عد شعر البدايات لعائشة التيمورية وملك حفني ناصف، جاء ديوان جميلة العلايلي الأول “صدى أحلامي” عام 1936، ليؤرخ ما اعتبره كثيرون أول ديوان شعري تنشره المرأة العربية في النهضة الحديثة.
ولدت جميلة في المنصورة في 20 مارس 1907، وكانت تهوى الكتابة الشعرية والقصائد، حتى أصبحت صوتا من الأصوات الشعرية المؤثرة في الحركة الأدبية، فكانت أول سيدة تلتحق بجماعة أبوللو الشعرية، التي أسسها أحمد زكي أبو شادي عام 1932، الذي قال عن ديوانها الأول “لا يجوز أن نغفل مقارنة أدبها بأدب الجيل السابق، لقد كانت شاعرات ذلك الجيل حريصات على وأد عواطفهن.. وكانت العاطفة عندهن محصورة في الرثاء وتحية الأهل وتوديعهم، ولكننا نلمح ثورة جديدة على تلك التقاليد البالية“. كانت الشاعرة مي زيادة هي مثلها الأعلى في الأدب، وفي كفاح الاجتماعي كانت تبجل هدى شعراوي، وفي الشعر كان مؤسس أبوللو هو قدوتها، ولكنها استطاعت أن تصنع تاريخها وكفاحها الخاص. انتقلت إلى القاهرة بعد أن شجعها كثيرون من الأدباء والقراء والمتابعين لشعرها على ضرورة التواجد في عاصمة الثقافة، وأن تلتقي بكبار الشعراء، فكانت جدميلة صاحبة صالون أدبي يجمع كبار الأدباء والكتاب، وكانت ترتاد صالون مي زيادة وهدى شعراوي، وتزور القاهرة لتحضر الندوات الثقافية، إلى أن انتقلت بصالونها إليها بمساعدة زوجها الصحفي سيد ندا. أصدرت مجلة “الأهداف” عام 1949، ونشرت بها مقالاتها وأعمالها الأدبية والشعرية، وظلت تنشر ما بها ما يحث على القيم والمثل ويناقش قضايا الأخلاق والآداب ويهدف إلى الإصلاح حتى عام 1975
الديوان الثاني لجميلة لم ير النور إلا بعد أربعين عاما من الأول، فأصدرت ديوان “صدى إيماني” 1976، وجمعت فيه شعرها الصوفي والإيماني، وفي حين كان مقررا لديوانها الثالث “نبضات شاعرة” الصدور عام 1951، إلا أن مشكلاتها الشخصية وحزنها على فراق والدتها وزوجها أجلا صدوره حتى عام 1981. إلى جانب الدواوين المنشورة، كان للشاعرة مخطوطات لم تنشر مثل “همسات عابدة” و“آخر المطاف“، لترحل جميلة بعد صراع مع أمراض الشيخوخة وآلام الروماتيزم في 11 أبريل 1991، تاركة سيرة ذاتية أغفلها كثيرون، ولم تأخذ حقها من البحث والدراسة، إلا الباحث أحمد الدماطي الذي أعد حول حياتها الشخصية ورحلتها الأدبية رسالة ماجيستير بعنوان “جميلة العلايلي، حياتها وشعرها: دراسة فنية” بكلية دار العلوم عام 2008.