رسالة إلى شيخ الأزهر
تاريخ النشر:
1994
سيدي الشيخ ..
سلام ورحمة..
هل ستسمح لي أن أقول لك إنني ابن زنا.. ابن اغتصاب أبي المجهول لأمي البائسة، التي لا أظن أنها لم تُجهض لأنها قرأت فتواك ولكن على الأغلب لأنها لم تعرف كيف تتصرف.. لم تكن ” إيدها طايلة زي ما بيقولوا عندنا.. ” ربطت بطنها تسع شهور وولدت تحت النخلة.. لم يتساقط عليها التمر.. ولكنني أنا الذي سقطت.. سقطتُ من بطنها في الطين.. ومن سوء الطالع سقطت على ظهري فلم تكتم أنفاسى.. ولأني عبيط صرخت فتلقفتني الأيدي.. ابن حرام .. لقيط .. ابن زنا .. وكثير غيرها من الألفاظ..
أشفقت على يا سيدي وأنا علقه في بطن أمي .. ولكنك لم تقل لأحد كيف يتصرف معي.. لم تسمحٍ لأسرة أن تتبناني.. لم نقل لأحدٍ أن الرحمةَ والشفقة تقتضى معاملتي كإنسان.. لم توفر لي أنت أو مجتمعك بديلاً.. هل الشفقةُ واجبة فقط على الأجنة؟.. أسألك يا شيخ ويسألك معى كلُّ أب وأم وكل أسرةٍ تتعرض ابنةٌ لهم للاغتصاب.. ويسألك كلُّ طفلٍ رضيعٍ ملقى على ناصية حارة.. هل ستوفر له مكانا في مسجدك؟.. وتسألك كل فتاةٍ حملت من سفاحها .. هل ستحميها بعباءتك من عيون الناس؟ .. ألم يكن من الأرحم ألا أكون؟ ؟ .. لا أراك الله مكروهًا في عزيز لديك.. وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر..
فلان الفلاني