“أمجد أبو العلا وأمل مصطفى” من فيسبوك: Giornate degli Autori
أندريا: هل ثمة صعوبات واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
آمال مصطفى: تصوير الفيلم بدأ في 17 ديسمبر 2019 ولك فقط أن تتخيل في أي الأجواء كنا نعيش! بدأ الحراك في الشارع وفي نفس التوقيت بدأت الكاميرا تدور في مواقع التصوير، وكأنما قرر القدر لهذا الفيلم أن يولد من رحم الثورة. واستمر التصوير لمدة شهر كنا نموت فيه يومياً. كنا كلنا من فريق العمل من سودانيين وأجانب نلتف يوميا بعد نهاية يوم عمل شاق حول التلفزيون لسماع الأخبار الآتية من الشارع لتحكي لنا ما يحدث في أرجاء السودان. وبقدر سعادتنا بتصوير الفيلم و الحراك في الشارع، كان الحزن يخيم على الجميع لعدم مشاركتنا في المظاهرات في أيامها الأولى.
بينما كنا نعيد الحياة لمزمل في مواقع التصوير، كان هناك شباب آخرون يعيدون الحياة لوطن كامل. وأتذكر بعد نهاية أخر يوم في التصوير تحرك بنا باص العودة مساءاً إلى الخرطوم وتحول الباص لأكبر وأجمل تظاهرة. كنا كلما تَملكتنا قلة الحيلة والحسرة بأننا بعيدون عن ما يدور في الشارع في أيامه الأولى، نقول لبعضنا أننا نصنع في وجه أخر من الثورة وأن السينما ثورة، وأن الفيلم ثورة، وكنت علي يقين تام بأن هذه الثورة ماضية للأمام وأننا وقَعنا في كتاب الأقدار قدراً جديداً وحياة جديدة تُستحق أن تُعاش.
أندريا: ما الذي تريد أن تقوله آمال عن ثورة ديسمبر؟
آمال مصطفى: هذه الثورة مازالت حلم يصعب علي حتى الآن إستيعابه، وسعيدة بأننا النساء كنا جزءاً أصيلاً من أهم ثورتين في السودان: ثورة السينما التي طالما حلمنا بها و انتظرناها وثورة السودان التي لم نفقد الأمل أبدأ في أنها آتية دون جدال في ذلك. ورغم قناعتي بأن الثورتين لم تكتملا تماماً حتى الآن، فشعارات الثورة لم تتحقق بعد ودور العرض مازالت تسكنها الفئران، حتماً ثورة الأفكار هي الأكثر تأثيراً والتغيير الثقافي بطيء ويحتاج لطول بال ولأشخاص يؤمنون به. و يحتاج أشخاص قادرون على بذل مجهود شخصي من الوقت الخاص ومن المال الخاص ومن الحب الخاص. لكننا زرعنا البذرة وعلينا الآن أن نصب عليها الماء ونسهر على حراستها.
أندريا: من واقع معايشتك للتجربة، هل توقعتي كل هذه النجاحات التي حققها فيلم ستموت في العشرين؟
آمال مصطفى: لقد توقعت قبل إنتاج الفيلم كما توقع الكثيرون نجاحات كبيرة لأمجد، وتحديداً بعد مشاهدة فيلمه القصير ” استديو“. ولقد كان وأضحاً عشق أمجد ودرايته الكبيرة بخبايا عوالم السينما، وكان متوقعا أنه سيكون من المخرجين الذين سيضعون بصمة ثابتة في السينما. أمجد كان دقيقا في خياراته سواء في الممثليين أو فريق العمل الذي تكون من جنسيات مختلفه وخبرات متفاوته، ومع كل خبير في إحدى المجالات وضع أمجد شخص حديث تجربة من الشباب السودانيين ليتيح لهم فرصة إكتساب خبرات جديدة، لقد مزج أيضا بين ممثلين محترفين وممثلين هواة، وهذا جعل التمثيل أكثر عفوية وحرفية في نفس الوقت.
أمجد مخرج ذكي وطموح لقد إستطاع أن يدير فريق عمل كبير بمختلف خبراته وأعماره وجنسياته، وهذا يحتاج لخبرة وجرأة كبيرة. وكما قال المخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرغ ” لو أُدير العالم بالطريقة التي يدير بها الطاقم موقع التصوير سيكون لدينا عالم أفضل وأكثر تقدما“.
ستموت في العشرين تجربة فريدة أضافت لي الكثير على المستوى الإنساني والفني وتعرفت فيها على أمجد المخرج وكيف كان يطوع الممثل لإخراج مايريده بكل سهولة وطولة بال ومحبة. وهذه كانت الوصفة السحرية لنجاح الفيلم.
أندريا: هل تخافين النقد؟
آمال مصطفى: انا أعمل في مجال يتطلب إستخدام النقد والنقد الذاتي بإستمرار. ومن دون نقد لايمكن للإنسان أن يتطور في أي مجال من المجالات لذلك أنا مع النقد البناء والموضوعي وضد النقد المبني على أدوات غير موضوعية وقائمة علي التهيآت والموروثات. وأؤمن تماماً أن لكل مجال أدوات نقده الخاصة به والملائمة له والتي يجب إحترامها والمحافظة عليها. والسينما تظل المكان الأرحب والأكثر إنفتاحا وإحتمالا ً لكل شيء. وأومن تماماً أن أدوات نقدها الوحيدة هي الصدق والجمال. هل كان العمل صادقا؟ وهل لمس قلبك وحرك نبضاته ؟ هل رفّ جفنك ولو للحظة فسقطت دمعة كانت مدخرة لمناسبة أخرى؟ وهل تبعك الفيلم خارج صالة العرض وغض مضجعك وجعلك تفكر فيه؟
أي حكم آخر بغير أدوات موضوعية يفقد العمل الفني صفته الفنية ويحكم عليه بالفناء؛ أتفهم جداً وأحترم الشخص الذي يرى في عمل فني ما أن التمثيل لم يكن جيداً أو السيناريو به ضعف أو الموسيقي لا تلائم المشهد المعين. لأن هذا كله يدخل في معيار الجمال والذوق الخاص بكل شخص، ولكن أن تصنف عملا ما بأنه لا يشبه العادات والتقاليد أو أن مشهداً معيناً لم تكن هناك ضرورة له وأن حذفه لا يؤثر أبداً على العمل، هذه كلها تهيآت وإسقاطات يجب أن يطبقها الشخص في عمله هو، وليس في أعمال الأخرين ورؤيتهم الفنية.
“ستموت في العشرين” المصدر: TIFF
أندريا: *ظهرت في أحد المشاهد رفقة مزمل بطل الفيلم وعلى خلفية اللغط الذي اثاره هذا المشهد، علق مخرج الفيلم امجد ابو العلا في أحد الحوارات قائلاُ: (آمال فنانة متميزة قبلت بأداء هذا المشهد بكل شجاعة في ظل تعقيدات إجتماعية كلنا نعلمها إيماناً منها برسالية الفن). ماهو تعليقك على هذه الجزئية؟
آمال مصطفى: أنا لا أتعامل مع الفيلم كجزئيات وإنما كعمل فني متكامل وكل مشهد بالضرورة هو مهم بالنسبة للمخرج ولرؤيته الفنية، وإسقاط أي مشهد أو بتره من سياقه الصحيح سيؤثرعلى الفيلم بأكمله. وهذه المشاهد لا تفرق بالنسبة لي عن بقية المشاهد. فلا فرق بينها وبين مشهد مزمل وهو يقرأ القرآن في المسجد أو مشهد سكينة وهي تحسب سنوات عمر إبنها.
ستموت في العشرين أسقط الأقنعة ليس داخل شاشة العرض فقط وإنما أقنعة الواقع اليومي. أقنعة لبسها البعض عمداً ومن أجل المصلحة، والبعض الآخر إرتداها عن “غشومية” وجهل.
لقد أتاح لنا الفيلم وأتاحت لنا الثورة فرصة أن نختبر أنفسنا وما أصابنا من عطب، وأن نصحح أخطاءنا. وفي هذا الإختبار سقطت أقلام كثيرة كنا نظنها تصادم في معركة الثورة، كنا نظنها حرة ومستنيرة. سقطت مباشرة في أخر القاع في أول إمتحان لها مع شعارات الثورة. لقد كسبنا معركة ماقبل الثورة وحتماً سنكسب معركة مابعد الثورة.
الفيلم معركته الآن ليست من أجله، لأنه كسب معركته مسبقا. معركة الفيلم الحالية هي معركة من أجل الغد، وأي إنتصار يحققه الفيلم اليوم هو إنتصار للغد. للأفلام والأفكار الآتية وللجيل الذي حرم عمداً من السينما.
أشكر أمجد كثيراً على هذه الثقة وعلى قوته وصموده في أول تجربة له، فلقد كانت الصعوبات والتحديات ملازمة للفيلم في كل مراحله. ومن الدروس التي تعلمتها منه في هذه التجربة “أنه لا مستحيل إلا أذا اردت له أنت أن يكون مسحيلا“.
أندريا:عادت السينما السودانية للصعود على المنصات العالمية بعد إنسحاب قسري دام لأكثر من ثلاثين عاماً، رسالة لصناع السينما في السودان؟
آمال مصطفى: أولاً أقول شكراً لكل من وثق فينا ودعمنا، فالنجاحات التي حققها هؤلاء المخرجين الشباب لم تكن صدفة وإنما قرار اتخذوه وشجاعة وجرأة نابعة من حبهم للسينما وإيمانهم القوي بأن لا حلم مستحيل حتى في بلد كانت تقتل فيه الأحلام والناس يوميا.
فيلم الحديث عن الأشجار لصهيب قسم الباري، وخرطوم أوف سايد لمروة زين، وستموت في العشرين لأمجد ابو العلا، هذا الثلاثي وهذه الأفلام عبّرت عن أحلام جيل كامل؛ جيل لم يُحرم فقط من تحقيق حلمه وإنما عُذب وسُجن وقُتل لأنه كان يحلم. هذه الأفلام كسرت العديد من “التابوهات” وأعادت لنا ثقتنا في أنفسنا، وثقة العالم فينا وفي السينما السودانية. وكما إنبهر العالم بثورة ديسمبر العظيمة فقد إنبهروا أيضاً بهذه الأفلام وبجمالها وحرفيتها والموضوعات التي تناولتها دون أن تخرج عن سودانيتها. ويجب علينا أن لا ننسى أن هذه الافلام صورت في زمن إنعدام الحريات وتكميم الأفواه، وواجهت صعوبات كبيرة وتحديات أكبر قبل أن ترى النور ويراها الناس رافعة سقف الحريات بما تستحقه شعارات الثورة وبما يستحقه شعب ثارعلى الظلم والفساد. وعلى صناع السينما الشباب أن لايتنازلوا عن هذا السقف وأن يصنعوا سقوفا آخرى أعلى منه.
أندريا: لعبت المراة السودانية دوراً مهما ورائدا في ثورة ديسمبر، فهل تعتقدين أنها ستلعب دوراً موازياً في تطور السينما ونهضتها؟
آمال مصطفى: بلا شك المرأة السودانية مبدعة وصاحبة قرار في مجال الثقافة والفنون، وكما كانت المرأة في الصفوف الأمامية في الثورة وصارت أيقونة ألهمت دول أخرى ونساء أخريات في ثورات العالم التي حدثت في نفس الوقت حتماً ستكون كذلك في السينما.
أذا تمعنا في الشخصيات النسائية في فيلم ستموت في العشرين، فكلها شخصيات قوية ومصادمة في مواجهة الحياة وكل لحظة إنهزام تعرضن لها كان مصدرها الرجل. رأينا نعيمة حبيبة مزمل وبالرغم من مجتمع القرية المحافظ كيف أنها اقتلعت حقها في الحب، ورأينا سكينة أم مزمل كيف قامت بتربية ابنها وتحملت عبء نبؤة موته وحدها وإختارت له طريقاً . و رغم ظلمته، لكنها سارت فيه بقوة وبشجاعة رغم هروب الأب. وكذلك هي شخصية ست النساء، تلك العشيقة التي تعيش على هامش القرية لكنها تحب مثقف القرية وتدافع عن هذا الحب بكل كبرياء.
كذلك مسيرة السينما السودانية ورغم قصرها وقلة تجربتها، إلا أن هناك نساء وضعن بصماتهن القوية والمؤثرة جداً. هناك سارة جادة الله جبارة التي قدمت فيلما عن والدها جاد الله جبارة وهو من أهم رواد السينما السودانية و كان له دور مؤثر في نشأة السينما الأفريقية. صنعت سارة جاد الله أيضاً افلاما وثائقية قصيرة عن وضع المرأة في السودان وعن بعض مدن السودان. وهناك المخرجة تغريد السنهوري ومن أعمالها السينمائية ” كل شئ عن دارفور” و“أم مجهولة” وفيلمها التسجيلي الطويل “سودانا الحبيب” الذي وثق لفترة إنفصال الجنوب في 2011. ثم تجربة المخرجة المتميزة مروة زين التي قدمت اولا افلاما قصيرة متميزة ك “سلمى” ، “رندا شعث” ، “لعبة” ، ” أسبوع ويومين” ؛ وأخيرا فيلمها الوثائقي الطويل “اوفسايد خرطوم” وهناك أيضاً تجارب متعددة لشابات سودانيات مثل رزان هاشم و نهلة محكر وريم جعفر وإيلاف الكنزي وإيمان ميرغني.
أندريا: السينما الافريقية، كيف تراها آمال؟
آمال مصطفى: لقد لعبت في الماضي القريب الحروب والاضطرابات السياسية والمجاعات والتدهور الإقتصادي دورا أساسيا في عدم إعطاء الاولوية للفنون بصفة عامة والسينما بصفة خاصة في أفريقيا. ولكن هذا لا يدحض أن السينما الافريقة لها تاريخ طويل وحافل بالأفلام ذات القيمة العالية وهناك مخرجين امضوا حياتهم في تأسيس تاريخ مجيد للسينما وإنشاء مدارس فنية لتخريج جيل سينمائي كفء، قادر أن ينافس عالميا ويحول السينما الأفريقية إلى عالم العولمة الحديث. في العقود الماضية حققت السينما الأفريقية ازدهارا وقفزة نوعية لفتت انتباه العالم ونلاحظ أن دولا مثل كينيا والسنغال ونيجريا ومالي وجنوب افريقيا وموريتانيا ورواندا قد تصدرت المشهد السينمائي وقدمت أجمل الافلام.
جنوب أفريقيا واحدة من أهم الدول تاثيراً على حركة السينما في أفريقيا فلقد حقق فيلم ” لابد أن الالهة قد جُنت” نجاحا كبيراً في ثمانينات القرن الماضي وحصد جائزة مهرجان مونتريال السينمائي؛ ثم من السنغال فيلم ” فتاة سوداء” 1972 لكاتبه ومخرجه عثمان سمبين الذي نال جائزة مهرجان قرطاج و صار من كلاسيكيات السينما الأفريقية. ومن مالي فيلم “الرياح” الحائز على جائزة قرطاج لمخرجه سليمان سيسي ومن موريتانيا فيلم ” في إنتظار السعادة ” الحائز على جائزة مهرجان “كان السينمائي” لمخرجه عبد الرحمن سيساكو والذي أخرج فيلمه الأخير “تمبكتوا ” الذي حصد العديد من الجوائز العالمية ورشح لجوائز الاوسكار عام 2014.
الأمثلة كثيرة لمخرجين وأفلام شديدة الثراء والتمييز، فتحت الطريق ومهدت لمستقبل سينمائي واعد للقارة الأفريقية. ثم هناك مهرجانات السينما الأفريقية التي استطاعت أن تلفت لها الأنظار وتصير سوقاً كبيراً للأفلام الأفريقية مثل مهرجان ” فيسباكو” في بوركينا فاسو، ومهرجان قرطاج العريق بتونس ومهرجان الأقصر للافلام الافريقية– والذي بدأ يأخذ مكانته الدولية أيضاً.
أندريا: هل من المتوقع أن نشاهد أمال في أعمال سينمائية جديدة؟
آمال مصطفى: أولاً أنا سعيدة جداً بهذه التجربة وأعتبرها تجربة خاصة جداً لأنها أول تجربة سينمائية بالنسبة لي، وأول فيلم روائي طويل لأمجد ابو العلا، وأول فيلم بعد الثورة، وأول إنتاج سينمائي ضخم في السودان.
في بداية المراحل التحضيرية للفيلم وقبل أن نبدأ التصوير لم نكن مدركين لضخامة العمل، قد نجح أمجد في أن يجعلنا جزءا من حلمه الذي تحول لحلمنا جميعا وحلم للسودان. أشكر أمجد جداً لثقته بي وأتمنى أن تجمعني تجربة سينمائية أخرى معه. فأمجد قبل أن يكون صانع أفلام فهو عاشق للأفلام وهذا هو سر تميزه ونجاحه.
أندريا: رسالة أخيرة لجمهور السينما في السودان؟
آمال مصطفى: “ لا سينما من دون جمهور“. وعلى صناع الأفلام أن يستعيدوا جمهور السينما الذي سرقته الأنظمة الفاسدة وأتلفت ذوقه. عليهم أن يردموا هوة حُفرت بكل خبث وسوء نية منذ 30 عاما، وردم هذه الهوة يحتاج ليس فقط لزمن أطول وإنما لمجهودات صادقة ورغبة حقيقية لصناعة وإنتاج أفلام، ولإعادة تأهيل دور العرض، وجعلها مكاناً جاذباً للمشاهد، ولفتح شهية المشاهد وترغيبه في الذهاب للسينما. صانع الفيلم مهمته صناعة الفيلم وخطف قلب الجمهور، ولكن هذا الجمهور يحتاج لكرسي مريح ولصوت وصورة جيدين ولبائع تسالي ولمكان آمن حتى يستمتع بمشاهدة الفيلم. فعلى الدولة أن تهتم بصناعة السينما وتوفر لها الدعم وتؤسس دور للعرض بمواصفات عالمية لأن تطوير السينما ليس مسؤولية أفراد وإنما هو هم جماعي.
على جمهور السينما في السودان أن يستعيد عشقه المسروق وأن يفسح وقتاً أكثر لمشاهدة الأفلام، وأن يعلم بناته وأولاده حب الذهاب للسينما، ويعلمهم أن مشاهدة فيلم لا تقل أهمية عن قراءة كتاب. وعلى جمهور السينما أيضاً أن يتعامل مع الفيلم على أنه صناعة ويدعمه بشراء التذاكر. وعليه إحترام حقوق الفيلم بعدم تصويره من داخل صالات العرض لأن ذلك يضر بالفيلم جداً. وأتمنى أن تختفي هذه القطيعة الدائمة بين السينمائيين والمسرحيين في السودان لأن الفنون لا تتجزأ وفي هذه المرحلة يجب أن تتضافر الجهود وتتكامل الأدوار وتأخذ الفنون دورها الطبيعي في قيادة الشعوب.
أندريا: كلمات أخيرة؟
آمال مصطفى: أنا في إنتظار أن يعود سؤال “أين تسهر هذا المساء؟“، وأن تعود السينما لتكون ضمن البرامج اليومية للشعب السوداني وأتمنى أن لا يُحرم الجيل الجديد كما حُرم الجيل الذي من قبله من أعظم الفنون ومساهمته في التغيير والوعي الثقافي. أتمنى أن يتم تعويض كل شخص عشق السينما وحُرم من مشاهدة فيلم أو صناعته خلال الثلاثين عام الماضية.
“أمل مصطفى” صورة مقدمة من الكاتب
نُشر هذا المقال كجزء من سلسلة تغطي كيف شكل نظام الإنقاذ مشهد الفنون والثقافة في السودان على مدى 30 عامًا. بدعم من .أفاق, الصندوق العربي للثقافة والفنون, المجلس العربي للعلوم الاجتماعية, ومؤسسة أندرو ميلون.