المراهقات فريسة سهلة للابتزاز الإلكتروني.. ماذا يفعلن؟
تاريخ النشر:
أغسطس 2023
بقلم:
المراهقات فريسة سهلة للابتزاز الإلكتروني.. ماذا يفعلن؟
أصبحت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني في قمة الجرائم المرتكبة في حق الأشخاص في السنوات الأخيرة، والتي يقع في شباكها العديد من الفتيات وخاصةً اللاتي في سن المراهقة، فنجد أن المبتزين عادةً ما يستهدفون الفتيات والطفلات صغار السن لعدم خبرتهن الكافية بالحياة ولعزوف الأسرة عن أهمية التوعية الجنسية الصحيحة منذ الصغر، ويقوموا بخداعهم تحت وهم “الحب” والارتباط العاطفي، ومن هذا المنطلق يقع ذلك سببًا من أسباب خضوع الطفلات المراهقات لتلبية رغبات المبتز لها ومن أبرزها حالات الإجبار والإلحاح في إرسال المراهقة صوراً لها وأحياناً مقاطع فيديو مصورة سواء كان ذلك مصحوبًا برضائية منها أو بالإكراه.
يتطور الأمر مع مرور الوقت حيث يقوم المبتز بإكراه الضحية معنويًا للحصول على مكاسب مادية أو مقابل جنسي صريح باتباع أسلوب الترهيب والتهديد والمساومة بنشر أسرارهم الخاصة وتشوية السمعة ويصل الأمر إلى التهديد بالتواصل مع أسرتها بهدف زيادة خوفها من ردة الفعل وما ينتظرها من عنف أسري محتمل، وعادة ما ترغب الضحية في عدم مشاركتها علنًا، وتصبح بعد ذلك فريسة سهلة المنال لرغباته المادية والجنسية وفي بعض الحالات يستمر الأمر لسنوات طويلة.
ويمكن أن يزج بالذكور أيضًا في قائمة الضحايا لهذا النوع من الابتزاز والتهديد، وإن كان بدرجة أقل من الإناث نسبيًا.
هناك عدة وسائل من خلالها تقع الطفلات بداية من الـ10 سنوات وحتى يصبحن فتيات في سن المراهقة كضحية للابتزاز الإلكتروني، حيث نستعرض البعض منها:
-
يمكن أن تصل الصور للشخص المبتز عن طريق اختراق الحسابات الشخصية للضحية على مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك، انستجرام”.
-
الهاتف المحمول يعد قنبلة موقوتة في أيدي المراهقات، فيمكن المبتز أن يستغل صغر سن الضحية وعدم إدراكها الكامل، ويقوم بإرسال رابط هاكر، تسبقه عباراة جاذبة للنظر، لخداع الضحية ويثير الفضول ومن ثم تصبح بيانات ومعلومات الفتاة المحفوظة على الهاتف بالكامل تحت تصرفه، ومنها الصور الشخصية ومقاطع الفيديو الخاصة، التي لم تشاركها مع أحد من قبل لطبيعة خصوصيتها، ويبدأ الجاني في استغلالها وتهديدها لإرسال المزيد من الصور العارية أو يطالبها بأوضاع جنسية معينة لإرضاء رغباته.
-
بعض المبتزين لديهم إمكانية استعادة محتويات الهاتف المحمول بالكامل بعد بيعه وهذا الأمر يستوجب الحرص.
-
في بعض الحالات يمكن أن ترسل الضحية بنفسها صورها وفيديوهاتها في أوضاع غير لائقة للمبتز، بعد أن أوهمها بالحب، ومن بعدها يستغل هذه البيانات بتهديدها لإرسال المزيد أو عرضها على مواقع إباحية للتربح منها وللتشهير.
-
المكالمات الصوتية و”الفضفضة” العاطفية والمحادثات الغرامية للفتاة يأتى أحيانًا نتيجة لأنها لم تحظى بالتوعية والدعم من الأسرة، أو أنها لن تشعر باحتواء منهم، فتبحث عنه خارج إطار الأسرة، ليكون ذلك أحد الوسائل التي يبتز بها الضحية، بتهديدها وطلبه منها توطيد العلاقة بينهم لما هو أكثر من المكالمة.
ماذا تفعل الفتيات إذا كانت ضحية للابتزاز الإلكتروني؟
إذا كنتِ تظنين أنكِ لن تقعي ضحية لـ”الابتزاز الإلكتروني” في يومًا ما، فربما أنتِ على خطأ، فالمبتزين لديهم طرق ملتوية لإيقاع الضحية، وهذه الطرق متجددة بشكل مستمر، لذا دعونا نخبركم بما عليكِ فعله إذا كنتِ ضحية للابتزاز الإلكتروني في وقتًا من الأوقات:
1- أولًا لا تحاولي الرد على الشخص المبتز، ولا حتى بإقناعه بعدم تنفيذ تهديده بنشر الصور، فهذه الطريقة تثبت له خوفك وقد يتمادى في طلبه وتهديده.
2- لا تستجيبي لطلبه أبدًا، سواء بدفع الأموال أو بالاستجابة له بتصوير المزيد من مقاطع الفيديو والصور الخاصة لكِ.
3- احتفظي بالمحتوى الذي يبتزك به، ولا تقومي بمسحه، بالإضافة إلى ضرورة الاحتفاظ برسائل التهديد، سواء كانت صوتية أو مكتوبة، فهذا دليل قوي يُدينه.
4- بعد الاحتفاظ بكل أدلة الإدانة، قومي بحظر الشخص المبتز من على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، وقومي بتغيير كافة كلمات المرور الخاصة بحساباتك وبريدك الإلكتروني.
5- يجب أن تخبري شخصًا موثوقًا بما حدث معكِ، فلا تكوني بمفردك، لتحصلي على الدعم الكافي، وحتى تصمدي لمواجهة هذا المبتز.
6- أخيرًا، لا تترددي في الاتصال بالجهات المعنية بالأمر، والإبلاغ عن المبتز في إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، فيمكن الإبلاغ عن أي محاولات للابتزاز من خلال موقع وزارة الداخلية، أو من خلال الخط الساخن على الرقم 108.
دور الأسرة في مواجهة وردع الابتزاز الإلكتروني
يعد دور الأسرة هو حجر الأساس الذي يجب البناء عليه لمواجهة الابتزاز الإلكتروني، فعلى الآباء والأمهات أن يعوا أن أبنائهم في سن المراهقة وليس لديهم القدرة الكافية على إتخاذ القرار الصحيح، وهو ما يجعل الفتيات الضحايا فريسة سهلة لتصيدها من قبل المبتز، فمع الانفتاح وتقدم التكنولوجيا الآن أصبح لدى المبتزين طرق وأساليب عديدة يستطيعون من خلالها الإيقاع بالضحايا، ومنها اختراق هاتف وجهاز الحاسوب الخاص بالضحية.
رد فعل الأسرة في مواجهة وردع الجاني له تأثير ودور إيجابي، من خلال:
-
تعزيز ثقة البنت بنفسها وإعطاء الشعور بأن أسرتها بالكامل تثق بها وستظل معها لمواجهة الابتزاز التي تعرضت له.
-
تقديم الدعم الكامل للفتاة، وعدم توبيخها على ما فعلته والحديث معها بهدوء وتوعيتها لعدم الإيقاع في مثل هذه الفخاخ مرة آخرى.
-
يجب أن تشعر الفتاة باهتمام الأسرة بها في كل وقت، وعدم إهمالها أبدًا، حتى لا تبحث عن ما يقدم لها الحنان والاهتمام خارج المنزل.
-
يجب أن تشعر الفتاة بالأمان الكامل تجاه أسرتها، وأن هناك تفاهم داخل الأسرة، فهذا سيقطع الخيط الذي يستخدمه المبتز في تهديد الضحية بأسرتها.
عقوبة الابتزاز الالكتروني
نصت المادة 325 من قانون العقوبات على أنه: “كل من اغتصب بالقوة أو التهديد سندًا مثبتًا أو موجدًا لدين أو تصرف أو براءة أو سندًا ذا قيمة أدبية أو اعتبارية أو أوراقاً تثبت وجود حالة قانونية أو اجتماعية أو أكره أحداً بالقوة أو التهديد على إمضاء ورقة مما تقدم أو ختمها يعاقب بالسجن المشدد”.
ونصت المادة 326 من قانون العقوبات على أنه: “كل من حصل بالتهديد على إعطائه مبلغا من النقود أو أي شيء آخر يعاقب بالحبس، ويعاقب الشروع في ذلك بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين”.
كما نصت المادة 327 من قانون العقوبات على أنه: “كل من هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال معاقب عليها بالقتل أو السجن المؤبد أو المشدد أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور مخدشه بالشرف وكان التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر يعاقب بالسجن، ويعاقب بالحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب أو بتكليف بأمر، وكل من هدد غيره شفهياً بواسطة شخص آخر بمثل ما ذكر يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين أو بغرامة لا تزيد على خمسمائة جنيه سواء أكان التهديد مصحوباً بتكليف بأمر أم لا، وكل تهديد سواء أكان بالكتابة أم شفهياً بواسطة شخص آخر بارتكاب جريمة لا تبلغ الجسامة المتقدمة يعاقب عليه بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تزيد على مائتي جنيه”.