إعادة كتابة حكايات عربية من وجهة نظر المرأة
بدأ ملتقى المرأة والذاكرة في عقد سلسلة من حلقات العمل حول “إعادة كتابة حكايات عربية من وجهة نظر المرأة” وقد تم عقد أولى اللقاءات على مدى يومي ۲ – ۳ مارس ۱۹۹۸، تم خلالهما تحديد مفهوم القراءة والكتابة من وجهة نظر المرأة، كما تم تناول نصين من الحكايات الشعبية بالتحليل والمناقشة ثم إعادة كتابتهما. ويعقد الملتقى حاليًا لقاء بمعدل مرتين شهريًا للنظر في نصوص شعبية عربية ومصرية متنوعة وإعادة كتابتها من وجهة نظر مغايرة. وتضم حلقة العمل مجموعة متجانسة من نساء تعملن في مجالات متنوعة : الكتابة الإبداعية، النقد الأدبي، التاريخ الثقافي والاجتماعي، إضافة إلى المسرح، وتشترك المجموعة في اهتمامها بقضية المرأة والجندر (التشكيل الثقافي والاجتماعي للجنسين). وتتكون المجموعة من: أمل عمر، أميمة أبو بكر، إيمان غزالة، داليا بسيوني، رانيا عبد الرحمن، سحر صبحي، سحر الموجي، سميه رمضان، سهى رأفت، منى إبراهيم، مني برنس، منيره سليمان، هاله سامي، هدى الصده، هاله كمال. وقد نجحت مجموعة العمل في الخروج بصيغ جديدة للنصوص المتاحة والتي تنوعت ما بين حكايات من ألف ليلة وليلة، وبعض الحكايات العامية المصرية المنشورة على لسان رواة شعبيين، ونصوص من القصص الغنائي الشعبي. وكانت نقطة الاتفاق والانطلاق هي العمل على تحليل صورة المرأة كما تعكسها النصوص “القديمة” – والتي تصور المرأة عادة تبعًا للمفاهيم النمطية السائدة –، والعمل على قلب تلك الصور النمطية وتغييرها في صالح صورة بديلة تكون أقل تجنيًا وأكثر عدلاً بالنسبة لكل من الرجل والمرأة. ومما هو جدير بالذكر أن الصيغ الجديدة للحكايات قد تنوعت ما بين نصوص مكتوبة بالعامية المصرية والفصحى، ويمكن تصنيفها مبدئيًا على أساس ثلاثة أنواع تبعًا لعلاقتها بالنص “القديم“: نصوص تلتزم بالحكاية القديمة مع تغيير جزئيات أو عناصر بعينها وإعادة صياغتها؛ ونصوص تقترب من الحكاية القديمة مع التحرر من الالتزام بالبناء والتفاصيل المختلفة؛ ونصوص أدبية مستوحاة من الحكاية القديمة. وفيما يلي نموذج لحكاية من الحكايات التي تمت كتابتها خلال حلقة “إعادة كتابة حكايات عربية من وجهة نظر المرأة“، وهي حكاية “دموع” والتي تقدم رانيا عبد الرحمن من خلالها قراءة مختلفة وصيغة جديدة للحكاية الشعبية المصرية “ست الحسن والسبع جدعان“. وهي تدور حول رحلة “ست الحسن” بحثًا عن أخوتها “السبع جدعان“. وتقدم الحكاية نماذج نمطية متعددة، منها شخصية الجارة الغيورة التي تنجح في “تطفيش” السبع جدعان لغيرتها من أمهم. وفي سبيل إعادة أخوتها تضطر ست الحسن إلى الزواج مقابل قيام زوجها بتخليص السبع جدعان من السحر الذي حولهم إلى “سبع تيران“، حيث سحرتهم الغولة انتقامًا منهم لقتلهم زوجها الغول. ومن جهة أخرى، تقوم ضرة ست الحسن بتحويلها إلى حمامة غيرة منها لإنجابها الشاطر محمد. وتنتهي الحكاية بنجاح زوج ست الحسن في فك السحر عن الجدعان وعن ست الحسن، ثم الانتقام من زوجته الأولى ومن الغولة بحرقهما في النار.
شارك: