آسيا الوسطى وأذربيجان السوفييتية 1917 – 1991
ترجمة:
بقلم:
المنهجيات والمنظومات والمصادر
لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع
آسيا الوسطى وأذربيجان السوفييتية
1917 – 1991
الفترة الاستعمارية المتأخرة
إن المصادر التي تتيح تناولا متعدد الأوجه الحياة نساء آسيا الوسطى وأذربيجان أصبحت أكثر وفرة في الفترة التي تلت الغزو الروسي عن الفترات السابقة. وقد بدأ الروس غزو السهوب الكازاخية في أواخر القرن الثامن عشر وأنهوا حملتهم على آسيا الوسطى بغزو باميرز وغوكتيب (Pamirs and Go- Tepe) في الثمانينات من القرن التاسع عشر. وقد استولت روسيا من إيران على مناطق من القوقاز ومنها أذربيجان في عام ۱۸۲۸م.
كانت المصادر المحلية المكتوبة، والمحفوظة عن فترة ما قبل الغزو في حالة أفضل من الفترات التي سبقتها، أكثر توفرًا فيما يتعلق بمعلومات عن السكان المستقرين لا الرحّل. ويمكن للمجموعات الإضافية من سجلات المحاكم الإسلامية أن تلقي بالضوء على جوانب مادية من حياة النساء، وتشمل وثائق المحاكم عقود الزواج واتفاقات المهور والطلاق، وكلها تكشف أنماطاً لقدرة نساء المدن على التملك والتحكم. وقد وجدت عقود بيع الرقيق من النساء في سجلات المحاكم الإسلامية في بخارى، والتي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر.
وقد أدت التغييرات الاجتماعية التي أعقبت الغزو الروسي، وبداية حركة التحديث الإسلامية المعروفة باسم “الجديد” وزيادة الكتابات العلمانية وسهولة الحصول على تقنيات النشر، إلى توفر الكتابات المحلية حول النساء وخاصة حين بدأ سكان آسيا الوسطى في طباعة ونشر صحفهم في ١٩٠٦م. وقد نشرت كتابات نسائية من آسيا الوسطى في الفترة ما بين عام ١٩٠٦ وعام ١٩١٧م في الصحف المحلية (مثل Sada- i Fargana و Turkistan Vilayetining Gazitasi ) في صورة مجموعات شعرية في الصحيفة النسائية للتتار من إقليم القرم، وهي صحيفة عالم النسوان وصحيفة النساء التتار من الكازان (Stayum Bike)، وذلك إضافة إلى مقالات صحفية كتبها الرجال وتركز على أخلاق النساء و“مسألة المرأة” وتعليم النساء، كما أن إنتاج الرجال من الأعمال الأدبية والمسرحية جعلت حياة النساء وأدوارهن محط الاهتمام العام.
أما الأبحاث الخارجية التي تتناول نساء وسط آسيا في أواخر الفترة الاستعمارية الروسية فتتمثل في أعمال الباحثين والإداريين الاستعماريين الروس وفي كتابات الرحالة الروس والأجانب. وقد ساهمت جهود الروس الاستعمارية لتنظيم قوانين وأعراف آسيا الوسطى في دعم الصورة الروسية للمرأة من آسيا الوسطى باعتبارها امرأة مضطهدة. وجاء العرض الذي قدمه غراف بالين (Graf Palen) لمحاكم آسيا الوسطى في ۱۹۰۹م، وفي إطار الاستخفاف بعدالة سكان آسيا الوسطى، متضمنًا وصفًا لإساءة معاملة النساء وتطبيق الشريعة الإسلامية التي اعتبرها بالين شاهدًا على تخلف أهالي آسيا الوسطى. وكان الإثنوغرافيون العاملون في خدمة الحكومة، والمتأثرون بمورغان وإنغيلز وغيرهما، يسعون إلى البحث عما هو “بدائي” في آسيا الوسطى، وتطرقوا إلى ذكر النساء بشكل منظم ضمن توصيفهم للعائلة الممتدة والزواج والملكية (Ostromov 1908, Grebenkin 1872, Lykoshin 1915 ). وفي عام ۱۸۸٦م نشر فلاديمير ناليفكين وماريا ناليفكينا كتابا عن ملاحظات حول الحياة اليومية لنساء السكان المحليين المقيمين في فارغانا (Vladimir Nalivkin and Maria Nalivkina, Observations on the Daily Lives of Women of the Sedentary Native Population of Fargana)، وهو أول مسح بحثي عن نساء آسيا الوسطى من الفترة الاستعمارية. وقد اعتمد الكاتبان على حياة قضياها في بحث إثنوغرافي في ناناي حيث قاما بمقارنة أدوار النساء بين السكان المستقرين مع قريناتهن بين السكان الرحل. وكانت معرفتهما باللغة الأوزبكية وتغلغل ماريا ناليفكينا في الحياة اليومية للنساء قد جعلت من هذا العمل واحدًا من الأعمال المهمة للباحثين والباحثات في هذه الفترة. كما نشر باحثون آخرون مقالات تركز على جوانب معينة لمعاملة النساء مثل مقالات سامويلوفيتش (A. N. Samoilovich) حول الكلمات المحرمة وسط النساء “القرغزيات” (الكازاخستانيات) المتزوجات. ومثل الإثنوغرافيين كان الرحالة، ومعظمهم من الذكور، لا يستطيعون الوصول إلى نساء آسيا الوسطى إلا نادرًا، وهكذا فقد اقتصروا بتعليقاتهم على ما ينقله الرجال لهم. والنصوص التي كتبها ملاحظون نبهاء مثل الدبلوماسي الأمريكي يوجين شويلر (Eugene Shuyler 1876) تتضمن مقاطع قصيرة عن النساء. أما الرحالة من النساء في العهد الاستعماري وأوائل الفترة السوفييتية فقد كتبن ملاحظات أكثر دقة حول نساء آسيا الوسطى، ومنهن أنيت ميكن (Annette Meakin 1915) التي تتميز بقيمة خاصة. إن روايات الرحالة الأجانب تمزج التعاطف بالإعجاب العرضي والاستغراب تجاه نساء آسيا الوسطى.
جاءت الثورة البلشفية بتوسع كبير في اهتمام الحكومة والحزب الشيوعي بنساء أذربيجان وآسيا الوسطى مع فيض من المطبوعات ونمو هائل في جمع المعلومات وكتابة الأبحاث عن نساء آسيا الوسطى وأذربيجان. كان القسم النسائي في الحزب الشيوعي، في العشرينات من القرن العشرين، يوجه جهوده لبناء قاعدة معلومات عن نساء آسيا الوسطى، مع العمل على تغييرهن في نفس الوقت. وتشمل المصادر من عام ۱۹۱۷م وحتى منتصف الخمسينات مطبوعات من تأليف نساء آسيا الوسطى وأذربيجان عن أنفسهن، ومطبوعات أصدرتها الحكومة وأعضاء في الحزب وكذلك مواد أرشيفية من إدارات الحكومة والحزب عن النساء، إضافة إلى دراسات قام بها الإثنوغرافيون السوفييت وروايات الرحالة الأجانب. ومع فترة “الذوبان” التي تميز بها عصر خروشتشيف بدءًا من عام ١٩٥٦م نجد بالإضافة إلى هذه الأنواع من المصادر تكاثرًا في الدراسات الأكاديمية حول نساء آسيا الوسطى وأذربيجان السوفييتية، وحتى أواخر الثمانينات من القرن العشرين. وتشمل المصادر التي تتناول نساء آسيا الوسطى وأذربيجان في الفترة السوفييتية أيضًا مجلات وأعمالاً أدبية ومذكرات وسير حياة نسائية.
وكانت الدراسات البحثية حول نساء آسيا الوسطى والقوقاز خلال الفترة السوفييتية تسعى إلى إظهار نجاح السياسة السوفييتية تجاه النساء. وهكذا فقد عكست الأبحاث الإنجازات التحديثية بشكل إيجابي مقابل تهميش الممارسات المناهضة للتحديث باعتبارها من “مخلفات الماضي“. وقد أدت البحوث الدراسية ذات الصبغة الأيديولوجية والنابعة من الوحدات القومية التابعة للأكاديمية السوفييتية للعلوم إلى إنتاج قاعدة معلومات تؤكد زيادة مساهمات النساء في الحياة العامة. وبالمقارنة كانت الدراسات الغربية أي الأوربية والأمريكية عن نساء آسيا الوسطى وأذربيجان تركز عادة على عيوب السياسات السوفييتية.
۱۹۱۷م إلى الثلاثينات
لقد ازداد حجم المعلومات عن النساء في آسيا الوسطى وأذربيجان بشكل كبير في الفترة من عام ۱۹۱۷ إلى ۱۹۳۰م، ففي الفترة ما بين فبراير وأكتوبر (شباط وتشرين أول) ۱۹۱۷م أتاحت الصحافة الحرة للنساء والرجال المسلمين التعبير الواضح عن رغباتهم، حيث نشرت النساء التماسات لتمكينهن من التعليم في مجلة نساء التتار (Suyum Bike) الصادرة بلغة الكازان، إضافة إلى الصحافة الناطقة باللغة التوركية بشكل عام. وفي أعقاب الثورة البلشفية ضغطت سلطة الدولة على الصحافة الحرة، في حين أن دعم الدولة للإعلام الناطق باللغات غير الروسية سمح بازدهار الصحف والمجلات التي تصدر باللغات المحلية في آسيا الوسطى وأذربيجان. وبمساعدة الحزب وتوجيهاته أنشئت مجلات نسائية (مثل Shara Gadini ) في أذربيجان عام ۱۹۲۳، ومجلة (Yangi Yo`l) في أوزبكستان عام ۱۹۲٤م، ومجلة (Erkin Ayal) في كازاخستان عام ١٩٢٥م، وكانت بعض مواد هذه المجلات مترجمة عن الصحافة الروسية ولكن أكثرها كان مكتوبًا بأقلام كاتبات مسلمات وكانت تعبر عن اهتمامهن بالتعليم وبحماية النساء في الشؤون العائلية والمدنية. كما ساهمت الصحفيات المسلمات في العشرينات من القرن العشرين بكتابة أعمدة منتظمة حول شؤون النساء في الصحف العامة (مثل Qizil O`zbekiston )، كما كتب الروس عن نساء آسيا الوسطى في الصحف الروسية (مثل Novyi Vostok ). وكان ثمة اختلافات بين الصحافة باللغات المحلية والصحافة باللغة الروسية، حيث غالبًا ما كانت الصحافة الروسية انتقادية لمجتمع آسيا الوسطى في حين كانت الصحافة باللغة المحلية انتقادية أيضًا ولكن مع تنوع واضح ومتضمنة قدراً أكبر من المساهمات من سكان آسيا الوسطى.
لقد جعل القسم النسائي في الحزب الشيوعي من النساء المسلمات مشروعه الخاص. وكانت صحيفة كوميونيستكا (المرأة الشيوعية) الصادرة باللغة الروسية في موسكو تنشر مقالات حول “نساء الشرق” في كل عدد، وكانت هذه المقالات تركز على أوجه نجاح وفشل الحزب الشيوعي في فرض القوانين المدنية الجديدة في المناطق المسلمة، وفي إحداث ثورة ثقافية لتغيير الممارسات الإسلامية والتقليدية. وكان الباحثون، وخاصة الإثنوغرافيون رجالاً ونساءً، الذين يتم إرسالهم إلى آسيا الوسطى وأذربيجان من قبل أكاديميات موسكو ولينغراد، يسعون وراه مواد للنشر توضح للنخبة الروسية مدى تخلف المسلمين، بل وحتى بدائيتهم، من خلال كتاباتهم حول ممارسات الزواج والدين، وذلك مثل أعمال ترويتسكايا (Troitskaia) عن النساء الصوفيات. ومن أجل الترويج لاستثمار الدولة في مشروع الحزب لاجتذاب النساء إلى العمل بأجر، قام القسم النسائي بدراسات حول الأعمال التي تقوم بها النساء بدون أجر. ويحتوي أرشيف الدولة والحزب على تفاصيل حياة النساء المسلمات في شكل وثائق من أقسام ووزارات التعليم والصحة والعدل والقسم النسائي ولجنة تحسين حياة المرأة العاملة.
ويحتوي أرشيف الحزب الشيوعي على سجلات مفصلة عن “الهجوم” وهي حملة استمرت من ۱۹۲۷ إلى ۱۹۲۹م، وهناك تقارير من الخلايا المحلية للحزب تسجل أسماء من دعم ومن قاوم هذا الجهد الحزبي لإحداث ثورة ثقافية تحاول تغيير حياة المسلمات بسرعة وبشكل جذري، وهي الحملة التي واجهت رد فعل عنيف في أوزبكستان وطاجيكستان.
وفي الثلاثينات من القرن العشرين، أدت سيطرة الحزب المتزايدة ورقابته على الصحافة في آسيا الوسطى وأذربيجان إلى إعلام دعائي مستمر، مما قلل من شأن صحف ومجلات تلك الفترة كمصادر للمعلومات. أما وزارات الحكومة فقد كانت أقل جمعًا للمعلومات عن النساء. ويظل الحزب الشيوعي، رغم إغلاق قسمه النسائي، أهم مصدر للتوثيق عن حياة النساء في الثلاثينات، وكان مراقبوه لا تفوتهم مؤشرات نجاح الدولة في تغيير النساء إضافة إلى ملامح الممارسات ووجهات النظر المستمرة التي تفيد النساء. ونجد أن معظم الوثائق الأرشيفية باللغة الروسية مع وجود التماسات مقدمة من الأفراد وسجلات المحاكم باللغات المحلية وأحيانًا بدون ترجمة. وفي العشرينات والثلاثينات كانت الوثائق باللغة المحلية والتي تصدرها هيئات الدولة ترد في الأرشيف مصحوبة في الغالب بالترجمة الروسية.
منذ أواخر الثلاثينات وحتى نهاية الفترة السوفييتية كانت الوسائل التي تجمع بها الحكومة المعلومات عن النساء وسائل أكثر تنظيمًا. حيث أدى التعداد السكاني العقدي (كل عشر سنوات) بدءًا من ۱۹۳۹م إلى إيجاد بيانات تساعد في تأكيد صورة الحكومة السوفييتية باعتبارها حريصة على التطوير المستمر لحياة النساء. وكانت أكاديميات العلوم في آسيا الوسطى وأذربيجان، إضافة إلى تلك الموجودة في موسكو ولينغراد، تدرب الإثنوغرافيين على جمع المعلومات والمواد عن الحياة اليومية والزواج والأسرة. كما بدأت نفس الأكاديميات في تشجيع استعادة تاريخ النساء بدءًا من أواخر الخمسينات، وفي أواخر الخمسينات بعد فترة “ذوبان” خروشتشيف واجتثاث الستالينية، كتب الناشطون الشيوعيون القدامى حول جهود الحزب الأولى لتحرير المرأة المسلمة، وأصدرت الأكاديميات مجلدات من الكتب عن النساء في آسيا الوسطى ومنها كتب في تاريخ الفترة السوفييتية، ومجموعات من الوثائق، والدراسات الخاصة بالنساء والعمل، وبالنساء والقانون، والنساء والإسلام.
وقد وفرت عمليات التعداد السكاني السوفييتي قاعدة لكثير من الدراسات البيانية عن النساء في آسيا الوسطى وأذربيجان، حيث كان استمارات الإحصاء تتضمن عناصر الجنس والعمر والقومية لكل جمهورية ولمعظم فئات البحث. كما اهتم التعداد بالعمل والتعليم مقدمًا دليلاً مفصلاً على نجاح الاتحاد السوفييتي في توسيع قاعدة التعليم مبديًا بوضوح أنماط العمل المختلفة تبعًا للجنس والتي بدأت تظهر في الاتحاد السوفييتي. بالإضافة إلى ذلك كان التعداد يبين مستويات المعيشة ويتضمن جداول تقارن بين الجمهوريات في كل شيء، من معدل استهلاك الطعام إلى مساحة السكن لكل شخص في المساكن الحكومية إلى عدد الأسرة في المستشفيات وأعداد الأطباء والحضانات في كل إقليم أو جمهورية. ويوجد تقسيم أكثر دقة لمساهمة النساء في مجالات الاقتصاد، ويرد في المجلدات السنوية عن الاقتصاد القومي في الجمهوريات السوفييتية (Narodnoe Khoziaisvo SSR) ولكنها تفتقر إلى تقسيمات مفصلة حسب المجموعات العرقية، ويمكن الحصول على عرض أكثر تخصصًا في القضايا السكانية في مجلة الإحصائيات (Vestnik Statistiki). وفي سبعينات وثمانينات القرن العشرين أصدرت بعض الجمهوريات كتيبات أيديولوجية التوجه تتناول إحصائيات عن النساء، وجاءت مصممة بحيث تظهر أن “ثورة أكتوبر الاشتراكية العظيمة حررت النساء من الاستغلال والعبودية” (Woment of Soviet Uzbekistan, 4) وتم فيها تفصيل أعداد ونسب النساء المنخرطات في الدراسات العليا والمهن والحضانات، ونسب أعداد الأطفال لكل أم، وإنتاج البضائع للنساء والأطفال، ولكنها لم تتضمن تفاصيل كثيرة عن الطلاق والإجهاض، كما لم تتوفر معلومات حول استخدام وسائل منع الحمل. وكانت المعلومات الإحصائية تنشر باللغة الروسية.
الأربعينات من القرن العشرين: الإثنوغرافيا
تعتبر الدراسات الإثنوغرافية لآسيا الوسطى وأذربيجان أغنى مصدر للمعلومات عن النساء من الأربعينات وحتى عام ١٩٩١م. وكانت الإثنوغرافيا ملتزمة تمامًا بالتعريف الماركسي اللينيني للتطور الإنساني وتسعى دومًا إلى توثيق تحول آسيا الوسطى من المرحلة الإقطاعية إلى الاشتراكية مع إغفال المرحلة الرأسمالية. وكانت هذه الأطر الفكرية والحساسيات السياسية تقوم بتوجيه موضوعات في الدراسات الإثنوغرافية وتحريم غيرها، ولكن مع ذلك قدم لنا الإثنوغرافيون، رجالاً ونساءً، دراسات ممتازة عن ثقافات آسيا الوسطى. أما الالتزام الديني والذي بحث فيه البعض فقد تم تقديمه باعتباره طقسًا من طقوس الماضي في طور الاحتضار، أو باعتباره مجرد أمر تاريخي كما في أعمال سوخاريفا (Sukhareva 1960) عن أوزبكستان. وقد ازدهرت دراسات الثقافة المادية في السبعينات ومنها دراسة أزياء النساء والتي قدمت لنا ثروة من المعلومات عن العادات الاجتماعية للنساء. وكانت دراسات الحياة العائلية والزواج (Bikzhanova 1959, Zhakipova 1971, Zhumagulov 1960,) Kisliakov 1959 تقوم عادة في إطار من الفرضيات القائلة بأن الاشتراكية سوف تفتت نظام العائلة الممتدة، كما كانت كل أشكال الدراسات تضع “المتخلف” في مواجهة “الحديث والاشتراكي“، مع الثقة بأن الأخير سوف يكسب الصراع. وفي هذا الإطار كان عمل النساء خارج المنزل، ونظام الأسرة الصغيرة، والمنازل المؤثثة على الطرز الأوروبية، وهجر الأزياء التقليدية وتبني نظام “الزواج الأحمر” موجودًا وموضع ثناء. وبالرغم من أن هذه الدراسات كانت أيديولوجية التوجه، إلا أن مادتها تجعلها جديرة بالقراءة.وكان الإثنوغرافيون السوفييت يعملون على شاكلة المستكشفين، حيث يقود الأستاذ فريقًا من الباحثين والباحثات وطلاب الدراسات العليا في عقد مقابلات مكثفة في منطقة واحدة لمدة عدة أسابيع، ولم يكن ضمن الممارسة السوفييتية النمطية نظام تدوين الملاحظات الفردية طويلة الأمد، كما تمثلت قوة المقاربة السوفييتية في عمق البيانات الكمية.
الخمسينات والستينات من القرن العشرين
مع بداية الخمسينات أصبحت مذكرات وسير حياة عضوات الحزب ظاهرة شائعة في إصدارات آسيا الوسطى وأذربيجان، وكانت السير الذاتية الموجزة لبطلات العمل الاشتراكي مادة ثابتة في الصحافة الدورية منذ الثلاثينات، وبين حين وآخر كان يتم جمعها ونشرها في كتب. وكان من دوافع نشر سير النساء في أواخر الخمسينات وما بعدها هو سعي الحزب إلى ترويج الشكل السوفييتي لـ. “تحرير النساء” في الدول التي كان الاتحاد السوفييتي يحاول التأثير عليها، خاصة في آسيا والشرق الأوسط. كما دعمت فترة “الذوبان” في عصر خروشتشيف الدراسات التي تتناول حياة ناشطي الحزب الأوائل.
وبحلول الستينات كانت الدراسات الرسمية التي تتناول جهود الحزب الشيوعي لتغيير حياة النساء تحتل مكانًا ثابتًا ضمن الموضوعات التي تغطيها أكاديميات العلوم، وكانت فكرة تغيير الحزب الشيوعي لحياة النساء فكرة غير قابلة للمساءلة أو المجادلة. وكثيرًا ما جاءت مقالات وفصول الكتب تحت عنوان “حل مسألة المرأة“. وكانت مؤتمرات النساء في الخمسينات والستينات تروج لاستذكار ودراسة أنشطة القسم النسائي للحزب في العشرينات، ونشر مجموعات من سير حياة الناشطات إضافة إلى كتب المذكرات والتاريخ التي تكتبها السياسيات والناشطات السابقات (Nasriddinova 1964, Liubimova 1967). كما قامت أكيما سلطانوفا (Akima Sultanova) وهي ناشطة حزبية من العشرينات بالجمع بين كتابة المذكرات والبحث التاريخي في أعمالها عن النساء في أذربيجان. أما الباحثة التركمانية بيبي بالفانوفا (Bibi Palvanova) فقد قدمت تاريخًا أكثر عمومية عن إنجازات الحزب في آسيا الوسطى. وقد تمت كتابة الكثير من هذه الكتب، وكلها مطبوعة باللغة الروسية بنبرة شعبية تسعى إلى إقناع القراء بنجاح الحزب في تحرير النساء من “أغلال الإسلام والتقاليد” طبقًا للمؤلفين والمؤلفات.
شهدت السبعينات من القرن العشرين مزيدًا من التطور في كتابة تاريخ نساء آسيا الصغرى في الفترة السوفييتية. واستنادًا إلى الوثائق الأرشيفية والمطبوعة وجدت نماذج تشمل أعمال تاديبيكوفا (Tatybekova) من كرغستان، ونابييفا (Nabieva) من طاجيكستان، وشكروفا (Shukurova) وأمينوفا (Aminova) من أوزبكستان. وقد استأثرت أوزبكستان أكثر من الجمهوريات الأخرى بالأبحاث الخاصة بفترة “الهجوم“، إحياء لذكرى النساء اللاتي تعرضن للقتل بسبب رفعهن الحجاب ولنشاطاتهن في العشرينات. وفي حين تناول باحثون وباحثات من الجمهوريات الأخرى “الهجوم” في كتاباتهم إلا أن الحملة كانت أكثر بروزًا في تاريخ أوزبكستان وهذا يعود جزئيًا إلى الأعداد الكبيرة من النساء الضحايا.
وفي سبيل مساعدة الباحثين والمدرسين، رجالاً ونساءً، في السبعينات بدأت الأكاديميات في نشر مجموعات من الوثائق الخاصة بالنساء، بالنسبة لكل جمهورية على حدة ولآسيا الوسطى مجتمعة، وقد اتبعت تقاليد علم التاريخ السوفييتي في تتبع واختيار المواد. وبالنسبة للعشرينات كانت القرارات الحكومية ووثائق الحزب تبين تكريس الثورة لتغيير قوانين وحياة النساء المسلمات، ولما كان الوصول إلى المواد الأرشيفية للثلاثينات محدودًا جدًا فقد استعاض الباحثون والباحثات بدلاً من ذلك بتقديم نصوص صحفية والسير الذاتية التي نشرها الحزب عن العاملات البطلات ونساء الكولخوز. وتم تخصيص أجزاء أو مجلدات للوثائق والشهادات الخاصة بأنشطة النساء خلال “الحرب الوطنية الكبرى“، وكذلك لفترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وقد ركزت مجموعات الوثائق على تقارير حكومية تبين التطور في تعليم المرأة وصحتها ومشاركتها في العمل، ولكن لم تتضمن تلك المجموعات الوثائقية أية إشارة إلى الدين أو العادات. ويستطيع الباحث والباحثة الحصول على الكثير من المعلومات القيمة في هذه المجلدات ولكن بشرط الحفاظ على الوعي بالانتقائية القائمة في وثائق تم تقديمها لمجرد إثبات لا مناقشة وجهة النظر السوفييتية عن التقدم. ومثل كل المطبوعات البحثية المخصصة في هذه الفترة كان معظم هذه الوثائق منشورًا باللغة الروسية، رغم أن الباحثين والباحثات كانوا ينشرون مقالاتهم ضمن المطبوعات الجمهورية إما باللغة المحلية أو الروسية. وتقدم كتابات عليموفا (Alimova) التاريخية سواء باللغة الروسية أو الأوزبكية مقدمة شاملة لمصادر ومؤلفات تاريخ النساء في آسيا الوسطى في القرن العشرين، مع الاهتمام الشديد بالمطبوعات الدورية.
كانت مذكرات الممثلات والموسيقيات والشاعرات (Mahmudova) وتصوير شخصيات النساء الشهيرات (Tillia, Azizbekova) تلقى رواجًا شعبيًا وثقافيًا وسياسيًا، حيث كانت تتبع أشكال سرد معينة فتؤكد الراوية على حياة الطفولة في فقر وحرمان ثم التحول الذي أحدثته قيادة الحزب الشيوعي مما خلق فرصًا للتطور الفني أو الفكري أو الوظيفي لبطلة الكتاب. وكانت الكتيبات التي تتضمن سير حياة موجزة تعكس لحظات لا تنسى من حياة النساء الشهيرات، بينما كانت المذكرات الأطول حافلة بتفاصيل التطور الفكري والثقافي في جمهوريات آسيا الوسطى وأذربيجان. وكانت مطابع الجمهوريات تطبع سير الحياة والسير الذاتية باللغات الروسية والمحلية.
وتقدم الدراسات القانونية بعض الأبحاث المهمة التي تظهر التقاطع والتعارض بين القانون السوفييتي والممارسات في آسيا الوسطى. فتجد أن أعمال سليمانوفا (Suleimanova) وموغيليفسكيي (Mogilevskii) تقدم تحليلاً لتطور وتطبيق القانون السوفييتي. ورغم أن موغيليفسكي يستشهد بالجرائم الفظيعة لتوضيح كتاباته عن القانون والنساء في تركمانستان فإن المجلد مع ذلك غني بالتفاصيل وحاد في نقده لنواقص القانون السوفييتي فيما يتعلق بحماية النساء.
برز علم الاجتماع كفرع من فروع الدراسات الأكاديمية في الاتحاد السوفييتي في أوائل السبعينات من القرن العشرين وقد أنتج باحثو وباحثات آسيا الوسطى دراسات اجتماعية عن النساء. ومثل الفروع المعرفية الأخرى كان علم الاجتماع يحلل مجتمعات آسيا الوسطى ضمن الإطار الماركسي اللينيني لدراسة التخلف والتقدم، ولكن على غير شاكلة غيره من الأفرع المعرفية كان علم الاجتماع لا يهاب من دراسة الدين. وتقدم دراسة بالفانوفا (O. Pal`vanova 1983) حول المعتقدات الدينية لنساء المصانع في ترکمانستان تقريرًا جادًا يعتمد على استبيانات ومقابلات. وقد قادت الدراسة بالفانوفا إلى التوصل إلى استنتاج متوقع، وهو أن الأقل تعليمًا هن الأكثر إيمانًا، في حين أن الأكثر تعليمًا بين عاملات المصنع كن ملحدات، وهكذا فإن الإيمان الديني يتراجع مع انتشار التعليم. وبهذا يتطابق عمل بالفانوفا مع أعمال المدرسات والمدرسين “الماركسيين اللينينيين” المحترفين الذين كانوا يحاضرون النساء عن شرور الإسلام، وتتبع خطى المؤرخ فاغابوف الذي صور كتابه عن الإسلام والنساء (Vagabov, Islam and Women 1968) الإسلام في آسيا الوسطى والقوقاز باعتباره متخلفًا وفظًا في معاملته للنساء ومؤكدًا على أن مشكلة وضع النساء تجد حلاً بقدوم الشيوعية. وقد قام علماء اجتماع آخرون بمسح لتوجهات النساء بشأن الإنجاب في حين ناقش النشطاء الحزبيون وعلماء الاقتصاد والاجتماع، رجالاً ونساءً، أدوار النساء في القوى العاملة (Bekkhodzhaeva 1978, Ubaidullneva 1969, Muradov 1974). كما أن الاهتمام بتزايد نشاط النساء في الحزب والمجتمع شجع قيام دراسات أخرى (Uzbekistan Communist Party 1976) .
الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين
في كل مجالات الدراسات خلال الفترة السوفييتية والتي كرست لدراسة النساء في آسيا الوسطى وأذربيجان كان الباحثون والباحثات يعملون ضمن خطط وسنن وقيود أكاديمية، وكان من الثابت الاعتقاد بأنه لا مفر من حدوث تغييرات اجتماعية واقتصادية معينة تحت قيادة الحزب الشيوعي. فقد حرر الحزب النساء وكانت الأبحاث موجهة لإيجاد البراهين على نجاح الحزب في ذلك. وأينما اختلفت حقائق حياة النساء مع الحياة المتحررة لنموذج المرأة السوفيتية كان يتم تفسير تلك الفروق الواقعية على أنها من مخلفات الماضي المحتضر. ورغم ذلك فقد قدم الباحثون والباحثات بعض نواحي حياة النساء التي لا تطابق الصورة السوفييتية المثالية، وأصبح هذا التيار أكثر إفصاحًا ولاقى قبولاً مع تحرير الفكر والرأي في أواخر الثمانينات (غلاسنوست). ومن أمثلة ذلك تناول ليوشكفيتش (Liushkevich 1989) لبقاء عادة ثروة العروس بدون الرجوع إلى تفسير “مخلفات الماضي المحتضر” في حين أن عليموفا (Alimova 1991) أثارت قضايا واقع غياب المساواة بالنسبة للنساء. ونشرت الصحف مقالات انتقادية متناولة مختلف قضايا النساء ومنها قلة فرص العمل والمخاطر الصحية المتعلقة بالعمل في الحقول والزواج الإجباري والرعاية الصحية السيئة في فترة الحمل والولادة وموجة انتحار النساء والتي سادت في أواخر الثمانينات. كما نشر بولياكوف دراسته الأنثروبولوجية عن ريف آسيا الوسطى (Poliakov 1992)، والتي رأى فيها أن كل ادعاءات الأبحاث السوفييتية عن آسيا الوسطى كانت كاذبة، وأن النساء على وجه الخصوص ما زلن مقيدات تمامًا بالتقاليد ولم تغيرهن التجربة السوفييتية، كما نجد في كتابه أن صورة “نساء آسيا الوسطى” هي صورة إجمالية لا تشير إلى الاختلافات الدينية والعرقية مما أتاح له قدرًا معقولاً من الحرية في استخدام الدلائل لدعم تعميماته النقدية.
من بين الأعمال التي كتبها غير السوفييت خلال الفترة السوفييتية هناك العديد من كتب الرحالة التي تركز بشكل كبير على نساء آسيا الوسطى، ومن أهمها ما كتبته الرحالة الأمريكية آنا لويز سترونغ (Anna Louise Strong 1929) والألمانية فانينا هاللي (Fannina Halle 1938) والشيوعي الفرنسي بول فييان كورتيريير (Paul Vaillant- Courterier 1932) والشاعر الأمريكي لانغستون هيوز (Langston Hughes 1956) .
وكانت الأعمال البحثية عن نساء آسيا الوسطى وأذربيجان التي كتبها غير السوفييت خلال الفترة السوفييتية قليلة نسبيًا، وعادة ما كانت تستند في مصادرها إلى مطبوعات سوفيتية. وفي حين كانت الأبحاث السوفييتية تخدم الأجندة الشيوعية بلا كلل بإبراز الإنجازات السوفييتية في “تحرير النساء“، كانت الباحثات والباحثون الغربيون يتناولون الإنجازات السوفييتية بالتشكيك أو بمحاولات صريحة لتوضيح أن الإنجازات السوفييتية لم تنجح مع نساء آسيا الوسطى. وقد نالت أوزبكستان اهتمامًا من الباحثات والباحثين غير السوفيت أكثر من غيرها من الجمهوريات في آسيا الوسطى أو أذربيجان، وذلك يعود بشكل كبير إلى أن الإصدارات السوفييتية بشأن النساء من أوزبكستان وحولها كانت أكثر مما كتب عن بقية الجمهوريات في آسيا الوسطى. وأهم كتاب بالإنجليزية عن نساء آسيا الوسطى هو كتاب غريغوري ماسيل عن البروليتاريا البديلة (Gregory Massell, The Surrogate Proletariat 1974)، وكانت أطروحته القائلة بأن السوفييت حاولوا تحويل نساء آسيا الوسطى إلى نصيرات مخلصات بدلاً من طبقة عاملة هي التي شكلت الإدراك الغربي للمشروع السوفيتي في آسيا الوسطى، وكانت مصادر ماسيل التي استعان بها هي الأعمال المطبوعة بالروسية. أما رورليتش (Rorlich 1986) فقد كتب تاريخ نساء أذربيجان متضمنًا مناقشة مستفيضة للنساء في تاريخ التتار. وقد جلبت أعمال بحثية كثيرة أخرى الانتباه إلى نساء آسيا الوسطى داخل سياق أوسع مثل بحث مدلين عن التعليم (Medlin 1965) وبحث بيكون عن الأنثروبولوجيا (Bacon 1966) وبحث ساكس عن العمل (Sacks 1982) وبحث لابيدوس عن النساء في المجتمع السوفييتي (Lapidus 1978). وقد أولت هايدن (Hyden 1979) اهتمامًا كبيرًا إلى نساء أذربيجان في عملها عن القسم النسائي في الحزب الشيوعي. كما استخدم كل من مونتيل (Montiel 1982) وزيونس (Zeyons 1971) نصوصًا منشورة وملاحظاتهما المباشرة في كتابة أبحاثهما عن النساء في آسيا الوسطى تاريخيًا وحديثًا. أما كتاب لوبين عن سياسة العمل في أوزبكستان (Lubin 1984) مع تركيز لا بأس به على أدوار النساء والفجوة بين الوعد السوفييتي والنتيجة فكان كتابا غير اعتيادي في اعتماده على البحث الميداني إضافة إلى المواد المنشورة. وكان تقييم أولكوت (Olcott 1991) لظروف نساء آسيا الوسطى السوفييتية مستندًا إلى فيض الكتابات النقدية التي ظهرت في فترة الغلاسنوست (حرية الرأي والنشر) التي توصلت إلى أن المشروع السوفييتي قد فشل وأن “التقاليد” هي التي تشكل نساء آسيا الوسطى. وقد سارت أولكوت على نهج بولياكوف في رفض الصورة العامة لنساء آسيا الوسطى لقلة أهميتها مؤكدة على أن الإسلام هو مصدر تمكين نساء آسيا الوسطى.
استخدام المصادر
على الباحثة والباحث الذي يعتمد على ثروة المصادر والدراسات عن النساء في آسيا الوسطى وأذربيجان في الفترة السوفييتية اتخاذ الحذر، حيث دفع الانحياز الباحثين والباحثات السوفييت إلى كثير من الادعاءات المبالغ فيها بشأن نجاح مشروع التحرير وفاعلية الاشتراكية، في حين أن صراع الحرب الباردة دفع الباحثين والباحثات غير السوفييت إلى إغفال الطفرة الكبيرة في تعليم النساء وتقدمهن في الفترة السوفيتية باعتبارها غير كافية، واعتبارهم بالتالي أن الاشتراكية غير كافية.
A. Abdulkadirova and M. Abilova (eds.), Women of Kazakhstan. Active builders of socialism, 1918 -1945, a collection of documents and materials [in Russian], Kazakhstan 1981.
D. A. Alimova, The woman question in Central Asia History of study and contemporary problems [in Russian], Tashkent 1991.
R. Kh. Aminova, The October Revolution and women’s liberation In Uzbekistan, trans. B. M. Meerovich, Moscow 1977.
P. A. Azizbekova, A memorable meeting (in Russian), Baku 1974.
E. Bacon, Central Asians under Russian rule A study in culture change, Ithaca, N. Y. 1966.
S. Bekkhodzhaeva, Socio-economic problems of women’s labor in the economy of Kirgizia [in Russian], Kyrgyzstan 1978.
M. A. Bikzhanova, Family in the collective farms of Uzbekistan. Based on materials from collective farms of Namangan Oblast` [in Russian], Tashkent 1959.
A. D. Grebenkin, Tajiks and Uzbeks, in Russian Turkestan. A collection of publications on the occasion of the polytechnic exhibition [in Russian], ed. V. N. Trotskii, Ii Moscow 1872, 1-109.
F. Halle, Women in the Soviet East, trans. M. Green, New York 1938.
C.E. Hayden, Feminism and Bolshevism. The Zhenotdel and the politics of women’s emancipation in Russia, 1917-1930, Ph.D. diss., University of California. Berkeley 1979.
L. Hughes, I wonder as I wander, New York 1956.
N. A. Kisliakov, Family and marriage among Tajiks. Based on materials from the end of the nineteenth to the beginning of the twentieth century [in Russian], Moscow 1959.
K. S. Kuznetsova, lu. P. Dzagurova, et al. (eds.), Great October and the liberation of women of the north Caucasus and Transcaucasus: 1917-1936. A collection of documents and materials [in Russian], Moscow 1979.
G. W. Lapidus, Women in Soviet society. Equality, development, and social change, Berkeley 1978.
S. T. Liubimova and E. I. Bochkarova, The bright path. The Communist Party of the Soviet Union-fighter for the freedom, equal rights, and happiness of women [in Russian], Moscow 1967. Russian. F. D. Liushkevich, Traditions of interfamily links of the Uzbek-Tajik population of Central Asia. Toward the problem of the continuing existence of kalym and other patriarchal customs, in Sovetskala Emografita 4 (1989), 58- 68.
N. Lubin, Labour and nationality in Sevier Central Asia An uneasy compromise, Princeton, N. J. 1984.
N. S. Lykoshin, “Good form” in the East [in Russian], Petrograd 1915.
San’at Mahmudova, One heart’s hundred courages. A story with documents [in Uzbek], Tashkent 1989.
G. Massell, The surrogate proletariat. Moslem women and revolutionary strategies in Soviet Central Asia, 1919- 1929, Princeton, N. J. 1974.
A. Meakin, In Russian Turkestan A garden of Asia and its people, London 1915.
W. K. Medlin, F. Carpenter, and W. M. Cave, Education and social change. A study of the role of the school in a technically developing society in central Asia, Ann Arbor 1965.
A. L. Mogilevskii, Defense of women’s rights in the Turkmen SSR [in Russian], Ashkhabad 1979.
V. Montiel, Les musulmans soviétiques, Paris 1982.
Sh. M. Muradov, Socio-economic problems in using the female labor supply in the Azerbaijan SSR [in Azerbaijani], Baku 1974.
R. Nabieva, Women of Tajikistan in the struggle for socialism [in Russian], Dushanbe 1973.
V. Nalivkin and M. Nalivkina, Observations on the daily lives of women of the sedentary native population of Fargana [in Russian], Kazan 1886.
Ya. A. Nasriddinova, Women of Uzbekistan [in Russian], Tashkent 1964.
M. B. Olcott, Women and society in Central Asia, in William Fierman (ed.), Soviet Central Asia. The failed transformation, Boulder, Colo. 1991, 235- 54.
N. P. Ostroumov, Sarts Ethonographic material [in Russian], Tashkent 1908.
B. Pal’vanova, Daughter of the Soviet East [in Russian], Moscow 1961.
O. Pal’vanova, The role of the labor collective in determining religious survivals among women. Based on materials from the industrial enterprises of the TSSR [in Russian]. Ashkhabad 1983.
S. P. Poliakov, Everyday Islam. Religion and tradition in rural Central Asia, trans. A. Olcott, Armonk, N. Y. 1992.
A. M. Pushkareva and Zh. S. Tatybekova (eds.), Liberation of women of Kirgizia by the great October Socialist Revolution (1917 – 1937).A collection of documents and materials [in Russian], Kyrgyzstan 1973.
A. Rorlich, The “Ali Bairamov” club, the journal Sharg Gadini, and the socialization of Azeri women: 1920-1930, in Central Asian Survey 5 :3- 4 (1986), 221- 39.
M. P. Sacks, Work and equality in Soviet society. The division of labor by age, gender, and nationality, New York 1982.
A. N. Samoilovich, Forbidden words in the language of Kazakh-Kirgiz married women [in Russian], in Zhivaia Starina 26 (1915), 161- 8.
E. Schuyler, Notes of a journey In Russian Turkistan Khokand, Bukhara and Kuldja, New York 1876.
Kh. S. Shukurova, Socialism and women of Uzbekistan [in Russian], Tashkent 1970.
– (ed.), The Communist Party of Uzbekistan and work among women of the republic (1938-1958). A collection of documents [in Russian]. Tashkent 1982.
Women of Soviet Uzbekistan. A short statistical collection [in Russian]. Tashkent 1987.
A. L. Strong, Red star in Samarkand, New York 1929.
O. A. Sukhareva, Islam in Uzbekistan [in Russian], Tashkent 1960.
-, History of Central Asian costume [in Russian]. Moscow 1982.
Kh. S. Suleimanova, History of Soviet government and law of Uzbekistan [in Russian], 3 vols., Tashkent 1960.
A. N. Sultanova, Fortunate women of Soviet Azerbaijan, [in Russian] Baku 1964.
-, Aina Sultanova [in Russian], Baku 1976.
Zh. S. Tatybekova, Great October and women of Kyrgyzstan [in Russian], Kyrgyzstan 1975.
S. Tillia, Among the very first [in Russian], Taskhent 1963.
A. L. Troitskaia, Women’s dhikr In old Tashkent [in Russian], in Sbornik muzeia antropologii I etnografii, Leningrad 1927, 173- 99.
R. A. Ubaidullaeva, Women’s labor in the agricultural economy of Uzbekistan [in Russian], Tashkent 1969.
Uzbekistan Communist Party, Activities of the Communist Party of Uzbekistan toward strengthening the social activeness of women. A collection of documents and materials (1959-1975) [in Russian], ed. Sh. Abdurazakova, Tashkent 1986.
M. V. Vagabov, Islam and woman [in Russian], Moscow 1968.
Paul Vaillant-Couturier, Free Soviet Tajikistan, Moscow 1932.
S. Zeyons, La révolution de femmes au coeur de l’Asie soviétique, Paris 1971.
A. Z. Zhakipova, Development of family and kin relations in Kazakhstan [in Russian], Kazakhstan 1971.
A. Zhumagulov, Family and Marriage among Kirgiz of the Chu Valley [in Russian] Kyrgyzstan 1960.