روبسبيير، نسوى النظام القديم؟ الجندر، وأواخر القرن الثامن عشر والثورة الفرنسية.. إعادة قراءة(*)
ترجمة: عثمان مصطفى عثمان**
أصبح في عداد المسلمات، في الدراسات الأكاديمية حول الثورة الفرنسية، القول بأن اليعقوبيين سعوا لإقصاء النساء من الحياة السياسية والفكرية. وحتى بعد ما أشارت الأعمال الحديثة إلى أن الثورة قد حسنت وضع النساء في بعض المجالات، كالطلاق مثلاً(1)، فقد ظلت الصورة المنطبعة في الأذهان حول موقفهم من الجندر هي إنكارهم لقدرات المرأة الفكرية وتركيزهم على دورها كأم. وعادة ما يرد في تواريخ الثورة ذكر للادعاء الذي أطلقه النائب «آمار»، إبان الجدل الذي أثير حول الأندية السياسية للنساء، والذي قال فيه: إنهن «غير مؤهلات للأفكار السامية والتأملات الجادة»(2). عادًة ما يرى الدارسون في هذا الادعاء نموذجًا لكراهية اليعقوبيين للنساء، أو مجرد مثال على استمرارية الأحكام المسبقة التي كانت سائدة في القرن الثامن عشر حول المرأة، سواء كان مصدرها المسيحية أو أفكار «روسو». وفى مواجهة روسو وأتباعه، سطع كوندورسیه Condoreet، رجلاً نسويًا منعزلاً، في هذا العصر، نظرًا لدعمه للتوسع في الفرص المطروحة أمام النساء(3).
على أن الحجج المتعلقة بدونية المرأة، ربما لم تكن عند بعض اليعقوبيين مجرد تطور محتوم لرؤى النظام القديم، بل بالأحرى تمثل تراجعًا عن مواقفهم السابقة. سوف يركز هذا المقال على حالة محام شاب من آراس، يُدعى ماكسيميليان روبسبيير، دافع عن قبول عضوية النساء في الأكاديميات الملكية في عام 1787. ورغم أن خطاب روبسبيير حول الموضوع قد لقى تجاهلاً شبه تام في الدراسات الحديثة(4)، لكنه حظى في زمانه بالمديح، وبالإدانة أيضًا، من جميع أنحاء البلاد. وقد استخدمت مواد أرشيفية من أكاديمية آراس، ومصادر إضافية نشرها المؤرخ ليون برت Leon Berthe(5)، لأركز على قبول الأكاديمية في عضويتها لامرأتين سنة 1787، وعلى حماس روبسبيير في دعم هذا القرار، وما ترتب عليه من إثارة للجدل حول آراء روسبير.
من الجدل الذي ثار في آراس، نستطيع أن نتعلم الكثير حول أفكار الجندر في أواخر النظام القديم والثورة الفرنسية. فهو يقدم لنا، أولاً، نافذة خلابة على الأفكار المتعلقة بالجندر والعلم في السنوات الأخيرة من عمر النظام القديم. فيوضح لنا المدي الذي وصل إليه القبول بقدرات المرأة كباحثة، وفي أي الظروف كانت تلك القدرات تلقى التشكيك؛ ويثبت، على وجه الخصوص، أن الآراء البيولوجية– الطبية التي تجزم بدونية المرأة طبيعيًا لم تكن قد سادت بعد في ثمانينيات القرن الثامن عشر. وتشى المبادرات التي تبنتها أكاديمية آراس وأكاديميات أخرى بأن المجال العام كان قد بدأ يتيح للمرأة فرصًا جديدة، قبيل أن تغير اضطرابات الثورة المشهد المتعلق بالجندر. ويتيح لنا الجدل الذي ثار في «آراس» أيضًا أن نرى في لمحة لافتة الشاب روبسبيير، ليذكرنا بأن كوندورسيه لم يكن وحيدًا في رؤيته للظلم الواقع على النساء.
ومما لا يقل أهمية عن كل ذلك، أن هذا الجدل يدعونا إلى إعادة النظر في التحركات التي اتخذتها الثورة، فيما بعد، تجاه النساء. فالواقع أن النقاشات الثورية المتعلقة بالمرأة تشى بحضور للآراء الكارتيسية أكبر مما يعتقد بوجه عام؛ إذ استمرت العديد من الخطابات في مرحلة الثورة نفسها، ولم تُكتب الغلبة للخطابات البيولوجية إلا بعد أواخر 1793. بل إن «الروسوية» Rousseauism – کا آمل أن أثبت – لم تسفر تلقائيًا عن جهود لإقصاء النساء؛ حيث إن المعجبين بـ«روسو» لم يكونوا بالضرورة مؤيدين لكل أفكاره حول الجندر. إن النظر إلى المناقشات الثورية حول المرأة بوصفها امتدادًا للجدل الذي كان دائرًا في ثمانينيات القرن الثامن عشر، من شأنه أن يساعدنا كثيرًا على أن نرى مدى الارتباط بين إقصاء المرأة وظهور أيديولوجية «الفضاءات المنفصلة».
كانت أكاديمية آراس – محور حديثنا هنا – حلقة في نظام أوسع للأكاديميات، والذي كان عنصرًا محوريًا في جمهورية الأدب في القرن الثامن عشر، في فرنسا وفي أوروبا بأسرها، على حد سواء. وعلى عكس الصالونات، التي حظيت باهتمام أكبر في السنوات الأخيرة، كانت الأكاديميات مؤسسات ملكية رسمية. وكان لقب «أكاديمي»، كما لاحظ جميس ماكليلان، من الألقاب التي تتوق إليها الأفئدة وتسعى؛ إذ كان حامله يحظى “بموقع رسمي ومتميز» في الملكية. وعلى عكس معظم الصالونات أيضًا، كانت الأكاديميات فضاًء للرجال فقط. فرغم أن لوائح الأكاديميات الفرنسية لم تكن تمنع قبول النساء، فإن تلك الأكاديميات لم تكن، في واقع الحال، تقبل النساء في عضويتها(6). وقد أشارت ميرى تيرال، فيما يتعلن بأكاديمية العلوم الباريسية، إلى أن الاجتماعات العامة للأكاديميات كانت مفتوحة، في بعض الأحيان، أمام الجنسين، بل كانت نساء الطبقة الأرستقراطية يُعتبرن «معجبات ومشاهدات من علية القوم، يضفى اهتمامهن قيمة على مؤسسة العلوم». ورغم ذلك، فقد ظل الحرم الداخلي لأكاديمية العلوم، كما هو حال كل الأكاديميات تقريبًا، مقتصرًا على الرجال(7).
ولكن كانت هناك بعض الاستثناءات. ففي إيطاليا، تم قبول حفنة من النساء، مثل: لورا باسی Laura Bassi، في الأكاديميات منذ فترة مبكرة في القرن الثامن عشر، رغم استمرار الحديث عنهن من منظور جندر(8). وفي فرنسا، كانت الأكاديميات الباريسية الثلاث الرئيسية ترفض دخول النساء، ولكن بعض أكاديميات المقاطعات انتخبت نساء بشكل منعزل، مثل مدام دى هوليير Mme de Houlières في أرلس في ثمانينيات القرن السابع عشر، ومدام دى بوكاج Mme du Bocage في ليون وفي روان في خمسينيات القرن الثامن عشر (9). وقد أثبت جون إيفرسون John Iverson، وماري–باسكال بيريتي Marie- Pascale Piretti وجيريمي كارادوناJeremy Caradonna أيضًا، أن النساء دخلن الأكاديميات، بل واستطعن الفوز بجوائز مسابقاتها. وقد استطعن ذلك، في العديد من الحالات، بفضل التقليد المتبع من عدم ذكر الجنس عند التقدم؛ ولكن في حالات أخرى مُنحت النساء جوائز، حتى بعد الإشارة إلى نوعهن الاجتماعي عند الدخول، کما اکتشف كارادونا(10). وقد حظيت جهود تضمين المرأة بدعم فكري من الكارتيسيين الذين استلهموا آراء فرانسوا بولان دي لا بار François Poullain de la Barne (1723-1647)، الذي ذهب في سنة 1673 إلى أن مخ الرجل ومخ المرأة لا اختلاف بينها، وأن ما يُنظر إليه على أنه “طبيعة المرأة” ليس سوى نتاج التاريخ والرؤى الاجتماعية (11).
ورغم أن قبول النساء في النظام الأكاديمي كان متقطعًا، فسوف أحاول أن أثبت أنه بحلول ثمانينيات القرن الثامن عشر كانت هناك حركة وليدة لجعل هذا القبول أكثر انتظامًا. وقد كانت أكاديمية آراس الملكية للآداب مركز تلك الجهود. لم يكن يُنظر إلى أكاديمية آراس على اعتبار أنها إحدى أهم أكاديميات فرنسا، ولم تكن بالمكان الذي يمكن أن نتوقع فيه ابتداًء رؤية التحول في الأكاديمية. فدانيال روش Daniel Roche يصنفها في المستوى الثالث بين الأكاديميات الفرنسية، بعد تلك التي تقع في مدن المقاطعات الرئيسية، مثل بوردو، ومثيلاتها في عواصم المقاطعات المهمة مثل ميتز. ولكن، كما أكد برت في ستينيات القرن الماضي، تزايدت أهميتها بعد تعيين فردينيان ديبوا دي فوسو Ferdinand Dubois de Fosseux (1817-1742) سكرتيرا دائمًا لها في 1786. فقد انخرط ديبوا دي فوسو – الأرستقراطي ذو العقلية التقدمية الذي أمضى سنوات عديدة في فرساي – في العديد من المبادرات لرفع مكانة أكاديمية آراس. وكان من أهم تلك المبادرات إنشاؤه لمكتب المراسلات، الذي سعى من خلاله للم شمل الأكاديميين والمثقفين الفرنسيين عبر تواصل منتظم، وكان ذلك أمرًا غير مسبوق. وقد وصف روش إنجاز ديبوا في إنشاء هذه الشبكة بأنه «رائع»، بينما أشار ماكليلان إلى أنه دشن «أخيرًا… بزوغ تنظيم وطني للعلوم في فرنسا»(12).
وقد جعل ديبوا من إشراك النساء علامة على رعايته لشئون أكاديمية آراس. فحتى قبل أن سكرتيرًا دائمًا للأكاديمية، كان يخصص خطابه السنوي، بوصفه عضوًا، للحديث عن قضايا متعلقة بتعليم المرأة. وفي 1786 عندما كان يتصفح الصحف الفرنسية بحثًا عن كتاب واعدين يضمهم لشبكة المراسلات، بدأ في مراسلة أوليمب دى جوج Gauges.Olympe de وعندما قررت الأكاديمية، في 1787 إنشاء فصل دراسي للأعضاء الشرفيين، أعضاء يتيح للمثقفين البارزين المقيمين خارج آراس الانضمام إلى الأكاديمية، تقدم ديبوا الأكاديمية في تبنى قرار بضم امرأتين شهريتين، هما: المؤرخة لويز دي كيراليو Louise de Kéralio (من باريس؛ 1758-1821)، والعالمة ماري لوماسون–لو جولف Marie LeMasson-LeGolft (من لو هافر؛ 1749 – 1826)، في القائمة الافتتاحية لخمس عشرة شخصية شرفية. وقد اختيرت المرأتان، إلى جانب باحثين رجال مثل المحامي مورو دو سانت–میری Moureau de Saint-Mery من سان– دومينج، من قائمة ضمت 39مرشحا (13).
وكان يُنتظر من كل عضو، عند اختياره، أن يلقى «خطاب القبول» والذي ترد عليه الأكاديمية برد رسمي. وهنا يدخل روبسبيير إلى القصة. فهذا المحامي الشاب الذي استطاع أن يحفر اسمه في آراس وفي جميع أنحاء البلاد، اختير عضوًا في الأكاديمية سنة1783، ثم مديرًا في 1786.(14) ورغم غيابه عن الاجتماع الذي تم فيه إعلان عضوية كيرالبر ولوماسون–لوجولف، فإنه كتب بعد ذلك ردًا على خطاب القبول لكيراليو، دافع فيه عن ضم النساء إلى الأكاديمية بوصف ذلك مبدًأ عامًا.
قد يبدو رد روبسبيير، للوهلة الأولى، بغير ذي أهمية، خاصة في نسخته الأكثر شيوعًا. فهذا الرجل، الذي سيصبح يعقوبيًا فيها بعد، لم يُدل بأي ادعاءات شمولية عن مساواة الرجال والنساء، وتحدث عن الرجل والمرأة على أنها مختلفان بطبيعتيهما، وأن الطبيعة حبت كلاً منهما بمواهب مختلفة عما حبت به الآخر، وأن لكل منها مسؤوليات اجتماعية مختلفة عن مسئوليات الآخر. فقد قال بأن سمت الرجل «القوة والحكمة» بينما تمتاز المرأة «بالرقة وحسن الطلعة». نستطيع أن نقرأ جوانب كلمته على أنها عذبة في تمايز، مليئة بالإشارات إلى كون «جاذبية» المرأة تجعل حضور الاجتماعات أكثر متعًة، وتدفع الرجال لإنجاز أعمال أعظم من أجل إبهار النساء. فقد ادعى أن «تشجيع المواهب يعد من أول واجبات المرأة». بل ويذهب إلى أن النساء، بما أن الرجل يرى فيه النصف الأكثر إثارة للاهتمام في الجنس البشري، «فإن حب الأمجاد هدفه الأساسي الفوز برضائهن»(15).
قد تؤدى بنا تلك اللغة إلى أن نظن في روبسبيير رجلاً غير ملتزم حق الالتزام بقبول عضوية النساء، وأنه إنما كان مجبرًا على الدفاع عن القرار بأثر رجعي، بدافع احترام زملائه في الأكاديمية. على أن هناك مشكلتين تعترضان تلك الرؤية. فرغم أن الأكاديمية قبلت المرأتين في اجتماع غاب عنه روبسبيير، فليس من المستبعد أبدًا أنه كان سيدعم هذا القرار لو حضر، ولا أن يقرر كتابة خطاب يمتدح فيه هذا القبول بوصفه قاعدة عامة. وذلك أن روبسبيير، في ذلك الوقت، لم يكن بالمسئول الأكاديمي الملتزم. فقد أشار برت إلى أنه كان مشغولاً بمهنته، كمحام، وبكتاباته، حتى أنه كثيرًا ما كان يتهرب من واجباته الأكاديمية، ولم يكن يحضر سوی اجتماع واحد من بين ثلاثة. في ربيع 1787 كان قد قارب على إنهاء مدة شغله لمنصب المدير – سنة واحدة – وكان قد سئم زملاءه الذين رآهم مغالين في التقليدية. والواقع أنه – كما يقول برت – كثيرًا ما أثار حنق ديبوا لتملصه من مهام يوكلها إليه. ومع ذلك، فحتى لو كان روبسبيير قد شعر بأنه مجبر على تنفيذ تعليمات ديبوا بدقة، فإن كتابة خطاب عام حول المرأة لم يكن جزءًا من مسؤولياته. فديبوا لم يطلب منه سوى أن يرد على خطابات القبول التي ألقاها ثلاثة أعضاء شرفيين ذكور جدد والآنسة دى كير اليو(16). لم يشر روبسبيير في خطابه أية إشارة محددة للجندر، وذلك على النقيض من لوماسون–لوجولف(17). ولم يكن عليه إلا أن يمتدح الأعضاء الجدد على مواهبهم الخاصة فقط لا غير. ولكنه اختار أن ينتهز تلك الفرصة ليصدر إعلانًا عامًا حول قبول النساء في جمهورية الأدب.
المشكلة الثانية في التركيز على عذوبة حديثه عن المرأة في الخطاب تتضح عند دراستنا للنسخة الكاملة له، والتي نشرها برت سنة 1974. ففي هذه النسخة يطرح روبسبيير حجة لإشراك النساء، أقوى بكثير من القول بأنهن قد يجعلن الاجتماعات أمتع؛ حيث أظهر شغفًا حقيقيًا بتلك القضية. والواقع أن الكثير من حججه كانت إرهاصات لحجج مشابهة سوف يطرحها كوندورسيه فيما بعد في تلك السنة نفسها، وفي سنة 1790. (18) فقد بدأ روسبيير بشجب الواقع الذي تندر فيه «النساء الأكاديميات» في فرنسا، ويشكو من أن «قبول امرأة في جمعية أدبية يُنظر إليه، حتى الآن، على أنه حدثٌ جلل. ولا تقدم فرنسا، بل وأوربا كلها، إلا أمثلة قليلة جدًا على هذا الحدث». وهو أمر يرى فيه خطًا فادحًا ينبغي تصحيحه؛ حيث يرى أن «العادة وربما قوة الأحكام المسبقة» قد جعلت النساء تهبن التقدم كمرشحات لمناصب الأكاديمية الشاغرة. ولكن تلك الأحكام المسبقة يجب التخلص منها. «جنسهن لا يجعلهن يفقدن الحقوق التي كفلتها لهن قدراتهن». «الأحكام المسبقة هي مصيبة العالم” (19)
ثانيًا، أصر روبسبيير على أن المرأة، بوصفها كائنًا ذكيًا، من حقها أن تطور عقلها: «لن يستطيع أحد أبدًا أن يقنع العالم بأن كائنًا ذكيًا لا يستطيع شحذ عقله والاتساع بحدود ذكائه…فلو سلمنا للمرأة بالعقل والذكاء، فهل نستطيع أن ننفى عنها حقها في رعاية هذا الذكاء؟” على أن روسبيير، بوصفه مؤمنًا بالتكامل بين الجنسين، لم يكن يرى أن المرأة والرجل يجب أن يدرسا الموضوعات نفسها، فقد كان يسمى المرأة «الجنس الأكثر رقة وحساسية” ويقول بأن الرجل أ كثر ملائمة لدارسة “تعقيدات العلوم التجريدية“. ومع ذلك، فقد أكد أن ذلك لا يعني أن المرأة لا ينبغي أن يسمح لها با لمساهمة في تلك الميادين التي “تتطلب الحساسية والتخيل” فقط، مثل الأدب، و التاريخ، والأخلاق(20)
وقد أوضح روبسبيير بجلاء قناعاته حول هذا الموضوع أقوى حتى من زملائه من الأعضاء الذين اختاروا كيراليو ولوماسون–لوجولف، فقد حياهم لما أبدوه من شجاعة في “الوقوف في وجه الأحكام المسبقة الغوغائية“. ولكنه انتقدهم لعدم الذهاب لما هو أبعد من ذلك. فإنشاء فصل دراسي للأعضاء الشرفيين غير المقيمين، لا يُلزمون فيه بحضور أي اجتماعات بشخوصهم، يعني أن تفقد الأكاديمية الفائدة من ضمهم إليها. فقد كان يشعر بأن حضور العضوات، حتى وإن كان غير منتظم، أمر حيوي:
الخيار الذي ارتضيتموه يجعل…نظامنا غير مثالي. فأيًا كانت قدرات نسائنا الأكاديميات الشرفيات، فسيتسمن بمثلبة أساسية دائمًا: وهي البعد عنا، وعدم منحنا مزية أن تزدان اجتماعاتنا بحضورهن.
نقرأ لهن، ونسمع كلماتهن، ونتحدث إليهن، ولكننا لا نراهن أبدًا…للوصول إلى الهدف الذي ناقشته، نحتاج إلى الذهاب لمدًى أبعد… نحتاج إلى ضم المزيد من النساء الأكاديميات في أكاديميتنا.
وقد أكد روبسبيير أن النساء تقدن التقدم وأن وجودهن ضروري لانتشار التنوير «أنوار الأدب بدأت تعاود الظهور( بعد العصور الوسطى)، والنساء من اللائي ستسرعن من وتيرة الثورة السعيدة التي ستنتج عن ذلك». وقد كان روبسبيير أبعد ما يكون عن التأكيد على اختلاف طبيعة المرأة الذي يقتضى استبعادها من مثل تلك التجمعات، ورأى أن «جهود العقل البشري» ستتحسن كثيرًا بالجمع بين الصفات المختلفة للرجل والمرأة وأن «السبيل إلى تنفيذ ذلك هو ضم النساء إلى الجمعيات الأدبية»(21). وهنا كان موقف روبسبيير نقيضًا لموقف روسو(22)
وأخيرًا، قد أعلن روبسبيير أن موقفه يصدر، وبقوة، عن قناعاته الفلسفية الخاصة، وأنه لا يستند إلى لياقة تجاه المرأة أو إلى سماح لجمالها بأن يحجب منطقه. وقد تأسى على أن «الرأى الذي يأتي في صالح المرأة عادة ما يكون مثار شك»، مُصرًا على أن «من يذهب إلى حد الشك في أني أضحى بالحرص على الحقيقة لاعتبارات من نوع آخر، فهو مخطئ تمامًا». وقد أعلن أيضًا أن الأمر نفسه ينطبق على زملائه: «لا يظنن أحد أن الأكاديمية، بتبنيها هذا التجديد، كانت تسير وراء مشاعر طائشة؛ فالقرار استند إلى رؤى حكيمة وعميقة». وبعد أن أكد أنه لم «پنجرف وراء حماس أعمى» أو يقع أسير «أحكام مسبقة آسرة»، احتج بأن مجرد الاتفاق على أمر ما لا يعني أن هذا الأمر لم يكن عقلانيًا في المقام الأول. كذلك قال إن الأحكام المسبقة ضد المرأة إنما هي «فضيحة قرن تنويري»؛ وحث الأكاديميات الأخرى على أن تحذو حذو آراس (23)
رغم أن لغة روبسبيير لم تصدر عن منطلقات النسوية الحديثة نفسها، واستندت، عوضًا عن ذلك، على أفكار التكامل، فقد كانت قناعاته واضحة: الأحكام المسبقة وحدها تقف وراء إقصاء المرأة؛ أما هي فتستحق الحقوق نفسها التي يحظى بها الرجل في تنمية ذكائها، وسوف يستفيد المجتمع من ضمها.
ويلفتنا موقف روبسبيير أكثر فأكثر، عندما نعرف أن الرجال الذين كانوا يستخدمون لغة عذبة في نقاشات مشابهة كانوا عادة ما يحتجون بها لإثبات العكس. فعلى سبيل المثال، في أثناء نقاش أكاديمية ريكو فراتي Ricovrati، المحتفى بها، سنة 1723، لمسألة ما إذا كان يجب السماح للنساء بدراسة العلوم والفنون الحرة، كانت اللغة التي تتحدث عن عذوبة خصال المرأة تستخدم لإقامة الحجة على استبعادها. فجيوفاني أنطونيو لوبي Giovanni Antonio Vlopi، المتخصص البارز في الكلاسيكيات، على سبيل المثال، يمتدح المرأة بأنها «مخلوق محبب» ولكنه يحتج بأن التعليم من شأنه أن «يشحن رؤوسهن فيربكها»، فيجعلهن «عدوانيات من خلال التظاهر والسلوك المبالغ فيه». كانت إسبانيا سنة 1786، أي قبل سنة واحدة من نقاش آراس، قد شهدت خطوة فارقة عندما جرى التصويت في جمعية مدريد الملكية الاقتصادية Madrid Royal Economic Society على قبول عضوية النساء، فكان القرار بالسماح بعضويتهن. على أن أعضاء تلك الأكاديمية استخدموا اللغة العذبة ليؤكدوا أن العضوات من النساء لا ينبغي أن يلتقين بالرجال، وأن بإمكانهن أن يكنَّ جزءًا من كيان تابع فقط. وقال أحد الأعضاء إن النساء ليس لهن أن يحضرن اجتماعات الأكاديمية الدورية لأن «خفرهن» و«رقة طبعهن» لن تتيحا لهن الاختلاط مع الرجال في مكان عام؛ وأكد آخر أن النساء لا ينتمين للفضاء العام وعليهن الالتقاء في اجتماعات خاصة في بيوت النساء(24)
ويتضح لنا خروج موقف روبسبيير عن المألوف، بشكل أكبر، عندما ننظر في رد الفعل على خطابه. فقد تهلل ديبوا دي فوسو عند قراءة رد روبسبيير حتى أنه سعى لنشره في جميع أنحاء المملكة. فقد طبعه مع خطاب كيراليو في طبعة واحدة بوصفها “مقتطفات” من آخر اجتماع للأكاديمية، ووزع نسخًا منها على أكاديميات أخرى، ومسئولين حكوميين، ومثقفين. وقد نشرت ثلاث صحف، على الأقل، تقارير عن الخطاب – Journal d’histoire Nouvelles de la république des Journal littéraire de Nancy, naturelle lettres et des arts(25).
كذلك رأى ديبوا أن الخطاب صادم إلى درجة تكفى لاتخاذه موضوعًا رئيسيًا في أحد أعداد الكولكتيف Collectives المبكرة، والتي كانت أحد ابتكارات الأكاديمية: كان ديبوا – الذي يسميه برت أبا الرأي العام – يبعث بالأبحاث، والخطابات، والأسئلة إلى مجموعة مراسلة واسعة في المملكة لخلق فضاء تخيلي للمناقشة. وقد أصاب خطاب روبسبيير وترًا حساسًا؛ فحسب برت، شملت عينة من 11 مراسل 9 معارضين لموقفه واثنين مؤدين له (26) ورأى من عارضوه أنه يدعم تغييرًا مدويًا في وضع المرأة في المجتمع، بينما عبر ممتدحاه عن ميل قوى لمساواة المرأة. على أن من قرؤوا الكلمة وصفوها بأنها أحدث صيحة في قضايا الجندر، سلبًا كان ذلك أم إيجابًا(27).
وربما كان تناوله للصور التقليدية لاختلاف المرأة وراء امتداح بعض معارضيه لما أسموه “غواية” حجته، مؤكدين أن أسلوبه في إقامة الحجة كاد أن يقنعهم بصحة موقفه. ومن هؤلاء جان–جاك أنطوان نوجان Jean-Jacques Antoine Nogent (ولد سنة 1745)، والحائز على مرتبة سامية من «يون»، والذي كتب أن روبسبيير «أغواني» و«كاد يحولني». وعلق القس جاك رو Jacques Raux (كاهن من شاتودان سوف يعدم بالمقصلة سنة 1794) على الخطاب بقوله: «قراءة خطاب السيد روبسبيير أمتعنى كثيرًا. فهذه الخطبة، رغم بعض الصعوبة في الأسلوب، خلبتني كثيرًا». وكثير من الكتاب الذين عارضوا رؤى روبسبيير امتدحوا اختيار الآنسة دى كيراليو، مثبتين لها التبجيل الذي يليق بمن لها نبل مولدها وخاصًة ما يليق بابنة المفكر المحترم لوي–فيليكس جينومون دي كيراليو Louis-Felix Guynement de Kéralio. فكما كتب جان – فرانسوا جيوتان Jean-François Guyetant (1746- 1816)، وهو طبيب من جورا،: «خطاب الآنسة دي كيراليو يكفي وحده مبررًا لقرار الأكاديمية، لو لم تكن لها مؤهلات أخرى لهذا القرار… لا ينبغي أن تخشى الأكاديميات من تقديم تنازلات عند الإقدام على خيارات تلقى ترحيبًا عام؛ كذلك الذي ينبغي للقرار الخاص بالآنسة دى كيراليو». وقد أشار القس رو إلى أنه «قرأ وأعاد قراءة” خطاب الآنسة دى كيراليو «برضا غامر»(28). تشى تلك اللغة بالتفريق التقليدي بين نساء النخبة الاستثنائيات وعامة النساء، حتى بين الكثير من مؤيدي تعليم المرأة. بل إن أحد المعارضين بوجه عام لقبول النساء امتدح اختيار لوماسون–لوجولف، رغم افتقارها لنبل محتد «دی كبر اليو»، مشيرًا إلى المتعة التي شعر بها عند قراءة بعض مراسلاتها مع الأكاديمية.
ومع ذلك، فلا استخدام الخطاب لأفكار التكامل، ولا إنجازات الآنسة دي كيراليو ونبل أصلها كانا كافيين لتغاضى أولئك الكتاب عما رأوا فيه دلالات خطيرة لحجة روبسبيير. فها هو جورج–لوي–مارى دیمون دی کورسیه Georges-Louis-Marie Dumont de Courset (1824-1746)، وهو مهندس زراعي من منطقة أرتوا، يقول لديبوا: «إنى منزعج من أنك لا ترى رأيي حول قبول النساء في الأكاديميات. أنت لا تريد أن تعترف بالعواقب الأوسع [الحجة روبسبيير وحجتك]». كذلك كتب جيوتان أن روبسبيير «دافع عن قضية المرأة دفاعًا جيدًا، ولكن بلاغته لم تقنعني. فأنا لن أحرص، بوجه عام، على أن أرى النساء تنخرط في الفنون الجميلة أو الآدب». أما شارل–ماری دی لافون دی کوجولا Charles-Marie de Lafont de Cujula (1811-1749) – وهو من أعيان «آجن»، وسوف يصبح فيما بعد نائبًا بالجمعية التشريعية – فقد امتدح الآنسة لوماسون–لوجولف ولكنه قال: «من الصعوبة بمكان أن تدفن النساء أنفسهن في العلوم التجريدية والصعبة». وبالنسبة للقس رو فإن روبسبيير «دافع عن قضية المرأة دون مواربة، ولكن فيما يتعلق بقبولهن في الأكاديميات، أعتقد أن الكثيرين لن يذهبوا مذهبه».
على أي أساس رأى هؤلاء الكتاب أن آراء روبسبيير مثيرة للاعتراض؟ في ضوء الحجج التي يمكن أن تكون قد صدرت أثناء الثورة وفي القرن التاسع عشر فيها يتعلق بإقصاء المرأة من المناقشات العامة، قد يكون لنا أن نتوقع الادعاء بأن المرأة غير مؤهلة بطبيعتها للنشاط الأكاديمي.وقد عبر بعض الكتاب بالفعل عن هذا التوجه. فقد ذهبت جان أونريكية( مسئول قضائي من لورين، 1728 – 94)، على سبيل المثال أن النساء ليس لديهن«مكون الجدية» الضروري لدراسة العلوم. وأشار «لافون دي كوجولا» إلى ضعف المرأة «رقة أحاسيسها»، وهو ما يجعلها غير قادرة على العمل الجاد في العلوم؛ ورأى التحاور مجالاً أكثر ملاءمة لها. وقال القس رو إن «ضعف تكوينهن» لن يسمح لهن بمتابعة البحث المستمر.
على أن تلك الإشارات، العرضية، للطبيعة، تضاءلت أمام خطاب النفعية الاجتماعية. فقد رأت ليزلوت شتاينبروجي Liselotte Steinbrugge أن أواخر القرن الثامن عشر تميزت بصعود الخطاب البيولوجي (الذي نشره بيير روسيل Pierre Roussel)، الذي يعرف المرأة من خلال أعضائها التناسلية ويراها أقل فكريًا من الرجل(29). تشى الرسائل التي ضمتها دراسة ديبوا بأن مثل تلك الأفكار لم تكن قد سادت بعد وبأن حجج بولان دي لا بار، ثم الكارتيسيين بعد ذلك، أقنعت بالفعل العديد من المثقفين بأن قدرات المرأة متساوية مع قدرات الرجل. والواقع أن قلة قليلة من الكتاب الرافضين لموقف روبسبيير استندوا إلى طبيعة المرأة، واتفق معظمهم على أن المرأة قادرة على تحصيل التعليم العالي. فقد كتب جيوتان: «أنا على اقتناع – كما هي حال السيد روبسبيير – بأن المرأة قادرة على كل أنواع التعليم، وأنه لا يوجد فرع من فروع العلم يفوق قدراتها». كذلك أقر لافون دي كو جولا بأن «الطبيعة لم تحرم المرأة من القدرة» على تحصيل العلوم. ورغم ذلك، فقد أصر هؤلاء الكتاب على أن المرأة لا ينبغي أن تحاول أن تحقق إنجازات في عالم الأدب. وهنا أشاروا إلى الاضطراب الاجتماعي الذي يمكن أن ينجم، لا عن مجرد قبول النساء في الأكاديميات فحسب، بل وعن سعيهن أيضًا لتحصيل المعرفة. وفى أصداء حجج مفكري القرن الثامن عشر الإيطاليين الذين كانوا يؤمنون بأن النساء –بتعبير لوسيانو جوپرسی sono capaci, ma non devono” = Luciano Guerci يستطعن ذلك ولكن لا ينبغي أن يقمن به (30)
وكان من بين العناصر المتكررة في الحجج المناهضة لقبول النساء في الأكاديميات، تلك المتعلقة بأدوارهن الاجتماعية كزوجات وأمهات. ومن ذلك أن دومون دي كورسيه Dunount de Courset سال دپيوا دي فوسو، عن شعوره «إذا قررت مدام دی فوسو، بدلًا من تربية الأبناء وتكوين شخصيتهم… أن تنحنى فوق كتاب في المتيافيزيقا… وتهمل تلك الواجبات على ما لها من رقة وعذوبة في أدائها». وقال جيوتان إن «الطبيعة خصت المرأة بوظائف أسمى وأنبل [من أن تكون مثقفة]. فهي مسئولة عن المهمة الشريفة المتمثلة في منح الوطن مواطنين، وتربيتهم، ورعايتهم منذ أيامهم الأولى». ومنح المرأة مذاق الأفكار سوف يجعل أعمال المنزل عندها مملة: «عليها أن تتغلب على الأجزاء المقززة في العمل المنزلى ورتابته. عندما تتفهم الأم واجباتها وتؤديها يمر الوقت سريعًا… وللمرء أن يخشى بالفعل من أن يؤدى تذوقها للآداب إلى إلهائها بشكل مضر عن مشاغل البيت». أما القس «رو» فيرى أن: «النساء، بما لهن من قوة في الرغبات، بادئ ذي بدء، لو قررن أن تبزّ كلٌ منهما الأخرى لتصبح باحثة حتى تقبل في الأكاديمية…فأي فوضى ستحل داخل بيوتهن!»
ثانيًا، ذهب مراسلو الأكاديمية إلى أن النساء اللاتى يصبحن مثقفات قد يتحولن إلى مسوخ. فقد يصبحن كائنات أقل جاذبية، نُزع عنهن خفر المرأة. ومن ذلك ما يراه نوجنت: «أعجب بالمرأة المتعلمة، ولكنى أفضل أن تكون زوجة رجل آخر، لا زوجتي». وبالنسبة للافون دى كوجولا: «المرأة المتعلمة لن تُسعد أحدًا أبدًا لأنها متعلمة، سوف تثير حنقنا، وسوف تجعلها معرفتها متغطرسة. ولو كانت متعلمة ومتواضعة في آن معًا،…سوف تسعدنا، لا لأنها متعلمة، ولكن لأنها متواضعة. التواضع فضيلة يطلبها الرجل من هذا الجنس…لا تستطيع العلوم أن تزيد قدرة المرأة على الإمتاع، بل توشك أن تجعلها مغيظة للرجل».
أخيرًا، ذهب الكتاب إلى أن النساء قد تقوضن الأكاديميات بتحويلهن النقاشات الجادة إلى نقاشات تافهة. وعند جيوتان: «عندما تقبل النساء سوف تختفى الجدية. لن تناقَش سوى سفاسف الأمور، وسوف تقتصر الاجتماعات على المجاملات، وعذوبة الحديث الغبي سوف تحل محل النقد الصحي، وفي محراب الفنون الجميلة سوف يتحدث المرء لغة التزين». أما روبسبيير، فقد كان موقفه عكس ذلك: سوف تزيد الجدية عندما تنضم النساء إلى الأكاديمية. وقد أشار إلى وجود انخفاض في نسبة حضور جلسات الأكاديمية، ورأى أن ذلك مرده إلى سعى الرجال إلى تحاشى اللقاءات أحادية الجنس. أما إشراك النساء، فلن يؤدى فقط إلى حضور الرجال بشكل أكثر انتظامًا، بل وسيحول اهتمام النساء من الأمور الثانوية إلى الأمور الجادة. فهو يرى أن إشراك المرأة، سيؤدى إلى إسراع وتيرة تقدم التنوير بإعادة الأهمية إلى الأكاديميات (31).
ورغم معارضة هؤلاء الكتاب لخطاب روبسبيير، فلم يكن الرجل أبدًا وحيدًا في الدفع في اتجاه قبول النساء في الأكاديميات. فقد كان لديه، بالطبع، تأييد المتحمس من ديبوا، السكرتير الدائم واسع النفوذ، الذي كان يعمل على صياغة اندماج أكثر انتظامًا للمرأة في العالم الأكاديمي. وكانت لديه أيضًا مساندة العديد من أكاديمية آراس الذين أيدوا اقتراح ديبوا وصوتوا في صالح اختيار لوماسون–لوجولف وكيراليو. كذلك حيا موقفه اثنان من مراسلي «الكوليكتيف»، وهما ميشيل دى ساسی Michelle de Sacy من باريس، ودوم بيير–فيليب جرابان Dom Pierre-Philippe Grappin من بيزانسون. وساسی (1746 -95) هذا شخصية مدهشة لم يُكتب عنها إلا القليل. فقد كان رقيبًا ملكيًا، وسكرتيرًا للوزير فيرجين Vergennes، وشخصية قليلة الشأن بين الإنسيكلوبيديين، ثم أصبح فيها بعد عضوًا في لجنة الكونفونسيون Convention. وقد رأى أن كلمة روبسبيير شديدة التقدمية، وعبر تجاهها عن مشاعر لم تصدر من قبل بهذه المباشرة والجرأة:
أشارك السيد روبسبيير الرأي، وبقوة… لقد عالج موضوعًا جديدًا، وناقشه بشبه تلقائية، ولكنه عالجه كما لو كان قد أمعن الفكر فيه لسنوات طويلة. لقد نسف، بضربة واحدة، مقولة قديمة لم يكن قد هاجمها أحد بعد. فلو كانت النساء قد أنتجن بالفعل العديد من الأعمال الممتازة، دون أن تكون لهن أي نقطة تجمع، أو أي بيت أكاديمي يمكن لعقولهن أن تتطور فيه، فكم من الأعمال الرائعة ستستطعن أن تُخلِّفن لو كُنَّ قد انضممن إلى النظام الأكاديمي منذ إنشائه! كان حجم كتبنا الجيدة سيتضاعف عما هو عليه الآن…. هل تعتقدون أن الطبيعة لم تنتج سوى دى شاتليه واحدة فقط؟ إنى على اقتناع أنها أنتجت الكثيرات، ولكن مواهبهن اضمحلت في شبه المنفى الذي حكم عليهن به الأكاديميون.
دوم جرابان (1738 -1833)، والذي سيصبح فيها بعد عضوًا في مجموعة الكهنة القانونيين constitutional clergy، وكان أيضًا أحد الأعضاء الشرفيين الذين اختيروا مع كيراليو ولوماسون – لوجولف، لم يكن أقل حماسًا لأفكار روبسبيير. وقد قال لديبوا إنه لطالما كان «أحد أشد مؤيدي روبسبيير»، وكتب يقول: «ولذلك أرى، وباقتناع تام، أن ما قاله هذا الكاتب القدير حقٌ، وأن أسلوبه في الكتابة سوف يجتذب من لم يكونوا على اقتناع“، بتلك القضية. وأشار جرابان إلى أن رأى روبسبيير زاد انتشاره وأن «الأكاديميات بدأت تنشغل بقضية المرأة» (32).
وحظى موقف الأكاديمية أيضًا بتأييد واحد من أشهر مراسلي ديبوا، الذي سيصبح فيما بعد من الثوار، وهو فرانسوا – نويل (جراکشوس) بابو (François-Noël (Gracchus Babeuf. ورغم أن بابوف لا يبدو أنه قد شارك في الكولكتيف نفسها، فقد كان من أشد مؤيدي فكرة مساواة المرأة فكريًا، وذلك في مسودة رسالة إلى ديبوا سنة 1786، أكد: فيها لا توجد قدرة لدى الرجل لا تملكها المرأة أيضا»(33). كذلك أيد بابوف قبول النساء في الأكاديميات في رسالة بعث بها إلى ديبوا في فترة مبكرة سنة 1787، وامتدح كيراليو ولوماسون–لوجولف بعد اختيارهما(34). ويرى أحد الباحثين أن التراسل مع ديبوا كان له بحق “أكبر أثر فكرى على الشاب بابوف» (35).
لم يكن توفير فرص أكبر أمام النساء أمرًا ينادي به مراسلو ديبوا فقط؛ إذ يبدو أن مقولة جرابان بأن القضية كانت متداولة على نطاق واسع في عالم الأدب سنة 1787 مقولة صحيحة. فرغم أن «آراس» كانت مركز حركة دمج المرأة في جمهورية الأدب، إلا أنها لم تكن حالة منعزلة؛ فتلك الحركة يبدو أنها – كما اقترحت – كانت تتجمع وتحتشد في 1787. وقد كان لهذا الجهد سوابق خارج الأكاديميات. فقد ذهبت العديد من الجماعات الماسونية بعيدًا في مسألة المساواة – كما أثبتت مارجريت جاكوب Margaret Jacob – فوصلت إلى حد قبول أعضاء دون النظر لاعتبارات الدين أو الطبقة، بل والجندر أيضًا. فكثيرًا ما كان يتم تدريس العلوم الجديدة، مثل الفيزياء والفلك، في أماكن عامة ولجمهور مختلط، كذلك كانت الموزيه musées (جمعيات شعبية لمناقشة أمور العلوم) – والتي سجل حولياتها مايكل لين Michael Lynn – تضم نساء في بعض الأحيان. بل توصل لين إلى أنه في حين كانت بعض تلك الموزيه مقتصرة على النساء، كانت النساء تشكل ما بين 10 – 20 بالمائة من أعضاء موزي دی موسیو Musée de Monsieur (أكبرها على مستوى فرنسا) (36).
كذلك كانت بعض الأكاديميات، والأكاديميين، قد بدؤوا يعيدون النظر في قدرات المرأة في السنوات التي سبقت 1787. وقد لقيت فكرة جعل الأكاديميات تعليمًا مشتركًا بين الجنسين دعم مفكرين فرادي مثل دالامبير D’Alambert،، كما تم قبول بعض النساء في أكاديميات بعض المقاطعات في فرنسا، وأكاديميات أخرى أكثر رسوخاً في إيطاليا. ويذهب برت إلى أن حركة مؤيدة للمرأة نشأت في «ديجون» سنة 1762 بعض أن عرض القس بیکاردیه Picardet دراسة، ذهب فيها إلى أن «النساء متساويات مع الرجال في الاستعداد لدراسة العلوم والفنون»، بيد أن تلك الأكاديمية لم تذهب إلى حد قبول عضوية النساء. وفي 1777 نظمت أكاديمية بيزانسون مسابقة حول ما إذا كان تحسين تعليم المرأة من شأنه أن يساعد على تحسين أحوال الرجل. وفي 1782 طرحت أكاديمية شالون سير – مارن Chalons-sur-Marme، الصغيرة حجمًا الواسعة تأثيرًا، سؤالاً حول كيفية تحسين تعليم المرأة. وكان من بين المجيبين عن السؤال جان–فرانسوا دوما Jean-François Dumas الذي يعقوبيًا فيما بعد، والذي اتفق مع الرأي القائل بأن قدرات المرأة مساوية لقدرات الرجل وأن فضائلها ستزيد لو تعلمت(37). كذلك ذهبت لوندا شيبينجر Londa Schiebinger إلى أن أكاديمية غير رسمية للنساء ربما تكون قد أنشئت في فرنسا سنة 1772، ولكن كان على عضواتها الدفاع عن وجودها(38).
هذه النقاشات العامة حول المرأة – ومناقشات شبيهة خارج فرنسا – أوجدت إمكانية، في ثمانينيات القرن الثامن عشر، لتزايد أعداد الأكاديميين الذين يشعرون بارتياح لضم النساء. كذلك أنشئت جمعية علمية للنساء في هولندا (1785)، وأسست جمعية مدريد الاقتصادية فرعًا للنساء (1786). (39) أما بالنسبة لفرنسا، فرغم أننا نحتاج إلى جهد أكثر تنظيمها لتحديد عضوات الأكاديميات، فإني أقدر أن عددهن قد تضاعف ثلاث مرات في تلك الفترة. فقد اختارت «نيم» امرأة سنة 1782 (مدام دی بوردی de Bourdie) واختارت «ليون» امرأة في 1782، وأخرى في 1788 (فانی دی بوارنيه anny de Beauharmais، ثم فيكتوار لالييه Victoire Lallite)، واختارت بيزييه امرأة في 788 (نيكول لوبوت Nicole Lepaute). كذلك اختارت «آراس» امرأتها الثالثة سنة 1789الآنسة دي شاتولييه de Chatellier). (40) وفي أوائل ذاك الصيف، قبل أن تطرأ التطورا الثورية مباشرة، بدأت أكاديمية آراس كوليكتيف عمل استطلاع ضخم حول elles est ? la science la plus utile aux femmes (أي العلوم أنفع للمرأة؟) وأرسل – الاستطلاع إلى 182 مراسلًا، أي أكبر من أي كوليكتيف حتى هذا التاريخ، باستثناء ذلك الخاص بمجلس طبقات الأمة(41).
في تلك الفترة، تزايد عدد المنشورات في هذا الميدان – ومنها اثنان كتبتها نساء في 1787 – التي شككت في الأفكار القائمة حول الجندر، كما أثبت ذلك كارين أوفين Karen offen وكلير موزس Claire Moses (42)العام نفسه اعترفت قمة النظام الأكاديمي الفرنسي بالقدرات الفكرية للمرأة. ففي 1787 كتب كوندورسيه Lettres d’un Bourgeois de New Haven (رسائل بروجوزای من نيوهافن). وذهبت تلك الدراسة إلى أن أجساد النساء لا تؤهلهن لأعمال من قبيل الانخراط في سلك الجندية، ولكن الاختلافات الأخرى بين الجنسين جاءت «نتيجة التعليم» وليس الطبيعة. وقد استشهد كوندورسيه بفولتير الذي «أثبت لهن كل موهبة عدا الاختراع»، ليصرح بشكل مباشر بأن أنبه النساء لا ينبغي أن يكون حظها من اختيار الأكاديمية بأقل من الكثير من الرجال المنضمين بالفعل إليها.(43) لم يكن کوندورسيه في هذا الوقت مجرد رياضي يحظى باحترام واسع وأرستقراطي، بل كان يشغل منصبًا، ربما يكون الأرفع في هيكل الأكاديمية الملكية الفرنسية، ألا وهو منصب السكرتير الدائم لأكاديميات العلوم. وقد ذهب البعض إلى أن مكانته الرفيعة في المجتمع هي التي مكنته من اتخاذ موقف، ربما كان ليحط من قدر غيره إن اتخذه(44).
كانت تلك، بالقطع، لحظة طرحت فيها التساؤلات حول رؤى الجندر، خاصًة ما يتعلق منها بالعقل. لم يكن القرن الثامن عشر، إذن، بالفترة التي يجمع فيها المثقفون، دون تفكير، على الرؤى التي كان لآمار أن يعبر عنها خلال الثورة؛ بل على العكس من ذلك، كان تأييد قدرات المرأة الفكرية قد وصل إلى نقطة لم يكد لمعارضي روبسبيير في «كوليكتيف» آراس أن يجرؤوا معها على القول بأن النساء غير قادرات على التعلم. فمثل هذا القول، في ظل نماذج باحثات بارعات مثل الآنسة كيراليو ولوماسون–لوجولف، ومع انتشار الكارتيسية، لن تثير إلا الضحك. لذلك كان معظم من يسعون إلى منع تقدم المرأة يتحاشون الحجج المتعلقة بطبيعة المرأة، ويركزون على الادعاءات المتعلقة بما يجب أن تكون عليه أدوارها الاجتماعية. وبعد أن أصبح قرار «آراس» أمرًا واقعًا، بل ويحظى بدفاع قدير من أحد أمهر المحامين الشبان بالمملكة، وجدت تلك المجموعة [الرافضة] نفسها في موقف دفاعي. فكما أشار روش، كان التساوي الرسمي بين الأكاديميات يعني أن ما تقرره إحداها يؤثر على الأخريات (45). فبمجرد تصويت أكاديميات مثل آراس لصالح قبول النساء، دخلت السيدات الدارسات الشبكة الوطنية، وحق لهن الاحترام الواجب لبقية أعضاء الأكاديمية على مستوى البلاد.
يتيح لنا النقاش الذي جرى في «آراس»، والنقاشات الأوسع التي أفرزت هذا النقاش، أن نراجع فهمنا للجندر في أواخر النظام القديم. فقد ذهب دارسسون مثل شتاينبرج وتوماس لاکور Thomas Laqueur إلى أن الفهم البيولوجي – الطبي للجندر أصبح هو السائد بين المثقفين في أواخر القرن الثامن عشر(46). على أن النقاش الذي جرى حول خطاب روبسبيير أوضح أن التفكير الكارتيسي حول المساواة بين الرجل والمرأة ظل قويًا طوال ثمانينيات القرن الثامن عشر. كذلك تشى التغيرات التي شهدتها آراس وأكاديميات أخرى من بأن المجال العام، بحلول 1787، لم يكن يتقلص لإقصاء المتعلمات النساء بل ينفتح لاستيعابهن. فالواقع أنه حتى مع بدء توارى الصالونات بوصفها المؤسسات الثقافية الأبرز، لم يتم – كما أشارت دينا جودمان Dena Goodman، (47) إقصاء النساء إلى أطراف جمهورية الأدب. بل على العكس، كانت التطورات الجديدة تعد بالمزيد من التقدم لهن؛ إذ قد يُقبلن كمثقفات جديرات بتلك الصفة، ولا يُنظر لقيمتهن من زاوية تأثيرهن الإيجابي في الرجال وحملهم على التحضر.
كذلك تلقى مناقشات «آراس» أضواء جديدة مهمة على سياسات النوع في الثورة الفرنسية. فكثيرًا ما تتناول الثورة على أنها لحظة أخضعت فيها الرؤى العرفية إلى تمحيص دقيق، لتجعلها أنوار العالمية الثورية الجديدة، وبشكل مفاجئ، رؤى بالية. ولكن كما رأينا، كانت طبيعة قدرات المرأة تلقى بالفعل معارضة قوية في 1789، بما في ذلك من روبسبيير نفسه. وكا كتب سييب شبتورمان Siep Stuurman عن المناقشات المبكرة حول المرأة في القرن الثامن عشر، «لم تعد سلطة الرجل أمرًا مسلمًا به، بل أصبح من المتعين أن يُحتج لها – أو، بالطبع، عليها»(48). وبالتالي، فسياسات الكونفونسيون حول قضايا مثل نوادي المرأة السياسية لا تمثل استمرارًا لرؤى حول الجندر كانت واضحة لرجال القرن الثامن عشر، بل هي بالأحرى جهدٌ يروم ارتكاس التقدم الذي أحرزته المرأة ويجعل الأمومة دورها الأهم.
كيف لنا إذن أن نفسر غلبة تلك السياسات؟ أولاً، كما أوضح العديد من مؤزخي الجندر والثورة، كان حظر نوادي النساء السياسية رد فعل طارئًا نشأ عن ظرف ثوري خاص. وكان دافعه الأساسي خلاف نشب بين مجموعتين من النساء – نساء السوق وجمعية النساء الثوريات الجمهوريات – حول مشاكل السيطرة على الأسعار، وما إذا كان يجب إلزام المرأة بارتداء الرموز الثورية مثل شارة الكوكيد أو قبعات التحرر. وبعد اندلاع شجارات صاحبة بين الفريقين في خريف 1793، طالبت نساء السوق بإغلاق جمعية النساء الثوريات الجمهوريات. وجاء رد فعل الكونفونسيون الوطني في 30 أكتوبر 1793 بتجريم نوادي المرأة كليًة.
وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن اليعقوبيين شعروا بالتهديد من وجود الجمعية لأن عضواتها كُن تدفعن في اتجاه سياسة اقتصادية لم يكن اليعقوبيون راغبين في تطبيقها، وبالتالي فقد صدر القرار عن رغبة في تحييد الجمعية أكثر من كونه جاء لأسباب أيديولوجية بحتة(49). على أن الإشارة لظروف 1793 لا تكفى وحدها لتفسير قبول الكونفونسيون لأحكام آمار المطلقة. كذلك يحتاج تفكك القوة المناوئة المحتملة، النسوية الكارتيسية التي اعتنقها روسبيير في فترة أسبق، إلى تفسير. والواقع أن الحركة التي استهدفت زيادة فرص المرأة لم تختف تمامًا أثناء التحول من النظام القديم إلى الثورة. فالمبادرات الناجحة لمنح المرأة مساواة أكبر في الميراث، والتعليم، وفي طلب الطلاق نشأت كلها عن جهود للنساء وداعميهن استهدفت تصحيح أوجه عدم المساواة المتعلقة بالجندر في النظام القديم. وقادت أندية، مثل الدائرة الاجتماعية Cercle Social، التي ضمت في عضويتها نساء، الجهود الرامية إلى إلغاء عدم الأهلية القانونية للمرأة(50). ولم ترتكز حججهم على المنطلقات القديمة للنسوية الكارتيسية فحسب، بل وعلى خطابات جديدة متعلقة بحقوق الإنسان.
كذلك شهدت سنوات الثورة مقترحات جديدة لمساواة المرأة. بعض تلك المقترحات رفعتها نساء استخدمن لغة الحقوق للمطالبة بحقوق أكثر جرأة مما كن يستطعن أن يرفعن في ظل النظام القديم؛ وضمت شخصيات أصبحت الآن شهيرة مثل أوليمب دى جوج Olympes de Gouges وإيتا بالم دایلدیر Etta Palm d’Aelders ومجموعات غير معروفة الأسماء مثل نساء بومون الجمهوريات، اللائي قلن للكونفونسيون إن «حقوق الرجل هي أيضا حقوقنا»(51). وأيدهن الرجال الذين يشاركونهن الرأي. وبعيدًا عن نشرة كوندورسيه في 1790، كان من المدافعين عن حقوق المرأة أيضًا بيير جيومار Pierre Guyomar، عضو الكنفونسيون الوطني من مقاطعة كوت– دي– نور. ففي نشرة صدرت في أبريل1793 استخدم جيومار حجج الكارتيسيين للمطالبة بتوسيع حقوق المرأة السياسية. وأكد أنه ليست هناك اختلافات طبيعية جوهرية بين الرجل والمرأة – وأن اختلاف الجنس لم يعد بأكثر مغزيَّ من اختلاف لون البشرة. وتعجب من أنه رغم قضاء الثورة على الإقطاع، فلا يزال النظام الجديد يحتفظ «بطبقة مميزة، بارستقراطية رسمية للذكور». وتأكيدًا على أن إعلان حقوق الإنسان إنما ينطبق على «الإنسان من الجنسين»، استدعى جيومار روسو للذاكرة، ليعلن أن المرأة جزء من العقد الاجتماعي أيضًا. وأخيرًا، دعا زملاءه إلى «تحرير المرأة من عبوديتها» ليقدموا لشعوب العالم نموذجًا لأنقى ديمقراطية» (52).
وعلى أرض الكونفونسيون، أكد جيلبير روم: Gilbert Romme مبادئ مشابهة. وكان «روم» قد عمل في فترة سابقة خلال الثورة مع الثائرة الجسور آن–جوزيف تروانی دی ميريكور Anne-Joseph Théroigne de Méricourt ودافع عن تعليم المرأة (53). وفي أبريل 1793 تحدث روم باسم اللجنة (لجنة التحليل، وأطلق عليها أيضًا لجنة الستة) التي شكلها الكونفونسيون لوضع خطة نسخة جديدة من الدستور؛ وكان الأعضاء الخمسة الآخرين هم برتران دی باریر Bertrand de Barere، وجان ديبيرJean Debry، وشارل إليونور دیفریش–فالازيه Charles Eleonor Dufriche-Valaze، وجان–دونی لانجوينيه-Jean Denis Laujuinais، ولوي–سيباستيان ميرسييه Louis-Sebastien Mercier. ألقى روم تقرير اللجنة نيابة عن الآخرين فقال: إن للنساء نصيبًا متساويًا في تصنيف الإنسان صاحب الحقوق («لكل الناس حق متساوٍ في الحرية، بغض النظر عن السن أو الجنس أو اللون). وزاد على ذلك فأكد أن كل إنسان يجب أن يكون حرًا في «ممارسة إمكاناته الجسدية، والفكرية والأدبية على النحو الذي يراه هو صالحًا ومفيدًا»، فضلاً عن الترشح في الانتخابات والتصويت. وعلى الرغم من أن عضوًا واحدًا، على الأقل، من أعضاء اللجنة الآخرين لانجوينيه Lanjuinais) اختلف مع هذا الجزء في التقرير، فإن الأرشيف البرلماني Archives parlementaires یشى بأنه في نهاية الاستماع لكلمة روم، صاح «عدد كبير من الأعضاء» قائلين «اطبعوها، اطبعوها!». ورغم أن تقرير اللجنة لم يركز على المرأة فقط، فإن حماس الأعضاء يشي بأن هذا الجزء، على الأقل، من التقرير لا يستحق إبداء اعتراض حقيقي (54).
ولكن، رغم مطالبات «جيومار» و«روم»، لم يرد بالدستور الذي أقر في يونيو 1793 ما ينص على أن المرأة «إنسان» متساوِ؛ بل وذهب مرسوم أكتوبر 1793 مدًى أبعد، فنص تحديدًا على حرمان المرأة من حق مدنى رئيسي. بعض دارسي الجندر والثورة البارزين فسروا فشل الأفكار التي طرحها جيومار وروم بأن الرجلين كانا وحيدين في قناعاتها. وفى رأى دومينيك جودينو Dominique Godineau «لم يكن للقضية حضور أصلاً عند الغالبية الساحقة من النواب»، بل إن النواب «لم يفكروا حتى في تحدى العلاقات القائمة بين المرأة والرجل» باستثناء ما يتعلق بالطلاق. كذلك وصفت إليزابيث بادینتر Elizabeth Badinter كلمة روم بأنها كلمة ألقاها بشخصه إنسان نادر (55).
هذه الرؤية تتجاهل، من ناحية، السياق الذي جاء فيه تقرير روم وكيفية استقباله؛ وتتناقض، من ناحية أخرى، مع ما رأيناه من طبيعة خلافية ميزت قضايا الجندر في مرحلة ما قبل الثورة. وفي رأيي، فإن موقفى جيومار وروم ذهبا سدَّى، لا لتفردهما برؤى معينة عن المرأة، بل بفعل عوامل أخرى، تمثلت في أن الكيفية التي تطورت بها الأحداث في صيف وخريف 1793 غيرت النقاشات حول الجندر، فضلاً عن أن تلك النقاشات غابت عنها تمامًا شخصيات ثورية بارزة كانت قد حملت لواء المساواة للمرأة في السنوات السابقة. فقد صمت تمامًا أعضاء في الكونفونسيون مثل روبسبيير وكوندورسيه (ناهيك عن ساسي)، خلال مناقشات يونيو 1793 حول ما إذا كان يجب أن يشتمل الدستور الجديد على مواطنة متساوية للمرأة، وكذلك خلال مناقشات أكتوبر حول نوادى المرأة. والواقع أنه رغم أن المزيد من الدراسات يمكن أن تجرى على تحركات روبسبيير الفردية المتعلقة بمسار سياسات الجندر الثورية، فمن الواضح أنه رغم عدم كونه من اليعقوبيين الذين كانوا هم الأعلى صوتًا في معارضة قدرة المرأة على المشاركة في الحياة السياسية، فإنه لم ينهض أيضًا للدفاع عن المرأة. وحتى عندما تبوأ مقعده في لجنة الأمن العام، وكان في قمة سلطانه، لم يتدخل لمنع حظر شامل على انخراط المرأة في العمل السياسي. كذلك أقصت الاحتفالات التي أدارها روبسبيير آراءه خلال فترة الأحكام الاستثنائية Terreur، المرأة إلى دور ثانوي(56) فهل غير روسبيير آراءه بين 1787 و1793؟ ولماذا لم تعد القضية التي كان مولعًا بها في 1787 على الأهمية نفسهاعنده؟.
على أحد المستويات، نستطيع أن نفهم إحجام روبسبيير عن الإفصاح عن نفسه، اعترفنا بأن قضية المرأة كانت دائمًا عنده – كما كانت عند معارضيه في مناقشات آراس – مكونًا ثانويًا من مشروع أكبر. فالواقع أن الطرفين في 1787 كانا أكثر اهتمامًا بإزالة العقبات أمام التقدم الاجتماعي، منهم بوضع المرأة وحده. فقد كان أحد التحديات الكبرى التي تواجه فرنسا، في نظر معارضى روبسبيير من الرجال، وجود نساء «غير طبيعيات” تتجاهلن دورهن «الطبيعي» كأمهات. ويمكن أن يُنظر إلى معارضي روبسبيير من المنتمين إلى النظام القديم على أنهم جزء من الحركة التي أرخت لها مادلين جاتويرث حين كتبت: «عندما كان «روسو» يتحدث، فقد كان يخاطب جمهرة كبيرة من الرجال التقليديين الغاضبين المعادين للأرستقراطية الذين نزعوا عن أنفسهم أي حب لكل الطبقات، والذين تمس عندهم فكرة منع المرأة عن أي دور فعلى في الثقافة وتر رد فعل شديد الامتعاض». فعند هؤلاء، المتأثرين بروسو، كانت أدوار المرأة خارج الأسرة علامة على انحراف المجتمع الذي يجب رده إلى جادة الصواب حتى تتحسن أحواله ويصبح أكثر طبيعيًة (57)
ولكن روسبيير كان على النقيض من ذلك، صاحب رؤية بديلة للتقدم الاجتماعي – ولكن رؤية يمكن أيضًا ربطها بروسو ولكن بالتركيز على جانب آخر. ويتضح ذلك بجلاء عندما نقارن دفاع روبسبيير عن ضم المرأة في الأكاديميات بدفاع ديبوا دي بوسو. فبينما تمحور موقف ديبوا النسوى حول منح النبيلات ذوات المقام الرفيع الاحترام الواجب للرجال المنتمين للطبقة نفسها، استند روبسبيير إلى أن ضمهن للأكاديميات سوف يفيد المصلحة العامة. فرغم أن ديبوا حرَّف كلمات روبسبيير في النسخة التي نشرها من خطابه، فإن روبسبيير كان قد طلب من ديبوا أن يقول إن كلمته تلك تسعى إلى توضيح “أنه المفيد أن يتم قبول النساء في الجمعيات الأدبية، وأن نثبت أن هذا القبول سوف يفيد النساء، والأكاديميات، والصالح العام» (58)
فقد كان روبسبيير يحلم بمجتمع جديد ينتظم حول دفع الصالح العام؛ وقد شعر، في هذه المسألة، بأن الصالح العام للمجتمع يعوقه أولئك الذين «يريدون الحكم على كل النساء بالجهل والتفاهة». فقد كان قلقًا أن تغرى حالة الإقصاء الحالية النساء «بأن تهدرن من حماستهن الثمينة بتوجيهها نحو أمور تافهة أو سفيهة» بدلاً من «توجيه نواياهن الطيبة نحو القيِّم من الأشياء والرجال (59).
وقد كان إعلاء شأن «الصالح العام» الذي وجدناه عند روبسبيير هو أيضًا الإطار الذي استخدمه مدافعون آخرون عن توسيع فرص المرأة من عصر التنوير. فقد أشارت ثمريسا آن سمیت Theresa Ann Smith إلى أن المثقفين الإسبان الذين صوتوا لصالح ضم المرأة إلى جمعية مدريد الاقتصادية في 1786، كانوا يتحدثون عن أن المجتمع الإسباني التقليدي قد أبقى المرأة متعطلة تافهة، فأوقف بذلك التقدم. فكما أطلق أحد أعضاء تلك الجمعية، وهو إخناثيو لوبيس دى آيالا Ignacio Lopez de Ayala، التساؤل عنها إذا كان من الأفضل أن نظل نصف إسبانيا «بلا فائدة كما هي الحال حتى الآن» أو أن «يتسلحن بالتنوير والمعرفة فساعدن الرجال ويدرن شئون ثرواتهن وأُسرهن بذكاء، إنما يساوى التساؤل عما إذا كان هذا الجنس قادرًا على إثبات أنه مفيد بالفعل». فقد كان آيالا وآخرون يرون أن النساء لو استطعن تغيير حال التعطل الذي يعشن فيه والذي كان من سمات إسبانيا القديمة، فيصبحن مفيدات، ستستطيع إسبانيا أن تتقدم «نحو مستقبل أكثر استنارة». كذلك استلهم الإيطاليون الذين سعوا لإدخال المرأة الكيانات الأكاديمية أيضًا فكرة «المصلحة العامة». فقد ارتبطت تلك الرؤى بعقيدة التنوير ترى ضرورة القضاء على الجهل قضاء مبرمًا ونشر المعرفة(60).
على أن روبسبير وآخرين كانوا يعملون، في الوقت الذي كانت تجرى فيه أحداث الثورة، في ظل نظام يعد بسُبُلٍ عديدة لتحصين الصالح العام، أكثر من مجرد إضافة النساء إلى التجمعات الأكاديمية. فالواقع أنه كان هناك شعور متزايد بعدم جدوى الأكاديميات، سوف يؤدى إلى إغلاقها في تلك السنة بموجب مرسوم صادر عن الكونفونسيون؛ ولم يكن كاتب التقرير الذي صدر على أساسه المرسوم سوى القس جريجوار، الذي انبهر في شبابه سنة 1788 بدخول شبكة مراسلات ديبوا دي فوسو (61). لقد جاءت الثورة بفُرص التغيير المجتمع كانت جذرية على نحو أكبر بكثير من مجرد إقصاء الملكية، لتخلق عقيدة وطنية جديدة. وربما كانت قضية المرأة، حينذاك، أقل إلحاحًا من قضايا جماعات مقموعة أخرى كانت أوضاعها تستحق التغيير. وقد أدهشني، في الواقع، أن ثلاثة من بين الرجال الأكثر حماسًا في الدفاع عن ضم المرأة إلى جمهورية الآداب في ثمانينيات القرن الثامن عاشر، كانوا أيضًا من أشد المنادين بالقضاء على الرق، وهم: كوندورسيه، وريسبيير، وساسي. وقد كتب الأخير قصيدة رائدة في المناداة بإلغاء الرق سنة 1775، وظل مخلصًا للقضية حتى وفاته سنة 1794(62)ومع أجتياح الحرب لسانت دومينج في أوائل التسعينات من القرن الثامن عشر، برزت قضية الرق بقوة على السطح في فرنسا ضاغطًة للحل، بشكل أكبر بكثير من قضية المرأة – خاصًة وأن معظم المثقفات كُنَّ من الطبقة الأرستقراطية. كذلك انجذب انتباه الشخصيات الأخرى المؤيدة لضم النساء في نقاش آراس إلى قضايا أخرى؛ حيث غرق جرابان في المعركة بين مؤيدي الكاثوليكية ومعارضي الثورة. وذلك في الوقت الذي تعين فيه على ديبوا دي فوسو – أرستقراطي أيًا كانت تقدمية رؤاه – أن يظل مراقبًا عن كتب للتغيرات متحاشيًا للقبض عليه. وقد انتُخب في البداية عمدة لآراس، ثم سُجن، ولم يفرج عنه إلا لكثرة أصدقائه في الكونفونسيون(63).
وبحلول خريف 1793 دفعت تحركات النساء أنفسهن روبسبيير ومن كانوا مؤيدين تلك لمساواة المرأة حتى ذلك الحين إلى فقدان الحماس للاستمرار في الدفاع عن تلك القضية.فنسوية روبسبير، كما أشرت، كانت ترتكز إلى رؤية للتكامل بين الجنسين تركز على الفائدة الاجتماعية لجمال المرأة وجاذبيتها. فقد دعم روبسبيير حقوق المرأة، ولكنه سلَّم أيضًا بعذوبتها ورقتها. هذا فضلاً أن رؤيته لحضور الجنسين في المجتمع كانت تستند إلى التكاملية بأكثر من استنادها إلى المساواة الكاملة. فجمعية النساء الثوريات الجمهوريات لم تتصرف بأدب وعذوبة، بل كانت عضواتها غير قابلات للسيطرة ومستقلات؛ وبدلاً من تشجيع السياسات اليعقوبية هدد نشاطهن سلطة اليعقوبيين؛ وبدلاً من أن تكُن «رقيقات» أو «ملیحات» حملن السلاح. مثل هذا السلوك الذي يسير على خطى اغتيال شارلوت کوردای Charlotte Corday لمارات Marat في يوليو 1793، كان في الأغلب صادمًا لرويسبيير، کما كان للعديد من رجال تلك الفترة (64).
لذلك ربما يكون روبسبيير قد التزم الصمت، ليس فقط لأن هؤلاء النساء كُن تهددن اتجاه الفريق الذي ينتمي إليه في الثورة، ولكن أيضًا لأنه بدأ يتشكك في انعكاسات حججه السابقة. على أنه لم يكن، بالتأكيد، أول نائب يحجم عن مقولاته التعميمية بعد أن أدرك انعكاساتها الاجتماعية. فيبدو أن أحداث أكتوبر قد جعلت حتى روم Romme نفسه والذي كانت أفكاره في هذا الموضوع أكثر راديكاليًة من أفكار روبسبيير، يتراجع عن مواقفه السابقة (65). وربما جاء تحول هؤلاء الرجال على النحو نفسه الذي جاء عليه الانقلاب على أفكار ميرى ولستونكفارفت Mary Wollstonecraft في أوائل القرن التاسع عشر في أوريا.
فقد لقيت حججها حول مساواة المرأة جمهورًا مرحبًا قام زوجها ويليام جودوين William Godwin، بعد وفاتها بنشر تفاصيل حياتها غير العادية، مما جعل الكثير من المثقفين الرجال ينظرون إلى النسوية على أنها تقود إلى سلوك غير لائق(66)، ولكن بالنسبة لروبسبيير، فربما لم يكن تخليه عن دعواته السابقة بالتخلى عن كل الأحكام المسبقة ضد المرأة وتبنى خطاب الأمومة الجمهورية تحولاً تامًا في الموقف؛ إذ ربما يكون قد شعر فقط بأنه إنا يعيد نشر حجته بأن النساء يجب أن يبتعدن عن توافه الأمور من أجل الصالح العام(67) ويجب أن نؤكد هنا أنه، على حد علمنا حتى الآن، لم يستبدل روبسبيير، أبدًا، كارتيسيته برؤية بيولوجية – طبية للمرأة، فهو، على خلاف اليعقوبيين الآخرين، لم يصدر مقولات تعميمية حول الدونية الطبيعية للمرأة. ولكن، رغم ذلك، فقد بدأ وصفه للمرأة المثالية يلتقى مع وصف معارضيه السابقين، مع تحوله إلى موقف «يستطعن ولكن لا ينبغي أن يفعلن».
وربما كان الرمق الأخير للنسوية الكارتيسية في أواخر النظام القديم في أكتوبر 1793 عندما هب النائب لوي–جوزيف شارلييه Louis-Joseph Charlier متحديًا الحظر الذي فرضه آمار على إمكانية تجمع النساء متسائلاً «طالما أنك لا تعارض كون النساء جزءًا من الجنس البشري، فهل يكون لك أن تنتزع منهن حقًا يشترك فيه كل كائن مفكر؟» ولكن في تلك اللحظة فشلت حجة شارلييه في شحذ همم زملائه؛ وأضحت وجهة نظر آمار هي سياسة الثورة(68).
لم يكن إذن استبعاد اليعقوبيين للنساء من الحياة السياسية نتيجة لا مفر منها لشوفينية غير منعكسة مستندة إلى رؤًى بيولوجية – طبية شائعة عن المرأة في النظام القديم. فالنسوية الكارتيسية، والخطابات البيولوجية كانتا على تنافس أثناء الثورة، كما كان حالها في ثمانينيات القرن الثامن عشر، وعلا كعب الثانية لظروف طارئة، وكذلك للاضطراب الذي طرأ على مؤيدي الاتجاه الأول في ضوء سلوك سياسي غير متوقع من النساء. ومن المهم أن نشير هنا أيضًا أن دعم حجج آمار لم يكن نتيجة لا فكاك منها للحاس الثوري لأفكار روسو. فسر أولوين هافتون Olwen Hufton عداء الثوار للمرأة بقوله: «لو كان لأعضاء المجلس رؤية للمرأة… فهي نابعة مباشرًة من إميل Emile ومن التنوير»(69). على أن وآخرين مثل بابوف، لو كانوا قد تأثروا كثيرًا بروسو، فليس من الضروري أن يكونوا قد تبنوا رؤاه حول أدوار الجندر أيضًا. وقد بدأ جيومار دفاعه عن مساواة المرأة باقتباس من روسو «أنطق بما يعتمل في نفسي، أيًا كان، وما أؤمن بأنه حق»، واختتم باقتباس آخر روسو من العقد الاجتماعي. وقد كان روسو أيضًا الكاتب المفضل لدى روم(70). على أن الروسوية يمكن أن تتعدد تأويلاتها فيما يتعلق بالجندر، كما أن النظام القديم قد خلَّف للثورة بقايا متعددة من الأفكار المتعلقة بالمرأة. لم يكن انتصار موقف آمار المناهض للكارتيسية إذن خلف أمراً مقدرًا.
ورغم ذلك، فمع التغيرات التي أحدثتها الثورة، انهارت الحركة الهادفة إلى الانس بمكان المرأة في الفضاء العام في أوائل القرن التاسع عشر. وقد حدث ذلك في فرنسا وفي بقاع أوربا الأخرى، حيث التقت مناهضة تزايد الفرص أمام المرأة مع مناهضة المُثُل الثورية بشكل أعم“(71). ورغم أن نظام «الفصل بين الفضاءين» ربما كانت حدته في أوائل القرن التاسع على أقل مما كان يعتقد دارسو الجندر(72)، فالمؤكد أن مشهد مناقشة قضية المرأة ابتعد، في أعقاب الثورة، عما كان عليه الوضع في مناقشات «آراس». فقد احتلت الحجج الطبية محل الكارتيسية، ولم يعد حديث المثقفين عن طبيعة المرأة المختلفة مدعاة للضحك والسخرية. ولم يعد خطاب «يستطعن ولكن ينبغي ألا يفعلن» على أى أهمية؛ حيث أضحت الحجج المؤيدة لدونية المرأة الطبيعية فكرًا تحظى باحترام كامل(73). وعندما سعت ماری لوماسول – لوجولف للالتحاق بأكاديمية روان بعد إعادة تنظيمها في عهد نابليون، قوبل طلبها بالرفض، والسبب، كما أخبرها أحد الأعضاء، هو أن «الأكاديمية عندما أصلحت نفسها منذ خمسة أعوام، قررت استبعاد النساء». ورغم أن هذا العضو، دوم فرانسوا – فيليب جوردان bon François-Philippe Gourdin، نعت هذا القرار بأنه «مؤسف» وأكد لها أنه «شخصيًا أغضبه هذا القرار»، فقد أصبح موقفه هذا استثنائيًا(74). فقد كانت الرؤى الأكثر تأثيرًا هي رؤی شخصیات مثل جوليان– جوزيف فيرى Julien-Joseph Viery وبيير كابانی Pierre Cabanis، كانت ترى أن «الأمور العقلية عند المرأة رخوة كأجزائها الأخرى»(75). ولم يكن امام روبسبيير فرصة للتعبير عن رؤاه في هذا التحول الثقافي؛ حيث كان مثله مثل مبادرة أكاديمية آراس، ضحية من ضحايا الثورة التي لعب هو نفسه دورًا كبيرًا في بعثها.
أدين بالشكر العميق إلى جان – إيريك لانج، مدير أرشيف با- دي – كاليه، وميشيل بيرنايير، والفقيـد ليون برت من أرشيف الأبرشية التاريخي بآراس، لساحهم لي بالاطلاع على المصادر التي استخدمتها في هذه الدراسة. كما أدين بالشكر إلى «جينيفر هوير» على جهودها المتعددة في تحسين تحليلي لهذه المادة. والشكر موصول أيضًا على دينا جودمان، وبـولا فنـدلين، وكـاريـن أوفين، ومارجاريـت جـاكوب، وجيريمي کارادونا، ولورا ماسون، ودومينيك روجرز، وجو زيزيك على ما أبدوه من اقتراحـات أثناء الدراسة، وعلى ماريسا لينتون، وكيث مايكل بيكر، ومـارى لويز روبرتسـن وسـوزان ديسان، ولين هانت، وليزا موريس ليف، وكنت ورايت، وكاثلين ويليان، ومينا شودهورين وجيريمي بوبكين، وديل فان كلاي، وجوليا لانفيبر على تعليقاتهم على المسودات الأولى لهذا المقال.
(*) «مجلة التاريخ الحديث » Journal of Modern History العدد 2 8 (مارس 2010 ) ص 1 – 29.
(**)مترجم.
1- انظر/ي علي وجه الخصوص
Suzanne Desan, The Family on Trial in Revolutionary France (Berkely.2004); Carla Hesse, The other Enhightenment: How Frence Women Became Modern(Princeton,NJ, 2001); and JenniferHeuer ,The Family and The nation: gender and citizenship in Revolutionary France, 1789-1830 (Ithaca,NY,2005)
2- انظر/ي
Archives Parlementaires de 1787 a 1860, 1e se rie (paris, 1879-1913) (hereafter AP), 78 (9 brumaire II/ October 30, 1793), 49-51; translation from Darline Gay Levy and harriet B . Applewhite, “Women and Militant citizenship in revolutionary Paris, “ in Rebel Daughters: Women and the franch Revolution, ed. Sara E. Melzer and Leslie W .Rabine (New York, 1992), 96
3- استخدم مصطلح “نسويه” هنا بمعناه المحدود , متبعا في ذلك اوائل الباحثين المحدثين مثل كارولين لوجي
Carolyn Lougee.
“فلوجي” تذهب الي انه رغم ان المصطلح لم يكن معروفا في تلك الفتره وان القارئ ربما يربطه , عن غير عمد , مع مدلوله الغريب عن عقليه القرن السابع عشر” فإنه ” اختصار” مفيد للاشاره الي ” رد الفعل الايجابي علي التساؤل حول ما اذا كان ينبغي ان تلعب المرأه دور في الحياه العامه في المجتمع الفرنسي.”انظر /ي
Carolyn C. Lougee, Le Paradis des femmes: Women, Salons, and social Startification in Seventeenth-Century france (Princenton, NJ, 1976), 7; also Erica Harth, Cartesian Women: Versions and subversions of Rational Discourse in the Old Regim (Ithaca, NY, 1992), 215
4- بفضل الاهتمام الشديد لدي الباحثين وجامعي الاثار الفرنسيين بكل ما يمت لروبسبير بصله , ولو من بعيد , لم يعد هناك اي نص مجهول تماما له. وقد اعيد طبع نسخ من خطابه في عده فترات , منها علي سبيل المثال:
In H.Duval, “Robespierre et I, admission des femmes, “ Revuehistorique de Ia Re volutionfranceaise 5 (1914): 324-26; Le on Berthe , “Un in edit de Robespierre: Sa re Ponse au discours de re caption de Mademoiselle de Ke ralio-18 avril 1787, “ Annaleshistoriques de la revolutionfranceaise 46 (1974): 261-83;and most recently Florrence Gauthier, ed ., Ouevres de Maximilien Robespierre, Tome XI: Complements (1748-1794) (Paris, 2007), 185-201.
Biographers of Robespierre Occasionally mention the speech while discussing his( youth(e.g..j.M. Thompson, Robespierre {New york, 1936}, 1:21-22.
ولكن يبدو ان دارسي الجندر والثوره الامريكيين لم يكونو علي درايه بها كذللك و فرغم درايه الباحثين الفرنسيين بخطابه و الا ان دلالاته ظلت خارج نطاق اهتمامهم. رغم ان تحليل برت للخطاب كان رائدا الا انه لم يكن له تأثير علي تاريخ الجندر اثناء الثوره. كذلك حمل تقديم جوتييه لخطاب روبسبيير عددا من الملاحظات القيمه, من بينهما اشاراته الي رقي لغه روبسبيير وتشابهها نسبيا مع بولان دي لا بار
; Poulan de Barre
ولكنه, رغم ذلك لم يشتمل الا علي تحليل مختصر للخطاب.
5- كان باستطاعته “برت” الوصول ,. بحريه كامله الي اوراق ديبو دي فوسو , السكرتير الدائم للاكاديميه آرس, عندما كانت محفوظه كملكيه خاصه. وقد نشرت دراسته عن خطاب روبسبيير في
Dubois de Fosseux, secretaire de وكذلك في كتابته , Un inedit de Robesbierre; 1, Academie d, arras, 1785-1792 et son bureau de correspondence (Arras, 1969); and his Dictionnaire de correspondants de 1, Academie d, arras au temps de Robesbierre (Arras, 1969).
ورغم ان اوراق ديبو دي فوسو محفوظه حاليا في ارشيف با- دي- كاليه, فلا تزال ملكيه المجموعه بيد احفاده كما ان إقراضها لارشيف الدوله يخضع لشروط صارمه ليس لتلك المجموعه فهرسه عامه وليس هناك من وسيله لطلب وثيقه الا بمعرفه كاتبها وتاريخها وهو يعني بشكل اساسي ان الباحثين ليس بمقدورهم ان يطلبو سوي تلك الوثائق التي كان “برت” قد اشار لها فقط ورغم ان تحليلي هنا يتخطي برت (الذي كتب دراسته قبل العقود الثلاثه الاخيره كمن الدراسات حول الجند والثوره وبالتالي فهي لا تطرح نوعيه الاسئله التي اطرحها هنا) فإني ادين لاعماله بالفضل الكبير.
6- انظر/ي
James E. McClellan, science Reorganized: Scientific Societies in the Eighteenth Century(new york,1985), 234ff.; Londa L. Schiebinger, the Mind Has No Sex? Women in the Origins of Modern Science(Cambridge, MA,1989),23ff.; and Daniel Roche, Le siecle des Iumie res en Province (Paris,1978).
7- Mary Terrall, “Metaphysics, mathematics, and the Gendering of science in Eighteenth-century france
‘ in The sciences in Enlighteenth Euroupe, ed. William clark, jan Golinski, and Simon Schaffer (Chicago.1999), 247.
كما اشار بولان دي لا بار نفسه سنه 1673, “( الرجال ) انشأو الاكاديمات التي لا تدع اليها المراه وبذلك تستبعد (المراه) من التعليمو كما هي مستبعده منة كل شي اخر
(cited in paulaFindlen, “Science as a Career Strategies of Laura Bassi,” Isis 84, no. 3 {1993}: 444).
ومن المفارقات ان مضيفات بيوت الازياء كان لها تأثير كبير من خلف الستار علي اختيار اعضاء الاكاديميات
1633-1642(Making Science Social: the Conferences of the ophraste Renaudot,), ({Norman, Ok, 2003}, 347.ر633-1642(Making Science Social: the Conferences of the ophraste Renaudot,), ({Norman, Ok, 2003}, 347. نةكل شي اخر الكبير.وقدور
رغم عدم قبولهن فيها.
8- انظر/ي
Findlen, Sience as a Career,
وكذلك مقالاتها الاخري مثل , “A”
Forgotten Newtonian: Women and Science in Enlightened Europe, ed, Clark et aI., 313-49, and “The Scientist’s Body: The Nature of a women philosopher in Enlightenment Italy,” in the Faces of Nature in Enlightenment Europe, ed. Lorraine Daston and Gianna Pomata (Barlin,2003), 211-36.
9- رغم عدم وجود قائمه كامله بأسماء بعضهن في
Francisque Bouillier, L ‘Institut et les academies de province (Paris,1879), 85: and Berthe “Un indiet de Robespierre, “ 271
10- John I verson and Marie- Pascale Pieretti, “ToutesPersonnes {…} serontadmises a concourir’: La Participation des femmes aux concoursacademiques, “ Dix-huitie me siècle 36 (2004): 312-32; and JermyCaradonna, “The Enlightenment in Question: Prize Contests and the Francophone RePublic of Letters, 1670-1794” (PhD diss., Johns Hopkins University, 2007), chap. 3 and App. A
11- انظر/ي علي وجه الخصوص
Siep Stuurman, France ois Poulain de Ia arre and the Invention of ; Modern Equality (Cambridge, MA,2004),114ff,
وحول الخطاب الكارتيسي والخطاب الافلاطوني الجديد حول المراه في تلك الفتره بشكل عام, انظر\ي
Dena Goodman , “Women and the Enlightenment, “ in Becoming Visible: women in European History, ed Renate Bridenthal, Susan Mosher Stuard, and Marry E. wisesner (Boston,1998),233-62.
12- انظر\ي
Roche, Le siècle des Iumieres en province, 1:89, 69; Berthe, Duobois de Fosseux; and McClellan, Reorganized,185-86.
13- انظر\ي
Berthe, “Un inedit de Robespierre, “272ff.;Berthe, Dubois de Fosseux, 151 and Berthe, Dictionnaire des correspondants, 108;176
كانت لوماسون- لوجولف قد اختيرت في الجماعه الاكاديميه في سان-دومينج
Cercle des philadelphes,
رغم ان تلك الجماعه لم يكن لها علي ما يبدو موقف من الجندر. مراسلاتها مع تلك الاكاديميه محفوظه في المكتبه البلديه براون
ms . g. 15 (63), fols. 79-279.
14- انظر\ي
Berthe, Dubois de Fosseux, 120,146
15- انظر\ي
Duval, “ Robespierre et I’ admission des femmes
هذه النسخه من الخطاب هي اعاده طبع عن
{Robespierre}, “Des avantages de I’ admission des femmes dansIesSocietesLitteraires, “ La nature consideree sous sesdifferens aspect, ou Journal d’ histoire naturelle 3 (1787): 417-20.
باستثناء فقرتين اضافيتين في البدايه كتبها ديبو دي فوسو
(Berthe, ‘Uninedit de Robspierre”),
فهذا النص هو نفسه النص الذي نشرته الاكاديميه في ذلك الوقت في
Extrait des deux séances Publiques de l’ Academie royal des Belles Lettres d’ Arras tenues le 18 avril et le 25 mai 1787 ({Arras}, {1787}),14-18.
16- انظر\ي
Berthe, “Un inedit de Robespierre,” 263-64, 267; and Berthe, Dubois de Fosseux,202.
كان مطلب ديبو المحدد الوحيد هو ان يحضر روبسبيير اولا الترحيب بعض جديد, وهو دي كورسيه.
17- لم يورد برت ذكرا لخطاب الاستقبال للوماسون- لوجولف كما ان جوتبييه لم يكن يعلم حتي بوجوده
(Oeuvres de Robespierre, 189 n. 3)
المواد الخاصه بلوماسون- لوجولف ، والمتاحه في ارشيف با-دي-كاليه تشمل رسائل شكر غير رسميه علي ديبوا والاكاديميه.
(LeMasson-Le Golft to Dubois, February 13, 1787, and LeMasson-LeGolft to the academy, February 13, 1787 cote proviso ire for all LeMasson-LeGolft materials, 32J 345, doss. 685.
وقد كانت لوماسون- لوجولف ، وعلي خلاف كيراليو سليله العائله الادبيه, ابنه قطبان بحريو ولم تكن تعي ان عليها كتابه خطاب رسمي حتي نبهها ديبو الي ضروره ذلك
(Dubois, to LeMasson-LeGolft, fevrier 4, 1787, in BMr, founds LeMasson-LeGolft, ms . g. 15 {63}, fol. 149)
ورغم ان هذا الخطاب ربما لم يتم ارسالهو فقد احتوت اوراقها علي نسخه نهائيه راقيه البلاغه
(BMR, ms . g. 15{63} , fol. 147 {“Copie du discours ou Plutotremerciment de Mlle Le Masson Le Golft a l’Academie R 17 des B-Lettres d’ Arras …”}, undated
ولكن هناك رساله في اوراق ديبو دي فوسو توحي بانها ارسلت الخطاب حيث تشير الي خطاب مرفق يقول عنه ديبوا لو لم يف بما يتوقعه المرء فارجو ان تعلم سيدي انه بالنسبه لي شي جديد
(345,doss. 685 LeMasson-LeGolft to Dubois, March 10, 1787 , ADPC, cote proviso ire 32J)”
18- انظر\ي
Condorcet, “On the Admission of Women to the rights of Citizenship(1790), in Codorcet: selected Writings, ed. Keith Michael Baker(Indianapolis,.1976),97-104
(خاصه اشاره كوندورسيه الي مساواه المراه والرجل في حق تطوير الفكر ودور قوه العداله في سلب المراه هذا الحق ). تحدث كوندورسيه بلغه التكامل المشابهه لروبسبيير ولكنهعندما تحدث عن حقوق المراه اشار ايضا الي مفاتنها واختلافاتها فرآها ارقي من الرجل في فضائل الرقه والفضائل المنزليه ولكنها اقل منه في قواها الذهنيه والجسديه ” (on the admission,” 101)
وفي مؤلفه
Lettres d’un bourgeois de New Haven,
سنه 1787, يعبر عن استيائه من اثر العاده في خنق تطور المراه الفكري وبالتالي تطور المجتمع.
)Oeuvres de Condorcet, ed. A. Condorcet O’Connor and M.F.Arago {paris, 1847},9:19
19- انظر\ي
Leon Berthe, ed., “Repons de Maximilin de Robspierre, avocet au parlmentetdirecteur de l’Academie, au discours de Mademoiselle de KeralioAnnaleshistoriques de la revolution francaise 46(1974): 274-83.
(والتي جائت بعد مقال برت الافتتاحي
Un inedti de Robespierre,73-261)
الاقتباسات الوارده في هذه الفقره من صفحات 76-274ز وقد ذكر برت ان هذه المخطوطه (نسخه نسخها سكرتير ديبوا دي فوسو عن الاصل الذي كتبه روبسبييرو والذي يبدو انه فقد) موجوده في المجموعه الخاصه لدي ميشيل دي لانجر
Michel de Langre;
فهي اذن , علي حد علمي, ملكيه خاصه.
20- Ibid .,276
21- Ibid.,275, 282, 280-81, 276
وحول ارهاصه مدهشه ولكنها غير معتاده لهذا الموقف انظر\ي المتحدث في مؤتمرات رينودو (1636) الذي دعم اشتغال المراه بالعلوم رغم انه لم يقترح ادخالها الاكاديميات لو انضمت النساء الي الرجال في اكتشاف تلك الاجزاء (من العلوم التي لم تكتشف بعد) فمن ذا الذي يشك في ان الفضول النسائي سوف يشحذ بديهه الرجال التي تشتتها امور اخري فيحرز تقدما رائعا ويكتشف اسرارا نادره غير معروفه لنا حتي الان “
(Wellman Making Science Social, 358-59)
22- قد يكون افضل تعبير عن اعلاء روسو من قيمه الاجتماعات التي يقتصرحضورها علي الرجال هو ذلك الذي نجده في :
Politics and the Arts, Letter to M. d’ Alembert on the Theatre, trans. Allan Bloom (Glencoe, IL, 1960),105:
” يستطيع الرجال , لو خلي بينهم وبين انفسهم ولم يكن عليهم ان يتدنو بأفكارهم الي مستوي النساء , ويلبسو العقل والمنطق رداء اللياقه ان يكرسو انفسهم للنقاش الحاد والجاد دون خشيه تأفف ( النساء)” (اورد جزء منها ايضا في
Claire Moses, French Feminism in the Nineteenth Century (Albany, NY, 1984),4)
وكما لاحظت سوزان ديسان ايضا لم يتبين كل تلاميذ روسو رؤاه عن المراه فقد كان تأثيرا غير متماثل ومتنوع بشكل مدهش فدعاه الاخلاق والنشطاء عاده ما كانو يتبنون بعض افكار روسو ويرفضون له افكار اخري
(the politics of Intimacy : “Marriage and Citizenship in the French Revolution in Women, Gender, and Enlightenment, ed. Sarah Knott and Barbara Taylor {new york, 2005},640)
23- Berthe ,ed ; Reponse de Maximilien de Robespirre, “275, 278
وحول عمق روبسبيير بالحقوق الطبيعيه , انظر\ي علي وجه الخصوص
Marisa Linton,” Robespierre’s political Principles, in Robespirre, ed. Colin Haydon and Wiliam Doyle (new york, 1999),37-53
24- Rebecca Marie Messbarger and Paula Findlen, eds., the Contest for knowledge: debates over Women ‘s Learning in Eighteenth-Century Italy (Chicago, 2005), 92; and Theresa Ann Smith, the Emerging Female Citizen: Gender and Enlightenment in spain (berkely, 2006), esp. 91-95
25- نشر ديبو دي فوسو خطاب قبول كيراليو مع نسخه مختصره من رد روبسبيير في
Extrait des deux séances Publiques (Cited in n.15 above; ADPC, cote Provisoire 32J 317)
وكان من بين من تلقو هذا المطبوع عميد اكاديميه روانز وقد اعيد طبع هذه النسخه من خطاب روبسبيير في :
La nature Consideree sous sesdifferensaspects, ou Journal d’histoire ;naturalle 3 (1787): 417-20;
كما ظهرت تقارير مختصره عنها في
Nouvelles de la republique des letters et des arts, 28 aout 1787, t.8, no. 35, 398, and Journal litteraire de nancy {t. 22, 176-78 (BN, cote 8-LC9-90}BIS
26- كما اشرنا في هامش 5, ليس بمقدور الباحثين ان يطلبو سوي الوثائق التي ذكرت برت بعد اطلاعه علي المجموعه في مقرها السابق في قصر دي فوسو ورغم انه ذكر ان الكوليكتيف تلقت 11ردا
Berthe, “Un inedit de Robespierre, “ 270),
فلم استطع الاطلاع سوي علي الثماني التي ذكرها وسته من بين تسعه ردود تعارض موقف روبسبيير (لافون دي كولاجولا, وإنريكيه, والقس رو ، ونوجان، وديمون دي كورسيه، وجوتيان ) والردين المؤيدين لموقفه (ميشل دي ساسي ودوم جرابان )ز ورغم القيمه التي سيحملها وصول باحث اخر الي رسائل الثلاث المتبقيه المعارضه لروبسبييرو لو تغيرت ظروف الاتاحه فإني لااتوقع ان تختلف الحجج الوارده فيها تللك التي ناقشناها هنا.
27- لتحاشي التكرار في الهوامش التاليه ، سوف اورد هنا بيان الرسائل الثماني التي استطعت الاطلاع عليها ، وهي جميعا في ارشيف كا-دي-باليه،
Founds Dubois de Fosseux: Nogent to Dubois, August 9, 1788 (cote provisiore 32 J 348); abbe Raux to Dubois, June 24, 1788 (cote provisiore 32 J 348); Guyetant to Dubois, September 29, 1788(cote provisiore 32 J 343); Lafont du Cujula to Dubois, October 23, 1787 ( cote proviso ire 32 J 344); Dumont de Courset to Dubois, May 23, 1788 (cote provisiore 32 j 241); Henriquez to Dubois , May 23, 1788 (cote provisiore 32 J 343); Michel de Sacy to Dubois, August 17, 1787 ( cote provisiore 32 J 355); Dom Grappin to Dubois December 16, 1787 (cote provisiore 32 J 342).
كل التحليلات التي اوردتها لتلك الرسائل ، هي تحليلات الباحث، ياستثناء التحليل الخاص بإنريكيه . فخط إنريكيه تصعب قراته للغايه الي درجه ان الارشيفين لم يستطيعو ان يؤكدو ان الاسم هو اسمه بل كتبو عنه “إنريكيه, يراجع الاسم” ( اي انهم قبلو نسبه برت تلك الرساله الي إنريكيه دون ان يؤكدو ذلك) وقد اعتمدت علي قدرات برت في فك طلاسم هذا الخط في الاقتباس الذي اوردته فيما بعد , عن إنريكيه والذي قدمه برت في 270″
Berthe, “Un inedit de Robspierre, .
كل المعلومات البيوجرافيه عن كتاب تلك الرسائل (باستثناء ساسي وجرابان) مأخوذه عن
Dictionnaire des Correspondants
لبرت
28- ملخص رساله كيراليو الذي نشر في 14-12
Extrait des duexSeances,
اعيد طبعه في,
Berthe, “Uninedit de Robespierre, “266-67.
وقد اشارت في خطتها لوضع ” تاريخ عام لعادات الانسان وتقدم معرفته ” من العصور القديمه الي العصر الحديثز ورغم ان نقاد روبسبيير قد امتدحو تلك الرساله, فإن تعليقات برت عليها كانت قاسيه نوعا ما , حيث وصفها بأنها عاديه وشجبها لأنها افضل قليلا من بحث مدرسي بل واقتراح ان يكون والدها هو الذي كتب تلك الدراسه .
29- انظر\ي
LieselotteSteinbrugge, the Moral sex: Women’s Nature in the French Enlightenment, trans. Pamela E. Selwyn (New york,1995), esp. chap. 3
30- اقتباس جويرسي من
Messbarger and Findlen, The Contest for knowledge
حول رؤي القرن الثامن عشر للاختلاف بين فضيلتي الرجل والمرأه انظر\ي ايضا
Marisa Linton, virtue Rewarded? Women and the politics of Virtue in Enlighteenth-century France, Pts. I and II, History of European Ideas 26, no. l (2000): 35-49 and 51-65
31- Berthe , ed., “Re ponse de Maximilien de Robespierre ,”277-78
(الحماس الاكاديمي عاده مايهدا… نوع من الخمول يبدو انه يتشبث بهذا النوع من الاجساد “, افتحو الاكاديميات للنساء لتنزعو عنهن في الوقت نفسه الاهمال والكسل اللذين ابتلين بهما… وسترون لهيب التقليد المفيد تستعر جذواه … ولن نري بعد ذلم عبقريه تضجر حتي الموت في مقاعد الاكاديميات “)
32- انظر\ي
Michel de sacy to Dubios, August , 17, 1787 (ADPC, cote provisiore 32 J 355); Dom Grappin to Dubois, December 16, 1787 (ADPC, cote provisiore 32 J 342). On Sacy, Claude-Louis-Michel, “ in August Kuscinski, Dictionnaire des ConventionnelsBerthe, Dubios de
وقد ناقش برت آراء ساسي عده مرات في .
(paris, 1916), 199-200. Fosseux
حيث انه كان من اشد المتحمسين لمكتب المراسلات الذي انشاه ديبوا حول جرابان نظر\ي علي وجه الخصوص
Bernard Plongeron,ed., Dom Grappin {Pierre Philippe (Grappin, 1738-1833} correspondant de l’abbeGregoire (1796-1830)(paris, 1969 Berthe, “Un inedti )
تعليق ساسي علي كلمه روبسبيير دقيق للغايه لان روبسبيير كتبها علي يومين
(de Robespierre, “ 267)
33- مسوده من بابوف الي ديبو دي فوسو ن بتاريخ 1 يونيو 1786 اعيد طبعها في
Oeuvres de Babeuf, ed. V. M. Dalin et al . (paris,1977), 1:79-118
34- Babeuf to Dubios de Fosseux, January 24 and February 24, 1787, in correspondence de Babeuf avec l’Academia d’ Arras (1758-1788), ed. Marcel Reinhard (paris, 1961,55-56 and 63-64.
كان تخوف بابوف الوحيد من قبول النساء يتمثل في خشيته من تذرع الاكاديمين التقليدين بوجودهن لتحاشي مناقشه الموضوعات الاخلاقيه
(Dubios de fosseux to Babeuf, January 18, 1787 , in ibid,. 54-55)
ويذهب ملخص احدي الاوراق البحثيه التي كتبها جوتييه
Les femmes dans l’ espace public: L ‘idee d’ unegalanteriedemocratique chez Robespierre, “ athttps://revolution-francaise, net\2008\04\12\228-colloque-republicanismes-droit-naturel)
الي ان بابوف شارك بشكل مباشر في كوليكتيفز علي ان تلك الرسائل لاتدل علي ان بابوف تلقي نسخه من خطاب روبسبيير (الذي لم يكتب حتي ابريل 1787 ولا علي انه علق بسكل مباشر عليه. وبشئ ماكتبه ايان بيرشال
Ian birchall
بان دعم بابوف لمساواه المراه قد كتب بعد تلقيه خطاب روبسبيير
(Birchall, “Babeuf and the Oppression of women,” British January for Enighteenth-Century Studies 20, no. 1 {1997}:66.
غير ان الرساله التي يشير اليها بيرشال (مسوده يونيو 1786, التي اشرنا اليها في هامش33) تسبق الخطاب وقبول الاكاديميه للنساء بنحو سنهز لذلك يبدو ان بيرشال خلط بين خطاب روبسبيير في ابريل 1787 حول اللقطاء (والذي ناقشه بالفعل بابوف في رساله يونيو 1786, 102-4).
35- Birchall, “Babeuf and the Oppression of Womenm “66
36- Margaret C. Jecob, Living the Enlightenment: Freemasonry and politics in Eighteenth-Century Europe (new york, 1991), ewsp. Chep. 5; Michael R. Lynn, popular Science and public Opinion in Eighteenth-Century France (new york, 2006), esp. 46-47, 75-89.
يقول لين Lynn
بيلاتر دير وزييه Musee de Monsieur ان مؤسس
Pilatre de Rozier,
كان من اشد مؤيدي تعلم المراه للعلوم وكان يري انه يدل علي التقدم اليومي في قرننا (89) حول المتاحف والمراه انظر\ي ايضا.
Dena Goodman, The Republic of letters: A Cultural History of the French Enlightenment (Ithaca, NY, 1994), 259-71
37- Roland G. Bonnel and Catherina Rubinger, Introduction, “ in Femmes savants et femmes d’ esprit: women Intellectuals of the French Eighteenth Centurey, ed. Bonnel and Rubinger (new york, 1997), 20-21, 24-2; Berthe, “ Un inedit de Robespierre,”270-71
رغم عدم وجود شبكه رسميه تربط بين الاكاديميات في اروبا فقد كانت التطورات المهمه مثل اختيار مدام دي شاتليه في الاكاديميات الايطاليه تنتشر بين الاكاديمييت في فرنسا من خلال المراسلات الشخصيه بين المثقفين وكذلك عن التقارير الصحفيه كذلك اصبح نشر التقارير عن الاحداث المتعلقه بالاكاديميات امرا مطردا بفضل جريده
Nouvells de la republique des letters et des arts,
التي بدات بنشر اعدادا في فرنسا بعد 1777. حول دراسه دوماس انظر\ي
Linton, ‘ virtue Rewarded?”pt . II. 57
38- Schiebinger, the mind Has No sex, 35.
عثرت شبينجر علي محاضرات لمؤسسه الاكاديميه وهي امراه تسمي نفسها فيلوتي
Philothee,
ولكنها غير متاكده مما اذا كانت تلك الاكاديميه حقيقه ام خياليه”
39- Margaret Jacob and Dorothe e Sturkenboom, A Women ‘s Scientific Society in the West: the Late Eighteenth century Assimilation of Science, Isis 94 (2003): 217-52; smith, Emerging Female Citizen, chaps. 3 and 4
40- انظر\ي
Bouilier, L ‘Institut et les academies de Province, 85 ;Berthe, “Un inedti de Robispierre, “271-72; and Schiebinger, the Mind Has No Sex, 30
احصي روش اسماء بوكاج وكيراليو ولوماسون- لوجولف واربع نساء اطلق عليهن سيدات اكاديميه جو فلورو
JeuxFloraux,
فذهب الي ان القرن يأسره شهد اقل من نحو عشر سيدات اجمالا في الاكاديميات
(Le siècle des lumieres en Province, 1:193-94, II:63 n. 33)”
رغم اعتقادي بانه هذا التقدير كان اقل من الواقع فانا اؤيد فكره مضاعفه الرقم ثلاث مرات , حيث احصيت بوكاج , وسيدتين من جو فلورو في فتره ماقبل الثمانينات القرن الثامن عشر مقارنه بسبع سيدات استطعت التعرف عليهن في ثمانينات القرن بالاضافه الي اثنتين حصلتا علي لقب سيده جو فلورو في هذا العقد لقبه سيده اكاديميه جو فلورو لم يكن مساويا لعضويه الاكاديميه بل كان لقبا تحصل عليه من تفوز ثلاث مرات بجائزه السابقات التي تنظمها الاكاديميه وقد تعرف كارادونا علي امراه واحده اخري علي الاقل حملت لقب سيده في القرن الثامن عشر ولكنها لم تظهر عند روش وهي الانسه شارلوت دي بيرمان
Charlotte de Bermann
(in Question, in chap .3 ,App. A Caradonna, the Enlightenment)
41- انظر\ي
Berthe , Dubois de Fosseux , 416; and Berthe , “Reponse de Robespierre, “ 276 n.7 Dubois de Fousseax
الي ان ساسي كان اول من ارسل برد في 22 يونيو 1789 وفي مقال الاخير قال ان الغالبيه العظمي من نحو 90 مراسلا اجابو عن السؤال في 1789-1790 … اتفقو مع روبسبيير في ان التاريخ والاخلاق هما التخصصان الاكثر ملاءمه للنساء ولكن قله قليله فقط شجعت النساء ايضا ( كما فعل روبسبير ) جمع زهور الادب.””
42- انظر\ي
Karen M. Offen, European Feminisms, 1700-1950: A political History (Stanford, CA, 2000), chap. 2; and Moses , French Feminism, 9)
43- Jean –Antoine-Niclaos de CaritatCondorecet, “Lettres d’un bourgeois de New Haven a un citoyen de Virginie {1787}, “ in Oeuvres de Condorcet, ed. O’Connor and Arago {1847}, 9:3-93 (esp. 18-19 )
44- انظر\ي
Constance Row, The present-Day Relevance of condorcet , “ in Condorcet Studies I, ed. Leonora Cohen RosenField (Atlantic Highlands, NJ, 1984),24
ومع ذلك تشير مادلين جوتويرث الي ان حتي كوندرسيه كان مجبرا علي التخلي علي حججه حول النساء بعد الصمت الرهيب العنيد الذي قوبلت به دعوته للاخرين لمناقشه مقترحاته”
(Gutwirth, the twilight of the Goddesses: Women and Rebresentaion in the French Revolutionary Era {New Brunswick,NJ,1992}, 203
45- Roche, Le siècle des lumieres en province, 1:74.
46- Stienbrugge, The Moral sex, and Thomas W. Laqueur, Making Sex: Body and gender from the Greeks to Freud (Cambridge, MA 1992)
47- انظر\ي
Goodman, the Republic of Letters, chap, 6.
48- Stuurman, Francois poulian de la Barre, 19
49- انظر\ي علي وجه الخصوص
Levy and Applewhite, “Women and citizenship in Revolutionary, Paris”; OwlenHuffon, Women and the Limits of Citizenship in the French Revolution (Toronto, 1992), esp. chap. l; Shanti Maria Singham, “Betwixt Cattle and men : Jews, Blacks, and Women and the Declaration of the Rights of Man “ in the French Idea of freedom : the old regime and the Declaration of Rights of 1789, ed . Dale Van Kley (Stanford, CA, 1994), 114-53; and Dominique Godineau, the Women of Paris and their French Revolution , trans. Katherine Streip ( Berkeley, 1998)
حول اختيار الإحياء
Regeneration
برنامجا للثوره وكيف لعب دورا مضادا لتضمين المراه , انظر\ي
Alyssa Goldstein sepinwall, the Abbe Gregoire and the French Revolution : the Making of Modern Universalism (Berkeley, 2005), esp. 97-102 and 120-23.
50- انظر\ي علي وجه الخصوص
Gary Kates, The Cercle Social, the Girondins , and the French Revolution (Princeton, NJ, 1985), 118-27.
حول مشاركه المراه في النوادي الاخري و انظر\ي
Godineau, the Womn of Paris.
51- لمناقشه رائعه لهؤلاء النساء انظر\ي
Godineau, The Women of Paris, 282ff
52- Pierr Maria AugustinGuyomar, Le Partisan de l’ egalitePolitique entre les individus, ou problem tres-important de l’egalite en droits et de l’inegalite en fait (Paris , 1793), 2, 4, 6, 18, 14, 20, J.-M
كان هناك مشروع اخر – غير معروف علي نطاق واسع للاتساع بحقوق الموتطنه لتشمل بعض النساء في ابريل 1793 وكان وراءه ج.م. روزيه انظر\ي
https://www.assembleenation.fr\historire\femmes\citoyennete-Politique-revolution asp.)
حول الجوانب الاخري من النقاش حول المراه والتي لم تلق مناقشه كبيره انظر\ي علي وجه الخصوص
SergoAberdam,”Deux Occasions de Participation feminine en 1793 Le vote sur la Constitution et le Partage des biensCommunax, “ Annaleshistoriques de la revolution francaise, no. 339 (2005): 17-34
53- حول انشطه روم مع ثيرواني دي ميريكور
Theroigne de Mericourt
في جمعيه اصدقاء القانون المشتركهو انظر\ي
GalanteGarrone , Gilbert Romme et les de la Societe des Amis de la Loi, ‘ in Gilbert Romme (1750-1795) et son temps, actes du Colloquetenu a Riom et Clermont, les 10 et 11juin 1965(Paris1966), 98-111
حول تقرير وضعه روم في ديسمبر 1792 يحث فيه علي تحسين تعليم النساء بما في ذلك التعليم المشترك في المدارس الابتدائيه و انظر\ي
J. Guillaume, ed,.Proces-verbaux du Comite d’ instruction Publique de la Convention nationale (paris, 1891-1907), 1:201-20 .esp.207 and 214
يبدو ان روم قد نشا في بيئه مشابهه لتلك التي نشأت فيها العديد من الشخصيات المسانده للمراه في مناقشات آراس حيث كان مؤدبه ارستقراطيا روسيا يعيش في باريس وكان من مريدي روسو الذي دافع رغم كل شئ عن مساواه الفتيات في التعليم انظر\ي
Galantegarrone, Gilbert rommem histoire d’ un revolutionnaire, 1750-1795{Paris, 1971},59ff)
54- انظر\ي
Gilbert Romme, Rapport fait au nom du Comite d’ analysesur des differents projects de declarations des droits envoys a cette commission, avec un project de declaration des droite, “ inAp 62:263-69.
القسم الختامي للتقرير والذي اشتمل علي البنود التي ناقشناها نشره الكونفونسيون تحت عنوان
Convention nationale: TroisiemePartie du rapport fait au nom de la Commission des six , Par G .Romme, sur la declaration des droits. Dans la séance du 17 avril 1793, l’ an 2 de la Republique (Paris, 1793)
حول تردد لانجويتييه
Lanjuinais
المتعلق بالجزء الخاص بمنح المراه حقوقا سياسيه متساويه في التقرير واعتقاده بان الاخرين يشاركونه الراي انظر\ي تعليقاته في
AP63(April 29, 1793): 564
55- Godineau, The Women of paris, 290;ElisabethBadinter, Paroles d’ hommes(1790-1793): Condorcet, Prudhomme, Guyomar (paris, 19890, 23, 136-40ff
56- علي سبيل المثال
(Lynn Hunt, The family Romance of the French Revolution (Berkely, 1992)
ليس لروبسبيير الا ظهور قليل في هذا العمل, حتي في مناقشات “رابطه الاخوه
Band of Brother
نظرا لان مواقفه الاقصائيه كانت اقل من مواقف بعض اليعوقبين الاخرين ومن ناحيه اخري كما يشير هانت , الاهم … من الاقصاء الصريح للنساء من الفضاء السياسي العام هذا التغيير في الاتجاه الذي حدث فيما يتعلق بدور الاسره ودور الام داخل الاسره وقبل نهايه الاحكام الاستثنائيه
Terreur
كان روبسبيير وشخصيات يعقوبيه رائده اخري قد اتخذو خطوات صغيره ولكنها مهمه تجاه تعزيز الصوره الخصبه للثوره والتقليل من اهميه اي جمعيه نسائيه تلعب ادوار سياسيه نشطه ولم يكن اختيار هرقل ليحل محل الهه الحريه المقاتله علي ختم الدوله الا اوضح تلك القرارات “(153)
57- انظر\ي
Gutwirth, The Twilight of the Goddesses, 77-78, 120ff,.quote from 132; and also maryJacobus , Milk: Breast-feeding and the French Revolution , “ in Rebel Daughters, ed, Melzer and Rabine, 54-75
حول دور الافكار الجديده المتعلقه في تعزيز الصوره المثاليه للامومه انظر\ي
Steinbrugge, the Moral sex , 4
58- انظر\ي
Berthe, “Uninedti de Robespierre,”264
عندما لخص ديبو دي فوسو رد روبيسبيير علي الانسه كيراليو في اطار التفاعل في الاكاديميه كتب ان روبسبيير امتدح شخصيه ” تخطي بحمل اسم يختفي بمواهبه العظيمه وخاصه قدر ابيها المحترم الذي احيت ذكراه في خطابها علي نحو نبيل ومؤثر ولكن روبسبيير لم يمتدح نبل اصل كيراليو علي الاطلاق ففي نسخته من الخطاب امتدح فقط جاذبيتها ومدي تعلمها لمعرفه المزيد حول المحتوي الافلاطوني الحديث لرؤي ديبو حول المراه , انظر\ي وصف خطابه حول عقول النساء وحديث النساء في Memoires de l’Academie d’ Arras 29(1856): 185-90
59- Berthe, Reponse de Maximilien de Robespierre,” 275,279-80
60- انظر\ي
Smith, Emerging Female Citizen, 88, 96, and Messbarger and Findlen, .eds,. The Contest for Knowledge,5,122.
61- انظر\ي
Henri Gregoire , Convention nationale: Rapport et project de decret presents au nom du comite d’ instruction Publique a la séance du 8 aout 1793 (paris, 1793).
امتدح جريجوار الانتاج العلمي لبعض الاكاديميات , ولكنه كان يري ان اكاديميات اخري اصيبت بغرغرينا الارستقراطيه التي لاشفاء منها “(4-5)
حول جريجوار وديبو دي فوسو انظر\ي
Berthe, Gregoire, e le ve de l’ abbe Lamourette, “ Revue du Nord44 (1962): 39-46
62- اراء كوندرسيه وروبسبيير في القضاء علي الرق اشهر من ان تحتاج الي مزيد من التوضيح . اما ساسي فقد لاقي نسيانا كبيرا في تاريخ القضاء علي الرق الفرنسي فقد كتب ساسي قصيده رائده في القضاء علي الرق شارك بها في مسابقه الشعر التي نظمتها الاكاديميه الفرنسيه سنه 1775 ورغم ان القصيده لم تفز بالجائزه فقد نشرها تحت عنوان
de sacy , L’ esclavage des americains et des negres: Piece qui a concouru pour le prix de l’ AcademieFrancaise, en 1775(paris,1775)
واعيد نشرها في
La Revolution francaise et l’ abolition de l’ esclavage (paris, 1968), vol, l, and is mention by David Brion Davis in the problem of slavery in Western Culture (New york , 1988), 420, 423-24.
ويشهد علي استمرار توجه ساسي المنادي بالقضاء علي الرق ذلك الاقتراح الذي قدمه الي لجنه الامان العام في 20 بلوفيرز 2(8 فبراير 1749) وذهب فيه الي المستعمرات بتمويل عوده العبيد المحررين الي افريقيا (انظر\ي
Kuscinsik, Dictionnaire des Conventionnels, 200)
كذلك توازي دعم بابوف لمساواه المراه مع دفاعه عن السود واليهود : انظر\ي
Birchall, “ Babeuf and the Oppression of women,”68
63- انظر\ي
Plongeron , ed., Dom Grappin ; and GhislainBouchet , Cinquante figures du Pas-de Calais Pendat la revolution (Dainville, 1989),55-56
64- حول المخاوف من النساء حاملات السلاح و انظر\ي
;Godineau, The women of paris,
حول الربط بكورداي و انظر\ي علي سبيل المثال
Offen, European Feminisms,
65- عندما امار تقريره الذي يحظر نوادي النساء , تحدث روم ليس لتاكيد عالميه الحقوق بل للتاكيد علي منع النساء ايضا من الالتقاء سرا بمثيري الاضطرابات .انظر\ي
AP 78 (9 brumarie II\ Octpber20 , 1793):49 n. 2
في تلك اللحظه تحول انتباه روم الي امور اخري ففي اواخر سبتمبر كان ينشأ تقويما ثوريا ويعمل في اتجاه القضاء علي المسيحيه انظر\ي
Albert Soboul, Presentation de Gilbert Romme, “ in Gilbert Romme{1750-1795} et son tembs, 16ff)
حول الهوه الواسعه التي تفصل بين مقولات الثوار بعالميه الحقوق وتطبيقهم لتلك الحقوق انظر\ي علي سبيل المثال
Sepinwallm The Abbe Gregoire and the French Revolution chap, 4, and singham, “ Betwixt Cattle and men , “ 114-53
66- حول استقبال ولستونكرافت بعد نشر جودوين لمذاكراتها انظر\ي علي سبيل المثال
Barbara Taylor, Mary Wollstonecraft and the Feminist Imagination (new york, 2003),27-28
67- حول كفاح روبسبيير , بشكل عام للحفاظ علي مبادئه المتعلقه بالنظام القديم في مواجهه ظروف الثوره المتغيره , انظر\ي
Linton, “Robespierre s’ Political Principles”
68- AP 78( 9brumarie II\October 30, 1793): 51
كان شارلييه قد انهي مده ولايته رئيس كونفونسيون قبل ذلك باسابيع قليله وهو مايشئ بدرجه كبيره من الشعبيه ولكن في اواخر اوكتوبر كان يقف وحده في هذه القضيه .
69- Hufton, Women and the Limits of Citizenship ,4
70- Guyomar, Le Partisan de l’ egalitePolitique, 1, 20; Soboul, “ Presentation de Gilbert Romme,” 9, 17
حول نأي بابوف الموازي عن افكار روسو عن المراه انظر\ي
Birchall, Babeuf and the Oppression of women , “ 66
علي ان التاثير بأفكار روسو مع الاختلاف مع رؤاه حول الجندر لم يكن مقتصرا علي رجال العصر: فميري ولستونكرافت واخريات تبنين افكار روسو في العديد من النواحي ولكنهن رفضن رؤاه حول الجندر انظر\ي علي سبيل المثال
Wollstonecraft, Maria, or the wrongs of Women (1798; New york, 1994), 22
(روسو فقط , المؤمن الي حد التشبع بالمشاعر كان يملك جذوه العبقريه اللازمه لوصف العاطفه التي تمس حقيقتها شغاف القلب المباشر “) بالاضافه الي العديد من الاشارات المؤيده والناقده لروسو تجدها في
Vindication of the Rights of Women .
حول القراءات المتعدده والمتناقضه لروسو حول الجندر انظر\ي ايضا
Mary Trouille , Sexual Politics in the (Enlightenment: Women Writers Read Rousseau(Albany, NY , 1997)
71- حول الارتكاز العام انظر\ي
Offen, European Feminisms ,
حول القضاء علي اكاديميات الناء في اسبانيا و انظر\ي
Smith, Emergin Female Citizen , esp. 198-99
وحول التحول الايطالي في اواخر القرن التاسع عشر نحو فكره ان المجتمع العلمي المثالي ينبغي ان يكون عالما خاليا من النساء ” انظر\ي
Findlen , “Science as a Career”
حول كيف ادي تحول العلم الي مهنه وانتزاع من الفضاء المنزلي الي مزيد من إقصاء المراه في جميع ارجاء اوروبا , انظر\ي علي وجه الخصوص
LondaSchiebinger, “Maria Winkelman at the Berlin Academy: A Turning Point for Women in Science, “ in History of Women in the Science: Readings from Isis, ed . Sally Gregory Kohlstedt (Chigago, 1999), 39-65
72- حول هذه المنطقه , انظر\ي علي وجه الخصوص,
Hesse, the other Enlightenment ; and Denise Z. Davidson, france after Revolution : Urban Life , Gender , and the New (Social Order 9Cambridge, MA, 2007)
73- حول الصعود بالحجج الطبيه المتعلقه باختلاف المراه عن الرجل في اواخر القرن انظر\ي عل وجه الخصوص
Steinbrugge , The Moral Sex
حول استخدام هذا الخطاب لاستبعاد المراه من المواطنه انظر\ي
Hunt, The Family Romance of The French Revolution , 203
74- انظر\ي
Gourdin to LeMasson –LeGolft, August 15, 1809 , in BMR, ms. 119({‘{“876
حذت الاكاديميات الاخري حذو روان في هذا القرار علي المستوي الوطني باستثناء مناطق قليله
Davidson, France after revolution , 143 ; and Edmond Reboul , Regardssur l’ Academie des science , belles-letters et arts de Lyon [Nimes, 1991}, 131
ولم تعد النساء يقبلن في عضويه الاكاديميات المعترف بها بسبب قرارات صريحه او ضمنيه حول الاستبعاد الفكري للنساء المسكوت عنه او المتفرق في اوائل القرن التاسع عشر و انظر\ي
GenevieFranisse , Reason s’ Muse : Sexual Difference and the Birth of Democray (chicagpm 1994), esp. 59 and 170-71
75- Cabains Relations Between the Physical and Moral (1802), in Fraisse Reason’s Muse, 85