آسيا الوسطى من القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر
ترجمة:
بقلم:
المنهجيات والمنظومات والمصادر
لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع
آسيا الوسطى
من القرن الخامس عشر وحتى منتصف القرن الثامن عشر
شهد تاريخ آسيا الوسطى في الفترة بين سنة ١٤٠٠م وخمسينات القرن التاسع عشر تطورًا في خط غير مستقيم. ففترات النمو الاقتصادي تبعتها فترات انهيار اقتصادي، وصاحبتها تغيرات مشابهة في مجالات العلوم والثقافة. لذلك يطلق الدارسون على نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر – عهد تيمور والتيموريين – عصر النهضة، الغني بالأعمال التاريخية والشعر والآثار المعمارية والأعمال الفنية.
وبعد أن تفككت الدولة التيمورية في آسيا الوسطى إلى دويلات منفصلة شبه مستقلة في أواخر القرن الخامس عشر، أعيد توحيدها تحت زعامة الشيبانيين. وفي المراكز الشيبانية، زادت أعداد الكتب المؤلفة باللغات التوركية، وترجمت الكتب من الفارسية إلى التوركية (الأوزبكية). وفي النصف الثاني من القرن السادس عشر أعيد توحيد الدولة، التي كانت قد تفككت مرة أخرى آنذاك، تحت إمرة عبد الله خان الثاني الشيباني “جامع الأراضي“، وتميز عهده بتطور واضح في الأدب والفن، واستمر التطور الاقتصادي والثقافي والعلمي في ثلاث خانات ظهرت في آسيا الوسطى، وهى بخارى، وخيفا، وكوكند، وكذلك في أفغانستان. وتم تقديم تاريخ هذه الدول في الدراسات التاريخية والكتب الدراسية في الجامعات والمدارس وفي قاعات المحاضرات والكليات.
وتتكون المصادر الأساسية لدراسة تاريخ تلك الدول في الفترة التي نغطيها هنا من مختلف النصوص المكتوبة، بما فيها وثائق العصور الوسطى، والدراسات التاريخية، والمذكرات المكتوبة بالفارسية والتوركية (الأوزبكية)، والعربية، وكذلك يوميات الرحالة. وقد نشرت معلومات عامة عن تلك المصادر في فهارس ودراسات خاصة بالروسية والأوزبكية والطاجيكية والإنجليزية ولغات أخرى. وقد تم نشر جزء من قاعدة المصادر هذه، وهي ممثلة تحديدًا في نصوص ومستخلصات وترجمات إلى العديد من اللغات.
وهناك مخطوطات محفوظة في أرشيفات معاهد الدراسات الشرقية في طاجيكستان وكازاخستان و تركمانستان وغيرها ويحتفظ معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان (AN RUz) بأكبر مجموعة من المخطوطات (تبلغ نحو 70.000 مخطوطة). كما يحتفظ أرشيف الدولة في أوزبكستان ببعض المصادر الوثائقية: أرشيف “كوشبيغي“، والعديد من وثائق الوقف، وقوائم بالمواقع المأهولة بالسكان. وهذه المصادر متاحة أمام الدارسات والدارسين من بلدان أخرى، بشرط الحصول على تصريح رسمي.
ونستطيع أن نجد معلومات عن النساء في مختلف المصادر المكتوبة، إلى جانب ما ترويه تلك المصادر عن الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية المضطربة في حياة شعوب المنطقة. بيد أن تلك المعلومات عادة ما تخص أولئك المنتميات إلى الطبقات المتميزة في المجتمع. ولم يكن الباحثون يتعاملون مع هذه المواد، حتى وقت قريب، على أنها من بين مصادر المعلومات حول النساء في تلك الفترة، ولكن كتبت بعض المقالات الصغيرة في هذا الموضوع باللغة الروسية والأوزبكية والفرنسية.
كثيرًا ما نستطيع العثور على بيانات محددة عن النساء في العقود القانونية الخاصة والخطابات، وغيرها من المصادر الوثائقية. وترتبط صباغة تلك الوثائق بالعادة القديمة المتمثلة في الاحتفاظ بالوثائق، والتي كانت منتشرة في بلدان الشرق الإسلامي. ففي العقود الرسمية الخاصة بالشراء أو الرهن أو التأجير أو الوقف، وغيرها من وثائق مرتبطة بالبيع والشراء والتأجير، ورسم حدود أراضي الوقف، لا نجد مجرد أسماء النساء، بل والممتلكات الثابتة التي تملكنها وحقوقهن كما تنص عليها الشريعة.
وإلى جانب الوثائق المفردة التي يتم التعليق عليها ونشرها في شكل مقالات فى المجموعات العامة والدوريات المتخصصة، نشرت أيضًا مجموعات من الوثائق وكذلك وصف مختصر لها في كتيبات مفهرسة. ومن المنشورات المهمة الخاصة بالفترة محل دراستنا هنا، ما نشر من نصوص للوثائق التي كتبت بالفارسية والخاصة بملكية أملاك ثابتة تخص شيخي بخارى الشهيرين “هودزها إسلام“، و“هودزها سعد دز هويبار” (From the Archive of the Shaykhs of Dzhuibar, Moscow 1938)، وقد تمت ترجمة هذا العمل إلى الروسية (Ivanov 1954). كذلك نشرت وثائق خاصة بنشاط زعيم روحي شهير آخر هو “عبيد الله هودزها أحرار“، وشملت وثائق شراء ووقف (تم طبعها ونشر نصوصها وترجمتها إلى الروسية)، وكذلك مجموعات من مراسلاته تمت ترجمتها إلى الإنجليزية (Ahrar 1974, 2002).إن كتاب فهرس وثائق قاضي حيفا من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين (Catalogue of Khiva Kazi Documents of the Nineteenth and Early Twentieth Centuries)، والتي يشير بعضها إلى القرن الثامن عشر، يقع في ٦٩١ صفحة، مع نشر نصوص صور بعض الوثائق، ويتضمن وثائق قانونية (Tashkent- Kyoto 2001). وأصول هذه الوثائق محفوظة في معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان. وقد كتبت معظمها بالأوزبكية بينما كتب جزء صغير منها بالفارسية. وقد ارتبط إصدار هذه الوثائق باستكمال أنواع مختلفة من المعاملات في ديوان قاضي خيفا وتم ختمها بختمه.
وهناك مجموعة من الوثائق القانونية (التي كتبت بالفارسية) ذات قيمة خاصة، وهي وثائق نشأت عن الحكم في قضايا مدنية في سمرقند. والنسخة الوحيدة المعروفة من مخطوطة مجموعة وثائق (Madjmu’a- yi Vasayik) محفوظة في معهد الدراسات الشرقية بأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان. وتحتوي على أكثر من ٧٠٠ حكم صادر في ديوان قاضي سمرقند، معظمها في الفترة من علم ١٥۸۸ إلى ١٥٩١م، وقد وضعت الوثائق في أقسام مختلفة من المخطوطة تبعا لمحتواها. وقد تم نشر أقل من عشر المجموعة (من النصوص والترجمة إلى الروسية) تحت عنوان وثائق القاضي في القرن السادس عشر (Kazi Documents of the Sixteenth Century, Tashkent 1937). وقد وردت بعض الأخطاء في تلك الطبعة (يمكن الرجوع إلى هوامشها nos. 24, 34, 35, 58)، ولكنها من المصادر البيبليوغرافية النادرة. ثم نشرت 235 وثيقة أخرى من المجموعة بترجمة أوزبكية (Vasikalar Toplami, Tashkent 1982).
ولا تتمتع أي من المصادر المكتوبة في المنطقة بقدر التنوع في المواد الذي تتمتع به تلك المجموعة. وهي أهم مصدر لدراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي لدولة الشيبانيين في ثمانينات وتسعينات القرن السادس عشر، بالرغم من أنه من الممكن – اعتمادًا على محتواها – أن تنطبق على فترات سابقة ولاحقة أيضا. وتتعلق بعض موضوعات المخطوطة بحلول المسائل تخص النساء. فقد وردت أسماؤهن فيما يتعلق بتقسيم المواريث (كانت أنصبتهن أقل بكثير من أنصبة الرجال)، وفي عقود الزواج والطلاق، وفي الاتفاقيات الخاصة بدفع نفقة الأطفال الذين هم في حضانة الأم بعد طلاق الأبوين. ومن الوثائق المهمة فيما يتعلق بحقوق النساء، هناك أيضًا العقود التي كانت تكتب داخل قاعة المحكمة في وجود الأم، والمتعلقة بالتحاق ابنها بالتدريب ليصبح “أستاذًا“. كما توجد عقود خاصة بقيام النساء بتدريب أطفال من الخارج. ويسجل في هذه العقود المبلغ المالي الواجب دفعه عن كل يوم من أيام تدريب الفتاة. وتكشف بعض العقود عن الوضع الصعب للنساء والمحرومات من حقوقهن، من النساء المنتميات إلى أسر حرفية منخفضة الدخل.
وثائق الوقف
تحتوي وثائق الوقف (وقف – نامه) على معلومات قيمة عن النساء. فقد وردت أسماؤهن ضمن أسماء أصحاب الأملاك التي تلامس منشآت يتم تحويلها إلى أوقاف، وضمن أسماء الشوارع والجسور وما إلى ذلك. وقامت بعضهن بإقامة الأوقاف، وبالتالي أصبحن، وفقا لشروطهن في الوقف – نامه، هن “متوليات الوقف“. وقد كتبت إحدى وثائق الوقف هذه لوقف على ضريح “إشرتخان” الذي أنشئ سنة ١٤٦٤م بأمر من “خبيبة سلطان – بيغيم“، ممثلة البيت التيموري. ووفقا للوقف – نامه عينت نفسها “متولية” لهذا الوقف (اللحصول على صورة للنص بالفارسية والترجمة الروسية: Vyatkin 1938) .
ويتضح دور متولية الوقف ووضعها القانوني في المجتمع في تلك الفترة من وثيقة “وقف – نامه هزرتي شيباني – خان“، والتي وضعت لوقف على مدرستين في سمرقند في عشرينات القرن السادس عشر. والمخطوطة الأصلية محفوظة في قسم القديس بطرسبرج فى معهد الدراسات الشرقية بالأكاديمية الروسية للعلوم، ورقم الحفظ هو B – 670 (للحصول على نص مطبوع للوثيقة وترجمتها بالروسية: R. G. Mukminova 1966).
إن منشئة الوقف، “محر سلطان – هانم“، بعد أن ورثت عن زوجها، محمد تيمور ابن الخان الشيباني، ثروة طائلة في شكل قرى وقطع أراضي ومنشآت تجارية، وما إلى ذلك، أمرت بإنشاء وقف على المدرسة المذكورة سابقًا. ووفقًا لوثيقة الوقف التي كتبت حسب شروطها، عينت نفسها متولية للوقف، على أن يبقى الوقف تحت تصرفها طوال حياتها.
أدب المذكرات
نستطيع استخراج معلومات عن النساء من المذكرات، حيث نجدها منتشرة على صفحات كتاب بابر – نامه تألیف زهیر الدين محمد بابر (بالأوزبكية)، والذي تم نشره عدة مرات باللغة الأوزبكية والروسية والفرنسية وغيرها من اللغات، وتزخر الطبعة الإنجليزية بالصور والخرائط والرسومات. كما يوجد نص بالخط العربي بيد إ. مانو (E. Mano).ويحتوي الكتاب على بيانات حول زوجات وبنات التيموريين، وأم بابر، وجدته “إسان دولة – بيغيم“، التي شاركت في شؤون الدولة. وخلال الاحتفال بالجلوس على العرش، والذي عادة ما كان يشتمل على رفع خان المستقبل على لباد أبيض، ثم رفعها هي أيضًا مع زوجها “أونوس“.
قدم بابر معلومات أخرى حول “محر سلطان – هانم“، ففي سنة ١٥٢٨م، وبمناسبة الاحتفال الذي أقيم في مدينة أغرا بعد انتصار بابر، وصلت رسل “محر سلطان – هانم” وابنها “بولات” مع ممثلين آخرين للبيت الشيباني.
كما توجد أيضًا معلومات حول نوعية التعليم الذي كانت تتلقاه النساء، حيث كان يقوم على تعليم ابنة “عمر – شيخ” حاكم فرغانة رجل يدعى “هودزها محمد دارزي“. وفي ١٨ يناير ١٥٢٩م، كتبت زوجة بابر “ماهيم – بيغيم” في مدينة كابول فرمانا صيغ بنفس أسلوب المراسيم التي كان يكتبها بابر بخط يده.
هناك كذلك العديد من المعلومات المهمة في مذكرات زين الدين واصفي. وقد نشرت طبعة نقدية لكتابه بدائع الوقائع كتب باللغة الفارسية بأحرف عربية، ونسخ باليد (Boldyrev 1961). ونجد أن النص نفسه نشر في طهران مطبوعا بالخط العربي (1972)، ويصف الكتاب الاضطرابات التي شهدها بيت التيموريين وخدمهم وعلاقة ذلك باستيلاء الخان الشيباني على هيرات، ومحاولات واصفي مساعدة النساء على إخفاء مجوهراتهن. ويكشف الكتاب، خلال وصفه لتلك الأحداث، عن قسوة معاملة السيد لخدمه، وخرق الجارية وزوجها لكل الأعراف، ويحدثنا أيضًا عن المغنية “تشاكاري – تشانغي” التي تركت هيرات إلى سمرقند مع قافلة من نحو خمسمائة فرد. ويذكر الكتاب كذلك امرأة، كانت في قافلة أخرى، رحلت راكبة حمارا. ويتحدث واصفي أيضًا عن موهبة رقية – بيجيم في مجال الشعر، وكانت إحدى زوجات أبي سعيد التيموري، والتي كانت تقوم بتنظيم مناقشات أدبية تقرأ فيها أشعارها. وقال الشاعر المؤرخ كمال الدين بيناي الذي كان يتردد على تلك المناقشات (حسبما ذكر واصفي): “كل مرة نخرج من لقائنا مع رقية – بيغيم نجر أذيال الخيبة“. وتروي المذكرات أيضًا قصصا عن مكائد النساء.
إن غولبادان – بيغيم ابنة بابر، والتي ولدت في كابول سنة ١٥٢٢م، كانت مؤرخة بارزة في عصرها، وألفت كتاب همایون – نامه الشهير، وكان من بين ما ذكرت فيه من وقائع مهمة ما أوردته من بيانات حول النساء، بمن فيهن من شاركن في استقبال الحكام البابريين (المغول). واستطاعت في كتابها أن تصف وضع النساء الأرستقراطيات داخل الأسرة والمجتمع المعاصرين، كما وصفت أيضًا الألعاب التي كن تلعبنها، حيث كن ترتدين ملابس الرجال وتشاركن في لعب التشوغان (البولو) والرمي بالسهام.
قلما يجد المرء معلومات عن المرأة في الأعمال التاريخية التي تم تكريس العديد منها للانتصارات الحقيقة والوهمية للحكام، ورحلات الصيد والأعياد واللهو. لذلك تصبح تلك المعلومات عند العثور عليها ذات قيمة. ويقدم لنا الكتاب المعروف ظفر – نامه من تأليف شرف الدين علي يزدي (والذي كتب بالفارسية) معلومات عن نساء البيت التيموري، وهنالك نسخة منشورة من هذه المخطوطة (Tashkent 1972). يلفت هذا العمل الانتباه إلى زوجات الأمير تيمور، خاصة “سراي مُلك (بيبي) – هانم“، المفضلة لديه. فقد شاركت بنشاط في اتخاذ القرارات الخاصة بأهم شؤون الدولة وحياة القصر، وبناء المنشآت الأثرية، والتعامل مع ورثة العرش.
وعندما كتب حسن روملو في مؤلفه التاريخي أحسن التواريخ (بالفارسية) عن مجلس الحرب الذي عقد في معسكر الخان الشيباني في مرو أثناء حصار الشاه إسماعيل الصفوي (الإيراني) لها، وصف أيضًا إحدى زوجات الخان الشيباني وهي موغال (أشا) – هانم“. وقد لعبت تلك السيدة دورًا مميتاً في تدمير زوجها وجيشه. وقد تم نشر النص الفارسي وترجمته إلى الإنجليزية (Seddon 1931- 4, ii, 861)
وهناك مثال للأعمال البطولية والعقاب الذي نزل بالنساء، في غياب الأزواج والأبناء، على يد محاربي الأعداء الذين استولوا على ديارهم في كتاب تاريخي رشيدي من تأليف ميرزا محمد حيدر. ويورد الكاتب أيضًا أسماء زوجات وبنات حاكم مغولستان. وقد نشر النص الفارسي وترجمته إلى الإنجليزية (1895) كما ترجم العمل إلى الروسية (Urunbaev et al. 1996).
روايات الرحالة
نجد وصفا لمظهر وملابس وزينة نساء البيت التيموري، وكذلك لمشاركتهن في الاحتفالات، وذلك في ما رواه مبعوث ملك قشتالة إلى تيمور، وهو “روي غونزاليز دي كلافيخو” (Ruy Gonzalez de Clavijo)، والذي رأى كل شيء بعيني الأجنبي فوصف ما بدا لعين الكاتب المحلي أمرًا عاديًا (Clavijo 1990).
الشعر
تغنى شعراء العصر بجمال النساء وفكرهن ونبلهن، فظهرت صورتهن العامة في العديد من أعمال الشعراء. فامتدح “أليشر نافوي“، على سبيل المثال، المرأة المثقفة “الجديرة بزوجها“. ونجد أن أعماله والتي كتب معظمها بالأوزبكية، قد تم نشرها عدة مرات بلغات متعددة، وقد خصص الفصل ٣٧ من كتابه محبوب القليب الذي كتبه بالنثر المسجوع للحياة الزوجية، (وهناك نسخة من المخطوط في المكتبة الوطنية بباريس). ويقسم الشاعر النساء إلى ثلاثة أصناف تبعا لتوجهاتهن الخاصة بالأسرة والبيت. فنجده يعرض بالمرأة الخائنة الغادرة التي تهدم الأسرة، ويقارنها بالمرأة النبيلة التي “تغطي رأسها بثوب العفة“.
ولعبت الشاعرات – محزونة، وأوفايسي، ونوديرا بيغيم – دورًا بارزًا في الحياة الثقافية والاجتماعية في الدولة، وتركت الشاعرات علامة بارزة على الأدب في آسيا الوسطى. وقد نشرت أعمالهن المفعمة بأفكار المساواة الاجتماعية والحصول على حرية النساء في صورة أعمال منفصلة وكذلك ضمن مجموعات الأعمال المختارة. وقد انتشر النشاط الإبداعي لهؤلاء النساء في الأعمال الشعرية الواسعة الانتشار بالأوزبكية والطاجيكية والروسية، والعديد من اللغات الأخرى. وقد أقيمت في كوكند وكالة ومناطق تجارية ومدرسة ومساجد وحمامات ومنشآت أخرى بأمر من نوديرا بيغيم، التي شاركت بشكل مباشر في حكومة خانة کوکند.
المنمنمات
ظهرت صور النساء في المنمنمات التي ترجع إلى العصور الوسطى، ونجد فيها فتيات جميلات – خليلات علية القوم وراقصات – بل وكذلك طالبات تتلقين التعليم من مدرساتهن في حجرات المدارس، وفتيات لبسن زي الصبية يلعبن التشوغان مع الصبية، وفتاة تغزل خيطًا. وقد تمت إعادة إصدار العديد من تلك المنمنمات المصاحبة للمخطوطات في طبعات من هذه المخطوطات، وفي كتب مصورة مستقلة. إن صور المنمنمات تقدم للباحث والباحثة معلومات قيمة حول مشاركة النساء في الحياة الاجتماعية والشؤون الرسمية، وعن أسلوب حياتهن وتفاصيل أزيائهن وغطاء الرأس وتسريحات الشعر.
وعلى الإجمال، يثبت تحليل المادة المتناثرة، والتي توجد بين أيدينا من مصادر العصور الوسطى، أنه بالرغم من أن الإسلام وضع موانع أمام مشاركة النساء في الحياة الاجتماعية في فترة ما قبل الاستعمار، فقد استطاعت النساء مع ذلك، وخاصة أولئك المنتميات إلى الطبقات العليا من المجتمع، أن تلعين في بعض الأحيان دورًا بارزا في حياة الدولة.
‘Ubayd Allāh ibn Maħmūd Aħrar, Samarkand documents of the fifteenth-sixteenth centuries [in Russian], ed. O. D.
Chekhovich, Moscow 1974.
——, The letters of Khwāja ‘Ubayd Allāh Aħrar and his associates, Persian text ed. A. Urunbaev, trans. J.-A. Gross, intro.
J.-A. Gross and A. Urunbaev, Leiden 2002.
Navoi Alisher, Beloved of the hearts [in Uzbek], Moscow 1948.
A. N. Boldyrev, Zayn al-Dīn Vāŝifī’s Badā’i‘ al-vakāi‘. Critical text, introduction, and references [in Russian], Moscow 1961.
Ruy Gonzalez de Clavijo, Diary of travel to Temur’s court in Samarkand (1403–1406), Moscow 1990.
Gulbadan-Begim, Humāyūn-nāma [in Persian], Tashkent 1959.
Hodzha Islam and Hodzha Sa’ad Dzhuibar, From the archive of the shaykhs of Dzhuibar [in Persian], Moscow 1938.
P. P. Ivanov, The economy of the Dzhuibari shaykhs, Moscow 1954.
Mīrzā Muħammad Ħaydar, The Tarikh-i Rashidi of Mirza Muhammad Haidar Dughlát. A history of the Moghuls of Central
Asia. An English version edited, with commentary, notes, and map by N. Elias. The translation by E. Denison Ross, London 1895.
——, Tārīkh-i-Rashīdī. Introduction [in Russian], trans. A. Urunbaev, R. P. Jalilova, and L. M. Yepifanova, Tashkent 1996.
Madjmu’a-yi vasayik (Collected articles), ms. Inventory no.1386, Institute of Oriental Studies AN RUz, Uzbekistan.
R. G. Mukminova, The social orders of population by Alisher Novoi’s Mahbub al-Kulub, Moscow 1995.
——, History of agrarian relations in Uzbekistan, 16 th century. By waqf-name, Tashkent 1966.
R. Mukminova, Le rôle de la femme dans la société de l’Asie centrale sous les Timourides et les Sheybanides, Tashkent 1997.
T. Phaiziyev, Timurid queens [in Uzbek], Tashkent 1999.
C. N. Seddon (ed.), A chronicle of the early Ŝafawīs, being the Aħsanu’t tawārīkh of Ħasan-i-Rūmlū, 2 vols., Baroda 1931– 4.
V. L. Vyatkin, Waqf document of Ishratkhan, in Ishratkhan Mausoleum, Tashkent 1958, 111–36.
Muħammad Bābur Żahīr al-Dīn, Bābur-name [in Uzbek], ed. Eiji Mano, Kyoto 1995.
Azamat Ziyo, The status of women in Amir Timur’s state (Life and activities of Saraimulkhonim) [in Uzbek], in Ozbekiston tarihi (Tashkent) 1 (2001), 25–34 .