النساء والمقاومة

طباعة: Promotion Team

رقم الايداع:

2003/12138

رقم العدد:

2

رقم الطبعة:

الأولى

تاريخ النشر:

2003

الاشراف العام:

رئاسة التحرير:

تصميم الغلاف:

توثيق:

تنفيذ:

شكر خاص:

افتتاحية

يتناول هذا العدد من طيبةموضوعا كثيرا ما ارتبط بحياة النساء سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي، خاصة في مجتمعات ما يسمى بالعالم الثالث، وهو موضوع المقاومة، والمقاومة بطبعها تفترض وجود نوع من الصراع الخفي أو المعلن الذي تدخله النساء حتى دون رغبة منهن، بل أنه يفرض عليهن في كثير من الأحيان. وتتعدد أنواع المقاومة بتعدد أنواع الصراعات فمنها أيضا ما هو خفي وما هو معلن. كما يقرر جيمس سكوت في كتابة الشهير: السيطرة و فنون المقاومة: النصوص الخفية، والذي يتم عرضه في هذا العدد ويتم الرجوع إليه في عدد من أوراقه ولكن لماذا المقاومة في العدد الأول بعد التجريبي؟ لقد تناول العدد التجريبي موضوع النسوية والهوية والمقاومة هي أقرب الوسائل لإقرار الهوية طالما كان هنالك صراع حول هذه الهوية، وهو ما يتجلى واضحا في كلا العدديين، ولكن موضوعنا الآن هو هذا العدد الذي بين أيدينا ويتضمن بخلاف الدراسات وعروض الكتب بابا خاصا بالوثائق يتم فيه عرض وثيقتين عن المقاومة الاجتماعية.

ويتناول اثنان من الدراسات موضوع المقاومة الفلسطينية وهو موضوع رأت هيئة التحرير أنه أحق أنواع المقاومة باهتمام هذا العدد، كما يتسق مع وعدنا في العدد الأول أن نحاول أن نكرس إحدى الأوراق في كل عدد لفلسطين. وتدور الدراسة الأولى وهي لرباب عبد الهادي عن المقاومة المزدوجة للنساء الفلسطينيات حيث يقاومن الاحتلال الإسرائيلي، مثلهن في ذلك مثل جميع الفلسطينيين الموجودين في فلسطين من نساء ورجال وأطفال، ولكن هناك مقاومة خاصة بالنساء وهي مقاومة السلطة الفلسطينية، التي تتشكل في مجموعها من مجموعة من الرجال، من أجل الحصول على حقوقهن السياسية والاجتماعية.

أما الدراسة الثانية وهي دراسة بني جونسون وإيلين كتاب فهي تدور في نفس الإطار ولكن في شكل مقارنة بين دور النساء في الانتفاضيتين الأولى عام 1988 والثانية عام ٢٠٠٠ مع التركيز على الانتفاضة الثانية، حيث الوجود المحسوس للسلطة الفلسطينية، والدور الجديد المنوط بها بعد عملية السلام في المشاركة في توفير فرص التعايش السلميمع العدو الإسرائيلي، ومناهضتها بالتالي لحركات المقاومة الداخلية ضد هذا العدو بصفة عامة، ومقاومة النساء بصفة خاصة. كما تناقش الورقة أيضا قضايا النوع في ضوء هذه الظروف السياسية الجديدة، ومنها قضية الذكورة والأمومةوتأثيرها على أوضاع النساء في فلسطين.

وهكذا فإن الدراستين تركزان على المقاومة السياسية في المقام الأول، أما بحث نادين نابر، فيقدم نوعا آخر من المقاومة المزدوجة أحد وجهيها سياسي والآخر اجتماعي: فالأول مقاومة النساء العربيات الأمريكيات في أمريكا لمجتمع عنصري معاد لكل ما هو عربي، وطرق مقاومة النساء العربيات الأمريكيات لهذا النوع من العداء عن طريق تكوين الجمعيات السياسية والاجتماعية وتنظيم الأنشطة السياسية والاجتماعية والفنية التي من شأنها التعريف بالمجتمع العربي وتحسين صورته بين المجموعات المختلفة المكونة للمجتمع الأمريكي من جماعات أقلية وأغلبية، وخاصة اليهودية منها، ومن جهة أخرى تقوم النساء العربيات الأمريكيات بنوع آخر من المقاومة يشبه ذلك الذي تقوم به أخواتهن في الوطن الأم ضد مجتمع أبوي يقلل من شأن كفاحهن ومن أهمية الأدوار المنوطة بهن.

أما ورقة منى إبراهيم فتتناول محاولات المقاومة والتمكين التي يقدمها مشروع قالت الراويةلملتقى المرأة والذاكرة الذي يقوم بإعادة كتابة الحكايات الشعبية وحكايات ألف ليلة وليلة من منظور يتسم بالحساسية للنوع الاجتماعي، وذلك من أجل إعطاء صوت خاص للنساء وتمكينهن من شغل أدوار اجتماعية جديدة لم يعتدن شغلها نظريات جيمس سكوت الخاصة في كتابه عن المقاومة بالحيلة. من قبل، وذلك في إطار بعض النظريات النسوية مثل النسوية الثقافية ونظرية الأدوار الاجتماعية بالإضافة إلى جيمس سکوت الخاصة في كتابه عن المقاومة بالحيلة.

وبالإضافة إلى عرض كتاب جيمس سکوت، هناك عرض لكتاب بطلات أم ضحايا لإيمان بيبرس، والمأخوذ عن أطروحتها لنيل الدكتوراه، ويقوم هذا الكتاب على بحث ميداني لحالات بعض النساء المهمشات في بعض المناطق العشوائية والفقيرة في بعض محافظات جمهورية مصر العربية…… وذلك من خلال عدد من الأطرالنظرية منها كتاب المقاومة بالحيلة لجيمس سكوت أيضا مما يدل على أهمية هذا الكاتب، ونظرياته حول المقاومة غير المعلنة. وإن كانت إيمان بيبرس تنقد بعض آراء سكوت في هذا الكتاب حيث يمكن أن تفسر هذه الآراء على أنها دعوة للضعفاء والمهمشين للجوء إلى الحيلة في الحصول على حقوقهن بدلا من المواجهة والحصول علنا عليها بعد إقناع المجتمع كافة بأحقية النساء المهمشات بصفة خاصة في الحصول على هذه الحقوق.

وهذا النوع من المقاومة، أي المقاومة المعلنة والقائمة على المواجهة السياسية والاجتماعية هي محور كتاب جو فيشر الخروج من الظلالذي تعرض له هالة كمال وفيه تقدم الكاتبة صورا لنضال النساء في كل من معارك الحياة اليومية والمعارك السياسية الكبرى التحقيق مطالبهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل من الأرجنتين وشيلي وأوروجواي وباراجواي. وتؤكد الكاتبة على أن نجاح النساء في تحقيق بعض هذه المطالب هو نجاح أيضا للطبقة العاملة التي ينتمين إليها، مع عدم التقليل من أهمية خصوصية التجربة النسائية.

ونظرا للأهمية البادية لكتابات جيمس سكوت في مجال المقاومة، يقوم هذا العدد بتقديم عرض لكتاب السيطرة وفنون المقاومة، المشار إليه آنفا، وهو الكتاب الذي يعد علامة في علم اجتماع الطبقات المهمشة، ورغم وجود ترجمة عربية لهذا الكتاب فقد حرصنا على تقديمه من خلال طبعته الإنجليزية في محاولة لتحرى الدقة في تقديم نظريات سكوت في هذا الكتاب، وفي هذا اعتراف ضمني منا بالمشاكل التي تنتج عن الترجمة في توصيل الأفكار في اللغة التي تنقل إليها، وهي مشكلة واجهتنا بشكل حاد في هذا العدد بالتحديد، حيث أن ثلاث من أوراقه قد كتبت باللغة الإنجليزية وترجمت إلى العربية بغرض النشر في طيبة“.

فقد قررت هيئة التحرير أنه من الأهمية بمكان لفت نظر القراء إلى مشاكل الترجمة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر توحيد ترجمة المصطلحات. فتعبير مثل transnationalism يترجم مثلا إلى متعدى القومية، أو عابر للجنسيات، أما مصطلح narratives فيترجم إلى سرديات أو شهادات أو حكايات حسب السياق الذي توضع فيه الكلمة في كل مرة، مما قد يسبب خلطا لدى القراء العرب. وهذا بالطبع بخلاف مشاكل أخرى منها اللغة العربية المستخدمة لترجمة النصوص وهل يجب أن يكون ولاءها للنص الأصلي بمعنى الحفاظ على حرفية معانيه ومصطلحاته، أو التصرف في هذه المعاني والمصطلحات لتقديم نص تسهل قراءته في العربية، ولو كان ذلك عن طريق بعض التبسيط أو الحذف أو كليهما.

ومن الاقتراحات الخاصة بالترجمة والتي ناقشتها هيئة التحرير في عدة اجتماعات هي عمل قاموس للمصطلحات يثبت ترجمات محددة لعدد من المصطلحات التي يتكرر استخدامها في أعدادنا، ولكننا انتهينا إلى رفض هذا الاقتراح حيث أن من شأنه أن يثبت بعض الترجمات ويقفل باب الاجتهاد في مجال يجب أن يظل باب الاجتهاد فيه مفتوحا والمحاولات مستمرة من قبل كافة العاملين في مجال الترجمة.

أما الجديد في هذا العدد فهو باب ننوى أن يكون ثابتا في أعداد طيبة القادمة بإذن الله، وهو باب الوثائق وفيه يتم عرض وثائق خاصة بموضوع كل عدد. والهدف من نشر هذه الوثائق ومناقشتها هو التأصيل للأفكار التي تقدمها طيبةوخاصة في إطار انتشار دعاوي بأن مناقشة مشاكل النساء والدفاع عن حقوقهن هي دعوى غربية، تأثرت بها بعض المستغربات في عالمنا العربي. وتنفى الوثائق التي يعرض لها الباحث التاريخي رمضان الخولي في هذا العدد هذه الدعوى حيث يقدم لوثيقتين تقوم فيها امرأتان بمقاومة ظرف اجتماعي خاص بكل منهما باستخدام كل الوسائل الشرعية المتاحة حتى تحصل كل منهما على حقها كاملا غير منقوص، بما في هذا من إثبات لقدرة النساء على المقاومة الاجتماعية وعدم سلبيتهن، وذلك في القرن السابع عشر، أي كما يؤكد رمضان الخولي، قبل تعرض المصريات لتأثير غربي.

وختاما نرجو أن تحوز مواد هذا العدد رضاءكم وتنجح في مناقشة هذا الموضوع المهم، وهو موضوع النساء والمقاومة، كما نرجو أن نتلقى تعليقاتكم على مواد هذا العدد واقتراحاتكم بشأن الأعداد القادمة. ويسعدنا أن تساهموا في مواد العدد القادم الذي توجد دعوة للكتابة فيه في آخر صفحات هذا العدد.

 

مقالات الاعداد

أين ذهبت كل النساء وأين ذهب كل الرجال؟
حركة استقلال المرأة الفلسطينية
اصرخن کي نراکن
جدليات المقاومة والتمكين
السيطرة وفنون المقاومة الخفية
بطلات وضحايا
الخروج من الظل
مقاومة النساء
شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات