ريحة “الخل ” أول نفس حرية
سامية صلاح جاهين تغني للحياة والثورة : ريحة “الخل ” أول نفس حرية
عمرى ما تخيلت أنني ممكن أحب ريحة “الخل” بتفكرنى بيوم جمعة الغضب – ٢٨ يناير – اليوم اللى شفت فيه مصر اللى كان أبويا وفؤاد حداد بيتكلموا عنها, شفت مصر قدام عينى واضحة وضوح الشمس… شفت مصر اللى عمرى ما تخيلت إنها موجودة أصلاً” .. كانت هذه كلماتها والتي سبقتها دموع عينيها وكأنها تريد أن تروى ما حدث بمفردها دون كلمات … وهي أحد أعضاء فرقة إسكندريلا الشارع لنا، ولكن “سامية” المواطنة المصرية التي عاشت لحظات ثورة ٢٥ يناير لتخرج منها بنتيجة جديدة ألا وهى أن ريحة الخل أول نفس حرية” .. هكذا وضعت سامية نظريتها الخاصة والتى كانت معطياتها في الواقع القنابل المسيلة للدموع يوم ٢٨ يناير، والأمن الذي حاول قمع مظاهرات الحرية.
تشعر سامية فى هذا الوقت كما تقول بانتماء حقيقى لوجوه تقترب منها وداخل شارع التحرير أمام “سينما التحرير” بدأت رحلة سامية مع القنابل المسيلة للدموع لتجد سيدة منتقبة تعطيها “الخل” وتطلب منها وضعه على وجهها حتى لا تشعر بتأثير القنابل النفاذ، وهذا ما جعل سامية تربط بين “ريحة الخل وأول نفس حرية” . في الملاحظات التى كتبتها على صفحتها الشخصية “بالفيس بوك” تقول انها للمرة الأولى تشعر بانتمائها لكيان أكبر من أسرتها ومن فرقتها الغنائية، ولأول مرة تتعامل مع منتقبة دونما أى حساسية، وتحكي عن حرب الشوارع التي خاضتها في شارع التحرير لمدة ساعتين مع رجال الأمن هي وصديقتها “غادة” وأصدقاء وطن آخرين عاشوا معها لحظات صعبة ومع ارتفاع أصوات الطلقات وجدت “سامية” الشباب يحاول حماية البنات الموجودات معهم على كوبرى الجلاء وقد جعلوا من أجسادهم دروعًا ، وفى اللحظة نفسها شاهدت عددًا من الشهداء يتم سحبهم بالقرب منهم، وفى النهاية سيطر الثوار وانسحبت الشرطة.
وبدأ وجودها فى ميدان التحرير هي وأعضاء فرقة اسكندريلا التي كانت أغنياتهم أحد أسلحة جمهورية الميدان في مواجهة الاستبداد، تقول “سامية” عرفت عن مصر من خلال ما كتبه والدها. صلاح جاهين وصديقه فؤاد حداد، وكانت تصدقهما ولكنها لم تراها مطلقاً إلا في تلك الأيام” .
مواقف
أكثر مواقف تشعر “سامية” بأهمية خاصة لها عندما تعرفت على أصدقاء جدد رفقاء في البحث عن حرية ، بلد ومنهم أحمد مهنا وهى تصفه بالشاب الهادئ اللطيف الذي ليس له فى المظاهرات ولا العمل السياسي, وتواجد يوم جمعة الغضب معها واكتشف بعدها بوجود شظايا رصاص حي بجانب عينه ورقبته، وظهره رغم تخيله أن الورم والوجع فى هذه الأماكن نتيجة رصاص مطاطى، وبعد الأشعة وجدوها شظايا معدنية، ولهذا اتصلت به “سامية” ليكون ضمن كورال الغنوة الجديدة التي ألفها أمين حداد قبل الثورة وسجلوها بعدها بعنوان “راجعين” . وتتذكر “سامية” إحساسها عندما اتصل بها زوجها “عمرو” بعد موقعة الجمل بيوم من الميدان قائلاً لها قضينا الليلة بنسمع أغاني عمو صلاح” “صلاح جاهين” وفؤاد حداد فى إذاعة الميدان.. كأنهم بايتين معانا” .
وتذكرت ابنتها فاطمة وهي عائدة من الحضانة عندما شاهدت صورة الشهيد “مصطفى الصاوي” وتسألها : مين ده؟ فتجيبها “سامية” بأسلوب لا يخلو من الطفولة ده ولد حلو عشان كان فيه ناس وحشين عملوا حاجات غلط فنزل الشارع عشان يقول لهم “انتوا وحشين” وبعدها عادت فاطمة لترى الصورة وتنبه أمها قائلة: “الولد الحلو يا ماما” .. سامية جاهين التي استقبلت خروج مبارك بالزغاريد وهي تحمل ابنتها في الشارع تهتف “حرية .. حرية“