نشأت فكرة مشروع “مبدعات في الظل “داخل مركز دراسات المرأة الجديدة، كأحد الأفكار المرتبطة بآثار التمييز على أداء المرأة في المجال الخاص والعام. وحيث إن الإبداع موضوعٌ شائكٌ في حد ذاته، أخذت الفكرة تتبلور من خلال سلسلة من اللقاءات الداخلية. وإيمانًا من مركزنا بأهمية الانفتاح على آفاق أوسع وإشراك المزيد من الطاقات الفعالة في أنشطتها، فقد تم تشكيل لجنة تسييرية للمشروع، ضمت بالإضافة إلى عضوات المرأة الجديدة؛ الفنانين والمهتمين بقضايا الإبداع من مختلف التخصصات. منهم نبيهة لطفى المخرجة السينمائية، ناهد نصر الله المتخصصة في تصميم الأزياء للسينما والمسرح، حسن الجريتلي المخرج المسرحي، الكاتب جميل مطر، وإيهاب زغلول المتخصص في تصميم ومتابعة البرامج التنموية، والفنان التشكيلي سامح الحلواني. وكانت لقاءات اللجنة من جانب، مجالاً هامًا لنقاش ثرى حول الفن والإبداع والإبداع النسائي، ومن جانب آخر، مصدرًا هامًا لمتابعة وتطوير البرنامج، ولتقديم الدعم التقني والأدبي للمبدعات.
أما اللجنة التنسيقية للمشروع التي ضمت د. شيرين أبو النجا المنسقة العامة للمشروع ود . راندة أبو بكر المنسقة التنفيذية والمنسقات المحليات تغريد العصفورى، وهالة جلال، وأميرة مشهور، وعلياء الجريدي، ومنيرة صبري، وسهير أحمد، وزينب مغاوري، ونانسي عجایبی، رانيا رفعت.. فقد بذلت جهدًا متميزًا في العمل مع المنظمات غير الحكومية في عدد من المحافظات (أسوان، المنيا، القاهرة، الشرقية) في اكتشاف العديد من المبدعات من مختلف الأعمار، وتشجيعهن على التعبير عن أنفسهن ومواهبهن، وعملت عضواتها بكل دأب علي تحقيق أهداف المشروع.
استندت المرحلة الأولى من المشروع (يناير – ديسمبر ۲۰۰۰) على عدد من الأهداف أبرزها:
– الكشف عن المواهب الإبداعية النسائية المختفية والاحتفال بها وتسليط الضوء عليها، حتى في شكلها غير المكتمل.
– تحليل معوقات الإبداع لدى النساء المبدعات.
– تنمية إدراك المجتمع بمختلف مؤسساته لأهمية إبداع النساء، ودور الإبداع في التنمية البشرية.
– التنسيق مع الأطراف المعنية بعملية الإبداع لمساعدة المبدعات على نشر إبداعاتهن.
جديرٌ بالذكر أن المبدعات في تفاعلهن مع المشروع ساهمن في تعديل الأهداف المعلنة جزيئًا، بحيث أضفن لها صقل المواهب الإبداعية من خلال اللقاءات مع المتخصصين في المجالات الإبداعية من شعر وقصة وفنون تشكيلية وفيديو وغناء.. إلخ.
وقد شهدت المرحلة الأولى من المشروع أنشطة متعددة أبرزها لقاءين حول معوقات الإبداع لدى النساء، والعديد من الاحتفاليات المحلية في كل مواقع المشروع، وتُوجت بمهرجان إبداعي نسائي ضم العديد من المبدعات من محافظات مختلفة، في القاهرة في بيت الهراوي على مدى ثلاثة أيام. ويمكن الرجوع إلى أعداد نشرة” مبدعات في الظل “للحصول على مزيد من التفاصيل حول المرحلة الأولى من المشروع.
وفي إطار الإعداد للمرحلة الثانية لهذا المشروع والاستفادة من نقاط قوة ونقاط ضعف المرحلة الأولى، تم إرسال استبيان إلى المنظمات والأفراد الذين شاركوا في المشروع خلال العام السابق. يمكن أن نوجز أهم نتائجه فيما يلي:
-
اكتساب المشاركات في المشروع خبرةً في مجال العمل الجماعي. وتبادل الخبرات بين المبدعات من أماكن جغرافية مختلفة، ومن أعمار متنوعة، قد ساعد على تكامل الخبرة الإبداعية.
-
أما أهم الإيجابيات التي اتسم بها المشروع فقد تمثلت في مساعدة العديد من المبدعات في الحصول على التدريب، واكتشاف أن هناك من يهتم بهذا الإبداع، بما في ذلك الجمعيات المهتمة بقضايا المرأة. وأشارت الردود إلى أن المشروع قد رفع من الروح المعنوية للمبدعات“في الظل ” وأكسبهن الثقة في النفس.
-
غياب الإعلام الكافي عن المشروع، والاحتياجُ إلى شحذ الإعلام لتغطية الإبداعات النسائية. أما بخصوص المستقبل فقد أبرز الاستبيان مجموعة واسعة من الاقتراحات، كان من أبرزها:
-
صقلُ المواهب الإبداعية من خلال التدريب الفني المتخصص، ودعوةُ المتخصصين لنقد الأعمال الإبداعية.
-
تحقيقُ الانتشار للفتيات عن طريق الحفلات، ونشر مجلات غير دورية تجمعُ أعمالهن، ومحاولة التشبيك مع وسائل الإعلام.
-
نشر الوعي في المجتمع بأهمية الإبداع ودور المرأة في المجتمع عن طريق تقديم التدريب للآباء ولغيرهم، فربما ساعد ذلك على تغيير نظرة المجتمع للمرأة.
-
التشبيك بين المحافظات المختلفة عن طريق تواصل بعضها ببعض، وكذلك التشبيك بين المبدعات من اهتمامات مختلفة.
-
الإكثار من الاحتفاليات والندوات وورش العمل.
-
عمل لقاءات منتظمة مع مسؤولي الجمعيات لتقييم المشروع وتعديل الخطط.
من خبرة المرحلة الأولى للمشروع، ومن واقع الآمال والطموحات التي عبر عنها المشتركون بهذه المرحلة، تم تطوير أهداف المرحلة الثانية بحيث تصلحُ للمساهمة في صقل خبرة المبدعات اللاتي لديهن إمكانيات كامنة للإبداع، وتنمية قدرتهن على الاتصال والقيادة وفهم واقعهن الاجتماعي، وتقوية العلاقة مع المؤسسات الفنية الأخرى المهتمة بالإبداع، والتي يُمكنها أن تضع المشروع على جدول أعمالها في المستقبل. وقد بدأ بالفعل تنفيذ عدد من ورش العمل.
والمرأة الجديدة حينما تنظر إلى هذا المشروع، تدرك تمامًا أنه يحتاج إلى جهود تفوق حدودها لتمتد إلى أعداد متنامية من المنظمات المعنية بتطوير المجتمع على أساس من تكافؤ الفرص. وبالتالي، فإن نظرتنا تذهب نحو مزيد من امتلاك هذا المشروع من قبل أطراف أوسع. هذا وسوف تنتهى المرحلة الثانية في نهاية العام الحالي، وسوف نوافيكم أيها القراء بمزيد من التفاصيل حول المشروع في أعداد لاحقة من نشرتنا .