أدب الحروب الصليبية من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر

التصنيفات: غير مصنف

المنهجيات والمنظومات والمصادر

لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع

أدب الحروب الصليبية

من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر

تتناول هذه المقالة المصادر المعاصرة وخاصة الأعمال الحديثة حول العملات الصليبية على الشرق الأوسط، مع تركيز الضوء على كل من المواد المتوفرة للدراسة والحالة الراهنة للدراسات البحثية عن المرأة والثقافات الإسلامية خلال تلك الفترة.

وينبغي ملاحظة أن هذه المقالة تعنى بالحملات الصليبية على المشرق العربي ولا تتناول الأدب في فترة حملات استعادة الأندلس من الحكم الإسلامي أو الحملات الصليبية في أماكن أخرى. وتنقسم المقالة إلى جزأين الأول مكرس للنساء المسلمات بينما يتناول الجزء الثاني النساء غير المسلمات.

 

تتسم الدراسات البحثية الراهنة التي تتناول النساء المسلمات أثناء الحملات الصليبية بالتفرق والتفاوت. ليست هناك دراسات مكرسة خصيصا للموضوع، وما تجذبه من اهتمام بشكل غالبا جزءا إما من دراسات أوسع عن النساء المسلمات عبر التاريخ، أو من رد فعل المسلمين للحملات الصليبية. وربما يكون السبب الرئيسي لهذه التغطية المتفاوتة هي حقيقة أن المصادر ذاتها تحوي القليل جدا من المعلومات المتعلقة بالنساء خلال الفترة. وقد اهتم القليل من المصادر الإسلامية بالنساء بشكل خاص، أما المصادر التي تأتي على ذكر النساء فهي تفعل ذلك نظرا لكونهن إما شخصيات سياسية جديرة بالذكر عموما أو شخصيات اعتبرها المؤلف مهمة أو استثنائية. وربما يمكن القول أن بعض المصادر الإسلامية كانت معنية بدراسة نساء الفرنجة (الأوروبيات) أكثر من النساء المسلمات.

وهناك بعض الدراسات الموجودة التي تتناول شخصيات نسائية معينة خلال فترة الحملات الصليبية. وأكثر شخصية نالت اهتمامًا هي شجر أو (شجرة) الدر (المتوفاة عام ٦٥٥هـ. / ۱۲٥٧م)، وقد كانت أصلا جارية تركية، وكانت محظية ثم زوجة السلطان الأيوبي الصالح أيوب (المتوفى عام ٦٤٧هـ. / ١٢٤٩م)، وكان الصالح يحارب الصليبيين الفرنسيين بقيادة لويس التاسع حين مات تاركا مصر في وضع حرج. ولكن قامت شجر الدر بالتواطؤ مع اثنين من الأمراء بإخفاء موت زوجها، وهكذا استمر القتال ضد الصليبيين حتى وصل ابن السلطان المعظم توران شاه لتسلم مقاليد الحكم. وقد تمت هزيمة الصليبيين في عام (٦٤٨هـ. / ١٢٥٠م)، ووقع لويس التاسع في الأسر. وبعد فترة قصيرة، اغتيل السلطان الجديد من قبل المماليك واختيرت شجر الدر حاكما جديدا، وهو حدث لم يسبق له مثيل في تاريخ الإسلام، وحكمت بصفتها سلطانة لمدة ثلاثة أشهر قبل أن يطيح بها المملوك أيبك التركماني الذي تزوجته بعد ذلك، واستمرت تحكم مصر من خلال زوجها لمدة سبع سنوات. وحين هدد أيبك مكانتها بعقد زواجه من أميرة موصلية عملت على قتله، ولكن سرعان ما تم الثأر له، فتم اعتقال شجر الدر وسجنت في القلعة بالقاهرة ثم ضربت حتى الموت، وألقيت جثتها خارج جدران القلعة. كانت شجر الدر موضع اهتمام العديد من الدراسات بالإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية، والتي استفادت بدرجات متباينة من المصادر الأوروبية وشرق الأوسطية. وقد تناول ديفيد ج. دنكان (David J. Duncan) معظم هذه الدراسات تناولا ممتازا في مقالته وجهات نظر بحثية عن شجرة الدر: الحاجة إلى الإجماعوالتي تشكل بداية جيدة لمزيد من الأبحاث التي تتناول هذه الشخصية. وهناك مقالة مهمة حول شجر الدر لم تتم تغطيتها في دراسة دنكان لأنها نشرت بعد صدور مقالته، وهي بقلم أماليا ليفانوني بعنوان شجر الدر: حالة سلطنة تحكمها امرأة في إسلام القرون الوسطى” (Amalia Levamoni).

وشجر الدر ليست الحالة الوحيدة المسجلة لامرأة مسلمة تؤكد ذاتها في فترة الحملات الصليبية. فهناك شخصية أكثر دهاء لم تدرس إلا مؤخرًا وهي ضيفة خاتون (المتوفاة عام 640هـ./ 1243م) وصية عرش حلب والتي حكمت بالنيابة عن ابنها الأيوبي الناصر يوسف (المتوفى عام ٦٥٨/ 1260) وذلك خلال الفترة من ٦٣٤هـ. / ١٢٣٦م إلى 640هـ./ 1243م.

وهناك دراسة حديثة عنها بعنوان ضيفة خاتون الملكة الوصية والراعية المعماريةبقلم ياسر طباع. وقد قامت آن ماري إيدي أيضًا بدراسة ضيفة خاتون في سباق مؤلفها الأوسع عن مدينة حلب في الفترة من ٥٧٩هـ. /١١٨٣م إلى ٦٥٨هـ. / ١٢٦٠م (Anne- Marie Eddé).

وهنالك عمل آخر يتناول نساء مهمات في التاريخ الإسلامي هو كتاب نفوذ النساء في الدولة الإسلامية في العراق ومصر بقلم وفاء محمد علي، وقد كتب معظمه بالاستعانة بمصادر عربية من الأدب في أواخر القرون الوسطى. ويتناول النصف الأول من العمل عدة نساء لهن علاقة بالخلافة العباسية، في حين يعنى النصف الثاني بعدد من النساء المهمات من الخلافة الفاطمية، وينتهي الكتاب بدراسة عن شجر الدر. وفيما يتعلق بفترة الحملات الصليبية، فبالإضافة إلى دراسة شجر الدر فإن الكتاب مفيد نظرًا لتناوله شخصية رصد وهي والدة الخليفة الفاطمي المستنصر (المتوفاة عام ٤٨٧هـ./ ١٠٩٤م) وسيدات القلعة” (بنات الخليفة الفاطمي الحافظ، المتوفى عام ٥٤٤هـ. / ١١٤٩م). وكانت رصد وهي من أصل سوداني، وراء زيادة عدد الجنود السودانيين في القوات الفاطمية، مما أدى إلى حدوث صراع داخلي بين قوات الجيش السوداني والتركي. وكان لبنات الحافظ دور مهم في صعود ثم سقوط الوزير الصالح طلائع بن رزيك (المتوفى عام ٥٥٦هـ. / ١١٦١م). وهكذا كانت هذه الشخصيات مهمة في التاريخ الداخلي لمصر سواء قبل أو أثناء الحملات الصليبية.

وفي مقالته أصبحن مرئيات: مسلمات القرون الوسطى في التأريخ والتاريخيجد غافن هاميلي (Gavin Hambly) النساء في عدد من الأدوار خلال تلك الفترة، ليس فقط كحاكمات (معترف بهن رسميا أو خلافه) ولكن أيضًا كمعلمات وراعيات للعمارة. ويمكن العثور على الدراسات التي تتناول النساء كراعيات لفن العمارة وغيرها من الأعمال الصالحة في مقالات عدد من الباحثات والباحثين، ومنهم مارينا تولماشيفا (Marina Tomacheva) صاحبة دراسة عنوانها التقوى الأنثوية ورعاية الحج في العصور الوسطى، ودوريس بهرينز أبوسيف (Doris Behrens-Abousif) في بحثها المنارة الضائعة لشجرة الدر في مجمعها في مقبرة السيدة نفيسة، ومقالة ياسر طباع المذكورة آنفا. وتتقاطع مع هذه الدراسات زمنيا وجغرافيا مع بحوث عن النساء في مصر المملوكية (٦٤٨هـ. / ١٢٥٠م – ۹۲۳هـ. / ١٥١٧م) والتي كتبها العديد من الباحثين، حيث نجد هدى لطفي (Huda Lutfi) في سلوكيات وعادات النساء القاهريات في القرن الرابع عشرتهتم بصفة خاصة بكسر النساء لحدود الجندر المفروضة عليهن في قاهرة القرن الرابع عشر، كما يهتم كارل بيتري (Carl Petry) في التضامن الطبقي ضد مكاسب الجندربوضع المرأة وسلوكها فيما يتعلق بالملكية، وكذلك نجد دراسة جوناثان بيركي (Jonathan Berky) عن النساء والتعليم الإسلامي في العصر المملوكيوالتي تبحث وضع النساء في النظام التعليمي خلال تلك الفترة. وإضافة إلى النصوص التاريخية والدينية والسير والتراجم، نجد أن عددا من الدراسات حول النساء كراعيات وصاحبات أملاك تستفيد من مصدر مهم وحديث نسبيا لدراسة تلك المرحلة وهو مجموعات وثائق حيازة الأراضي من أرشيفات وثائق الشرق الأوسط، والكثير منها لم يتوفر للباحثين إلا مؤخرًا. ومازال هناك الكثير من الدراسات المطلوبة لهذه الوثائق التي تحوي معلومات مهمة لكثير من جوانب تاريخ ذلك العصر بما في ذلك دراسة النساء، ويظل الكثير من الوثائق في حاجة إلى التحقيق والترجمة.

ومن أكثر المصادر شهرة بشأن بدايات فترة الحملات الصليبية هو كتاب الاعتبار أو مذكرات شيزري أمير أسامة بن منقذ (المتوفى عام ٥٨٤هـ. / ۱۱۸۸م)، ونرى في كتابه حضورًا مهمًا للنساء المسلمات وغير المسلمات على السواء. بل إنه بالفعل يكرس جزءًا من مؤلفه لـ بعض الروايات عن أعمال النساء” (Usama 2000، 148 – 160)، وتتضمن النساء المسلمات محاربات وسجينات ووالدة أسامة وجدته وعمته وشقيقته. وقد درس مذكراته العديد من الباحثين والباحثات، ومنهم كارول هيلنبراند (Carole Hillenbrand) وهادية دجاني – شكیل (Hadiah Dajani-Shakeel) وروبرت إيروين (Robert Irwin) ووديع حداد (Wadi` Z. Haddad) ونيال كريستي (Niall Christie) (انظر/ انظري قائمة المراجع). إلا أن كيفية تقديمه صورة النساء هو موضوع يتطلب المزيد من الدراسات.

وهنالك مصدر آخر للمعلومات عن المرأة المسلمة والحملات الصليبية وهو قواميس السير والتراجم المكتوبة أثناء وبعد تلك الفترة بوقت وجيز، حيث كانت تلك التراجم شائعة تحديدا خلال العصر المملوكي. وبينما كانت السير والتراجم تختص في أغلب الحالات بالرجال، إلا أن سير حياة النساء وجدت طريقها إلى هذه المؤلفات. ولسوء الحظ أن الأجزاء التي تتناول النساء في كتاب بغية الطلب في تأريخ حلب لابن العظيم (المتوفى عام ٦٦٠هـ. / ۱۲۹۲م) قد فقدت، حيث أنه يقدم معلومات غاية في التفصيل والدقة عن شخصيات تلك الفترة. ولكن هناك مجلد من كتاب تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (المتوفى عام ٥٧١هـ./ ١١٧٦م) يتناول بشكل خاص النساء ومنهن نساء معاصرات للمؤلف. وقد تم تحقيق هذا الجزء باعتباره مجلداً منفصلا من قبل سكينة الشهابي وبعنوان فرعي تراجم النساء. وتظهر النساء أيضًا في العديد من التراجم المتأخرة من ذلك العصر إما متناثرة في أجزاء متفرقة من الأعمال أو في فصول خاصة بهن. وتكثر تراجم النساء بشكل خاص في كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني (المتوفى عام ٨٥٢هـ./ ١٤٤٩م) وكتاب الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع من تأليف السخاوي (المتوفي عام ٩٠٢هـ./ ١٤٩٧م). وتقدم روث روديد تحليلا مفيدا لقواميس سير وتراجم المسلمين والنساء عبر التاريخ في كتابها عن النساء في مجموعات السير والتراجم الإسلامية (Ruth Roded, Women in Islamic Biographical Collections). ومن خلال الاستعانة بأدب السير والتراجم تقوم تلك الدراسة أيضًا بإلقاء الضوء على عدد من الشخصيات النسائية المهمة من عصر الحملات الصليبية، ومعظمهن لم يخضعن للدراسة الجادة من قبل.

وقد بحثت هادية دجاني شكيل قضية النساء الأميرات في دراستها عن بعض جوانب العلاقات الإسلامية – الإفرنجية المسيحية في إقليم الشام في القرن الثاني عشر)، وكذلك إيفون فريدمان (Yvonne Friedman) في دراستها عن النساء في الأسر وفدياتهن خلال الفترة الصليبية“. وقد اهتمت الباحثتان بمذكرات أسامة بن منقذ، كما استفادتا أيضًا من عدد من المصادر الأخرى ومنها المؤرخ الإفرنجي وليام (William of Tyre) والذي توفي عام ٥٨٢هـ. / ١١٨٦م، وكتاب ألف ليلة وليلة، وباستخدام مجال أوسع من المصادر أولى بنجامين ز. كيدار (Benjamin Z. Kedar) قدرا أكبر من الاهتمام بالأسرى المسلمين والجواري عمومًا كجزء من دراسة موسعة عن المسلمين تحت الحكم الإفرنجي بعنوان المسلمون الخاضعون في الشرق الإفرنجي، كما تتناول هذه الدراسة أيضًا النساء المسلمات في مواقف أخرى ولا سيما فيما يتعلق بالإجراءات القانونية الإفرنجية. وكانت النساء الأسيرات أيضًا موضع دراسة لورا برادي (Laura Brady) في أطروحتها غير المنشورة لدرجة الماجستير وعنوانها ضروريات ومحتقرات: صور النساء إبان الحملتين الصليبيتين الأولى والثانية ۱۰۹٥ ١١٤٨موقد كتبتها بالاستعانة بالمصادر الأولية الإفرنجية، كما تعنى أيضًا بالأدوار الأخرى للنساء المسلمات بما فيها تأثيراتهن العاطفية على رجالهن وبدورهن كمشعوذات (بناء على واقعة واحدة ذكرها وليام أوف تاير). كما توقفت برادي كذلك أمام تصوير هؤلاء النساء كبطلات رومانسيات يقدمن النصح والعون لقضية الصليبيين، وذلك بناء على كتاب الراهب الفرنسي أوديريكوس فيتاليس الذي توفي حوالي ٥٣٦هـ./ ١١٤٢م (Odericus Vitalis, Ecclesiastical History) .

ولا يعتبر كتاب ألف ليلة وليلة، الذي تلعب فيه النساء أدوارا متنوعة، العمل الأدبي الوحيد من الفترة الصليبية الذي يفيد في دراسة النساء، إذ يمكن العثور على نساء مسلمات في أعمال أخرى، شرقية وغربية، كتبت في ذلك الوقت، وتحتاج إلى المزيد من البحث. كما يمكن العثور على النساء، وخاصة المحاربات، في الملاحم الشعبية الإسلامية منها سيرة الظاهر بيبرس وسيرة الأميرة ذات الهمة. وقد تمت دراسة هذين النصين من قبل كل من كارول هيلنبراند (Carol Hillenbrand) في دراستها عن الحملات الصليبية: منظور إسلاميوكذلك ريمكه كروك (Remke Kruk) في الجريئة والجميلة: النساء والفتنة في سيرة ذات الهمة. حكاية نوراوفي غيرهما من الدراسات. وترد النساء أيضًا في عدد من القصائد المكتوبة في بدايات فترة الحملات الصليبية (٤٩٠هـ. / ١٠٩٦م إلى ٥٦٤هـ. / ١١٦٩م) ومنها أعمال ابن الخياط (المتوفى ما بين عامي ٥١٣ ٥٢٣هـ. / ١١٢٠ أو ما بعدها)، وفي أعمال شاعر مجهول ذكره المؤرخ ابن تغري بردي (المتوفى عام ٨٧٤هـ. / ١٤٧٠م). وفي غالبية الحالات تظهر هؤلاء النسوة مرعوبات وضحايا انتهاكات واعتداءات الفرنجة، ويتم ذكرهن من أجل تحريض المستمعين على التحرك ضد الصليبين. وكانت هذه القصائد موضع بحث العديد من الباحثين والباحثات ومنهم كارول هيلنبراند في البحثين المذكورين آنفا وفي دراسة عن الحملة الصليبية الأولى: منظور إسلامي، وفي دراسة هادية دجاني شكيل عن الجهاد في الشعر العربي في القرن الثاني عشر: قوة معنوية ودينية لمجابهة الحملات الصليبية، وفي أطروحة الدكتوراه غير المنشورة التي أعدها نيال كريستي عن وجهات النظر المشرقية تجاه الإفرنج خلال الحملات الصليبية الأولى (490هـ./ 1096م – ٥٦٤هـ. / ١١٦٩م)”.

ومن جهة أخرى يمكن العثور على النساء المسلمات في صور عدة في الأعمال الأدبية الغربية، وخاصة الأغاني الفرنسية (chansons de geste).وهنالك دراسة حديثة عن النساء المسلمات في الأدب الفرنسي من تلك الفترة وهو كتاب جاكلين دي ويفر عن بنات سبأ: تبيض وشيطنة المرأة المسلمة في الملاحم الفرنسية في العصور الوسطى

(Jacqueline de Weever, Sheba`s Daghters. Whitening and Demonising the Saracen Woman In Medieval French Epic).

ورغم أن النصوص الأدبية هي أعمال خيالية وليست معنية دائمًا بشكل مباشر بالحملات الصليبية ذاتها، ولكنها غالبا ما تحوي عناصر تاريخية وتلقي ضوءاً على الرأي الشعبي تجاه تلك الفترة، ولهذا فهي جديرة بالمزيد من الدراسات.

 

قام عدد من الباحثين والباحثات بدراسة النساء غير المسلمات في الفترة الصليبية. وهنالك دراسة عامة تمت بالاستعانة بمصادر إسلامية ومسيحية وتتناول عدة جوانب مختلفة من الموضوع، كتبها رونالد فيناكون عن جنود العقيدة: الصليبيون والمسلمون في حالة حرب

(Ronald Finacune, Soldiers of the Faith. Crusaders and Moslems at War).

أما العمل الذي يركز أكثر على النساء في زمن الحملات الصليبية فهو كتاب ريجين بيرنو (Regine Pernoud, La femme au temps des criossades) والذي تركز في معظمه تقريبا على المرأة الإفرنجية النبيلة، رغم أن الكاتبة تولي عناية بين حين وآخر بالنساء من طبقات اجتماعية وأديان وثقافات مختلفة. وهي تستعين بمزيج من المصادر الإسلامية والمسيحية متناولة بالتفصيل الدقيق عددا من أعضاء المجتمع النبيل ومنهن الملكة ميليسند (المتوفاة عام ٥٥٦هـ. / ١١٦١م)، والملكة إليانور أكويتين (المتوفاة عام ٦٠٠هـ. / ۱۲۰٤م)، والملكة إيزابيلا دي كورتينيه (المتوفاة عام ٦٠١هـ. /١٢٠٥م). كما قام برنارد هاملتون (Bernard Hamilton) أيضًا بدراسة ملكات مملكة أورشليم الأولى في مقالته عن نساء الدول الصليبية. ملكات أورشليم

(۱۱۰۰ ۱۱۹۰م)” معتمدا بشكل رئيسي على مصادر مسيحية متنوعة. وقد درس عدد من الباحثين والباحثات النساء فيما يتعلق بأفراد معينين أو حملات محددة.

إن إليانور أكويتين شخصية مهمة سواء في التاريخ الصليبي أو تاريخ العالم في العصور الوسطى عموما، وقد كانت موضع بحث العديد من الدارسين، وفيما يتعلق بتاريخ الحملات الصليبية تتمثل أهم إسهاماتها في السنوات من ٥٤٢هـ. / ١١٤٧م إلى ٥٤٣هـ. / ١١٤٩م حين رافقت زوجها لويس السابع ملك فرنسا (المتوفى عام ٥٧٦هـ. / ۱۱۸۰م) إلى المشرق. وقد أقامت إليانور علاقة تفاهم مع ريموند أمير أنطاكية (المتوفى عام ٥٤٤هـ. / ١١٤٩م) والذي كان يريد أن يهاجم الجيش الصليبي مدينتي حلب وإيديسا (مدينة أورفة اليوم). ولكن لويس فضل التوجه إلى القدس، فأيدت إليانور ريموند ضد زوجها، بل ويذكر بعض المؤرخين أنها خانت زوجها معه. وقد أضاف كتاب القرون الوسطى فيما بعد إلى تلك الاتهامات في حين نفاها الكثير من كتاب سيرتها في العصر الحديث. ومهما كانت الحقيقة فإن تلك الخلافات أدت إلى إحداث قطيعة بينها وبين زوجها، وتم إبطال زواجهما في ٥٤٦هـ. / ١١٥٢م. ومن الدراسات الحديثة التي تتناول سيرة حياة إليانور كتاب أليسون واير (Alison Weir, Eleanor of Aquitaine) وكتاب أورسولا فونس ليبنشتاین

(Ursula Vones- Liebenstein, Eleanor von Aquitaine).

وقد تناول برنارد هاملتون في مقالته عن إليانور قشتالة والحركة الصليبيةشخصية نسائية مهمة أخرى، حيث كانت إليانور من قشتالة (المتوفاة عام ٦٨٩هـ./ ۱۲۹۰م) زوجة اللورد إدوارد أوف إنجلاند (والذي أصبح فيما بعد هو الملك إدوارد الأول، والمتوفى عام ۷۰٦هـ. / ۱۳۰۷م) وقد رافقته في حملته إلى الشرق (٦٦٩هـ. / ١٢٧١م – ٦٧٠هـ. / ۱۲۷۲م). ونجد في الكتيب الوثائقي العربي صبح الأعشى للقلقشندي (المتوفى عام 821هـ./ ١٤١٨م)، والذي يعود للقرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، مصدرا مهما من مصادر المعلومات حول أكثر من شخصية من النبلاء اللاتين، حيث يتضمن الكتيب نص معاهدة بين السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (المتوفى عام ٦٧٦هـ./ ۱۲۷۷م) وسيدة بيروت إيزابيلا أوف إبلين (المتوفاة حوالي ٦٨٠ – ٦٨١هـ. /۱۲۸۲م)، وقد قام بترجمة النص وتحليله ب. م. هولت (P. M. Holt) .

وفيما يتعلق بحملات معينة، قام والتر بورجيز (Walter Porges) بدراسة الحملة الصليبية الأولى والنساء في مقالته عن رجال الدين والفقراء وغير المقاتلين في الحملة الصليبية الأولى، وثمة تحليل أحدث هو ذلك الذي كتبه جيمس برندیج (James Brundage) عن الدعارة والزواج المختلط والطهارة الجنسية في الحملة الصليبية الأولى“. إن الأدبيات التي تتناول حملات الفلاحين الصليبية والحملة الصليبية الأولى تقدم وصفا للنساء اللاتي فمن بأدوار غير قتالية متعددة لمساندة الرجال، ومنهن حاملات الطعام والماء، وكذلك قيام النساء بالترفيه عنهم وتحريضهم على القتال، كما يوصف بأنهن يصلين من أجل أن ينصر الرب المقاتلين. ولكن معظم الإشارات الواردة عن النساء في الحملة الصليبية الأولى كانت فيما يخص دورهن في إغراء الرجال، حيث يذكر المؤرخون أن العاهرات صاحبن الجيوش وأن بيوت الدعارة كانت تقام داخل المعسكرات. ويبدو أن الطهارة الجنسية وسوء السلوك كانا محور اهتمام المصادر المعاصرة، وكان ينظر إلى هذين الجانبين باعتبارهما من المعوقات. وقد قام برنديج بتحليل شامل لهذه الفكرة مستندا على عدة مصادر، ومن أهمها غلبرت أوف نوجينت (المتوفى عام 517 – 518هـ./ ١١٢٤م)، وبودري أوف دول، وروبرت الراهب وفلتشر أوف شارترز (ولد حوالي ٤٤9 – 451هـ./ ١٠٥9م)، وألبرت أوف آخن (القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي).

ورغم أن أطروحة لورا برادي تتناول إلى درجة ما صور النساء المسلمات إلا أن أكثر تركيزها كان منصبا على صور النساء الإفرنجيات خلال الحملتين الصليبيتين الأولى والثانية. وقد درست برادي النساء في أدوار متنوعة، منهن الزوجات اللاتي تركهن المقاتلون، والمحاربات والأسيرات والرهينات وخادمات المعسكرات والمستوطنات والنساء القائمات بالمساندة العاطفية والغانيات. واستكمالا لجهود برنديج تولي برادي عناية خاصة لمسألة إرجاع الكثير من الكتاب المعاصرين أسباب الهزيمة في المعركة إلى الفجور الناتج عن غواية النساء، كما قامت بدراسة وضع الزواج كوسيلة للتحالفات الدبلوماسية والسياسية. وإضافة إلى ذلك، تتناول تصوير الأراضي والمدن في المشرق العربي في صورة نساء محتاجات إلى الصليبيين لإنقاذهن وحمايتهن.

وفيما يتعلق بالحملة الصليبية الثالثة، أشارت هيلين نيكلسون (Helen Nicholson) في مقالتها عن النساء في الحملة الصليبية الثالثةإلى ثلاثة مصادر إسلامية تحديدا تصف النساء المقاتلات في الحملة الصليبية، وهي كتب كل من بهاء الدين بن شداد (المتوفى عام ٦٣٢هـ./ ١٢٣٤م) وعماد الدين الإصفهاني (المتوفى عام (٥٩٧هـ. / ۱۲۰١م) وابن الأثير (المتوفى عام ٦٣٠هـ /١٢٣٣م). كما يشيرون إلى نساء قمن بأدوار أخرى منهن الأسيرة والنبيلة والعاهرة والأم. ويؤكد عدد من المصادر الغربية قيام النساء بأدوار متنوعة في الحملات الصليبية دون التطرق إلى دورهن كمحاربات. وبالتأكيد فإن قضية ما إذا كانت النساء قد شاركن بالقتال في الحملات الصليبية هي قضية موضع جدل لدى الباحثات والباحثين المعاصرين. وهذه المصادر تشمل كلا من أمبرواز (حوالي ٥٩٢ – ٥٩3هـ. / ۱۱۹٦م) وروجر أوف هاودين (المتوفى عام حوالي ٥٩٧ – ٥٩٨هـ. / ١٢٠١م) وكتاب مجهول المؤلف (Intinerarium Peregrinorum et Gesta Regis Ricardi) وقد استكمله على الأرجح كاهن من كنيسة الثالوث المقدس في لندن، يدعى ريتشارد دي تيمبلو.

وكانت مساهمات النساء في الحملة الصليبية الخامسة موضع دراسة جيمس باويل (James Powell) في مقالته عن أدوار النساء في الحملة الصليبية الخامسة، حيث قام تحديدا بدراسة نساء مدينة جنوه وأهميتهن في تمويل الحملة الصليبية. وتضم قائمة مصادره الأسقف جاك دي فتري (المتوفى حوالي ٦٣٧ – ٦٣٨هـ. / ١٢٤٠م) ووثائق تجارية وقانونية من تلك الفترة. ويولي باول عنايته إلى الأدوار الأخرى التي اضطلعت بها النساء في الحملة الصليبية الخامسة، لا باعتبارهن مجرد مرافقات لأزواجهن ولكن أيضًا كطاحنات للحبوب ومشرفات على الأسواق وحارسات وممرضات.

وكما سبق ذكره فإن مذكرات أسامة بن منقذ تتضمن إشارات إلى عدد من نساء الفرنجة، وأشهر تلك النماذج هن النساء اللاتي ظهرن في تعليقاته على الممارسات الجنسية الإفرنجية، ولكنها تشمل أيضًا النساء الإفرنجيات اللاتي شاركن في الاحتفالات الإفرنجية والقتال ضد المسلمين، واللاتي عانين من خدمة أطباء الفرنجة. وحديث أسامة بن منقذ عن العادات والممارسات الإفرنجية التي تشكل هذه النسوة جزءا منها كان موضوعا تناولته عدد من الدراسات ومنها كتاب كارول هيلنبراند عن الحروب الصليبية من منظور إسلامي وأطروحة نيال كريستي. كما أن روبرت إيروين توقف بالتفصيل أمام كتاب أسامة بن منقذ، وخاصة في مقالته عن أسامة بن منقذ، إعادة النظر في نبيل سوري عربي في زمن الحروب الصليبية“.

ومن المصادر الأخرى التي تضم معلومات عن النساء غير المسلمات خلال فترة الحروب الصليبية، وخاصة بالإشارة إلى النساء اليهوديات، تجد مجموعة الوثائق المعروفة باسم غنيزا القاهرةوالتي تتكون من رسائل وعقود ومواد أخرى كتبها أفراد من المجتمعات اليهودية في الشرق الأوسط، ويتناول عدد من هذه الوثائق شؤونا متنوعة مرتبطة بالنساء في المجتمع اليهودي. وقد قام س. د. غويتاین (S. D. Goitein) بدراسة قضايا مختلفة تتعلق بالنساء في عدد من أعماله، لا تقتصر على كتابه الكبير مجتمع بحر متوسطي، ولكن أيضًا في كتابه رسائل لتجار يهود من العصور الوسطى، وكذلك مقالاته عن رسائل معاصرة حول استيلاء الصليبيين على القدسوعن العادات الجنسية للعامةوالتي يتطرق فيها إلى النساء المسلمات والمسيحيات. وهنالك دراسة أخرى تشمل بعض المعلومات حول النساء اليهوديات خلال تلك الفترة وهي عن تاريخ اليهود في مملكة القدس اللاتينيةالتي كتبها جوشوا بروير (Joshua Prawer).

وكما حدث مع النساء المسلمات بحثت إيفون فريدمان (Yvonne Friedman) قضية الأسيرات غير المسلمات، فاشتملت دراستها على الأسيرات الإفرنجيات واليهوديات، كما تضمنت مصادرها الكتب سابقة الذكر فيما يتعلق بالأسيرات المسلمات وكل من بهاء الدين وأمبرواز وغلبرت توجينت ووالتر المستشار، وكذلك الدراسات البحثية الحديثة حول وثائق غنيزا القاهرة.

ويمكن العثور على النساء المحاربات غير المسلمات في الملاحم الشعبية الإسلامية، ومرة أخرى نلجأ إلى سيرة ذات الهمة وبحث ريمكه كروك، حيث نجد في مقالة كروك التي سبق ذكرها تناولا مفصلا لأميرة بيزنطية محاربة اسمها نورا. وكما قلنا فإن أهمية هذه الأعمال الروائية تكمن في نفاذها إلى عمق التوجهات الشعبية آنذاك حتى إن لم تكن تدور مباشرة في أحداث تلك الفترة. وفيما يتعلق بالأعمال الأدبية الأخرى تظهر نساء الفرنجة في شعر ابن القيسراني (المتوفى عام ٥٤٨هـ./ ١١٥٤م) وكان مفتونا بسحر جمالهن، ونجد دراسة مفصلة لهذا الجانب في شعر ابن القيسراني في أعمال كارول هيلنبراند ونيال كريستي المشار إليهما أعلاه.

وأخيرا، هنالك مصدر نسائي مهم لفترة الحملة الصليبية الأولى، وهي الأميرة البيزنطية آنا كومنينا (المتوفاة في الفترة بين عام ٥٤٢هـ. / ١١٤٨م وعام 548 – 549هـ./ ١١٥٤م). فقيامها بكتابة سيرة حياة والدها أليكسيوس الأول (المتوفى عام ٥١٢هـ. / ۱۱۱۸م) والمعروفة باسم ألكسياد

(Anna Commena, Alexiad) هو عمل مهم لقيمته كمصدر للمعلومات التاريخية، وكذلك باعتباره العمل الوحيد في تلك الفترة الذي كتبته امرأة. وثمة دراسات نشرت في كتب تتناول آنا كومنينا، ومنها كتاب جورجينا باكلر (Georgina Buckler) وكتاب راي دالفن (Rae Dalven)، كما نجد دراسة لجوانب متنوعة من حياتها وأعمالها في مجلد ممتاز نشر مؤخرًا يضم مجموعة من الأبحاث عن آنا كومنينا وعصرها قامت بتحريره ثاليا غوما – بيترسون (Thalia Gouma- Peterson)

مصادر أولية

ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، المجلد الخامس، تحقيق حاتم، القاهرة ١٩٦٣.

ابن الخياط، ديوان ابن الخياط، تحقیق، خ. مردم بلك دمشق ١٩٥٨.

ابن عساکر، تاريخ مدينة دمشق، تراجم النساء، تحقيق الشهابي، دمشق ۱۹۸۲.

مصادر ثانوية

و. م. علي، نفوذ النساء في الدولة الإسلامية في العراق ومصر، القاهرة ١٩٨٦.

 

Primary Sources

Anna Comnena, The Alexiad of Anna Comnena, trans. E. R. A. Sewter, Baltimore 1969.

S. D. Goitein (trans.), Letters of medieval Jewish traders, Princeton 1973.

Usāma ibn Munqidh, An Arab-Syrian gentleman and warrior in the period of the Crusades. Memoirs of Usāmah ibn-

Munqidh, trans. P. K. Hitti, New York 2000.

Secondary Sources

D. Behrens-Abouseif, The lost minaret of Shajarat ad-Durr at her complex in the cemetery of Sayyida Nafisa, in

Mitteilungen des Deutschen Archäologischen Instituts Abteilung Kairo 39 (1983), 1–16.

J. P. Berkey, Women and Islamic education in the Mamluk period, in N. R. Keddie and B. Baron (eds.), Women in Middle

Eastern history. Shifting boundaries in sex and gender, New Haven, Conn. 1991, 143–57.

L. Brady, Essential and despised. Images of women in the First and Second Crusades, 1095–1148, unpublished M.A. thesis,

University of Windsor, Canada 1992.

J. A. Brundage, Prostitution, miscegenation and sexual purity in the First Crusade, in P. W. Edbury (ed.), Crusade and

settlement. Papers read at the First Conference of the Society for the Study of the Crusades and the Latin East and

presented to R. C. Smail, Cardiff 1985, 57–65.

G. G. Buckler, Anna Comnena, a study, London 1929.

N. Christie, Levantine attitudes towards the Franks during the early Crusades (490/1096–564/1169), unpublished Ph.D.

thesis, University of St. Andrews, Scotland 1999.

H. Dajani-Shakeel, Jihad in twelfth-century Arabic poetry. A moral and religious force to counter the Crusades, in Muslim

World 66 (1976), 96–113.

——, Some aspects of Muslim-Frankish Christian relations in the Sham region in the twelfth century, in Y. Y. Haddad and

W. Z. Haddad (eds.), Christian-Muslim encounters, Gainesville, Fla. 1995, 193–209.

R. Dalven, Anna Comnena, New York 1972.

J. De Weever, Sheba’s daughters. Whitening and demonizing the Saracen woman in medieval French epic, New York

1998.

D. J. Duncan, Scholarly views of Shajarat al-Durr. A need for consensus, in Arab Studies Quarterly 22 (2000), 51–69.

A.-M. Eddé, La principauté ayyoubide d’Alep (579/1183–658/1260), Stuttgart 1999.

R. C. Finacune, Soldiers of the faith. Crusaders and Moslems at war, London 1983.

Y. Friedman, Women in captivity and their ransom during the Crusader period, in M. Goodich, S. Menache, and S. Schein

(eds.), Cross-cultural convergences in the Crusader period. Essays presented to Aryeh Grabois on his sixty-fifth

birthday, New York 1995, 75–87.

S. D. Goitein, Contemporary letters on the capture of Jerusalem by the Crusaders, in Journal of Jewish Studies 3 (1952),

162–77.

——, A Mediterranean society, 6 vols., Berkeley 1967–93.

——, The sexual mores of the common people in A. L. al-Sayyid Marsot (ed.), Society and the sexes in medieval Islam,

Malibu 1979, 43–61.

T. Gouma-Peterson (ed.), Anna Komnene and her times, New York 2000.

W. Z. Haddad, The Crusaders through Muslim eyes, in Muslim World 73 (1983), 234–52.

G. R. G. Hambly, Becoming visible. Medieval Islamic women in historiography and history, in G. R. G. Hambly (ed.),

Women in the medieval Islamic world. Power, patronage and piety, New York 1998, 3–27.

B. Hamilton, Women in the Crusader states. The queens of Jerusalem (1100–1190), in D. Baker (ed.), Medieval women,

Oxford 1978, 143–73.

——, Eleanor of Castile and the crusading movement, in Mediterranean Historical Review 10 (1995), 92–103.

C. Hillenbrand, The Crusades. Islamic perspectives, Edinburgh 1999.

——, The First Crusade. The Muslim perspective, in J. Phillips (ed.), The first Crusade. Origins and impact, Manchester,

U.K. 1997, 130–41.

P. M. Holt, Baybar’s treaty with the Lady of Beirut in 667/1269, in P. W. Edbury (ed.), Crusade and settlement. Papers

read at the first conference of the Society for the Study of the Crusades and the Latin East and presented to R. C. Smail,

Cardiff 1985, 242–5.

R. Irwin, Usamah ibn Munqidh. An Arab-Syrian gentleman at the time of the Crusades reconsidered, in J. France and W. G.

Zajac (eds.), The Crusades and their sources. Essays presented to Bernard Hamilton, Aldershot, Hampshire 1998, 71–

87.

B. Z. Kedar, The subjected Muslims of the Frankish Levant, in J. M. Powell (ed.), Muslims under Latin rule 1100–1300,

Princeton, N.J. 1990, 135–74.

R. Kruk, The Bold and the beautiful. Women and “fitna” in the “Sīrat dhāt al-Himma.” The story of Nūra, in G. R. G.

Hambly (ed.), Women in the medieval Islamic world. Power, patronage and piety, New York 1998, 99–116.

A. Levanoni, Šağar ad-Durr. A case of female sultanate in medieval Islam, in U. Vermeulen and J. van Steenbergen (eds.),

Egypt and Syria in the Fatimid, Ayyubid and Mamluk eras, iii, Leuven 2001, 209–18.

H. Lutfi, Manners and customs of fourteenth-century Cairene women. Female anarchy versus male shar‘i order in Muslim

prescriptive treatises, in N. R. Keddie and B. Baron (eds.), Women in Middle Eastern history. Shifting boundaries in

sex and gender, New Haven, Conn. 1991, 99–121.

H. Nicholson, Women on the Third Crusade, in Journal of Medieval History 23 (1997), 335–49.

R. Pernoud, La femme au temps des croisades, Paris 1990.

C. F. Petry, Class solidarity versus gender gain. Women as custodians of property in later medieval Egypt, in N. R. Keddie

and B. Baron (eds.), Women in Middle Eastern history. Shifting boundaries in sex and gender, New Haven, Conn.

1991, 122–42.

W. Porges, The clergy, the poor, and non-combatants on the First Crusade, in Speculum 21 (1946), 1–23.

J. M. Powell, The roles of women in the Fifth Crusade, in B. Z. Kedar (ed.), The horns of Ħaŧŧīn. Proceedings of the second

conference of the Society for the Study of the Crusades and the Latin East, Jerusalem 1992, 294–301.

J. Prawer, The history of the Jews in the Latin kingdom of Jerusalem, Oxford 1988.

R. Roded, Women in Islamic biographical collections. From Ibn Sa‘d to Who’s Who, Boulder, Colo. 1994.

Y. Tabbaa, Đayfa Khātūn, regent queen and architectural patron, in D. Fairchild Ruggles (ed.), Women, patronage and self-

representation in Islamic societies, Albany, N.Y. 2000, 17–34.

M. Tolmacheva, Female piety and patronage in the medieval “ħajj,” in G. R. G. Hambly (ed.), Women in the medieval

Islamic world. Power, patronage, and piety, New York 1998, 161–79.

U. Vones-Liebenstein, Eleonore von Aquitanien. Herrscherin zwischen zwei Reichen, Zürich 2000.

A. Weir, Eleanor of Aquitaine. A life, New York 2000.

The following important collection of papers was published shortly after the writing of this article:

S. B. Edgington and S. Lambert (eds.), Gendering the Crusades, Cardiff 2001.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات