إدراك الشباب للممارسات الجنسية القسرية*
التعلم من الشباب في عبدان، نيجيريا
تتناول هذه الدراسة أبعاد مشكلة القسر الجنسي من منظور ۷۷ من الشباب في عبدان بنيجيريا، تتراوح أعمارهم من ١٤ إلى ٢١ سنة، وتكشف عن السلوكيات التي يعتبرونها تمثل قهراً جنسياً، فضلاً عن ظروف حدوثها، وذلك من خلال أربع ورش عمل تتخذ من السرد منهجاً لها. ينتمي المشاركون إلى مدرستين ثانويتين وخمس عشرة ورشة للتدريب المهني. قامت المجموعات الأربعة بتحديد أنماط مماثلة للسلوك القسري، وتمكنت من تطوير حكايات للأحداث التي تقود، على نحو نمطي، إلى حدوث مثل هذا السلوك. تضم هذه السلوكيات ما يلي: الاغتصاب، والتلامس غير المرغوب فيه، وسفاح القربى،والاعتداء، والإيذاء اللفظي، وعمليات التهديد،والتقبيل غير المرغوب، والمشاهدة الإجبارية للأفلام الجنسية، واستخدام العقاقير للتسكين والتهدئة،والاستعانة بتعويذات للإغواء، والإصرار على الإجهاض في حالة حدوث حمل غير مرغوب فيه. وقد كان الرجال في العادة هم مرتكبي هذه السلوكيات، وكانت الشابات هن الضحايا. أيضًا كان الرجال الذين يمارسون تلك السلوكيات من المعارف والأحباء، والجيران، والآباء،والأقارب. وقد كشف السرد عن عجز الشباب في التواصل بفاعلية مع بعضهم البعض وحل الخلافات الناشئة. وتطرح النتائج وجود حاجة إلى تدريب على المهارات الحياتية التي من شأنها تيسير التواصل، وتسعى إلى إصلاح الاختلال القائم في إطار سلطة النوع الاجتماعي، كما تعمل على تقديم بدائل للقهر كوسيلة لحل الصراع في مجال العلاقات الجنسية، وتحقيق احترام الحقوق الجنسية والإنجابية، وإمداد الضحايا بالمعلومات حول الخدمات والدعم والإحالة إلى القنوات المتخصصة.
القسر الجنسي هو قيام فرد بإجبار أو محاولة إجبار فرد آخر – من خلال العنف، أو التهديد،أو الإلحاح اللفظي،أو الخداع، أو الطموحات الثقافية، أو الظروف الاقتصادية – للانخراط في أي نشاط جنسي ضد رغبته / رغبتها. ويرتكز القسر الجنسي على ممارسة متصلة من السلوكيات غير المرغوبة أو غير المطلوبة التي تضم: التلامس،والإلحاح، والإغواء اللفظي، والتحرش،والزواج بالإكراه،والاعتداء، ومحاولة الاغتصاب، والاغتصاب (۱). وعادة ما تصبح الفتيات والنساء،في كل مراحل حياتهن، ضحايا للقهر الجنسي، وعادة ما يكون الرجال هم الجناة (١ – ٤). ومع ذلك، يختلف مدى تأثر المراهقات والشابات حسب الخبرة النسبية، ومحدودية مهارات التفاوض، وتبعية الوضع المالي، فضلاً عن الأعراف التقليدية القائمة في مجال النوع الاجتماعي (٥).
نادرًا ما تجري مناقشة أو دراسة القسر الجنسي في نيجيريا. ومع ذلك، فقد وجدت دراسة أجريت بين الشابات المتدربات مهنياً في إيكورودو بجنوب غرب نيجيريا أن أول لقاء جنسي لنسبة تبلغ 20%من الشابات الناشطات جنسياً قد ضم قهراً جنسياً (٦) وقد وجدت دراسات أخرى أجريت في عبدان على سبيل المثال بين المتدربات مهنيًا (7) والبائعات المتجولات في محطات الأوتوبيس والشاحنات (۸) أن ٤% من النساء في محطات الأوتوبيس و ١٥% من النساء في محطات الشاحنات أفدن بأنهن قد تعرضن للاغتصاب. كما أفادت البائعات بمحطات الشاحنات أن الرجال في ذلك الوسط يعتبرون النساء بائعات جائلات للجنس. ومع ذلك، فبمراجعة سجلات ٦ سنوات في الشرطة النيجيرية في مدينة كالآبار الجنوبية الشرقية، وجدنا أن ۱۹ حالة فقط من حالات اغتصاب الفتيات قد تم تسجيلها (۹)، مما يشير إلى ندرة وصول هذه الحالات إلى المحكمة.
في عديد من المسوح التي أجريت لتقييم المعرفة والسلوكيات والممارسات المتعلقة بالصحة الإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية / مرض الإيدز بين الشباب،ركز الباحثون على القضايا المتعلقة بالقسر (6 – 8) وقد وفرت تلك المسوح بيانات حول توثيق انتشار القسر الجنسي، لكن البيانات المتعلقة بظروف حدوث تلك السلوكيات، كما يدركها الشباب أنفسهم، تكاد تكون مفتقدة تماماً. وعلاوة على ذلك، تميل أغلب الدراسات إلى التركيز على الاغتصاب فقط، حتى على الرغم من أن القسر الجنسي يضم مجموعة واسعة من السلوكيات. تقدم هذه الورقة البحثية النتائج المستقاة من دراسة أجريت في عبدان شمال غرب منطقة الحكومة المحلية،الواقعة في جنوب غرب نيجيريا. وتكشف تلك الدراسة عن سياق القسر الجنسي كما يدركه الشباب من الرجال والنساء، فضلاً عن ملابسات حدوثه، وسلسلة السلوكيات والدوافع المقترنة به. تُعد منطقة الحكومة المحلية واحدة من خمسة وحدات إدارية في منطقة عبدان العاصمة. وفي تلك المنطقة يبلغ عدد السكان ١٤٦٧٥٩ نسمة، وتُعتبر يوروبا هي الجماعة العرقية السائدة.
ليس من الشائع في تلك المنطقة مناقشة القضايا المتعلقة بالجنس بشكل علنى. وتُعد الإشارة المباشرة للعلاقة الجنسية من المحظورات بوجه عام، ولذا يجري استخدام تعبيرات مخففة، على سبيل المثال “لقد ناما معاً” أو “هناك شئ بينهما“. ومؤخراً، بدأ الشباب في استخدام الكلمة الإنجليزية (Fun)، أي التسلية،لوصف النشاط الجنسي. كما أن العادات والأعراف التقليدية في يوروبا لا تشجع على الممارسة الجنسية قبل الزواج بين الشباب، وخاصة فى حالة الشابات. ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة تغييرات دالة في النشاط الجنسي قبل الزواج بين الشباب،خاصة في المناطق الحضرية (6 – 8 , 10 – 11).
ونجد أن المعايير المزدوجة القائمة على أساس النوع الاجتماعي شائعة بين جماعة يوروبا. فالعلاقات الجنسية المتعددة أمر مقبول ومسموح به للرجال وفي نفس الوقت تتسامح الأعراف مع قهر النساء جنسياً. وهكذا، من المقبول أن يجبر الرجل المرأة التي انفق عليها قدراً كبيراً من المال على ممارسة الجنس معها، أو المرأة التي ترتدي ملابس غير محتشمة وكاشفة أو مثيرة (١٣).
أسلوب البحث عبر الحكى:
قامت منظمة الصحة العالمية بتطوير أسلوب البحث السردي (من خلال الحكي) بغية اكتساب فهم أفضل لطريقة تفكير الشباب وتصرفاته، وعلى خلاف الوسائل الأخرى لجمع البيانات، والتي تميل إلى التركيز على أحداث منفردة، يستكشف منهج الحكى أغوار السلوك كسلسلة متصلة من الأفعال والسياق الذى تحدث فيه، باستخدام منهج المشاركة في تناول القضايا الحساسة مثل القسر الجنسي. وتتيح هذه الوسيلة،من خلال أسلوب لعب الأدوار وتطوير خطوط القصة، أن يخلق الشباب شخصيات ترتكز على شخصيات الحياة الواقعية وتصف سلسلة من الأحداث ومجريات الأفعال التي يمكن – أو لا يمكن – تصديقها. كما يسهم هذا الأسلوب أيضًا في تمكين المشاركين من التوصل إلى استنتاجات تتعلق بالنوايا والدوافع خلف مسلك الشخصيات، مع تقديم تعليقات على السياقات التي تحدث فيها تلك السلوكيات. وكما هو الحال في الأساليب الكيفية الأخرى، يركز هذا النهج على الملاحظة العامة وليس على البوح أو الشخصي. وفي نفس الوقت،كان المشاركون مطالبين بتطوير قصص مبنية على ما يحدث، وليس على ما ينبغي أن يكون (١٤ – ١٦).
يشكل الشباب تقريباً ثلث سكان عبدان (جنوب غرب منطقة الحكومة المحلية) ويلتحق بمدارس المنطقة حوالي ثلث الشباب في سن المدرسة الثانوي (١٧) وينخرط أغلبية الباقين في التلمذة الصناعية أو يعملون كباعة متجولين. تجري التلمذة الصناعية بوجه عام، في محال صغيرة وفي ظل وجود مدربين يعملون في القطاع غير الرسمي، وعادة ما يفتقد المتدربون المهنيون الاعتراف أو التسجيل، أو الدعم من جانب الحكومة. أما الباعة الجائلين، وهم أيضًا جزءاً من القطاع غير الرسمي، فعادة ما يبيعون الوجبات والمشروبات الخفيفة في الشوارع الرئيسية وفي محطات الأوتوبيس والشاحنات (18) لقد تم اختيار المشاركين في ورش العمل من المدارس
جدول (1)
سمات المشاركين في ورش العمل
عدد المتدربين المهنيين |
عدد الطلاب |
|||
ذكور العدد= 19 |
إناث العدد = 18 |
ذكور العدد = 20 |
إناث العدد = 20 |
|
المتدربون المهنيون |
||||
بائعو الأدوية المسجلة |
8 |
9 |
||
الميكانيكيون |
7 |
0 |
||
صناع الأحذية |
3 |
5 |
||
مصففوا الشعر |
1 |
0 |
||
الطلاب: الصف الأول الثانوي |
7 |
10 |
||
الصف الثاني الثانوي |
13 |
10 |
||
متوسط العمر |
18 |
20 |
17 |
17.5 |
المحلية والمحال التي تضم متدربين مهنيين. وقد استُبعد الباعة الجائلون بسبب حركتهم المستمرة. كان المشاركون من الطلاب ينتمون إلى اثنين من المدارس الثانوية الحكومية السبعة في المنطقة، وجاء اختيارهم بصورة عشوائية، وإن كانت العينة تمثيلية بالفعل. وقد كشفت عملية تعداد المحال التي توظف متدربين مهنيين عن أن هؤلاء المتدربين يتركزون في خمس مهن – ميكانيكا السيارات، وتفصيل الملابس وتصفيف الشعر، وإصلاح الأحذية، وبوجه خاص بيع الأدوية المسجلة. كان المتدربون المهنيون ينتمون إلى ١٥ مؤسسة من بين حوالي ۱۰۰ مؤسسة قائمة، وجاء اختيارهم عشوائياً أيضًا.
حصل فريق البحث على تصاريح من إدارات المدارس، والروابط المحلية للمدربين ومن كل مدرب. كان مطلوباً من إدارات المدارس والمحال ترشيح شباب على أساس السن،الجنس، والتحدث بلغة يوروبا أو الإنجليزية بطلاقة، فضلاً عن الاهتمام والقبول الطوعي بالمشاركة في الدراسة. وبناء عليه تم اختيار ٤٠ من الطلاب و ٤٠ من المتدربين المهنيين تتراوح أعمارهم من ١٤ إلى ٢١ سنة، ودعاهم فريق البحث لحضور ورش العمل وقد حضر منهم بالفعل ۷۷ فرداً (جدول رقم ۱). كان غالبية بائعي الأدوية المرخصة من بين المتدربين المهنيين،لكن المتدربات المهنيات كُن أكبر سناً قليلاً عن الآخرين
ورش العمل:
عُقدت أربع ورش عمل سردية: واحدة لكل من الطلاب والطالبات،والمتدربين المهنيين الذكور والإناث، وفقًا للخطوط المرشدة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. وقد ساعد فصل الفتيات عن الفتيان على ضمان المشاركة المفتوحة نسبياً دون تحفظ، وخاصة بالنسبة لمن كان يمكن أن يشعر بعدم الراحة لمناقشة القضايا المتعلقة بالجنس في وجود الجنس الآخر. حضر حوالي ٢٠ مشاركاً في كل ورشة، والتي استغرقت ۲۰ ساعة على مدى أربعة أيام. بدأت كل ورشة عمل بجلسة عامة، قدم فيها الباحثون رؤية موجزة عن النشاط الجنسي للشباب في نيجيريا،والإشارة إلى الفجوات القائمة في فهمنا للقسر الجنسي في حياة الصغار، وشرح لأهداف ورشة العمل. تعرف المشاركون على منهجية ورشة العمل عبر الحكى وتم التأكيد على أنهم غير مجبرين على الكشف عن خبراتهم أو هوية الآخرين الذين يمكن أن يصفوا خبراتهم.
تم تقسيم المشاركون في كل ورشة عمل إلى مجموعات عمل صغيرة – نظراً لحساسية الموضوع والميزة التي توفرها المجموعات الصغيرة – مع وجود ميسر بكل مجموعة. واختارت كل مجموعة مقرراً مسئولاً عن الربط بين المناقشات وعرض أنشطة المجموعة في الجلسات العامة. اشتمل العمل في المجموعات الصغيرة على نشاطين أساسيين: أولاً، القائمة الحرة وتعريف السلوكيات التي تُعتبر قسرية: وثانياً، أداء الأدوار في سيناريوهات ذات طابع نمطي. وكان يمكن للمشاركين إدراج السلوكيات التي مروا بخبرتها هم أو غيرهم من الشباب الذين يعرفونهم.
وبعد الانتهاء من تدريب القائمة الحرة قدم كل مقرر القائمة التي أعدتها مجموعته الصغيرة، وكتب المدربون هذه القوائم على سبورة ورقية. وكان مطلوباً من المجموعة الكبيرة أن تقترح العوامل الممكنة التي تقف خلف تلك السلوكيات، ووصف الصورة النمطية للجاني والضحية. وعندئذ، يوجه المشاركون أسئلتهم أو يسعون إلى التوصل إلى التوضيح المطلوب.
من بين السلوكيات الستة التي تكررت الإشارة إليها من جانب مجموعتين على الأقل، حدد فريق البحث نوعين من السلوك لكل مجموعة وطلبوا من أفرادها تطوير حكايات تصف هذا السلوك بأفضل شكل، بما في بذلك سلسلة الأحداث “النمطية” التي تسبقها. خلقت المجموعات شخصيات لقصصها، وقدمتها في الجلسة العامة الثالثة. وخلال المناقشات التي تلت ذلك، قدم المشاركون حكايات بديلة، مع مناقشتها حتى توصلوا إلى إجماع بشأن التمثيليات النمطية (أو البديلة) لنوع بعينه من الأحداث. ولهذا اختارت كل مجموعة صغيرة طاقمها وملابسها وقامت ببروفات تمثيل لأحد الأحداث التي تتضمن ممارسات قسرية التي جرى تطويرها في الجلسة العامة الأخيرة. وقد تم تصوير أداء الأدوار ومناقشته عن طريق الفيديو، ثم تفريغ الشريط بعد ذلك.
المدركات المتعلقة بسلوكيات القسر الجنسي:
حدد المشاركون في ورشة العمل من خلال تمرين القائمة الحرة، ۱۱ سلوكاً اجمعوا على اعتبارها سلوكيات قهرية ( الجدول رقم ۲). وقد اصطُلح على تسمية القسر الجنسي “السلوك الجنسي ضد الاجتماعي “. قامت كل المجموعات بتصنيف الاغتصاب والتلامس غير المرغوب باعتبارهما أكثر السلوكيات القسرية شيوعاً وانتشاراً. لكن سفاح القربي كان السلوك الوحيد الذي اعتبره المشاركون من المحرمات. وقد وقعت السلوكيات في ثلاث مجموعات. – أولئك الذين أشاروا إلى الجنس بالتهديد والإكراه، كالاغتصاب أو العلاقة الجنسية بالإكراه، والتلامس غير المرغوب بوصفه لعبة غير ودودة، التلامس غير المرغوب للمؤخرة، وسفاح القربى والاعتداء، والإيذاء اللفظي (وهي سلوكيات وصفها الطلاب الذكور باعتبارها سلوكيات “قذرة” أو تسبب الإحراج)، والقبلات غير المرغوب فيها : – أولئك الذين ركزوا علي الخداع ووضعوا المسألة في صورة إعداد المسرح لممارسة الجنس بالرضا المتبادل،مثل الإجبار على مشاهدة الأفلام الجنسية، واستخدام
الجدول رقم (۲)
القائمة الحرة لسلوكيات القسر الجنسي
الفتيات |
الفتيان |
||
الطلاب |
المتدربون المهنيون |
الطالبات |
المتدربات المهنيات |
الاغتصاب الجماعي |
الاغتصاب |
الاغتصاب |
الاغتصاب الجماعي |
التلامس غير المرغوب |
التلامس غير المرغوب |
التلامس غير المرغوب |
التلامس غير المرغوب |
الإكراه على مشاهدة الأفلام الجنسية |
الخداع |
الإكراه على مشاهدة الأفلام الجنسية |
طلب إجراء إجهاض |
استخدام التعويذات التقليدية |
سفاح القربي |
التقبيل غير المرغوب |
سفاح القربى |
السخرية “الإيذاء اللفظي |
ضرب الفتاه / استخدام المخدرات للتسكين |
السخرية “الإيذاء اللفظي |
السخرية “الإيذاء اللفظي |
التعويذات التقليدية (على سبيل المثال: الحلقة الطبية،والتعويذات التي يصنعها أحد المداوين التقليديين) أو استخدام العقاقير للتهدئة و/ أو الإغواء؛
– أولئك الذين رفضوا إعطاء الشريك أي اختيار بشأن ثمرة الممارسة الجنسية، على سبيل المثال الإصرار على ضرورة أن تجهض المرأة نفسها.
أجمع المشاركون على القول إن مرتكبي الممارسات الجنسية القسرية ليسوا غرباء بالنسبة للضحايا. وحددوا الأقارب الذكور باعتبارهم الجناة الأساسيين في مثل هذه الممارسات، وبوجهه خاص الآباء فيما يتعلق بسفاح القربى. وقد وصف المشاركون مرتكبي الأشكال الأخرى من القسر الجنسي باعتبارهم أكبر سناً نوعاً ما من الضحايا، بما فيهم المعارف، والأصدقاء والزملاء، والأقارب،والجيران. وباستثناء سفاح القربى تميل الممارسات الجنسية القسرية إلى أن تكون مخططة، وأحياناً يجري تنفيذها عن طريق مجموعة من الجناة. فالجاني نادراً ما يتصرف بمفرده، لكنه يحصل بالأحرى، وفقاً لوصف المشاركين على الأفكار والتشجيع والدعم من جانب الأصدقاء عند التخطيط لأفعال القسر الجنسي وارتكابها. وسواء كان الاغتصاب أو الضرب، أو مشاهدة الأفلام الجنسية بالإكراه، أو استخدام العقاقير لتهدئة فتاه، قيل إن الأقران يلعبون دوراً في هذا الصدد. يمكن مثلاً، أن يتعاون الأصدقاء في ضرب فتاة، والمساعدة في الحصول علي فيلم جنسي، والتوصية بعقار مسكن، أو الإمساك بالفتاة. بحيث يمكن للجاني أن يغتصبها. وأخيراً، يمكن أن يشارك الأصدقاء بأنفسهم في العملية، كما يحدث عند تتابع الأدوار لاغتصاب صديقة أحد أصدقائهم.
كما قيل أن سلوكيات القسر الجنسي يمكن أن تحدث في أي ظروف، بدءاً من داخل المدرسة وانتهاء بالأماكن العامة مثل الطرق. ومع ذلك، فقد كانت المواقع التي تكرر ذكرها تتمثل في منزل الجاني، أو المناسبات الاجتماعية،أو الحفلات. ويعتبر الشباب من الجنسين أن البيت،عندما يكون الآخرين بالخارج، مكان آمن بوجه خاص لممارسة الجنس بالإكراه، إذ أنه لا يتيح للضحية طلب المساعدة.
الحكى واداء الأدوار.. رؤية متبصرة:
قدم المشاركون خلال الحكى وأداء الأدوار، مع تشابه ملحوظ عبر ورش العمل الأربعة آراء متبصرة بشأن الأفعال التي يشعرون أنها تقود إلى سلوكيات القسر الجنسي. ونادرًا ما كانوا يصفون القسر الجنسي كحدث معزول : بل بالأحرى، عادة ما كان يحدث كسلسلة متصلة من السلوكيات. على سبيل المثال، أي سلسلة متتابعة من السلوكيات التي تبدأ بالخداع، واستخدام العقاقير للتهدئة،والتعويذات التقليدية للإغواء، ثم الانتقال إلى الإلحاح اللفظي والتهديد، فالتلامس غير المرغوب، وفي النهاية العلاقة الجنسية بالإكراه. ومن بين السيناريوهات المتكررة التي وصفها المشاركون لجوء الجاني إلى الإكراه عندما يفشل في إقناع امرأة شابة أن تكون حبيبته، أو عندما ترفض تلبية رغبته في ممارسة الجنس. وتجدر الإشارة،في المثالين الواردين أدناه حول الحكى المتعلق بالاغتصاب،إلى أن سرد النساء الشابات لا يهتم بإعداد المسرح للممارسة الجنسية بالإكراه أو تبريرها، كما يفعل الشباب.
لاكي وسادي جيران ولديهما فرصاً عديدة للتفاعل. كلاهما باق في منزله ينتظر نتائج الامتحان النهائي بالمدرسة العليا، وقد خرج باقي أفراد الأسرة إلى أعمالهم أو مدارسهم. ينتهز لاكي هذه الفرصة لإقناع سادي أن تكون حبيبته. وبعد أن تستمر صداقتهم لفترة من الزمن يرغب لاكي في ممارسة الجنس مع سادي، لكنه لا يعرف كيف يثير المسألة معها بشكل مباشر. ويعتقد أن أفضل طريقة هي إغراؤها بزيارته في غرفته. وفي يوم ما، يقوم لاكي بزيارة سادي في منزلها، ويطلب استعارة أحد المجلات منها. لم تكن سادي في البداية راغبة في أن تعيره المجلة لأنها ليست مجلتها، لكنها أذعنت عندما وعدها لاكي بإعادة المجلة في اليوم التالي. يقرر لاكي،عن عمد،عدم إعادة المجلة لها واستبقائها لمدة أسبوع على أمل أن تأتي سادي إلى منزله لأخذ المجلة، وعندئذ يمكنه وضع خطته موضع التنفيذ تذهب سادي بالفعل إلى منزل لاكي لتستعيد المجلة. وعلى الرغم من عدم رغبتها، يقنعها لاكي في أن تبقى وتتناول معه وجبة خفيفة ومشروب، يغريها لاكي بالدخول إلى غرفته ويغلق الباب ويضع المفتاح في جيبه حتى يجعل “هروبها” عسيراً. يقول لاكي محدثاً نفسه “حسناً“، هذه فرصة جيدة من أجل “التسلية” مع سادي“، مادام جميع أفراد الأسرة خارج المنزل، أما في العمل أو في المدرسة. لكن لاكي لم يكن يعرف كيف ينقل نيته إلى سادي خشية رد فعلها. وقد حل المعضلة بأن قال لنفسه إن صوت الأفعال أعلى من صوت الكلمات“، ويحاول تهيئة المسرح بتشغيل فيلم فيديو جنسي ولمس اكتاف سادي، وصدرها ونهديها بهدف وضعها “في حالة مزاجية” مواتية تبدي سادي تمنعها بإبعاد يديه عن كتفيها، وإعرابها عن رغبتها في المغادرة، لكنها تجد الباب مغلقاً. يقرر لاكي إجبارها على ممارسة الجنس، مبرراً نيته بأفكار مثل: “حسناً، إذا لم تكن ترغب في أن تقوم بذلك طواعية، فمن الأفضل أن أجبرها، فكثير من الفتيات يقلن “لا” عندما يعنين “نعم بالفعل“، و“الأولاد الضعفاء فقط سوف يقبلون كلمة لا كإجابة“، وأخيراً : “في أسوأ الأحوال، فإنني سوف أفقدها كحبيبة، لكنني سأكون قد حققت خطتي بالفعل، إذن لا توجد مشكلة“. ومن الناحية الأخرى، تشعر سادي أنها وقعت في شرك. فكرت سادي أن تصرخ طلباً للمساعدة، لكنها لم تفعل خوفاً من أن يلومها الناس قائلين: “إن لم تكن تهتم بالجنس لماذا إذن زارته في غرفته أصلاً ؟ وفي ظل هذه الظروف اغتصبها لاكي (سرد لأحد الذكور المتدربين مهنياً).
بايو وجوكي طالبان في الجامعة متحابان منذ فترة يقوم بايو على “رعاية” جوكي (يشتري لها الوجبات والمشروبات الخفيفة والبطاقات… الخ)، وهي تقدر له ذلك. يطرح بايو على جوكي فكرة ممارسة الجنس معها لكنها ترفض قائلة إنها ترغب في تكملة تعليمها قبل أن تدخل في علاقة جنسية. تقاوم جوكي إلحاح بايو المستمر حتى عندما يزورها بايو في غرفتها بالمدينة الجامعية في محاولة لإقناعها. يشعر بايو بالغضب لأنه لم يحقق هدفه المتوقع أو المأمول في مقابل النقود التي أنفقها عليها. يقرر بايو أن يتعامل مع جوكي بطريقته، ويطلب مساعدة من أصدقائه. يضع بايو وأصدقائه خطة من أجل “إعطاء هذه الفتاة المغرورة درساً“. وكجزء من الخطة يرقب بايو وأصدقاؤه تحركات جوكي في الحرم الجامعي،ويقررون الموعد المناسب “للحصول عليها“. وعندما كانت جوكي عائدة إلى غرفتها بعد انتهاء الدراسة في إحدى الليالي، يكمن لها بايو وأصدقاؤه ويهاجمونها ويهزمونها بقوتهم المفرطة. يغتصبها بايو، ثم يأخذ الآخرون أدوارهم لاغتصابها أيضًا. يبلغ بايو جوكي أنه لم يكن ليغتصبها في حالة تلبيتها لرغبته في ممارسة الجنس، ويهددها بأن المجموعة سوف تعاملها بصورة أكثر قسوة إذا أبلغت عن الواقعة (سرد من جانب الطالبات).
يعيش موسكو وبولا في نفس الجوار. يرغب موسكو في أن تصبح بولا حبيبته، لكنها تخبره بعدم رغبتها في الدخول في علاقة معه. يحاول موسكو الاستعانة بكل الحيل التي يعرفها لإقناع الفتاة لكنه يفشل. ومع شعوره بأنه مرفوض، يسعى موسكو إلى أصدقائه الذكور بمن فيهم سيج،طالباً النصح. “يتراهن” سيج وموسكو على بولا. وينظم سيج حفلة ويدعو بولا لحضورها. لم تكن بولا تعرف أن موسكو وسيج صديقان وأنهما نظما الحفلة أساساً لإغوائها. يتصل موسكو وسيج، قبل الحفلة، بأحد بائعي الأدوية كي يوصي لهما باسم أفضل عقار جيد يجعل شخصاً ينام نوماً عميقاً. لم يكشف الصديقان لبائع الأدوية المرخصة عن سبب استخدام العقار. يضع موسكو خلال الحفل بعض قطرات من العقار في مشروب بولا. وعندما تبدأ بولا في الشعور بالدوار، يقترح سيج عليها أن تذهب إلى غرفة خاصة لتستريح. وبينما كانت بولا واقعة تحت تأثير العقار،يغتصبها موسكو ثم صديقه على التوالي. يتفق سيج مع موسكو على إنكار أي معرفة مسبقة بالواقعة. لم يعد موسكو “يلاحق” بولا بعد أن نال غرضه. (سرد من جانب المتدربين المهنيين الذكور)
يتولى سيج أخذ موسكو إلى أحد ممارسي الطب الشعبي التقليديين، ويحكى له مأزقه، ويحصل من الأخير على تأكيد بالمساعدة. يقدم الرجل إلى موسكو تعويذة وتعليمات حول استخدامها، ويدفع له موسكو مالاً نظير ذلك. وخلال الأسبوع، يقوم موسكو باختبار فاعلية التعويذة. يتلو موسكو التعويذة وينادي على اسم بولا ويأمرها بطاعته. يخطط موسكو أن ينتظر بولا في الشارع الذي اعتادت أن تسلكه إلى المدرسة، ويصدر إليها تعليمات بزيارته في بيته في فترة تالية من اليوم. تزوره بولا تحت تأثير التعويذة وتمارس معه الجنس. سوف يحافظ موسكو على العلاقة حتى ينتهي تأثير التعويذة (سرد من جانب الطلاب الذكور).
بعد مراقبة تحركات بولا لفترة من الوقت،يحدد موسكو وأصدقاؤه الموعد والمكان الملائمين للسخرية من بولا. كانوا يهدفون في الأساس “التحقير من شأن ما لم يتمكنوا من الحصول عليه“. اختار موسكو وأصدقاؤه مكاناً عاماً، مثل شارع يمر بطريق رئيسي لارتكاب فعلتهم. يلقي موسكو وأصدقاؤه السباب على بولا، ويحقرون من شأنها، ويلمسون نهديها ومؤخرتها بسخرية لإحراجها……
عند هذه النقطة من الحكى اختلف المشاركون الذكور والإناث في سردهم لنتائج السخرية بالضحية،اقترح الطلاب الذكور أن يقوم موسكو وأصدقاؤه بإبلاغ بولا أنهم سخروا منها لمعاقبتها على غرورها. وتوصلوا في النهاية إلى أن موسكو بعد أن “خسر” ،لن يلاحقها بعد ذلك. لكن الطالبات اقترحن، في المقابل،أن يعتذر موسكو لبولا على أمل أن تنصاع له وتلبي رغبته.
نعرض فيما يلي الصورة النمطية للحكايات عن سفاح القربى والضغط على الفتيات لإجراء عملية الإجهاض: سول وفاطيما متزوجان منذ عدد من السنوات. تعمل فاطيما بالتجارة وتسافر كثيراً لشراء المحاصيل من المجتمعات المحلية الريفية وتحضرها إلى المناطق الحضرية لبيعها. يوجد لدى فاطيما وسول ابنة واحدة (اسمها ريسي)، وهي فتاة مراهقة في المدرسة الثانوية المحلية لم تكن فاطيما قادرة، في كثير من الحالات،على تلبية احتياجات سول. تقوم ريسي على رعاية المنزل عندما تكون فاطيما بعيدة عن البيت. وفي أحد الأيام عندما كانت فاطيما خارج المنزل، نظر سيول إلى ريسي بحب وعاطفة عندما كانت تقدم له العشاء، وفي هذه الليلة تسلل سول على أطراف أصابعه إلى غرفة ريسي ورقد إلى جانبها، ولمس جسدها. استيقظت ريسي مدركة ما يحدث،وحاولت أن تقاوم، لكنها لم تنجح. اغتصب سول ابتنه، ثم هددها بأنه سيكف عن دفع مصاريف المدرسة إذا ما كشفت عن الواقعة لأي شخص. وقد برر تصرفه على النحو التالي: ” من الأفضل ممارسة الجنس معها بدلاً من اللجوء إلى داعرة يمكنها أن تنتقل لي أحد الأمراض الجنسية (سرد من جانب المتدربين المهنيين الذكور).
أو باس وكاتي متحابين منذ فترة. عندما اقترح أوباس على كاتي،للمرة الأولى، أن عليهما معرفة بعضهما على نحو أفضل” (أي ممارسة الجنس)، اعترضت كاتي قائلة إنها ترغب في استكمال تدريبها كمتدربة مهنية أولاً. ومع ذلك، انساقت كاتي للإغراء. حاولت كاتي أن تتجنب الحمل باستخدام خليط من البوتاس والملح والماء، أوصتها به إحدى صديقاتها. لكن كاتي سرعان ما اكتشفت أنها حامل وسوف يكون لديها طفل. وعندما أبلغت أوباس بالأمر،أنكر مسئوليته، في أول رد فعل له، متهماً إياها بأنها تعرف شباناً آخرين. وعندما أقنعته كاتي أخيراً بأن الطفل ابنه،قبل المسئولية لكنه أصر على ضرورة الإجهاض لأنه غير مستعد للزواج والأبوة. أصر أوباس أن تقوم كاتي بإجراء عملية إجهاض، ولم يسمح لها بإبداء رأيها. قامت إحدى صديقات كاتي بنصحها بأن تنهي حملها لتجنب الفضيحة (سرد من جانب المتدربات المهنيات).
أوضحت المناقشات التي دارت بين المشاركين،خلال الأنشطة العامة وأنشطة المجموعات،حول مختلف خطوط القصة أنهم يقبلون الأعراف التقليدية المرتكزة على أساس النوع الاجتماعي. وكان هناك ميل بين الشباب للمجادلة بأن بعض الحكايات كان يجب أن تبرز مسئولية الفتيات عن سلوكيات القسر الجنسي الذي يتعرضن له وأشاروا (سواء الطلاب أو المتدربين المهنيين) إلى غلطة الفتيات في رفض دعوات ممارسة الجنس أو الصداقة،باعتبارها دعوة للممارسة الجنسية الإجبارية. وفى المقابل لم توافق غالبية المتدربات المهنيات على هذا الرأي، فإن عددًا محدودًا منهن كان رأيهن “أن الفتاة التي تقبل بالصداقة مع شاب.. عليها أن تقبل الممارسة الجنسية“. واخيراً، على الرغم من عدم اختلاف الطلاب الذكور حول الحاجة إلى استخدام التعويذات من أجل الإكراه على الممارسة الجنسية، ظهرت بينهم بعض الاختلافات حول أنواع التعويذات التي يشيع استخدامها،على سبيل المثال: الحلقة الطبية، أو التعويذات التقليدية، أو الحزام الطبي. كما اتفقوا بالفعل على أن الأكثر ترجيحاً أن يلجأ الفتيان إلى استخدام الحلقة الطبية، في حين يلجأ الرجال الأكبر سناً إلى استخدام التعويذة كما اتفقوا أيضًا على أن استخدام تلك المغريات كان فعالاً.
أسفرت هذه الدراسة عن رؤية متبصرة للشباب الصغار فيما يتعلق بالقسر الجنسي والسياقات التي يحدث فيها. وعادة ما كانت ممارسة الجنس قسرًا مع الشابات توصف باعتبارها عملاً خاضعاً للتخطيط بالكامل من جانب شخص معروف وفي وسط مألوف. ونجد أن الأعراف المرتكزة على أساس النوع الاجتماعي والقوالب النمطية تؤثر بقوة في سيناريوهات القسر الجنسي، وعلى سبيل المثال،كان الشباب الذكور،بالمقارنة بالشابات،أكثر قدرة على تحديد الاستراتيجيات المستخدمة لإغواء الشابات أو إجبارهن على ممارسة الجنس، وعادة من خلال خداعهن. ووصفت الشابات بأنهن سلبيات ويثقن فيما يُقال لهن، ويقمن بالأدوار المتوقعة تقليديًا من نساء يوروبا في العلاقات الجنسية (الإذعان والخضوع) (5). وربما الأكثر أهمية ما كشف عنه الحكي من عجز الشباب عن التواصل بفاعلية مع بعضه البعض، أو الحوار حول الخلافات بخصوص ممارسة الجنس أو حلها.
وعلى الرغم من حساسية موضوع الممارسات الجنسية القسرية، فقد ساعدت طبيعة البحث غير الاقتحامية عبر الحكى فى ورش العمل إلى خلق سياق لا يشعر فيه الشباب بأنهم مهددون بسبب طرح تصوراتهم بصراحة حول القسر الجنسي. وساهم لعب الأدوار في تمكينهم من وصف أحداث القسر الجنسي دون حاجة إلى الإشارة إلى التجربة الشخصية أو الشعور بالخوف من الانكشاف. كانت الاستجابات وردود الأفعال تلقائية بدرجة كبيرة، مما ساعد على تحفيز المناقشة وحيويتها. وفي المرحلة التالية من دراستنا،سوف نقوم بإجراء مسوح ومقابلات معمقة مع عدد أكبر من الشباب باستخدام المفاهيم والمعلومات التي برزت في مجرى ورش العمل التي تستخدم الحكى، والنتائج المستقاة منها ستفيد في تحليل وتفسير بيانات المسوح، كما ستتيح،في نفس الوقت،بصيرة نوعية تساعد على تطوير السياسة والبرامج.
وتجدر الإشارة إلى محدودية هذه النتائج، بطبيعة الحال، فالتصورات المطروحة قد لا يمكن تعميمها على جميع الشباب الصغير في عبدان أو نيجيريا ككل كذلك،فإن التركيز على تطوير سيناريوهات نمطية يمكن أن يسفر عن حكايات تصف سلوكيات مقبولة إلى حد ما،وتخفي سلوكيات أخرى تُعتبر غير مقبولة أو منحرفة. ومن الضرورى استكمال الرؤى الواردة في هذه الدراسة عن طريق إجراء تقييمات أكثر عمقاً، خاصة فيما يتعلق بالخبرات الشخصية الفعلية والعوامل التي تضع الشباب الصغير في وضع المخاطرة العالية أو تحميه من القسر الجنسي.
تتمثل إحدى النتائج غير المتوقعة، لكن المهمة،لورش العمل في أن المشاركين أصبحوا حساسين لعدم قبول جميع أشكال القسر الجنسي. لقد أفادت كثير من الشابات إن ورشة العمل قد غيرت من معتقداتهن بأن الضحية مسئولة بشكل ما عن استنفار الممارسات الجنسية القسرية وتستحق بالتالي ما يجرى لها. كما أنهن شعرن بقدرة أكبر على محاولة منع القسر الجنسي والتعامل مع الجناة في المستقبل. أما المشاركون الذكور فقد قالوا أنهم قرروا عدم ارتكاب ممارسات القسر الجنسي. وهذه نتيجة ذات قيمة، حتى على الرغم من أن هذا النوع من ورش العمل لا يكفي في حد ذاته لتحقيق تلك الغايات.
تطرح نتائج هذه الدراسة ضرورة تدريب الشباب من الجنسين على مهارات الحياة،مما يعمل على تيسير التواصل، ويستهدف مواجهة الاختلال في علاقات القوة بين الجنسين، فضلاً عن المعايير المزدوجة، كما يطرح بدائل للقسر، بمعنى الوسائل التي تحل مشكلات الصراع حول العلاقات الجنسية، واحترام الحقوق الجنسية والإنجابية،وتوفير معلومات حول الخدمات والدعم وإحالة ضحايا القسر الجنسي إلى الهيئات المناسبة. وأخيراً، هناك حاجة إلى مداخلات من شأنها تثقيف المجتمع المحلي وزيادة حساسيته لمواجهة الأعراف الثقافية في مجال النوع الاجتماعي التي تشجع على أفعال القسر الجنسي، أو لا تسعى في أفضل الأحوال إلى منعه أو نبذه.
حظيت هذه الدراسة بدعم مالي من “البرنامج الخاص للبحث والتطوير والتدريب البحثي في مجال الإنجاب البشري” التابع لمنظمة الصحة العالمية. ونحن نعرب عن تقديرنا للتعليقات المفيدة التي قدمتها د. شيرين جيجيبوي حول المخطوطة المبكرة لهذه الدراسة، كما نود أن نتوجه بالشكر إلى جميع الشباب الذي شارك في ورش العمل.
المراسلات
Ademola J Ajuwon،Africa Regional Health Education Center, Department of Health Promotion and Education, College of Medicine, University of Ibadan, Nigeria, E-mail : ajajuwon @skannet.com
*مايو 2001 ص 128.
1- Heise LL, Moore K, Toubia N, 1995. Sexual Coercion and Reproductive Health A Pocus On Resech, Poplaton
Council, New York.
2- Heise L. Ellsberg M, Gottemoeller M 1999, Ending Violence against Women. Population Reports, Series L No. 11.
3- odujirin o, 1993. Wife Battering in Nigeria. International Journal of Gynecology and Chsteries, 41: 1944.
4- World Health Organization, 1997. Violence against women. WH0, Geneva.
5- Adekunle AO Lapido OA, 1992. Reproductive Tract infections in Nigeria Challenges for a Pragile Healh
Infrastructure. Reproductive tract infections: Global Impact and Priorities for Wormen’s Reproductíve Health. Germaás
A, Piot p. Wasserheit J (eds). Plenum press, New York.
6- Dada J, Olaseha IO, Ajuwon AJ, 1998. Sexual behavior and Knowledge of AlDS among fermale trade sogrentioes
in a Yoruba town in Southwestern Nigeria. Internatíonal Quarterly of Community Health Education 173: 25s 70.
7- Ajuwon AJ, Mcfarland W, Hudes E et al , 2001. HIV risk-behavior, assertiveness and sexual coercion amang
female apprentice tailors in Ibadon. (unpublished report).
8- Orbuloye 10,caldwel P, Caldwel J, 1993. The role of hígh-risk occupatíon ín the AJDS: truk drivers and itánerant market women in Nigeria. International Family Planning Perspectives. 19/(2):43-48.
9- Obot IE, 1986. The problem of sexual abuse in Calabar and envírons. Proceedings of a workshop on child abuse
and child labour in Nigeria.
10-Olascha 10, Alao A, 1993. Knowledge, attitudes and at-risk behaviors of adolescent students : towards AlDs prevention and control in Ibadan city, Oyo State, Nigeria; Nigerian School Health Journal. 7(2) : 127-33.
11- Nichols D, Ladipo A0, Paxman JM et al, 1986. Sexual behavior, contraceptive practice and reproductive health
among Nigerian adolescents. Studies in Family Planníng. 17(2): 100-06.
12- Jinadu MK, Jinadu MK, Odesanmí WO, 1993. Adolescent sexual behavior and condom use in Ile-lfe, Nigeria.
Clinical Nursing Research. 2 (1): 111-18.
14-Olusanya PO, 1969. The barriers to farnily planníng among the Yoruba. Studíes in Family Planning 37:13-16.
15- Word Health Organizatíon, 1993. Adolescent sexual behavíor and reproductive health : from reseach into
action. The narrative research method. WHO, Geneva.
16- Worid Health Organization, 1992. A study of sexual experíence of young people in eleven African counirnes.
WHO, Geneva.
I7-Cornwall A, Jewkes R, 1995. What ís participatory research? Social Science and Medicine. 41(12): 1667-l6
18- United Nations Development Programmne. 2000. Country Report.on Nigeria. UNDP, New TorK.
19- Ajuwon AJ, Osungbade KO, Fawole Oet al, 1998, Knowledge of AIDs and risky sexual practices among emaie
adoiescent hawkers in truck and bus station in Jbadan, Nigerian Poster Presentation, Xl world Albs Coniercce,
Geneva.