درية شفيق.. امرأة مختلفة
الملاحظ في السياق العام للتاريخ السياسي المصري المعاصر، فيما يتعلق بقضايا النساء المصريات، أن هذا التاريخ قد ركز على بعدين حجبا الرؤية عن كثير من التفاعلات والمبادرات داخل تيار حركة النساء المصريات نحو تحقيق إنجازات تحرر ما مرتبط بالذات والوجود على ساحة النضال المصري.
ويمكن إجمال هذين البعدين في:
الأول: أن التاريخ المصري تعامل مع قضية تحرير المرأة المصرية على أنها حركة تابعة لحركة الاستقلال الوطني، التابعة بدورها “لحزب الأغلبية” حزب الوفد، والحقيقة أن هذا المنطق، والذي يفسح مكانًا خاصًا للجنة الوفد للسيدات والاتحاد النسائي المصري، قد حجب الرؤية فعلاً عن فضاءات أخرى لحركات النساء المصريات خارج هذين التنظيمين.
الثاني: أن هذه التاريخ ما فتئ يتلو طقوس الشكر والثناء للوجه الأكثر بروزًا في الحركة النسائية المصرية وهو وجه هدی هانم شعراوي والتي حظيت بتبجيل لم تحظ به نساء كثيرات.
هذان البعدان – كما أسلفنا – قد نجحا في القفز على التباينات داخل الحركة النسوية، والتي يمكننا الإفتراض أنها كانت حركة ذات اختلافات واسعة: فهناك خط محافظ ( في إطار الحركة) لعبته هدى شعراوي، وخط معتدل نسبيًا أو إصلاحي مارسته سيزا نبراوي ونبوية موسى، وخط أكثر راديكالية لعبته منيرة ثابت وإنجي أفلاطون،،
درية شفيق تشكل أهمية رمزية في تاريخ الحركة النسائية
هذه المقدمة تنقلنا إلى الحديث عن إحدى النساء الناشطات في هذه الحركة، التي رغم صلتها الوطيدة بهدى شعراوي فإنها مثلت خطًا مستقلاً، إنها درية شفيق، التي تمثل أهمية رمزية في تاريخ الحركة النسائية المصرية، وذلك عن طريق احتجاجها القوي على ممارسات أجيال كاملة في التاريخ المصري الحديث، نزعت الحقوق المدنية والسياسية عن المرأة، لقد تمثلت لحظة الاحتجاج هذه في إضرابها عن الطعام في دار نقابة الصحفيين في ١٢ مارس ١٩٥٤، من أجل الضغط على النظام الجديد، بهدف إرغامه على الإقرار بحق المرأة في الانتخابات والترشيح. لعضوية المجالس التشريعية، وهو ما أفضى فعلاً إلى رضوخ النظام لهذه المطالب، ولكن ما لبثت صاحبة الدعوى أن دفعت الثمن غاليًا من خلال وضعها تحت الإقامة الجبرية بمنزلها، هذه اللحظة التاريخية وهذه الأهمية الرمزية تسلطان الضوء على حياة هذه السيدة، وهو ما قامت به “سينثا نيلسون” الأستاذة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في كتاب عظيم الفائدة تناول الحياة الخاصة والعامة لدرية شفيق. الكتاب كبير الحجم نسبيًا، حيث تضم الترجمة العربية حوالي 380 صفحة، مقسمة إلى 16 فصلاً في خمس وحدات تغطى حياة درية شفيق منذ ولادتها في عام ١٩٠٨، حتى الحادثة المروعة التي أودت بحياتها. ولكن قبل أن ندخل في محتويات فصول الكتاب يهمنا التوقف في محطة سريعة أمام ما فعلته نلسون من عمل تسلسل زمني للأحداث، وهي لخدمة القارئ الأجنبي بالأساس، والذي ليس لديه إلمام عام بالتاريخ المصري، وهذا لن نتوقف عنده، ولكننا سنتوقف عند أن بداية الأحداث كانت مع ١٨٨١ في قيام ثورة عرابي، والمعنى هنا أن البداية تؤكد لحظة ما من استقلالية مصر أمام سلطة خديوي متآكلة وأمام دولة عثمانية متدهورة. ثم تمضي الأحداث انتقالية للمؤلفة سواء كانت عالمية أو إقليمية أو حتى محلية ومزجها بالتاريخ الشخصي الدرية، فيقع مثلاً تاريخ التحاق درية بمدرسة فرنسية عام (١9١٥). إلى جوار الحرب العالمية الأولى (١٩١٤). والثورة الروسية (۱۹۱۷)، في الفصل الأول المعنون، بين قطبين، والذي يستغرق حوالي ٢٠ عامًا من حياة درية من مولدها بطنطا عام ١٩٠٨، حتى سفرها إلى فرنسا عام ۱۹۲۸، تعرضت الكاتبة في هذا الفصل لمحطات من طفولة درية والمناخ الذي ترعرعت فيه، وأول ما يلفت نظرنا هذا أثر التفاوت الطبقي ما بين الأب البسيط والأم الغنية، وحياة درية في سنوات عمرها الـ 18 فالمرحلة الأولى كانت تنقلاً ما بين المنصورة وطنطا والإسكندرية وكانت محاور الحياة في هذه الفترة المحددة متشابهة، للنساء أنفسهن، والمهن نفسها، والقضايا نفسها، وكذلك المصير، لقد شبت درية في جو من قصص الزواج والطلاق المختلفة، وكلفها في الأغلب معاناة من قصص حزينة، تعكس أبوية المجتمع بشكل كبير، والمحطة المهمة هنا أن درية في السنة الـ 13 من عمرها، قد تمت خطبتها إلى أحد أقاربها، يدرس الطب في ألمانيا. ورأت أم درية أنه خير ضمان لمستقبلها، ولم تحاول درية أن ترفض حتى يؤثر رفضها على صحة أمها الحزينة، فما كان إلا أن عقد اتفاق على إتمام الزواج بعد عودة هذا القريب من ألمانيا. ولكن كان للقدر رأي آخر حين عجل يموت أم درية، وهو أمر سبب لها جرحاً فظيعًا، ومن ثم استطاعت درية فسخ هذه الخطبة وأصبحت حرة، والتحقت بمؤسسات تعليمية مختلفة، وكان النجاح حليفها في كل مرة، وفي كل مرة تزيد الأحلام وتتسع، حتى كان حلم الذهاب إلى فرنسا، وكان طريق درية إلى فرنسا يمر بهدى شعراوي، فكشفت درية لهدى شعراوي عن طموحاتها، وكانت مقابلتهما في قصر الأخيرة، وكما قالت الكاتبة : “لقد كان لقاء درية شفيق الأول بهدى شعراوي بداية علاقة ملهمة ولكنها مركبة، قدر لها أن تتطور على مدى السنوات العشرين التالية، تربط حياة درية بالحركة النسائية في مصر وتساعد على تشكيل وعيها النسائي. (ص۲۷) لقد أتاحت هذه المقابلة فرصة كبيرة لدرية لتشارك في احتفال الاتحاد النسائي بذكرى قاسم أمين، وقامت درية وألقت كلمة لاقت استحسانًا، ولم تكد تمضي هذه السنة، ۱۹۲۸، حتى كانت درية تودع مصر لترسو في حلمها الجديد (فرنسا) وكان عمرها يومئذ 19 عامًا.
درية واشتراكها في مسابقة ملكة جمال مصر.
وصلت درية إلى فرنسا، وأمضت السنوات هناك متحدية إدارة البعثات أحيانًا، تحاول أن تقرض الشعر وتنجح في إقامة صداقة حنون بشاعر فرنسي، ودعمت هذا بدراسة الفلسفة، على خلاف ما كانت البعثة تريده، وتبلورت في هذه المرحلة نظرتها لقضية النساء، ولكن الحياة لم تسر بلا منغصات: فقد ظلت صعوبات مثل الوحدة وصعوبات الإقامة، ولكن كل هذه الصعوبات نم تذليلها بمنطق واحد هو إرادتها ورغبتها في تجاوز أشكال التفكير النمطية، ونجحت في النهاية في الحصول على ليسانس الدولة بمرتبة الشرف، وتهيأت للعودة إلى مصر، وفي مصر كانت تحديات جديدة مثل البحث عن الحب، أو محاولة إثبات الذات من جديد كاشتراكها في مسابقة ملكة جمال مصر، وقامت باشتراك فيها رغم أنها ” أدركت أنها كامرأة مسلمة من أسرة محافظة من الأقاليم ستعرض سمعتها للخطر إن فعلت، ولكنها شاركت، وجاء اختيارها كوصيفة أولى لملكة جمال مصر، وهو ما جنبها الذهاب إلى باريس للمشاركة في مسابقة ملكة جمال العالم، وأكدت المؤلفة ” جاء اختيار درية كوصيفة أولى لجمالها فحسب بل لأنها أول فتاة مسلمة تشترك في مثل هذه المسابقة مما أثار فضول الصحفيين، ورغم كم الانتقادات التي طالت درية لكن هذه المشاركة حملت لها تطورين، الأول: كان في منحها ثقة في نفسها، والثاني حمل إليها خطيبًا أحمد الصاوي محمد، صاحب مجلة ” مجليت” الذي درس في السربون، وكان يكتب المقات دفاعًا عن حرية المرأة، وربطته علاقة قوية بهدى شعراوي، ولكن حدث أن وقع الطلاق قبل أن تزف العروس، وكما فسرت المؤلفة ذلك على لسان مصطفى أمين من أن الصاوي كان “صعيديًا في غلاف أوروبي” كان متحررًا فيما يكتب متزمتًا في بيته، أما درية فقد تأثرت بدراستها في السربون وطالبت للمرأة المصرية بكل ما للمرأة الفرنسية من حقوق ” أما عن وصف درية لما حدث فتقول الكاتبة إن كلامها يعطي إنطباعًا بأنها خدعت.” (ص74، ٧٥).
الملك لزوج درية:
أخبر زوجتك أن النساء لن يحصلن على حقوق سياسية ما دمت ملكًا.
سبب هذا الانفصال إحباطًا نسبيًا لدرية. وكانت خطوتها التالية الرجوع إلى فرنسا ليس هربًا وإنما سعيًا وغزوًا، وتملكًا للمعرفة، وكان هدفها هذه المرة هو الحصول على الدكتوراة في الفلسفة، وفي هذه المرحلة، التي استمرت ثلاث سنوات تزوجت درية ” نور” ابن خالتها، والذي كان ” كالنسمة العليلة بالنسبة لدرية” (ص۹۲).
والذي جاء إلى باريس للحصول على الدكتوراه في القانون التجاري، وكان زواج درية هذا استمرارًا لـ “توجهات حياتي المنسوجة بخيوط الكفاح” (ص ٩٥)، كما ذكرت درية، وذلك لأن الزواج تم في باريس ودون الأقارب. الذين لم يتم إخبارهم إلا بعد الزواج، وهذا كان يعني لدرية كفاحًا وتحررًا. واستمرت درية في كتابة رسالة الدكتوراه، واعتبرت هذا النجاح هو ” أهم إنجازاتها“.
د. أحمد أمين يرفض تعيينها في الجامعة خوفًا على سمعة الجامعة الوليدة من جرأتها.
ورجعت درية إلى مصر وحلمها تدريس الفلسفة في الجامعة المصرية، ولكن كانت صدمتها في رفض الدكتور أحمد أمين عميد كلية الآداب تعيين درية شفيق في الجامعة خوفًا على سمعة الجامعة الوليدة، حيث آمن أحمد أمين أن طباع درية وجرأتها وحياتها الفرنسية هي التي ستعرض الجامعة للخطر، وهو أيضًا ما جعله يفصل. د. زكي مبارك، والذي تقول عنه نيلسون نقلاً عن جاك بيرك، إنه من أكثر مثقفي بلاده وجيله أصالة (ص ۱۱۷). حقًا، قبلت درية وظيفة مشرفة على اللغة الفرنسية في وزارة التربية والتعليم، بعدما فشلت في الانضمام إلى الإتحاد النسائي المصري، وهو ما بررته بدسائس المحيطين بهدى شعراوي، الخطوة التالية في حياة درية شفيق هي تأسيسها لمجلة “بنت النيل” والتي رأست تحريرها، وصدر عددها الأول في نوفمبر عام ١٩٤٥، وكانت في البداية تحمل أيديولوجية محافظة نوعًا ما، وجدت تفسيرًا في أن الصحفي والكاتب الشهير إبراهيم عبده هو الذي كان يكتب الإفتتاحيات الأولى والتي وقعت باسم درية، وكان تبرير عبده لذلك أنه أراد تخفيف حدة المجابهة التي تتمتع بها درية.
لم تكد السنوات تمر حتى جاءات وفاة هدى شعراوي، هنا تكتب المؤلفة معقبة على وفاة هدى شعراوي فمع موت هدى ” انتهى فصل من تاريخ الحركة النسائية في مصر، فأوشك فصل جديد على البدء“، فهدى شعراوي في حياتها مكنت درية من تحقيق طموحها للدراسة في السربون، أما وفاتها فقد حفزت درية على السعي إلى تزعم نضال المرأة المصرية من أجل حقوقها السياسية. (ص 166) إن التعقيب الأساسي على ما تورده المؤلفة أنه مصادرة أساسية لجوهر الحركة النسائية المصرية – الحقيقية – والتي هي بالأساس ضد منطق الأبوية، ولكن كلمات نيلسون لاتوحي إلا بمنطق التعامل الأبوي مع هذه الحركة وضرورة صك مصطلحات مثل: الريادة والزعامة والقيادة، وهي أمور كانت تشغل بال درية فعلاً ولكن دون أي مشروعية لامتلاكها، فمثلاً تذكر الكاتبة عن كارثة تفشي وباء الكوليرا في مصر عام 1947، وما حصده من آلاف الأرواح على هذه الكارثة ساعدت درية على اقتراب من تحديد رسالتها في المستقبل، والسؤال هنا: أي اقتراب؟ وأي رسالة؟ فهذان السؤالان يحتاجان إلى تعقيب من المؤلفة.
لقد شهدت فترة (ما بعد موت هدى شعراوي) نشاطًا ملحوظًا لدرية، وتفصل نیلسون طبيعة هذا النشاط، والذي يأخذ شكل الصدقة والإحسان، ولكن إحساس درية أن عملية إنتاج الفقر في مصر لا تكفي معها هذه الآليات جعلها تسعى جاهدة إلى التحول نحو منطق واضح لتحرير المرأة عن طريق تغيير القوانين الخاصة بالزواج التعسفي وبيت الطاعة وغيرها، وعملت درية على تأسيس “حركة جديدة من أجل التحرر الكامل للمرأة المصرية” قامت فيه درية بدور همزة الوصل بين نساء طبقات مختلفة، وتوضح نيلسون كيف كانت سعادة درية في الجمع بين نساء من طبقات مختلفة يجمعهن هم واحد هو تحرير المرأة، لقد مكنت هذه التجارب والخبرات درية من أن تتجاذب الفهم البرجوازي لحقوق المرأة، كما دعاه لطفي الخولي: (ص ١٨٧) ثم تمضي بنا نيلسون إلى لحظة أخرى من لحظات درية والتي زالت فيها حواجز الخاص والعام. قامت درية في عصر يوم ١٩/ 2/ 1951. بصحبة 1500 امرأة وسارت معهن من قاعة إيروات بالجامعة الأمريكية إلى البرلمان المصري، وهو ما وصفته نيلسون بأنه ” تحد جزئي للحصن الحصين لسلطة الرجل وتنظيمه وتنفيذه (ص۲۰۲) ونجح هؤلاء النسوة في المطالبة للمرة الأولى وفي قاعة البرلمان بمطالب محددة هي:
1 – السماح بالكفاح الوطني والسياسة.
٢ – إصلاح قانون الأحوال الشخصية.
3 – تساوى الأجور عن العمل المتساوي ونجم عن هذا العمل أن تحركت قضية المرأة بشدة، وظهرت أصوات الرجعيين عالية، وأهمها كان صوت الملك، والذي أخبر نور الدين رجائي زوج درية والذي كثيرًا ما يقابله في نادي السيارات، “أخبر زوجتك أن النساء لن يحصلن على حقوق سياسية ما دمت ملكًا (ص ۲۰۸).
وكانت ردود الفعل متعددة، وأهمها مثول درية أمام المحكمة، ولكن قدر لدرية أن تحشد معها الرأي العام، وتأجلت قضيتها إلى أجل غير مسمى.
ما لبثت أن قامت مجموعة من الضباط بمحاولة للاستيلاء على نظام الحكم وبعد نجاح حركة الضباط الأحرار، وما تبع ذلك من حل الأحزاب وتجميد الحركات السياسية، وفي هذا الوقت قامت درية بحركة جديدة، واعتصام في مبنى نقابة الصحفيين وإضراب عن الطعام. شاركت في هذه اللحظة الاستثنائية مع درية راجية رجب، وفتحية الفلكي. وبحلول المساء وصل عدد المعتصمات إلى تسع نساء، وانضمت إلى المجموعة المصريات أمينة شكری وسميحة أحمد ماهر، من الإسكندرية. ونظمن اعتصامًا خاصًا بهن في الإسكندرية، وكان المطلب الأساسي هو إشراك النساء في اللجنة التأسيسية ثم الاعتراف بالحقوق المدنية والسياسية للنساء المصريات.
كان الاعتصام صدمة للعسكريين الجدد. بإنتهاء هذه اللحظة وانتهاء توابعها قامت درية بحركتها الأخيرة: اعتصام في السفارة الهندية عام 1957، طارحة مطلبين وهما: مطلب قومي خاص بانسحاب إسرائيل من سيناء، ومطلب وطني خاص بإعادة الحرية للمصريين والتي سلبتها منهم الجوقة العسكرية.
وكانت هذه هي اللحظة الأخيرة في حياة درية العامة، استشاط العسكريون غضبًا، واستشاطت أيضًا، ناشطات الحركة النسائية، زميلات درية المتابعات لعبد الناصر مثل سيزا نبراوي، وإنجي أفلاطون. وكانت النتيجة تحديد إقامتها ومصادرة مجلتها، والأدق مصادرة حياتها العامة بأكملها لقد انتهت حياة سياسية بدأت بالوقوف في تأبين قاسم أمين ١٩٢٨، وانتهت باعتصام نظمته بمفردها عام ١٩٥٧، لقد دفعها الجميع إلى الموت البطئ لتلقي بنفسها من الشرفة كآخر احتجاج تقدمه على انتهاكات الحرية سواء لبني وطنها أو لها شخصية.
تنهى الكاتبة كتابها عن حياة درية بفصل عنوانه “الحياة كتحفة فنية“. وبالفعل كانت تحفة فنية تشع بالحركة، ورغم اعتراض الكثيرين على توجهات وكتابات وآراء درية، فإنها تظل في النهاية امرأة لحظات المواجهة وهو ما يكفيها ، في تقديري لأن تكون إحدى (وليس الوحيدة) الرائدات الرمزيات لحركة النساء نحو تحررهن السياسي واجتماعي.