نص مليون من العاملين / ات بالخدمات المنزلية منزوعين/ ات الحقوق

الوسوم:اثار التغيرات المناخية التمكن الاقتصادي للنساء عاملات عاملين نساء تعتبر عاملات الخدمة المنزلية من الفئات الأكثر تهميشا في مصر حيث لا يوجد حماية قانونية ولا مجتمعية لهن بل ويصل الأمر أحيانا إلى وصمهن بسبب ذلك العمل ووفقا لمنظمة العمل الدولية فإن عامل الخدمة المنزلية هو الشخص الذي يؤدي عمل لصالح منزل خاص، سوا ًء داخل المنزل أو خارجه. وتتمثل بعض المهام الأكثر شيوعا في التنظيف والطهي ورعاية الأطفال وزراعة الحدائق وقيادة السيارة لأفراد الأسرة ورغم وجود ما يزيد عن ٤٧٥ ألف شخص يعملون في الخدمة المنزلية في مصر  وفقا لمسح القوى العاملة الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عام  ٢٠١٨ فإنه لا توجد حتي معلومات كافية عن الصعاب التي تواجهها هذه الفئة من العمالة بل وحتي وقتنا هذا مازالت مصر غير معترفة أن العمل بالخدمات المنزلية هو عمل يستوجب حماية وستار قانوني له حيث يستثني قانون العمل المصري العمالة المنزلية من مواده وينتزع منها الحق في الحماية التي يوفرها ذلك القانون باعتبارها مهنة غير تقليدية تمارس في أماكن عمل غير تقليدية وتكون في حرمة المنازل وليس مكان عام لذلك يصعب التفتيش علي هذا النوع من العمل لذلك فإن المشرع المصري قد قرر انه لا يمكن أن يسري عليها قانون العمل  وقد بدأ تهميش العمالة المنزلية في مصر منذ بداية وضع قوانين العمل حيث نص قانون العمل الفردي رقم ٤١لسنة ١٩٤٤علي حرمان العمالة المنزلية من الحماية التي يوفرها ذلك القانون ومن بعده أيضا المرسوم برقم ٣١٧ لسنة ١٩٥٢ الذي أيد الحرمان ذاته ورغم مرور قانون العمل المصري بخمس تعديلات حتى الآن و تطور الأنظمة السياسية إلا أن حرمان عمال الخدمة المنزلية من حمايته ظل هو القاعدة الأساسية لذلك فإن عاملات الخدمة المنزلية تواجهن العديد من الصعاب بداية من الوصم الاجتماعي اللاتي يتعرضن له بسبب عملهن بالمنازل مرورا بالانتهاكات الجسدية والجنسية اللاتي يتعرضن لها في أماكن عملهن والتي يصعب إثباتها لعدم وجود حماية قانونية أو منظومة للشكوى كما يكن عرضه أيضا للابتزاز من السماسرة أو مكاتب العمل التي توفر لهن المنازل اللاتي يعملن بها ولا يهتم أصحاب العمل في الغالب بالمجهود المضاعف اللاتي تبذله العاملات بالمنازل لانهاء اعمالهن ولا يهتمون بالوقت اللازم لذلك بالإضافة الى ذلك فلا يهتم صاحب العمل في معظم الأحيان بدفع أجور تتناسب مع المجهود المبذول في العمل ووقت الانتقال من والى مكان العمل ولا حتي المبلغ اللازم لذلك فبسبب استثنائهن من القانون أيضا لا يوجد حد أدنى لاجورهن يمكن القياس عليه مما يدفعهن للرضا بمقابل مادي أقل كثيرا من المجهود المبذول في العمل بل ولا يوجد أيضا ضمانة واضحة يمكن الوثوق بها انها ستنال راتبها نهاية كل شهر وقد جائت جائحة كورونا لتترك أثرها السلبي علي العاملات بالمنازل حيث اضطر البعض منهن لترك اعمالهن بسبب الجائحة أو تم تسريحهن بسبب خوف أصحاب الأعمال على حياتهم وهناك من جازفن بتعريض حياتهن للخطر عن طريق مخالطة حالات مصابة دون حماية صحية ووقائية من انتقال العدوى وقبل أن تعود الأوضاع لطبيعتها بتجاوز أزمة كورونا وجد العالم نفسه محاط بأزمة اخري وهي أزمة التغيرات المناخية والتي لا تلقى نفس صدي أزمة كورونا لدى المواطنين حيث لا يهتم الغالبية من الناس بتلك الأزمة بل وللاسف يعتبر البعض أن الاهتمام بها هو نوع من الرفاهية غير مدركين الآثار المدمرة التي قد تسببها تلك التغيرات وقد تأثرت عاملات المنازل بتلك التغيرات دون أن يلاحظ أحد ذلك التأثرفعلي سبيل المثال تعمل عاملات المنازل في أماكن مغلقة غالبا يكون العمل داخل المطبخ الذي أصبح في فصل الصيف شديد الحرارة بسبب تلك التغيرا تنتقل العاملات من والي أعمالهن بوسائل مواصلات بسيطه غير مجهزة لمواجهة تلك التغيرات مما يجعلهن يعانين أكثر من شدة التغيرات الواقعة عليهن كما أنه وفي الغالب لا يهتم أصحاب الأعمال بوقع تلك التغيرات على العاملات لديهم فلا يوفرن لهن أماكن عمل مناسبة تواكب التغيرات التي تحدث أما في فصل الشتاء فتعاني العاملات أثناء انتقالهن من وإلى العمل من تلك التغيرات فعلي سبيل المثال تضطر العاملات للانتقال من وإلى مقرات العمل أثناء العواصف والأمطار الشديدة بسبب عدم وجود إجازات استثنائية يضمنها لهن قانون يحميهم تؤكد ما طرحناه من مشكلات المهندسة المعمارية دينا علي حيث توضح لنا بعض الأشياء التي يتم تجاهلها أثناء تجهيز وتأسيس المنازل في حالة وجود عاملة خدمة منزلية حيث تقول ” عندما نعمل في وحدات داخل كمبوند نتسلم لوحة التكييفات لا يكون بها مكان لتكييف مكان إقامة عاملة الخدمة المنزلية نحاول تعديل ذلك في بعض الأحيان إذا كان العميل مهتم بوجود تكييف في غرفتها ونعرض عليه الامر ان لم يكن مهتم بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الأشياء التي يتم تجاهلها في حالة اعتماد أصحاب المنزل على عاملات خدمة منزلية فمثلا لا يتم توفير غسالة اطباق ولا يهتمون بتوافرها في حالة وجود عاملة مقيمة بالإضافة لبعض الأشياء الأخرى التي تحسن وتسهل من العمل بالمطابخ والتي يتجاهل وجودها أصحاب المنزل في حالة عدم قيامهم بالاعمال المنزلية بأنفسهم “ كما تؤكد انه في حالة عدم قيام أصحاب المنزل بأعمال الطبخ لا يتم وضع تكييفات بالمطابخ أو الاهتمام بالفكرة حتى وذلك رغم التغييرات المناخية التي تؤثر بالفعل على ظروف العمل   اما علا أحمد والتي عملت بمجال الخدمة المنزلية لمدة تجاوزت العشر سنوات فتروي لنا ما حدث معها قائلة ” بدأت العمل في سن 13 عملت لدي اسرة معروفة كان يعمل لديها والدي بمحافظة الإسكندرية كنت اتقاضي 150 جنيها شهريا مع توفير ملابس للشتاء والصيف كان هذا في عام 2000؛ استمر عملي عند تلك الاسرة حتى عام 2009 ولم يتجاوز راتبي رغم كل تلك المده ال200 جنية تعرضت للاهانة والضرب على أتفه الأسباب كنت مازلت طفلة أقوم بأعمال التنظيف فاذا كسرت كوب تعرضت للضرب إذا تأخرت في تنظيف شيء تعرضت للضرب وطوال العام كنت أنام على فراش في المطبخ غير عابئين بالحرارة أو البرودة التي قد تأكل جسد طفلة ولم يهتم أصحاب العمل بتوفير أي كماليات قد تساعدني او تسهل علي العمل حينها في البداية كانت هناك إجازة شهرية حيث كنت مقيمة عند تلك الاسرة وكانت الاجازة يومين كل شهر ثم بعد ذلك بدأت تتقلص تدريجيا حتى أصبحت لا أحصل علي اجازات الا كل عدة شهور بالبكاء والنحيب لم يهتم أحد بالانتهاكات التي كنت أتعرض لها بيأكلوني ويلبسوني يعني كسرين عيني وعين أبويا في 2009 حسيت اني كبرت وبقيت رافضة الإهانة دي هربت من عندهم ومرجعتش الشغل تاني وقررت اني لازم اطور من نفسي فدخلت امتحان محو الأمية ونجحت فيه وبعدها اشتغلت جليسة مع سيدة مسنة كانت المعاملة أفضل على الأقل كنت بقعد أكل معاهم على السفرة وبنام علي سرير ثم في عام 2019 قررت ان اترك الإسكندرية وأسافر إلى القاهرة باحثة عن فرصة عمل أفضل حيث عملت كجليسة أطفال وتعلمت الكثير في مجال تربية الأطفال كنت أتلقى معاملة جيدة من اسرة الأب فيها مصري والام المانية حتى جاءت جائحة كورونا وقررت العائلة السفر الي المانيا وفقدت وظيفتي كنت أتلقى راتب متوسط ومعاملة جيدة حتى أنني مازلت على تواصل مع تلك الأسرة حتى الآن “ تواصل علا محاولات التقدم وتطوير الذات ولكن تري كم علا لدينا في مصر؟ كم مثلها يتم انتهاكهن والتقليل منهن دون حماية قانونية ويبدو أيضا أن الكثيرين في مصر لم يدركوا بعد ان لدينا كارثة تسمى التغيرات المناخية لابد من مراعاتها والنظر إليها وتغيير ظروف العمل لتناسبها 
شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات