يتمتع الشيخ عمر عبد الكافي بأسلوب خاص في عرض وتوصيل المعلومات الدينية إلى المتلقين خاصة في ظل هذا الصراع المتواجد على الفضائيات في تقديم الفتاوي والدعوة الدينية.
ومع هذا التطور والصراع عبر الفضائيات استطاع الشيخ عمر تطوير أسلوبه في تقديم المعلومات الدينية من الأسلوب المتشدد الذي استخدمه في سلسلة حلقات الدار الآخرة الذي اعتمد فيه على أسلوب الترهيب والتشدد الذي لم يعد ذا جدوى خاصة في ظل الانفتاح الفضائي وازدياد حجم البطالة وغيره من الضغوط التي قد تجعل الشباب يحجم عن تقبل الحوار الديني المتشدد مما يساعد على فساد الأخلاق وفساد المجتمع.
لذا نجد أن الشيخ عمر عبد الكافي طور في أسلوب تقديمه للحوار الديني ليتميز بأسلوب أكثر يسرا حتى يتمكن من التواصل مع شباب الأمة الإسلامية.
وبهذا أصبح من الذين تبنوا فكرة الإصلاح من أجل المجتمع لأنهم يهدفون إلى الوصول لمجتمع متدين دون مخاطرة الانضمام إلى إحدى الجماعات الدينية، ودون الاصطدام بما هو سائد من سياسات النظام أو العداء معه .
ومع هذا التيسير فلم تتغير أفكار الشيخ حول قضايا دينية واجتماعية مثل عمل المرأة. فبعد أن كان يرفض عمل المرأة تماما فقد بدأ يتقبل فكرة أن تكون المرأة عاملة ولكنه مازال يرى أن عمل المرأة ابتلاء إن استطاعت أن تتخلص منه لتعود لبيتها حيث يكمن دورها الأساسي في تربية النشء وتربية أسرة اسلامية صحيحة فلتترك عملها .
أما عن علاقة الرجل بالمرأة فهو يسعى للوصول للمساواة بينهم في الحقوق والواجبات حسب الشريعة الإسلامية كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذي خلقكم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء واتقوا الله الذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إن الله كان عليْكُمْ رَقِيبًا) (۱) سورة النساء.
وقد أفرد سلسلة حلقات في برنامجه (أخلاقنا في الميزان) عن معايير خلق الزوج وكيف أن مروءة الزوج تظهر في استيعابه لعصبية زوجته وكيف أنه لابد أن يتشارك معها في مسئولية الأبناء وكذلك أشار في إحدى الحلقات إلى كثير من البيوت أن الرجل إذا غضب من زوجته طردها من البيت وهذه مصيبة كبيرة، لأن هذا ليس في الإسلام. لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن أبدا لأن هذا بيتها، هذه مملكتها. واعلم أن المرأة إذا طردت مرة من بيتها فإن كرامتها كما يقولون تتبعثر، وبالتالي يكسر شيء في قلبها كالزجاجة لا ينصدع ولا يلتئم مرة أخرى.
وأنت يا ابنتي إذا غضبتِ هذا بيتك. يعني هو غاضب يغير وضع البيت، يذهب إلى بيت أمه أو أخيه… سبحان الله لا يجب أبدا.
إن معيار الزوجية الصحيحة أن لا يترك البيت ألا يهجر إلا في المضجع حتى لا يغادر غرفة نومه، يعطيها ظهره هذا هو الإسلام.
وعن رأيه في قضية تعدد الزوجات فيقول إنها ابتلاء ويفسر قائلا: الذي ابتلي أيضًا بزوجتين یعنی ابتلاء وليست مصيبة أنا لا أتكلم عن الابتلاء على أنه مصيبة.
أنا أتكلم عن الوظيفة على أنها وظيفة ابتلاء، یعنی امتحان الله (عز وجل). يقول: لنبلوكم… لنختبركم. هذه اختبارات الابتلاء يعنى اختبار.
ابتلي الإنسان أن يكون له زوجتان أو ثلاث هذه كارثة كبيرة لو لم يراع رب العباد (عز وجل) وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة، لماذا؟ لأنك لا تأتي يوم القيامة وشقك مائل، أنت تظن أنك تستريح عندما تهرب من الزوجة الأولى بزوجة ثانية، طيب نفس العيوب بس بطريقة أخرى عند الثانية، تهرب للثالثة فسبحان الله لكن أنت إن كان لك زوجتان لا بد من العدل.
وبهذا أرى أن الشيخ عمر طور أسلوب عرضه للدعوة إلى الإسلام مما زاد من عدد المستمعين له خاصة بعد ما تركته سلسلة الدار الآخرة من أثر في نفوس المستمعين.
وأما عن اهتمامه بقضية المرأة فهو ينظر إليها على أنها الضلع الأساسي في المجتمع المسئول عن تربية النشء إلا أنه مازال يرى أن عمل المرأة ابتلاء من المستحسن أن تتخلص منه بغض نظر عن دور المرأة التنموى في المجتمع كامرأة عاملة.
ولكن على صعيد العلاقات بين الرجل والمرأة فهو يسعى إلى تطبيق التعاليم الدينية الصحيحة التي تقنن علاقة الرجل بالمرأة حسب تعاليم ديننا الحنيف بعد أن شوهته بعض الآراء بتوجيهه إلى قمع المرأة وإغفال حقوقها وتجاهلها والتحقير من شأنها في داخل البيت وخارجه متناسين وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الوداع حيث قال: (رفقا بالقوارير).