آه لو الجمل شاف صنمه

كتابة:

أنا لا أدرى في الحقيقة إذا كان هذا السلوك من خصائص كل بلاد شعب مصر أم الدنيافقط أم أنه يحدث في كل بلاد الدنيا، وإذا ما كان هذا السلوك خاصًا بثقافة هذا المجتمع فقط أم هو سمة إنسانية خالصة قد تتواجد داخل أي مجتمع؟ إن الأمر يتعلق بهذه الازدواجية العجيبة التي تتوغل في مجتمعنا وتنتشر في معظم أفعالنا وردود أفعالنا دون أن ندري أو ندرك في الكثير من الأحيان أننا نناقض أنفسنا في كل خطوة نخطوها أو تصرف نفعله إن الأمر خطير ومثير للعجب، بل للشفقة

فلنأخذ مثالاً واحدًا لا غير ، مثال يتكرر كل يوم، لنأخذ حال الزواج في مصر، فها هو الأب الذي يعترض على زواج ابنته من شاب بسيط ذي مؤهل متوسط لأنه لا يملك سوى عمل متواضع والقليل من النقود، يذهب هو نفسه ليخطب فتاة ذات مؤهل عال لابنه الذي يحمل مؤهلاً متوسطًا لا غير !!! وها هي الأم التي تعترض على الشبكةالتي قدمها خطيب ابنتها لأن ثمنها لا يتعدى الخمسة آلاف جنيه، تنتقد بقوة جشع واستغلال أهل خطيبة ابنها لأنهم يبالغون في طلباتهم المادية دون مراعاة الظروف السيئة يواجهها الشباب وغلاء المعيشة المتزايد !!!

ونفس الأخ الذي يعارض خلوة خطيب أخته بها خيفة أن يمسك يدها أو أن يسرق منها قبلة هي ليست طبعًا من حقه هو نفسه الذي لا يلبث أن يختلي بخطيبته أو صديقته حتى يفعل معها ما يشاء !!!

ما هذا إلا مثال واحد والأمثلة في مجتمعنا على هذه الازدواجية متعددة ولا حصر لها، فدعوني أسألكم بالله عليكم أي منطق هذا الذي نعيش به؟ وأية مبادئ تلك التي تحكمنا؟ هل هي ثقافة المصلحة الشخصية فقط أم هي ثقافة المجتمع الذي يعاني من مرض الانفصام والذي جعل كل شخص منا يعيش بوجهين أو أكثر؟ وهو على استعداد تام في أية لحظة لوضع القناع المناسب في الموقف المناسب، ولا تخلو جعبتنا من المبررات !!!

وأتساءل: هل يرجى من مجتمع يعتنق مثل هذه الازدواجية إصلاح ؟!

شارك:

اصدارات متعلقة

عيد الأم ما بين الاحتفاء بقيمة الأمومة و ترسيخ الدور النمطي للنساء
خدمات الصحة الجنسية فيما بعد سن الإنجاب ضرورة لتمكين النساء
ختان الإناث في مصر... جريمة تعذيب ضد الإنسانية
حقوق النساء من اجل العدالة والتنمية
الإيدز خطر صامت يهدد حياة النساء في ظل جائحة كورونا
إشكاليات التقاضى فى جريمة التحرش الجنسي
أسئلة وأجوبة بشأن الوقاية من كوفيد 19 ومكافحتها للعاملين /ات في مجال الرعاية الصحية
الحصاد - عامان على الخلع " دراسة تحليلية "
دليل تدريبي " العنف ضد النساء "
فتحي نجيب والحركة النسائية المصرية وحقوق الانسان