العولمة والنوع الاجتماعي والدين

صدر کتاب العولمة، النوع الاجتماعي والدين: أحكام حقوق المرأة في السياق الكاثوليكي والإسلامي عام 2001، ويحتوى الكتاب على عشرة فصول بما فيها المقدمة.ويقع الكتاب في 271 صفحة تتضمن مقالات كتبتها المشاركات في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة، الذي عقد في بكين بالصين عام 1995 تحت رعاية الأمم المتحدة.والكاتبات ينتمين إلى شعوب مختلفة من أنحاء العالم، فهو بالتالي يعطى رؤية بانورامية عن الحركة النسائية في بلاد متعددة، وارتباطها أو ابتعادها عن السياق الديني الكاثوليكي أو الإسلامي. وقد قامت بإعداد الكتاب بالإضافة إلى كتابة المقدمة الباحثة الأمريكية جين بايسي والباحثة نايرة توحيدي الإيرانية الأصل.

وتقول الباحثتان في المقدمة أن المؤتمر كان يتميز بطابعه العلمى ؛ حيث أبرز اتجاهين رئيسيين، يعكسان التقسيمات العالمية التقليدية في أمور السياسة والثقافة والاقتصاد.ويطلق على الاتجاه الأول (حلف المحافظين الدينيين)، والذي يعارض حقوق المساواة للمرأة، والاتجاه الثاني يمثل المهتمين بالدلالات المتزايدة لمفهوم العولمة بالنسبة للمرأة وقوانين النوع الاجتماعي أو الجندر

وتقول الكاتبتان عن الفريق الأول أنه برافديه الكاثوليكي والإسلامي قد اتفقا في الرأى والرؤية تحت لواء الفاتيكان، ولأول مرة في مؤتمر عالمی، تجاه قضايا المساواة في النوع الاجتماعي والتعليم والصحة الجنسية والسكانية والعنف، وحول مشاكل ختان الإناث مفاهيم والإكراه على الزواج مطالبين بقوانين رادعة لحماية حقوق الإنسان.أما من شكل الانقسام داخل هذه الوفود، فقد كان يدور حول مفهوم الحداثة، والذي يتعارض مع مفاهيم ما قبل الحداثة؛ فأنصار ما قبل الحداثة أصروا على تثبيت الأدوار الاجتماعية للرجل والمرأة، لأن ما يحكمها أو يحددها هو القانون الإلهي.أما أنصار الحداثة.. فقد تمسكوا بمبدأ إعادة النظر في التفسيرات للنصوص الدينية لتتماشى مع متغيرات العصر .

بالنسبة لوفود الاتجاه الثاني من المهتمين بالحداثة، تميزت مناقشاتهم بالتنوع الشديد وعدم التجانس بسبب الفروق الاقتصادية والعنصرية والفوارق الدينية والاجتماعية والسياسية، التي تسهم جميعها في تكوين الآراء حول نظام النوع الاجتماعي في أي من الشعوب .

وتشير المقدمة إلى ثلاث تيمات محورية في الكتاب، وهي:

  • صورة المرأة في الأديان الإسلامية والكاثوليكية.

  • رود فعل الأديان تجاه نظريات العولمة والحداثة .

  • فاعلية دور المرأة لإعادة الرؤية في أوضاعها وصورتها داخل المجتمعات، التي تسودها الروح الدينية العالية .

وبالتالي فإن الكتاب يطرح مفهوم الحداثة عند المرأة في أواخر القرن العشرين في ثمانية سياقات دينية منها أربعة سياقات كاثوليكية وأربعة سياقات إسلامية .

وإذا كان الفصل الأول يطرح تساؤلا عن أسباب وحدة الرأى والرؤية عند الكاثوليكيين والإسلاميين بالنسبة لقضايا المرأة.. فإن الفصل الثاني وعنوانه إعادة تعريف المرأة للحداثة والدين في سياق العولمة» للكاتبة نايرة توحيدي، يحاول وضع إجابة عن هذا التساؤل.وبالتالي، فإن الفصل يدور في ثلاثة محاور، هي:

  • نظرة المسلمين والكاثوليكين للمرأة .

  • نظرة الأديان وردود أفعالها تجاه الحداثة، وأوجه التشابه والاختلاف بين ردود الأفعال تلك

  • مركزية الأديان في وسط المتغيرات الاجتماعية ومحاولات المرأة لإعادة مكانتها في ظل الحداثة من ناحية، ومركزية الأديان من ناحية أخرى .

وتقول الكاتبة إن نظرة الإسلام والكاثوليكية للمرأة متشابهة .. فكلا الدينان ينظران للمرأة على أنها مخلوق ضعيف له دور وظيفي نمطى أساسي، وهو دور الأم والزوجة. وتنسب الكاتبة تلك النظرية إلى ظهور الإديان في مجتمعات ذكورية كانت (العائلة) فيها هي الفرديةوالمباديء الوطنية.ويأتي التشابه بين مبادىء الأديان أيضًا في صورة إباحة العلاقات الجنسية في حدودها الشرعية (الزواج) وتتفق الأديان أيضًا في عدم السماح للمرأة باعتلاء المناصب الدينية.وحول هذه النقطة أعتقد أن الباحثة أغفلت أصول تلك الأحكام الدينية والتطبيق العملي، فلم يرد في أحكام الإسلام ما يمنع المرأة من اعتلاء المناصب الدينية. وفي استطراد لأوجه التشابه بين الكاثوليكية والإسلام، تقول الكاتبة إنه في كلا الدينين الرجل والمرأة سواسية أمام الله ولكن صورة المرأة الكاثوليكية منذ بدء الخليقة تختلف عن الرجل، فحواء رمز للشروخلقت من ضلع آدم من أجل آدم نفسه.

أما مريم العذراء فقدسيتها نابعة من كونها عذراء، ومن دورها كأم في المقام الأول، أما بالنسبة للإسلام .. فإن صورة الخلق لم يظهر فيها الاختلاف بين الرجل والمرأة ولا يوجد فيها تفضيل الرجل عن المرأة أمام الله، ولكن بعض الآيات القرآنية تظهر اختلافًا في أمور الدنيا مثل مسائل الميراث والشهادة في القضاء .

أما عن أوجه الاختلاف.. فتقول الكاتبة إن علاقات النوع الاجتماعي في الكاثوليكية محددة بشكل قاطع، بسبب بوجود مؤسسة مركزية للكاثوليك هي الفاتيكان حتى في صورته الحديثة، التي تقوم على رعاية المجتمعات بشكل عملي أفضل منها في الماضي تحت سلطة البابا بولس الثاني، الذي تبنت كل الوفود الكاثوليكية وجهة نظرة الشخصية في قضايا النوع الاجتماعي.أما بالنسبة للإسلام ففكرة الوسيطالمقابل لهيئة الفاتيكان غير موجودة.. فهو دين يقوم على أساس العلاقة المباشرة بين الفرد وربه .

بالنسبة لعلاقة المرأة بالرجل تحت مظلة الإسلام فتستشهد الكاتبة بسورة النساء آية 34 “الرجال قوامون على النساء، وتشير الكاتبة إلى أن تفسير تلك السورة اختلف على مدار الزمان، وأن عدم المساواة بين الرجل والمرأة يرجع إلى التفسيرات القرآنية التقليدية القديمة وإلى بعض ما جاء في الشريعة من حديث وفقه وسنة عن الاختلاف بين معاملة الرجال والنساء إن المرأة تحصل على حقوقها إسلاميًّا، بحسب ما هو عادل لها” equitable (سورة البقرة: 228 آية 2).

مما لا شك فيه أن الكاتبة تبرز أمرًا واقعيا عن وجود القيادة الذكورية في المجتمعات الدينية الإسلامية والكاثوليكية؛ مما يؤثر على تطبيقات للنصوص الدينية وتفسيراتها في تلك المجتمعات؛ فالمرأة يجب أن تعامل معاملة عادلةوليست مساويةللرجل. وبالتالي تختلف علاقات النوع الاجتماعي من مجتمع إلى آخر باختلاف بعض الأحكام العامة وأحكام أخرى خاصة بالمجتمع ذاته.

وفي جزء آخر من الفصل، تعرض الكاتبة تعريف الحداثة في السياق الكاثوليكي والإسلامي.ففي السياق الكاثوليكي هي الرغبة في تحقيق جوانب محددة ونبذ لجوانب أخرى.أي هناك رغبة في النمو والرخاء الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، فهناك رفض لحرية الإصلاح السياسي والاجتماعي مثل تأييد حقوق المرأة التي تتزامن مع مفهوم الحداثة في الوقت المعاصر.أما في السياق الإسلامي، فقد كانت المشكلة هي كيفية التحديث، دون الالتزام بفكرة التغريب، والوقوع تحت سيطرة الأيديولوجيات الإمبريالية والنظام السياسي والاقتصادي العالمي الجديد. وتقول الكاتبة تحت عنوان العولمة والتطرف الدينيإن التطرف الديني الإسلامي لا يمكن أن ينحصر في إطار الصحوة الدينية فقط أو حتى في ردود أفعال معادية للغرب والحداثة, فالإسلاميون يقرون ويرفضون جوانب مختلفة من الحداثة.

فالتطرف الديني نفسه هو ظاهرة حديثة نابعة من التغيير في النظام العالمي الجديد؛ أي إنه تيار ما بعد التنوير، وهو بالتالي يتمسك باستخدام التكنولوجيا الحديثة من كمبيوتر وإنترنت.وتقوم الكاتبة بشرح البعد النفسي للمتطرفين، موضحة إن في ظل مفهوم العولمة تشعر بعض الشعوب بالإحباط بسبب التطور السريع لدول العالم الصناعية، بالتالي تتوسع الفجوة ما بين (الذات) (والآخر)، وتصبح الرغبة ملحة في السيطرة على ذلك الآخر، والذي ينحصر في صورة المرأة، التي دائمًا ما تكون موضع اتهام بالفشل في المحافظة على العادات الاجتماعية والتعاليم الدينية في داخل الشعوب النامية .

كما تشرح الكاتبة الأسباب التي تدفع بالمرأة في الدول الإسلامية للانضمام إلى الحركات الإسلامية المتطرفة، وهي سوء الأحوال قبل التحديث والظروف الاجتماعية والسياسية والنفسية المتخبطة والمتضاربة؛ مما يؤدى إلى رفضها للحداثة، ويبدأ التناقض عند المرأة في اللجوء إلى الحجاب الإسلامي بدلا من الملابس الغربية، وبذلك تجد قناة شرعية تمكنها من التواجد في الساحة الاجتماعية والمشاركة في النشاط السياسي.وقد تمكنت المرأة بالفعل في العصر الحديث من تحدى فكرة الاستبعادمن السلطة الدينية، والتغلب على التحيز الذكورى، وفي رحلتها للوصول إلى هذه الأهداف .. تبنت المرأة ثلاثة مناهج، هي: الاعتراض والمراجعة للنصوص الدينية وإعادة البناء.

إن تلك المناهج تقوم في الأصل على محاولة ترتيب المفاهيم الدينية لتتواءم مع المجتمعات الحديثة، فهؤلاء السيدات يرجعن إلى العصور الدينية الأولى، والتي كانت المرأة فيها تلعب دورًا قيادياً.

ترى الكاتبة إن المشكلة الحقيقة في الحركة النسائية الدينية أن الدين هو المرجع الأول والسبيل الوحيد للتحرر وإثبات الذات؛ مما يجعل أيًا من السبل الأخرى غير ذات موضوع. على وجه العموم، وعلى الرغم من أن الفصل يحتوى على مفاهيم كثيرة معروفة لدى القارئ العربي عن الإسلام، إلا أن الفصل يحتوى أيضًا على تفسيرات عميقة لظواهر حديثة؛ وخصوصًا تلك الخاصة بالإقبال الشديد من جانب المرأة على الانضمام إلى الجماعات الإسلامية المتشددة دينيًّا .

وفي الفصل الثالث نساء كاثوليكيات في الولايات المتحدة: تفاعل اللاهوت النسائيللكاتبة سوزان ماری مالونی.. تصف الكاتبة الفاتيكان على أنه دولة مستقلة قائمة بذاتها، بالإضافة لكونه الكنيسة، حتى أن بعض المنظمات التي تعمل بصورة مستقلة عن الكنيسة لديها روح الانتماء لها، ففي الولايات المتحدة، مثلا، النظريات الدينية المرجع الأول للعمل في محاولة تطبيق البرنامج السياسي للمرأة الذي يتبناه مؤتمر بكين .

أما الجزء الثاني من الفصل.. فهو يوضح التنوع والتدرج في التزام النساء الكاثوليكيات في الولايات المتحدة المتحدة بتطبيق البرنامج السياسي للمرأة .

وبناء على هذا التنوع تقسم الكاتبة هؤلاء النساء الكاثوليكيات إلى ثلاث جماعات:

  • الحركة النسائية المقدسة .

  • الحركة النسائية المعتدلة .

  • الحركة النسائية البناءة .

ويحتوى الفصل على ملخص وافٍ عن عمل الباحثات الكاثوليكيات اللاتي يحاولن تفسير اللاهوت الكاثوليكي من وجهة نظر نسائية بما فيها من تفسيرات حديثة، على الرغم من أن هذا العمل لا يعتبر ذا علاقة مباشرة بالبرنامج السياسي للمرأة في بكين، بل إن له دلالة دينية عميقة؛ حيث تتضمن كتابتهن ما يأتي:

1 – النقد الديني للممارسات الظالمة ضد المرأة.

2 – اللغة الدينية التي تحفز المرأة على العمل، وتفعيل التطبيق للبرنامج السياسي النسائي. وتستخدم الكاتبة لغة ساخرة في وصف عمل الجماعات النسائية المقدسة داخل الفاتيكان، فهي في الوقت نفسه الذي تشير فيه إلى عمل الكثيرات في داخل كنيسة الفاتيكان، على عكس الاعتقاد السائد أن النساء لا يعملن هناك بشكل كبير، تصف تلك الأعمال بأنها سطحية وتافهة.. فالبابا بولس الثاني قد اختار بنفسه المرأة (المناسبة) لترأس الوفد المشترك في المؤتمر الرابع للمرأة، وهي ماري جلندون، وهي أستاذة قانون في جامعة هارفارد وهي في الوقت نفسه أم، وجدة، والسيدة جلندون تنتمى إلى الحركة النسائية المقدسة، وبالتالي فهي تتبنى وتؤكد دور المرأة الطبيعي كزوجة وأم، كما تؤكد أن التحدى لهذا المفهوم الطبيعيهو تحدى للنظام الديني المقدس .

أما الحركة النسائية المعتدلة فهي تتحدى السلطة الذكورية داخل الكنيسة، وهي جماعة تستند إلى القصص الواقعية في حياة النساء لتنوه إلى التمييز في النوع الاجتماعي؛ مما يتسبب في الشعور بالقهر السياسي والاقتصادي – الاجتماعي والثقافي بالنسبة للمرأة .

وتحاول تلك الجماعة رفع درجة الوعي لدى المرأة بينما تعتمد بدرجة أقل من الجماعة الأولى على النصوص الدينية وتستبدلها بالعلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية لتحليل قضايا المرأة وقضايا حقوق الإنسان، وتشجع المرأة على العمل في السياسة، وتطالب بالمساواة الاقتصادية وهي بالتالي جماعة ذات مكانة خاصة في داخل المجتمع الأمريكي .

وأخيرًا.. فإن الحركة النسائية البناءة هي التي تعتبر التحدي الحقيقي للنظم السياسية الخاصة بالمرأة في الفاتيكان إلى جانب الحركة النسائية المقدسة، فهي التي تدفع بالمفاهيم الجنسية داخل الكنيسة الكاثوليكية، وهي تحفز على اتخاذ القرارات المسئولة، وتركز على كرامة الإنسان أيا كان نوعه لأنه صورة الله على الأرض.IMAGO DEI (ص 74) .

إن النساء الكاثوليكيات في الولايات المتحدة – بغض النظر عن انتمائهن – يعملن من أجل تطبيق البرنامج السياسي للمرأة بعناصره الاثني عشر، ومنها محاربة العنف ضد المرأة، المرأة والفقر، تعليم المرأة، المرأة والاقتصاد إلخ، ولكن للأسف فإنهن يفتقدن سبل التواصل بينهن، فإذا ما حدث هذا التواصلفقد يستطعن عمل تغيير حقيقي قد يغير العالم .

وفي الفصل الرابع وعنوانه تطبيق تعهدات بكين في أيرلندا، للكاتبتان فون جالیجان، ونالا ريان، تشير الكاتبتان إلى التغييرات الواضحة في دور المرأة ومكانتها في المجتمع الأيرلندي في الثلاثين عامًا الأخيرة .

ويتطرق هذا الفصل إلى العلاقة ما بين الكنيسة التي سيطرت على المجتمع الأيرلندي لمدة سبعين عامًا والدولة.كما يتعرض إلى التغيرات في المعتقدات والقيم الاجتماعية داخل المجتمع الأيرلندي، الذي يمكن وصفه بأنه مجتمع دینی.كما يتطرق الفصل إلى تقييم لدور المرأة والحركات النسائية، ودورها الفعال في سياسات حقوق المرأة وقوة الحركة النسائية المسيحية .

وتقول الكاتبة إن الخلط ما بين الحديث والقديم قد أثر سلبًا على تقدم المرأة في أيرلندا بالنسبة لحقوق المساواة، فقد كان تباطؤ الدولة في تطبيق توصيات المؤتمر الرابع للمرأة في بكين واضحًا.

وتستعرض الكاتبة بشكل تاريخي العلاقة الوثيقة ما بين الكنيسة والدولة منذ القرن التاسع عشر حتى عهد الاستقلال في عام 1922؛ حيث كانت الصورة النمطية للمجتمع تتكون من مجموعة من الأسر، تحتم على الكنيسة حمايتها بعدة سبل منها تحريم الطلاق ونبذ فكرة عمل المرأة، ولكن في فترة التحديث الاقتصاديفي السبعينيات، انفتحت مجالات الجوار بين الأديان؛ مما دعى البروتوستانيتنيين للتعبير عن حرية الرأى في أمور تحديد النسل والطلاق.

ومع ظهور التيار العلماني في التسعينيات، زاد عدد السيدات العاملات وتغير دور الرجال والنساء نحو مساواة اجتماعية وخاصة بين الشباب.ولكننا لا يمكن أن نطلق على أيرلندا أنها بلد علمانية؛ لأنه مازال بها من يحافظون على التقاليد الدينية؛ خاصة في المناطق الريفية. وعلى الجانب النسائي.. فقد حققت الحركات النسائية في أيرلندا نجاحًا ملموسًا ظهر في تأثيرها على السياسة العامة، من خلال العمل بالهيئات السياسية ومجالات الإعلام وتنظيم الحملات التي تدافع عن حقوق المرأة، والتي أثرت بالفعل في إعادة ترتيب أولويات الحكومة في هذا الإتجاه.وعلى الرغم من أن العلاقة بين المرأة في أيرلندا والكنيسة أصبحت أكثر حساسيةإلا أن الأمر بالنسبة للمرأة أصبح هامشيا؛ خصوصا عندما تبنت الحركة النسائية المبادئ العلمانية، وبالتالي فقد زادت الهوة ما بين الحركات النسائية الأيرلندية والكنيسة خلال مؤتمر بكين خصوصًا بعد انضمام أيرلندا إلى مجموعة الاتحاد الأوربي.

وعلى وجه العموم..فإن الحركات النسائية العالمية قد أثرت بشكل إيجابي في الحكومة الأيرلندية، فبرزت قضايا المرأة في مقدمة أولويات الحكومة، وإن استمرت الفجوة ما بين آراء الكنيسة والدولة خاصة في مجالات حقوق الإنجاب والخصوبة حيث تقوم الكنيسة بالترويج لمفاهيم أكثر تحفظًا من المفاهيم الحرة لكل من الحكومة والجماعات النسائية .

الفصل الخامس تطبيق حقوق المرأة في إسبانياللكاتبة سيليا فالنتين، ينقسم إلى جزئين: الجزء الأول: هو استعراض تاريخي للكاثوليكية في إسبانيا خاصة في فترة حكم الجنرال فرانكو منذ أواخر الثلاثينيات، حتى عام 1975 .

أما الجزء الثاني: فيلقي الضوء على أربعة محاور لسياسة المساواة في النوع الاجتماعي داخل إسبانيا، وهي:

  • العنف ضد المرأة .

  • حق المرأة في الإجهاض.

  • المساواة في فرص العمل.

  • رعاية الطفولة .

 

وتقول الكاتبة أن التأثير القوى للكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا ينحصر في الدور التعليمي فقط، فإسبانيا هي دولة تحترم حرية العقائد الدينية، والكنيسة لا تتدخل في الوقت الحالي في الشئون السياسية للدولة.

وقد كان الأمر يختلف قبل عام 1975 في أثناء حكم الجنرال فرانكو؛ خاصة في أوائل فترة الحكم، عندما كان هناك ركود اقتصادي بسبب سياسة العزلة.أما على المستوى الاجتماعيفقد ساءت السلطة الأبوية في المجتمع إلى حد منع عمل السيدات بعد الزواج.أما تحت ظل سياسة الانفتاح الاقتصادي ما بين عام 1950 إلى 1975 فقد اختلف الأمر، وزادت معدلات عمل المرأة، وإن لم تتغير كثير من القوانين الاجتماعية.

وعلى الرغم من أن الحركة النسائية الإسبانية لعبت دورًا كبيرًا لتغيير الدستور في عام 1978، الذي نصت فيه الدولة على مساواة المرأة للرجل في القضاء، وإزالة التفرقة في النوع الاجتماعي …. إلا أن دو الحركة النسائية في إسبانيا يعتبر أضعف من مثيلاتها في دولة غربية أخرى .

وتعدد الكاتبة في الجزء الثاني من الفصل مجهودات الدولة في الاتجاهات الأربعة، التي تخدم قضايا المرأة.. ففي مجال معارضة العنف ضد المرأة، قامت الدولة بتعديلات في القانون ليرفع درجات العقوبة في قضايا الاغتصاب والعنف داخل المنزل. وغيرها، بالإضافة إلى الخدمات الصحية والنفسية التي تقدمها لضحايا العنف من النساء.أما بالنسبة لحقوق المرأة في الإجهاض، فقد منعت الحكومة تحريم الإجهاض قانونًا في ثلاث حالات هي الاغتصاب، أو عندما يمثل حمل المرأة خطرًا صحيًا عليها أو لعيب خلقي في الجنين.كما طالبت الحركة النسائية في إسبانيا بمراجعة قوانين العمل لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في الأجور؛ خصوصا وأن الاستقلال الاقتصادي للمرأة يعتبر عنصرا ضروريا لتحررها.أما في مجال الطفولة.. فقد توسعت الدولة في إنشاء حضانات الأطفال، وقد منحت الأسرة إعفاءات ضريبة للإنفاق على الأطفال .

مما سبق.. يتضح أن تأثير الكاثوليكية في إسبانيا يختلف عنه في أيرلندا، فعلى الرغم من أن معظم سكان البلدين يدينون بالكاثوليكية.. إلا أن تأثير الكنيسة على الدولة في أيرلندا يعتبر أقوى منه في إسبانيا، مما يؤثر بدوره على السياسة والتشريعات، ففي إسبانيا قلل الفصل بين الدولة والكنيسة من سلطة الكنيسة في داخل معظم الأحزاب السياسية .

أما بالنسبة لوضع المرأة في كلا البلدين .. فإن المرأة الأيرلندية مازالت تعاني من وضعها السلبي نوعا داخل الأسرة, بينما تتمتع المرأة الإسبانية بوضع متشابه لوضع المرأة الأوروبية في أي دولة أخرى.

الفصل السادس هو قوانين تطبيق حقوق المرأة في البلاد الكاثوليكية في أمريكا اللاتينيةللكاتبة جوزمان ستين.وتستهل الكاتبة هذا الفصل بهجوم عنيف على الفاتيكان باعتباره الدولة التي تدخلت بشكل شرس، سواء في فترة الإعداد للمؤتمر، أو خلال جلسات المؤتمر في بكين.

لقد اتفقت الكاتبة مع ما جاء في الفصل الثاني من الكتاب على فكرة توحد الرؤية بين الفاتيكان والمسلمين، الذين رأوا أن دورة المرأة الرئيسي ينحصر في الأمومة.كما استفاضت الكاتبة في شرح المجهودات المبذولة من جانب الفاتيكان لتقييد الحركات النسائية في سعيها للتأثير على الشعوب المشاركة في المؤتمرات العالمية للمرأة، كما أكدت نفوذ الكنيسة الكاثوليكية على الحكومات في ثماني مناطق داخل أمريكا اللاتينية ومنها الأرجنتين والأكوادور والسلفادور وجواتيمالا ونيكاراجوا وبيرو؛ فمعظهما حكومات لها رئيس ذو عقيدة كاثوليكية، ويتميز بنظرة تقليدية تجاه قضايا الأسرة والنوع الاجتماعي والقضايا الجنسية.كما أنه هناك حكومات ذات دستور، يعضد من موقف الكنيسة الكاثوليكية من سنوات طويلة.

وتحكى الكاتبة تاريخ الاستعمار الإسباني والبرتغالي في أمريكا اللاتينية، والذي خلف وراءه حضارة تجمع ما بين الهندية والأوروبية، ويطلق عليها Mestizo، وتربط الكاتبة بين مبادئ هذه الحضارة ودور الكنيسة في البلاد فقد ساندت الكنيسة الغزو الاقتصادي الإسباني بحجة تنوير الشعوبالتي وصفوها بأنها بدائية، وقد عجزت الكنيسة ورجالها عن فهم الشعوب المحتلة وعاداتها تجاه النوع الاجتماعي، والممارسات الجنسية التي وصفتها الكنيسة بأنها غير أخلاقية في حين كانت بالنسبة للشعوب المقهورة في مقام الطقوس الدينية، وكان للمرأة دور ذو قدسية عالية، جاءت حضارة المستيزو لتصبح وسيلة قهر لهوية المرأة.

وقد تشبعت هذه الحضارة بالأساطير التي تلعب فيها المرأة دور الخيانة (Malinchismo)، بينما كثرت جرائم الاغتصاب وأصبحت المرأة رمزا للسقوطوبالتالي وجب ترويضها جنسيًا من أجل حماية شرف الرجل.إن الحضارة المستيزوية قد قامت على فكرة اغتصاب المرأة جسديا، وسلبها مكانتها الاجتماعية وحقوقها الجنسية، وأصبحت المرأة رمزا للعارلأنها رمز للأم المغتصبة.

وعن دور الحركات النسائية، تقول الكاتبة إنها طالبت بحقوق تنمية الصحة الإنجابية وتعليم الفتيات، كما شاركت في منظمات حقوق الإنسان، وهاجمت بشدة نظريات الكنيسة تجاه النوع الاجتماعي.وتؤكد الكاتبة دور المؤتمرات العالمية وأثرها في الضغط على الشعوب بالالتزام بطرح الحلول الخاصة بقضايا المرأة، من خلال توثيق الروابط بينها وبين الكثير من السلطات المعنية ووسائل الإعلام .

ولتقييم حجم الإنجازات التي نتجت عن مؤتمر بكين بعد مرور خمسة سنوات، تقول الكاتبة إنها تختلف من بلد إلى أخرى بحسب التشريعات السياسية والاقتصادية والمالية، وتعميم مفهوم المساواة في النوع الاجتماعي كمفهوم عام.وقد أكد مؤتمر بكين حق المرأة في الخدمات الصحية الشاملة، بما فيها قضايا الإجهاض، ونشر الوعي التعليمي للثقافة الجنسية لدى الأطفال والمراهقين لخلق روح المسئولية لديهم.

وفي التسعينيات حصلت المرأة على كثير من الطموحات السياسية والمراكز الحكومية المرموقة؛ حتى أصبح الطريق مفتوحًا لمزيد من التغييرات في داخل المجتمعات المختلفة في أمريكا اللاتينية .

وبانتهاء الفصل السادس، تبدأ أربعة فصول أخرى تركز على المجتمعات الإسلامية في مناطق متفرقة من العالم؛ ليتعرف القارئ على دور المرأة في تلك المجتمعات وعلاقته بالإسلام، الوضع الذي قد يتشابه أحيانًا ويختلف أحيانًا أخرى عن علاقة المرأة بالكنيسة الكاثوليكية في بعض بلاد العالم المسيحية .

الفصل السابع هو أساليب تطبيق حقوق المرأة في تركياللكاتبة آيس جنس آياتا، وفي هذا الفصل، وعلى الرغم من أن الباحثة تكتب عن تأثير الإسلام على الفكر العام والحكومة في تركيا.. إلا أنه من الواضح أنها ترفض ذلك التأثير، وتعتبره خطرًايهدد تيار الحداثة الغربية في خلال العقدين الماضيين من القرن العشرين.ويناقش الفصل نشاط الحركة النسائية في تركيا في إطار الصراع ما بين التقاليد التركية الإسلامية القديمة والحداثة الغربية بمفهومها المعاصر.

تتحدث الكاتبة في الجزء الأول من الفصل عن النظام الجمهوري في تركيا والذي نشأ عام 1923، حتى أوائل الثمانينيات، حيث كانت المرأة التركية فخورةبما منحه ذلك النظام السياسي لها من حقوق، حتى بدأت الحركات النسائية بنشاط نشر الوعي ضد ما أسموه بالمجتمع الذكوري..ذلك المجتمع الذي تخطى حدود الطبقات الاجتماعية، وبالتالي مهما بلغت المرأة من مكانة ثقافية وعلمية واجتماعية.. فلم يكن لها تمثيل سیاسی حقيقى أو سلطة قوية.ومع ظهور الموجة الثانية للحركات النسائية في تركيا انقسمت الحركة إلى مجموعتين: الأولى وتسمى منظمة حقوق المرأة وقد تحالفت مع الأيديولوجية العلمانيةوالثانية واسمها الحركة النسائية الجديدة وقد اهتمت بنقد عدة جوانب من المجتمع الذكوري مستعينة بأفكار أوروبية وأمريكية، وقد كان حضورهما ملموساً طوال الوقت من خلال عمل مظاهرات اعتراض وتنديد؛ خاصة بقضايا العنف ضد المرأة .

ومن أقوى ردود الأفعال لتلك الحركة النسائية هو ظهور المرأة المسلمة الجديدةالتي أصبحت الآخربالنسبة للمرأة الغربية أو المستغربة.وقد طالبت المسلمة الجديدةمن خلال كتابات في المجالات والصحف بالعودة إلى المنزل وعدم العمل إلا في حالة الحاجة المادية وعدم الاختلاط بين الجنسين والحجاب الكامل، ولكنها طالبت أيضًا بتأهيل المرأة علميًا ومهنيًا لكي تخدم غيرها من النساء .

أما في مؤتمر بكين.. فقد تقدمت تركيا بتقرير، اشترك في إعداده مختلف المنظمات النسائية. وقد ركز التقرير على شقين: أولهما يساند الغرب ويوضح رغبة البلاد في الاندماج مع بقية دول العالم الغربي في قضايا المرأة.أما الشق الثاني فهو يعتبر نقدًا للحكومة التركية، التي لم تستطع في السنوات الأخيرة التعمق في مجال حقوق المرأة، وبالتالي أدى هذا إلى تدهور حالة المرأة وخصوصاً في المناطق الفقيرة.أما الوفد الإسلامي الذي اشترك في المؤتمر .. فلم يحظ بدعم مادي أو معنوي من الحكومة التركية، على الرغم من نشاطه الواضح داخل جلسات المؤتمر .

وعلى الرغم من هذا.. فقد استحوذ حزب الخدمات الاجتماعية الإسلامي على السلطة في انتخابات 1995، وأصبحت قضايا حقوق المرأة في أيدي الإسلاميين، الذين طالبوا المرأة بالحجاب في الجامعة والعمل.وأظهر التقرير التركي الذي أرسل إلى نيويورك الانقسام الموجود في تركيا والصراع ما بين الإسلاميين والعلمانيين؛ خصوصًا أن الإسلاميين قد انتقدوا بشدة مؤتمر بكين في المسائل، التي تتعلق بحق المرأة في الإجهاض.

وقد حسم الصراع في النهاية عام 1997، بعد أكبر مظاهرة أقيمت في أنقرة تحت شعارنساء ضد الشريعةهاجمت أفكار الحزب الإسلامي وكل معتقداته.وقد أثر ذلك على رئيس الدولة الذي صرح بأن الإسلاميين يرغبون في القضاء على حقوق المرأة، وهي الخطوة الأولى للتخلص من صورة الحياة الغربية التي كانت تسود تركيا في ذلك الوقت، كما أن أفكارهم تهدد المبادئ العلمانية الحديثة.

ومما سبق يتضح أن المرأة كانت أداة فعالة في ظل ذلك الصراع ما بين الإسلاميين العلمانيين في تركيا.. كما أن الكاتبة قد أكدت جوانب سلبية كثيرة للحركة الإسلامية بما تدعو له من تشريعات بعيدة عن جوهر الدين وفي بعض الأحيان تدعو للغرابة مثل حق المرأة في أن تأخذ إجازة أثناء الدورة الشهرية؛ لأنها تكون ضعيفة بدنيًّا وذهنيًّا في ذلك الوقت.كما أظهرت الضعف التام لقيادات الحركة الإسلامية مثل تراجعهم في بعض الأحيان عن قراراتهم، كلما شعروا بالضغوط السياسية، التي قد تطيح بهم عن مواقع الحكم.وفي الوقت نفسه، نسبت الكاتبة كل ما هو متحضر للفكر العلماني الذي ترى أنه الملجأ الوحيد من أجل أن تحصل المرأة التركية على حقوقها .

الفصل الثامن هو استراتيجيات المرأة في إيران عقب الثورة من 1979 إلى 1999″ بقلم مهر انجيز كار، ومرة أخرى كما حدث في الفصل السابق تستعرض الباحثة تأثير الحركة الإسلامية في إيران من وجهة نظر علمانية.وتقول إنه منذ 1979 والنساء في إيران ينقسمن إلى فريقين: “الملتزمات” conformist وهن اللاتى يساندن الحركة الإسلامية في إيران وغير الملتزماتوهن اللاتي يعارضنها .

وتقول الكاتبة إن كثيرًا من الإيرانيين يعتقدون أن حقوق المرأة في المساواة مفهوم غربي أمبريالي، وبالتالي يؤيدون الثورة الإسلامية الجذرية في إيران، والتي أطاحت بحكم الشاه على يد آية الله خوميني، ومحت كل آثار الغرب بما فيها المرأة المؤهلة علميًّا وعمليًّا والتي شعرت بالقهر مرتين: مرة لأنها كانت تندد بحكم الشاه، ومرة أخرى لأنها ترفض مفاهيم تفرض عليها مثل فرض الحجاب بالقوة وعزل القاضيات من مناصبهن، وإلغاء قانون حماية الأسرة الذي كان يضمن للمرأة كثيرًا من الحقوق الاجتماعية .

وتؤكد الكاتبة أن النساء في إيران قد عارضن السياسة الإسلامية في قضايا النوع الاجتماعي وتقليص دور المرأة.. فنساء الطبقات العليا من المجتمع برغم تمسكهن بالمبادي الإسلامية.. إلا أنهن أدركن أن شعارات الثورة لم تكن تطبق في الواقع، ومع ذلك تحفظن في التعبير عن وجهات النظر المعادية للرجل، وأظهرن بعض التحفظات الطفيفة والتي استعرضت الكاتبة بعضاً منها؛ خصوصًا في بعض أحكام الطلاق وحضانة الأطفال بعد الطلاق.كما استعرضت الكاتبة وجهة نظر خوميني في صورة المرأة، والتي في اعتقادی تبدو مبهمة.فمثلاً يقول في إحدى خطبه إن المرأة يجب أن تتخذ من بنت الرسول ﷺ قدوة لهاولذلك يجب أن تتحرر من قيود الاستعباد، والتي موطنها الأصلي هو الغرب.وكما يتضح أن هذا التعليق يمكن ربطه بالسياسة قبل ربطه بإصلاح اجتماعي. مجموعة أخرى من النساء، وهي مجموعة المصلحات من نساء الإسلام، وهي مجموعة من المؤمنات بكل ما جاء في النصوص الدينية، تحاولن إصلاح أوضاع المرأة من خلال الدين نفسه.وفي هذا الجزء من الفصل تستعرض الكاتبة بعض أجزاء من كتابات هذه المجموعة، ممن طالبن بالاجتهاد في تفسير النصوص الدينية؛ لمراجعة قوانين حقوق المرأة من الاشتراك في الأحزاب السياسية والتعليم والتعبير الحر عن الآراء، بل وقد ادعين أن الدين الإسلامي أحق من النظم العلمانية بالدفاع عن حقوق المرأة ضد القهر والاضطهاد، وبالتالي فهناك مساحة واسعة للنقاش حول حقوق المرأة تحت مظلة الإسلام، وبالتالي فقد أعطت المرأة صوتها إلى خاتمي عام 1997، الذي يعتبر من الرجال ذوى العقليات التي تهدف إلى الإصلاح .

وفي الجزء الأخير من المقال تقوم الكاتبة بسرد تجربتها الشخصية كأمراة علمانية، وتشرح فيه أن هناك مجموعة من النساء قد رفضن بقوة النظام الحاكم بعد الثورة، وخصوصاً في مسائل الحجاب والنظم الاجتماعية والقانونية. بل وهن لا يعتقدن أن التفسيرات الدينية هي الاستراتيجيات الصحيحة التي يجب أن تنتهجها المرأة في حياتها.وكرد فعل.. فإن هؤلاء النساء قد تعرضن للمساءلة القانونية والاستجوابات والحبس حتى أن كثيرات منهن قد تركن البلاد إلى أماكن أخرى في العالم .

وتختتم الكاتبة هذا الفصل بصورة أكثرر تفاؤلاً، من خلال تغطية فترة التسعينيات التي شهدت تآلفًا من بين المرأة المسلمة والمرأة العلمانية، فقد اشتركن سويًا في الانتخابات، وظهر نشاطهن في مجال القضاء في داخل المحاكم الإسلامية وفي مجالات الكتابة والنشر، والتي يعارض من خلالها الوضع المتحفظ لإيران، بالنسبة للمرأة .

أما الفصل التاسع سياسات تطبيق حقوق المرأة في بنجلاديشللباحثة نجمة شود هيرى، وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول يعطي نبذة عن الحقوق الدستورية للمرأة في نجلاديش، والجزء الثاني يوضح النظم الوطنية الموضوعة لخدمة المرأة، والجزء الثالث يشرح التأثير الفعال لمؤتمر بكين في تغيير مفاهيم خاصة بالمرأة لدى الحكومة في بنجلاديش؛ خصوصاً في قضايا العنف ضد المرأة وقضايا الميراث.

وفي الجزء الأول تقتبس الكاتبة أجزاء من الدستور، الذي لا يفرق لغويًابين الرجل والمرأة في الحقوق العامة، ولكن الكاتبة توضح أن التفرقة الحقيقية ترجع إلى النظام الإجتماعي الذكوري المتوارث في داخل الأسرة، والذي ينعكس بالطبع على دور المرأة في الحياة العامة.وتشير الكاتبة إلى أن من أكثر مظاهر التفرقة هو الزي الوطني التقليدي “pardah”، وهو الحجاب الكامل للجسد، والذي يعكس بدوره حجاب المرأة عن الحياة الاجتماعية بكل المقاييس.فالمرأة أشد معاناة من الرجل في كثير من الأمور، فهي أشد فقراً وأقل تعليمًا، كما أن الرجل يتمتع بقدر كبير من الحريات مثل حرية الطلاق وتعدد الزوجات وحضانة الأطفال، ولذا فالمجتمع كله يقدر فكرة تفضيل إنجاب الذكور عن إنجاب الإناث .

وفي ظل الحداثة وبفضل تطور الجمعيات النسائية الأهلية غير الحكومية، وبالتعاون مع الأمم المتحدة .. ارتفعت نسبة تعليم الإناث، وأصبحت المرأة أكثر إيجابية، بالاشتراك في خطط التنمية من تعليم وثقافة وحتى الأنشطة الرياضية.وتخص الكاتبة دور التنمية الصناعية الذي أدى إلى تنمية المرأة اقتصادياً، أيضًا بفضل تلك الجمعيات النسائية التي أسهمت في توعية المرأة تجاه مشاكل تعوق تقدمها مثل الأمية فساعدت في تنمية المهارات الفردية والتوعية الصحية والإنجابية .

وإذا كان دور الحكومة ليس حيويًا بالقدر الكافي بالنسبة لحقوق المرأة.. بسبب ان قضايا مثل المساواة في النوع الاجتماعي تعامل بحظر شديد في بلاد لها تقاليدها الدينية العميقة مثل بنجلاديش.. فإذا كانت الحكومة تساند مبدأ تعليم الفتيات، وتتعاطف مع المرأة في قضايا العنف والاغتصاب.. إلا أنها لا يمكن أن تثير الرأى العام في حوارات تمس العقيدة الدينية مثل قضايا المساواة في النوع الاجتماعي .

أما بالنسبة لمؤتمر بكين فقد تألف الوفد المشترك في المؤتمر من نساء ينتمين إلى الجمعيات الأهلية والحكومية من العاملات والمتخصصات والباحثات، وقد ألقين الضوء على قضايا العنف ضد المرأة وقضايا الميراث.وقد زاد المؤتمر من حماس كلا الفريقين لمتابعة توصيات المؤتمر.فقد أعادت وزارة شئون المرأة والطفل توصيف وتحديد مسئولياتها الحقيقية تجاه المرأة.. كما اختارت مجموعات عمل من النساء، اللاتي أظهرت كفاءة سابقة في ذلك المجال.كما التزمت بعض الوزارات المعنية في بنجلاديش بإعادة تنمية وضع المرأة في المجتمع، ومنها: وزارة التعليم والعدل والصناعة والزراعة والصحة والبيئة والتنمية الريفية.فقد عمل مؤتمر بكين كحلقة وصل، تنسق بين كل الأطراف المسئولة عن تغيير ووضع القوانين وتطبيقها؛ بهدف المساواة وتبادل الخبرات بين الرجل والمرأة سواء في المنزل أو في مجال العمل.

وللقضاء على العنف ضد المرأة .. سنت الدولة القوانين الرادعة لحماية المرأة في قضايا العنف النفسي والبدني. أما بالنسبة لقضايا الميراث فهي مازالت مبهمة.فقد نادت الحكومة بإزالة العقبات والقيود أمام حق المرأة في الميراث، ولكنها لم تقر بعد بأحقية المرأة في المساواة مع الرجل في الميراث؛ لأنها قضية تمس الشريعة مباشرة.

ومما سبق.. يتضح أن مؤتمر بكين يعتبر نقطة تحول في المجتمع في بنجلاديش، فإذا كان رد فعل الحكومة هامشيًاقبل المؤتمر تجاه القضايا الحيوية الخاصة بالمرأة.. فإن المؤتمر قد خلق نوعًا من التفاعل والتواصل بين جهات عديدة لخدمة المرأة .

الفصل العاشر هو عائشة الصامتة – السرد المصريبقلم هبة رؤوف عزت، وبداية من عنوان الفصل ومروراً بالأفكار المطروحة والأساليب المستخدمة في عرض الأفكار وانتهاًء بانتماءات الكاتبة نفسها.. يعتبر هذا المقال مختلفًا عن بقية المقالات الأخرى في الكتاب.فالعنوان يحتمل معانٍ رمزية متعددة، فهو قد يرمز إلى المرأة المسلمة الملتزمة دينيًّا التي لا تستطيع الحصول على حقوقها في وسط ضغوط اجتماعية من عادات وتقاليد والصمت يرمز إلى موقفها السلبي إزاء الأوضاع.كما أن عائشة قد تكون زوجة الرسول صلى الله عليه و سلم، والتي تعتبرها الكاتبة قدوةللنساء المسلمات بسبب دورها الفعال النشط في خدمة قضيتها الأولى في الحياة وقتذاك، وهي نشر المعرفة بالدعوة الإسلامية، فلماذا إذًا تكون عائشة اليوم صامتة ؟

وكاتبة المقال الباحثة هبة رؤوف عزت هي الأولى في هذا الكتاب التي تظهر انتماًء إلى الحركة الإسلامية في مصر.وذلك على عكس باحثات أخريات في الكتاب قد هاجمن التدخل الديني في التشريعات الاجتماعية والسياسية.

وفي هذا الفصل، تطرح الكاتبة وضع المرأة المصرية في المجتمع مع ربط بعض الممارسات الاجتماعية بالإسلام أو تبرئة الإسلام منها.وتقول الباحثة، فيما يعتبر من أهم محاور هذا البحث، أن الزمان والمكان بكل ما يحويان من معتقدات بيئية أو عادات وتقاليد اجتماعية قد تفوقا على المفاهيم الإسلامية الصحيحة، خصوصًا في قضايا مثل قضايا الميراث والطلاق والزواج؛ ففي بعض المناطق الريفية مثلاً تسلب الفتاة حقها في الميراث، وفي عصور وأماكن مختلفة شاعت ظاهرة تعدد الزوجات .

وهناك نماذج من النساء المسلمات الأوليات هن قدوة للمرأة المسلمة؛ لأنهن أثبتن قدرة كبيرة على العمل، وبلغن مكانة رفيعة من العلم والتفقه في الدين مثل زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، عائشة وأم سلمة، إلا أن الرجل في وقتنا ومجتمعاتنا المعاصرة ينظر إلى هؤلاء النساء أو القدوةمن النساء على أنهن حالات خاصة في مسائل العلم والعمل وعلى العكس .. فقد أكد المجتمع حرمان المرأة حقها في المشاركة في ميادين الحياة، أو حتى في أبسط حقوقها في الذهاب إلى المساجد؛ خشية أن تصبح المرأة فتنةللرجال .

وتقول الكاتبة في سرد تاريخي لمفهوم الحداثة أنه مع بداية القرن العشرين كان مفهوم الحداثة ينحصر في التقدم التكنولوجي وأن المجتمع المصرى قد اهتم بالقيادات مثل قاسم أمين وهدى شعراوي أكثر من اهتمامه بالمفكرات اللاتي طالبن بحقوق المرأة في التعليم, مثل: ملك حفني ناصف ونبوية موسى وزينب الغزالي.أما في العصر الحديث فهناك شخصية إسلامية هي الباحثة والكاتبة عائشة عبد الرحمن (1913 – 1998)، وقد ظل دورها مهمشاً، لأن كتاباتها اتسمت بالحداثية، وبالتالي لم تحظ بتأييد من جماعات الحركة الإسلامية في مصر .

إن دور عائشة عبد الرحمن يشرح لنا طبيعة الصراع في مصر، والذي يدور حول التعريفات المتضاربة بين الحداثة العلمانية والحداثة الإسلامية والتقاليد الإسلامية أيضًا..وتدور معظم الصراعات في داخل الطبقة المتوسطة الجديدة، والتي تركز على دور المرأة في المجتمع المصرى؛ فالمرأة في مصر اليوم هي عضوة نشطة في كل المجالات السياسية والمهنية.

ومن مصر إلى الأمة الإسلامية في الوطن العربي، تقول الكاتبة إنه على الرغم من نظم التحديث في مجالات السياسية والاقتصاد والقانون.. إلا أن القوانين الخاصة بالأسرة لم تتبدل؛ خاصة في قضايا الزواج والطلاق وحقوق حضانة الأطفال والميراث.إن المشكلة في التشريعات تكمن في أنها تصدر من فوق، أو أنها ليست نابعة من المشرعين الدينيين، ولكنها تشرع بناء على رغبات الساسة والمفكرين، الذين ربطوا ما بين التقدم والحداثة أو ما بين الرجعية والتقاليد.. وبالتالي بدأ الصراع ما بين العلمانية والإسلام أو ما بين الحداثة والتقاليد.

ومنذ السبعينيات بدأ نشاط الحركة الإسلامية في كثير من الدول العربية، وأصبح الإسلاميون قوة اجتماعية وسياسية، حتى صاروا خطراً يهدد بتدمير التحول الديمقراطي في البلاد، وبالتالي أنقسم الناس ما بين مؤيد يرى أن الإسلام هو الحل، أو معارض بخشی الرجوع إلى الوراء.أما في الثمانينيات.. فقد كثرت الشائعات أن الإسلام سوف يسلب المرأة حقوقها في العمل.وعلى الناحية الأخرى .. فقد هاجم الإسلاميون ما بالقانون العلماني في البرلمان، وفي الوقت نفسه لم يطرحوا حلولاً بديلة لمواجهة المصاعب، التي تواجهها المرأة في قضايا الطلاق، وحين استمر الصراع وتبادل الاتهامات وقف الأزهر صامتًا، ووقفت النساء صامتات .

وفي الجزء الثاني من المقال تعرض الكاتبة لأربعة مجالات للإصلاح، الذي قامت به الحركة الإسلامية في فترة التسعينيات؛ خصوصا من خلال المفهوم المعروف أن الشريعة الإسلامية تصلح لكل زمان ولكل مكان:

  • الإصلاح في مجال الفقه ودور علماء مثل محمد الغزالي ويوسف القرضاوي، اللذين ساندا اشتراك المرأة في المجالات الاجتماعية والسياسية .

  • الإصلاح في الأزهر بقيادة الشيخ جاد الحق الذي طالما اتهم بالتشدد الديني، وقد أكد الشيخ في كتاب له حقوق المرأة السياسية والبرلمانية .

  • الإصلاح داخل الإخوان المسلمين الذين أعدوا وثيقة في مؤتمر القاهرة للسكان عام 1994، يؤكدون فيها على حرص الإسلام على احترام كرامة المرأة ومشاركتها في المجالات الاجتماعية والسياسية .

أما بالنسبة لزعماء الإخوان المسلمينفقد أصدر الشيخ محمد الخطيب أحد زعمائهم فتوى، تبيح للمرأة السفر بمفردها دون الحاجة إلى مصاحبة أحد المحارم من الرجال، طالما توافرت لها عناصر الأمان أثناء السفر والإقامة خارج البلاد .

وفي حين تعضد الكاتبة دور المرأة المسلمة، في داخل إطار الحركة النسائية الإسلامية بسبب دورها الفعال في تنمية هويتها، والمشاركة في الجمعيات الأهلية غير الحكومية ومحاربة الأدوار التقليدية للنوع الاجتماعي مع استبداله بدور نشط في جميع المجالات في كل الساحات، تنتقد دور الحركة النسائية العلمانية وخصوصا في مؤتمر بكين، حيث ظهرت النساء في أثناء الجلسات، كما لو كن بلا هويةخاصة بهن، فقد طالبن بحقوق المساواة بين الرجل والمرأة بشكل لا يختلف في المفهوم واللغة عن بقية النساء من وفود العالم، بالإضافة إلى خلطهن لأمور كعادة ختان الإناث مثلا، والتي طرحت على أنها عادة إسلامية .

وتقول الكاتبة في الجزء الأخير من المقال، وتحت عنوان نهاية غير سعيدةأنه يتعين علينا أن نفهم أن الحركة النسائية في مصر مرتبطة بعلمانية النظام القضائي؛ فالنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي متجه إلى النظام الغربي، ولكن تظل الأسرة هي المحور الرئيسي في الصراع.وإن كان بعض العلماء المستنيرين يرون أن التعديل في القوانين الخاصة بالأسرة المصرية يتوافق مع الشريعة الإسلامية.. إلا أن كثيرًا من الناس مازالوا يدينون بكل ما هو تقليدي.وفي النهاية .. فإن عصر العولمة يهدد القوة الباقية، التي تصارع من أجل بقاء الهوية الثقافية لبعض الشعوب؛ خاصة تلك الهوية الدينية.

وتشرح الكاتبة إن مأساة الحركة الإسلامية الآن هي أنها وضعت في ميزان واحد مع التشدد الديني أو التطرف، وقد انتقل هذا المفهوم إلى الرأى العام في مصر وبالتالي أصبحت موضع هجوم في وسائل الإعلام المختلفة.وفي ظل غياب الصوت الإسلامي، بدأت الحركة النسائية العلمانية المطالبة بحقوق تم تفسيرها ونسبها إلى الإسلام، مثل: الخلع وحق المرأة في السفر بدون موافقة الزوج وحق التسجيل الرسمى للزواج العرفي، وفي الحقيقة كما تقول الكاتبة إن الإسلاميين قد استنكروا تلك المطالب، لأنها تدعو إلى تشجيع المرأة على التمرد على الزوج وبالتالي تؤدى إلى هدم الأسرة .

وأخيرًا تستنكر الكاتبة الدور الذي تلعبه الجمعيات الأهلية غير الحكومية في ظل النظام العالمي الجديد، وأن قانون الأسرة الجديد قد ينتهى، ولكن الغالبية العظمي من تشجيع النساء والرجال يتساءلون عن دلالات هذا القانون، وعن وضع الأسرة وخصوصا المرأة في المجتمع المصرى.

وهكذا تقع الكاتبة في فخ ثنائية العلمانية والإسلاميات دون أخذ أغلبية الناشطات المصريات اللاتي لا يتبنين موقفا أيديولوجيا محددًا من الدين في الاعتبار، بالإضافة إلى الصاق التهم جزافا بالعلمانيات التي تتهمهن تارة بالعمالة للغرب وتارة بالتواطؤ مع الحكومة ضد الإسلاميات. وهي بذلك تقع في فخ آخر وهو التعميمات التعسفية التي اتهمت بها الآخرين، فهي، مثلها في ذلك مثل من يضعون الإسلاميين كلهم في سلة التطرف والإرهاب، تضع كل العلمانيات في سلة العمالة والتآمر.وكم كان من الأحرى بالكاتبة غير العلمانية الوحيدة في هذا الكتاب أن تنفى ما ورد بشأن الحركات الدينية في الكتاب بدلاً من إلقاء التهم جزافًا على العلمانيات. بالإضافة إلى ذلك، يتميز تحليل الكاتبة لمواقف الإسلاميين من الذكور بالبراءة والإسراف في حسن النية فهى ترى أن النساء الإسلاميات قد أصبحن أخواتناشطات سياسيا داخل حركة الإخوان المسلمين، متجاهلة بذلك أن الإخوان المسلمين لم يصلوا إلى السلطة وأن قراءة واعية لتاريخ الثورات والحركات الوطنية تشى بأن الاستعانة بالنساء للحصول على تأييدهن ومساندتهن ثم التخلي عنهن وإعادتهن للبيوت هو نمط متكرر في هذه الحركات والثورات، الدينية منها والعلمانية على حد سواء، وليس أدل على ذلك من موقف الإسلاميين في إيران من النساء بعد وصولهم إلى الحكم. كما انصب اهتمام الكاتبة في بعض أجزاء ورقتها على نقد موقف العلمانيات في بكين لكونهن بلا هوية محددة في زمن العولمة، بينما حاولت هي أيضًا التنصل من انتمائتها الإسلامية وادعاء الموضوعية عن طريق توجيه بعض اللوم لبعض الإسلاميين لسلبيتهم وعدم طرحهم لبدائل إسلامية للرؤى العلمانية فيما يختص بقضايا الأسرة والطلاق .

وبنهاية هذا الفصل، ينتهى الكتاب الذي يعتبر إضافة جديدة للقارئ المهتم بتأثير الأديان على الدولة، وتأثير كليهما على وضع المرأة في ظل العولمة والحداثة.والواقع أن الكتاب يلقى الضوء على الأبعاد السياسية والتاريخية، التي يتم رصدها عن قرب؛ لأن كاتبة كل مقال هي قريبة من مسرح الأحداث ومجريات الأمور في بلادها.. أما على مستوى أسلوب العرض .. فالكتاب من الكتب الشيقة ذات الأسلوب الذي يسهل متابعته في القراءة، كما أن تنوع الكاتبات وتنوع المواضيع والجرأة في عرض الأفكار يجعل منه كتابا ممتعا، يعرض الرأى والرأى الآخر في كثير من القضايا الخاصة بالمرأة، في كثير من بلاد العالم.

Jane H. Bayes & Nayereh Tohidi. Globalization, Gender, and Religion, The Policies of Women’s Rights in Catholic, and Muslim Contexts. N. Y.: Palgrave, 2001.

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات