الجزء التاسع من السنة الأولى
نی ١ آب “أغسطس” سنة ٨٩٣
موافق ۲۸ محرم سنة ۱۳۱۰
مصر وبغداد وأوربا
“باريس“
«تابع ما قبله“
أولاً – البلفار هو طريق واسع طويل ممتد يحيط في باريس إحاطة السـوار بمعصم الحسناء أو المنطقة لخصر الهيفا، كان إنشاؤه سنة ١٤٣٦مسيحية ومن أحسنه بلفار الطليان حيث يرى في طرفه عـمـود شـاهق من المرمر يعلوم تمثال ملك الحرية مصنوع من النحاس الأصفر، وهو واقف على كرة يتلألأ بنور الشمس كالذهب الوضاح وقد كتب على هذا العمود بماء الذهب أسماء الذين قتلوا من كبار الأمة في سجن باستيس
ثانيا – بالي رويال, أي قصر الملوكي الذي شيد في خلال سنة ١٧٧٩ تحيطه
حديقة غناء طولها ۷۰۰قدم بعرض ۳۰۰. ثالثا – الشانزيلزيه «روضة الأصفياء غرست سنة 1670 بطول 800 ذراع وعرض ١٦٠ذراعا وفيها بستان بهيج فيه 5000 نور ثم بستان الشتاء الشهير وقصر الزهور رابعا – بين حديقة قصر التوباري وبين الشانزيلزيه ساحة بلاس دو كونكورد وفيها تماثيل من نحاس ينفذ منها الماء وبينها مسلة قصر المصرية التي نصبت في سنة
١٨٣٦ وطولها ٧٢قدما ووسعها من أسفل سبعة أقدام ووزنها خمسمائة ألف ليبره وهذه المساحة (بلاس كونكورد) نشـنت سنة 1754 وفيها تماثيل لويس الرابع عشر الملقب بلويس الكبير من العائلة البوربونية، وقد اشتهر هذا الملك العظيم في المجد والكرم وكانت شهرته في الغرب نظير شهرة هارون الرشيد في الشرق وقد نبغ في أيام دولته كثير من العلماء والأدباء والفضلاء كفينليون وبوسوا وموليير وراسين ولافونتين وفولتير وفلتي وبلانوت ودكرا ولامبير ومونتيسكو وغيرهم من الفلاسفة والعظماء، وهذا التمثال يشخص الملك العظيم راكبا على جواد وعلى قاعدة التمثال تماثيل القدرة والحزم والعدل والسلم، وفي هذه الساحة قتل ۱۳۲ شخصا في الزحام يوم عرس لويس السادس عشر ملك فرنسا وزوجته ماري أنطوانت الذي حكم مجلس النواب في ٢٠٢١ (يناير) سنة 1793 بقطع رأسيهما ورؤوس عقيلة رولاند وشارلتا كوروس وغيرهم، وفي هذه الساحة أيضا ٢٥ عمودا ذات قيب في أعلاها ولكل منها جناح نو مصباحين وطولها ٢٤٨مترا بعرض 169.
خامسا – حديقة القصر الإمبراطوري فهي واسعة وعظيمة وقد قيل بأن من دخل باريس ولم يقصدها ليسرح نظره في محاسنها فذلك دليل على فساد مزاجه.
سادسا – عمود نابليون الأول إمبراطور فرنسا
أجل، إن هذا الإمبراطور العظيم يعني اسمه عن وصفه كيف لا وقد دانت إليه رقاب أكثر ممالك أوربا ولم يفشل إلا في مدينة موسكو التي أحتلها واستغرب عندما رأها خالية على عروشها وبها ۸۰۰ كنيسة وألوف من الأجراس والقبب بنزل في قصر الكرمين الشهير، ولم يلبث أن لعبت بها النار من كل جهاتها بمكدة نصبها له الروس عمدا حتى لحق به ذلك الفشل العظيم الذي لم يتخلص منه إلا بعد إخطار شائقة وخسائر جسيمة من المال والرجال وبوصوله إلى باريس وجد أهل الشورى قد تغيرت خواطرهم عليه فاضطر إلى أن يخلع نفسه وسار إلى جزيرة الألب ثم عاد منها وحكم ماية يوم فخلع ثانية وقصد أميركا، فأحاطته بالطريق سفن إنكليزية وأخذوه إلى جزيرة
سانت هيلانه وبقى بها إلى أن توفاه الله برحمته، ومن أراد الإطلاع على أطوار هذا الرجل العظيم (الذي ألقي النخوة في قلوب كثيرين من رجاله وكان أكره عليه هذه الكلمات لا أقدر، لا أعرف، مستحيل) فعليه بمراسلاته المطبوعة في باريس بأمـر الإمبراطور نابليون الثالث وبالمجلد الخامس عشر منها المتضمن مكاتيبه الذي كتبها وهو في حدود بولونيا سنة 1807 بعد غلبة ايلو، فإنه كان في ذلك الوقت نازلا على نهر يسرج حيث كان الروسيون أمامه والنمساويون عن يمينه البيبروسيانيين ورائه ومع ذلك كان يراسل فرنسا في أمور مهمة جدا ويلتفت إلى حركات العساكر، وطلب النجدات من أقاصي فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وجرمانيا وبفتح الخلجان وتمهيد الطرف لجلب المؤنة اللازمة والخيل والسروج والأحذية والأغرب أنه كان بالرغم عن وجوده في هذا المركز الحرج يكتب لي باريس في شأن ترتيب مدرستها الكلية وسن شرايع التعليم العمومي ثم يكاتب جريدة المونيتور ويراجع تقارير وكلاء الملل ويرشد العاملين في التويلري وفي كنيسة المدلين ويرد على جراند روسیاويندد بعقلية دى ستايل الى وقفت أمامه تندد بكتاباتها العظيمة عليه بقوة الفلسفة وغزارة العلم ثم يكاتب جلالة السلطان الأعظم وشاه العجم ويشتغل بمراجعة الحسابات وتعديل الدخل والخرج وسن الشرائع وتدبير أحوال المملكة، وقد قيل له يوما أن جبال الألب الشاهقة تمنعك عن التقدم فقال يجب أن تلقى على الأرض فسارت مثلاً
عود على بدء، ومنقوش على هذا العمود صور الوقائع التي انتصر فيها هذا البطل العظيم مع صور آلات الحرب والناس تصدمه على أعلاه لرؤية باريس في 176 درجة وفي آخره تمثال هذا الرجل العظيم طوله 11 قدما أما ارتفاع هذا العمود فيبلغ ١٣٥قدما ووزنه 360ألف ليبرة ويقال لهذه الساحة (بلاس فندوم)، وفي 15 أغسطس (آب) من كل سنةج الموافق لعيد مولده تأتى الناس بأكاليل الزهور ويضعونها على الدرابزون بالعمود المذكور.
«البقية تأتي»
“باب تراجم مشاهير النساء“
«أعظم ريات الجمال»
هي بياتريشة ابنة بويتنادي ولدت سنة ١٢٦٥ مسيحية وقد اشتهرت بالجمال الباهر والحسن الفائق، وهي معشوقة دانتي الكباري أمام شعرا الإيطليانيين المولود سنة ١٢٦٥م. وقد هام بها هيامًا شديدًا أفضى به إلى الجنون وصار مثلهما مثل قيس وليلي ونظم بها قصايد غراء ثم تزوجت بياتريشة برجل شريف الحسب سنة ١٢٨٧م وتوفت سنة ١٢٩٠م ولها من العمر ٢٥سنة فحزن عليها دانتي حزنا شديدا وتوشح بثوب الحداد ورثاها بمراثي بديعة ثم نزلها في ديوان البديع المسمى «ديفيد كوميديا“إلى المرسح الرلهي منزلة ملاك يهديه إلى رياض الجنان.
أعظم المغنيات“
(لاينلسون)
هي التي اشتهرت بين مغنيات الافرنج وبشهرتها العظيمة أحبها الكونت دى ميراندا وتزوج بها، وهذه الفتاة مولودة من أبوين فقيرين من الفلاحين في أسوج وقد اشتهرت بالغنا شهرة عظيمة حتى حازت السبق والتقدم على وصيفاتها ونال الحظوة عند الملوك والعظماء، فلم يبق أحد من الملوك إلَّا وأتحفها بوسام أو بشيء من علامات الشرف حتى أصبحت لو أرادت أن تتزين بكل ما عندها من النياشين لما وسعها صدرها.
وعند ذهابها إلى بلادها أسـوج مع الموسيـو شـراكـون احـتـفـل مـواطنوها باستقبالها احتفالاً عظيمًا وبالتماسهم من الحكومة أطلق لها مئة مدفع ومدفع إجلالاً لشأنها ولاعتبارها أنها الملكة في حسن الصوت، ولما سافرت سنة 1870 إلى أميركا بلغ مدخولها في الشهور الستة نحو ستة ملايين فرنك.
(عقيلة بلانتسکی)
في هيلانة بتروفنا بلانتسكي ولدت في روسيا سنة 1831 وأقامت السنين الكثيرة في بلاد الهند تدرس الديانة البوزية وأنشأت الجمعية الثيوصوفية (الحكمة الإلهية) في نيويورك سنة 1875 ثم رجعت إلى بلاد الهند وعادت منها إلى بلاد الإنكليز وتوفيت سنة 1891.
(حنة بزنت)
ولدت هذه المرأة سنة ١٨٤٧ وأبوها من عائلة وود التي منها الوزير اللورد هدلي فدرست الإنكليزية والفرنساوية والجرمانية وأتقنت اللغتين الأخيرتين في فرنسا وألمانيا وكانت مولعة بالموسيقى والرياضة وركوب الخيل ومنعكفة على قرائة مشاهير الشعراء والكتاب (وأمها أرلندية الأصل من عائلة قديمة مشهورة بامتداد نسبها إلى بعض ملوك فرنسا).
وفي سنة 1875 خطبت خطبة عظيمة موضوعها الآداب الحقيقي، وطبعت هذه الخطبة وبيع منها سبعون ألف نسخة وبعد أن اشتهرت في الخطابة وذاع اسمها في الجرائد بحثت في المسائل الاجتماعية وزيادة السكان، وألفت كتابهما المشهور (ثمار الفلسفة).
وفي العام الماضي ألفت كتابًا في الحلول والتجسد (ملخصًا من المقتطف).
(أشهر الملكات)
« عن كتاب معرض الحسناء في تراجم مشاهير النساء“
من الفراعنة من العائلات السادسة والثانية عشرة والتاسعة عشرة جملة ملكات مثل نیثاقرت ونقرت آری ورامسيس وينتو كريس وغيرهن.
(سنة الجلوس ق. م.)
۲۰۰۰ الملكة سميراميس ملكة الآشوريين
١٥٠٠: الملكة طوسير
١١٨٤: الملكة هيلانة ابنة ملك اسبرطه
۱۰۰۰: بلقيس ملكة سبأ
880: إيزابيلا ملكة إسرائيل
840: إليزا المعروفة بديدون ملكة قرطاجنة
605: ينتو كريس زوجة بنوخذ نصر
۵۳۸: مندان ملكة مصر
بعد المسيح
۳۰: ملكة الزبأ أو ناثلية بنت جزيمة الأبرش
٠٥٤: ملكة أغربينة أم نيرون الملك
٦٠.: ملكة بواديكا قبيلة إيسني
۳۰۰: ملكة زينوبيا ملكة تدمر
٤٤٠٨: الإمبراطورة بلشير قيصرة الرومانيين
٤٠٨: الإمبراطورة بوليكريا
٤٢٥: الإمبراطورة إبلاقيدا
٤٥٠: الامبراطورة بلاسيدا
٥٢٠: الإمبراطورة إريانه
الإمبراطورة صوفيا
٥٩٢ ٹیودبلنده ملكة اللمبارديين
ونده ملكة اللاميين
۷۹۷: ابرینی ملكة بزنطيه
۸۰۰: إيرينا ملكة القسطنطينية
٨٥٧ ثيودوره أوغسطه
٨٧٧ الإمبراطورة ريشلده
٩٤٥ أولغا ملكة روسيا
۱۰۲۵ ست المالك
ثيودوره والدة القيصر مخائيل الثاني
سیده ٤٤٠ هجرية ملكة اليمن
لينانج خاتون ٥٢١ ملكة خلاط
غازيت خاتون ٦٢٩ هجرية ملكة حماد
ضيفه خاتون ٦٤٠ هجرية ملكة حلب
شجرة الدر الصالحية 65 ملكة مصر
١٠٤٢ زوس وأختها ثيودوره ملكة بزنطية
١٥٤ ثيودوره (لوحدها)
١٠٥٧ أغنيس ملكة بافاريا
1067 أفراديكا ملكة بزنطيه
١١٤١ ماتيلدا ملكة إنكلترا
١١٨٥ سبيلاً من ملكات النمسا وسردينا على القدس الشريف
۱۳۰۹ سانسيا ملكة جزيرة صقلية
۱۳۹۰ مرغريتا ملكة الدانيمرك
1479 إيزابيلا ملكة قسطلية
“البقية تأتي“
«أثر ومآثر وفضائل“
«سرای یلدز العامرة والسلاملك»
يلدز وما أدراك مـا يلدز جنة الناظرين ومـقـر أعظم الخلفاء والسلاطين فـإن الممالك العثمانية جسم والأستانة قلبها ويلدز روحها وهي بالتركية معناها النجم فلا غرو إذا كانت جميع أنظار العثمانيين متجهة إليها معجبة ببهائها مهتدية بغور سنائها.
ذكر بعض المؤرخين أن أبا الفتح السلطان محمد الثاني لما باشـر حـصـار القسطنطينية الشهير الذي عقبه فتحها نصب وجابه العالي في محل سرای يلدز الآن.
وموقعها على الجلل الغربي من الأستانة يراها الناظر من أول دخوله من مرمره ومنها يشاهد أكثر جهات الأستانة والبوغاز المعروف بالبوسفور وأمامها من جهة آسيا اسكودار وغابة السرو الطائرة الصيت وجـبـال جـاملجه وهي متصلة جهة بك أوغلى تحتها حارة بشكطا حيث سرای طوله بغجه التي كانت مقرًا للسلطنة من أيام السلطان عبد المجيد ولم تزل إلى الآن القصر الرسمي الذي يقبل فيه مولانا السلطان التهاني بالعيد وكل احتفالات الرسمية.
أما يلدز فبناها السلطان عبدالعزيز وجعلها منتزهًا ومقرًا للصيد وهي في الأصل كشك في بستان سرای جارغان التي نظمها السلطان المشار إليه.
ولما استقر مولانا المعظم السلطان عبدالحميد الثاني على سرير الخلافة أحب الإقامة فيها فانتقل إليها وما زال يكبر قصورها وينظم أمورها ويزيد بهائها ويحسن أرجائها إلى هذا اليوم، وقد أبقى القصر الأصلى على حاله وجبل البناء الجديد ورائه وليس هو بناء كبيرًا واحدًا بل أبنية متعددة وقصورًا مختلفة قال بعضهم أنها تبلغ نحو ٥٣ قصرًا ولا غرابة في ذلك لمن يعلم كبر حديقتها واتساعها فقد حقق بعض البارفين بها أن الجائل في وسطها لا يمكنه أن يدور حولها من أولها إلى آخرها في أقل من ست ساعات.
وأشهر قصورها قصر يلدز وقصر «مراسم»، وهو الذي نزل فيه إمبراطور ألمانيا حين قدم الأستانة.وقصر «شاله» نزل فيه بعض أمراء أوربا ،وقصر «مالطه» وفيه أقيمت محاكمة المتهمين بقتل ساكن الجنان السلطان عبدالعزیز خان.
وقصر (مال تيه) وفيه قام السلطان مراد الخامس مدة عندما كانت عساكر الروس مـقـيـمـة بقرب الأستانة في سان اسطفانوس وفي هذه السنة أي سنة 1878 حصل حريق هائل في الباب العالي فدمر كثيرًا من دوائره وأتلف من المباني ما قيمته ٤٤ ألف ليرة ومن الأمانات والأوراق والدفاتر والحجج 300ألف ليرة وكل هذه القصـور مختلفة الشكل والوصف.
وفي السرى وحديقتها كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، فأول ما يشاهده الداخل فيها التكنات العسكرية المنتشرة في جميع أرجائها، ولا يقل من بها من العسكر عن عشرة آلاف وهم الحرس الخصوصي المسمى بالاوردي الخاص ومنهم آلايا يعرف بصارقلي اي الزواف المتعممون كلهم من العساكر السود ولباسهم أحمر وسراويلهم واسعة وعمائمهم خضراء وحوالي القصر العامر مستشفى للعساكر ويستانان واسعان احدهما لنزهة الرجال والآخر للنساء، وفيها تصدح الموسيقى العسكرية بعد عصر كل يوم.
وحول النصر جامع حميدية الشريف، وهو من آثار الحضرة السلطانية وفيه تؤدي فريضة الجمعة في أكثر الأوقات وأيضًا حول القصر منارة فيها ساعة عظيمة وفيها آلات أخرى كمقياس ضغط الهوا وغيره.
وحول يلدز أيضًا الاصطبل الخصوصي وفيه من جياد الخيل العربي والفارسية والإفرنجية ما يحير الألباب، وفيه حديقة ومحلات مخصوصة لتربية الحيوانات على اختلاف أنواعها ومحلات للنباتات الغريبة التي تعيش على تسخين الهواه أو تجفيفه وفساقي مختلفة الأشكال والأوضاع وبركة متسعة يسير بها وابور صغیر بخاری للنزهة وعن أثاثها ومفروشاتها وزخرفتها حدث ولا حرج، وقد اشتهت امبراطورة المانيا أن ترى مثلها في قصرها، فأخذت معها ما يلزم لفرش قسمين من سرای برتسدام.
قيل وأن الأواني التي وضعت على المائدة ليلة عشاء إمبراطورة ألمانيا بلغت قيمتها نحو مليون ليرة وإنه يخرج من السراي السلطانية كل يوم ۳۰۰۰ مائدة لحاشية الحضرة السلطانية في داخل السراي وخارجها بين الصباح والمساء وإن ماهيات مستخدميها في كل شهر تبلغ ٢١ ألف ليرة. ولا يدخل للسراي المشار إليها أحد إلا بإذن، وكذلك لا يدخلها راكب أيا كانت رتبته ومقامه إلا الأمراء الأجانب أو أعضاء العائلة المعظمة السلطانية وبقية الناس حتى السفراء يترجلان عند وصولهم إلى الباب.
وفي السراي دوائر متعددة لكل من مشير الما بين وهو ناظر القصر المكلف بجميع شئونه وتعلقاته، ويقصده كل من له علاقة بالسراي من مأموري السلطنة العظام وغيرهم، وعنده يتغذى الصدر الأعظم والوكلاء إذا حضروا زمن الأكل ولكل مأمور من کبار مأموري السراي محل مخصوص للأكل، هذا عدا الولائم المتكاثرة التي تتكرم بها الحضرة السلطانية في كثير من الأوقات، وليس من شرطها أن تشرفها بالحضور فنائبها هو الصدر الأعظم أو مشير الما بين وتعتبر المائدة من الموائد السنية السلطانية.
ثم دائرة رئيس القرنا ويقصدها جميع الراغبين في عرض شئ على المسامع السلطانية رسميًا والمكلفة بقبول الأعيان الذين يطلبون التشرف بالحضور الشاهاني أو الذين يحضرون لتهنئة أو تبريك في الأعياد والمواسم، فرئيس القرنأ هو لسان جلالة السلطان عندهم وأما الإفرنج فيقصدون بذلك دائرة التشريفات.
وفي السيراي دواير لثاني القرنا ولليلوريان ولبوليس السياسي وللباشكاتب، وهو الواسطة بين الجلالة الشاهانية وجميع النظارات والسفارات العثمانية في الخارج والولايات، وجميع المكاتبات والعرائض والتلغرافات ترد باسم الباشكاتب وهو الذي يجيب عليها إلا إذا كانت من الملوك.
ومن الدوائر العظيمة أيضًا دائرة أغا دار السعادة الشريفة، وهو المكلف بجميع ما يتعلق بداخل السراي وشئون الحريم وله سطوة وجاه وفي دايرته تبيت الصرة الهمايونية ليلة خروجها من دار الخلافة وهي ليلة 16 شعبان، وهناك تلى الأذكار والادوار وتبسط أكف الدعوات الصالحات للحضرة السلطانية والباش أغا المشار إليه من أعظم رجال السلطنة قدرًا وأكثرهم نفوذًا وله رتبة الوزارة السامية، ويزيد على ساير أربابها في المقام بأن يلقب دولتلو عنا يتلو وتحت أمره كثير من الأغوات منهم جماعة يعرفون بالمصاحبين ولهم الرتب العالية فالباش مصاحب عنده رتبة أولى ضعف أول.
والجلالة السلطانية متزوجة بثلاث زوجات وهن أمهات أولاده الأنجاب، ولجلالته خمسة أولاد ذكور وهم أصحاب الدولة والنجابة، محمد سليم أفندى وتوفيق أفندي، وشوكت أفندي، وعبد القادر أفندي، وبرهان الدين أفندي، وثلاث بنات وهن صاحبات الدولة والصحة زكية سلطان (وهي متزوجة بعطو فتلو نور الدين بك نجل الغاري عثمان باشا) ونعيمة سلطان ونائله سلطان.
وقد اعتنى جلالته بتربية أنجاله الاعتناء الزائد وفتح لهم مدرسة في قصر أخلامور السلطاني، وأحضر لهم المعلمين الماهرين وكلهم منتظمون في سلك العسكرية منهم البيادة ومنهم الفرسان في الالاى أرطفرل والآي المزاربق.
ويطلق على السراي السلطانية اسم «ما بين همايون» وجلالة مولانا السلطان عبد الحمید خان مشهور بالرأفة والحنو وبالكرم والسخا ومع حبه للصالحين وتعظيم مقامتهم وتعمير المساجد والتكايا يوالي عطاياه الكريمة مترادفة لبقية رعاياه من غير المسلمين ومحلاتهم الخيرية لها في كل يوم مآثرة جديدة سلطانية وأعظم أثريخلد ذكره الحميد بما أمر به جلالته من بناء دار العجزة لسائر الملل من رعاياه.
وفي الأستانة العلية سرايات كثيرة في غاية الزخرفة والرونق أقدمها وأمنعها سرای طوبتنبو ولم تزل بها الخرقة النبوية الشريفة التي تزورها الحضرة السلطانية مرة في السنة ثم سرای طوله بغـجـة وجـراغـان التي هي على شكل حـمـرا غرناطة وسرای بکلر بك، وفيها أقامت الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث بعد فتح قنال السويس وسراي كوك صو، وفيها نزل البرنس إسكندر باتنبرغ أمير بلغاريا السابق وسرای بيقوز، وهي مبنية بالمرمر الجميل. وهذه السرايات الثلاث الأخيرة واقعة على الشاطي «البقية تأتي.
“مراسلات الجهات“
ورد لنا هذا التحرير من حضرة البارعة الفاضلة العقيلة هنا كوراني الخطيبة عن نساء سوريا في معرض شيكاغو العام تدرجه بحرفة الشايق ومعناه الفائق.
حضرة السيدة الفاضلة أعزها الباري
صفحًا يا معدن المكارم على قصور لم ينشأ عن فتور أو إهمال بل هي الأيام وتراكم أشغالها وتزاحم واجباتها حتى لم تدع لى فرصة إلى مخاطبة شخصك اللطيف ومراسلة جريدتك الفتاة الحسناء التي لا شك في أنها جارية على قدم الترقي والنجاح رافعة بيدها البيضاء علم نور المعرفة،ليخفق في جو شرفنا الصافي مبددًا ظلمات الضلال و دجى الأوهام.
أجل. إني أشعر بشوق شديد لمشاهدة الفتاة التي قد حجب على جمالها الأدبي منذ قدومي إلى هذه الديار، ولعل ذلك لعدم معرفة حضرتك بعنواني هنا، ولهذا أسألك أن تجرى على بجميع أعدادها كي أعرضها مع سائر جرائد النسائية وافاخر بما لحضرتك من الباع الطولى في حلبة الأدب وصناعة التحرير وأتيه عجبًا بما هي عليه من جمال الفضل وكمال العرفان وأرى الغربيون بأن في شرقنا من الأدبيات الفاضلات ما يفقن عليهن عرفا وإقداما وحسبي برهانًا مثالك الشريف ومآثرك الغراء.
إن النساء في هذه الديار في الدرجة الأولى من التقدم فأبواب العمل وأسباب الترقي مفتوحة لديهن وما عليهن سوى ولوجها لبلوغ المجد والعلاء، فهن السعيدات من بنات جنسهن ولهن المقام الأول في الهيئة الاجتماعية يعدهن كيف شئن، ومع هذا تريهن غير مقتنعات بما قسم المولى لهن.
بل دأبهن منازعة الرجل على إدارة الأمور السياسية وتولى المناصب الإدارية, وقد كدن يفزن بالمرغوب وتتحقق أمانيهن إذ قد نجح بعضهن في الحصول على الأغلبية في الانتخابات العمومية وذلك في بعض الولايات، ولست بحامدتهن على هذه الأطماع الكبرى لأن هذا مما يشوش الراحة العمومية ويخرب فوق كل شئ السعادة البيتية فالأولى بهن القناعة بمقامهن الرفيع وبذل مقدرتهن في نشل غيرهن من بنات جنسهن اللواتي قد حكم الزمان عليهن بالذل والهوان.
المعرض ولا أزيدك بيانًا في غاية قصوى من العظمة والجلال، وقد كنت أود لك القدوم إلى هذه الديار ومشاهدة غرائب الفنون ومدهشات الصنائع وعجائب الاختراع التي لا يحيط بوصف إتقانها ومحاسنها قلم ولا بيان فقد بذل الأمير كان النفس والنفيس في جعل معرفتهم آية القرن التاسع عشر وعمومية التقدم والارتقاء، فجمعوا في بناية وكمال معداته قدرة القوى العقلية وقوة المدرك البشرية حتى غدى جنة العلوم والآداب ومـرتع الفنون والاختراعات على أنواعـهـا التي وياليت الوقت يطول على فاستطيع بأن أشرح لحضرتك بعض ما شاهدته من الآثار والمآثر ولكن، أبي الزمان إلا معاندتي ولذلك سأترك هذا إلى الجرائد والصحف الإخبارية.
لا أرى بدا من ذكر القليل عن قصر النساء التي تزدحم فيه أقدام المتفرجين من كل قاص ودان، فإنه في غاية الجمال الهندسي، وقد زينت قاعاته الواسعة بجميع اعمال المرأة اليدوية والعقلية التي قد جمعت من جميع الأقطار المسكونة الأربعة لتكون برهانًا قاطعًا على مقدرة المرأة في كل فرع من الفنون والعلوم، فإن التطريس الموجود فيها مما يأخذ الألباب سحرًا بمحاسنه الكبرى وإتقانه البديع، هذا عدا عن بقية الأشغال اليدوية من تصوير وحفر وما شاكل، ولو جئت لأذكر لك بالتفصيل عن كل ما حوته هذه البناية الجميلة من البدائع والمحاسن لضاق الوقت وأنا بعد عاجزة عن استيفاء وصف النذر القليل.
يسرني بأن أخبر حضرتك بأني عزمت إذا شاء الله على إنشاء مجلة علمية أدبية تصدر أول كل شهر في اللغة الإنكليزية، وإذا وفق الله سيصدر العدد الأول منها في العاشر من شهر تموز (لوليو) القادم ومع كل سأرسله إلى ناديك لتطلعي عليـه ونجاح المجلة إن شاء الله لأن لي أصدقاء ومعارف كثيرين يأخذون بيدي ويساعدونی بقدر الإمكان وسيكون القصد الأكبر منها رفع الشرق وآله في أعين الغربيين، وإظهار حسنات أهله ومعارفهم وآدابهم وأخلاقهم لعل الغربيين يرجعون عن احتقارهم للشرق واستخفافهم بشأنه والله الموفق إلى خير الأحوال.
لقد أطلت عليك الشرح وبودي لو تمكنت من مراسلة الفتاة ولكني عسى أن الأحوال توافقني في الاستقبال فأقوم بحق الواجب نحوك ونحوها ونحو الوطن عمومًا إلخ.
“الفتاة” وإن كان هذا الكتاب خصوصيًا لا بقصد نشره في الفتاة وإنما قصدنا بنشره إظهار أفضل مراسلته والبشرى لسيدات الوطن الفاضلات عن قرب ظهور مجلة حضرة هذه الفاضلة التي ستطبع في أرض الحرية وتحت سماء الحرية وبين سيدات وقعن علم الغيرة على الجنس النسائي وأعطين العلم حقه وقدرن المعارف قدرها بل هن اللواتي زينتهن الأدب لا الذهب وفضلهن بمحاسن الأعمال لا في ظواهر الجـمـال لا ينفقن الألوف المؤلفة من الذهب الرنان على البهرجة والأزياء ويضين بثمن كتاب أو جريدة، ولا يتملمن ويتأففن عندما يأتيهن الجابي بطلب بعض دريهمات لقاء اشتراكهن بجريدة أو رواية أو كتاب، ولهذا فإن حضرة زميلتنا الفاضلة قد أصاب سهمها المرمى بما تؤمله من الفلاح والنجاح في بلاد راج بها سوق العلم والآداب وبه كانت النهضة الأدبية وتعزيز الفضيلة بين الجنس النسائي، ولنا في هذا المعرض العظيم شاهد عدل وهو مباراة المرأة الغربية للرجل في كماله وفضله ومحاسن أعماله وليس على الله بمستبعد أن يعيد للشرق بهـاءه وجماله، ويعلم الكل أن الأمة في مجموع عائلات والعائلة مجموع أفراد والمرأة هي أم العائلة وبتهذيبها وآدابها وعلومها ومعارفها آداب الأمة وتدينها والعكس بالعكس والأمل وطيد بإذن الله وعناية جلالة مولانا السلطان الأعظم وسمو خديوينا المعظم وهم ومكارم أمرائنا الكرام ورجالنا الفحام تعميم الأدب ونشر المعارف في أنحاء الشرق العظيم لكي نرى به المرأة كما نراها في الغرب من حيث الفضائل والآداب وكل آت قريب إن شاء الله.
إمبراطورة ألمانيا
روت جريدة الاهرام الغراء نقلا عن جرائد ألمانيا ما ملخصه: قيل إن جلالة الإمبراطور غليوم لم يتزوج هذه الإمبراطورة المعظمة عن غرام لأنه كان يحب من قبلها الأميرة اليصابات دي هيس ابنة خالته التي أصبحت فيما بعد زوجة لأخي جلالة القيصر، وهي الآن تعد من أعظم النساء في روسيا، وقد كان السبب في اقترائه في جلالة الإمبراطور الحالية “المشار إليها” البرنس بسمارك لأسباب سياسية، وقد كان الألمان يهزون في هذه الإمبراطورة لكونها ليست من سلالة الملوك، ويقولون إنها ماهرة في صنع الحلوى إلا إنها لم تلبث حتى أسكتت الجميع وحازت القبول والحب لدى كل سكان البلاط الإمبراطوري، وساعدها على ذلك كونها ألمانية الجنس والنسب.
أما معيشتها فهي تنهض من نومها في الساعة 7 صباحًا وقد كل مع قرينها الإمبراطور في الساعة 8 ثم تخرج لإدارة شؤون القصر وترتيب أعمال الخدم وألوان الطعام ثم تلاحظ بيدها نفقات القصر وحساباته، وتقتصد بكلما لا لزوما له ولاسيما في نفقاتها الخصوصية حيث لا هم لها ولا زينة إلا لأولادها، فهي التي بيدها تعتني في ملابسهم وتغيير أزيائهم حسب الأصول والفصول لأنها لا تعتبر في ملابسهم إلا ما كان موافقًا حالة الجو، وهي تعرف الفرنساوية والإنكليزية والألمانية جيدًا، ولا تحب أن تقرأ قصه أو رواية بل تصرف الساعات التي تزيد عن أعمالها في القصر في مطالعة الكتب العلمية والأدبية والتاريخية وبتطريز بيارق للجيش وزركشة بعض الأشياء التي تهديها للأمراء في أعيادهم وتكتب كل يوم تاريخ حياتها، وفي آخر السنة تجعله كتابًا وتضعه في الخزانة تحت الأقفال حتى لا يطلع عليه أحد لأنه يتضمن أحوال حياتها السرية، وهذا الكتاب سيكون بلا شك كتابًا نفيسًا لجميع المؤرخين في المستقبل.
“مدارس الكاثوليكية للاناث في القطر المصرى“
روي البشير الاغر أن مدارس البنات في هذا القطر السعيد كثيرة و يدير أهمها الراهبات العازريات، فلهن مدرسة و مستشفي في الاسكندرية و الإسماعيلية و السويس وعدد الطلبات نحو ۱۲۰۰ بنتا وراهبات أم الله ولهن مدرسة في الاسكندرية فيها ١٣٠ طالبة وأخرى في مصر فيها ١٢٠ طالبة وراهـبـات مـارى يوسف ولهن بعض مدارس وهن اللواتي يدرن المسـتـشـفي والزقازيق والمنصورة وسمنود الأوربي في مصر والراهبات الإفريقـيـات ولهن أربع مدارس وأربعـة مـسـتـوصـفـات في طنطا وراهبات الراعي الصالح ولهن مدارس في مصر والإسكندرية وغيرهما وسيدات صهيون وراهبات قلبي يسوع مريم وراهبات المرضى وراهبات الأم
الحزينة، وكنهن يتعاطين التعليم في أكثر المدن وبعضهن يعتنين بتطبيب المرضى في البيوت والمستشفيات ويأوين العجزه واللقط – واليتامى الفتاة» فهل من فضل أعظم من فضلهن وهل من جهاد في خدمة الإنسانية أعظم من جهادهن فكيف لا نطوب أعمالهن ولا تشكرهن أناء الليل وأطراف النهار على محاسن أعمالهن العظيمة، وقد حق لكل منهن أن يقال لها:
طوقتنى منك الجميل قلائداً …… وأبررتني حتى حسبتك والدا
فلأشكرنك ما حييت وإن أمت…… فتشكرنك أعظمي في لحدها
«الأقباط“
شرعت الأقباط الأرثوذكس في طنطا في فتح مدرسة للبنات وعملوا لها اكتتاب من أهل البر والإحسان جمع 500 جنه خلاف ما سيتبرعون به كل شهر وغايتهم من ذلك بناء محل مناسب بجانب الكنيسة لتربية بناتهم وهذه الجمعية الخيرية قد أسست من نحو ست سنوات مدرسة الصبيان في طنطا، ولها الآن نحو ١٥٠ فدان أرض خلاف المرتبات الشهرية التي تنفقها على فقرائها فجزاهم الله خير الجزاء.
(الوطن)
جثة غريبة
روى الأهرام الأغر نقلا عن جرائد أوربا: اكتشف زارع في ولاية ناكوما على جثة فتاة يظن أن قد غطتها الرمال من عشرين سنة عندما كانت نائمة، ومن غرابة أمرها التي حيرت بها الأطباء أنها بيضاء أشبه بالرخام الصقيل، ولكنها تتورد وجنتاها وشفتاها عند طلوع الشمس ثم يزول ذلك منها عند الغروب، وإذا كان الليل يكون لونها أصفر صافيا كالرخام حتى تطلع الشمس فتحمر وتظهر عليها هيئة النوم الهادي إلى الليل فتعود صفرا كما كانت بالأمس. وكان في عنقها عند أكتافها سلسلة صغيرة من الذهب معلقة فيها نجمة مكتوب عليها حرفان، ويقال إنها ابنة أول سائح فرنسوي دخل تلك البلاد مع امرأته وابنته هذه ويحكي عنها أنها كان يصيبها مرض، فتكون مسرورة باسمه في النهار وعابسة صفرا في الليل، وكثيرا ما كانت تخرج من بيت أبيها إلى الغابة عندما يصيبها هذا الانقلاب حتى خرجت مرة ولم تعد ثم اكتشفت جثتها في هذه الأيام وكانت تدعى، اينيد دى فاليير، والحرفان المرقومان على النجمة يوافقان أول الاسم واللقب
اسمع أيها الرجل
وصايا ابن اسکندر دوماس
امش ساعتين كل يوم ونم 7 ساعات كل ليلة عندما تنفس، وانهض حالا عندما تفيق واشتغل عندما تنهض ولا تأكل إلا وأنت جائع ولا تشرب إلا وأنت عطشان وذلك على مهل، ولا تتكلم إلا عندما يلزم ولا تقل إلا نصف ما يخطر لك ولا تكتب إلا ما تقدر توقع عليه ولا تفعل إلا ما تقدر أن تقوله ولا تنسى أن الناس يعتمدون عليك وإنك لا تعتمد على أحد ولا تحترم المال الكثير أو أقل مما يجب ولا تفعل إلا ما أنت عارف بنهايته، وسامح الجميع مـقـدمـا ولا تحتقر الناس ولا تضحك عليهم بل إرث لحالهم وافتكر في الموت في كل صباح ومسا وإن مرضت فانظر في سبب مرضك فإن ذلك يعزيك
(الأهرام)
(النياشين إلى النساء)
الدولة العلية تعطى إلى النساء نيشان الشفقة
دولة روسيا: تعطى إلى النساء نيشان القديسة كاترينا
دولة المانيا تعطى إلى النساء نيشان لويزه
دولة انكلترا: تعطى إلى النساء نيشان تاج الهند
دولة فرنسا تعطي إلى النساء نيشان لجيون دونير
دولة النمسا: تعطى إلى النساء نيشان الصليب المرصع بالنجوم
دولة اسبانيا تعطى إلى النساء نيشان ماري لويزة
دولة البرتقال تعطى إلى النساء نيشان القديسة اليزا بيتت
دولة بفاريا تعطى إلى النساء نيشان القديسة اليزابته لويزا
دولة ساكس: تعطى إلى النساء نيشان سیدونی
(تنبیه)
ادينا بعض رسائل تأخرت للعدد القادم لتأخير ورودها منها رسالة لحضرة الأنسة فريدة دبانة بمصر وأخرى لحضرة البارعة الآنسة مريم خالد في دير القمر.
في الأخلاق والعوايد
نساء النصيرية
تنقسم النصيرية الى ثلاثة أقسام وهي: المشايخ والمقدمون والفلاحون فالأول علماء الدين ويلبسون على رءوسهم عمامة بيضاء
والثاني أصحاب الأرض والسيادة وملابسهم طربوش بزر (شرابة) حرير طويل ثقله لا أقل من ربع أقة ويتعممون بجملة عصائب (مناديل) ويلبسون سروالا أبيض وزنارا عريضا ثقيلا من الحرير الطرابلسي ومناطقهم لا تخلو من السلاح
والثالث الفلاحون ويمتازون بالفقر والذل والرثاءوأما النساء فلبـسـهـن واحـدا وسنأتي على بيانه في الباب الملابس والأزياء وعندما تلد المرأة منهم فإن كان المولود ابنة أغمى عليها لعلمها بما سينالها من زوجها من الإهانة والاحتقار بسبب ولادتها ابنة أو ربما ضربها فماتت تحت الضرب شهيدة الظلم
وهذه الطفلة تطرح في جانب البيت على طبق من قش وفوقـهـا وتحتها بعض خرق بالية ويتركونها بدون ملابس ولا يهتمون لا برضائها ولا بنضافتها، فيملؤها القمل والذباب والقرع والجرب فإن تغلبت على كل هذه المصائب وأصبحت قادرة على حمل الجرة والحطب ورعي المواشي وجمع العشب باتت ملازمة لجميع ما يعهد إليها من هذه الأعمال بدون أن تشكو تعبا أو بردا أو حرا أو سبا أو شتما أو ضربا. وريثما تصبح بسن الرشد يأتي الخاطب ويخطبها بثمن يتفق عليه مع أبيها وهذا الثمن من 500 الى 5000 غرش، وقد يكون أقل وأكثر بحسب أهمية الحسب إذا كان الأب من الفلاحين فالثمن الذي يقبضه من عريس ابنته يدفع عشرة إلى الشيخ أو المقدم المولودة ابنته بأملاكه والزواج عندهم كعوائد مجاوريهم من فلاحي سوريا أن كان من جهة الولائم والنسب لا بحسب الخلق والأخلاق أو العلم والآداب
و إذا كان الاب من الفلاحين فالثمن الذي يقبضه من عريس ابنته يدفع عشرة إلي الشيخ أو المقدم المولودة ابنته بأملاكه
والزواج عندهم كعوائد مجاوريهم من فلاحي سوريا أن كان من جهه الولائم وإحراق البارود أو الرقص والغناء على قرع الطبول ونغمات المزمار
وإذا كان مرور العريس في بعض القرى يأتون بها راكبة على فرس أو حمار ويقفون بها في كل قرية أو مزرعة (عزبة) أمام باب بيت الشيخ أو المقدم، ويأخذون بالرقص والغناء فيأتي كبير البيت ويضع بيد العروس عشرة أو عشرين غفرشا فيضج الجمع بالشكر والامتنان، وهكذا يسيرون بالعروس من قرية إلى قرية أو من بيت إلى بيت متى يصلوا الى بيت العريس وكل ما يجمعونه من الدراهم فهو إلى العريس
وبوصول العروس يصعد العريس على سطح البيت وبيده قضيب طويل وقبل أن تضع العروس رجلها على عـتـبـة البـاب يكون العريس قد تطاول من السطح حـتى يستحكم عروسه، فيضربها على رأسها أو على ظهرها مرة أو أكثر بالقضيب الذي بيده ترهيبا وتخويفا لها حتى تستعد لما تصادفة من الإهانة قبل الإحسان
وعندما تصبح الابنة زوجة ترجع للأعمال التي كانت مسئولة عنها في بيت أبيها وليس لها أدنى اعتبار عند زوجها ولا من أولادها، فلا تسمع إلا الإهانة وعلى أقل سبب يكون نصيبها الضرب المولم ولا من مجير ولا من نصير لها لكونها خرجت من ملك والدها وصـارت بملك زوجها وأولادها، ولكن إذا ماتت تحت الضرب تؤخذ ديتها من زوجها أو أولادها وتعطى الى أبيها أو أخـوتـهـا، وأن سلمت من القتل تقضى زمن حياتها بالذل والإهانة حتى تموت موتا طبيعيا، ومع ذلك فلا حق لها في ميراث لا من أبيها أو أخيها ولا من ابنها أو زوجها.
وإن ترملت ليس لها من يعيلها إلا كدها وشغلها،وإن تزوجت ثانية تباع بأبخس الأثمان ويقبض ثمنها أبوها أو أخوها.
ولا يحق للمرأة أن تعرف أسرار دينها ولا أن تقوم بفروضه حتى أنها لا تعرف كيف جاءت ولا إلى أين تذهب وهذه حالة أم الشيخ والمقدم والفلاح حيث لا فرق عندهم في رتبة المرأة، ويزعمون بأن الزوجة متى عرفت شيئا من أسرار دينها حرمت على زوجها وصارت له أختا لاعتقادهم بأن المرأة من نسل إبليس فكما هو عدو الله هي عدوة الله أيضا
وأما المشايخ (أمناء الدين) فهم كأطباء أواسط أفريقيا العليا (وسنأتي على ذكرهم بالاعداد القادمة من الفتاة) لأنهم يدعون معرفة الطب ومنع سريان الأمراض الوبائية من بلد إلى بلد وأدويتهم حررا يعلقه المريض في عنقه أو يضعه على رأسه أو في المكان الذي يتشاءم به منه وهذه أعـمـال وهم لا أقل عذرا من العـامـة وأكـثـرهـم يعيشون من هذه الشعبية، ثم لهم دخل من مال الأوقاف والذروة والذكوة وغير ذلك ولغتهم هي العربية لكنها مستهجنة جدا لتكسيرها حيث يسمون الشيخ شافي والبيت بات الخ
وأما ما كان من عوائدهم في الجناز ولا حزن فسنذكره في بابه الذي ابتدأنا به من هذا العدد.
(الداهوميون)
هم سود الألوان غلاظ الشفاه فطس الأنوف جعد الشعور، ومن كانت من نسائهم بهذه الصفات كانت آية الجمال (في عرفهم) ولباسهم من أغرب الملابس إذ ترى على رؤوسهم الخوذ النمساوية والألمانية والإنكليزية وكلها في حالة يرثى لها.
(نساء الملك)
وأما النساء المعينات لخدمة ملك داهومي، فهن منقطعات إلى العذبة وإن دعين بنساء الملك وقد قال الموسيوبيول أنهن يؤخذن من البلاد أو من السبايا ويلبسن صدره بدون كمام وتوبا قصيرا يضعن فوقه وزرة تطول وقت السلم وتقصر وقت الحرب وقبعة مزينة بجلد التمساح أو حيوان آخر ويقمن في قصور الملك في أبومي وعددهن ما يزيد عن 1500 امرأة وهن فرقتان تحت رئاسة قائدة واحدة اشتهرت ببسالتها وسطوتها
وعند حدوث الحرب تتقدم هؤلاء النساء للملك ولا يزحفن على العدو إلا بقيادة الملك نفسه وفي لسان الداهوميين اسم امرأة ينونيو واسم البنت ددي ينونيو واسم النساء ينونيوله واسم الزوجة والو وبالأعداد القادمة إن شاء الله سنأتي على ذكر نساء الأمازون وما كان لهن من الشهرة والسطوة اللتين فقن بهما أبطال الرجال.
عوائد اليابانيين
من عوائد أهل اليابان كثرة التبسم والانحناء لدى كل مخاطب لهم، ولو كان خطابه بالزجـر والشتم وهـي عـادة الفوها من القديم لشدة ما كانوا فيه من الذل والانكسار
في الجنازة والمداففن والأحزان والحداد
ورد في الدائرة الجنازة في اللغة الميت وسريره ومن يشـيـعـه وفي الاصطلاح المأتم أو الاحتفال الذي يقوم به أهل الميت وأقرباوه وأصحابه من حين موته إلى حين دفنه
ومن المعلوم أن عادة تكريم الميت من الأمور القديمة في تاريخ البشر والاحتفال بجنازته وجد طبعا في الإنسان دليلا على إظهار قوة لا تغلب ولا يمكن الهرب منها وعلى كون الأجل المحـــوم قد انتهى ويئس الانسان من ميته بحيث يكون ذلك نظير الوداع الأخير له والناس في ذلك على قسمين فأهل الدين الذين يفعلون ذلك تنبيها لحاسيات الأحياء إلى ما سيصيرون إليه ويكون احتفالهم صورة واضحة للحزن والأسف والاعتبار وأما البرابرة فيظهر من التاريخ أنهم كانوا يفعلون ذلك على صورة عيد فيقيمون ألعابا مختلفة تظهر بها أحرائهم وبعضهم يرقصون ويلعبون كما يفعل في أوقات الأفراح.
ومدة الجنازة وكيفيتها قد اختلف فيهما الشعوب القديمة والحديثة حيث كان المصريون القدماء يعظمون أمر الجنازة، وكانت مدتها للملوك أكثر من شهرين، فكانت تبطل بها العبادة وأعمال المحاكم ويواظب على الصوم والإمساك، وكانت جماهير الرجال والنساء يطوفون في المدينة كل يوم يلطمـون وينوحون ويولولون وكانت الأمة بتمامها تلبس الحداد 70 يوما عند موت ملكها، وفي هذه المدة برتلون ترنيمات فيها ذكر فضائله ثم يمزقون أثوابهم ويلبسون المسوح ويمتنعون عن أكل اللحم وخبز الحنطة وشرب الخمر وكافة الملزات
وأما جنازة العامة فكانت لا تختلف عن جنازة الملوك الا يقصر المدة، وكانت النساء ذوات القربي من الميت يطلين رؤوسهن وأوجههن بالحماة ويرمين التراب على أجسادهن ويخرجن خارج البيوت نصف عراة أي أنهن يخلعن ثيابهن إلا ما هو تحت الوسط ويطفن من الرجال في الشوارع عراة باكيات نائحات ويمان بصياحهن السبع الطباق
وبعد أن يحلقن شعر حواجبهن وينحن على الميت يحفظه المحنطون، وتأتي الكهنة لإتمام الفروض الدينية ويتعين بأمر كبار عشيرته اليوم الذي به يأخذون الجثة المحنطة إلى منزلها الأخير
كان المصريون يعتقدون أنه لابد من أن أوزريس إله الخير المقيم وراء مغيب الشمس يدين الميت قبل دخوله إلى دار السعادة الأبدية، فإن وجد سيئاته أكثر من حسناته طرده وسلمه إلى من يرجع به إلى عالم الحيوان ليكون بواسطة التقميس من حيوان الى حيوان كفارة عن الذنوب الذي ارتكبها ثم يرجع إلى درجة الإنسان ولهذا كانوا يعتبرون الموت قطع البحيرة الفاصلة بين الوجود والخلود، وكان خدمة الدين يقيمون لكل شي سماوي رمزا في الدنيا،ولذلك كانوا يسوقون الشعب من خرافة إلى خرافة ومن ذلك قبل أن يدفنوا جثة الميت المحنطة كانوا يحفرون مكانا كالبحيرة رمزا عن البحيرة الفاصلة بين الوجود والأبدية، فيجلس ٤٢ ديانا من خدمة الدين وقبل أن يمر القوم الميت إلى الجهة الأخرى كانوا يدينونه فإن أقام أحد الأهالي عليه الحجة بأنه تعدى على أحد أو ارتكب الآثام والذنوب لا يعبر البحيرة ولا يدفن في المقابر بل يتركونه بلا دفن كمجرد، وكانوا يحسون ذلك عارا عظيما لا يبقى إلا أن تقوم أقاربه أو أولاده بالأعمال الحسنة لتكفير خطاياه، وكانت الملوك والوزراء والأعيان وغيرهم يخافون أن يقعوا فيها بعد الموت حيث كان كل مصرى يرتجف عند تأمله بهذه الدينونة.
ويطلب من الذي يقيم الحجة على الميت إثبات ما يدعيه وإلا يعاقب بالقصاص بل بالموت
وإذا كانت حسنات الميت أكثر من سيئاته يضعون له لحية طويلة كلحية أوزريس دليلا على أنه نال الثواب الأخير ويأمرون أهله أن يعبرون به البحيرة المذكورة في قارب كان مقدسا عندهم ويعرف بباريس
وكان من جملة معبودات المصريين الثور والكلب والهـر والبازي وغيرهم من الطيور والأسماك، ولذلك كان من مات في بيته هر عليه أن يحلق حاجبيه وإن مات كلب يحلق شعر رأسه وجسده علامة للحزن وكانت الشريعة تقضي بموت من يقتل حيوانا من هذه الحيوانات وكانوا يضعون على روس الرماح تماثيل الحيوانات، وبها كانت تتميز فرق الجيوش وكانت مدافن ملوكهم الأهرام إلا ما ندر منهم،
وأما العبرانيون فكانت مدة الجنازة أو الحداد الخاص عندهم أسبوعا لكن إذا كان الميت ملكا أو أميرا كانوا ينوحون عليه شهرا كاملا وفي هذا الشهر يصومون ويلطمون ويولولون ويساعدهم في النوح الشبابات تهيجا للحزن،
وكانوا يمشون حفاة مكشوفي الرءوس ويتمرغون على الرماد ويلبسون المسوخ الخشنة المنسوجة من وبر الإبل أو شعر الماعز ثم يدرجون الجثة بعد تحنيطها في الأكفان ويأخذونها إلى القير. أيام في حالة الخلاعة والفساد وأما الثراقيون الذين كانوا أهل حروب ولا يبالون بالموت فيضحكون ويلعبون وكان المجوس يخمدون نيرانهم علامة للحزن، ويقال أنهم كانوا يقضون خمسة وقت الجنازة
البقية تأتي
باب تدبير المنزل
في اللحوم والأسماك والخضار والأثمار وأنواع الأطعمة والحلويات والمربات والمرطبات والمشمومات وما كان منها نافعا للمعدة وموافقا للأمزجة أو مضرا بهما إلى غير ذلك من أنواع المأكول والمشروب والمشموم، وهو مقتطف من كتاب تدبير المنزل وغيره من كتب الصحة والطهات وما عرفناه بالتجربة ومن كل سيدة قيل في ذوقها وحسن تدبيرها وإدارتها
إذا قالت حزام فصدقوها …… فإن القول ما قالت حزام
الـلـحـوم
أعظم لحوم الحيوانات أولا لحم الغنم “الضان” فهو ذو نكهة لطيفة وسهل الهضم ويحسن أكله للأطفال وذوي الأمراض، ومرقة يوافق أصحاب المعدات الضيقة والتي بها التهاب أو احتقان فإنها تهضمه بدون عسر والمناسب للشواء منه ما كان من لحم الخروف الصغير فهو مقو للمعدة وسهل الهضم ويوافق الناقهين من الأمراض والمصابين بالإسهال المزمن وهو أوفر جميع أنواع الطبخ لأنه يحفظ للحم نكهته ودسومته ويجعله لينا لذيذا وخصوصا إذا كانت ناره بطيئة بحيث لا يفوق درجة الغليان وأحسنه شرائح مستطيلة موضوعة على أسلاك نظيفة مجلوة ومدهونة قضبانها بدهن حتى لا يعلق عليها شي من اللحم ولا يكره طعمه إلا من قبل به (ويكره الفم الماء من سقم).
ثانيا – لحم البقر فهو ذو نكهة الطف منها في الغنم وكله غذاء ودسم وأحسنه ما كان سمينا مدهنا وليس مجرد ألياف، والمناسب الشواء منه ما كان من لحم العجل الصغير فهو مقو للمعدة وسهل الهضم حكم الخروف الصغير أو أحسن كما يظن به الأفرنج وأكثرهم يعتمد عليه حيث وجدوه أكثر غذاء ودسما بخلاف المشارق الذين لا يفضلون عن الغنم لحما من لحوم الحيوانات إلا الذين اعتادوا على لحم الماعز والبقر والجاموس والجمل ویرون به لذة كمن اعتاد على لحم الخروف أو العجل
ثالثا– إن لحم صغار الحيوانات المأكولة ليس بمغذ كلحم الحيوانات المشوية في اعتدال السن الا أنه لذيذ الطعم طيب الرائحة ولا يسهل هضمه على كل المعدات لاحتوائه على المادة الهلامية كما قيل
ولحم الغزال فهو يشبه لحم الغنم في كافة صفاته الحسنة كالليونة وسهولة الانهضام، وهكذا الأرانب وطيور الصيد وأخصها الحجل والحـمـام وأنواع الدجاج والأوز والديوك الرومية والهندية وغيرها وبيض الدجاج، فهو أيضا من أنواع المغذيات وسهل الهضم وخصوصا اذا لم يكن تام النضج.
الأسماك
إن الأسماك نوات القشور مفضلة على سواها بالنسبة لما أثبتته التجارب من نفعها للصحة وأنواع السمك يختلف طعمه باختلاف المكان، ولذك نضرب صفحا عن تعداد اسمانه ولما كان الماء أعظم جزء في السمك وجب على الإنسان أن يأكل من السمك أكثر من المقدار الذي يأكل من اللحم وأحسن الأسماك وأطيبها ما كان صيد يومه أو ساعته وسنعود إلى منافع الأسماك عند ذكرنا أنواع الطعام
الخضار
قبل طبخ الخضار يلزم غسله في الماء ومنهم من يضع على الماء قليلا من ملح الطعام أو الخل لقتل الجراثيم الموجودة فيه، أما ما كان منها قصير العمر كالسبانخ والملوخية وما شابهما فيغمر قليلا في ماء يغلي
خواص بعض الخضارات
البطاطس (بطاطا) يحتوى على ألياف خشبية ومواد نشوية وأملاح وفسفور وأحسنه للأكل ما كان ناضجا وقد يأكله ألوف من البشر ويستسون به عن كثير من الأطعمة خصوصا في أوربا وأعظمهم الإنكليز، وأما ما كان غير بالغ منه أو متعفنا فيضر ضررا عظيما لأنه تتولد فيه زيتية سامة تعد الجسم لأمراض كثيرة (البقية تأتي)
في الخطبة والصداق والأعراس وازردة والجلوات والمراقص
زفاف البرنسس مارى دى تيك
من أم سراي بوكنهام في صباح يوم الخميس الواقع في 6 تموز يوليو” سنة ۱۸۹۳ راها بهجة للناظرين لاسيما عندما احتشد فيها العدد العديد من الملوك والأمراء والوزراء والأعيان احتفالا بزفاف البرنس جورج دوق دی پوران حـفـيـد جـلالة ملكة إنجلترا وإمبراطورة الهند ووحيد البرنس أوف ويلس ولى عهد إنكترا ،
وهذه السراي المملوكية بناها جون شفيلد دوق بوكنهام سنة 1703 على الجانب الغربي من حديقة سنت جمس وبعد قليل من بناتها اشتراها منه الملك جورج الثالث وفي سنة 1761 تبوها الملك جورج الرابع بعد أن غير في بنائها إلى الحالة التي هي عليها الآن
وفي سنة ١٨٣٧ جملتها الملكة فيكتوريا القصر الملوكي وأبقت الاستقبالات الرسمية في قصر سنت جمس لاستقبال الرجال وقصر بوكتهام لاستقبال النساء، ومن ذلك اليوم أخذت النساء اللواتي يحضرن يوم الاستقبال أن يأتين القصر وهن متجملات بأفخر الملابس ومـتـرينات بأبهى الحلل وأعظم الجواهر وأبيح للجراند أن تأتى بذكر الغادات اللاتي تشرفن بمقابلة جلاتها ومن ذكرتها الجرائد كان لها الشرف الباذج وعدت في سلك السيدات العظام والجريدة المختصة لهذه التشريفات لها المقام الرفيع عند من يقدر الجرائد قدرها كيف لا وجلالة الملكة من اللواتي يكتبن بالجرائد
وهذا القصر “بوكنهام” طول واجهته الشرقية المتجهة إلى جنوب قصر سنت جمس ۱۱۰ متاروبه دهليز يحتوي على عدة أعمدة من الرخام وينتهى إلى رحبة فسيحة بها قاعات الأشغال وقاعة التمثيل المزينة بصور وتماثيل العائلة الملوكية ورجال لدولة ثم قاعة الكتبخانة المطلة على الحديقة وعلى شمال الدهليز سلم من الرخام العجيب الصناعة سقفه منقوش من صنع الرسام الشهير ناونسند تمثل الصبح والنهار والمساء والليل.
وفي وسط الجانب الشرقي من الطبقة العليا في هذه السراي القاعة الخضرا الشهيرة في قاعة العرش الملوكى وطولها ۱,۲۰ مغطاة جدرانها بالحرير ومزركشة بالنقوش الذهبية ويجهة السقف منها أفريز من الرخام به صور تمثل حرب الوردتين من صنع بيلي ثم القاعة الكبيرة التي هي قاعة الرقص في الجهة الجنوبية منها طولها ٣٤ مترا وعرضها ۱۸ مترا ثم قاعة الرسومات وطولها 55 مترا وبها التصاوير العظيمة
وخلف هذه السراي بستان يحتوى على كشك مزين بالنقوش والتصاوير البديعة وإلى جنوب السراي الإصطبلات الملوكية وبها من الصافات المطهمة ما يفوق الغبراء وداحس
وعند الساعة الواحدة بعد ظهر يوم 6 تمرز (لوليو) خرج منها موكب العرس منقسما إلى أربعة مواكب الأول موكب أعضاء العائلة المالكة ودوى القربي للعروسين ونخب المدعويين، الثاني موكب الدوقات والأمراء والوزراء يتقدمهم العريس ووالده سمو البرنس أوف ويلس ولي عهـد إنكلترا وعـمـه الدوق ادينبرج، الثالث موكب العروس ووالدها الدوق أوف تيك ومن يحيط بهما من ذوي القربى، الرابع موكب جلالة الملكة وكانت جالسة في عربة مطبوقة ومذهبة وذات نوافز بلورية، وهي العربة المخصوصة للاحتفالات الرسمية مصنوعة صنعا عجيبا ومنقوشة نقشا بالغا نهاية الحسن وغاية الجمال وقد صرف في عملها 7660 جنيها ما عدا قيمة الذهب، وكانت جلالتها لابسة ثوبا أسود وأمام مركبتها الياوريه والحرس الخاص وفرقة من الهنود الخيالة وجميعهم لابسين فخر الملابس الذهبية وأجملها ويتبع عربة جلالتها عربات الدوقة أوف تيك” والدة العريس وابنها الأصغر والغراندوق أوف هيس وكانت طاقات الذهور المصنوعة على أحسن نظام وترتيب محمولة بأيدي سايق العربات.
وكان في كنيسة سانت جامس المعروفة بالبيعة الملكية كافة سفراء الدول في ملابسهم الرسمية مع وزراء الدولة ومأموريها وبوصول العروسين الى الكنيسة فتح احتفال الإكليل رئيس أساقفة كانتيريري بترنيمه رنمها مع الجوق الموسيقى على الالات المطرية وهي المعروفة بترنيمة “هندل مارش وقد صدحت الموسيقى أيضا بنشيد “امبريال مارش عند دخول جلالة الملكة وفي ترنيمة “لوهين جرين” عندما ما تقدم العروسان الى المناولة الأسرار المقدسة.
وريثما انتصب العروسان على المذبح سألهما رئيس أساقفة كابنتر برى إذا كانا پريدان بعضهما بعضا –حسب العادة– فأجابه العريس نعم بصوت عال ثابت، وأجابته العروس نعم ولكن بصوت منخفض جدا وعليه لهجة الحياء شأن الجنس اللطيف وكانت العروس لابسة ثوب الإكليل من اللون الأبيض المشغول بالخيوط الفضية والمطرزات الذهبية وعلى دائرة زهر الليمون، وكان في عنقها وعلى صدرها الهدايا التي أهداها لها العريس وهما قلادة ذي خمس حبال من اللؤلؤ الجميل الغالي الثمن ووردة مصنوعة من اللؤلؤ ومرصعة بأحجار الماس وفي وسطها جوهرة كبيرة الحجم بديعة الشكل خلاف المجوهرات التي أهديت لها من والديها وأما رأسها فقد كان مغطى بذات القناع الذي عقد إكليل زواج والدتها به وكانت شبينتها حضرة البرنسس فيكتوريا أوف ويلس “والدة العريس” واقفة عن يسارها ولابسة ثوبا أبيضا كثوب العروس إنما رأسها كان مكشوفا وليس به سوی وردة طبيعية على الشعر.
وكان مع شبينة العروس عدد من البرنسات والدوقات العظام، وجميعهن كانت أثوابهن كثوب العروس مزركشـا ومـخـرما ومن اللون الأبيض يتـقـدمـهـن حـضـرات البرنسس فيكتوريا الكسندريا والبرنسس بيتريس والبرنسس هيلانه والبرنسس ايد نبرغ والبرنسس فيكتوريا والبرنسس شليسويغ هولستين والبرنس مارغريتا والبرنسس فيكتوريا باتريسيا والبرنسس كوتت والبرنسس يوجلين، وغيرهن من الأميرات اللواتي كن يحطن بالعروس إحاطة الهالة بالقـمـر والمجوهرات التي كانت في الأذان وعلى الروس والأعناق والصدور والزنود تسطع كـأشـعـة جمالهن المخجل ببـهـايـه البـدور والمذرى بأنواره الشموس كيف لا ولاعطر بعد عروس أما الأواني الثمينة التي كانت في هذه لبيعة الملوكية فحدث عنها ولا حرج منها صحفة الكاس لمناولة الأسرار المقدسة يبلغ قيمتها 50 ألف ريال وهي من أثر شارل الأول ملك انكلترا.
وبعد الانتهاء من صلوة الإكليل وترنيمات الشكر ساروا بالعروسين إلى غرفة العرش ليقيدا عقد زواجها رسميا بحضور جلالة الملكة وأعضاء البلاط الملوكي ووزراء الملكة وقضاتها مع نخب المدعويين، وبعد ذلك عادت تلك المواكب بين أصوات التهليل والابتهاج من الشعب وإطلاق المدافع من القلاع إلى سراي بوكنهـام حـيث أعد بها المادية الخاصة للعروسين وجميع مدعوى البلاط الملوكي، وفي الختام تقدمت الهدايا للعروسين وقد بلغ عددها ستماية هدية،
قلعة وينذور وأما العريس فهو البرنس جورج فريدريك أرنست البرت دوق أوف يورك وكونت دیفرنس وبارون كيلاني المولود في 3 يونيو (حزيران) سنة 1865،وكان اعتماده في تمور (يوليو) بعد 34 يوما من مولده وتلقن العلوم في مدارس سان رينهام وماريبور وهويس، وهو الآن في سن ٢٨ من العمر وقد عينته جلالة الملكة قومندنا للعمارة البحرية الملكية وياورا بحريا لشخص جلالتها وقبطانا اسرقة حرس الدراغون الأولى البروسية ومن أعضاء ندوة مالبورو المتحدة.
والعروس هي البرنسس فيكتوريا ماري أوغسطينا لويزا أولغا بولين كلوريني انييس دي تيك ووحيدة دوق دي تيك المولودة في قصر كنسكتون في لندن عام 1867 من والدتها الدوقة دي تيك كريمة ادولف دوق دي كامبريج، وهي الآن في سن ٢٥ من العمر ومن جملة ورثة عرش السلطنة الإنكليزية
وقد روت بعض جرائد لندن بأن الحب مستحكما حلقاته بينها وبين الدوق دی يورك قبل خطبتها إلى المرحوم أخيه دوق كلارنس فقيد إنكترا،وق. تقدم لنا القول في الجزء السادس من الفتاة بأن أهالي (ريتشمون) المكان الذي تقيم فيه العروس) ريثما بلغهم خطبتها إلى الدوق دى ديورك احـتـفـلا احـتـفـالا عظيما حول القصر، وقرعت الأجراس جميعها دلالة على الفرح والسرور
وقد أجمعت جميع الجرائد على أن عموم الشعب الإنكليزي يحبها بالنظر لأنها أول مرة من عهد الملك جاك الثاني اقترن بها ولي عهد ملكة إنكلترا بأميرة إنكليزية ومن ثم لعلها وآدابها وكمالها وما حوته من الصفات الحميدة، وما اشتهرت به من محبة الفقراء والأفعال الخيرية
وقد نشرت جلالة الملكة فكتوريا المعظمة هذه الرسالة بعد انتهاء حفلة العرس قالت فيها
لقد شعرت بالسرور والابتهاج اللذين شملا عموم شعبي في الاحتفال بقرآن حفيدي فقد اشتركتم معى بالضراء والهناء، وإني أؤكد ما تعلمونه من حبى لكم واشتراكي معكم في حالتي السراء والضراء انتهى وقد ورد للإسكندرية من الشركات التلغرافية في 5و6و7 الجارى (يوليو) بما كان من الزينة العظيمة في لندن واحتفال الشعب الإنكليزي بهذا الزفاف المجيد، وفي صباح يوم العرس زينت البارحة الإنكليزية امفيون الراسية في مينا الأسكندرية، وعند الظهر أطلقت مدافعها وهكذا أطلقت المدافع من قلعة مصر وطابية كوم الدمة إيذانا وإجلالا وبالعدد الآتي إن شاء الله سنزينه بصورة هذه العروس الجميلة.
في باب التفاؤل والتشاؤم
نفتتح هذا الباب على سبيل الفكاهات وللقراء الخيرة بوضعه موضع الحقائق أو الحاقه في مجموع الخرافات، ولم تقصد به تنديدا ولا تبكيتا بل إيجابا لطلب بعض القراء الكرام حيث لا يزال في الشرق والغرب من يتفائلون خيرا ويتشائمون شرا من الرجال والنساء
الأعراس
تنفاءل العروس خيرا (عند قدماء اليونان) بوضعها خاتم العقد في الاصبع الوسطى من يدها اليسرى اعتقادا بوجود اتصالية بين تلك الأصبع والقلب. متى وصل العروسان الى البيت (عند قدماء اليونان) يضع الكاهن على رأسيهما كربالا من الثمر للتفاؤل بإكثار أثمارها
يحملون خادمة العروس (عند قدماء اليونان) غربالا، ويعلقون فوق حجرة منامة العروس هاونا
العروسان (عند قدماء اليونان) يأكلان ثمارا حلوة أمام الجميع تفاؤلا بحلاوة الحياة وعند غيرهم يوزعان ما بقي من هذه الأثمار على العاذبات والعذبان للعدوة عند قدماء الرومان يتناول العروسان قربانا من حبوب مشوبة ثم يغمسان العيش “الخبز” الملح تفاؤلا بالعيشة الهنيئة. العروس (عند قدماء الرومان) تشد وسطها بحزام معقود على الخصر وعلى العريس أن يحل هذه العقدة قبل خروج العروس من بيت أبيها.
العروس (عند قدماء المصريين) إذا مات في البيت هرة تحلق شعر حاجبيها وإذا مات كلب تحلق شعر رأسها
العروس (عند بعض السوريين) عند وصولها الى بيت عريسها تلصق فوق عتبة الباب خميرة من العجين وعند بعض اللبانيين تضرب في الأرض رمانة العروس (عند قدماء الرومان) تربط جوانب الباب بحبل من صوف مغموس بشحم مذوب.
العروس (عند بعض المشارق) بوصولها إلى بيت عريسها لا تدوس برجلها عتبة الباب بل ترفع بأيدي النساء إلى ما فوق عتبة الدار العروس (عند قدماء الرومان) بوصولها إلى بيت عريسها يقدمون لها النار والماء، وعند الصينيين والهنود يضع العريس بحجرها طفلا التلد له مثله) وعند البعض يضعون في حجرها مفاتيح البيت العروس بوصولها إلى بيت العريس يوقدون لها المصابيح بالزوج لا بالفرد ويتركون الشموع حتى تذوب أو تنطفى لذاتها. بوصول العروس (عند بعض اللبنانيين) إذا كانت راكبة على فرس يأتي العريس ويحل حزام الفرس عند مرور العريس الصيني يرشقه الناس بحبوب القمح والشعير وعند غيرهم ينثرونه بالورد ويرشقونه بماء الزهر ويوقدون له البخور العروسان عند الإفرنج بوصولهما إلى البلدة يتقدم لهما الخبز والملح، فيأكلان منهما
العروسان في الهند بوصولهما يزبح لهما شيخ البلد ديكا ولا يأكله أحد. عند وصول العروس الهندية يهرب العريس. عند وليمة العرس الصيني يختبي العريس، ولا يظهر إلا بعد أن لا يبقى في البيت أحد من المعازيم عند بعض الإنكليز يضربون العريس بعد الإكليل بالأحذية على ظهره إذا سقط عن رأس العروس زهرة من شكولها فلا تسترجعها إلى رأسها إذا ضحكت العروس تحت الجلاء تفاعل الناس بالرخاء
عروس لا تدخل على عروس ولا حائضة على ولاده
عريس لا يقف بإكليل عريس قبل إتمام يوم الأربعين من عرسه
إن عاد العريس من سفر يهدي إلى عروسه ولو حجر (مثل)
إذا تشردقت العروس في ريقها عرفت عليها من صديقها (مثل)
أم العريس تخيط أثواب العروسين وهما تحت الإكليل بإيرة خيطها غير معقود.
لا يقف للعريس شبينا من كان أرملا
إذا التقى بموكب العريس مأتم جنازة يتشاءمون
موكب العريس لا يرجع من الطريق الذي سار عليها
عند البعض في نهاية الإكليل يتقدم الشبين، ويرفع العريس ثلاث مرات متوالية عن الأرض
إكليل العرس يوضع فوق سرير العروس حتى تمسه يد
إذا وقع في ثوب العروس حرق وكان الحرق مستديرا كان علامة للخير إذا كان
في البلد أمير عليه أن يخلع جبة على العريس
(البقية تأتي)
أهم أخبار الشهر
فريضة التهاني
ترفع واجب التبريك ومراسيم التهاني لمقام مولاتي صاحبة الدولة والعصمة والعفاف والدة الجناب العالي بعودة سمو الجناب العالي من دار السعادة محفوفا بالعز والإقبال والمجد والإجلال، ونسأل المولى العظيم أن يحفظ ويؤيد مولانا السلطان الأعظم وسمو خديونا المعظم ما غردت الأطيار وكرت الأدهار
مأثرة جليلة
من مآثر مولانا السلطان الأعظم أيده الله صدور الإرادة السنية بدخول الجرائد العلمية والإخبارية إلى الولايات العثمانية لتعميم الفائدة ونشر لواء المعارف، وهي ماثرة واحدة من ألوف مأثره تبسط لها الأكف بالضراعة والابتهال للاله المتعال بيحفظ جلالته وتأييد شوكته مدى الدوام
هدية
أهدت جلالة الملكة مرغريتا ملكة إيطاليا إلى صاحب السعادة على باشا شريف تمثالها الكريم، وقد سلمه لسعادته في يوم 13 يوليو حضرة قنصل جنرال إيطاليا مصحوبا بخطاب من وزير الخارجية معربا عن شكر جلالتها وعلو منزلته عندها
الحر
من أخبار سوريا أن الحر قد تصاعدت درجاته إلى حد دعا الكثيرين أن يرحلوا إلى جبال لبنان لعذوبة مياهه ولطف هوائه
رواية
الحرب النسائي
لحضرة الكاتبة الفاضلة الأنسة استير أزهري في بيروت
تابع ما قبله
أخشى بأنك متى دخلت لا تعود تخرج أبدا فـتـقـتـل على مرأى منها وهي لا تستطيع أن ترد قتيلا فتكون قد بحثت عن حتفك بظلفك
– هيه هيه ألا يوجد هناك مخادع وخزائن
– فرمقه الشاب عندئذ بعين الازدراء والامتهان بنوع ما.. عل كانول ينظر إليه بذهول عظيم، فشعر الفيكونت منه ذلك وأردف نظرته بكلام لطيف قائلا: طبت فاذهب على الطائر الميمون ولكن كن حكيما.
– كلا أجاب كانول فإني اعتقد بصدق كلامك ماذا أفعل؟
– عليك بعجالة – حسن ومن أبعث بها إليها – أليس لك خادم فـهـو بصـفـة جاسوس لا يكون نصيبه سوى الجلد ولكن أنت بحياتك تخاطر
– حسن ومن أين قلم ودواة وقرطاس
– انزل إلى الطابق السفلي واطلب من الموسيوبيکارس صاحب الفندق
– نعم الرأي رأيك فسأذهب واعمل به وبعد أن رماه بنشره عميقة انصرف فتململ الفيكونت من جراء ذلك وفكر بنفسه قائلا: ترى هل عرفني؟
– ولما أتى كانول الطابق السفلى تأوه متمرمرا لتذكره بالألوان العديدة المعدة له والتي ربما يلتهمها غيره وطلب أدوات الكتابة وكتب ما يأتي مولاتي العزيزة
لو وهبت لمنظر عيناك الجميلتان قوة النظر في الظلمة لرأيت على قيد منة خطوة من منزلك الدوق ويبرنون كـامنا بين الأشـجـار الغـضـة ليطلق على النار، وبلا شك ليخاصمك وكما أني لا أقصد أن يفتك بي كذلك لا أرغب بتعكير كاس صفاء راحتك التي أرجو أن تكون محفوفة بملائكة السلام أبد الدهر، وها إلى اغتنم الفرصة التي استرخصتها لي فادع هذا الحي لمدة من الزمان ومتى يهدأ النو وتسكن العواصف ادعيني ثانية فإني مستعد لإجابة دعوتك في كل حال، ارسلي الجواب إلى الفندق وأني أومل غاية الأمل أن تقدرين هذه التقدمة حق قدرها بتفضيلي فائدتك على سروري من الاجتماع بك لأنه كان بوسعي مطاردة الدوق ويبرتون ورفقائه رغما عن تنكرهم واكدي إني لا زلت صديقك المخلص (كانول) تم دعا خادمه إنى أومل أنك على غاية الاتفاق مع فرانست
– بل أعتقد أنها تقدر صفاتي الكريمة حق قدرها
– فاذهب إذا مصحوبا بهذه العجالة مارا حول هذه الحقول
– مولاي إنى أعلم الطريق جيدا
– أقرع باب السري، أنت تعلم هذا بلا ريب، وسلم هذه العجالة إلى فرانست ولك عشرة دقائق كي توصلها وتعود، وإني لا أرتاب بأن لك قرعا على الباب السرى له
اشارة تعلم منها فرانست بأنك القارع.
– كيف لا فإني أقرع أولا قرعتين ثم أردفهما بثالثة
– لا تهمني الكيفية بل الشرط أن تفوز وإذا ألقي عليك القيض فاضع الرسالة في فمك وابتلعها وإلا فإني أقضم أذنيك عند رجوعك
وبعد أن وضع كستورن الخادم العجالة بحزانه ذهب مسرعا كالبرق لا يقف بطريقة سياج ولا تعيقه حفرة بل كان بمسيره يقفز عليها كالغزال الشارد إلى أن وصل أمام البيت فقرع بابه كالمعتاد وسلم العجالة، ولم تمضي العشر دقائق، إلا وكان قد وصل إلى أمام سيده بيشره بوصول الرسالة دون أن يشعر فيه أحد
عند ذلك سمع البارون وقع حوافز فوقف أمام الباب ليرى من هو القادم، وإذا بالكمين قد ترك مكمنه وعاد بالفشل، وعندئذ دخل البارون مرتاح الفكر ناعم البال مستكن الخاطر من جهة نائن فبعد أمر بكارت الصب أرسل يسأل الفيكونت إذا كان يتمكن من قبوله الذي عندما عرف ذلك أجاب بالنفي لانهماكه ببعض الأشغال.
سأنظر إذا قال كانول وذهب إلى المطبخ وبعد أن وقف قليلا قال في نفسه من لم ينف الكلفة لم يتمكن من السرور فالأحرى بي أن أدخل عليه دون استئذان ولقد صدق من قال
من راقب الناس مات غما …… وفاز باللذة الجسور
(البقية تأتي)
خطا صواب
٢٤٠ باستيس باستيل
٣٤٣ تعدمه تصعد
٢٤٤ إلى المرشح الالهي ای المرسح الالهی
۳۰۷ ملكة جمال ملكة حماد
٣٥٥ معرفتهم معرضهم
365 عذرا عددا
٣٦٥ الشيخ شافي الشيخ شاخ
۳۷۰ الماء من سقم طعم الماء من سقم