مواسم الهجوم في موالد الحكومة
ماذا يقول الخبراء والاعلاميون عن هذه الهجمة؟
الإعلام الرسمي في أجندة خاصة
د. هويدا مصطفي أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية :
إن الإعلام في بلدنا دائمًا يعبر عن أجندة خاصة، لهذا قد يتناول الجمعيات الأهلية بأشياء لا تستند إلى معلومات دقيقة أو مستندات حقيقية تؤكد صدق كلامه, والدليل علي هذا صدور تكذيب من قبل المؤسسات الحكومية التي نجدها على الجانب الآخر تنفي ما يكتب. إن هذا الهجوم من قبل الإعلام الرسمي إنما يرجع إلى أن هذه المنظمات تدافع عن قضايا حقوق الإنسان، وبالتالي يتم استهدافها ولهذا نضع نقاطًا كثيرة حول ميثاق العمل الصحفي ومدي العمل به والذي يعتمد على عدم نشر معلومات لا تستند إلى دليل ويستبعد حملات التشويه.
إن ما يكتب في الإعلام الرسمي عن المجتمع المدني قد يسخف من دوره في مجتمعنا، خاصة أن المجتمع المدني مرتبط بفكرة التعددية، وعلى الجانب الآخر قد يتعلق هذا الهجوم بالسياسات الحكومية التي تسعى للسيطرة رغم الانفراد بالسلطة.
ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي :
لقد تصاعدت أهمية منظمات المجتمع المدنى في كثير من الدول المتقدمة والنامية على مستوي العالم حتي وصلت إلى اعتبار أن المنظمات تشكل “السلطة الخامسة” إلى جانب السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وسلطة الإعلام ذات الرسالة الرمزية، ورغم أن هذه المنظمات تنمو بإطراد وتلعب أدوارًا مهمة تسد نقصًا فادحًا في أداء مؤسسات الدولة من جهة وأداء الأحزاب السياسية من جهة أخرى
فإنها تتعرض للهجمات من قبل الحكومة وبعض وسائل الإعلام المعبرة عنها, حيث يصل الهجوم بالطعن في ذمة القائمين عليها بشكل يسقط في التعميم وربطها في الوجدان العام بالمعونات والمنح الأجنبية المشبوهة, إن هذه الحملات من الهجوم تتم لإخلاء الساحة لطرفين هما الدينية والحزب الحاكم، ولإبعاد منظمات المجتمع المدني عن دورها, كما إن إطلاق الأحكام المعممة بحق هذه المنظمات والعاملين فيها والقائمين عليها بدون إبراز الأدلة والأسانيد اللازمة بعد تشويها للحقائق تمارس بشكل لا يتفق مع المعايير المهنية الواجب الالتزام بها ولا تحترم مواثيق الشرف الصحفية والمعايير الأخلاقية .
د. نجوى كامل وكيل كلية الإعلام لشئون الطلاب بجامعة القاهرة
إن ميثاق العمل الصحفي أحيانًا كثيرة يتم إهداره في زحمة العمل المهني, وهناك الكثير من النماذج اليومية التي تطرح , أما عن حملات الهجوم على الجمعيات الأهلية بالتحديد فإن ما يحدد الموقف هو الهدف الأساسي من هذا النقد أو الهجوم, هل هدفه بالفعل تحسين آداء المنظمات وأن يكون لها دور فعال بالفعل في المجتمع لتلائم أولويات المجتمع المصري؟ أم أن الهدف هو النقد فقط نتيجة الدور الذي تقوم به هذه الجمعيات من الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام؟
د.هدي زكريا استاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق:
لقد قام المجتمع المدني بدور مهم في تنظيم أصحاب المصلحة للضغط على متخذي القرار لدرجة وصلت لتعديل قرارات وقوانين.
د. سامية قدري أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس :
لقد لعبت منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا ترك أثره على المجتمع بشكل عام وعلى المرأة بشكل خاص، وذلك نلمسه في حالة اللاوعي بالحقوق والتي نلمسها في المجتمع كله الآن ويبدو أن الهجوم سببه الخوف من الحراك الذي أحدثته منظمات المجتمع المدني ودفعت إليه وشاركت فيه، وقد أصبح لها وجود لذا تحاول الحكومة تشويه هذا الوجود والدور وتضع العقبات أمامه ..
منظمات المجتمع المدنى “سلطة خامسة” والهجوم عليها بهدف إخلاء الساحة للتيار الديني والحزب الحاكم
عصام شيحة عضو الهيئة العليا بحزب الوفد :
إن حالة الهجوم على مؤسسات المجتمع المدني والتضييق عليها لأنها على الصعيدين الحقوقي والسياسي لها اليد العليا في إثارة قضايا مهمة منها التعذيب والتزوير في الانتخابات, وما يحدث فيها من ممارسات لا ديمقراطية مما يؤدي إلى فضح وكشف الحكومة التي تحاول الخروج بالهجوم على تلك المؤسسات النشيطة.
د. مجدي عبد الحميد رئيس مجلس إدارة جمعية النهوض بالمشاركة المجتمعية :
إن حملات الهجوم على المجتمع المدني هي مستمرة ولا تتوقف ولكنها قد تزيد في بعض الأحيان, وذلك لأن عمل تلك المنظمات ليس عملاً موسميًا لفضح والدفاع في قضايا التعذيب، فالتعذيب مستمر والدفاع عن حقوق المرأة وكشف التمييز ضدها أيضًا لا يتوقف, ولهذا فالهجوم متنوع فهو يتمثل في مشروع قانون يعيق العمل، إضافة للقانون القائم أو في حملات تشويه واتهام “بتمويل” أجنبي حتي تجد الحكومة مبررًا لتمرير قانون أكثر تعسفًا.
وفي الفترة الأخيرة لعب المجتمع المدني دورًا مهمًا في قضية “خالد سعيد” شهيد الإسكندرية مما أدي لهذه الحالة من الهياج عليهم، وكما أن عمل المجتمع المدني تصدي لقضايا مهمة مثل حرية الرأي والتعبير والدفاع عن الصحفيين ضد الحبس في قضايا النشر وقضية مثل قضية الأديب المدون مسعد أبو فجر، والمدونين عمومًا، وقضايا المساواة والقضايا الاقتصادية مثل القضايا المتعلقة بحقوق العمال هذا بخلاف العمل علي كشف وفضح والدفاع في قضايا التعذيب
الهدف من النقد يحمل علامات استفهام كثيرة
أحمد فوزي مدير برنامج التنمية بالجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية :
إن أجهزة الدولة اعتادت الهجوم بأشكال مختلفة على المعارضة فهي لا تستوعب انتقادها خاصة أن أخطاءها كثيرة، لهذا يكون الهجوم مستمرًا، والمشكلة أن منظمات حقوق الانسان تستطيع عمل اتصالات دولية فتضع الدولة في موقف حرج، وفى ظل حصول بعض المنظمات على أحكام قضائية خاصة بقضايا التعذيب أو التأمين الصحي أو تمكين المرأة فإن الإحراج يتضاعف للحكومة، فما يكون منها سوي حالة الهجوم، ويضيف فوزي أن الفترة القادمة هي فترة استعداد من قبل عدد من منظمات المجتمع المدني للترتيب للانتخابات البرلمانية، خاصة في ظل إلغاء الإشراف القضائي، ومع رغبة الدولة أن تمر هذه الفترة بسلام وهدوء تهاجم المجتمع المدني حتي تخرجه من حالة استعداده.