اليوم العالمي للصحة النفسية.. ضغوطات النساء إنذار ما قبل الانفجار
تاريخ النشر:
أكتوبر 2023
اليوم العالمي للصحة النفسية.. ضغوطات النساء إنذار ما قبل الانفجار
يصادف اليوم 10 أكتوبر من كل عام، اليوم العالمي للصحة النفسية، والذي أقرته الأمم المتحدة. وجاء الاقتراح بالاحتفال بهذا اليوم سنويًا، كمبادرة من الاتحاد العالمي للصحة النفسية، وهي منظمة دولية للصحة النفسية بالاشتراك مع أعضاء وشركاء في أكثر من 150 بلدًا. وبدأت الاحتفالات الرسمية بهذا اليوم العالمي في عام 1992، لتسليط الضوء على قضايا الصحة النفسية، وبما أننا في “صوت” نعمل على إعلاء صوت النساء، فدعونا نلقي الضوء على كثرة الأعباء النفسية التي تتعرض لها النساء في مختلف جوانب حياتها، داخل أسرتها الصغيرة، ومن أقرب الناس إليها، كأقارب الدرجة الأولى من الآباء والأمهات أو حتى الزوج، وفي إطار العمل والحياة الاجتماعي الخارجية، والتي تمثل لها ضغطًا كبيرًا يجعلها تفعل الجرائم في نفسها “كالانتحار” أو في غيرها “كقتل الزوج والأبناء” دون وعي منها بما ينتظرها في المستقبل.
وبالحديث عن انتحار النساء لمرورهم بأزمات نفسية سيئة، كنا قد رصدنا في مبادرتنا “صوت لدعم حقوق المرأة”، خلال شهر أغسطس الماضي فقط، عدد حالات الانتحارات من النساء، والتي كانت حوالي 25 أنثى، في 10 محافظات مختلفة، تتراوح أعمارهن ما بين 25 عامًا، إلى 45 عامًا. وقد اعتمد التقرير الإحصائي في رصد الحالات على الأخبار المنشورة عبر مواقع إلكترونية لصحف مصرية تنوعت بين صحف خاصة وقومية مما يعتد بها كمصدر أساسي للمعلومات والبيانات.
هناك بعض الاضطرابات الأكثر شيوعًا التي تعاني منها النساء بشكل خاص، ومنها: الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، كما أن هناك أنواع معينة من الاضطرابات التي تنفرد بها النساء وحدها، وعلى سبيل المثال، قد تعاني بعض النساء من أعراض الاضطرابات النفسية في أوقات تغير الهرمونات، مثل اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة، واضطراب ما قبل الحيض الاكتئابي، وهذا وفق لما حدده موقع وزارة الصحة والسكان المصرية.
كما أن للعوامل الاجتماعية والاقتصادية دورًا في تعرض النساء لخطر الاضطرابات النفسية أكثر من الرجال، ولكن ومع ذلك نجد النساء دائمًا ما تكتم مشاعرها وترفض التحدث عنها، كنوع من تحمل مسؤولية المحيطين، وهذا ما يؤثر بالسلب أكثر على صحتهن النفسية، التي تخرج أحيانًا في شكل “جرائم كبت للمشاعر”.
ويمكن أن يخرج “كبت المشاعر” هذا في شكل الانتقام من نفسها أو عدم تحمل ما يجري حولها، بقرار التخلص من حياتها. وكانت منظمة الصحة العالمية أوضحت من هم المعرضون للانتحار، لتؤكد في دراساتها أن ثمة صلة قوية بين النزاعات والعنف وسوء المعاملة والشعور بالعزلة بالسلوك الانتحاري، وهو ما تتعرض له بالضبط النساء في مصر، من تعنيف وسوء معاملة من الدائرة المقربة، ويدخل في ذلك العنف الأسري والتعرض للضرب والإهانة من الآباء والأخوة ومن الزوج، بالإضافة لتعرضها للاغتصاب الزوجي، الذي يعتبره الزوج حق شرعي مهملًا سوء حالتها النفسية في أي وقت.
كما أكدت منظمة الصحة العالمية أن كثيرًا من حالات الانتحار تحدث باندفاع في لحظات الأزمة عندما تنهار قدرة المرء (السيدة) على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو الانفصال أو الطلاق أو الآلام والأمراض المزمنة.
ما الذي يؤثر على صحة المرأة النفسية؟
هناك عدد من العوامل التي وضعتها وزارة الصحة والإسكان المصرية، والتي تؤثر على صحة المرأة النفسية، ومنها:
– الفقر، والعمل بشكل رئيسي في المنزل، والمخاوف بشأن السلامة الشخصية، يمكن أن تجعل النساء يشعرن بالعزلة الاجتماعية، والتي ترتبط بشكل أساسي بمشاكل الصحة النفسية.
– تتعرض النساء للعنف الجنسي أكثر من الرجال، وهذا ما يجعلهم يتعرضون للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة أكثر من الرجال.
– عندما تجد المرأة صعوبة في التحدث عن مشاعرها، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل مثل الاكتئاب، وقد يعبرون عن آلامهم العاطفية من خلال إيذاء النفس، في حين أن الرجال أكثر عرضة للتعبير عن مشاعرهم من خلال السلوك المعادي أو العنيف.
– في الاغلب نجد أن المرأة هي الراعية الرئيسية لأطفالها أكثر من الرجل، وقد ترعى الأقارب الأكبر سنًا أو المعاقين أيضًا. من المرجح أن تعاني مقدمات الرعاية من القلق والاكتئاب أكثر من النساء الأخريات.
– من المرجح أن تعاني النساء من المشاكل المادية أكثر من الرجال، وهذا ما يؤثر على صحتهم النفسية بالتأكيد.
– يمكن أن يكون للاعتداء الجسدي والجنسي تأثير طويل المدى على الصحة النفسية للمرأة ، خاصةً إذا لم تتلق أي دعم
رسالة منظمة الصحة العالمية في اليوم العالمي للصحة النفسية
يأتي اليوم العالمي للصحة النفسية 2023، فرصة للأفراد والمجتمعات المحلية لنصرة موضوع “الصحة النفسية حق عالمي من حقوق الإنسان” من أجل تحسين المعارف وإذكاء الوعي والدفع قدمًا بالإجراءات التي تعزز وتحمي الصحة النفسية للجميع باعتبارها حقًا عالميًا من حقوق الإنسان، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية، على أن الصحة النفسية هي حق أساسي من حقوق الإنسان المكفولة للجميع. ولكل شخص، أيا كان وأينما كان، ويشمل ذلك الحق في الحماية من مخاطر الصحة النفسية، والحق في الحصول على رعاية في المتناول وميسورة ومقبولة وذات نوعية جيدة، والحق في الحرية والاستقلال والإدماج في المجتمع المحلي.
وتشير “الصحة العالمية” إلى أن شخص واحد من كل ثمانية أشخاص في العالم يتعايش مع اعتلال من اعتلالات الصحة النفسية التي يمكن أن تؤثر على صحتهم البدنية، وسبل عيشهم. ولا ينبغي أبدًا أن تشكل الإصابة باعتلال من اعتلالات الصحة النفسية سببًا لحرمان شخص من حقوق الإنسان المكفولة له أو استبعاده من اتخاذ القرارات المتعلقة بصحته. ومع ذلك، لا يزال الأشخاص المتعايشون مع اعتلالات نفسية يعانون في جميع أنحاء العالم من مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان.