الموت بسبب الخوف ووصمة العار من الطلاق
كأفارقة، ومسيحيون تحديداً، فإن المجتمع يخبرنا أنك في حالة الزواج من مرأة أو رجل، فلا يمكن الزواج مرة أخرى. فأنتما اجتمعتما معاً والموت وحده بإمكانه التفريق بينكما. لكن بالنسبة للكثير من النساء والرجال فأن الموت فرقهم من شركائهنْ/شريكاتهم لأن العيش معهم هو الموت نفسه. عندما تخبري أي شخص بعنف زوجك، فسيقولون لك أنك زوجة سيئة، لماذا من الأساس تشاركين ما تمرين به في زواجك مع الآخرين؟ فمن المفترض أن يكون بينكما، وكزوجة فيجب عليكي تحمل المعاناة والعذاب و أن تحافظي على الزواج حتى تتجنبي العار لك ولأسرتك. يقولون لا يمكن أن تكون ابنتنا فاشلة في الزواج، ستجلبين لنا العار. لكن أليس من الأفضل أن تمر الواحدة بتجربة زواج فاشلة لكن تستمر في الحياة؟ حسناً، أنا أفضل الحياة أكثر من زواج عنيف وغير سعيد.
في مرات يأتي العنف لاحقاً، في حالة أن يكون الرجل بدون قدرة جنسية، أو أزيل رحم المرأة قبل الزواج. وبينما هذه ظروف مؤسفة، فيجب على الشخص أخبار شريكه قبل الزواج بمثل هذه المشاكل الممتدة، لأن بمقدور الفشل في ذلك التسبب في العنف على المدى الطويل. في الماضي، عندما يكون الرجل فاقد للقدرة الجنسية، تقوم أسرته بإجباره على الزواج. ولا تكنْ المرأة على علم بالأمر، حتي يظهر أخ أو أب زوجها في غرفة النوم للقيام بالواجبات الجنسية بالإنابة عن العريس. وبينما نجح الأمر في بعض الحالات، فإنه كان مستحيلاً في أخرى.
قبل سنوات مضت، وفي أحدى قرى غرب أوغندا، أجبرت أسرة ابنها الشاب والذي يعاني من العجز الجنسي على الزواج حتى يحافظوا على سره. وذلك لأن بقاءه دون زواج يدل على مشكلة فيه. وعلى هذا الأساس اختيرت المرأة وتزوج الاثنان دون أن يخبرها الرجل أو أسرته بالأمر. أخبرت الزوجة بعد الزفاف، وأتفق على أن ينام إخوان الرجل مع زوجته لتنجب ويتم ضمان أن الآخرين لن يشكوا في أمر زوجها. أنجبوا أطفالاً وعاشوا في سعادة، وكانت كل الأمور على ما يرام إلى أن ذهبت الأسرة لحضور زواج لجيرانهم. ودون إدراك الرجل، انكشف ما كان يخفيه. وفي الليلة المصيرية، طلب الرجل من زوجته العودة معه إلى المنزل، لكنها رغبت في الاستمتاع بالحفل، وقالت أن حماها سيرافقها إلى المنزل. وفي طريق الرجل خارجاً، قام بعض الشبان بالسخرية منه والتعليق على حالته الجنسية. وصل الرجل إلى المنزل غاضباً من أن سره انكشف، جهز خنجره وفي لحظة وصول الزوجة، قام بإغلاق الباب وقطعها إلى ثلاث أجزاء، وشرب السم بعد ذلك لينهي حياته أيضاً. كان بالإمكان ألا يموت الرجل أو المرأة في حالة الصدق من البداية، وأيضاً لم يكن على أهل الرجل إجباره على الزواج وهم على علم بحالته وعدم شعوره بالأمان. لكن إلى الآن ما يزال نفس الأمر يتكرر.
خلال نشئتي في القرية، كان لنا جاراً اعتاد إخبار بناته أنه من غير المسموح لهنْ العودة إلى المنزل بعد الزواج مطلقاً إلا من أجل الزيارات فقط. وكان يقول “عندما أزوجك، ينتهي انتماءك للبيت، لن أرغب في رؤيتك تعودين بحقائبك وتطالبين بالانفصال والطلاق من زوجك. وإذا قررتي الانفصال عنه، عليك إيجاد منزل آخر لتقيمي فيه. فأنا لم أربي أي واحدة منكنْ من أجل زيجات فاشلة. أنا وأمكم قضينا رفقة بعضنا 40 عاماً ولم ننفصل“. يشكل هذا عبئاً على بناته في إيجاد الأزواج المثاليين، الذين لا يسببون لهنْ الأذى، أو يعاملونهنْ بلا مبالاة. و يضع عليهن حمل أن يستحملنْ ضرب وصفع أزواجهنْ، ويقبلن الاحتفاظ ببعض الأسرار الخطيرة، التي كانوا لن يقبلنْ فيها استمرار الزواج في ظروف أخرى. تخيلي أن تتزوجي سارقاً، دون مقدرتك على تركه لأن والدك لا يرغب في عودتك إلى المنزل.
هناك الكثير من الجرائم والحزن غير الضروري الذي يمكن تجنبه بانفصال الناس عن بعضهم. الكثير من الأطفال الأبرياء تم قتلهم من قبل والديهم الذين لم يكن بوسعهم الاستمرار، فهناك الكثير من الخداع والحزن في الأسر. لكن لماذا تنقلب الحياة إلى دماء، إذا كان بمقدورنا بسهولة الابتعاد؟
كان من اليسير علي رؤية مثل هذه الأشياء تحدث في كثير من الأسر خلال نشأتي، فمنزلنا كان على مقربة من طريق قرية صغيرة، وكل يوم يمر رجل على الأقل وهو يطارد زوجته حاملاً رمح، أو حربة أو عصا في يده. أحياناً، يهتف مجموعة من الناس بحماس، أو يحاول أفراد من الأسرة والأصدقاء منع الرجل من قتل زوجته. آه، دون نسيان الأطفال العراة الباكين وهم يركضون خلف والديهم، الذين ربما يأذون بعضهم البعض في وضح النهار. كانت أمي بمثابة القاضي أو المستشار، واستطيع التذكر بشكل جيد أنه في مساء كل يوم تأتي إحدى النساء إلى منزلنا، لتخبر أمي بمشكلتها مع زوجها. “زوجي يضربني” أو “أنا خائفة على حياتي” وهكذا يقلن لها، فتنصحهن بالذهاب إلى الشرطة، أو العودة إلى منزل أسرهنْ لتجنب الموت على أيدي الأزواج العنيفين. أتذكر محاولاتها في التحدث مع الأزواج، وطلبها منهم عدم التصرف بحيوانية تجاه زوجاتهم، وبصورة خاصة من أجل أطفالهم. وهناك كلام عن أن بعض النساء يقمن بضرب أزواجهن، ما يعني أن الإساءة ليست ذات اتجاه واحد. هنالك امرأتين بالتحديد اتهمتا بضرب زوجيهما، لكن الزوجين كانا خجولين ولم يطلبا العون.
في أحد الأيام، قرر جارنا الذي دائماً ما يتعارك مع زوجته؛ ينفصلا ثم يعودان لبعضهما، قرر ألا يعيدها إلى المنزل في حالة مغادرتها، وعزم على تربية أطفالهما لوحده. لذا قررت أمي التحدث معه ، وسألته أن يذهب ويقوم بالاعتذار من أسرة زوجته، ويعودان للعيش معاً حتى يتمكنان من تربية الأطفال سوياً. همس لها أنه من الأفضل أنهما أنفصلا، لأن زوجته كانت تمارس ضده العنف و تضربه في كل ليلة، لكنه خاف من التحدث عن الأمر، لأن ذلك سيظهره كرجل ضعيف. وقال “كيف أخبر نسابتي بأن ابنتهم تضربني؟ لن يصدقني أحد، في الغالب سيضحكون علي لأنني ضعيف جداً“. عانى هذا الرجل دون امتلاك القدرة على الإفصاح، لكنه ذهب إلى أسرتها في نهاية الأمر وترجاها للعودة ، ودفع لأسرتها ما يشبه الضريبة ليسمحوا لها بمرافقته. وفي بداية السنة، مات الرجل بشكل مفاجئ، وانقلب كل سكان القرية على المرأة، يلومونها على تسميم زوجها. ولا أحد يعلم إن كانت فعلت ذلك أم لا.
الكنيسة الكاثوليكية تحديداً تسمح للزوجين بإلغاء الزواج بعد 14 يوماً من الزفاف. كيف يحدث ذلك؟ يخبرني الأب بول أن كثيراً من الأزواج لا يعلمون عن هذا الأمر، لأنه حتى في حالة إخبارهم بهذه المعلومات المهمة، فإنهم يكونون متحمسين للزواج ولا يعيرون الأمر أهمية. بعد الانتهاء من عقد الزواج المقدس، يحصل الزوجين على مدة 14 يوم لتحقيق شروطه الكاملة. وفي حالة وُجد أن أحد الطرفين لا يستطيع الإيفاء بالواجبات الجنسية، فمن حقهما الرجوع إلى الكنيسة وإنهاء الزواج. وأيضاً في حالة اكتشف أحد الزوجين سر كبير عن شريكه ولا يستطيع العيش معه لبقية حياته، فبإمكانه استخدام مدة ال14 يوم لإنهاء الزواج قبل أن يدخلا في حياة الندم والحسرة. ومع ذلك، يوضح الأب بول أن الزواج يمكن انهاؤه فقط في حالة لم يتم اختباره. بمعنى أن ما يكمل الزواج هو الممارسة الجنسية. وفي حالة ممارسة الجنس مع زوجك/زوجتك في الأيام ال14 فحينها لا يمكنك التراجع عن الزواج.
تصرح الكنيسة الكاثوليكية بأن “الزواج الذي تم اختباره واستكمل، لا يمكن حله بواسطة أي قوة بشرية أو لأي سبب سوى الموت” (تعاليم الكنيسة الكاثوليكية 2382). وهو الذي يتم تحقيقه من قبل القس فقط، استناداً على سلطة امتلاكه حقيقة الكتاب المقدس في الحل والربط. يخبرني الأب بول عن فسخ الزواج، ويعرف عادة بالطلاق الكاثوليكي، فيشرح أن الطلاق المدني (الذي يحدث ضمن قوانين المحاكم) لا ينهي الزواج الكنسي. فعندما يذهب شخص للمحكمة ويطلق زوجته/أو زوجها، فإن الزواج غير ملغي من الكنيسة، لأنه يستمر للأبد. إذاً ما الذي يؤدي إلى إلغاء عقد الزواج؟ يقول لي الأب بول أن الموافقة هي من الأسباب الأساسية؛ فيمكن إلغاء الزواج عندما لا يكون هناك موافقة. يوضح الأب بول أن في بعض الحالات، لم يكن الناس ينوون الزواج. أو ربما كذب الرجل أو المرأة على الآخر بصورة متعمدة بشأن أمر غاية في الأهمية مثل عدم المقدرة على الإنجاب. لكن رغم ذلك على من يطالب بالإنفصال تقديم أدلة أن شريكه لم يطلعه على هذه المعلومات خلال فترة الخطوبة. سبب آخر لإنهاء الزواج في إطار الموافقة، هو في حالة حضور امرأة أخرى في يوم الزواج، وإجبار الرجل من قبل أسرته بأن يتزوجها. في أزمنة سابقة، لم يكن مسموحاً للمرأة أن تتزوج قبل أخواتها الأكبر سناً، لذا في حالة قدم الرجل إلى الأسرة طالباً يد الأصغر سناً، تقوم الأخت الكبرى بالحضور يوم الزواج بدلاً عن الصغرى، ويجبر الرجل على الزواج منها. إذاً في حالة تزوج المرء على هذه الشاكلة، فإن بمقدوره إنهاء الزواج.
الخيانة الزوجية سبب أخر و لكنها الأصعب من حيث إثباتها. في حالة امتلاك الشخص دليل، فبإمكانه إنهاء الزواج، لكن عندما يكتشف الرجل خيانة زوجته أو العكس، يجب أن لا يناما مع بعضهما مجدداً، حتى يأتي زمن فسخ الزواج. وبحسب الأب بول، تسجل الواقعة وترسل إلى أبرشية القرية. ومن هناك يتم إرسالها إلى روما للنظر فيها. ويتطلب الأمر مدة تزيد على السنتين. هذا من أجل منح الزوجين فرصة للتصالح، فلربما يقرر الطرف المتضرر الصفح عن الآخر. وإذا لم تكن هناك علاقة حميمة أو مصالحة لمدة أكثر من عامين، ووجد دليل دامغ، فحينها يمكن إنهاء الزواج. وفي حين أنه من السهل أن تسامح المرأة زوجها على خيانته، فإن العكس ليس صحيح. الكثير من الرجال لن يسامحوا نساءهم في حالة الخيانة الزوجية. وبينما هذه حالة أصيلة لإنهاء الزواج لكن اثباتها يبقى مستحيلاً.
الحالة الأخرى لإنهاء الزواج، والتي أهتم بها للغاية، هي الأذى الجسدي، وبحسب الأب بول، يتم التعامل معها بصورة فورية، لكن دائماً تفريق الزوجين هو الخطوة الأولى. في حالة تسبب الضرر من الرجل أو المرأة للشريك الآخر، تحاول الكنيسة الإصلاح بينهما لكن إذا كان الأمر كبيراً يتم نصحهما بالفراق. لا تتخذ المحكمة خيار إنهاء الزواج مباشرة في هذه الحالة، لأن معظم ضحايا العنف لديهم قابلية للصفح. يخبرني الأب بول أنه سيكون من الغرابة انهاء زواج وبعد ثلاث سنوات يأتي نفس الزوجين ويطالبون بالزواج مجدداً لأنهما تصالحا. هذه الظاهرة موجودة في أشكال العنف المنزلي التي يتم التبليغ عنها في أقسام الشرطة، فعندما تشتكي المرأة الرجل ويتم القبض عليه، تأتي بعد يومين وتترجى الشرطة لإطلاق سراحه. و هذه هي واحدة من القضايا المعقدة التي يصعب التعامل معها، لكن في حالة تبليغ الضحية عن حالة أذى جسدي، يتم إيلاء القضية إهتمام خاص وينصح الزوجين بالانفصال، وتكتب رسالة إلى روما حيث يتم مراجعة الوقائع وإنهاء الزواج. عكس ما يحدث في حالة الطلاق المدني، ليس للكنيسة الحق في تقرير أي من الزوجين سيقوم بتربية الأطفال بعد إنهاء الزواج ، و ينصح الزوجين بالذهاب إلى محكمة مدنية من أجل حضانة الأطفال. واحدة من الأسباب الرئيسية في عدم تساهل الكنيسة مع الطلاق هو الإيمان أن الرب هو من قام بتوحيد هذين الزوجين، ولا يمكن لأحد التدخل في مشيئة الرب.
هناك الكثير من الابتزاز في المجتمع، في حالة قرر الشخص الانفصال والمحافظة على نفسه يتم وصفه بالأنانية، وإذا لم يفعل فهو شخص جبان. لذلك يصاب الكثير من الناس بالتشويش حول ما إذا كان عليهم البقاء مع شريك يسبب لهم الأذى، أم المغادرة. كثير من الناس معرضين للقتل من قبل أزواجهنْ/زوجاتهم في حالة استمرارهم في العيش معاً في نفس المنزل. واعتقد أن منح أحدهم مساحة سيساعده في التفكير بوضوح فيما يرغب بفعله بشأن حياته، وفي حالة قرر أحدهم أن العيش وحيداً هو الأفضل، يجب ألا يقنعه أي شخص بعكس ذلك، لأن ذلك قد ينتهي في أسوأ سيناريو ممكن. الطلاق والانفصال هما شيئان لا يمكن تجنبهما، بل على العكس من ذلك يجب قبولهما في المجتمع. فكما أن العلاقات بين الحبايب والحبيبات ربما تفشل، فإن الزواج أيضاً يفشل. لا يجب أن يفرض على الناس ما يجب أن يفعلوه. في كل زواج، يقرر الشريكان ما هو الأفضل بالنسبة لهما، وإذا كان الطلاق هو الحل، فعليهما فعل ذلك، وأتمنى أن تقوم الكنيسة بجعل الأمر أكثر سهولة، لكن هناك خوف أن كثير من الرجال سيهربون، ويتزوجون نساء أخريات ويتجاهلون أطفالهم من زواجهم الأول.
فكرة أن يظل الزوجين مع بعضهما تحت ظروف زواج قاسية من أجل مصلحة الأطفال هي فكرة قديمة. تشارك التربية هو حل عظيم ويجب على الناس تبنيه في أوغندا. إنه أمر محطم أن ندرك أن هناك طفل قام بقتله والده أو والدته، فهذا ليس بقدر حجم الضرر الذي يسببه عيش الوالدان منفصلين في سعادة، من أجل منح أطفالهم الحياة. أن يستمع الطفل إلى معارك والديه كل ليلة هو أمر محطم أكثر من رؤيته لهما سعيدين بعيدين عن بعضهما. وأوضحت كثير من الدراسات أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة منزلية عنيفة، سينزعون نحو العنف في علاقاتهم المستقبلية، إذا كبر الطفل وهو يرى والده يضرب أمه، فمن المرجح أن يقوم هو بضرب زوجته لاحقاً. وحتى الفتيات اللائي تعرضت أمهاتهنْ للضرب، فسيفكرن أنه من حق الرجل تعنيف زوجته. هناك تقرير آخر من صحة النساء يشير إلى أن “العديد من الأطفال المعرضين للعنف في منازلهم هم أيضاً ضحايا للعنف الجسدي. الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي أو ضحايا العنف المنزلي هم في خطر كبير على المدي المستقبلي بتعرضهم لمشكلات على المستوى البدني والنفسي“. الأطفال الذين يشهدون العنف بين والديهم ربما يكونوا أيضاً في خطر كبير أن يصبحوا عنيفين في علاقاتهم المستقبلية. إذا كنتم تمارسون العنف، فمن الصعب عليكم أن تعرفوا كيف تحمون أطفالكم. دراسة أخرى أجريت في “يو اس آي توداي“، تؤشر أن رسم الدماغ للأطفال يوضح أن التعرض للعنف – حتى أثناء النوم أو في الرحم – يمكنه تقليل أجزاء من المخ، وتغيير بنيته كلياً ويؤثر على الطريقة التي تعمل بها أجزاءه مع بعضها.
البقاء ضمن زواج مؤذي من أجل مصلحة الأطفال لا يقدم أي مساعدة كما يعتقد عديد من الآباء والأمهات. ربما البقاء بعيداً سيساعد هذا الطفل في الحصول على السلام النفسي والحصول على فرص مستقبل أفضل. وتعتقد كثير من النساء أنه من المستحيل تربية طفل بدون والده، لكن أليس من الأفضل المعاناة والعمل ليل ونهار من أجل طفلك من أن ترينه يموت على يد والده. في مارس 2020 وفي واحدة من حوادث العنف المميتة، قام رجل بتقطيع زوجته وطفليه إلى أشلاء وعبئهم في أكياس وفر هارباً. وبحسب الجيران، فإنه كان يضرب أسرته كأنه يضرب طبلاً، ودائماً ما نصحوا زوجته بالانتقال من البيت، لكنها كانت تشتكي باستمرار من عدم امتلاكها الدخل الكافي للاهتمام بأطفالها. ومن المؤسف أنها وأطفالها تم قتلهم. من يعلم، فربما إذا غادرت زوجها لكانت الأمور مختلفة. كنا غير قادرين على حمايتها هي وأطفالها. لكن بإمكاننا حمايتك أنت. لذا إن كنت تعاني من تعرضك للعنف، ربما لا يكون جسدياً، فرجاء عليك الابتعاد. انفصلوا عن الشريك الذي يسبب لكم العنف، ثم فكروا فيما تريدون أن تكون عليه حياتكم وحياة أطفالكم أسرتكم وأصدقائكم.
المجتمع المدني يأخذ زمام المبادرة
في الوقت الحالي، تم إنشاء عدد من المآوي من قبل منظمات غير حكومية لمساعدة النساء اللائي يتعرضن للعنف من قبل أزواجهنْ. يتم توفير مكان آمن للنساء. وواحدة من المنظمات التي توفر هذه الخدمة هي WORI (مبادرة حقوق النساء الأوغندية). وواحدة من مشاريعها الأساسية هو نيونجا لإيواء النساء والذي أنشأ في جينجا شرق أوغندا. يحتوي المأوى على جدار خارجي لحماية ساكنته من أي عنف محتمل و المطاردة والتهديدات الأخرى. ويستضيف حالياً 12 امرأة و 6 أطفال. تقدم المنظمة بصورة أساسية حملات التوعية والحماية من العنف المنزلي والعنف المبني على النوع. وبينما يعتبر هذا أمر جيد وساعد في تجنب العنف بجعله غير مقبول اجتماعياً و غير مجدي، وكسر حالة الصمت حول هذه المواضيع، لكن ما يزال العنف يحدث. وكطريقة لمساعدة الضحايا بأن يكنْ بعيدات عن أزواجهنْ وفي مكان آمن، ليبحثن عن اللجوء ويعدن بناء أنفسهنْ قامت المنظمة بإنشاء المأوى. وأكثر من ذلك، فإن السلطات المحلية ينقصها الخبرة التقنية والموارد للتعامل مع احتياجات ضحايا العنف المبني على النوع في الحاضر والمستقبل وفي الأقليم، فإن معدلات العنف مرتفعة جداً (قالت 75% من النساء أنهن تعرضن للعنف المنزلي) – حسب قول المنظمة. وهناك منظمات أخرى، كمنظمة التخلص من العنف تمتلك مأوي كشراكة مع مقاطعتي ميفيومي ويوكاد. موقع المأوي هو في مقاطعات مختلفة على امتداد البلد، والتي تشمل؛ بيوازي في كمبالا، غولو، نيبي، باليسا، كومي، كاتواكي، ليرا، أميرو، كوين، ميوبيندي، مبرارا وموروتو.
هذه المنظمات والمجموعات الأخرى التي تدير حملات مناصرة للتأثير على تغيير السلوك والمزيد من قبول للانفصال والطلاق والتحدث علنًا عن سوء المعاملة ، تم إعداد المسرح للناس لتحرير أنفسهم من قيود سوء المعاملة. المعاناة في عيش المتبقي من الحياة مع وحش، فقط لأنكما تزوجتما نتيجة حبكما لبعضكما والتزمتما يجب أن تنتهي. فإن هذه الطريقة لا تصلح لهذا القرن. يجب أن يعرف المجتمع أننا جميعاً بشر، وحين تنتهي مقدرة شخصين على العيش معاً، فإن أفضل شيء يجب فعله هو انفصالهما قبل أن يتحول كل شئ إلى عنف دامي. عندما لا تجد السعادة و الأمان، عليك التفكير جدياً في الابتعاد.