الأوضاع التي تعيش فيها النساء خاصة في منطقة الشرق الأوسط تجعلهن أكثر تتضررا من التغيرات المناخية فغياب العدالة والمساواة ما بين الجنسين تجعل النساء والفتيات يعيشهن في ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية متدنية تتسم بتمييز الرجال والفتيان وتلعب الأعراف وثقافة المجتمعية التي توفر البيئة المواتية لهيمنة الذكور على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية دورا مركزيا في غياب العدالة ما بين الجنسين
ووفق الأمم المتحدة تشكل النساء على مستوى العالم 70 في المائة من 1.3 مليار شخص يعيشون في ظروف من الفقر. في المناطق الحضرية، 40 في المائة من أفقر الأسر ترأسها نساء. تهيمن النساء على إنتاج الغذاء في العالم (50-80 في المائة) ، لكنهن يملكن أقل من 10 في المائة من الأرض.
تساهم النساء بنسبة تصل إلى 50 في المائة من القوة العاملة الزراعية. انهن مسؤلات بشكل أساسي عن المهام التي تستغرق وقتًا طويلاً والتي تتطلب عمالة مكثفة والتي يتم تنفيذها يدويًا أو باستخدام أدوات بسيطة
واثناء الازمات والكوارث الطبيعية والصحية كالطقس العنيف او القاسي مثل الجفاف والفيضانات وجائحة كوفيد 19، تميل النساء إلى العمل أكثر لتأمين سبل عيش الأسرة. وحمايتها وتقديم الخدمات المختلفة من الرعاية الاجتماعية والصحية لكافة افراد الاسرة وينتج عن هذا وقتًا أقل للمرأة للوصول إلى التدريب والتعليم أو تطوير المهارات أو كسب الدخل ففي أفريقيا، وفق الأمم المتحدة كانت معدلات الأمية بين الإناث أكثر من 55 في المائة في عام 2000 ، مقارنة بنسبة 41 في المائة بين الرجال عندما يتزامن ذلك بعدم القدرة على الوصول إلى الموارد وعمليات صنع القرار ، فإن محدودية الحركة تضع النساء في أماكن تتأثر بشكل غير متناسب بتغير المناخ.
في العديد من المجتمعات، تمنع الأعراف الاجتماعية والثقافية ومسؤوليات رعاية الأطفال النساء من الهجرة أو البحث عن ملجأ في أماكن أخرى أو العمل عند وقوع كارثة. من المرجح أن يضع مثل هذا الوضع عبئًا أكبر على النساء، مثل السفر لفترة أطول للحصول على مياه الشرب على سبيل المثال، تعاني النساء في العديد من البلدان النامية من عدم المساواة بين الجنسين فيما يتعلق بحقوق الإنسان والوضع السياسي والاقتصادي وملكية الأراضي وظروف السكن والتعرض للعنف والتعليم والصحة. سيكون تغير المناخ عامل ضغط إضافي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم ضعف المرأة. من المعروف على نطاق واسع أنه أثناء النزاع، تواجه النساء عنفًا منزليًا شديدًا وترهيبًا جنسيًا واتجارًا بالبشر واغتصابًا.
وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان أن الاتجار بالجنس قد ارتفع بعد الأعاصير والأعاصير المدارية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وازداد عنف الشريك الحميم أثناء الجفاف في شرق إفريقيا والعواصف الاستوائية في أمريكا اللاتينية والظواهر الجوية المتطرفة المماثلة في منطقة الدول العربية.
ووفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، ارتفعت معدلات العنف المنزلي والاعتداء الجنسي وختان الإناث خلال فترات الجفاف الطويلة في أوغندا. تصاعد العنف ضد المرأة في باكستان بعد الفيضانات وفي بنغلاديش بعد الأعاصير.
وتؤكد الأمم المتحدة فيما يتعلق بجواز الأطفال نتيجة التغيرات المناخية “تقضي الظواهر الجوية المتطرفة على سبل العيش وتؤدي إلى تفاقم الفقر. يمكن أن يحفز هذا العائلات على تزويج الفتيات الصغيرات بحيث لا يوجد فم واحد لإطعامه ، مقابل مهر العروس أو لأنهم يعتقدون أنهم يحسنون فرص الفتاة في المستقبل. مهما كانت الدوافع ، فقد شوهدت زيادة في الزواج المبكر في بلدان تأثرت بكارثة مناخية مثل ملاوي ، والهند ، والفلبين ، وإندونيسيا ، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية ، وموزمبيق .
وللأسف الشديد لا يتم تمثيل النساء في صنع القرار بشكل جيد، مما يحد من مشاركة المرأة بشكل فعال في القرارات والسياسات والتدابير التي يجب اتباعها لتخفيف حد النتائج المترتبة على التغيرات المناخية
فعلى الصعيد العالمي 17% فقط من أعضاء مجالس الوزراء و19% فقط من مجالس النواب من النساء
واستمرار لوجود فجوة عالمية ما بين الجنسين في المداخيل والإنتاجية في جميع اشكال النشاط الاقتصادي تحقق النساء ما بين 30% الى 80% من الدخل السنوي للذكور، ويكلف تقييد فرص العمل على النساء حوالي 44 مليار دولار في السنة
النساء في سوق العمل
فوفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء فان القوى العامل في مصر بلغت خلال الربع الرابع من عام 2021 حيث سجلت نتائج بحث القوى العاملة حجـــم قـــــوة العمــــل29,653 مليون فرد مقابل 29,380 مليون فرد خلال الربع السابق بنسبة ارتفاع مقدارها0,9 ٪ وقد بلغت قوة العمل في الحضر 13,234 مليون فرد بينما بلغت فى الريف 16,419 مليون فرد. أما على مستوى النوع فقد بلغ حجم قوة العمل للذكور 24,487مليون فرد بينما بلغت للإناث 5,166 مليون فرد.
وتلك الأرقام تؤكد على ان هناك فجوة في التوظيف ما بين الحضر والريف وهو ما ينعكس على الرواتب ومعدلات الدخل فغالبية الوظائف في الريف ترتبط بالزراعة تلك الوظائف التي تتمحور غالبيتها ضمن العمالة غير منتظمة والمرتبطة بالزراعة البحتة دون غطاء تشريعي يحمي ويصون حقوق المنتمين الى تلك المهن وهو ما ينعكس على نقص او انعدام سياسات الضمان الاجتماعي لقطاع واسع من المواطنين والمواطنات.
- كما سجلت الأرقام فجوة كبيرة ما بين الجنسين في مساحة التوظيف فهناك انخفاض ملحوظ في نسبة الفرص المتاحة امام النساء في سوق لعمل وهو ما يعني انخفاض معدلات دخلهن بشكل كبير ويضع العراقيل امام تمكينهن على المستوى الاقتصادي وقدرتهن على الاستقلال المالي. حيث بلغ معدل البطالة بين الذكور 5.2% بينما بلغ معدل البطالة بين الاناث 17.8% ، بلغت نسبة المتعطلين في الفئة العمرية (15 – 29 سنة ) 64,3 ٪ من إجمالي المتعطلين فيما بلغت 31.7٪ لإجمالي الفئة العمـرية ( 20- 24 سنة) حيث بلغت ( 31,0 ٪ للذكور ، 32,7 ٪ للإناث) . وهو ما يعني انعدام الدخل الذاتي لقطاع واسع من المواطنين والمواطنات الذين / اللاتي يمثلوا /لن القاعدة الهرمية للسكان
بلغ تقدير المشتغلين بأجــر نقدي 19,997 مليون مشتغل ( 17,007 مليون ذكور ، 2,990 مليون إناث) بنسبة 72,8٪ من إجمالـــــي المشتغلين
بلغ تقدير المشتغلين أصحـــاب الأعمـــــال 1,070 مليون مشتغل ( 1,006 مليون مشتغل من الذكور ، 64 ألف مشتغلة من الإناث) بنسبة 3,9٪
بلغ تقدير المشتغلين ممن يعملون لحسابهم ولا يستخدمون أحد 5,127 مليون مشتغل ( 4,710 مليون مشتغل من الذكور ، 417 ألف مشتغلة من الإناث) ، بنسبة 18,7٪ من إجمالي المشتغلين
بلغ تقدير المشتغلين المساهمون في أعمال – مشروعات (داخل الأسرة) بدون أجر 1,259 مليون مشتغل (483 ألف مشتغل من الذكور ، 776 ألف مشتغلة من الإناث ) بنسبة 4,6 ٪ من إجمالي المشتغلين
وتوضع الأرقام حجم الفجوة الكبيرة ما بين الجنسين وهيمنة الذكور على سوق العمل في مصر وهو نذير خطر امام محاولات معالجة ازمة التغيرات المناخية والتكيف معها ، خاصة ما بعد كوفيد 19 فالوضع الوبائي كشف عن توجهات سوق العمل خلال الازمة نحو تقليص عدد النساء العاملات او تسريحهن أو تعرضهن لانتهاكات وعنف خاصة العاملات في القطاع غير منظم ، فتجربة كورونا والتدابير والإجراءات الت اتخذتها الشركات والقطاع الخاصة اتسمت بالتمييز المبني على النوع الاجتماعي ، الوضع الذي يدفعنا بضرورة الاهتمام بالتغيرات المناخية ونتائجها والعمل على خلق سياسات بديلة يمكن لها ان تساهم في معالجة ازمة التغيرات والتكيف معها