تأثير جائحة الكورونا على الباعة المتجولات في بوراما، أرض الصومال

الشركاء: أندريا

بقلم:

٣١ يوليو ٢٠٢١ لا يوجد شيء يمكن مقارنته بأزمة الكورونا في العالم اليوم، مع أكثر من 196.5 مليون حالة مؤكدة وأكثر من 4.2 مليون حالة وفاة على مستوى العالم (منظمة الصحة العالمية، 30 يوليو). أدى الوباء إلى انخفاض القوة العاملة في العديد من القطاعات الاقتصادية، مما تسبب في فقدان الكثيرين لوظائفهم ومصادر دخلهمولاحاجة لذكر أنه قد أثر أيضًا بشكل كبير على صحة الإنسان وسبل عيشه. صوماليلاند (أرض الصومالمن الدول الغير معترف بها في القرن الأفريقي والتي أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1960. هي من بين العديد من الأماكن في العالم الأقل قدرة على التعامل مع جائحة الكورونا، بسبب التنمية الاقتصادية المنخفضة وانخفاض مستويات الوصول إلى الرعاية الصحية و قدرة الدولة المحدودة بسبب عدم الاعتراف الدوليأبلغت وزارة التنمية الصحية عن أول حالتين لها في مارس من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين ارتفع العدد إلى 4662 حالة من أصل 63561 شخصًا تم فحصهم بحلول 29 يوليو.
المصدر: موقع وزارة التنمية الصحية على تويتر.
استجابةً للوباء، سارعت معظم الحكومات إلى إغلاق حدودها، في محاولة لوقف انتشار الفيروس وتقليل معدل الإصابةمنذ 19 مارس 2020، أنشأت أرض الصومال فريق عمل وطني استجابةً للوباء، وأصدرت توجيهات بأن المدارس والشركات و المكاتب يجب أن تغلق، كذلك حظر الأحداث والتجمعات الاجتماعية والرحلات الجوية والسفربالنسبة للكثيرين العاملين في القطاع الرسمي أو القادرين على العمل من المنزل، بدت عمليات الإغلاق والحجر الصحي والمصانع المغلقة والقيود المفروضة على التنقل سهلةأما الصورة بالنسبة لأولئك العاملين في القطاع غير الرسمي الذين لا يعتمدون على رواتبهم، فكانت أكثر كآبةبالنسبة لهم كان الأمر يتعلق إما الإصابة بفيروس كورونا من خلال كسر القيود المفروضة والمغامرة بالدخول إلى الأسواق والأماكن العامة، أو مشاهدة عائلاتهم تتضور جوعاً في المنزل.
أكبر سوق مفتوح في بوراما”ساريبادو”. المصدر: م. يونس لأندريا.
الباعة المتجولون ومخاطرهم  لم تشعر أي شريحة من السكان بوخز القيود أكثر من البائعات اللائي يعتمدن على حركة العملاء اليومية لتحصيل الدخل لإطعام أسرهنلقد شعرن بالانزعاج لأنهن الشريحة من السكان الأكثر عرضة لخسائر اقتصادية كبيرةلم تكن توجيهات البقاء في المنزل خيارًا لهاتي العاملات في القطاع الغير رسميعلاوة على ذلك لم تنفذ الحكومة أي استراتيجيات تضمن سبل لعيشهم خلال هذه الفترة. في جولة في سوق بوراما في الوقت الحاضر، عندما انخفضت القيود إلى حد ما عن المستويات المرتفعة لعام 2020، علمنا بالمخاطر التي واجهتها هاتي النساءبسبب عدم كفاية البيانات، ثبت أنه من الأفضل إجراء محادثات مفتوحة مع النساء في السوقاستقبلنا أكثر من 30 امرأة في مناقشة حول تأثير الكورونا على سبل عيشهن وأنشطتهن التجارية، وكيف خففن من العقبات التي واجهتهن لإستئناف أعمالهن أثناء وبعد الإغلاق.
بائعة متجولة في ساريبادو. المصدر: م. يونس لأندريا.
أنا أم لعشرة أبناء، الحمد لله – وزوجي يعمل فقط كحارس، ولا يمكنه حتى العمل في البناء أو النجارةلذلك هذا هو العمل الوحيد الذي أقوم به لدعم عائلتي  – فتحية يوسف ، بائعة متجولة من بوراما. بوراما هي العاصمة وأكبر مدينة في منطقة أودال في أرض الصومالإنها المقر التجاري للمقاطعات القريبة من الحدود مع إثيوبيا وتتمتع بتبادل تجاري تاريخي مع إثيوبيا لكل شيء من الموز إلى الماشيةقبل جائحة الكورونا، خلق الباعة المتجولون بيئة سوقية حيث تم توفير مختلف الضروريات بأسعار معقولة وبطريقة مريحةاستقرت وقتها سبل عيش هاتي النساء، وكان لديهن مصدر دخل منتظمذكرت بعضهن أنهن  إستطعن دفع الرسوم الدراسية لأبنائهن في المدرسة والجامعةلكن التفشي المفاجئ للوباء، الذي أدخل العالم بأسره في فوضى عارمة، أثر عليهن سلبًا ولم تتمكن الكثيرات منهن من كسب الحد الأدنى للحفاظ على سبل عيشهن وتأمين عائلاتهن غذائياً. قبل جائحة الكورونا، كنت أدفع الرسوم الدراسية للجامعة والمدارس لأطفالي وأوفر 50٪ من الدخل، لكنني الآن أكسب 10٪ فقط من الأعمال بأكملها” ساهرا سوجي، بائعة متجولة في بوراما. أعربت معظم البائعات المتجولات عن أنهن وجدن السوق الحالي صعبًا بسبب عوامل مختلفة تميل إلى التأثير على السلوك الشرائي للعملاءتوجهت مشياً إلى ساريبادا، أكبر سوق مفتوح للبائعين المتجولين في بوراما، ترى أنه أقل ازدحامًا مقارنة بما كان عليه في وقت سابق من العام الماضيو يمكنك أيضًا ملاحظة العديد من الأشخاص يرتدون أقنعة. تعبيراً عن القلق والخوف من المرض وتأثيره على أعمالهم، لا يستقبل كثيراً من البائعين عددًا كبيرًا من العملاء كما كان لديهم قبل انتشار الوباءيفكر البائعون في الأوزان لمطابقة منتجاتهم مع احتياجات عملائهم أثناء الوباء، للاحتفاظ بمستوى معين من النشاط التجاري.
البائعات في بوراما. المصدر: م. يونس لأندريا.
لا نتلقى أي مساعدة مالية من أي شخص، ولا حتى من الحكومة ولكن بعض الشباب يأتون ويقدمون لنا التوعية ويطلبون منا ارتداء أقنعة الوجه والبقاء نظيفين”  سليخة محمد ، بائعة متجولة في بوراما.
عانت البائعات المتجولات من خسائر اقتصادية جسيمة خلال الوباء. المصدر: م. يونس لأندريا.
استناداً إلى عدد الحالات التي أبلغت عنها وزارة التنمية الصحية، لم تتأثر أرض الصومال بفيروس كورونا بنفس مقدار  العديد من الأماكن الأخرى في العالمومع ذلك، كان هناك تأثير هائل على الحالة الاقتصادية وصحة سكان صوماليلاند والباعة المتجولين، بالأخص النساء منهن، بإعتبارهم ضحايا الأرض الأكثر ضعفًانظرًا لأن العالم لا يزال يتصارع مع الجائحة، تتوقع النساء المزيد من المصاعب في المستقبل، لكنهن يواصلن محاولة جعل الأعمال التجارية تتأقلم في مواجهة إحتياجات العملاء المتغيرة، وأسعار الشراء الباهظة بسبب إغلاق الحدود، وتغيير عادات المستهلك في مواجهة التضخم والركود الاقتصادي. هذا المقال جزء من سلسلة حول تأثير جائحة فيروس كورونا في منطقة شرق أفريقيا بدعم من  WAN-IFRA، مبادرة الإبلاغ عن التأثير الاجتماعي.
شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات