لقاح فيروس “الورم الحليمي البشري في المملكة المتحدة“: ماذا عن الفتيان؟
الملخص:
بدأت وزارة الصحة بالمملكة المتحدة في سبتمبر ۲۰۰۸ برنامجاً لتطعيم الفتيات (۱۲ – ۱۳ عاماً) ضد فيروس الورم الحليمي البشري للوقاية من سرطان عنق الرحم والذي كثيراً ما يتسبب فيه نوعان من فيروس الورم الحليمي البشري. على أنه ما زال هناك تساؤل مهم يطرح بعد بشأن وجوب إعطاء اللقاح للفتيان أيضاً من عدمه. يصاب الرجال أيضاً بفيروس الورم الحليمي البشري وينقلونه جنسيا وليس النساء فحسب. ترتبط أنواع معينة من فيروس الورم الحليمي البشري بثآليل الأعضاء التناسلية والتي تتميز بنسبة انتشار مرضية يعتد بها وترتبط أنماط منه أيضاً بأورام خبيثة يصعب علاجها غير تلك المرتبطة بعنق الرحم، وتشمل السرطان الفرجي وسرطان القضيب والسرطان الشرجي والحلقومي والتي تتمثل أفضل وقاية منها بإعطاء اللقاح. بالإضافة إلى ذلك فإن تزايد استمرار الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري مرتبطة بعدوى فيروس نقص المناعة البشري. يوحي استعراض الدراسات المنشورة والأدلة من النماذج، أن تطعيم الفتيان سيزيد من تأثير اللقاح وقد يكون ضرورياً للوصول إلى أهداف المناعة الجماعية. استثناء الفتيان يرسل رسالة خاطئة مفادها أن الفتيات والنساء وحدهن هن المسئولات عن الصحة الجنسية. بالرغم من أن الفعالية الوقائية للقاح في الرجال لم يتم توطيدها بعد، فإن منطقية إعطاء اللقاح للفتيان، كما الفتيات، في سن مبكرة قوية على افتراض أنه تم إثبات الفعالية. وفي هذه الأثناء لابد أن يصبح توفير اللقاح رباعي التكافؤ سياسة المملكة المتحدة وذلك لإدماج الوقاية من الثآليل التناسلية أيضاً والتي تقوى الوقاية منها الحجة الجدلية في حالة إعطاء اللقاح للفتيان أيضاً.
Human papillomavirus vaccination in the United Kingdom: what abou Boys?
Tamara Kubba, Reproductive Health Matters: 2008;16(32):97-103
في سبتمبر ۲۰۰۸ بدأت وزارة الصحية بالمملكة المتحدة برنامج تطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري. يسمى اللقاح “لقاح سرطان عنق الرحم“، وهو توصيف دقيق حيث ثبتت الصلة بشكل قاطع بين أنماط فرعية محددة بالغة الخطورة من فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم.(1, 2) على أن لقاح فيروس الورم الحليمي البشري الجديد لا يقي من سرطان عنق الرحم فحسب؛ فنمطا الفيروس ١٦ و ١٨ اللذان يسببان غالبية سرطانات عنق الرحم يسببان أيضاً سرطانات تناسلية أخرى في كل من النساء والرجال، على سبيل المثال فإن نمطى الفيروس 6 و ۱۱ مسئولان عن 90% من الثآليل التناسلية والتي تصيب كلا الجنسين أيضاً.( 7, 2) تدعو حقيقة أن النساء والرجال كليهما يتأثران بأمراض مرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري إلى نقاش عالمي حول اللقاح وحول من يجب أن يتلقوا اللقاح وبأي من اللقاحين المتوفران حالياً.
في المملكة المتحدة يتم تقديم اللقاح مبدئياً إلى الفتيات بين الثانية عشرة والثالثة عشرة.(3) بدأ التطعيم بالفعل في إسكوتلاندا، وفي سبتمبر ۲۰۰۹ سيمتد البرنامج الى إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية.(8) كان لدى وزارة الصحة اختيار ما بين اللقاح رباعي التكافؤ والذي يقي من أنماط فيروس الورم الحليمي البشري 6 , 11, 16, 18 (جاردازیل ماركة مسجلة) واللقاح ثنائي التكافؤ ضد نمطى فيروس الورم الحليمي البشري ۱٦ و ۱۸ (سرفاریکسماركة مسجلة)(1) فاختارت اللقاح ثنائي التكافؤ لكونه أقل كلفة. وحيث إن اللقاح رباعي التكافؤ يعطي وقاية إضافية ضد نمطى ٦ و ١١ من فيروس الورم الحليمي البشري. كان من الضروري أن تكون تكلفة اللقاح ثنائي التكافؤ أقل لتكون مردودية التكلفة جيدة.(9) وقد قدرت دراسة حديثة أن تكلفة اللقاح ثنائي التكافؤ أقل من اللقاح رباعي التكافؤ بحوالى ١٣ – ٢١ جنيهًا استرليني (10)؛ ورغم ذلك يعتبر اللقاح رباعي التكافؤ هو اللقاح المرجح على المستوى العالمي، حيث تم اختياره من قبل السلطات الصحية في الولايات المتحدة، أستراليا، نيوزيلاندا، كندا، سويسرا، إيطاليا، أسبانيا والسويد من أجل برامج التطعيم الإقليمية والقومية(5).وقد أثارت منظمات الصحة الجنسية في المملكة المتحدة التساؤلات حول اختيار التطعيم الثنائي وسمته “الفرصة الضائعة” حيث إنه لا يوفر الوقاية من الثآليل التناسلية.(4,5) بالإضافة إلى ذلك انتقد مقال افتتاحي في المجلة الطبية البريطانية وزارة الصحة لسماحها بضياع مكاسب صحية مؤكدة ووفر فى التكلفة على المدى الطويل – بتفادي الثآليل التناسلية في مقابل تقليل النقفات المالية على المدى القصير.(9)
تشير التقديرات إلى أن معظم الرجال والنساء يصابون بعدوى نمط واحد على الأقل من فيروس الورم الحليمي البشري خلال فترة النشاط الجنسي في حياتهم بالرغم من أنه لا يستمر لدى معظم الناس ولا يتطور إلى ورم خبيث. (1,11)ورغم ذلك فإن هناك تقارير عن معدلات إصابة تصل إلى ٧٠% بين الشركاء الذكور للنساء اللاتي لديهن إصابات ما قبل التسرطن في هولندا (12 , 13) تتراوح نسب الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري في النساء في المملكة المتحدة ما بين 7.1% في النساء اللاتي أوضح الفحص الخلوي أن خلايا عنق الرحم لديهن طبيعية (حجم العينة 13.890) و ٩١.٥% في النساء اللاتي يعانين من إصابات شديدة أو سرطانية في عنق الرحم (حجم العينة ٥٩٧).(14) وفى دراسة في إنجلترا شملت ١٤٨٣ أنثى تتراوح أعمارهن بین ۱۰ – ۲۹ عاماً – تم فحص عينات من أمصالهن من الوحدة الوبائية المصلية بوكالة حماية الصحة – ظهر أن معدل العدوى المعياري في الأمصال، المعدل بحسب العمر هو 10.7% لفيروس الورم الحليمي البشري 0.6 و %٢.٧ لفيروس الورم الحليمي البشري ۱۱ و ۱۱.۹% لفيروس الورم الحليمي البشري ١٦ و ٤.٧% لفيروس الورم الحليمي البشري ۱۸ و 20.7% لأي من الأنماط الأربعة. (15)
هناك سؤال مهم لم يتم التصدى له بشكل كامل بعد؛ ألا وهو مإذا كان من الضرورى إدراج الفتيان مثلهم مثل الفتيات في أي برنامج للتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري من عدمه. إن اللقاح رباعي التكافؤ مرخص بالفعل في المملكة المتحدة لاستخدامه للفتيان من سن 9 وحتى ١٥ عاماً،(16) بالرغم من أن المرحلة الثالثة من التجارب السريرية والخاصة بالمناعة والفعالية في الرجال ما زالت مستمرة. (2, 17) وقد يؤدي نشر (تلك الأبحاث) إلى وضع اعتبار أكبر لمسألة إعطاء لقاح الفيروس الحليمي البشري للفتيان. ولكن دراسة متعددة المراكز نشرت بالفعل عن لقاح رباعي التكافؤ مسائل لجاردازيل (تنتجه معامل أبحاث ميرك) والذي أعطي لأطفال من سن ١٠ إلى ١٥ عاماً (٥٠٦ من الفتيات و ٥۱۰ من الفتيان) أظهر مناعة عالية المستوى (أكثر من 99%) للأنماط الأربعة لفيروس الورم الحليمي البشري ( 18 , 16, 11, 6) لدى كل الفتيات والفتيان.(18)
تراجع هذه الورقة الأبحاث المنشورة حول السؤال المتعلق بتضمين الفتيان في برامج التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري بافتراض فاعليته عليهم. وتحاجج بأن استبعاد الفتيان من برامج التطعيم يهدر عدداً من الأهداف؛ فهو يحد من النجاح في تقليل سرطان عنق الرحم، ويحرم الرجال المعرضين لخطر العدوى المرتبطة بالفيروس من فائدة التطعيم. كما يروج رسالة خاطئة فيما تعلق بتعزيز الصحة مفادها، أن الفتيات والنساء بمفردهن تحملن مسئوليات الصحة الجنسية.
تم استعراض الأبحاث المنشورة عن طريق البحث في قواعد بيانات مدلاين وإمباس (Medline & Embas). كانت مصطلحات البحث المستخدمة هي: فيروس الورم الحليمي البشرى، لقاح، رجال، فتيان وذكور. أدرجت المقالات المنشورة بدءًا من ١ يناير ۱۹۹۰ وحتى ۳۱ مايو ۲۰۰۸ واستعرضت الأوراق المنشورة بالإنجليزية فقط أدرجت أيضاً المراجع المذكورة في المقالات ذات الصلة. كان استعراض الأوراق يهدف إلى التعرف على الأعمال المنشورة التي ناقشت موضوعات لها علاقة بالتغطية اللقاحية والمناعة الجماعية، فيروس الورم الحليمي البشري والثآليل التناسلية، العلاقة بين فيروس الورم الحليمي البشري والأورام الخبيثة بخلاف سرطان عنق الرحم وفيروس نقص المناعة البشري، بالإضافة إلى الآثار المترتبة على وجود برنامج تطعيم موجه حسب النوع الاجتماعي.
النتائج والمناقشة التغطية اللقاحية والمناعة الجماعية
في ظروف مثالية ومع إقبال وتغطية عاليين؛ لن يحمي اللقاح الأفراد مباشرة فحسب، بل وسيحمي كذلك مجموع السكان بشكل غير مباشر عن طريق ما يسمى المناعة الجماعية (19) لأن خطر التعامل المباشر مع شخص مصاب بالعدوى سوف يقل بالتبعية كلما زاد عدد من تلقوا اللقاح. تلك هي الطريقة التي يفترض بها نظرياً أن تطعيم الجنس الآخر. رغم ذلك فلابد أن تكون التغطية اللقاحية في تلك الحالة أكثر من 75% لأنها إذا انخفضت إلى ما هو أقل من ذلك يصبح إعطاء اللقاح للجنسين أساسي لزيادة الفاعلية.(20،21) تشير الدلائل المستقاة من النماذج الوبائية أن التغطية اللقاحية والمناعة الجماعية ستفيد كثيراً من برنامج تطعيم وقائي محايد من زاوية النوع الاجتماعي.(19) وقد أظهرت الدراسات أن مقاربة تطعيم الإناث فقط ستكون فعالة بنسبة ٦٠% إلى 75% في تخفيض معدل انتشار فيروس الورم الحليمي البشري في النساء مقارنة بفعالية استراتيجية تطعيم محايدة جنسياً. (21, 22)
تاريخياً، كانت برامج التطعيم الموجهة لنوع اجتماعي بعينه أقل فعالية بشكل واضح من برامج التطعيم المحايدة. وقد وضح هذا المثال في برنامج تطعيم المملكة المتحدة ضد الحصبة الألمانية والذي بدأ في عام ۱۹۷۰. فقد حدث هبوط أولي في وقوع الإصابات تلاه عودة للمرض في الشباب من الذكور والنساء الحوامل. يعود ذلك إلى إنخفاض المناعة الجماعية والذي نتج جزئياً عن مقاربة تطعيم نوع اجتماعي بعينه؛ وقد تم تعديل البرنامج عام ١٩٩٥ ليشمل الفتيان أيضاً (22 – 24) ولذا من الضروري أن يتلقى الفتيان لقاح فيروس الورم الحليمي البشري؛ لكي يتم الأمر بشكل صحيح منذ البداية.
خطر عدوى فيروس الورم الحليمي البشري والسلوك الجنسي
يرتبط خطر الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري أساساً بالسلوك الجنسي بما في ذلك وجود أكثر من شريك جنسي على مدى الحياة.(26 , 25, 1) لا يجوز أبداً أن تفكر في علاج النساء فحسب من الأمراض المنقولة جنسياً في حين أنها تنتقل أيضاً من وإلى الرجال. بالتأكيد يصح ذلك أيضاً بشأن اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري والذي ينتقل بالأساس جنسياً. وجد المسح القومي للتوجهات الجنسية وأنماط الحياة۲۰۰۰، أن ٣٤.٦% من الرجال في بريطانيا من عمر السادسة عشرة وحتى الرابعة والأربعين كان لهم عشر شريكات جنسيات أو أكثر على مدى حياتهم مقارنة بـ ١٩.٤% من النساء.(27) الرجال البريطانيون إذن في خطر أكبر للتعرض والإصابة ونقل فيروس الورم الحليمي البشري أكثر من النساء، ومن ثم فكل رجل يتم تطعيمه سيقلل من خطر العدوى لأكثر من امرأة واحدة.
ارتباط فيروس الورم الحليمي البشري بالثآليل التناسلية
يرتبط نمطا فيروس الورم الحليمي البشري ٦ و١١(6, 10) بالثآليل التناسلية، فهما مسئولان عن 90% تقريباً من الثآليل التناسلية وتحتوي 70 – 100% من الثآليل التناسلية الخارجية على أحد هذين النمطين (1, 2) الثآليل التناسلية هي أكثر عدوى منقولة جنسياً يتم تشخيصها في عيادات الطب التناسلي والبولي في المملكة المتحدة. في ٢٠٠٦، شخصت 83.745 حالة جديدة لثآليل تناسلية في المملكة المتحدة، ممثلة 22% من مجموع العدوى المنقولة جنسياً. كانت أعلى المعدلات بين الرجال بين العشرين والرابعة والعشرين من العمر(793/ 100.000) وأعلى المعدلات بين النساء كانت ما بين عمر السادسة عشر والتاسعة عشرة (767/ 100.000) وتعكس هذه الأرقام حقيقة أن النساء يملن إلى عمل علاقات مع رجال أكبر سناً
منهن. (27, 28)
في دراسة لتحديد معدل انتشار العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري بين ٤٦٣ رجلاً في الولايات المتحدة، تراوحت أعمارهم بين الثامنة عشرة ، والأربعين مارس كل منهم الجماع مع امرأة في العام السابق ولم يكن لديهم تاريخ إصابة بالثآليل التناسلية، وجد أن ٥١.٢% منهم كانوا إيجابيين لنمط واحد على الأقل من فيروس الورم الحليمي البشري سواء من تلك المسرطنة أو غير المسرطنة.( 6،26)كما تشير الأدلة أيضاً أن هناك معدلاً عاليًا لنقل فيروس الورم الحليمي البشري من الرجال المصابين مسبقاً بثآليل القضيب إلى شريكاتهم من النساء. (30)
بالرغم من كونها غير خبيثة؛ فإن الثآليل التناسلية تحمل خطورة مرضية يعتد بها على المستويين الجسدي والنفسي، عدا إضافتها أعباء علاج لا يستهان بها على أنظمة الرعاية الصحية.(2, 31) من المعتاد أن تحتاج الثآليل التناسلية إلى عدة زيارات للطبيب للتشخيص والمعالجة، حيث تقدر التكلفة على نظام الرعاية الصحية القومي في المملكة المتحدة بمئة وعشرين مليون جنيه استرليني سنويًا (32, 31, 7) يستهدف اللقاح رباعي التكافؤ كلا النوعين من فيروس الورم الحليمي البشري، المسرطن والمسبب للثآليل التناسلية ويقدم فوائد مباشرة للرجال أيضاً بالإضافة إلى النساء مؤدياً إلى فوائد في الصحة العامة وأيضاً في اقتصادات الصحة. إن كلا من الخطورة المرضية المفرطة والتكلفة المرتبطة بالثآليل التناسلية من الممكن تقليلها لو أدمج الفتيان والفتيات الصغار في برنامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وليس الفتيات فحسب واستعمل فيه اللقاح رباعي التكافؤ.
ارتباط فيروس “الورم الحليمي البشري” بالأورام الخبيثة بخلاف عنق الرحم
ترتبط أنماط فيروس الورم الحليمي البشري ١٦ و ١٨ أيضاً بسرطانات عدا تلك الخاصة بعنق الرحم, من ضمنها السرطانات الفرجية, القضيبية، الشرجية والحلقومية؛ بالإضافة إلى الإصابات ما قبل السرطانية مثل النمو الورمي داخل الخلايا الطلائية الشرجية (8، 7, 2) تعزى أكثر من 28.000 حالة سرطان لدى الذكور سنوياً حول العالم لنمطى فيروس الورم الحليمي البشري ۱٦ و ۱۸ (32) فعلى سبيل المثال وجدت ٩٠% من السرطانات الشرجية لدى النساء و ١٠٠% من السرطانات الشرجية لدى الرجال المثليين إيجابية للحامض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة. (2, 34) وفي الواقع وجد أن السرطان الشرجي يرتبط بشكل أكبر بفيروس الورم الحليمي البشري ١٦ أكثر من ارتباطه بسرطان عنق الرحم.(35)
وجد ديسوزا وزملاؤه ارتباطاً مهمًا بين سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والعنق وفيروس الورم الحليمي البشري ١٦ كذلك (36) ووجدت بعض الدراسات أن فيروس الورم الحليمي ١٦ مسئول عن 87 – 95% من سرطانات الحلقوم الإيجابية لفيروس الورم الحليمي البشري.(37) كما وجد مورك وزملاؤه أن خطر الإصابة بالسرطان الحلقومي تضاعف أربع عشرة مرة بين المرضى إيجابيي المصل لفيروس الورم الحليمي البشري ١٦، وفى رأى البعض أن التعرض لفيروس الورم الحليمي البشري قد يسبق ظهور سرطان الحلقوم بعشر سنوات أو أكثر.(38) تتسبب سرطانات الحلق في وفاة أكثر من ۱۷۰۰ في المملكة المتحدة سنوياً هذا الرقم آخذ في الازدياد في السنوات الأخيرة.(39) وجد أن كثر من ثلث مرضى سرطان الحلقوم في المملكة المتحدة إيجابيو المصل لفيروس الورم الحليمي البشري، وكان الفيروس ١٦ هو أكثر أنماط فيروس الورم الحليمي التي تم اكتشافها.(40)
بالرغم من كونها أقل شيوعاً؛ فإن تلك السرطانات، التي يصعب علاجها في الرجال والنساء، تتم الوقاية الفضلي منها من خلال التطعيم. ويوفر الارتباط القوي بين فيروس الورم الحليمي البشري ١٦ والسرطانات الشرجية والحلقومية حجة منطقية إضافية لبحث تطعيم الرجال بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري بالتوازي مع هدف تقليل فرصة الإصابة بسرطان عنق الرحم بخفض نقل فيروس الورم الحليمي البشري ١٦ و ١٨ للنساء.(28،27،22,2)
ترتبط عدوى فيروس نقص المناعة البشري بقوة بالعدوى المستمرة بفيروس الورم الحليمي البشري وإعادة تنشيط العدوى الكامنة للفيروس نفسه.(8)في دراسة قارنت بيانات أكثر من مليون رجل مستخدمة السجلات السكانية للسرطان ومرض نقص المناعة المكتسب في الولايات المتحدة وبورتوريكو وُجد أن نسبة حدوث سرطان الشرج في الرجال من المثليين الإيجابيين لفيروس نقص المناعة البشري أكثر من ضعف النسبة بين السلبيين لفيروس نقص المناعة البشري.٤١ وجدت دراسة شملت ٦۰۸ رجال ممن يمارسون الجنس مع رجال في سان فرانسيسكو أن نسبة شيوع العدوى الشرجية بفيروس الورم الحليمي البشري كانت 61% بين أولئك السلبيين لفيروس نقص المناعة البشري و۹۳% بين الإيجابيين للفيروس نفسه. وأن ۷۳% صل من الرجال حاملي فيروس نقص المناعة البشري كانوا مصابين بعدوى أكثر من نمط من فيروس الورم الحليمي البشري. 42 اكتشاف أنماط متعددة من فيروس الورم الحليمي البشري مرتبط احصائياً بالنمو الورمي داخل الخلايا الطلائية الشرجية، وكذلك تطور الإصابة إلى درجة أعلى بمرور الوقت.(2) بالإضافة إلى ذلك وجدت دراسـة أمريكية شملت 257.605 رجال حاملين لفيروس نقص المناعة البشري أن الخطر النسبي للإصابة بسرطان الشرج بينهم بلغت ۳۷ ضعفاً لخطر الإصابة في عموم السكان. كما كانت خطورة الإصابة بسرطان الشرج بين الرجال حاملي فيروس نقص المناعة البشري الذين يمارسون الجنس مع رجال مضاعفة ستين مرة مقارنة بعموم السكان (44, 43) إن نسبة حدوث السرطانات الشرجية والنمو الورمي داخل الخلايا الطلائية للشرج ترتفع حالياً في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بين كل من الرجال المثليين والرجال والنساء غير المثليين.(2, 45) وقد يكون ذلك مرتبطاً جزئياً بعدوى فيروس نقص المناعة البشري. (7)
كذلك، وردت تقارير عن أن الرجال المثليين في المملكة المتحدة سعياً منهم للوقاية من الثآليل التناسلية والسرطانات الشرجية والقضيبية وللوقاية من نقل فيروس الورم الحليمي البشري لشركائهم يزورون حالياً عيادات خاصة للحصول على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري “خارج الترخيص“.(46)
تحميل النساء عبء الصحة الجنسية
يرى البعض أن برنامج التطعيم بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري الموجه إلى نوع اجتماعي بعينه مثل آخر على أن النساء وليس الرجال هن من يتم استهدافهن للتدخلات الخاصة بالصحة الجنسية مما يوحي بأن الصحة الجنسية هي مشكلة النساء. (17) لا يجب أن تشعر النساء أن العبء الجسدي والنفسي يقع بشكل غير متكافئ عليهن، وقد حاجج القائمون على التثقيف الجنسي أن الرسالة التي تعطى لصغار السن مع وجود برنامج تطعيم لنوع اجتماعي بعينه ضد فيروس الورم الحليمي البشري هي أن النساء مازلن مسئولات عن التعامل مع الجنس وبالتالي يسمح للفتيان أن يتحملوا مسئولية أقل. (18) وقد أشارت المنظمة الدولية لصحة العائلة إلى استمرار الفجوة بين الخطابة حول تعزيز مشاركة الذكور، وواقع الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية الموجهة للنساء. ويسهم تقديم لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للفتيات فقط في استمرار هذا الوضع غير المتوازن. (19)
من أسس علم الوبائيات أن يتم التعرف على مصدر العدوى والفئات السكانية المعرضة للخطر بهدف تنفيذ استراتيجيات لمكافحة العدوى والوقاية منها. من الممكن أن تتسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري في إصابات تناسلية وحلقومية ما قبل سرطانية وسرطانية إضافةً إلى الثآليل التناسلية في الرجال والنساء كليهما. من الممكن أن يصاب الرجال بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري بالإضافة إلى نقله لشركائهم. قد يؤدي استبعاد الرجال إلى خفض المناعة الجماعية والتي قد تقلل من نجاح برنامج التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري. لابد من أخذ مردودية التكلفة المتوقعة من إدماج الفتيان والفتيات كليهما في برامج التطعيم الوطنية ضد فيروس الورم الحليمي البشري في الاعتبار.
بالرغم من أن الفاعلية الوقائية لم تثبت بعد بالكامل في الرجال؛ فإن اللقاح رباعي التكافؤ مرخص في المملكة المتحدة لاستخدامه للفتيان من عمر التاسعة وحتى الخامسة عشرة رغم أن اللقاح ثنائي التكافؤ ليس كذلك. وما زالت الدراسات مستمرة بشأن الرجال عالمياً. إن الحجة المنطقية لتطعيم الفتيان مع الفتيات في سن مبكرة حجة قوية بفرض أنه تم إثبات الفاعلية. في هذه الأثناء لابد أن تصبح إتاحة اللقاح رباعي التكافؤ سياسة المملكة المتحدة حتى يتم دمج الوقاية من الثآليل التناسلية وهي الحجة التي تقوى أكثر بعد بتطعيم الفتيان أيضاً.
1 -Schiffman M, Castle PE, Jeronimo J, et al. Human papillomavirus and cervical cancer. Lancet 2007; 370(9590):890–907.
2 -Partridge JM, Koutsky LA. Genital human papillomavirus infection in men. Lancet Infectious Diseases 2006; 6(1):21–31.
3 -National Health Service. Q&A on HPV vaccines. At<www.immunisation.nhs.uk/files/HPV: _Q&A.pdf>. Accessed 1 June 2008
4 -Kmietowicz Z. Choice of cancer vaccine is branded a missed opportunity by charities. BMJ 2008; 336: 1456–57.
5 -FPA. FPA statement on new cervical cancer vaccine 18 June 2008. At: <www.fpa.org.uk/news/press/ current/ detail.cfm? contentID=1005>Accessed 28 September 2008
6 -Giuliano AR. Human papillomavirus vaccination in males. Gynecologic Oncology 2007; 107: S24–26.
7 -Newall AT, Beutels P, Wood JG, et al. Cost-effectiveness analyses of human Papillomavirus vaccination. Lancet Infectious Diseases 2007; 7(4):289–96.
8 -Public Health and Wellbeing Directorate. Implementation of Immunisation Programme: Human Papilloma Virus (HPV) Vaccine – Project Update including the Catch Up Campaign. 6 February 2008. At: <www.sehd.scot.nhs.uk/mels/ CEL2008_05.pdf>. Accessed 1 June 2008.
9 -Kim JJ. Human papillomavirus vaccination in the UK. BMJ 2008; 337:a842.
10 -Jit M, Choi YH, Edmunds WJ. Economic evaluation of human papillomavirus vaccination in the United Kingdom. BMJ 2008; 337:a769. 11. NHS. Q+A on HPV vaccines. 2007. At: <www.immunisation. nhs.uk/ files/HPV_Q&A.pdf>.Accessed 4 October 2008.
12 -Dunne EF, Nielson CM, Stone KM, et al. Prevalence of HPV infection among men: asystematic review of the literature. Journal of Infectious Diseases 2006; 194: 1044–57.
13 -Bleeker MCG, Hogewoning CJ, Berkhof J, et al. Concordance of specific human papillomavirus types in sex partners is more prevalent than would be expected by chance and is associated with increased viral loads. Clinical Infectious Diseases 2005; 41:612–20.
14 -WHO/ICO Information Centre on HPV and Cervical Cancer. Human Papillomavirus and Cervical Cancer. 2007. At:<www.who.int/hpvcentre/ _ pdf/GBR.pdf?CFID=278048&CFTOKEN=18959369>. Accessed 4 October 2008.
15 -Jit M, Vyse A, Borrow R, et al. Prevalence of human papillomavirus antibodies in young female subjects in England. British Journal of Cancer 2007;97:989–91.
16 -Sanofi Pasteur MSD Limited. Gardasil. 26 February 2008 At: <www.emc.medicines. org.uk/emc/ assets/c/html/ displayDocPrinterFriendly.asp?documentid=19016>. Accessed 1 June 2008.
17 -ClinicalTrials.gov. AnInvestigational Study of Gardasil (V501) in Reducing the Incidence of Anogenital Warts in Young Men. At: <www.clinicaltrials.gov/ct2/show/NCT00090285?term=Gardasil+young+men&r ank=1>.Accessed 1 June 2008.
18 -Block SL, Nolan T, Sattler C, et al. Comparison of the immunogenicity and reactogenicity of a prophylactic quadrivalent human papillomavirus (types 6,11,16 and 18) L1 virus-like particle vaccine in male and female adolescents and young adult women. Paediatrics 2006;118: 2135–45.
19 -Elbasha EH, Dasbach EJ, Insinga RP. Model for assessing human papillomavirus vaccination strategies. Emerging Infectious Diseases 2007; 13(1):28–41.
20 -Garnett GP. Role of herd immunity in determining the effect of vaccines against sexually transmitted disease. Journal of Infectious Diseases 2005;191:S97–106.
21 -Hughes JP, Garnett GP, Koutsky L. The theoretical population- level impact of a prophylactic human papillomavirus vaccine. Epidemiology 2002; 13(6): 631–39.
22 -Anon . Should HPV vaccines be mandatory for all adolescents? Lancet 2006;368:1212.
23 -Böttiger M, Forsgren M. Twenty years’ experience of rubella vaccination in Sweden: 10 years of selective vaccination (of 12-year-old girls and of women postpartum) and 13 years of ageneral two-dose vaccination. Vaccine 1997; 15(14):1538–44.
24 -Vyse AJ, Gay NJ, White JM, et al. Evolution of surveillance of measles, mumps and rubella in England and Wales: providing the platform forevidence-based vaccination policy. Epidemiologic Reviews 2002;24: 125–36.
25 -Bosch FX, Castellsague X, Munoz N, et al. Male sexual behavior and human papillomavirus DNA: key risk factors for cervical cancer in Spain. Journal of National Cancer Institute 1996;88:1060–67.
26 – Svare EI, Kjaer SK, Worm AM, et al. Risk factors for genital HPV DNA in men resemble those found in women: a study of male attendees at a Danish STD clinic. Sexually Transmitted Infections 2002;78:215–18.
27 -Johnson AM, Mercer CH, Erens B, et al. Sexual behaviour in Britain: partnerships, practices and HIV risk behaviours. Lancet 2001; 358:1835–42.
28 -Health Protection Agency. Genital warts statistics 26 February 2008. At: <www. hpa.org.uk/web/ HPAweb& HPAwebStandard/HPAweb_C/1195733781837>. Accessed 16 May 2008.
29 -Nielson CN, Flores RB, Harris M, et al. Human papillomavirus prevalence and type distribution in male anogenital sites and semen. Cancer Epidemiology Biomarkers and Prevention 2007;16:1107–14.
30 -Campion MJ, Singer A, Clarkson PK, et al. Increased risk of cervical neoplasia in consorts of men with penile condylomata acuminate.Lancet1985;1:943–46.
31 -Villa LL. Prophylactic HPV vaccines: reducing the burden of HPV-related diseases. Vaccine 2006;24(S1):23–28.
32 -Joint Committee on Vaccination and Immunisation. Minutes of the HPV Sub-group meeting, Tuesday, 23 May 2006.6 March 2008. At: <http://advisorybodies.doh.gov.uk/jcvi/mins-hpv-230506.htm>.Accessed 1 June 2008.
33 -Parkin DM, Bray F. Chapter 2:The burden of HPV-related cancers. Vaccine 2006;24(S3):11–25.
34 -Frisch M, Fenger C, van den Brule AJ, et al. Variants of squamous cell carcinoma of the anal canal and perianal skin and their relation to human papillomavirus. Cancer Research 1999;59:753–57.
35 -Palefsky JM, Gillison ML, Strickler HD. Chapter 16: HPV vaccines in immunocompromised women and men. Vaccine 2006;24:S3/140–46.
36 -D’Souza G, Kreimer AR, Viscidi R, et al. Case-control study of human papillomavirus and oropharyngeal cancer. New England Journal of Medicine 2007;356:1944–56.
37 -Gillison ML. Human papillomavirus-associated head and neck cancer in a distinct epidemiologic, clinical, and molecular entity. Seminars in Oncology 2004;31(6):744–54.
38 -Mork J, Lie AK, Glattre E, et al. Human papillomavirus infection as a risk factor for squamous-cell carcinoma of the head and neck. New England Journal of Medicine 2001;344:1125–31.
39 -Cancer Research UK. UK Oral Cancer Statistics. August 2007. At: <http://info. cancerresearchuk.org/ cancerstats/types/oral?a=5441>.Accessed 16 May 2008.
40 -Cancer Research UK. Definite risks for mouth and oropharyngeal cancer. July 2008. At: <http:// www. cancerhelp.org.uk/help/ default.asp?page=13053>. Accessed 4 October 2008.
41 -Goedert JJ, Cote TR, Virgo P, et al. Spectrum of AIDSassociated malignant disorders. Lancet 1998;351:1833–39.
42 -Palefsky JM, Holly EA, RalstonML, et al. Prevalence and risk factors for human papillomavirus infection in the anal canal in HIV-positive and HIV-negative homosexual men. Journal of Infectious Diseases 1998; 177:361–67.
43 -Frisch M, Biggar RJ, Goedert JJ. Human papillomavirusassociated cancers in patients with human immunodeficiency virus infection and acquired odeficiency syndrome. Journal of National Cancer Institute 2000;92: 1500–10.
44 -Piketty C, Darragh TM, Da Costa M, et al. High prevalence of anal human papillomavirus infection in anal cancer precursors among HIV-infected persons in the absence of anal intercourse.Annals of Internal Medicine 2003;183:453–59.
45 -Cancer Research UK. Risksand causes of anal cancer. March 2008. At: <http://www. cancerhelp.org.uk/ help/default.asp?page=20808>. Accessed4 October 2008.
46 -Roberts M. Gay men seek “female cancer” jab. BBC News.23 February 2007. At: <http:// news.bbc. co.uk/1/hi/health/6342105.stm>. Accessed 1 December 2007.
47 -Udesky L. Push to mandate HPV vaccine triggers backlash in USA. Lancet 2007;369(9566): 979–80.
48 -Boynton P. HPV Vaccine – will be introduced in the UK for girls only. 26 October 2007. At: <www. drpetra.co.uk/ blog/?p=573>. Accessed 1 December 2007.
49 -Ndong I, Finger WR. Male responsibility for reproductive health. Network 1998; 18(3):4–6.