المنهجيات والمنظومات والمصادر
لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع
أفغانستان
القرنان التاسع عشر والعشرون
إن المصادر الأولية والثانوية لدراسة النساء والثقافات الإسلامية في أفغانستان هي مصادر محدودة في معظم القرنين التاسع عشر والعشرين، أما أغنى وأوفر المصادر الأرشيفية فهي تلك التي تعود إلى الإمبراطورية البريطانية في الهند. كذلك هناك مصادر متنوعة من روايات الرحالة والأبحاث الإثنوغرافية الحديثة، ولكنها في معظمها، كالمصادر الثانوية من الدراسات الاجتماعية وكتب التاريخ السياسي للبلاد، نادرًا ما تتجاوز قوالب أنواع الكتابة الخاصة بالفترة التي كتبت فيها.
أما الكتابات التي تعود إلى ما بعد الانقلاب السياسي لعام ۱۹۷۳م والغزو السوفييتي للبلاد في ۱۹۷۹م وما أعقبه من الحرب الأهلية والأمريكية فهي كتابات من نوع آخر. وهذه المادة الأخيرة تركز على السياسة الوطنية والمقاومة الأفغانية وصعود التيار الإسلامي. وهنا تشمل المصادر الرئيسية تقارير الحكومة والمنظمات غير الحكومية والصحفيين إضافة إلى صحف الأحزاب السياسية. ونجد أن غالبية الأدبيات الثانوية تعالج العلاقة بين السياسة الدولية والوضع السياسي في البلاد بشكل عام. ومن هذا المنطلق يمكن مقارنتها بأدبيات الأزمة في فلسطين والصومال وكوسوفو.
ومعظم مصادر الفترتين المذكورتين أعلاه مصادر استشراقية في جانبين: أولاً، هي تعيد إنتاج الأشكال الذكورية السائدة في السياسة الأفغانية والدولية، والتي تؤكد وجود تقسيم جوهري بين النساء والرجال، دون تناول إشكاليات ذلك التصنيف. وثانيًا، نجدها تميل إلى التعميم وتجسيد “الإسلام” والتعامل مع الكتابات المثالية أو النخبوية حول المعتقدات والممارسات الدينية، غافلة في نفس الوقت عن تناول التعقيدات والتناقضات القائمة في الممارسات الدينية للناس العاديين. ولهذين السبيين فإن الأدبيات الأفغانية ذكورية الميل بقوة. وهكذا فإن هذه الأدبيات تتطلب دراسات مبتكرة جديدة تتبنى منهجيات إبداعية ومقارنة على وجه الخصوص. ويمكن في ذلك تأمل بعض الأبحاث الإثنوغرافية وكتابات التاريخ الاجتماعي من الدول الأخرى كمصدر للإلهام. ويجب التركيز فيها على الجندر (لا النساء في حد ذاتهن) في دراسة المعرفة والتنظيم الاجتماعي الخاص بالاختلاف الجنسي، وعلى الممارسات اليومية الخاصة بالإسلام من قبل النساء والرجال من الطبقات المختلفة وفي المنفى ومعسكرات اللاجئين، وفي الأماكن الريفية والحضرية. وعلى سبيل المثال فإن دراسات توراب (Torab 1996, 2002) في الإثنوغرافيا الإيرانية تقدم نموذجًا مقارنًا يوحد هذين المنظورين في تناول الصياغة المتبادلة للهويات الدينية وتشكلها على أساس الجنس.
وهناك صعوبة أخرى تصادفنا مع الدراسات في التسعينات من القرن العشرين وفي القرن الواحد والعشرين، وتتمثل تلك الصعوبة في أن تلك الدراسات قد أغفلت تمامًا المصادر التاريخية والإثنوغرافية المستندة إلى العمل الميداني الذي جرى في الستينات والسبعينات من القرن العشرين (منذ ثمانينات القرن العشرين استحال العمل الميداني الذي يعتمد على المراقبة العيانية). ويصاحب انعدام الرغبة في النظر إلى الماضي نوع آخر من التعمية، حيث أن معظم الأعمال المنشورة حديثًا، تكاد تغفل تمامًا التغييرات الهائلة في المجتمع الأفغاني ونجمت عن ما يزيد على عقدين من الحروب وحوالي مليون قتيل، والحراك الذي تعرض له نصف السكان منتقلين إلى المنافي الداخلية أو الخارجية، إضافة إلى مقدار لا بأس به من التمدن. وتفترض معظم الدراسات الحديثة ضمنيًا أن الشكل الحالي لكل من الجندر والإسلام هو أمر تقليدي نوعًا ما. ولكن مع هذا فإن علاقات الجندر والمعتقدات والممارسات الإسلامية قد تغيرت إلى حد كبير خلال هذه الفترة لأن الإسلام والفهم الإسلامي للجندر كان محور الأيديولوجيات من كل الأطراف في الحروب الأهلية وفي مقاومة الغزوتين الروسية والأمريكية.
وفي هذه الظروف، فمن الضروري أن تكون الدراسات السابقة هي أساس المقاربات النظرية النقدية لعمليات التغير الاجتماعي الجذري. فعلى سبيل المثال نجد أن الدراسات الحديثة التي تتضمن نظريات جديدة قد تستكشف مجال التنوع في الهويات تبعًا للجنس، والمتوفرة سابقًا لكل من النساء والرجال من طبقة أو مجتمع معين، مع الأخذ في الاعتبار كيف تغيرت عمليات التشكيل الثقافي تبعًا للجنس، والحياة الجنسية وعمليات التجسيد، وذلك في وجه الحرب والنفي، بل وربما الفقر الذي لم يكن متوقعًا.
وبنفس القدر نجد حتى الآن غياب الدراسات المفصلة والمحددة التي تتناول عمليات شهدت تغير الميول والممارسات الدينية في الظروف المأساوية خلال العقود الثلاثة الماضية. ويمكن لمثل هذه الدراسات أن تثير أسئلة جديدة في غاية الأهمية وذات طابع عام ونظري حول العلاقة بين الجندر والمسؤولية الشعائرية، والعلاقة بين حياة الناس والأفكار المتغيرة بشأن طبيعة المعاناة أو الشر أو الاستشهاد أو الحياة في الآخرة.
كانت كتابات الرحلات الأفغانية التي نشرها رجال أوروبيون وآسيويون جزءًا من الخطاب العام عن “اللعبة الكبرى” للغزو الاستعماري التي لعبتها الإمبراطوريتان الروسية والبريطانية خلال القرن التاسع عشر. وكان كثير من الرحالة يعملون في خدمة الاستعمار بشكل مباشر أو غير مباشر، وشملت مؤلفاتهم أنواعًا من التقارير والخرائط العسكرية والحكومية السرية. وقد كتب الروس عن الشمال (Khanikoff 1845, Gradekoff 1880) في حين أن الوكلاء المرتبطين بالبريطانيين تجولوا بشكل أوسع في أفغانستان ولكنهم كانوا يميلون إلى الكتابة عن الجنوب والشرق (Masson 1842, Mohan Lal 1846, Raverty 1888). وفي كل من المصادر المنشورة والأرشيفية كان من النادر وجود أكثر من مجرد إشارات عابرة عن الحياة المنزلية أو الشعائر الإسلامية. ولكن بالتأكيد كانت هناك بعض المعلومات التي يمكن استخلاصها من كتب الرحالة ومن التقارير المفصلة، مثل تلك التي كتبها العميل السياسي رولنسون (Rawlinson 1841) والسلسلة الأخيرة من الصحافيين الأفغان (Adamec 1974) والتي تقدم لنا معلومات عن التركيبة السكانية والعشائرية والجماعات العرقية والضرائب والاقتصاد المحلي.
ويعتبر السرد المفصل والمتعاطف الذي كتبه روبرتسون (Robertson 1896) في فترة متأخرة عن حياة “الكافرين” اليومية في شمال شرق أفغانستان عملاً استثنائيًا في هذا المجال، ويشمل فصولاً عن وضع النساء وطقوس دورة الحياة وحياة القرية. أما البحث الإثنوغرافي لجونز (Jones 1974) حول النورستانيين فهو تكملة لهذا المسار المتسع. أما الوصف الذي قدمه ببير سينتليفر (Pierre Centlivres) للصبية الراقصين (baccha) الذين كثيرًا ما كانوا يرفهون عن الرحالة والمسافرين فهو يقدم نموذجًا ممتازًا لمراجعة المصادر القديمة. وقد طورت نانسي لنديسفارن (Lindisfarne 1997) هذه الفكرة عبر سلسلة من الأسئلة الإثنوغرافية التي لم تطرح سابقًا حول المثلية الجنسية والتحول من جنس إلى آخر.
أما النموذج الاستثنائي الآخر فهو يوميات ليدي سيل (Lady Sale) حول الحرب الأفغانية الأولى، حيث تصف الحياة في المعسكرات البريطانية للجنود في كابول، والأشهر التسعة التي قضتها ليدي سيل رهينة حيث وقعت في الأسر بعد انسحاب البريطانيين من كابول في ١٨٤١م. وكان حوالي ١٦ ألف جندي وأتباعهم قد ماتوا خلال الانسحاب الذي وصف بأنه أكبر هزيمة لحقت بالبريطانيين من قبل عدو آسيوي حتى سقوط سنغافورة في الحرب العالمية الثانية (Macrory 1969, ix). وفي سبيل تفسير تلك الكارثة جزئيًا كانت الروايات البريطانية اللاحقة تصور الأفغان، وخاصة قبائل الباشتون / الباختون على الحدود الشمالية الغربية، في صورة الخونة الوحشيين المبالغ فيها. إن إضافة هوية الخشونة الذكورية البالغة على “الأفغان الخبثاء“، والبربرية والتعطش للدماء على نساء الباشتون، كانت نابعة من الهزائم البريطانية في الحروب الأنجلو – أفغانية الثانية والثالثة في عام ۱۸۷۸م وعام ۱۹۱۹م (أنظر / أنظري على سبيل المثال: Bellew 1889, Pennel 1909، وعقد مقارنة مع Kipling 1990, 337 ).
النزعة العرقية
يوجد عنصر آخر للانحياز ضد الباشتون نابع من الدور الذي تلعبه النزعة العرقية في توحيد الدولة الأفغانية. كان أمير الرحمن يعتمد بقوة على الباشتون لغزو الهزراجات والنورستان وتأمين التخوم الشمالية في تركستان الأفغانية. وفي سبيل تقوية حكمه عرض على الباشتون تخفيضات ضريبية والإعفاء من الخدمة العسكرية ومنحهم أراض في المناطق غير الباشتونية في البلاد، وبسبب أفعاله تلك فتح قروحًا في التنافس العرقي الذي ألهب أفغانستان في القرن الماضي.
ومع ذلك فإن الكثير من الأدبيات التي تتناول أفغانستان بدلاً من اعتبار النزعة العرقية مشكلة يجب مناقشتها، نظرت إليها كحقيقة مسلم بها، وهكذا تم تطبيع “القبلية” وبالتالي إضفاء “البدائية” و“التخلف” على شخصية الشعب الأفغاني. وهذا المنحى يغفل الفروق بين الطبقات الاجتماعية ويخفي الطبيعة الإقطاعية لملاك الأراضي الزراعية والدولة الإقطاعية، ويأتي بعبارة “أمراء الحرب” خالية من تداعياتها التاريخية، لتبدو كما لو أنها ليست ملمحًا هيكليًا لغياب المساواة بين المواطنين الأفغان. وتستمر المشكلة بسبب جوانب الرضا الذاتي الناجم عن التوصيف العرقي، فبعض الجماعات ارتضت بأن تصف نفسها والآخرين بتسميات عرقية أو قبلية، أو كليهما معًا، مما نتج عنه أن حتى أكثر الدراسات الإثنوغرافية جدية تميل إلى الاعتماد على صياغات غير نقدية لتلك المصطلحات العرقية، متغافلة عن مسارات التاريخ وبناء الدولة التي خلقت خطابًا أفغانيا حول النزعة العرقية، وتستمر في تغييره. وبالتأكيد أصبحت النزعة العرقية أكثر وضوحًا منذ عام ۱۹۸۹ م، كما غيرت معانيها مرة أخرى منذ الحرب الأمريكية. ومن المهم في هذا الصدد تأمل مفهومي “القبائل” و“الدولة” باعتبارهما صيغتين تشكل إحداهما الأخرى. ومن المهم أيضًا تناول إشكاليات مفهومي “العرقية” و“الهوية” اللذين يمثلان إطارًا لكثير من الدراسات الأفغانية (R. Tapper 1983, 1988) كما نجد في دراسة تابر (Tapper 1984) دراسة حالة مختصرة ولكن مقنعة تشير إلى إقحام التعريف والهوية العرقية في بدايات السبعينات من القرن العشرين ضمن السياسات الطبقية في شمال أفغانستان. ومازال هذا المجال يتسع للكثير من الدراسات حوله.
لقد جذب التركيز على النزعة العرقية اهتمام الباحثين بعيدًا عن مسارات دراسات الجندر وممارسات الإسلام، إضافة إلى تشويه الدراسات الأخرى. فعلى سبيل المثال نجد استمرار إعادة إنتاج قوة التنميط العرقي والهيمنة السياسية والاقتصادية للباشتون في نصوص ركيكة غالبًا في “الباشتونوالي” أو “قانون الشرف” الخاص بالباشتون. كما يفهم الأفغان وغيرهم أحيانًا “شرف” الباشتون باعتباره يكمن في استعداد رجال الباشتون للاقتتال من أجل “النساء والذهب والأرض” (أي “زان، زار، زيمين“). وكثيرًا ما يتم استخدام التعليقات على “شرف” الباشتون – أي على كرم الضيافة والحماية والعداوة والمجالس القبائلية والحجاب والجهاد – في تفسير السياسة الراهنة للدولة الأفغانية وأطراف المقاومة، ومؤخرًا في تفسير صعود وسقوط طالبان. ومن الطبيعي أن التركيز على “الباشتونوالي” يغفل المكون الاقتصادي، أي الملكية، في التوصيف السياسي لخصائص “الشرف” و“العار“. ومع هذا فإن مصطلحي “الشرف” و“العار” من المصطلحات المحلية الخاصة بتفسير الأبعاد الطبقية للاختلافات بين الجنسين، والحجاب وممارسات الزواج، وبالتأكيد ما يحمله “العار” من قوة باعتباره “سلاح الضعفاء” المتوفر للنساء والرجال على السواء. وللتعرف على نماذج للمراجعة الجذرية لمفهومي “الشرف” و“العار” في إثنوغرافية الشرق الأوسط يمكن الرجوع إلى لنديسفارن (Lindisfarne 1994)، وكذلك كل من روبن (Rubin 1997)) ولنديسفارن (Lindisfarne 2002) للتعرف على أسباب البروز الراهن للجندر في السياسة الأفغانية والدولية.
ويخفي نمط “الأفغاني” الشرس (ويعرف أيضًا باشتوني/ باختوني) الكثير من الأمور الأخرى أيضًا، حيث يخفي التشوش في الهوية الجنسية أو التحول في الطفولة وفي سياقات أخرى كذلك (Centlivres 1992)، ومنها رواية من بدايات القرن العشرين حول أرملة شابة أصبحت رئيسة عصابة بعد إعدام زوجها (N. Tapper 1992, 195 – 196)، كما يخفي أيضًا حركة الاستقلال السلمية المنضبطة المسماة “القمصان الحمر البوختون” أي “خدام الرب” في الهند الصينية في الفترة من عام ١٩٣٠ إلى ١٩٤٧م، وكانت هذه الحركة تستند إلى “الباختونوالي” والإسلام و“الغاندية” (نسبة إلى غاندي)، وكانت تتضمن المشاركة الفعالة للنساء والرجال، وقد وصفها كتاب التاريخ الشفوي والأرشيفي لبانيرجي المبهر (Banerjee 2000). كما قام إدواردز أيضًا بمراجعة “الحدود الأخلاقية المبهمة” حيث قدم مناقشة ممتعة حول التناقض في استخدام الصور المجازية ذات الطابع المتعلق بالجندر والدين والتي استخدمها الباختون والبريطانيون في نهاية القرن التاسع عشر Edwards 1989, 1996، وللمزيد حول مكانة “الباختونوالي” في الفترة الاستعمارية وأثناء الحرب الأفغانية السوفييتية Edwards 1986 ).
تواصل مصادر التاريخ السياسي التركيز على الباشتون والقبلية والبدوية إضافة إلى انحياز الدولة نفسها إلى الباشتون (على سبيل المثال: Gregorian 1969, Kakar 1979، ومقارنة Mohammad 1914, 15 ). ولا تتطرق هذه الكتب التاريخية إلى فحص قضايا الإقطاع والسياسات الطبقية وسيادة الممارسات السنية، وكذلك بالطبع أوضاع النساء وقضايا الجندر، ولكن تناول كمالي (Kemali 1985) لقانون الزواج يتناول بالضرورة هذه القضايا، وكذلك الدراسات التي تدور حول حقبة حكم أمير أمان الله الذي كان يميل إلى التحديث فقام بدعم الحركة الإصلاحية للأزياء (Scarce 1975) وتعليم النساء، وذلك بطرق يمكن مقارنتها بالإصلاحات التي كانت تحدث أيضًا في إيران وتركيا ومصر خلال نفس الفترة. وبنظرة إلى الماضي نلحظ مفارقة مأساوية تلون الأدبيات المبنية على نظريات خاطئة والتي تعالج التغييرات التي طرأت على “وضع النساء” باعتبارها جوانب حتمية ومباشرة وعلى خطى “التقدم” (أنظر / أنظري مثلاً البحث الاجتماعي عند نييب Knabe 1977، أو الوقائع التاريخية الطريفة عند ديلوي Delloye 1980 وعند لاجواني Lajoinie ). وهنالك دراسات قيمة وغير معتادة، وهي الأكثر تدقيقًا في تناولها صحة النساء (Hunte 1985, Michelle and Robin Polton 1979) .
الدراسات الإثنوغرافية
نجد عند جيلسنان (Gilsenan 1990) إشارة إلى “غرابة غياب الإشكالية” في الدراسات الأنثروبولوجية حول الشرق الأوسط في الستينات وبدايات السبعينات من القرن العشرين، وهي الفترة التي نفذت خلالها معظم الدراسات الميدانية في أفغانستان. ففي ذلك الوقت كانت “التغطية” الإثنوغرافية قوة دفع مهمة في تلك الدراسات، حيث كانت معظمها دراسات محافظة جدًا وتعيد إنتاج الانحياز إلى الموضوعات “الرومانسية” الريفية، في حين تهمل مسائل الاقتصاد السياسي والتقسيم الطبقي، أو بتعبير أبسط “التاريخ والسلطة“. وكانت قضايا الجندر والممارسات الإسلامية آنذاك مجرد موضوعات ذات أهمية إثنوغرافية هامشية في أحسن الأحوال. وكانت الدراسات الإثنوغرافية الأفغانية متغايرة العناصر ووصفية وتفتقد إلى القوة النظرية، وهي دراسات تكاد تكون مجهولة لدى الباحثين والباحثات من خارج المنطقة. ومع ذلك فمن المحزن أن هذه الدراسات لها الآن قيمة أرشيفية لم يتوقعها أحد منذ ٣٠ سنة مضت.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار الطابع الغريب في غياب الإشكالية في الدراسات الإثنوغرافية في تلك الفترة، فلا عجب أنها تدعم الانحياز إلى الباشتون، ولكن نجد في بعض الدراسات الأنثروبولوجية للباشتون / الباختون وقائع تكشف عن وعي بالتمييز بين الجنسين (Glatzer 1977, Boeson 1978- 1980, Anderson 1982, Lindholm 1982, Tavakolian 1984, N. Tapper 1991a). ويمكن الحصول على نموذج لاستكشاف الصياغة المتبادلة للجندر والممارسات الإسلامية من خلال طقوس الطعام والمؤاكلة (Tapper and Tapper 1986).أما دراسة غريما اللاحقة (Grima 1992) والتي تمت في باكستان فهي متفردة في تركيزها على الأداء والنص وقص الحكايات والتزامها النسوي في وصفها لكيفية تعريف “شرف” المرأة الباختونية من خلال طقوس الحزن والمعاناة.
مما يثير الانتباه هو عدم اتساق أوصاف حياة النساء في الكتابات الإثنوغرافية للمجموعات غير الباشتونية (عن الشعوب الناطقة بالفارسية في المنطقة الوسطى للبلاد Ferdinand 1964، وعن الطاجيكيين Singh Uberoi 1970, Michelle and Robin Poulton 1979، وعن القرقزيين والواخي في الشمال الشرقي Shahrani 1979، وعن العرب Barfield 1981، وعن التركمان والأوزبكيين وغيرهم (Kruger 1963, Stucki 1978, Shalinsky 1979, Roa 1981). وللمفارقة فإن أفضل وصف للمعتقدات والطقوس الدينية كانت للشيعة الهزارة وهم أقلية تعيش في الجزء الأوسط من البلاد Canfield 1993, (Mousavi) 1997، كما أن التغطية نفسها غير متساوية حيث يوجد القليل جدًا من الكتابات عن الأفغان البالوش.
ويدور القليل جدًا من الدراسات الإثنوغرافية الأفغانية عن الحياة الحضرية، ومن الدراسات المهمة في هذا المجال تلك التي قام بها بيير سنتليفر (Pierre Centlivres 1972) حول بازار طاشغرغان الذي يهيمن عليه الأوزبكيون. وقد عمل سنتليفر وميشيلين سينتليفر ديمون (Centlivres 1998, Micheline Centlivres Demont 1988) لأكثر من أربعين سنة في أفغانستان، وتعتبر مؤلفاتهما من أثرى الدراسات الإثنوغرافية عن أفغانستان. كما أن عملهما قد تماشى باستمرار مع الجدل البحثي المتغير خارج المنطقة، مما نتج عنه وجود أوراق بحثية متنوعة ومتطورة نظريًا من عدة وجوه حول الجندر والممارسات الإسلامية. كما قدمت باحثتان عملتا في مدينة هيرات نماذج لدراسة الجندر والإسلام، حيث أن كتاب دبلداي عن ثلاث نساء من هيرات (Doubleday, Three Women of Heart 1988، وانظر/ انظري أيضًا Slobin 1974 ) سيرة ذاتية مهمة ومقروءة على نطاق واسع وتتناول النساء وموسيقاهن. أما نصوص مارغريت میلز (Margaret Mills 1985, 1991) فتأتي من التزامها المزدوج: الاهتمام بقضايا الجندر ومعالجة الحكايات الشعبية في إطار ما بعد الحداثة باعتبارها “أعمالاً مفتوحة” تستكشف صورًا معمقة من التأويل والتفاوض حول المكان والمعنى من خلال مصطلحات الجندر والدين والسياسة العلمانية.
الأدبيات الحديثة
كان أسلوب المقاومة السائد في أفغانستان منذ القرن التاسع عشر إسلاميًا، وقد تم إحياء هذا التراث في المقاومة الداخلية ضد الأحزاب الشيوعية التي حكمت أفغانستان بعد ۱۹۷۷م وضد الغزاة السوفييت. كما كانت النبرة الإسلامية تلون الخطاب عن أفغانستان خلال الحرب الأهلية وحتى صعود طالبان والحرب الأمريكية على “الإرهاب“. وهذا التركيز على الإسلام ظاهر في الكتابات بعد “انقلاب داوود” في ۱۹۷۳م، ومنذ الغزو السوفييتي في ۱۹۷۹م أصبح هناك بعض الباحثين الأفغان، دون وجود أي أجانب، في البلاد. وإلى جانب الإصدارات الحكومية الرسمية، فإن معظم الأدبيات الحديثة هي بأقلام صحافيين وأعضاء في منظمات غير حكومية ومن الأحزاب السياسية الأفغانية ذاتها.
وعلى مدى العشرين سنة الماضية كانت أفغانستان إنفو (Afghanistan Info) هي أهم مصدر ثابت يتضمن مجالاً رحبًا من الموضوعات. كما توجد مصادر أخرى (MERIP, Roy 1985, Rubin 1995, Rashid 1999, Neale 2001) تقدم خلفية سياسية مهمة للثورات الأفغانية والمقاومة الإسلامية، وهو ما نجده أيضًا في عدد من الأعمال المنشورة، ومنها عدد يشمل كتابات عن النساء (Shahrani and Canfield 1984, Farr and Marriam 1987, WUFA 1990, Weiner and Banuazizi 1994, Atabaki and O’Kane 1998, and Maley 1999) .
إن السيرة الذاتية التي كتبتها غوهاري (Gauhari 1996) عن هروبها من كابول ثم لجوئها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بداية لمزيد من روايات الأفغان المنفيين من الطبقة المتوسطة. فقد كانت سميث، التي تعمل موظفة صحية للنساء، تعيش في شمال ووسط أفغانستان على مدار عدة سنوات قبل صعود طالبان، وقصتها الشجاعة (Smith 2001) خالية بشكل منعش من أسلوب كتابة المنظمات غير الحكومية، وأهم شيء هو أنها تقوم بتوثيق مرونة ردود أفعال النساء تجاه الحرب بما يدحض النمط الشائع لـ. “المرأة الأفغانية التقليدية” المنعزلة والسلبية وباعتبارها تجسيدًا لمفهوم “الثقافة الأفغانية“. ونجد في المناقشات الخاصة بحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية Piquard 1989, Christensen 1990، وتقرير منظمة العفو الدولية لعام ١٩٩٥) أن فئة “النساء” و“الثقافة الأفغانية” تعامل على أنها مفاهيم بديهية. وحيثما يحدث ذلك لا يتم الانتباه إلا نادرًا إلى “الجندر” كوسيلة لتفسير الاختلاف الاجتماعي والتراتبية بل وبعض الهويات الدينية. وتنظر إليس (Ellis 2000)، وهي الكندية الناشطة في مجال النسوية ومناهضة الحرب، إلى النساء باعتبارهن عناصر فعالة، وقد قدمت تقارير عن كل النساء المشتركات في الحروب الأفغانية، ومنهن النساء السوفييتيات واللاجئات الأفغانيات في موسكو وفي غيرها من مدن الاتحاد السوفييتي. ولكن مع اتساع مجالات اهتمامها فإن تركيزها على “النساء” باعتبارهن فئة بديهية هو تركيز مثير للدهشة. فالجندر (من حيث تعريفه للنساء والرجال) هو وسيلة واحدة من عدة وسائل يختبر بها الأفغان الاختلاف واللامساواة اليوم. وكتاب إليس يتسم بالوقائع الطريفة، ولعلها خاصية حتمية تنطبق على أدب الأزمات الذي يركز على ما هو غير مستمر وحاد وغير اعتيادي في حياة الناس، وهو أمر بعيد عن الخطأ في الظروف المأساوية، ولكنه يظل منحازًا ضد المقولات والملاحظات الخاصة بالاستمرارية وعمليات الاعتياد الروتيني، بل والأكثر من ذلك، البنى التي تضاعف وتزيد من التشظي والقلق و“عدم الاستقرار” إضافة إلى ذلك يميل أدب الأزمات، كما تحذر دوبري (Dupree 1999, 147) من وثيقة منظمة العفو الدولية، من التقارير المكررة للمخاوف والإشاعات التي تفتقد المصداقية. ومع ذلك فإن كتاب إليس له قيمته لما فيه من عاطفة وإخلاص، ولما يتضمنه من سرد تاريخي زماني مفيد لتاريخ النساء الأفغانيات وقائمة بأسماء المنظمات العاملة مع النساء الأفغانيات.
Nineteenth- and early twentieth-century sources
L. W. Ademec, Notes on the Afghanistan Gazetteer Project, in Afghanistan journal 1:4 (1974), 118.
H. W. Bellew, The races of Afghanistan, being a brief account of the principle nations inhabiting that country, Calcutta 1880.
India, Army, General Staff Branch, Historical and political gazetteer of Afghanistan, ed. L. W. Adamec, 6 vols., Graz 1972–85.
N. I. Grodekoff, Colonel Grodekoff’s ride from Samarcand to Herat, through Balkh and the Uzbek states of Afghan Turkestan, London 1880.
N. Khanikoff, Bokhara. Its amir and its people, London 1845.
R. Kipling, Rudyard Kipling. The complete verse, London 1990.
P. Macrory (ed.), Lady Sale. Military memoirs. The first Afghan war (1843), London 1969.
C. Masson, Narrative of various journeys in Baluchistan, Afghanistan and the Punjab, 3 vols., London 1842.
F. Mohammad, Light of history [in Persian], 3 vols., Kabul 1914–15.
M. Lal, Travels in the Panjab, Afghanistan, Turkistan, to Balkh, Bokhara, and Herat, London 1846.
T. L. Pennel, Among the wild tribes of the Afghan frontier. A record of sixteen years of close intercourse with the natives of the Indian marches, London 1909.
M. G. Raverty, Notes on Afghanistan and parts of Baluchistan. Geographical, ethnographical, and historical, London 1888.
H. C. Rawlinson, Report by Lieutenant (now Sir) Henry C. Rawlinson, on the Dooranee tribes, London, India Office Library, 19 April 1841.
G. S. Robertson, The Kafirs of Kafiristan, Oxford 1896.
Twentieth-century ethnographies and histories
J. W. Anderson, Social structure and the veil. Comportment and the composition of interaction in Afghanistan, in Anthropos 77:3–4 (1982), 397–420.
M. Banerjee, The Pathan unarmed. Opposition and memory in the north west frontier, Oxford 2000.
T. J. Barfield, The Central Asian Arabs of Afghanistan. Pastoral nomadism in transition, Austin, Tex. 1981.
I. W. Boesen, Women, honour and love. Some aspects of the Pashtun women’s life in eastern Afghanistan, in Folk 21–2 (1979–80), 229–39.
R. L. Canfield, Faction and conversion. Religious alignments in the Hindu Kush, Ann Arbor 1973.
P. Centlivres, Un bazar d’Asie centrale. Forme et organisation du bazar de Tashqurghan (Afghanistan), Wiesbaden 1972.
——, Le jeu des garçons, in J. Hainard and R. Kaehr (eds.), Les femmes, Neuchâtel 1992, 55–80.
——, Chroniques afghanes, 1965–1993, Amsterdam 1998.
P. Centlivres and M. Centlivres-Demont, Et si on parlait de l’Afghanistan? Terrains et textes 1964–1980, Neuchâtel 1988.
I. Delloye, Des femmes d’Afghanistan, Paris 1880.
V. Doubleday, Three women of Herat, London 1988.
D. Edwards, Pretexts of rebellion. The cultural origins of Pakhtun resistance to the Afghan state, Ph.D. diss., University of Michigan 1986.
——, Mad mullahs and Englishmen. Discourse in the colonial encounter, in Journal of the Society for Comparative Study of Society and History 31:4 (1989), 649–70.
——, Heroes of the age. Moral fault lines on the Afghan frontier, Berkeley 1996.
K. Ferdinand, Ethnographical notes on Chahâr Aimâq, Hazâra, and Moghôl, in Acta Orientalia 28:1–2 (1964), 175–203.
M. Gilsenan, Very like a camel. The appearance of an anthropologist’s Middle East, in R. Fardon (ed.), Localizing
strategies. Regional traditions in ethnographic writing, Washington 1990, 222–39.
B. Glatzer, Nomaden von Gharjistan. Aspekte der wirtschaftlichen, sozialen und politischen Organisation nomadischer
Durrani-Paschtunen in Nordwestaghanistan, Wiesbaden 1977.
V. Gregorian, The emergence of modern Afghanistan. Politics of reform and modernization, 1880–1946, Stanford, Calif. 1969.
B. Grima, The performance of emotion among Paxtun women.“The misfortunes which have befallen me,” Austin, Tex. 1992.
P. A. Hunte, Indigenous methods of fertility regulation in Afghanistan, in L. F. Newman (ed.), Women’s medicine. A cross-
cultural study of indigenous fertility regulation, New Brunswick, N.J. 1985, 44–75.
S. Jones, Men of influence in Nuristan. A study of social control and dispute settlement in Waigal Valley, Afghanistan, New York 1974.
H. K. Kakar, Government and society in Afghanistan. The reign of Amir ‘Abd al-Rahman, Austin, Tex. 1979.
M. H. Kamali, Law in Afghanistan. A study of the constitutions, matrimonial law, and the judiciary, Leiden 1985.
E. Knabe, Frauenemanzipation in Afghanistan. Ein empirischer Beitrag zur Untersuchung von soziokulturellem Wandel
und sozio-kultureller Beständigkeit, Meisenheim am Glan 1977.
——, Women in the social stratification of Afghanistan, in C. A. O. van Nieuwenhuijze (ed.), Commoners, climbers and notables, Leiden 1977, 329–43.
J. Krueger (ed.), The Turkic peoples. Selected Russian entries from the great Soviet encyclopedia, Bloomington, Ind. 1963.
S. B. Lajoinie, Conditions de femmes en Afghanistan, Paris 1980
C. Lindholm, Generosity and jealousy. The Swat Pukhtun of northern Pakistan, New York 1982.
N. Lindisfarne, Variant masculinities, variant virginities. Rethinking “honour and shame,” in A. Cornwall and N.
Lindisfarne (eds.), Dislocating masculinity. Comparative ethnographies, London 1994, 82–96.
——, Questions of gender and the ethnography of Afghanistan, in J. Hainard and R. Kaehr (eds.), Dire les autres.
Réflexions et pratiques ethnologiques, Lausanne 1997, 61–73.
M. Mills, Sex role reversals, sex changes, and transvestite disguise in the oral tradition of a conservative Muslim
community in Afghanistan, in R. Jordan and S. Kalčik (eds.), Women’s folklore, women’s culture, Philadelphia 1985, 187–213.
——, Rhetoric and politics in Afghan traditional storytelling, Philadelphia 1991.
S. A. Mousavi, The Hazaras of Afghanistan, London 1997.
M. Poulton and R. Poulton, Ri Jang. Un village Tajik dans le nord de l’Afghanistan. Traditions sociales et économiques
face au développement, 3 vols., Paris 1979.
A. Rao, Qui sont les Ĵat d’Afghanistan? in Afghanistan Journal 8:2 (1981), 55–64.
J. M. Scarce, The development of women’s veils in Persia and Afghanistan, in Costume. The Journal of the Costume Society 9 (1975), 4–14.
M. N. Shahrani, The Kirghiz and Wakhi of Afghanistan. Adaptation to closed frontiers, Seattle 1979.
A. Shalinsky, Central Asian émigres in Afghanistan. Problems of religious and ethnic identity, New York 1979.
J. P. Singh Uberoi, Men, women and property in northern Afghanistan, in S. T. Lokhandwalla (ed.), India and
contemporary Islam, Simla 1971, 398–416.
M. Slobin, Music in the culture of northern Afghanistan, Tucson 1976.
A. Stucki, Horses and women. Some thoughts on the life cycle of Ersari Türkmen women, in Afghanistan Journal 5:4 (1978), 141–9.
N. Tapper, Bartered brides. Politics, gender and marriage in an Afghan tribal society, Cambridge 1991a.
——, Women and power. A perspective on marriage among Durrani Pashtuns of Afghan Turkistan, in S. Akiner (ed.),
Cultural change and continuity in Central Asia, London 1991b, 181–97.
N. Tapper and R.Tapper, Eat this, it’ll do you a power of good. Food and commensality among Durrani Pashtuns, in American Ethnologist 13:1 (1986), 62–78.
R. Tapper (ed.), The conflict of tribe and state in Iran and Afghanistan, London 1983.
——, Ethnicity and class. Dimensions of intergroup conflict in north-central Afghanistan, in M. N. Shahrani and R. L.
Canfield, Revolutions and rebellions in Afghanistan. Anthropological perspectives, Berkeley 1984, 230–46.
——, Ethnicity, order and meaning in the anthropology of Iran and Afghanistan, in J.-P. Digard (ed.), Le fait ethnique en Iran et en Afghanistan, Paris 1988, 21–32.
B. Tavakolian, Women and socioeconomic change among Sheikhanzai nomads of western Afghanistan, in Middle East journal 38:3 (1984), 433–53.
A. Torab, Piety as gendered agency. A study of jalaseh ritual discourse in an urban neighbourhood in Iran, in Journal of the Royal Anthropological Institute 2:2 (1996), 235–52.
——, The politicization of women’s religious circles in post-revolutionary Iran, in S. Ansari and V. Martin (eds.), Women,
religion and culture in Iran, London 2002, 143–67.
The recent period
Afghanistan Info (Neuchâtel, Comité suisse de soutien au peuple afghan), 1980 onwards.
Amnesty International, Women in Afghanistan. A human rights disaster, London 1995.
T. Atabaki and J. O’Kane (eds.), Post-Soviet Central Asia, London 1998.
H. Christensen, The reconstruction of Afghanistan. A chance for rural Afghan women, Geneva 1990.
N. H. Dupree, Afghan women under the Taliban, in W. Maley (ed.), Fundamentalism reborn? Afghanistan and the Taliban, London 1999, 145–66.
D. Ellis, Women of the Afghan war, Westport, Conn. 2000.
G. M. Farr and J. G. Merriam (eds.), Afghan resistance. The politics of survival, Boulder, Colo. 1987.
F. Gauhari, Searching for Saleem. An Afghan woman’s odyssey, Lincoln, Nebr. 1996.
N. Lindisfarne, Starting from below. Fieldwork, gender and imperialism now, in Critique of anthropology 22:4 (2002), 403–23.
W. Maley (ed.), Fundamentalism reborn? Afghanistan and the Taliban, London 1999.
MERIP (Middle East Research and Information Project), Afghanistan, Middle East report 89 (1980).
J. Neale, The long torment of Afghanistan, in J. Rees (ed.), Imperialism. Globalisation, the state and war. International socialism 93 (2001), 31–57.
B. Piquard, Métamorphoses de l’identité chez les réfugiés afghans au Pakistan, bachelor’s dissertation, Département de
sociologie, Université catholique de Louvain 1989.
A. Rashid, Taliban. Islam, oil and the new great game in Central Asia, London 1999.
O. Roy, Afghanistan. Islam et modernité politique, Paris 1985.
B. R. Rubin, The fragmentation of Afghanistan. State formation and collapse in the international system, New Haven, Conn. 1995.
——, Women and pipelines. Afghanistan’s proxy wars, in International Affairs 73:2 (1997), 283–96.
M. N. Shahrani and R. L. Canfield (eds.), Revolutions and rebellions in Afghanistan. Anthropological perspectives, Berkeley 1984
M. Smith, Before the Taliban. Living with war, hoping for peace, Aberdour, U.K. 2001.
M. Weiner and A. Banuazizi (eds.), The politics of social transformation in Afghanistan, Iran, and Pakistan, Syracuse, N.Y. 1994.
WUFA (Writers Union of Free Afghanistan), Journal of Afghan affairs (Peshawar), special issue (October–December 1990).