العدد الثالث عشر-المرأة الجديدة
رقم العدد:
13
تاريخ النشر:
2003
رئاسة التحرير:
تصميم الغلاف:
التحرير:
إشراف:
الرحلة لم تنته بل بدأت
يأتي عددنا الثالث عشر ونحن نحتفل بالحكم الصادر في ٢٦ أكتوبر الماضي من المحكمة الإدارية العليا لصالح مؤسسة المرأة الجديدة بعد أن خضنا معركة اعتراض الأمن على إشهار المؤسسة وفقًا لقانون الجمعيات الأهلية رقم 84 لسنة ٢٠٠٢ ذلك القانون الذي يضع قيودًا على العمل الأهلي الذي عرفته مصر منذ نحو قرنين من الزمان، كما أن هذا المنع، بالإضافة إلى تعارضه مع الدستور. فهو يتعارض مع قيم الديمقراطية المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية التي وافقت عليها مصر، وبهذا التوقيع أصبح لها قوة القانون.
ولأننا أصحاب حق، فقد نقلنا معركتنا إلى ساحات القضاء الذي حكم بإيقاف قرار الجهة الإدارية لمنع المؤسسة من القيد والإشهار، ونذكر أن منع المؤسسة جاء بناءً على اعتراض مديرية أمن الجيزة المخالف للقانون.
لذا جاء ملف عددنا حول القانون ٨٤ للجمعيات الأهلية الذي يعد قيدًا على العمل الأهلي، ويعيدنا لقوانين العزل السياسي التي عانت منها مصر سنوات عديدة، وقد سجلنا في هذا العدد رحلة “المرأة الجديدة” بداية من عام 1984، وحتى صدور حكم القضاء.
ومع الضجيج الإعلامي الذي صاحب فتح باب التجنس لأبناء الأم المصرية، كان لا بد أن يكون لنا وقفة، فقد اختلط الأمر: حيث إن ما حدث ليس سوى منح الجنسية لأبناء الأم المصرية وفقًا لقرار وزير الداخلية وبالشروط القديمة التي كانت وما زالت شديدة الإجحاف، ونحن نأمل أن يصدر سريعًا قانون الجنسية الذي يضع المرأة في موقعها الطبيعي بصفتها “مواطنة “متساوية الحقوق مع الذكور بما فيها حق منح أبنائها الجنسية المصرية بلا قيد ولا شرط.
وعند الواقع المتدني للمهمشات في مجتمعنا وقفنا في قراءة سريعة لقانون العمل الموحد وإثارة السلبية على المرأة العاملة، حيث جاء بما يسلب حقوقًا كانت لها في قوانين العمل السابقة عليه، ولم يقدم أية حماية أو حتى ذكر للمرأة في قطاع العمالة المهمشة كالعمالة الزراعية والبناء وخادمات المنازل اللواتي قدمنا على صفحات هذا العدد معاناتهن، هادفات وداعيات للضغط من أجل شروط عمل إنسانية مع كفالة الحماية التأمينية اجتماعيًا وصحيًا لهن.
ومن قلب الدمار والفوضى في العراق أنصتنا لصوت المرأة هناك التي ما زالت وستظل تدفع الثمن الأكثر فداحة للحرب أملين أن تحظى باهتمام يتناسب وحجم معاناتها.
كما طرحنا في عددنا هذا واحدة من أهم القضايا المسكوت عنها في ثقافتنا العربية وهي الثقافة الجنسية علنا نخترق محرمًا اجتماعيًا وثقافيًا هادفين للتعامل مع الجنس بعقول مفتوحة وبمنهج علمي بصفته أحد حقائق الوجود.
ومع رائداتنا نعيش تجربة الدكتورة درية فهمي أول أستاذة جامعية في مصر في حوار معها قبل رحيلها عن دنيانا، كما تقدم “روز اليوسف” كما رآها في فيلمه الدكتور محمد كامل القليوبي الذي يأخذنا معها في رحلة كفاحها الطويلة.
وتقدم أبوابنا الثابتة “صحتك بالدنيا” أنشطة المركز” وعروض الكتب.
ومرة أخرى نؤكد أن لهذا العدد خصوصية. حيث نبدأ معه رحلة الألف ميل بعد حكم القضاء ” تلك الرحلة التي سجلنا أولى خطواتها منذ عشرين عامًا متواصلين فيها مع كل قيم العدل والحرية والمساواة ومع كل رفاق الطريق الذين سبقونا ورسموا خطواتهم على نفس الطريق.
ونحن نؤكد أن معركتنا مع المنع وانتصارنا فيها ماهي إلا خطوة في سلسلة من المعارك والنضالات الديمقراطية، وبصدور الحكم الرحلة لم تنته بل بدأت.