النفسي العضوي في أن… مرض الإبداع؛ الابداع الأدبي.
ورغم الطابور الطويل ممن أحاطوا بزوجتى رجالاً ونساءً يعلمون بمرضها هذا – وأنا أولهم – لكن أحدًا منهم لم يحاول ولم يفكر فى علاجها، ولا أظن أحدهم سيحاول – وأنا أولهم – لكن المصيبة تطل برأسها حين لا يعانى من أعراض هذا المرض غيرى!! فكان لهم الشهد ولى اللدغ!!! بل تعظم المصيبة تعظم حين يكون هذا الشهد الذى يقرأه ويستمتع به كل من يقع عليه عنصره الأساسي هو أنا… وقمة حلاوته حين تسيطر عليها“وساوسها الشرسة” تجاهى فتراني في ذروة مرضها الإبداعي:”غراباً يقتل كل العصافير” و“ظلامًا يغطى على كل المصابيح“.
ولا أعلم إن كان فى الكون زوج يعيش مع زوجة صارت عادة النساء الشهرية عندها عادة أدبية ؟!! لكني أعلم عن يقين أنى رغم ذلك أحبها، ولكني أفكر في علاجها لأني حقاً أحبها.
خالد
زوج مبدعة
من آفاق فنية
مقال
النقد
بقلم: فاطمة عبد الكريم
أسوان – نجع ونس
لا أعلم من أنقد، السينما أم التليفزيون ؟! من منا لا يعرف عم إدريس وعم عبده وعبد الرحيم كبير الرحيمية.
شيء يدعو إلى السخرية من هؤلاء الرجال، الصعيدى وضع فى إطار لم يدر من وضعه فيه، ولماذا وضع بهذا الشكل، وهل لهذا الوضع أساس، وهل هذا الانطباع صحيح ولو بنسبة بسيطة، هل أصبح الصعيدى موضع للسخرية فى الفكاهات والأفلام؟ ما زال التليفزيون وما زالت السينما يصران على أن الصعيدى لا يعلم شيئًا سوى البقر والجاموس والترع والمصارف هل الرجل الذي جاء من وراء الجاموسة قادر على أن يكون شخص صاحب مكانة رفيعة في المجتمع الذي يدعو إلى الاستهتار حتى من أقرب الناس إليه من هو الصعيدى بالنسبة للقاهرى ألم يكن أخيه أو أبيه أو صديقه أم أنه بالنسبة له لا يساوى أن يكون كذلك، تصل درجة الاستهتار به إلى حد أن جعلوه في أحد الأفلام يرغب في شراء العتبة الخضراء وقسم البوليس.
حتى المرأة الصعيدية لم تسلم من تلك السخرية، أتذكر في أحد الإعلانات عن السمنة جاءت الفتاة وهي تتكلم مع نساء أغلب المحافظات وعند وصولها إلى نساء الصعيد صورن وهن ينظرن إلى الفتاة بنظرة متوحشة وكأنهن لم يرن ذلك الجمال من قبل وكأن الصعيد ملى بالقبيحات.
الصعيد ملئ بالجميلات أرجو النظر إليهن.
أما بالنسبة للنوبى لا أعلم لماذا كل إنسان أسمر هو نوبى وهو إدريس أو عبده ولا أدري لماذا الإصرار على هذان الاسمان بالذات ولا أدرى لما لا أراهم مثلا رجال أعمال أو شخصيات مرموقة ولماذا الإصرار على أن يكون الإنسان النوبي إما سفرجى أو بواب، ألا يوجد عمل لديهم في القاهرة سوى تلك الأعمال !!
أما بالنسبة للغة فأنا غير مؤهلة للنقد فيها لأننى لا أجيدها ولكن لا أرضى عن سياق اللغة النوبية كما فعل عبد المنعم إبراهيم فى الحقيقة العارية فأنا اعتقد أنها لم تكن لغة نوبية بقدر ما هي كلمات ليس لها معنى فالمواقف تدل على ذلك.
وكأن الإنسان النوبى أو الصعيدى على موعد مع السخرية واللغة بالنسبة للصعيدي والنوبي غير صادقة وخصوصًا الصعيدى اللغة لا اعتقد أنها كاملة. وإذا لم تكن اللغة فى أى مسلسل أو فيلم صحيحة مائة في المائة لن تكون صادقة إلى حد أنها تجعلنا نعيش مع ذلك الصعيدي باستثناء شخصيتين في مسلسلين هما البدرى ورفيع.
وبالنسبة للحركات لم تكن أى حركة من حركات الممثلين مقنعة بالنسبة للصعيدي والنوبي فأنا اعتقد أنهم ليسوا ببهلونات لا أعلم لماذا كل هذه السخرية ولما لا يكون النوبى والصعيدى على قدر من الصدق في موضوعات السينما والتليفزيون وأن يكون المضمون معبرًا عن تلك الشخصيات.
إلى الآن لم يصل أحد إلى عقل الإنسان النوبى أو الصعيدى فهما شخصيتان غنيتان جدا من حيث شخصيتهما.
أرجو التراجع عن تلك المهزلة ووضع حد لها لأن شخصية الصعيدى ليس لها أى صلة بتلك التفاهات.
تقرير
“صورة المرأة في الدراما التليفزيونية“
نجوى سمير لوندي
المنيا – الطيبة
أقامت مؤسسة المرأة الجديدة بالقاهرة دورة تدريبية من ۲۳ – ۲۸ أبريل بالتعاون مع الميدياهاس وقام بالتدريب مركزا أكت (act) تحت عنوان“رصد أشكال تنميط الرجال والنساء في الدراما التليفزيونية خلال شهر رمضان ۲۰۰۳” ، الدورة التدريبية حول تحليل صورة المرأة في الدراما التليفزيونية وقد شارك بالدورة حوالى عشرين مشاركًا ومشاركة من الراصد الإعلامى ببنى سويف ومبدعات برنامج آفاق فنية (المنيا) ومنتدى الشابات، والمرأة الجديدة تحت إشراف عزة كامل ونوله درويش.
تم افتتاح الورشة بالتعارف ومعرفة توقعات المشاركين والمشاركات للدورة وأهدافها والقواعد المنظمة للعمل.
خلال الدورة تم دراسة مفاهيم ومصطلحات عن الجندر والتمييز والتنميط والعنف بجميع أشكاله من جسدى ومعنوى وجنس.
وقد تم خلال الدورة عرض لمشاهد عنف مختلفة من مجموعة مسلسلات تليفزيونية وتم أخذ أراء بعض الرجال والنساء حول العنف وأختلفت الآراء بين مؤيد ومعارض وخاصة حول ضرب الأزواج للزوجات الذي اعتبره بعض الرجال حقا من حقوقه (تأديب وإصلاح للزوجة).
أما بالنسبة لدور الإعلام في ترسيخ الصور النمطية للرجال والنساء فى مصر والوطن العربي فقد تم عرض نماذج للتحليل الإعلامى من مصر والبلدان العربية، وبذلك برزت أهمية الرصد ومفهومه وآلياته وتم مناقشة المبادئ والأسس التي يقوم عليها الرصد والربط بين الرصد وحقوق الإنسان.
بعد معرفة المشاركات للرصد وكيفية القيام به تم عرض وتقييم لإستمارة التحليل وتجربة الرصد السابقة وذلك في اليوم الثالث للدورة وتم التدريب فعلياً وذلك من خلال عرض أحد المسلسلات وتقسيمها إلى حلقات وتقسيم الحلقة إلى مشاهد ولكل حلقة إستمارة رصد.
وعن هذه الإستمارة يتم بها تسجيل المعلومات الخاصة حول اسم الراصد واسم القناة واسم البرنامج واسم العامل الدرامي واسم الشركة المنتجة وكذلك اللغة وتاريخ الحلقة ورقمها ومخرج العمل.
ما تشتمل على وصف للمشاهد والبيئة المحيطة، وكذلك تسجل بها المتغيرات الديموغرافية للشخصيات (الاسم – السند – الوظيفة – الحالة الاجتماعية والديانة ووصف المظهر حل المعضلات والمأزق – الحوار – العلاقات – وصف الشخصية – العنف ورد الفعل – التنميط – السمات الشخصية والتنميط اللفظى – الأدوار التي تمارسها الشخصيات – أشكال التمييز ضد المرأة وملاحظات عامة ولتسهيل العمل كان يتم عن طريق كتابة الكود.
وتوالى عروض المشاركات والتنقيح والتطبيق حتى تم وضع الصورة النهائية للاستمارة.
أما عن الختام فقد تم فى اليوم الأخير للدورة عرض بعض المشاركات وتوزيع المهام على فريق الرصد وختم اليوم بتوزيع شهادات تقدير لكل المشاركات والمشاركين بالدورة.