هل ينبغي دفع أجر للمرأة مقابل العمل المنزلي؟

الشركاء: أندريا

تاريخ النشر:

نوفمبر 2018

هل ينبغي دفع أجر للمرأة مقابل العمل المنزلي؟

خلال الأشهر القليلة الماضية ، أثير جدل مستمر على تويتر تحت عنوان UnpaidCareWork#. حيث تهدف الحملة، و التي تقودها شبكة نساء أوغندا UWONET، إلى دعوة الرجال إلى الانتباه إلى زوجاتهم والمساعدة في الأدوار المنزلية التي يعتقد الكثيرون أنها بطبيعة الحال مسؤولية المرأة فقط.

كتبت لورين مكارثي من مركز أبحاث الاستدامة في المملكة المتحدة مقالة نشرتها بيزنيس إيثيكس (تحت عنوان: لا وقت للراحة) تقوم بتعريف الرعاية غير المدفوعة الأجر كعمل منزلي غير مدفوع الأجر، بما في ذلك رعاية الأطفال أو كبار السن، و الذي يعتبر أمراً مهماً لبقاء الإنسان و استمراريته. في مقالتها، تشرح لورين أن النساء في جميع أنحاء العالم ينفذن هذا العمل بشكل غير متناسب، مما يؤثر على قدرتهن في المشاركة في أنشطة أخرى مثل الترفيه، والتعليم، والعمل، من بين الأنشطة الأخرى التي يتمتع بها نظرائهن من الذكور.

 

حيث ترعرعت، خاصة في أفريقيا، فإنه من المفترض أن تبقى الأمهات في المنزل، يلدن الأطفال و يعتنين بهن، ويطهين، ينظفن المنزل، و يجلبن الحطب ويزرعن المحاصيل ويحرصن على سعادة أزواجهن. في العديد من المجتمعات ، لا تزال هذه هي القاعدة الأساسية. لكن هاتي النساء / الأمهات لا يتحصلن على الشكر من المجتمع، أو حتى من أزواجهن. يفترض المجتمع أن جزء من أدوار النساء هو معرفتهن بشكل أفضل كيفية القيام بكل هذه الأعمال بابتسامة، ثم الراحة بعد ذلك دون الحوجة للشكر. ومع ذلك، عندما يستيقظ الرجال ليذهبوا إلى العمل كل صباح فإنهم يحصلون على أجر مقابل أي وظيفة يقومون بها في نهاية اليوم أو الأسبوع أو الشهر. لماذا لا تستطيع النساء الكسب من العمل اليومي الذي يقمن به؟

إن آداء الرعاية غير المدفوعة الأجر أثقل مما يعتقده الكثيرون، إذا أتيحت الفرصة للرجل ليبقى في المنزل و يقوم بنفس هذه المهام، فإنه سوف يشتكي من أول ثانية. اشتكت سيدة في الآونة الأخيرة من زوجها الذي فقد وظيفته وقرر أن يظل في المنزل. هي ما زالت قادرة على الذهاب إلى المكتب كل يوم. لكن عند عودتها إلى المنزل، فإن الأعمال المنزلية تكون بانتظارها. عليها أن تنظف المنزل، وتغسل الأطفال وتطهو للعائلة ، بينما يشاهد زوجها التلفزيون طوال اليوم، و هو يؤمن أن الكنس أو حتى إعداد وجبة هي وظيفة امرأة. لكن لماذا لا يدفع لها مقابل هذه الوظيفة؟

وفقاً لمكتب أبحاث اليونيسف، تظهر الأدلة أن الأطفال يضعون الفرضيات حول الرعاية والمسؤوليات المنزلية منذ سن مبكرة، مع تزايد نمط مبني على جنسهم. إذا كبر الطفل و هو شاهد على والدين يتشاركان في هذا العمل غير المدفوع الأجر، فبالتأكيد سوف يفعل نفس الشيء. ولكن عندما ينمو طفل صغير وهو يرى أمه وأخواته فقط في المطبخ، يغيرن للأطفال وينظفن المنزل ويغسلن الأطباق، فلن يساعد زوجته في المستقبل.

من حيث أتيت، غرب أوغندا (منطقة أنكولي)، لم يُسمح للأولاد بإعداد الطعام. إذا عُثر على أحدهم يقشر الموز أو يطهو الطعام أو حتى يقدمه فإن آباءهم سوف يدعونهم جانبا ويقولون: “الرجال لا يقومون بهذا العمل المنزلي، مهمتنا هي الذهاب إلى الحقل والعمل، ثم العودة إلى البيت ، والاستحمام ، والاستماع إلى الراديو والإنتظار حتى أن تخدمنا أمك وأخواتك“.

هل كان هذا عادلاً؟ لا. في الأيام الخوالي، كنا نذهب إلى الحقل كأسرة من الرجال والنساء والفتيان والفتيات. لكن عند العودة إلى المنزل، كانت الفتيات تشرعن في المطبخ لإعداد الطعام، وغسل الأطباق وتنظيف المنزل. في حين يلعب الأولاد كرة القدم و ينتظرون تناول الغداء. هذا ما تحاربه النساء عبر هذه الحملة، حيث أيضاً يلقى باللوم على أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر لانخفاض الدافع الجنسي لدى النساء، لأنهن دائما متعبات في نهاية اليوم. الحملة التي بدأت في أوغندا انتشرت الآن في جميع أنحاء العالم، مع مطالبة النساء بإدراج مساهمتهن من خلال هذا العمل غير المدفوع في الناتج المحلي الإجمالي للبلد.

تقضي النساء ما يقرب من 30 ساعة أسبوعيًا في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، بينما يقضي الرجال 12 ساعة فقط. كما تتحمل النساء عبئا ثقيلاً من أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر التي تسهم إلى حد كبير في فقرها للوقت، مما يحد من مشاركتها في الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى، فيتم دفع المرأة على الإعتماد على زوجها للحصول على جميع المساعدات المالية. يخشى الرجال أيضاً من مساعدة زوجاتهم لأن هذا قد يجذب القيل والقال في المجتمع بأنهم ليسو رجلًا حقيقين في قيامهم بعمل المرأة. هذا النوع من الصور النمطية هو السبب في أن النساء دائما مريضات، يشتكين من آلام الظهر والأمراض الأخرى التي تأتي من العمل الشاق دون راحة.

سواء كانت امرأة عاملة أو تقيم في المنزل فإن النساء جميعًا يخضعن لأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر هذه. في العالم الغربي، يختلف الأمر قليلاً عندما يعود الرجل إلى منزله بهدية لزوجته ليقول لك شكراً على ما تفعلينه من أجل هذه العائلة. حتى أن بعضهم يدخلون المطبخ ويساعدونهن. ولكن في قريتي، لن يسلم الرجل حتى على المرأة، بل يطلب طعاما لم يقم هو حتى بشرائه، وإذا لم يكن متوفراً ، فستوبخ المرأة أو حتى تتعرض للضرب.

هذا الاتجاه يجب أن يتغير. النساء ليس لديهن وقت للراحة، و تقع هذه المسؤولية على عاتق الرجال والقادة السياسيين لتثقيف أولئك الذين في القرى حول قيمة العمل المشترك.

شبكة نساء أوغندا هي شبكة حقوق تتألف من 16 منظمة نسائية وطنية و 9 نساء فرديات. UWONET هي عضو في 5 شبكات وائتلافات واتحادات وطنية و 5 إقليمية. تناضل المنظمة
من أجل حقوق المرأة في المجتمعات بهدف تمكينها
.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات