الختان الفرعوني حرمان كامل للحقوق الجنسية
انتشر الختان الفرعوني للنساء في دول أفريقيا منذ زمن طويل، وعلى الرغم من أنه تم منعه وتجريمه عالميًا بل أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الختان الفرعوني للإناث لم يعد موجودًا اليوم، إلا أن هناك بعض الحالات التي ما زالت تحدث في بعض المناطق في إفريقيا، وهذه الحالات تكون في تكتم تام حتى لا يتعرض فاعليها للمسائلة القانونية.
ويختلف الختان الفرعوني عن غيره من أنواع الختان المتعارف عليها، والذي يعد هم أيضًا اعتداءً على المرأة، إلا أن “الفرعوني” يسبب تشويه كامل في الأعضاء التناسلية الأنثوية. حيث يتم في الختان الفرعوني بتر أو إزالة للأعضاء التناسلية للأنثى إزالة كاملة أو جزئية، ويرجع ذلك لأسباب ثقافية للبلد التي يتم فيها هذا الفعل المجرم، كنوع من حماية شرف المرأة، كما يزعمون.
وهناك إحصائيات سابقة للأمم المتحدة بتؤكد أن بعض من السودانيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين الرابعة عشرة والتاسعة والأربعين، يتعرضن للختان الفرعوني وتخييط الفرج دون تفرقة بين القبائل المتحضرة أو الريفية فكلهن سواء.
هو استئصال جراحي للأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية وتخيط الفرج بالكامل مع ترك فتحة بسيطة للتبول وخروج دم الحيض، ينتج عنه تشويه كامل للأعضاء الجنسية، لضمان الحفاظ على عذريتها وعدم التعامل جنسيًا معها إلا بعد إجراء عملية أخرى لفك الخيط ولا يتم هذا إلا بوجود أحد من أهل العريس للتأكد من عذرية الفتاة.
العملية عادة ما تكون مصحوبة بإزالة كلية أو جزئية لحشفة البظر، وتترك خلفها جدارًا من الجلد واللحم عبر فتحة المهبل، كما تتشكل جلود أخرى في بقية منطقة العانة. ويقوم مُنفذ العملية بإدخال غصين أو شيء مشابه له إلى أن يُشفى الجرح.
عند الانتهاء من عملية الختان يستلزم على الفتاة البقاء من أسبوعين إلى أربع أسابيع دون حركة حتى تستطيع التشافي من مخلفات العملية.
وعند الزواج يتم فتح المهبل بطرق مختلفة ومنها قطع الأنسجة بسكين، وينفتح بقوة خلال الولادة ويعود للانغلاق مجددًا في عملية تُعرف باسم ترميم البظر “deinfibulation”.
أنواع ختان الإناث
هناك أربعة أنواع لعملية ختان الإناث، وهم:
-
الخفْض: ويشمل الإزالة الجزئية أو الكلية للبظر.
-
النوع الثاني بيتم فيه إزالة البظر والشفرين الداخليين أو الخارجيين أو كليهما معًا.
-
التبْتيك أو الختان الفرعوني: وهو إزالة بعض أو كامل الأجزاء الخارجية من العضو التناسلي الأنثوي وخياطة أو تضييق المهبل.
-
النوع الرابع يتضمن أي شكل من أشكال الإضرار المتعمد بالأعضاء التناسلية سواء بالحرق أو القشط أو الثقب أو غيرها.
دول انتشرت فيها الختان الفرعوني
انتشر الختان الفرعوني في أفريقيا؛ خاصة في شمالها ولعل أبرز الدول التي بدأ منها أو انتشر فيها في وقت لاحق هي كل من إثيوبيا، إريتيريا، جيبوتي، الصومال، ثم السودان.
أضرار الختان الفرعوني وتأثيره على النساء جسديًا ونفسيًا
يسبب الختان الفرعوني للأعضاء التناسلية الأنثوية المتمثل بالأساس في إزالة الشفرتان الصغيرتان والكبيرتان ثم خياطتهما مع الفرج، في أضرار ومخاطر جسدية على صحة النساء، ومنها:
-
تلف الجهاز البولي لفترات طويلة مما يعني تجمع البول داخل جسم الفتاة.
-
حدوث ألم مزمن بعد العملية ويستمر لفترات طويلة ويؤثر على الحياة اليومية للفتاة.
-
حدوث عدوى بالأعضاء التناسلية الأنثوية، تؤدي لأمراض خطيرة.
-
زيادة تعرض الفتيات والنساء للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”.
-
قد تسبب أيضًا هذه العملية تدهور في الصحة الإنجابية وتصل إلى انعدام الحمل.
-
تعاني النساء اللاتي أجريت عليهن عملية الختان الفرعوني من مشاكل نفسية عدة تتمثل في قلة الثقة بالنفس، والإكتئاب، والرهاب، وقد يصل تدهور الصحة النفسية لتلك النساء إلى الإنتحار.
-
قد يتسبب في احتجاز الجنين لفترة طويلة على العِجان، مما يزيد من خطورة حدوث تلف شديد في أنسجة الأم، بالإضافة لخطورة حدوث وفاة للجنين.
-
تعاني النساء اللاتي أجريت عليهن هذه العملية، من البرود الجنسي أثناء العلاقة.
-
قد يؤدي للوفاة لبعض الحالات التي تعرضت لهذه العملية، بسبب النزيف الداخلي.
اعتماد مصطلح “تشويه الأعضاء التناسلية للإناث” لعملية الختان الفرعوني
يتم الإشارة إلى عملية الختان الفرعوني للإناث بمصطلح “قطع الأعضاء التناسلية للإناث” ” Female genital Cutting” أو “تشويه الأعضاء التناسلية للإناث” “Female genital Mutilation”، وتم اعتماد هذه المصطلحات في المؤتمر الثالث للجنة البلدان الأفريقية المعنية بالممارسات التقليدية التي تؤثر على صحة النساء والاطفال في اديس ابابا.
وفي عام 1991، أوصت منظمة الصحة العالمية بأن تتبنى الأمم المتحدة هذه المصطلحات مما أدى إلى استخدامها على نطاق واسع في وثائق الأمم المتحدة. كما أن منظمة العفو الدولية ومنظمة الصحة العالمية تشير في أغلب الأحيان بالنسبة لموضوع ممارسة ختان الإناث إلى أن استخدام مصطلح “تشويه الأعضاء التناسلية للإناث” يعزز فكرة أن هذه الممارسة تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان بما فيها من نساء وفتيات.