حوريه في الميه
– كان ياما كان، ناس من أهل زمان قالوا…
– قالوا إيه؟
– قالوا ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه.
– ستات قادره.
– أبدًا أبدًا دي ستات واعيه.
– طب حاولي يا فالحه.
– عارفين قالوا إيه كمان؟
– قالوا إيه كمان؟
– لا تشدي الحبل ولا ترخي .. علشان المركب تمشي.
– حبل إيه وترخي إيه؟ إن ما زقيتي المركب لوحدك.
– زق معايا المركب يا سبعي!
– تعبان.
– زق معايا المرکب یا شمشون!
– عايز أنام.
– زق معايا المركب يا عنتر الزمان!
– یوووووه، مش حازق .. قلت لك مش حازق.
– هي المركب مش بتاعتي أنا وانت؟!
– أيوه بتاعتي أنا وأنتي .. أركب أنا وتزقي انتي.
– مش قلت لك يا حوريه، بلاش المقاوحه دهيه.
– عمومًا مش أنا لوحدي .. أهي برضه جارتنا الست نجيه بتزق المركب لوحدها في الميه، وجوزها اسم الله عليه قاعد فوق المركب مبوز وبيقرا الجرنال.
– مین.. مين.. مين؟ نجية بتزق لوحدها في الميه؟! أما حقيقي راجل ماعندوش دم. قاعد ساکت وسايبها تشيل الهم!
– (طش طش طش طش)
– یا نجیه .. نجيه .. أنا جاي يا نجيه .. أنا جاي .. أنا سبع .. أنا شمشون .. أنا عنتر .. أنا عبقري الزمان.
من يوم ما نزلت على الأرض، وهما بيتهموني إني قعدت أوسوس له لغاية ما أكل التفاحه وبعدها اتغير شكله واتقلب كيانه وحتى غير مكانه، انتقل من عالم لعالم، من عالم النعيم لعالم البحر والطين و…
– یا حوا .. یا حوا
– أيوه یا آدم أنا في المطبخ
– حضرتي الغدا؟
– أهو على النار
قال آدم:
طيب أنا حانام شويه وأول ما أصحى يكون الغذا جاهز، والله أنا مش عارف بتتأخري ليه في الطبيخ، قلتي عايزه كتشن ماشين .. وقلت ماشي، إشي كبة وإشي خلاط وعصاره .. وكله بشيء وشويات.
قالت حوا:
وهو يعني يا آدم الكتشن ماشین حاتنفع في إيه مع طلباتك، ده انت عايز كل يوم بط محمر وحمام محشي ورز بالخلطه .. وده مخللات وده حلويات وحاجات ومحتاجات.
قال آدم:
بفلوسي .. كله بفلوسي بقى، وشقايا مافيش فيه قرش حرام.
قالت حوا:
أيوه بس كده قرشنا كله بيخلص وياريت على حاجه مفیده.
قال آدم:
قدامنا الدنيا الواسعه بكل كنوزها لما تخلص يحلها الحلال.
قالت حوا:
قلت لك أشتغل أنا كمان وأجيب دخل ينفع البيت والعيال، ده غير إن أنا حاسة إن مجهودي كله بيروح هدر.
قال آدم :
تشتغلي! تشتغلي ده إيه، ومين يعمل شغل البيت ويشوف طلباتي، ومين يخللي باله من قابيل وهابيل وسبيل والبت أم القناديل، ومين ياخد باله من شعرك الطويل؟ ده شغلانه لوحده.
قالت حوا:
والله قابيل وهابيل وسبيل مش نافعين لا في مدارسهم ولا حتى في حياتهم، طول النهار شجار ونقار وكل واحد منهم محتار إزاي يتجوز أم القناديل.
قال آدم:
ما قلت لك كان إيه لزمتها البنت .. ما كان كفاية الصبيان.
قالت حوا:
بالذمه ده کلام یا آدم. أمال مين اللي يعمر الكون ويخلف البنات والبنين.
قال آدم:
طيب خليكي في البط بتاع النهارده، بعد ما تحمريه إبقي فصصيه وفي الأطباق رصيه علشان لما أصحى تبقي تأكليني على طول.
قالت حوا:
أنا شايفة برضه يا آدم إنك تشد على الولاد شويه علشان يبطلوا صراع حوالين الفارس الشجاع اللي حايتجوز أم القناديل.
قال آدم:
عملتي إيه جنب البط يا حوا والحلو بعد الغدا عباره عن إيه يا ترى؟
قالت حوا:
يا آدم أنا باتكلم عن الأولاد.
قال آدم:
يووه بعد الغدا .. بعد الغدا .. ساعة البطون تتوه العقول.
قالت حوا:
ما انت بعد الغدا بتقعد تتفرج على التلفزيون لغاية لما يشطب .. وكل ما أكلمك تقول بعدين بعدين. ولازم تقول حكاية ما إحنا كنا مرتاحين فوق وتبتدي سلسلة الاتهامات عن سبب الحياة فوق الأرض ومتاعبها.
قال آدم:
بس خليكي أنتي في المطبخ وشعرك الطويل، ابقي ضروري تلميه وأنت بتطبخي .. ولما أصحى من النوم أبقي إفرديه. وأهم من كل حاجه بطلي تكلمي نفسك لحسن يقولوا عليكي مجنونه.. حقيقي ناقصات عقل ودين.
قالت حوا:
أنا مجنونه برضه یا آدم .. ده أنا كل الحمل علي أنا، بقى بدل ما تكلم أولادك اللي ما وراهمش غير التفاهه والجري ورا البنت .. بتتشطر علي أنا. هي يعني عادتك ولا حاتشتريها! نام انت بس نام، ومن النهادره أنا حايبقى لي معاهم كلام. تعالوا يا أولاد .. يا قابيل .. يا هابيل .. يا سبيل .. ويا أم القناديل. مين في اخواتك يا أم القناديل اللي أنتي رایداه.
قال قابيل: أنا.
وقال هابيل: أنا.
وقال سبيل: طبعًا أنا.
قالت أم القناديل:
ولا واحد لغاية دلوقتي يا ماما .. كلهم صغيرين وللمسؤولية مش مقدرين. اللي أقول له شمال يقول لي يمين، وقال يعني دي الرجولة، فاهمين الموضوع كله عضلات وقوة بنيه ومغامرات. في التلفزيون شفت إعلان بيقول الواحد لأخوه: البنت النهارده بميت راجل.
قالت حوا:
يا بنتي ده إعلان عن المستقبل بعد كام ألف سنه.
قالت أم القناديل:
ما اعتقدش أبدًا .. ده من يوم ما كنتي انتي وبابا في الجنه وبعد ألف سنه وكل ألف سنه .. حافضل أنا زيي زيهم. وحانخلف بنين وبنات فيهم الكويس وفيهم العضلات.
قالت حوا:
أبدًا وحياتك .. مستقبلكم قدامي فيه مشاكل كتير وهدوء قليل، بس ربنا يقدرك.
قالت أم القناديل:
مش دايمًا حاقدر .. زيي زي أخواتي الصبيان .. يوم أكون ذكية، ويوم أكون غبية، بس عمري ما حاكون سلبية.
– يا أهل الهوى راح فين الحب عاد
لفيت كتير وتعبت أدور بين العباد
– زهقتيني يا حوريه .. قلت لك دي صحرا
لا زاد فيها ولا ميه
– لا أنا حأدور تاني يا شيخ الرحالين
يمكن أوصل في يوم لحب أو حتى في سنين
– حسيبك برضه زي العاده
مش حقولك حاجه لغاية لما تقولي بزيادة
عندك عجلة الزمن تدوريها حسب الرغبة
حبه ورا ما يجراش أو حتى للأمام حبه
– لأ يا عم حاروح لناس عارفاهم
قصص حبهم يعرفها الخلق وهوساهم
أكيد كانت ليلة سعدهم
لما عاشوا في النهايه مع اللي اختاره قلبهم
إحكوا يا فرسان الزمان
من أول كان يا مكان
عن دليله وعبله
عن جولييت ولیلی کمان
– هم طبعا متهنيين
لكن طلعنا إحنا مغفلين
– أهو قال لك يا ستي مغفلين
بینا بقى من هنا مروحين
– إستنى بس يا شيخ الرحالين
لما نشوف فرسان الهوى ليه مغفلين
– شوفي بقى يا ستنا يا اللي منوره حيّنا
بقى إحنا الأول خططنا علشان نتجوزهم
ودي أبوها يتآمر ودي أهلها تتذمر
النهاية بعد الجواز
إنتهى الحب وإتدمر
والعشق والغزل بقوا سراب
أطلال وجفا ما يصيروا بين الأحباب.
– حد فيكم يحكي لي يا شمشون
يا عنتر، يا روميو، يا أنطونيو
دليله ما بتبطلش طلبات ..
عایزه وعايزه
لكن أنا لا أقدر أفوت ولا أنسى
أنا تحلقلي شعري أنا
طب أدخلي البيت شوفيها
راسها زيرو وحياتك
أما أنا فطولت شعري من تاني
باروح أحسن كوافير رجالي
والبنات مش عايز أقولك مش سايباني
بتقول البنات ملمومة حوليّ علشان الزلعتين الدهب
اللي وقعوا عليّ من جدران المعبد لما اتهد على دماغها.
بس الحمد لله أنا لا بخيل ولا أناني.
– هو يعني حايروح فين
كله في الآخر علشانها وعلشان عيالها
إيه يعني حتة مرسيدس
وموبيل والكام سلسلة الدهب
ولّا طقمين تلاتة خنافس
دي بتعد الساعات والموبيلات
اللي في الدولاب
والشرابات والجزم والبدل
وبتحسب فلوس السهرات والخروجات
وبتقول قال إيه دا بيخدع البنات.
أقول يا ستي إفتكري زمان
لا كان فيه ده ولا ده كمان
ده أنا اللي واد عضلات
وده بتموت فيّ البنات
لكن ما فيش مانع طبعا من المنظره بالنقدية
ولّا مصروف هنا ولّا هديه
وعموما برضه من ذوقي المره الجايه
اللي أهد معبد وألاقي زلعه ولا اتنين
حأجيب طلبات البيت من عينيّ الاتنين
– یا خبر يا شيخ الرحالين
خلينا بالزمن متقدمين
وأوعدك المرة الجايه
– يا حوريه لا أوعدك ولا توعديني
لما أشوف على فين حاتوديني
– أروح لعنتر هو دا راجل العرب الشهم
وأظن بقى تضحية عبله علشانه
لا لها تقدير ولا حجم
– بتسألي يا ست عن عبلة بعد الجواز؟
أنت عارفة إن أنا فارس الفرسان
أقهر جيوش وحدي بدون مساعدة من إنسان
راجل عسكري والعسكريه تحب الجد والنظام
دلع مفيش .. هزار ماعنديش
کله جد في جد.
– طب والحب؟
– يا ستي حب إيه اللي جايه تقولي عليه؟
هو يا ناس جرى في الدنيا إيه؟
ماله الجد والنظام .. كارهينه ليه؟
لازم يعني هزار وبسمه في الحياه
ماله بس النظام
الساعة خامسة صباحا .. كله قيام
الساعة سابعة مساء .. كله نیام
كام “لأ” و“ما يصحش” و “ما ينفعش” و“ممنوع“
يعني احترام.
– آمنت يا شيخ الرحالين
لما أهل الهوى سوا مش مرتاحين
والحب زي الأطلال عفت عليها السنين
يا عطارين دلوني على الصبر فين أراضيه.
بعد أن قررت الست حوريه
استئناف العلاقات الدبلوماسيه
بالسيد محمود ابن سميه
بعد قطعها لمدة سنه أو ميه
وذلك لسوء مبيت في النيه
منه أو من مثله من غير صنف البشريه
قالت بحزم وعقدت النيه
“ما تجيب بوسه یا محمود“.
عقد محمود الجبين وبنظرة عين وحشيه
وفي وضع غريب وبصوره همجيه
قال محمود بطريقه ما فيهاش ريحة الحنيه
“بآكل البطيخ“.
هذا يا ساده وقد سالت دماء البطيخ من بين أصابعه
بينما تناثرت البذور السوداء كالشظايا بجانبه
فقد قام محمود ابن هنيه
بالتهام البطيخه بأكملها في سرعه وشطاره
يتباهى بها وسط ملوك الغابه المهاره
وبالتالي تحول من وحش متخفي وراء ستاره
إلى المقاتلين من صفوف الدببه والنمور الجباره.
وبصرخة يأس مدويه
حاولت تاني الست حوريه
في محاوله فاشله لاستئناف العلاقات الدبلوماسيه
“طب بعد ما تخلص البطيخه“.
وفي لحظة قرف شقيه
قام وانتظر محمود ابن زکیه
وبنبرة صوت عاليه جهوریه
“متعكننيش علي عيشتي يا حوريه.”
ولما فهمت إن ده أصل العكننه
والذوق والرقه مالهمش أصلا مكان عندنا
أطالت لذقنها العنان
مش بس کده، دي ربت شنبها كمان
وبدبلوماسيه واعيه للاحتياط
لبست بدل الجيبات بنطلونات
وقررت تبقى علاقتها بمحمود أخويه
بدل ما تنكد عليه وتقطع كل العلاقات الدبلوماسيه.
يوم ورا يوم تتغير ملامحها الأولى
حواجب كثيفة ووجوه مغسوله
أحذيه وشرابات رجالي وهدوم واسعه تخفي وتداري
يقوم محمود ابن سنيه
يحلق دقنه كل يوم الصبحيه
أما صاحبتنا الست حوريه
فدقنها جرجرت تنظف الأرضيه
واستمر الحال مده طويله مرضیه
هو راضي وهي كمان ملهيه.
لغاية لما يوم قام محمود ابن حوا العصريه
في مود غريب استغربته حوریه
أمرها تحلق دقنها وتطول تاني شعرها
استعدادا لاستئناف العلاقات الدبلوماسيه.
ولما رفضت حوريه التذبذب في الآراء
وأصرت إن شكلها الحالي يرضي جميع الأذواق
ودعت ربها لوضعها بطول البقاء
صرخ محمود وقال في ازدراء
إما ترجع لأصلها وإلا الفراق.
وهنا أدارت الست حوريه
اسطوانه للست كانت على الرف مرميه:
” لسه فاكر قلبي يديلك أمان
ولّا فاكر كلمه حتفيد اللي كان
لسه فاكر؟ .. كان زمان .. كان زمان.”!
في يوم ريح شديده وعتيه
عصافير ترفرف من الخوف مداريه
البحر أمواجه عاليه ومعديه
رمال وشواطئ وصخور قويه
أما القمر والنجوم ففي السما رايحه وجايه
طول النهار تهمس وللبشاره مستنيه
يا ترى ولد جاي للدنيا ولا يا ترى بنيّه
ملايكة السلام يفرحوا لما ييجي غلام
وبدأت تدندن علشان تشجعها شويه
لما قالوا ده ولد إتشد عودي وإتسند
لما قالوا دي بنيه قلت يا حسرتين عليّ
ويا عيني على الست حوريه
لما بانت على الجبين، حبات لؤلؤ فضيه
خلاصة تعب ودموع وأنين
غابت عن الوعي لا تعرف لحظه ولّا سنين
وفي آخر لحظة سمعت صوت النسا حواليها
كأنها لغه مش واعيه ليها
وأخيرا وصلت لنهاية المطاف
عالم جديد كله أشكال غريبه وأطياف
بتجري داخل السراديب الطويله
بدون إراده وما باليد حيله
سرداب وراه سرداب
دنیا عجیبه ضباب ضباب
وكأنها راكبه سفينه في الفضا
شئ يجذ بها بقوة وأصوات لها صدى
الله الله الله
يا خالق الخلق أجمعين
بنات كانوا ولّا بنين
وفي نهاية السراديب نور قوي مهيب
وصوت قوي غريب
صوت فيه رعب وخشوع رهيب
ما عادتش سامعه من حواليها حد
خالق الخلق قریب قریب
في عالمها وحيده لا صاحب ولا قريب
بقوة دفع وجذب بتسبح في الفضا
لا لها وزن ولا سن قادم أو مضى
جاذبيه عليها قويه
لا تعرف تقاومها ولا حتى تبطأها شويه
الصوت جاي من بعيد قريب
الله الله الله
ظلام ولّا ضباب ضباب
لا عارفه جاي منين ولا تعلم له أسباب
النور والصوت بیشدوها بقوه
وهي ضعيفه لا حول ولا قوه
وفي لحظه طيف من الأطياف
إتحول لعروسه حلوه ثابته في مكانها
ولما خف الضباب شويه شويه
بدأت الغربه تبقى مألوفه عند حوريه
حست إنها في عالم حق حق .. والحق هو
خالق الكون كله حق .. والحق هو
والطیف بقى ملاك .. لأ دي بنيه
تبارك الخلاق فيما خلق قالت حوريه:
أهلا وسهلا يا أمي
بعد ما تولديني مش حتشيلي همي
جواي كل فضيله من صفاتك
طول عمري أفضل أحلف بحياتك
طول العمر تفضلي الصورة الكامله في الحياه
صلبه مؤمنه ما تتحوجيش لحد سواه
أقوى مخلوقاته سبحانه
يكفي إنه وضع فيّ سر الحياه
أجري شرق وغرب شمال ويمين
أعرف ربي وأحفظ العلم والدين
الله الله الله
أحمل من الهموم جبال
جد وجهد وصبر ولا الجمال
علم وعمل أسد في كل مجال
وفي بيت المستقبل زوجة وأم العيال
أدبر أموري وأجري على الرزق زي الرجال
لربي عارفه
وبأهلي باره
لنفسي حافظ
وبشكلي ساره
الله الله الله ..
لما فاقت حوريه للدنيا البشريه
سمعتهم بيقولوا يا عيني عليها
دي تاني بنيه
وابتسمت حوريه لما سمعت سكون الريح القويه
وشعرت برقص الدنيا وضحكة القمر اللي بشر النجوم المستنيه.
اسمعوا وعوا يا سادة يا كرام
حكايه جديده واقعیه
من حكايات الست حوريه
كان يا ما كان
كان فيه راجل زمان
أيام الخطوبه كان طيب وراضي وهيمان
وكان إسمه الأمير الطيب وجدان
في كل خطوه يفوح منه مسك وفل وريحان
اختارته حوريه بالقلب والعقل كمان.
وفي يوم الزفاف إتقلب الحال والكيان
وسمى نفسه وجدان أمير الجان
وصار سعيد فرحان لتنصيبه أعظم سلطان
في مملكه صغيره لكن تؤدي الغرض تمام
فيها الكتير من الخدم والحشم الهمام
اتجمعوا بالأمر بسرعه أوام
في شخصيه واحده أسطوريه
سماها في السر وفي العلنيه
“ست الكل” مراتي حوريه.
في يوم عرسها قال لها وجدان
أنا من اليوم أقولك على سر وجودي
أنا يا عمري من جدود جدودي
ابقی جان ابن جان
أأمر، أأنهي، أطاع
أشخط، أنطر، شجاع
أسمع كلمة لأ ما أحبهاش
يطلع من عيني دخان
ما أنا جان ابن جان
ألعب بديلي ما يجراش
آكل أشرب ببلاش
أسمع كلمة لأ ما أحبهاش
وبصي القطه أهيّ
دبحتهالك يا ست الكل .. هديه.
اتخضت وبكت حوریه
وبرقت شويه شويه وقالت
راح فین یا تری حبیب العمر وجدان؟
وبعد تفكير العاشق المحتار
قالت لازم بلعه الجان المكار
يوم الفرح، في الزحمة، بدون إنذار
جربت شويه شويه تطلع تاني وجدان
من داخل مخلوق غریب
قال إيه؟ جان ابن جان.
مره محبه وزار ومره مزمار وأشعار
لا فيه فايده ولا عايده في نار الجان القايده.
الصبر مفتاح الفرج
ولو إن العقل ولّى وخرج
ما هو وجدان ابن الجان
وما هواش وجدان أمير الزمان.
ولما زادت مغامراته الجنيه
ولما كترت طلباته على حوريه
ولما صبرت مره وستين مره وميه
انتهى الحب والحكمه والحنيه
وكبرت على طول الفكره الذكيه
أنا يا سيدي ومولاي الجان
عملت لك على العشا النهارده بتنجان.
فرح الجان وقال
البتنجان يمشي مع حياتنا تمام
آكل بسرعه عشان على طول أنام
ولما مدد ونام وارتاح
دخلت حوريه بعد البتنجان
تكبت شويه الجماح
تقلب فيه شمال ويمين
مش عارفه وجدان حبيبها فين
بعد اختفاء السنين.
وساعتها استعدت لتنفيذ الحركة الجهنميه
اللي تناسب بتنجان وجدان الجان مع حوريه
جابت كل الأكياس والسكاكين من النمليه
وبراحه وبحنيه ..
رسمت علیه خطوط هندسيه
تحدد مكان وجدان بدقه فنيه
لغاية ما نحتت كل الطبقة السطحيه
يا ترى أنت فين يا حبيبي؟
يا ترى أنت فين غطسان؟
اشتقت وزاد لهيبي
يلا بقى اظهر بسرعة وبان
وجدان مش الجان يبقى نصيبي
عليه كل العشق والحب والأمان.
اسمعوا وعوا يا سادة يا كرام
حكايه جديده واقعیه
من حكايات الست حوريه
كان يا ما كان
كان فيه راجل زمان
أيام الخطوبه كان طيب وراضي وهيمان
وكان إسمه الأمير الطيب وجدان
في كل خطوه يفوح منه مسك وفل وريحان
اختارته حوريه بالقلب والعقل كمان.
وفي يوم الزفاف إتقلب الحال والكيان
وسمى نفسه وجدان أمير الجان
وصار سعيد فرحان لتنصيبه أعظم سلطان
في مملكه صغيره لكن تؤدي الغرض تمام
فيها الكتير من الخدم والحشم الهمام
اتجمعوا بالأمر بسرعه أوام
في شخصيه واحده أسطوريه
سماها في السر وفي العلنيه
“ست الكل” مراتي حوريه.
في يوم عرسها قال لها وجدان
أنا من اليوم أقولك على سر وجودي
أنا يا عمري من جدود جدودي
ابقی جان ابن جان
أأمر، أأنهي، أطاع
أشخط، أنطر، شجاع
أسمع كلمة لأ ما أحبهاش
يطلع من عيني دخان
ما أنا جان ابن جان
ألعب بديلي ما يجراش
آكل أشرب ببلاش
أسمع كلمة لأ ما أحبهاش
وبصي القطه أهيّ
دبحتهالك يا ست الكل .. هديه.
اتخضت وبكت حوریه
وبرقت شويه شويه وقالت
راح فین یا تری حبیب العمر وجدان؟
وبعد تفكير العاشق المحتار
قالت لازم بلعه الجان المكار
يوم الفرح، في الزحمة، بدون إنذار
جربت شويه شويه تطلع تاني وجدان
من داخل مخلوق غریب
قال إيه؟ جان ابن جان.
مره محبه وزار ومره مزمار وأشعار
لا فيه فايده ولا عايده في نار الجان القايده.
الصبر مفتاح الفرج
ولو إن العقل ولّى وخرج
ما هو وجدان ابن الجان
وما هواش وجدان أمير الزمان.
ولما زادت مغامراته الجنيه
ولما كترت طلباته على حوريه
ولما صبرت مره وستين مره وميه
انتهى الحب والحكمه والحنيه
وكبرت على طول الفكره الذكيه
أنا يا سيدي ومولاي الجان
عملت لك على العشا النهارده بتنجان.
فرح الجان وقال
البتنجان يمشي مع حياتنا تمام
آكل بسرعه عشان على طول أنام
ولما مدد ونام وارتاح
دخلت حوريه بعد البتنجان
تكبت شويه الجماح
تقلب فيه شمال ويمين
مش عارفه وجدان حبيبها فين
بعد اختفاء السنين.
وساعتها استعدت لتنفيذ الحركة الجهنميه
اللي تناسب بتنجان وجدان الجان مع حوريه
جابت كل الأكياس والسكاكين من النمليه
وبراحه وبحنيه ..
رسمت علیه خطوط هندسيه
تحدد مكان وجدان بدقه فنيه
لغاية ما نحتت كل الطبقة السطحيه
يا ترى أنت فين يا حبيبي؟
يا ترى أنت فين غطسان؟
اشتقت وزاد لهيبي
يلا بقى اظهر بسرعة وبان
وجدان مش الجان يبقى نصيبي
عليه كل العشق والحب والأمان.
– زغاريد وفرح وناس.. غريبة أوى!!
– ده فرح ده یا ولاد؟
– لأ دي جنازة.
– جنازة إيه؟
– جنازه جديده للحريه.
– حوریه؟
– كانت حوريه.
– وآدی کمان بنی آدم. ما هي برضك لحم ودم، وساعات بتقدر تفكر.. سبحان الله! وتطلع برأى صح، حتى لو كانت “أمينة“.
فرحانين كده أوى على إيه؟ وإيه المهرجان ده؟ حرام عليكم دی غلبانه. بكره حيصبح حملها كبير ومسؤوليتها كتيره.
وده زوج زعلان
وده واد عیان
ودى حرقة دم
ونكد وهم وغم
ولا خناقه تنعى فيها الحظ، ولا الشغل ومشاكله.
ده ریس غلس
وده عمل ما خلص
ولا زملا منتظرين أذاها
ولا يوم زي بعضه
ولا أيام ما بتعدى
ولا بيت عايز تنضيف ومسح وكنس
ولا واد صغير
ولا واد كبير
واحد بيذاكر .. بس المدرس ما عندوش ضمير
ولا واد عيان
وعايز دوا ودعا ودموع
ولا سي “السيد“
إنت وحظك
متنكر باسم تاني وفي لبس مودرن
أبدًا أبدًا هو “سي السيد“
عرفتك يا “سي السيد“
بس سي السيد غلبان ومغلبنا
تعبان ومتعبنا
مرضان وجايب لنا المرض
ساعات يكون عايز أمينه تشتغل علشان الحياة صعبه .. والقفه أم ودنين يشلوها واحد ونص وتلات أربع .. بس لازم تشتغل بره وجوه وسی السيد مش حيسكت، والله مش حيسكت .. مش حيسيبها. حتسمعه بيقول: “بصى يا ستى ولا سيدك إلا أنا طبعًا.. فين حتة اللحمه بتاعتي؟ أنا شفتهم بيقطعوكِ حتت حتت. كل واحد أخد حته .. العيال حته وشغلك حته والبيت حته والناس حته. دلوقت إنت جايه تديني حته صغيره وتقولي ليه مش فاضل إلا دي. ليه يا بنتى ده أنا سی السيد على سن ورمح. ماشفتيهوش زمان وكل زمان وهو بياكل لوحده على الترابيزه أكبر حتة لحمه في الوجود .. لوحده لوحده من غير شريك. دلوقت عايزه تمنعي عني اللحمه وتقولي إني اتفطمت من يوم ما أشتغلتي ومن يوم ما الأولاد بدأت مشاكلهم؟ طب أنا مالي؟ أنا أهو باقول لك أنا عايز اللحمه، حته كبيره أوى من مخك تكون شايله همی وخايفه منى وعامله حسابي. وحته من إيديك، لأ إيديك كلها تكون تعبت وهلكت في خدمتي. وحته من قلبك علشان أشوف إنتي لسه رومانسیه زى زمان ولا لأ؟ إياك تكوني بقيتي مش رومانسيه!! مالیش دعوه. أنا سي السيد. إهئ إهئ إهئ. أنا عايز حته كبيره من اللحمه بتاعتك.”
– آه يانا آه .. يا راسي .. يا مخي .. يا قلبي .. يا إيدي .. يا كلي .. فين أنا؟ مين أنا؟
الموت رحمه .. الموت نعمه .. أكيد راحه..
مین قال لك كده بقى؟
موت إيه اللي راحه .. ما انتي متِ من زمان .. يوم الجنازه إياها .. اللي عملناها في الحفله إياها.
جرى إيه يا أمينه.. نسيتي؟
الميت كان لسه حي .. كان بيصرخ جواكي: “بلاش يا أمينه تقتليني” .. وصوت الناس بيغطي عليه: “مبروك“
بلاش يا أمينه .. حتنسي إنك إنسانه .. إنتي برضه محتاجه لي .. إوعي يا أمينه .. إسمعيني .. أنا الحريه .. “ألف مبروك“
أمينة .. إوعي يا أمينه .. أمينه ..
ورغم كثرة أصوات الناس .. ارتفع صوت صرخة الموت عاليه .. وظنها الناس زغروده حلوه رنت في بيتها!!
خير اللهم اجعله خير
أم أو جده أو جدة الجده أو جدّة جدّة الجدّه
راحت ومشيت وقالت لما رجعت لأصل الزمان والمكان.
ابني أحبه وبنتي الحلوه كمان
أجوزها وأعمل حجاب للمحبه بينها وبين جوزها
مش عرافه تساعدني لأ ده أنا أساعدها
وابني أجوزه .. أزعل واتعب من يوم جوازه
أقاوم وأصارع لكن أشوفها شريره
تشده تاخده مني ومن حضني
أجوزه وأعملله حجاب أصلها ساحراله
أعمل حجاب يفك سحرها ويبطل مفعوله
مش عرافه تساعدني لا ده أنا أساعدها.
واتغير الزمان بعد جيل بنت بنت بنتي
في جيل جديد سنة ٢٠٠٠ وشويه
قلت لها لا حرام ولا عيب
علشان تخلصي من ده العيب
جوزي بنتك لابنك
ولما شافتها الأم من وشها لقتها بنتها
شافتها الحما من ظهرها لقتها مرات ابنها
ولما لبست العروسة الطرحه اللي غطتها من ضهرها
جت لها الفكره الذكيه على طول
طلبت منها تمشي دايمًا بوشها
وعمرها ما تخليها تقع عينيها على ضهرها.
سمعت البنت الكلام
وحاولت بكل طريقه إن حماتها أمها
أو أمها حماتها
ما تقعش عينيها عليها إلا من الأمام
الحما اليوم متداريه ورا مكتب ونضارة قرايه
لكن بتبص کده من تحت النضاره يمكن تشوف البنت من ورا
وفي يوم حماتها امها تعبت من كتر بصتها لبنتها أو مرات ابنها
ولذلك قرروا يفكوا السحر سوا
لا عرافه عايزينها ولا حد غير نفسها وأمها
قالوا سوا نجيب البخور ونطفي الأنوار
وتنام كل واحده على صوت الموسيقى الهاديه وتفكر
وبعد ساعه أو زمن تطلع كل واحده فيهم بقرار
يفك السحر والعكوسات وكل الأسرار.
رجعت الحما الأم بالذاكره تلاتين سنة لورا
افتكرت بنتها وطفولتها بحلوها ومرها
والبنت كمان رجعت بالذاكره لورا سنين
افتكرت حماتها أمها لما كانت كل الدنيا بالنسبه لها
ولما صحيوا من النوم
قالوا لبعضهم على اللي شافوه في الأحلام
رقصت البنت قدام أمها
شافتها من وشها ومن ضهرها
باستها بقوه وأخدتها في حضنها
وبصوت واطي قالت الحما الأم لنفسها
يا تری مرات ابني بتعمل كده ليه في نفسها
أما البنت قالت
إيه البصه الوحشه دي ليّ
هي مش حاتبطل بقى
حركات الحماه ديه.
جلس على عرشه جوز الست حوریه
ممدد الأرجل على الكنبه المريحه الطريه
وبدأ حديث وسط الجلسه العائليه
أمام برتقال كبير، يتابع معه على الشاشه التمثيليه ..
– تعرف أنا عايز إيه يا واد انت يا كبير؟
أنا عايز أبقى راجل مهم .. قول وزير ..
لا .. أنا عايز أبقى خليفه في دوله عظيمه همبكيه ..
واول فرمان أصدره في عصر الخلافه الشرعيه ..”
وهنا أخرج الخليفه اثنين من بذر البرتقان
وأخذ يمضغ في الفص الضخم بإمعان
ويرفع الحواجب وينظر إلى السقف بحثا عن الإلهام ..
– آه .. فرمان علشان السمر الحسان أو بيض القوام
يمكثن في البيوت من غير اعتراض ولا كلام
بلا شغل، بلا مسخره، بلا قلة مقام ..”
– يا سلام عليك يا بابا يا خطير
لو ترضى بس تاخدني في خلافتك أمير
– اسکت .. اخرس يا واد انت یا کبیر
هي عيلت .. ولّا عيلت .. ولّا هو حديث البعير
هو انت مش تربية كام وليّه
عمتك ست الملك وأمك حورية
قال إيه مش عاجبهم أمنع من البيت الملوخيه
هي فاكره اني ماعرفش تدابيرها الشيطانيه
علشان بتخوفني بالأكياس والسكاكين اللي في النمليه
وطقم حريم وجواري ييجي عددهم فوق التمنميه
بتقويهم وتدربهم علشان تجيب مناخيري الأرضيه
والإسم عمل خير علشان أحوالهم والظروف
طب انا أقدر أمنع عنهم الميه والزاد والمصروف
حتى لو كل واحده قالت “ماء” وعملت خروف
ولّا كمان أعوم على عومهم وأشجع الحركة النسائيه
وتبقى تصرف على البيت بقى ست الملك ولّا حوريه.
– يا بابا أنا مش فاهم انت ليه واخد الأمور بحساسيه؟
– ما هي يا ابني ست الملك مش عايزه عريس يشيل عني همها،
وهي مش برضه في رقبتي ولازم أوجهها وأقولها
وأنا في الحقيقه مش عاجبني خروجها الكثير ومشيها.
– وهو يا بابا عمتي ست الملك عملت لك إيه؟
دي في حالها من بيتها اللي آوينا لشغلها.
– يا حبيبي .. دي بتحط الأحمر في الخدود والمسك على الهدوم
وسايباني طول اليوم أهاتي في البيت وحيد مهموم.
– كلمة حق! إنت يا بابا اللي فصلت نفسك عنهم
ما هو كان ممكن كلنا نبقى معاهم في أعمالهم.
– أتعاون إزاي وانا رافض مبدأ الاختلاط
يعني في الشغل ده مش ممكن واد كده
يبص ويلعّب الحواجب والشنبات ..
ولّا انا بقى قرطاس جوافه ومش خليفه.
عموما حكاية الخلافه دي لعبه عظيمه وظريفه
بس إوعى تطلع عيل وتجيب لهم سيره
أهه تنفيس عن نفسي من كتر الهم والحيره
خليني كده خليفه بس بيني وبينك
لحسن تبقى الإماره اللي انت عاوزها بعينك
قصّر يلّلا بقى واقطع الكلام
لحسن تعبت خالص من القعده على الكنبه ومن الأحلام ..
وبعد أن انتهت حلقة اليوم من التمثيليه
أذاع التلفزيون أغنيه ناعمه وشاعريه:
حيران في دنيا الخيال
وحيد مع الأوهام
محروم من الذكريات
– محتاجه طقم شنابر ضروري.
– خدي نفس عميق يا ست حوريه. الصمامات ضاربه والفرامل سایبه .. كمان نفس ياست حوريه. الموتور مفوت والبطاريه نايمه، وطبعًا الكلاكس عطلان حسب أوامر السياده.
هو سيادتك .. المسؤول عن ..
– لا لا وأنا مالي .. لا أنا مسؤول ولا عمري كنت ..
– طب أنا رأيي نلحقها بما إن سيادتك مش مسؤول ونوديها مركز الصيانة تنام هناك يومين وترجع تاني.
– يومين .. يومين .. يومين كتير .. ودي وراها ودي وراها .. وانت عارف طبعًا إني ما أعرفش .. ولا أقدرش .. ولا أتعودتش .. بس برضه أرجع وأقول أنا يا سيدي مانيش مسؤول وهما يومين بالطول ولّا بالعرض تروح فيهم مركز الصيانه تنام هناك وترجع تاني. مع إنها ماركة الصده رده .. صناعه محليه لكن إيه، لا خدش ولا عطله بس مش عارف جرى لها إيه؟ ومالك كده ماشيه في السلانسيه، وحياتك تلاقيكي شبطانه في حكاية مركز الصيانه.
مين ده اللي بيضرب الكلاكس؟ طبعًا طبعًا .. ما هم عيالك يا حوريه مش عارفه تخليهم يفرملوا شويه، والله أنا كده حاسس إني تعبان. وحاسس كده إن المره الجايه، بعد الشر ألف بعد الشر علي، مش حايجي الدكتور بسببكم إلا لي. عمومًا، أنا داخل في أوضتي شويه وعندك على الباب يافطتين، يافطة “ممنوع الدخول” ويافطة “ممنوع استعمال آلة التنبيه“، علشانك وعلشان عيالك.
بمناسبة آلة التنبيه .. إوعي حد يوزك على تصليح الكلاكس .. إنتي عجباني كده من غير حس، وأهم يا ستي يومين تروحي فيهم مركز الصيانه تنامي وترجعي تاني.
وفي مركز الصيانة كل شئ قديم وعتيق بس مألوف. حاجة زمان .. عشرة أيام جميلة .. ولا حتى مش جميلة.
دلوقتي حرارتها عاليه وخايفه السلوك كلها تضرب. ومره واحده .. فجأه تلاقي نفسها بتولع. الأول حاتقفل الستاير المعدنيه علشان الشمس ما تحاولش معاها .. يا ريت .. يا ريت ماتكونش شايفاها. وبعدين حتنام على السرير العريض وتغطي نفسها بالحديد المتين. خايفه من سرسوب الهوا الخبيث. وحاتملا التنك لمون وعسل مر وشوربة خضار .. فيتامين ولّا أسبرين ولّا قرص دوا وكبسولتين .. وحقنة مسكن في العضل وحقنة صبر في الوريد. بسرعه .. بسرعه .. لازم بسرعه .. ضروري بسرعه علشان يا دوب يا دوب تلحق تنام في المركز هنا يومين وترجع تاني .. طب لو بقوا أسبوعين، طب لو بقوا شهرين، أو سنتين ولو حتى قرنين؟!
– أنا أنا أنا في مركز الصيانة، حأنام هنا يومين بس مش ..