نساء يقتحمن عالم الرجال في مهنهم ويرفعن شعار “كسب الرزق لم يقتصر على أحد”

تاريخ النشر:

أكتوبر 2023

نساء يقتحمن عالم الرجال في مهنهم ويرفعن شعار “كسب الرزق لم يقتصر على أحد”

دائمًا ما يحصرن الجميع النساء في المهن السهلة، باعتبارهن أصحاب الأيدي الناعمة ولا يقدرن على مهام الرجال، ولكن في حقيقة الأمر فإن المرأة أصبحت تناضل داخل المنزل وخارجه، ولم يعد يقتصر عملها كونها ربة منزل، أو على الأعمال غير الشاقة، فهناك نماذج لنساء كادحات ظهرن وتلألأن على أرض الواقع، يعملن في مهن السباكة، وأعمال اللحامة، والميكانيكة، والجزارة، وغيرها من الأعمال التي يراها البعض أنها مهن الرجال وحدهم، ليأتي هؤلاء النساء ويكسرنا القاعدة.

وفي الموضوع التالي سوف نسلط الضوء على عدد من النماذج النسائية التي أمتهن مهن الرجال “في نظر البعض” ولكن في حقيقة الأمر هي مهن كغيرها من المهن، لكسب رزقهم بالحلال.

أم أدهم” الجزارة الأشهر في الإسكندرية

سيدة ثلاثينية قررت شق طريقها في عالم الرجال، لكسب رزقها بالحلال، لتثبت أنه لا يوجد مهن مكتوبة على اسم الرجال وحدهم. ففي ميدان محطة مر بمحافظة الإسكندرية، تجد محل جزارة هو الأشهر بالميدان تلاحظ فيه زحامًا طوال أيام العام، والمميز في هذه الجزارة أن سيدة هي من تدير المحل، وتقوم بالذبح بنفسها، كما تقوم بمراجعة وجرد الخزينة بشكل يومي، بالإضافة إلى إنها تحاسب الزبائن، ويعمل لديها أكثر من 10 عمال، وتدعى “رشا” ومشهورة في منطقتها باسم “أم أدهم”.

وفي تصريح خاص لموقع “اليوم السابع”، تقول “أم أدهم”، إنها تعمل في مجال الجزارة والذبح منذ 5 أعوام، وإنها تعلمت من أكبر الجزارين طريقة الذبح وتقطيع اللحمة بالشكل الصحيح وأنواع اللحمة، حتى استطاعت أن تكون من المحترفين مثل أي جزار يعمل منذ سنوات طويلة في مجال الجزارة.

وأوضحت إنها واجهت في بداية عملها تحديات من أكثر من مكان عندما يشاهدوا سيدة هي المسئولة عن محل جزارة، ولكن مع مرور الوقت والتعامل معها أثبت عكس ذلك وأنها جديرة بالعمل وثقة الزبائن بها، حتى الجهات الرسمية والتجار يتعاملون معها حاليًا باحترام وتقدير.

وعن حياتها الأسرية، قالت إنها لا تواجه أية مشاكل بسبب عملها بل أنها لاقت تشجيعًا كبيرًا من أسرتها للعمل في هذا المجال.

هند أحمد” ميكانيكي سيارات

تخرجت العشرينية “هند أحمد” من كلية خدمة اجتماعية، وحصلت على 3 دبلومات في الإدارة التربوية وتمهيدي ماجستير، لكنها تركت مجال دراستها حبًا في الميكانيكا، فاستطاعت أن تقتحم عالم ميكانيكا السيارات لجدارتها في هذا المجال، ولم تعبأ بكلام من حولها، فبدأ مشوارها عندما رأتها إحدى صديقاتها تقوم بتصليح سيارة بشكل مبهر، لتقوم بترشيحها للعمل مع والدها في إحدى مراكز التصليح، قائلة في تصريح خاص لـ”الوطن”: “رشحتنى له وخدنى ورُحت واتعلمت واتبنونى وساعدونى وفرحوا بيا جدًا”.

وأضافت: “بشتغل بإيدى فى العربيات على الطريق الدائرى، ومش بشغل بالى بنظرة الناس ليا”.

وأوضحت هند أن والدها كان دافعًا لها للعمل في هذا المجال، ولكن واجهت مشكلة مع باقي عائلتها الذين عارضوا عملها في الميكانيكا، ولكن بعد أن دشنت تطبيق خاص بها متخصص في مجال الميكانيكا يدعى “وش سلندر”، استطاعت أن تلفت النظر إليها لأن فكرة التطبيق تدور حول كونه أول أبلكيشن فى مصر لخدمة وصيانة قطع غيار السيارات، قائلة: “هو وسيط بين مقدم الخدمة، وهو المركز أو الورشة، والعميل صاحب السيارة، بيوصّلك طلبك”.

أم باسم” أشهر سباكة في الدرب الأحمر

لم تخجل “أم باسم” من العمل في السباكة، ولم تنظر إليها إلى كونها مهنة غير مناسبة للنساء، فبعد أن انفصلت عن زوجها وأصبحت تعيل 3 أبناء، ظلت تبحث عن مهنة تنفق منها على نفسها وأولادها، حتى ساقها القدر إلى إعلان عن دورة تدريبية في مجال السباكة، فقامت بالاشتراك بها ومن خلالها تعملت المهنة بشكل احترافي.

عندما التحقت “أم باسم” بالدورة كان الرجال مندهشين من وجودها، هكذا أوضحت لبوابة “أخبار اليوم”، فكيف لسيدة أن تمتهن مهنة تصنف كونها مهنة رجال في المقام الأول؟ ولكن أكملت الدورة التدريبية ولم تهتم بكلام الناس، فبعد 20 عامًا من امتهانها السباكة، استطاعت أن تثبت ذاتها وتسير في مشوارها بخطى ثابتة، لتصبح أشهر سباكة في منطقة الدرب الأحمر، ويعرفها الأهالي بالاسم.

وأوضحت “أم باسم” ردود أفعال الأهل والأصدقاء الذين استنكروا عملها في البداية، قائلة: “أهلي كانوا رافضين تمامًا عملي”.. ولم تستسلم لهذه التعليقات وردود الأفعال السلبية أبدًا، فلم تمتهن السباكة فقط بل أصبحت الآن تقوم بتعليم مجموعة من الفتيات أصول المهنة، لأنها ترى أن هذه المهنة لا تقتصر على الرجال فقط.

في موضوعنا هذا، قمنا بعرض نماذج لعدد من السيدات والفتيات أمتهن مهن يظنها البعض “صعبة”، ولكن في حقيقة الأمر أن النساء يستطعن امتهان أي مهنة طالما لم تعرض حياتها للخطر، وأنها واحدها الأقدر بمعرفة ما يناسبها وما لم تستطع فعله أو لم يتناسب مع شغفها، ففي عصرنا هذا ومع تطور التكنولوجيا سيكون من العيب حتى الآن فرض سيطرتنا على المرأة باعتبارها غير قادرة على فعل الأشياء، فالتاريخ قد أثبت لنا على مر العصور قدرة المرأة في قيادة الطائرة والسفر إلى الفضاء، فلم يعد هناك بعد مهن مقتصرة على الرجال وحدهم.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات