مناهضة التحرش، والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة

يُعد التحرش الجنسي أحد أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، فهو خرق لحق الفرد في الأمن والأمان. لقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 في المادة 30، ينص على“الحق في الكرامة الإنسانية، المساواة، الأمن والسلامة الجسدية، حرية التنقل والحركة، الحرية الشخصية، والخصوصية“. ولكن اختلال موازين القوة بين الرجال والنساء في المجتمع والثقافة الأبوية؛ أدى إلى انتهاك حقوق كثيرة من حقوق المرأة، وانتشار العنف القائم على النوع الاجتماعي.

للأسف، إن ظاهرة التحرش الجنسي ظاهرة عالمية ليست مقصورة على أمة، أو دين، أو عرق، ولكنها إحدى مظاهر العنف ضد النساء، التي يُغض عنها النظر في كثير من الأحيان؛ مما يؤدى إلى انتشار الظاهرة وتفشيها. التحرش الجنسي ناتج بشكلٍ مباشرٍ عن اختلال موازين القوة بين الرجل والمرأة، و لذلك – في معظم الأحيان، وعلى اختلاف الثقافات – نرى المجتمعات متسامحة إلى حد كبير مع المتحرش بينما تُلام الضحية. و لذلك أصبح من الضروري التعامل مع هذه الظاهرة من منطلق حقوقي، ينصف المرأة، ويتعامل مع الأسباب بدلاً من الأعراض.

ونظرًا لالتزام جامعة القاهرة بتوفير بيئة تعليمية يحظى فيها الطلاب والطالبات بالتقدير، والاحترام، والمساواة في الحقوق والواجبات، في بادرة تعد الأولى على مستوى الجامعات المصرية؛ استجابت جامعة القاهرة لهذه المبادرة، و بادرت بإصدار سياسة لمناهضة التحرش في الجامعات المصرية. من أجل خلق بيئة آمنة للجميع.

من بعد إجراء بحوث على نماذج مختلفة من السياسات المتبعة في دول أخرى، كان من الضروري تطوير سياسة مناسبة لسياق الجامعة، والثقافة المصرية ولذلك جاءت الأجراءات وآلية الإبلاغ في حالة التعرض للتحرش والعقوبات التي تقع على المتحرش مستقاة من قانون تنظيم الجامعات المصرية.

تنقسم سياسة جامعة القاهرة لمناهضة التحرش إلى ستة أقسام، وهي: 1 – مقدمة توضح الهدف والرؤية، 2 – تعريف التحرش الجنسي كما جاء في القانون المصرى، 3 – تحديد المسؤوليات لأعضاء المجتمع الجامعي، 4 – سبل الإبلاغ، 5 – اجرأت التحقيق و6 – العقوبات.

تقوم هذه السياسة على محورين:

المحور الأول: يركز على اتخاذ إجراءات للوقاية، والتوعية ضد التحرش في المجتمع الأكاديمي.

المحور الثاني: التدابير اللازمة للتعامل مع فعل التحرش في حال حدوثه، ومعالجة الآثار المترتبة عليه.

لقد رأت الإدارة ان وجود سياسة فقط لا يكفى لمناهضة التحرش، ولذلك طورت الفكرة من مجرد وجود سياسة إلى إنشاء وحدة لمناهضة التحرش من أجل تفعيل هذه السياسة، وتم إنشاء وحدة مناهضة التحرش، والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، بموجب قرار رئيس الجامعة، رقم 873 لسنة 2014 الصادر في 22 / 6 / 2014.

وتعتبر الوحدة وحدة إدارية تابعة لرئيس الجامعة، وتختص بمناهضة التحرش والعنف ضد المرأة، ويعاونها منسقو ومنسقات الوحدات بجميع كليات ومعاهد الجامعة. ويتبع المنسقون والمنسقات الوحدة فنيًا، وعميد الكلية أو المعهد، إدارياً.

أولاً: رسالة الوحدة

توفير بيئة تعليمية، يحظى فيها أعضاء هيئة التدريس، والعاملين، والطلاب، والطالبات – بالتقدير، والاحترام، والمساواة، في الحقوق والواجبات، وتطبيق سياسات؛ لمناهضة التحرش، وتفعيل التدابير اللازمة، للوقاية والتوعية واتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع فعل التحرش، ومعالجة الآثار المترتبة عليه.

ثانياً: أهداف الوحدة

• خلق مجتمع أكاديمي وعلمي يتسم بالسلمية، والزمالة، ويخلو من التحرش، والتمييز.

• اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية، والتوعية ضد التحرش والعنف ضد المرأة.

• نشر ثقافة الاحترام والمساواة في المجتمع الجامعي.

• بناء كوادر مدربة، وفعالة، في مجال مناهضة التحرش، والعنف ضد المرأة. وترد التفاصيل في المطوية التي ننشرها كما هي تعميما للفائدة.

بعد نجاح وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة، قررت الوحدة بالتعاون مع (خريطة تحرش) تنظيم ورشة العمل الأولى للجامعات؛ بهدف مشاركة المعرفة، ونقل الخبرات حول تجربة جامعة القاهرة في تطبيق سياسة ضد التحرش، ومناقشة الفرص والتحديات الخاصة بتطبيق التجربة في الجامعات الأخرى، وذلك في الفترة من 27 إلى 28 نوفمبر 2016 حيث كانت ضمن فعاليات الـ16 يوم العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، وأقيمت جلساتها بدار الضيافة بحضور 10 جامعات و 18 من أعضاء وعضوات هيئة التدريس.

وتلبية لرغبات أعضاء هيئة التدريس الحضور من الورشة الأولى، وتزايد الحاجة لإقامة وحدات مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بالجامعات، أُقيمت ورشة العمل الثانية بعنوان:” إشراك الجامعات المصرية في تفعيل وحدة و تطبيق سياسة لمناهضة للتحرش والعنف ضد المرأة“، في الفترة من 19 – 20 إبريل 2017 بدار الضيافة بجامعة القاهرة، بالتعاون مع خريطة التحرش. والتي حضرها 10 جامعات و20 من أعضاء هيئة التدريس، وتم خلال جلساتها استعراض توصيات الورشة الأولى، وتحديات كل جامعة بهدف الوصول إلى أفضل تطبيق وتقديم الدعم الفني للمجموعات المشاركة؛ من أجل تعزيز مفهوم خلق مجتمع أكاديمي آمن للجميع، والذي تحرص عليه جميع الجامعات المصرية.

واستكمالاً لدور وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة في نقل الخبرة، والتشبيك بين وحدات الجامعات المصرية؛ جاءت فكرة إقامة ورشة العمل الثالثة، في الفترة من 8 – 10 فبراير 2018 بدار الضيافة بجامعة القاهرة؛ بهدف إنشاء شبكة للجامعات، وبناء قدرات أعضاء المجتمع الجامعي لمناهضة التحرش الجنسي، بحضور 11 جامعة، و27 من أعضاء هيئة تدريس، ورؤساء وحدات مناهضة التحرش بالجامعات، بالإضافة إلى ممثلي وممثلات المجلس القومي للمرأة.

وعقب مداولات مطولة بين عدد من الوحدات في الجامعات المصرية، استقر الرأي على إنشاء شبكة داعمة تجمع بين وحدات مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة في الجامعات المصرية.

من المنتظر أن يقوم هذا التجمع على عدد من الوظائف، ويهدف لخلق مجتمع جامعي آمن للجميع.

الرؤية

الرسالة

القيم

الأهداف

مها السعيد: رئيسة قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة ومديرة وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بجامعة القاهرة.