أم الإذاعيين….. الأستاذة صفية المهندس
أول صوت نسائي ينطلق عبر ميكروفون الإذاعة المصرية، وأول صوت نسائي يقول هنا القاهرة، وأول امرأة ترأس الإذاعة المصرية وصاحبة لقب أم الإذاعيين، إنها الإذاعية“صفية المهندس“.
ولدت صفية المهندس في ۱۲/ 12/ 1922 بحي العباسية بالقاهرة لأسرة عريقة، حيث كان والدها زكي بك المهندس عميد كلية دار العلوم ونائب رئيس مجمع اللغة العربية، وقد التحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرجت منها في عام ١٩٤٥ واشتركت في فريق التمثيل وقدمت مسرحية باللغة الإنجليزية، فرآها رائد الإذاعة محمد فتحي وعبد الوهاب يوسف وطلبا منها العمل في الإذاعة وبالفعل أجرت اختبارا في إذاعة الإسكندرية أمام“محمد محمود شعبان” (بابا شارو)، الذي اكتشف موهبتها – وأصبح زوجا لها فيما بعد.
بدأت صفية المهندس العمل الإذاعي عام ١٩٤٧، بتجميع أحاديث الأدبيات المصريات، وكانت تقدمها تحت عنوان ركن المرأة الذي كان يقدم ٣ مرات أسبوعيا، واستمرت في ذلك ٤ سنوات إلى أن تحول إلى برنامج (ربات البيوت) الذي استمرت في تقديمه حتى وقت قريب قبل وفاتها ووصفته بأنه ابنها الرابع الذي لم تنجبه.
قدمت صفية المهندس أشهر البرامج الإذاعية في تاريخ الإذاعة المصرية مثل ربات البيوت – الخير والبركة – المرأة العاملة – البرنامج الدرامي (عيلة مرزوق أفندي) – كما شاركت بصوتها في أوبريت قطر الندى.
تقلدت صفية المهندس خلال مشوارها الطويل عدة مناصب منها مديرة عامة لإذاعة البرنامج العام عام ٦٧ – نائب لرئيس الإذاعة ثم رئيسة للإذاعة خلال الفترة من ١٩٧٥ – ١٩٨٢، ثم أحيلت للتقاعد 11/ 12/ 1982 واختيرت عام ۱۹۹۹ عضو لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ثم عضوا بمجلس الشورى وعضوا بالمجلس القومي للفنون.
وحصلت خلال مشوارها على العديد من الأوسمة والجوائز مثل درع محافظة القاهرة عام ١٩٦٦ ووسام العلوم والفنون عام ۱۹۷۳ ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى تكريما لها من الدولة في ١٩٨٢.
رحلت أم الإذاعيين عام ٢٠٠٧ عن عمر يناهز ٨٥ عاما، بعد أن أثرت الإذاعة المصرية بصوتها الرخيم ولغتها العربية الرصينة.