ما حكم أكل الحمير؟
“حمار لكل مواطن !”
في الأيام الأخيرة أثيرت الكثير من المخاوف بين أفراد المجتمع بعد أن تم القبض على جزار وصاحب محل لحوم يقوم الأول بذبح الحمير والكلاب والخيول النافقة وسلخها بعد جمعها من أسفل الكباري وشواطئ الترع والمصارف. ثم يأتي دور صاحب محل اللحوم ليقوم بدوره بفرمها وخلطها مع ثمار البطاطس والبصل والبهارات والتوابل حتى تغطى على طعمها ورائحتها ثم بيعها بعد ذلك. كما تبين أن التاجر اتفق مع عدد من الجزارين والعاطلين عن العمل على جمع الحيوانات النافقة مقابل خمسة جنيهات للكيلو ليبيعها هو لمحلات الأغذية والفنادق مقابل عشرين جنيها.
وتم ضبط منتجات المتهم في أكثر من ثلاثين مطعما ومحل كبابجي بمنطقة الجيزة وبولاق ويأكل المواطن، وهي جريمة لا يمكن أن توصف بغير أنها جريمة بشعة بكل المقاييس وقد وجهت إليهما النيابة التهم التالية:
۱ – حمل سلاح أبيض (لسلخ الحمير) بدون ترخيص.
2 – عدم حمل بطاقة شخصية
3 – بيع أغذية فاسدة للجمهور… والغش
٤ – تخزين وتصنيع أغذية غير مستوفاة للشروط الصحية
هذه هى القصة ولكن الطريف في الموضوع هو الطريقة التي تناولت بها وسائل الإعلام هذا الموضوع. فتعجب صحفي من خلال أحد البرامج التليفزيونية (برنامج كلام والسلام) على ما جاء على لسان أحد المحامين يقول أنه لا يوجد أي نص في الدستور أو القانون يمنع ذبح الحمير فالقانون يجرم فقط الذبح خارج السلخانة ولكنه لم يحدد ما الذي يتم ذبحه داخل السلخانة.
وأخذ العديد من الأطباء يعددون فوائد لحم الحمير على جسم الإنسان من خلال حديثهم إلى الصحف. وعلق أحد الصحفيين على الاتهامات الموجهة للمتهمين بعد استعراضها أنه لم يكن ينقص هذه الاتهامات سوى عدم الحصول على شهادة الأيزو الخاصة بمعايير الجودة.
وتمنى أحدهم أن يكونوا قد ذبحوا الحمير حية وقدموها للناس طازجة وتذكر واقعة أخرى أكل فيها المصريون لحوم القطط والكلاب في زمن شحت فيه مياه النيل أيام الشدة المستنصرية وأسند هذا السلوك القديم الحديث إلى سببين وهما إما أن تشح الأقوات أو تلتهب الأسعار.
وتذكر آخر حكايته مع (كفتة بسه) والكبابجي الذي كان يقف بعربته أمام مبني (أخبار اليوم) والذي كان يطلب منه العاملون بالجريدة أن يقدم لهم الكباب والكفتة اللذيذة وخاصة أن أسعارها معقولة. وبعد سنوات ظلوا يأكلون فيها كفتة (بسه) فارق الكبابجي الحياة وهو واقف على عربته فما كان منهم إلا أن حملوه إلى بيته. ولما دخلوا بيته وجدوا أنفسهم في حوش كبير مملوء بعظام القطط والكلاب ولما سألوا أرملة الكبابجي قالت لهم دون انتظار (الراجل لم يكذب عليكم ولم يخدعكم وكانت الحقيقة واضحة على لافتة العربة) فلما نظروا إلى اللافتة وجدوا مكتوبا عليها (كفتة بسه). وتساءل آخر يبحث عن إجابة قانونية: هل تتم تبرئة صاحب محل الكباب الذي يتم ضبطه وهو يقوم ببيع لحوم الكلاب للزبائن لأنه علق على باب محله يافطة (كلا بجي).
وحذر آخر هواة الكباب وأعطى لهم نصيحة وهي (عند ذهابك لأحد محلات الكباب تأكد من أن الكلب الذي كان يرقد هزيلا على بابه لا يزال عند خروجك (لسه في مطرحه). وأخيرا علق أحد الصحفيين على هذه القضية قائلا أن كشف المتاجرة في لحوم الحمير الميتة فسر لنا الأسباب الحقيقية للطول غير العادي في (ودان الغلابة). ولا يسعنا في هذا المقام سوى أن نقول:”صحيح، شر البلية ما يضحك !!”