العمل بهدوء على تأسيس التعليم حول الأمور الجنسية في المدارس:
إستراتيجيات الدعوة في المكسيك *
ملخص:
شهد العقد الأخير تغيرات كبرى في الرأي العام المكسيكي وتزايد التأييد لفكرة التعليم حول الأمور الجنسية. لقد أدت الجهود المكثفة التي تبذلها الجهات العامة والخاصة لتعزيز الصحة إلى تنامى الاعتراف بالنشاط الجنسي للشباب قبل الزواج، واحتياجهم إلى المعلومات اللازمة لاتخاذ اختيارات مسئولة. وهذا البحث يتناول عمل إحدى المنظمات المكسيكية غير الحكومية (إميفاب) والتي أعدت برامج للتثقيف حول الشئون الجنسية للأطفال من سن ما قبل المدرسة وحتى مرحلة المراهقة، وكذلك لأمهاتهم وآبائهم. صممت هذه البرامج بناء على البحث التقويمي، كما تم تقييمها. وتنشط منظمة إميفاب في الدعوة – مع منظمات أخرى – إلى منظور أوسع للتثقيف حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية في المدارس، وهو الأمر الذى تكلل بالنجاح في عام ۱۹۹۸، عندما أعلنت وزارة التعليم تأييدها لتضمين التعليم حول الشئون الجنسية بشكل شامل فى المناهج الدراسية الأساسية، إن الاستراتيجيات التي اتبعتها منظمة إميفاب في إعداد وتطبيق وتقييم برنامج متكامل للتثقيف حول الشئون الجنسية في دولة نامية، وجهودها في الدعوة لتضمين مثل هذا البرنامج في المناهج الدراسية الوطنية يمكن أن تكون نموذجاً تطوعه دول أخرى.
كلمات مفتاحية: التعليم حول الشئون الجنسية، المهارات الحياتية، المراهقون، الدعوة، العملية السياسية، المكسيك.
الهدف من هذه المقالة هو مشاركة منظمة إميفاب في تجربتها، وهي منظمة غير حكومية وغير هادفة للتربح مقرها في المكسيك تأسست في عام ١٩٨٥ وتعمل على تضمين التعليم حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية في المدارس المكسيكية. ونحن نقوم بتطوير البرامج التعليمية للطفولة المبكرة وحتي سن البلوغ، بهدف تعزيز الحقوق وتقديم المعلومات والمهارات الحياتية اللازمة، ومن ثم تمكين كل فرد من صنع واتخاذ القرارات المتعلقة بصحته/ صحتها.
ونحن نركز على الصحة والحقوق الإنجابية والجنسية، والوقاية من العنف ضد النساء، والوقاية من الإدمان. ونقوم بتدريب قيادات المجتمع والمعلمين والعاملين الصحيين؛ ومن خلالهم يمكن الوصول إلى الأطفال والمراهقين والنساء والرجال في كل من المناطق الحضرية والريفية. وتعمل منظمة إميفاب، بالمشاركة مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، على تقديم المعلومات والتدريب والدعم الفني. ويتركز النشاط الذي نقوم به في المكسيك، ولكن تم توسيع برامجنا لتشمل تسع دول أخرى في أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية واليونان.
وفي كل مجموعة نعمل معها تعتمد الأنشطة وبرامج التدريب والتعليم والمواد التي نعدها على تقييم الاحتياجات؛ كما يتم تقييم كل منها على المدى القريب والبعيد، وتتضمن أنشطة دفاعية لضمان تبنيها وتوسيع نطاق استخدامها. والهدف الأساسي لمنظمة إميفاب هو تمكين الآخرين، من خلال التعليم من تحسين نوعية حياتهم.
لقد أخذت المكسيك خطوات واسعة في مجال التعليم حول الشئون الجنسية في المدارس، والفضل يرجع إلى الضغط المستمر من جانب المجتمع المدني، وتنامي مساندة بعض المسئولين الحكوميين المهمين لمثل هذا الموضوع في السنوات الأخيرة. كان قانون التعليم العام لعام ۱۹۹۳ هو أول الخطوات الكبرى على المستوى الحكومي. يتضمن القانون مواد عن التعليم حول الشئون الجنسية. ويشتمل على ثلاثة عناصر مهمة:
(۱) ضرورة مناقشة موضوعات تنظيم الأسرة و“الوالدية المسئولة” في المدارس.
(۲) ضرورة أن يسهم التعليم “في التطور المتكامل للفرد“.
(3) ضرورة مشاركة الوالدين في التعليم.
وكلها جوانب أساسية في الفلسفة التعليمية لمنظمة إميفاب.
في عام ۱۹۹۸ تم إدراج موضوع التعليم حول الشئون الجنسية في السنتين الدراسيتين الخامسة والسادسة من خلال كتاب إجباري على جميع الطلاب يحتوي على معلومات عن علم الأحياء البشري والمهارات الحياتية. وفى سبتمبر ۱۹۹۹ تم تقديم مادة دراسية جديدة هي (التدريب الأخلاقي والمدني) فى جميع المدارس في السنوات الدراسية السابعة والثامنة وتم مدها إلى السنة التاسعة في العام اللاحق. وتحتوي هذه المادة الدراسية على عنصر قوي لتطوير المهارات الحياتية والتعليم حول الشئون الجنسية. وقامت وزارة التعليم المكسيكية بعد ذلك بدعوة عدد من الكتاب والمجموعات، من ضمنهم ناشر يعمل مع منظمة إميفاب، للمشاركة في مسابقة لإصدار كتب رسمية حول عن هذا الموضوع. وتم توزيع كتب منظمة إميفاب، من بين آخرين، على مليون وثمانمائة ألف طالب (۱,۸۰۰,۰۰۰) في هذا الشأن. (1، 2)
إلى أن حدثت هذه التغيرات، كانت المدارس المحلية ومديرو المدارس الخاصة هم المسئولين عن السياسة الخاصة بالتعليم حول الشئون الجنسية في المدارس المكسيكية. ولقد بذلت العديد من المنظمات، من ضمنها منظمة إميفاب، الوقت والجهد للتفاوض مع الجهات العامة الرسمية حول هذه التغيرات، وسياسة عام ١٩٩٨ تمثل نصراً مهماً لنا جميعاً. ومع ذلك، فما زال هناك الكثير للقيام به، فقد دفع ذلك التقدم المجموعات المكسيكية المتحفظة جنسياً للحشد ضد التعليم الشامل حول الشئون الجنسية.
في حين أن المكسيك لديها برامج ناجحة نسبياً لتنظيم الأسرة منذ عام ۱۹۷۳، فمازال هناك احتياج للمعرفة بين المراهقين والسكان الأصليين والريفيين لم تتم تلبيته(3). وغالبًا لا يتاح للمراهقين بشكل خاص الحصول على وسائل منع الحمل، ولا يتم التوجه إليهم حيث إن مثل هذه البرامج يتم توجيهها أساساً للنساء اللاتي يرغبن فى المباعدة بين الولادات، أو في منع الحمل تماماً – وليس لمن يردن تأجيله. وهذه المسألة تمثل مشكلة، إذا وضعنا فى الاعتبار أن متوسط العمر الذي تبدأ فيه الممارسات الجنسية في المكسيك هو ١٥ سنة للذكور و ١٦ سنة للإناث(4).
ألقى الارتفاع النسبي لحدوث حالات الحمل غير المخطط له، وكذلك الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز في المكسيك الضوء على الحاجة الملحة لوجود برامج متكاملة لتنظيم الأسرة والصحة الجنسية للمراهقين. فمعدل الخصوبة للمراهقين في المكسيك هو ۷۰ مولود لكل ۱۰۰۰ سيدة من سن ١٥ إلى ١٩ سنة، وبالمقارنة، وهو المعدل نفسه في هاييتى وتايلاند، وأقل قليلاً من المعدل في بوليفيا والبرازيل (۷۹ و۷۳ مولود لكل ۱۰۰۰ سيدة على التوالي)(5).
ووفقاً للإحصائيات التي قام بها المجلس الوطني المكسيكي للوقاية من مرض الإيدز والسيطرة عليه (كوناسيدا) في نهاية عام ١٩٩٩. كان هناك 42.762 حالة إصابة بمرض الإيدز في المكسيك(6). وقد تزايدت عدد الحالات المصابة بهذا المرض بشكل سريع منذ عام ۱۹۹٦(7)، وهناك الكثير الذي يجب عمله لمواجهة هذا الاتجاه.
في نهاية عام ١٩٩٦، كان 87.2% من إجمالي الحالات المصابة بالإيدز تتراوح أعمارهم بين ٢٠ – ٤٩ سنة، منهم 31.4% من الفئة العمرية ٢٠ – ٢٩ سنة(٨). وإذا أخذنا في الاعتبار الفارق الزمني بين الإصابة بالعدوى والإصابة الكاملة بالإيدز، فإن هذه البيانات توضح أن أغلب الذين يصابون بفيروس نقص المناعة البشرية هم من المراهقين وفي بداية سن البلوغ.
ويدعم هذا الاستنتاج المعدل المنخفض لاستخدام الواقي الذكري في المكسيك عموماً. ففي مسح أجرته وزارة الصحة على النساء في سن الإنجاب عام ١٩٩٢، مثل الواقي الذكري 3.2% من وسائل منع الحمل المستخدمة(9). والواقع أن معدل استخدام وسائل منع الحمل بين المجموعات صغيرة السن منخفضة عامة، ونسبة استخدام وسائل منع الحمل بين المراهقين المتزوجين الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ – ١٩ سنة هي 36.4%. ومن بين النساء المراهقات اللاتي وضعن مرة أو أكثر، أفادت %۳۳ منهن أن حملهن الأخير كان غير مخطط له (10).
ومثل هذه الأرقام المجردة لا تنقل صورة كاملة عن الوضع الراهن في المكسيك للمنظمات والأفراد الذين يعملون في مجال التعليم حول الشئون الجنسية. فإن العديد من العوامل الثقافية الخاصة بالتجربة المكسيكية تصبغ مثل هذا العمل. ويعتبر الإذعان الثقافي لأدوار النوع الاجتماعي، والنقص في تبادل الآراء عن الجنس بين أطراف العلاقة مصدر الكثير من هذه المشاكل.
وقد أوضحت الأبحاث السكانية التي أجراها باحثو منظمة إميفاب في المكسيك منذ عام ١٩٨٦ إلى عام ۱۹۹۲ أن الصحة الجنسية والممارسات الجنسية تتأثران بشكل كبير بالأنماط الثقافية الاجتماعية (١١ – ١٣). خلال العقد الأخير قامت منظمة إميفاب بتجميع نتائج الأبحاث المتعلقة بالتعليم حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية في المكسيك بهدف تطوير المدخلات الخاصة بالسكان. وتركزت الدراسات على العوامل الاجتماعية النفسية التي تؤثر على السلوك، مثل استخدام الواقي الذكري ووسائل منع الحمل. والاتصال حول الموضوعات الجنسية، بالإضافة إلى فاعلية طرق التداخل المختلفة. على سبيل المثال، قد كشفت دراسة أجريت مع عينة ممثلة من ٨٦٥ من الأسر التي يوجد فيها فتيات مراهقات نشطات جنسياً، أن أولئك اللاتي لا يقبلن الأعراف الثقافية الاجتماعية يستخدمن وسائل منع الحمل أكثر، ويتعرضن بشكل أقل الحدوث حمل (11). ويتعلق اثنان من الأوجه المهمة من بين هذه الأعراف بأدوار النوع الاجتماعي (على سبيل المثال اعتقاد كل من الجنسين أن الرجل له السلطة الأقوى في اتخاذ القرار) وكذلك بالاتصال وتبادل الآراء في موضوعات الجنس. على سبيل المثال، فإن الشابات يعتبرن التحدث في موضوعات الجنس ووسائل منع الحمل مع شركائهن أمراً يمثل خطورة على استمرارية العلاقة. ويتحدد جزء كبير من سلوكهن تجاه الجنس أو وسائل منع الحمل – بطريقة غير مباشرة – بتصوراتهن عن مواقف ورغبات وتوقعات الرجال في العلاقة.
وتم دعم مثل هذه الأبحاث بنتائج ۱۲۷ مقابلة معمقة (مدة كل منها من ٤ – ٦ ساعات) مع عينة – اختيرت وفقًا لأسلوب كرة الثلج – من النساء والرجال تراوحت أعمارهم بين ١٤ – ٥٠ سنة من مستويات اقتصادية – اجتماعية فقيرة ومتوسطة وفوق المتوسطة في مدينة المكسيك. وقد أظهرت أيضًا اختلافات وفقاً للنوع الاجتماعى في الاتصال حول الشئون الجنسية والأعراف والمعتقدات والممارسات المرتبطة بها (12، 13). على سبيل المثال، الاتصال حول موضوعات الجنس بين الآباء والأبناء الذكور يركز أساساً على الأمراض المنقولة جنسياً، وفيروس نقص المناعة البشرية/ (الإيدز) ومنع حدوث الحمل. على العكس، فإن هناك افتراضاً بين كل من المراهقين والبالغين، الذين تم إجراء المقابلة معهم. أن الفتيات المراهقات لسن نشيطات جنسياً ومن ثم ليست لديهن حاجة لمعرفة مثل هذه القضايا. كما أن المراهقات والنساء البالغات يعتبرن التحدث عن الجنس مع الأقران أمراً مشيناً وشيئاً محرجاً. والأكثر من ذلك، أن المراهقات والنساء البالغات أشرن إلى وجود ضغوط اجتماعية قوية ضد التحدث مع شركائهن أو التفاوض معهم حول رغباتهن أو حول منع الحمل أو الوقاية من العدوى وبعد التحدث في مثل هذه الأمور من جانب النساء مظهراً من مظاهر عدم الثقة أو الخيانة الزوجية. وعلى العكس من البالغات اللاتي يذكرن خوفهن من فقد أزواجهن، عبرت بعض المراهقات عن رغبتهن في التطرق لموضوع استخدام الواقي الذكري مع شركائهن. أما الشباب فإنهم يعتبرون أنه من غير المقبول أن تبادر النساء بالتحدث عن الجنس أو عن رغبتهن في الممارسة الجنسية. وتعتبر فكرة التحدث عن توقعات أي من الطرفين في العلاقة الجنسية أو احتياجاتهم غير مسموح بها بين الشباب الذين تم إجراء المقابلة معهم.
ويبدو أن غياب الاتصال والنقاش حول الشئون الجنسية بين طرفي العلاقة هو امتداد للتحريمات التي تحيط الاتصال والنقاش عنها داخل الأسرة. وقد وجدت دراسة أجريت عام ١٩٩٥ عن المعتقدات الشعبية عن الشئون الجنسية في المكسيك، أن المراهقات اللاتي يبدو أن لديهن خبرة أو معرفة جنسية يعتبرن غير جديرات لإقامة علاقة زوجية طويلة الأجل(14). ومثل هذه الضغوط في الثقافة المكسيكية تخلق معياراً مزدوجاً بالنسبة للشئون الجنسية. وحقيقة أن الشئون الجنسية ليست موضوعاً قابلاً للنقاش بصراحة يخلق عائقًا كبيرًا أمام الاتصال والنقاش، الأمر الذى لا يتيح لغالبية المراهقين سوى خيارات محدودة عندما يكونون في حاجة ماسة إلى المعلومات والمساندة.
المجموعات المعارضة لموضوع التعليم حول الأمور الجنسية
بالإضافة إلى العقبات الثقافية، فإن وجود أقلية – وإن عالية الصوت – محافظة جنسياً في المكسيك أخرت كثيراً الموافقة الرسمية على تطبيق برامج التعليم حول الأمور الجنسية. وكما كتب “أمشستاجي هريرا” أنه على الرغم من أن المفاهيم الحديثة للجنس تنافس الآن المفاهيم الكاثوليكية التقليدية(15)، فإن مما لا شك فيه أن البنية الأخلاقية الكاثوليكية المحافظة جنسياً مازال لها تأثير كبير. وبالرغم من أن المجموعات المحافظة المرتبطة بالكنيسة الكاثوليكية مثل الاتحاد الوطني للوالدية (UNEP) والعائلة المكسيكية (FAME) تمثل أقلية من الشعب المكسيكي، فإن لديها الموارد وكذلك إمكانية الوصول إلى الإعلام لكي تلعب دوراً قوياً في الساحة السياسية (١٦).
وهناك أمثلة قوية للتأثير القوي للمجموعات المحافظة جنسياً في الولايات المكسيكية، منها مثلاً منع عقد مؤتمر عن الإجهاض في ليون/ جوانجاتو عام ١٩٩٦ بتوصية من القس رافاييل جارسيا، وإلغاء أنشطة منظمة مكسفام (Mexfam) وهي منظمة وطنية غير حكومية في سان لوي بوتوسي تقدم معلومات عن تنظيم الأسرة والتعليم حول الشئون الجنسية. ولقد قامت كل من حركة العائلة المسيحية واللجنة الوطنية لمعارضة إباحة الإجهاض (Provida)، ومنظمة التعليم الأسرى الإيماني (Family Educated in Faith)، واتحاد الوالدية في تلك الولاية باتهام منظمة مكسفام بأنها تقدم مناهج وتوزع مطويات تركز على الشئون الجنسية كوسيلة للمتعة فقط مختزلة المعنى الحقيقي للممارسة الجنسية” (17).
وفي بعض مناطق المكسيك، تم انتخاب حزب العمل الوطنى ويؤيده كل من الاتحاد الوطني للوالدية، واللجنة الوطنية لمعارضة إباحة الإجهاض، والجمعية الوطنية المدنية للمرأة، ومنظمة الحركة المدنية والتطور الإنساني المتكامل، وهى من المنظمات النشطة سياسياً. ويعمل التحالف بين قطاعات حزب العمل الوطني والمجموعات الرجعية بطريقة غير رسمية، فهناك دعم وتشجيع متبادل عند الحاجة. وعلى هذا النحو، نظم أعضاء اللجنة الوطنية لمعارضة إباحة الإجهاض حملة دعاية انتخابية مضادة للمرشحين من غير أعضاء حزب العمل الوطني، ومن جانبهم يدعم أعضاء حزب العمل – الذين تم انتخابهم على المستوى المحلى أو على مستوى الولاية – الخطط التي تضعها المجموعات المحافظة جنسيًا (17).
وقد تم مؤخراً، نشر عدد من كتب التعليم حول الشئون الجنسية التي تبرز أن علم أصول تدريس الشئون الجنسية يجب أن يقوم على القيم “العالمية“، ومنها العفة. وعلاوة على ذلك، تعتبر تلك الكتب أن الوالدين يمثلان السلطة القصوى للرقابة على هذه الكتب عند التعرض لموضوع التعليم حول الأمور الجنسية، على الرغم من أن الآباء أنفسهم يفتقرون إلى مثل هذه التربية (۱۸).
في أكتوبر عام ۱۹۹۱، شنت الأسقفية الكاثوليكية، والاتحاد الوطني للوالدية حملة إعلامية ضد وزير التعليم، واتهم بأنه يخضع “للثورة الجنسية“، وفي الوقت نفسه وصفوا أعضاء المجلس الوطني المكسيكي للوقاية من مرض الإيدز والسيطرة عليه (كوناسيدا) بأنهم ذوو “عقول مريضة“. وفي سياق الحملة نفسها، اتهمت منظمة إميفاب بتجاهل القيم “العالمية” للكاثوليكية وترويج “الفجور الجنسي” بتقديم معلومات عن وسائل منع الحمل، والتعامل مع العادة السرية كوسيلة بديلة للتعبير عن النشاط الجنسي في اثنين من كتبنا الرئيسية عن التعليم حول الأمور الجنسية وهما (كيف تخطط لحياتك) و(أنا مراهق/ مراهقة) (19، 20).
ومؤخراً، في سبتمبر عام ۱۹۹۹، أرسلت منظمة العائلة المكسيكية إلى جميع مدرسي الصفوف الثانوية في ولاية أجواسكالينتس خطاباً تنتقد فيه ثلاثة من الكتب عن موضوع التكوين الأخلاقي والمدني، والتي سبقت الموافقة عليها من قبل وزارة التعليم، ومن ضمن هذه الكتب الثلاثة كتاب لمنظمة إميفاب وافقت عليه هيئة مستقلة من المستشارين. وقد أبلغت منظمة العائلة المكسيكية المدرسين بأنها لا تزكي هذه الكتب الثلاثة، لأنها تتناول القيم في سياق نسبية أخلاقية، وأخلاقيات عرضية، ونزعة ذاتية واختزالية. ومن الواضح أن هذه الكتب تحاول تكوين اتجاه مضاد للحياة، وتدمير القيمة الاجتماعية للزواج والأسرة، وتغرى الشباب بأن يعيشوا من أجل المتعة والاستجابة لنزواتهم.”
تسعى مثل هذه التصرفات إلى تحريم التعليم حول الشئون الجنسية، وعندما تفشل في هذا فإنها تفرض مفهوماً للأمور الجنسية لا يشجع الوقاية من مرض الإيدز، أو أي أمراض منقولة جنسياً، كما تخلق الشعور بالذنب بين المراهقين.
واعتماداً على وجهة النظر التي تتبناها هذه المجموعات المحافظة، قد يبدو أن المجتمع المكسيكي محافظ جنسياً. وبالرغم من ذلك، فإنه غير صحيح أن نستنتج أن الغالبية العظمى من الشعب معارضون لموضوع التعليم حول الشئون الجنسية في المدارس. بل على العكس توضح استطلاعات الرأي الوطنية إلى أن الغالبية العظمى من الآباء والأمهات في المكسيك يرغبون في أن تتحمل المدارس مسئولية التعليم حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية. في عام ۱۹۹۳، أجرت منظمة “إميفاب” ومؤسسة “جالوب” استطلاعاً لعينة ممثلة ضمت 2595 من الآباء والأمهات في ٣١ ولاية مكسيكية وفي المقاطعة الفدرالية، في كل من المجتمعات الحضرية والريفية، من مجموعات عمرية ومستويات اجتماعية اقتصادية مختلفة (٢١). وقد وجدنا أن أكثر من ٩٠% من عينة الآباء والأمهات يعتقدون أن الشباب يجب أن يتعلموا كيف يمنعوا حدوث الحمل غير المرغوب فيه، وأن المدرسين يجب أن تكون لديهم معرفة ومعلومات أكثر عن هذه الموضوعات، بما فى ذلك معلومات عن مرض الإيدز، ووسائل منع الحمل، وكيفية استخدام الواقي الذكري. وعندما سئلوا عن أسباب عدم وجود تثقيف حول الشئون الجنسية بشكل جيد في المكسيك، أجاب ٣٨,٤% بأن السبب يرجع إلى مقاومة المجموعات المحافظة. ولكن خبرة حركة “الامتناع عن ممارسة الجنس فقط” في الولايات المتحدة الأمريكية، أوضحت أنه لا يمكن التهوين من قوة هذه الأقلية، بالرغم من المساندة العامة الواسعة في اتجاهات أخرى.
وبناءً على الأبحاث الاستكشافية التي أجرتها منظمة إميفاب خلال العقد الماضي على مجموعات متباينة اقتصادياً واجتماعيًا ومختلفة الأعمار من مناطق متنوعة في المكسيك لدراسة معارفهم ومعتقداتهم وميولهم وأعرافهم وسلوكياتهم، اتضح أن برامج التعليم الصحى الفعالة يجب أن تركز على القضايا التي تتعلق بالتطور الشخصي، (على سبيل المثال: فتح قنوات الاتصال والنقاش بين الأزواج وببن كل أفراد الأسرة)، وأدوار النوع الاجتماعي، والقيم والثقة بالنفس، وصنع القرار والتحكم في المشاعر. ولقد استخدمنا بيانات عن المعتقدات الخاطئة الشائعة بين المراهقين من أجل تطوير الأنشطة مثل عقد ورش عمل مخصصة لمناقشة مثل هذه المعتقدات. ودائمًا، نستخدم مناهج تشاركية (مثل لعب الأدوار، والألعاب، وجلسات الأسئلة والأجوبة، والقراءات التي تتبعها تحليلات نقدية) لضمان حدوث مناقشات وتفاعل حيوي بدلاً من المحاضرات التقليدية.
واعتماداً على هذه العملية البحثية، أعدت منظمة إميفاب وطورت مقررات تعليمية عن الشئون الجنسية والمهارات الحياتية للأطفال والمراهقين وآبائهم وأمهاتهم. ولقد قمنا بإعداد مناهج تعليمية للأطفال والمراهقين مخصصة لكل سن (وفقاً لكل سنة دراسية) ويسمى (أنا أريد، أنا أستطيع)(22). كما أعددنا منهجاً لآباء وأمهات الأطفال تحت سن ١٢ سنة (كيف تصبح أباً أو أمًا)، كما أعددنا منهجاً آخر لأباء وأمهات المراهقين (لندع أبناءنا المراهقين ينطلقون، وسوف يكونون رائعين عندما ينضجون) (23، 24).
في البداية، يتلقى المدربون المنهج الأساسي (كيف تخطط لحياتك) والذي يمدهم بقواعد التعليم الجنسي والمهارات الحياتية، ثم يتلقون البرنامج المخصص لكل من الأطفال والمراهقين والوالدين(19). وفي عام ١٩٩٩ أضفنا برنامج تدريب متقدم للميسرين والذي يمدهم بأدوات إضافية لإدارة المجموعة وفاعليتها. ويتضمن التدريب موضوعات عن حل الصراعات وتنمية المهارات القيادية والعمل الجماعي وتقديم ملاحظات على الأداء بشكل بناء.
أما برامج “كيف تخطط لحياتك“، و“أنا أريد .. أنا أستطيع” فهي برامج اختيارية للمدرسين في المدارس الحكومية، وهي جزء من مجموعة من المناهج التعليمية التي تقدمها وزارة التعليم للمدرسين كوسيلة للحصول على درجات وظيفية تؤدي إلى زيادة المرتبات.
استراتيجية الدعوة للتثقيف حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية
كما يعي مؤيدو قضية التعليم الشامل حول الشئون الجنسية، حتى أفضل البرامج المعدة بناءً على البحوث أن فاعليتها ستكون محدودة إن لم يكن المحيط السياسي مؤيداً لتطبيقها، ولهذا السبب، فإن السعي للحصول على دعم حكومي متزايد لموضوع التعليم حول الشئون الجنسية له أولوية قصوى، تماماً مثل عمليات البحث والتطوير. تبنت منظمة إميفاب عملية ثابتة ومستقلة مع كل من الرأي العام والسلطات المكسيكية للدعوة إلى التثقيف الشامل حول الشئون الجنسية، كما نصف أدناه. وليست كل هذه العناصر ملائمة لاستخدامها في دول أخرى. وأملاً في تطوير مثل هذه النماذج وتطبيقها في نطاق أوسع، فنحن نشجع المنظمات في الدول النامية أن تشاركنا خبراتها وأيضًا مع بعضها البعض. وعلى الرغم من أن معظم الاستراتيجيات اللاحق ذكرها تقوم على مبادئ بديهية، فإنها تمثل معاً مجموعة من المكونات الشاملة لتحقيق تقدم مع المسئولين (٢٥).
كان الوصول إلى حل وسط هو سبيلنا الوحيد لتحقيق بعض أهدافنا. لقد حدث التغيير عبر عملية بطيئة تسير بتوقيت سياسي حذر. وفي واحدة من أولى خطوات التقدم على المستوى السياسي في أوائل التسعينات، قررت المسئولة الإدارية لمنظمة إميفاب أن تنتظر خارج مكتب أحد المسئولين الكبار في وزارة التعليم حتى يوافق على مقابلتها. ولمدة ثلاثة أسابيع، جلست على مقعد خارج مكتب المسئول الوزاري تعمل في كم من الأوراق وتوضح لسكرتير المسئول الوزاري مدى أهمية هذه المقابلة. وأخيراً في نهاية الأسبوع الثالث، قيل لها: “سيقابلك المسئول الآن“. بعد محادثة استغرقت ٢٠ دقيقة، أخبرها المسئول الوزاري عن موافقته من حيث المبدأ على مقترحات المنظمة، وأرسلها إلى جهة أخرى تابعة لوزارة التعليم لمناقشة التفاصيل. وبناءً على المقابلات المتلاحقة، وضعت وزارة التعليم مع منظمة إميفاب خطة لعقد مؤتمر وطني، هو الأول من نوعه، لمديري المدارس من كل ولاية مكسيكية للتدريب على برنامج إميفاب التعليم حول الشئون الجنسية كيف تخطط لحياتك“ (١٢).
ومع ذلك، في اليوم السابق لبداية التدريب، استدعى المسئول الوزاري الكبير منظمي البرنامج إلى مكتبه وأخبرهم بإلغاء عقد المؤتمر: وذلك، من ضمن أسباب أخرى، لأن المدربين سيناقشون موضوع المثلية الجنسية والذي يعتبر، وفقًا للوزارة، أحد الموضوعات الحساسة والمثيرة للجدل، والتي لا يجب أن تناقش في حدث تدعمه وزارة التعليم.
وعلى الرغم من استيائنا لإلغاء أحد العناصر المهمة في البرنامج، فلقد وعدت منظمة إميفاب المسئول الوزاري بأن البرنامج لن يتناول موضوع المثلية الجنسية، ومن ثم سمح للمؤتمر أن ينعقد. وبدون مثل هذه التسوية لم يكن للتدريب، بأكمله أن ينعقد والذي يعتبر خطوة كبيرة في الحصول على إقرار رسمي على تدريب المدرسين على موضوعات التعليم حول الشئون الجنسية. وكما ثبت في النهاية فإن المشاركين في المؤتمر كانوا شغوفين لمناقشة موضوع المثلية الجنسية، وأثاروا الموضوع في حلقات للمناقشة على الرغم من أنه لم يدرج رسميًا في البرنامج.
كما أوضحنا من خلال تجربة منظمة إميفاب مع الوزارة، فإن الواقع في كثير من الدول أن موضوعات مثل المثلية الجنسية والعادة السرية والإجهاض تعد موضوعات مثيرة للجدل، ويمكن أن تكون السبب في استبعاد برامج شاملة تتضمن مثل هذه الموضوعات. إن موضوعات أدوار النوع الاجتماعي واحترام الذات ومنع الحمل والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز والاتصال والمناقشة، والثقة بالنفس، والأسرة؛ هي الموضوعات التي تقبل قاعدة كبيرة من القطاعات في المكسيك تضمينها في برنامج ثقافة اكتساب المهارات الحياتية.
ويعد التركيز على هذه القضايا الأكثر قبولاً إحدى الطرق لفتح الأبواب أمام برامج التعليم حول الشئون الجنسية، والتي تتطرق فيما بعد لموضوعات أكثر إثارة للجدل.
إنه من السهل تقديم البرامج التي تؤكد على تحسين المهارات المفيدة في جميع مجالات الحياة أكثر من تلك التي تركز على الشئون الجنسية، وخاصة الآن بعد أن أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) على أولوية تناول موضوعات ثقافة اكتساب المهارات الحياتية التي تم إلقاء الضوء عليها في اتفاقية حقوق الطفل والعديد من الاتفاقيات الدولية الأخرى(26). وتطوير المهارات الحياتية التي تؤكد على التمتع بالصحة العقلية والعاطفية، وكذلك أهمية الشعور بالألفة – مثل صنع القرار وتحمل المسئولية والاتصال المنفتح وإدراك الذات والتعاطف والتغلب على المشاعر – تساعد على تقديم تعريف أشمل لمفهوم الصحة الجنسية يؤكد على أكثر من مجرد القدرة على استخدام وسائل منع الحمل أو الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً. والتركيز على موضوع المهارات الحياتية يجعل عرض برامج التعليم حول الشئون الجنسية أمرًا سائغاً خاصة في الدول التي تعتبر التحدث في الشئون الجنسية من المحرمات.
والأكثر من ذلك، ثبت أن البرامج التي تتضمن تدريباً عن المهارات الحياتية تكون أكثر تأثيراً في رفع نسبة استخدام وسائل منع الحمل. وفي دراسة محكمة أجرتها منظمة إميفاب، تمت المقارنة بين ١٠٧٦ من طلاب الثانوي الذين تلقوا البرنامج التدريبي (كيف تخطط لحياتك)، والذى يشمل ٢٤ ساعة تدريبية على منهج التعليم حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية، بمجموعة أخرى ضابطة تضم ٥٥٦ من طلاب المرحلة الثانوية، حيث كان متوسط عمر الطلاب ١٦,٧ سنة. تمت المقارنة عبر ملء الطلاب لاستبيان فى بداية الدراسة، ثم آخر للمتابعة بعد ستة أشهر لقياس التغيرات في المعرفة والسلوك الجنسي للطلاب، وكذلك فيما يتعلق باستخدام وسائل منع الحمل. وبعد ستة أشهر، وجد أن المنهج التعليمي كيف تخطط لحياتك ليس له تأثير على النشاط الجنسي للمراهقين، أما بالنسبة للمشاركين الدارسين الذين حضروا الدورة التدريبية قبل أن يكون لهم أي نشاط جنسي، وكانت لديهم زيادة ملحوظة في استخدام وسائل منع الحمل (استخدم ٥٧.٦٪ من الرجال – الذين حضروا البرنامج التدريبي ومارسوا الجنس في الفترة ما بين حضور البرنامج واستفتاء المتابعة – وسائل منع الحمل بالمقارنة بـ ٣٦% من الرجال في المجموعة الضابطة: بينما استخدمت 81.1٪ من النساء اللاتي أخذن المنهج التعليمي وسائل منع الحمل بالمقارنة بـ ٧٥% من النساء في المجموعة الضابطة)(2۷).
دائماً يكون العمل المطلوب إجراؤه لإحداث تغيير في السياسة نتيجة لمجهودات متراكمة تبذلها العديد من المنظمات والأفراد والتحدي هو إحداث توازن بين الوقت والجهد، المبذولين في العمل بين الزملاء، وبين خلق إنتاج محدد مثل تصميم برنامج تعليمي. وعند التفاوض مع جهة حكومية مثل وزارة التعليم، فإنه من المهم الاتصال بالموظفين على المستويات المختلفة، وتزويد كل فرد بالمعلومات الكافية خلال هذه العملية. وبهذه الطريقة لن يكون هناك مجال لإهمال أي فرد أو مفاجأته بطريقة غير سارة عند حدوث التغيير. على سبيل المثال، عندما كانت منظمة إميفاب تعمل على عقد أول مؤتمر تدريبي على المستوى الوطني لمديري المدارس، تحدثنا ليس فقط مع المسئول الوزاري، ولكن مع مساعده الخاص أيضاً. ومن ثم عندما قرر المسئول إلغاء المؤتمر، كان المساعد – الذي تعاطف بالفعل مع قضية التعليم حول الشئون الجنسية من خلال مقابلته مع عضوة منظمة إميفاب – ضغط على المسئول للتعبير عن مخاوفه، الفرصة التي أتاحت لمنظمي المؤتمر أن يتناولوا مثل هذه المخاوف واحدة تلو الأخرى.
هناك قطاعات أخرى يجب أن تستهدفها جهود الدعوة بخصوص برامج التعليم حول الشئون الجنسية والمهارات الحياتية، من ضمنها الآباء والمدرسون الذين سيطبقون البرامج، وموظفو الحكومة فى المستويات المتوسطة الذين سيبقون فى مواقعهم عندما يذهب المسئولون الحاليون ويحل محلهم مسئولون جدد، كما هو الحال في المكسيك بعد الانتخابات التي تتم كل ست سنوات. ومن خلال تجربة منظمة إميفاب، عادة ما يظهر قلق الآباء عندما يبدأ أبناؤهم برنامج التعليم حول الأمور الجنسية، ويتولد هذا القلق أساساً من إحساسهم أنهم قد تم تجاهلهم، وليس بسبب المعارضة المطلقة. وفي الواقع، فإن المدرسين في الدورات التدريبية عن التعليم حول الأمور الجنسية والمهارات الحياتية يلحون في طلب عقد دورات تدريبية للآباء، وذلك لكسب تأييدهم لهذه العملية. ولقد وجدنا أن العديد من الآباء والذين عملوا معنا في الدورات التدريبية مثل (مدرسة الوالدين) أصبحوا من المدافعين عن موضوع التعليم حول الأمور الجنسية في مدارس أبنائهم.
وتوضح تجربة منظمة إميفاب أن الوجود في العاصمة مكسيكو، قد حد من مقدرتنا على الاستفادة السريعة من مظاهر الاهتمام ببرامجنا على المستوى المحلي أو على مستوى الولايات. ولهذا السبب، وجدنا أنه من المهم العمل على وجود ممثلين على معرفة بالبيروقراطية المحلية والسياسات في الولايات أو المدن في المحافظات لنجاح الدعوة تحت السلطة الفدرالية، وهؤلاء الممثلون يمكن أن يعملوا مستشارين رسميين أو مؤيدين وديين يمكن ترشيحهم من قبل المنظمات غير الحكومية المحلية، أو الحكومة المحلية.
يجب أن يبدأ تطوير الهوية الجنسية والمهارات اللازمة للدخول في علاقات جنسية صحية منذ سن مبكر ويستمر خلال المراهقة. كما أن الشباب الذين شاركوا في برامج التربية للمهارات الحياتية قبل بدء علاقات جنسية، يستخدمون وسائل منع الحمل بدرجة أكبر ويكونون أقل عرضة لحدوث حمل غير مرغوب فيه، فإن من المهم البدء فى تقديم المعارف والمهارات الأساسية التي يقوم عليها التعليم الشامل حول الأمور الجنسية من الطفولة المبكرة وأن يكون مستمراً فيما بعد. ومن أجل مواصلة التأكيد على اكتساب المهارات الحياتية وتصميم برامج مناسبة لكل سن، فهناك احتياج لتبنى منظور أوسع للجنس، منظور يتجاوز التركيز التقليدي على الاتصال الجنسي وعواقبه. وسلسلة البرامج (أنا أريد، أنا أستطيع) التي وضعتها منظمة إميفاب تبدأ بمعرفة الفرد بجسده، وذلك لتلاميذ مرحلة ما قبل دخول المدرسة، وفي المرحلتين الدراسيتين الخامسة والسادسة يدرس الطلاب موضوعات عن البلوغ والدورة الشهرية، وفي مراحل دراسية متقدمة يتعرضون لموضوعات منع الحمل
إن اللجوء إلى استطلاعات الرأى، خاصة في الدول التي تسيطر فيها الأقلية على الخطاب السائد، هي أفضل طريقة لكى ترى أغلبية السكان أن هناك الكثيرين ممن يفكرون مثلهم. وعلى سبيل المثال، فإن استطلاع الرأي الذي أجرته منظمة “إميفاب” ومؤسسة “جاللوب” كشف عن الحقيقة المفاجئة، ألا وهى تأييد الآباء والأمهات لموضوع التعليم حول الأمور الجنسية والمهارات الحياتية. لقد نشرنا هذه النتائج على المستوى الوطنى من خلال تغطية إعلامية مكثفة في الصحافة والإذاعة والتليفزيون. على سبيل المثال، أرسلت منظمة إميفاب خطاباً لوزير التعليم ووكيل الوزارة للتعليم الابتدائي تعلمهم فيه بالنتائج. وبعد نشر هذه المعلومات إعلاميًا، تمت متابعة ردود الفعل المؤيدة لموضوع التعليم حول الأمور الجنسية في العديد من ولايات الدولة، كما تمت متابعة ردود الفعل المعارضة في الولايات التي قامت فيها المجموعات المحافظة جنسياً بحشد القوى ضد موضوع التعليم حول الأمور الجنسية. ولقد أشعلت هذه النتائج الجدال المحلي بين مؤيدين ومعارضين، وشجعت الآباء والأمهات على أن يعبروا عن آرائهم بوضوح ودون تردد. وأدلى الآباء والأمهات المؤيدون لموضوع التعليم حول الأمور الجنسية في المدارس بتصريحاتهم لوسائل الإعلام.
وقامت منظمة إميفاب بإنتاج شريط فيديو (أخبرني عنه) والذي يروي قصة أسرة يعاني فيها الأب من مشاكل كيفية التصدى للأمور الجنسية الخاصة بابنته المراهقة. ويتم عرض هذا الشريط محلياً مرة أو مرتين أسبوعياً لمدة عام من خلال برنامج التليفزيون التعليمي لوزارة التعليم، بالإضافة إلى توزيع هذا الشريط على الآباء المهتمين وعلى المدرسين والمدارس.
تلعب الأعراف الثقافية الاجتماعية والمحرمات المتعلقة بالشئون الجنسية وأدوار النوع الاجتماعي دوراً قوياً في المجتمع المكسيكي. فالعديد من المكسيكيين المعارضين للتثقيف حول الشئون الجنسية، ليسوا مقتنعين بشكل عميق أن موقفهم هو الأفضل، ولكنهم يتبعون ببساطة ما هو متوقع منهم اجتماعياً. والاجتماعات مع هؤلاء الأفراد تحديداً يمكن أن تكون مثمرة.
وفي إحدى المناسبات قابل مسئول حكومي كبير أحد العاملين بمنظمة إميفاب، وأسر له بأنه يود أن يعزز قضية التعليم حول الأمور الجنسية في المكسيك، ولكن في اللحظة التي سيشرع فيها في عمل ذلك، ستقوم المجموعات المحافظة جنسياً بالحشد واستخدام تأثيرها القوى للضغط على الوزارة. لذا فقد اقترح المسئول أن تقوم إميفاب بمقابلة قيادات بعض هذه المجموعات المحافظة لإقناعهم بأهمية تأسيس موضوع التعليم حول الأمور الجنسية في المدارس، وهو ما قمنا به بالفعل.
وتوضح تجربة إميفاب في التفاوض مع المعارضين للتثقيف حول الأمور الجنسية، أن الاجتماعات الكبيرة نادرًا ما تنجح، فهى تتحول إلى معركة أيديولوجية خاسرة لكل الأطراف، تطرح فيها المجموعات المحافظة نفسها باعتبارها تمثل الفضيلة والأخلاق، فى مواجهة منظمة تلك إميفاب “المبتذلة والفاسدة“. ولهذا السبب في تلك المرحلة، طلبت ممثلة منظمة إميفاب مقابلة القيادات النسائية لتلك المجموعات كل واحدة على حدة، ووافقن على ذلك بناءً على توصية من مسئول وزارة التعليم. وفي المقابلات الأولى، ركزت ممثلة إميفاب على الاختلافات بين مواقف المنظمة ومواقف المعارضة، وهو منهج أعطى نتائج ضعيفة. ولكنها عندما ركزت على الموضوعات المشتركة مثل مساعدة النساء، والتعليم والوالدية، صارت النساء المعارضات أكثر استعداداً لمناقشة النواحي الإيجابية للتربية الجنسية دون أن يعتبرن أنفسهن أعداء للمنظمة وأهدافها. بشكل عام لم يتحول المعارضون للتثقيف حول الأمور الجنسية في المدارس، إلى أصدقاء متعاطفين أو دعاة متحمسين للدفاع عن هذه القضية، ولكن مثل تلك المناقشات الخاصة أزالت – على الأقل – عوائق كبيرة أمام تطبيق البرامج على المستوي الوطني.
ومن خلال العمل فى البداية مع الأعضاء الأكثر اعتدالاً لأى مجموعة، أو مع الذين يشعرون بالعزلة بسبب السياسات المتطرفة، يمكن تكوين شبكة من الأفراد الذين ينظرون إلى موضوع التعليم حول الأمور الجنسية نظرة إيجابية. وأخيراً فإن هناك عدداً كافياً من الأفراد المهتمين بفكرة أن الندوات وورش العمل ومجموعات الدعم ستحظى بفرص أفضل للنجاح.
وأحد أمثلة هذه الاستراتيجية هو عملنا المستمر مع الهيئات الحكومية في إحدى الولايات المحافظة التقليدية في منطقة وسط المكسيك. وعلى الرغم من وصول بعض العناصر المحافظة إلى السلطة في العديد من الولايات من خلال هياكل أحزاب سياسية، فهناك عادة انقسامات داخلية فى الأحزاب والعديد من الأعضاء أكثر اعتدالاً وتفتحاً تجاه ما تقوم به منظمة إميفاب (۲۸). على سبيل المثال، طلبت منا السلطات في حكومة إحدى الولايات في وسط المكسيك تقديم تدريب لكل المدرسين على برنامج “أنا أريد .. أنا أستطيع” إن استطعنا توفير تمويل للكتب، كما طلبت هذه الجهات أن تبدأ برامجنا بالتركيز على قضية الوقاية من تعاطي المخدرات (كمدخل لإدخال عناصر أكثر إثارة للجدل فيما بعد).
بالإضافة إلى ذلك، فقد اشتكت السلطات في إحدى الولايات من أن إحدى المجموعات المحافظة المتشددة، أعطت معلومات خاطئة للمدرسين في المدارس الحكومية من خلال جلسات تسمى “التوجيه الأسرى“. ولقد طلب منا المسئولون المعتدلون في الولاية، في مقابلة لاحقة معنا، قائلين: أصلحوا ما أفسدته هذه المجموعة المحافظة“.
يعد تغيير المواقف والسلوكيات عملية طويلة الأمد تتطلب تعزيزاً دائماً على مر الوقت. ونوصي باستخدام أدوات كمية لقياس التغيير في المعرفة والمناهج الكيفية لما بعد التدخلات، مثل المقابلات الشخصية لتقييم تأثير البرنامج على مستوى اكتساب المهارات الحياتية والفاعلية الذاتية، ومن غير الممكن تعزيز عملية تغيير السلوك بمتابعة لمدة أسبوع. بدلاً من ذلك، نوصي بإجراء مناقشات المجموعات البؤرية، وعقد جلسات للتغذية المرتجعة بعد شهور من انتهاء البرنامج أو الدورة التدريبية. وبشكل عام، توصلنا إلى أن تنظيم دورات تنشيطية ودورات متابعة لمدة يوم أو اثنين كل شهرين، تنعكس بشكل مفيد على كفاءة التدخلات وتتابعها، على الأقل خلال السنة الأولى من تكرار البرنامج أو تدريب المدربين. وفي حالة الوقاية من مخاطر السلوكيات المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشرية، أكد علماء مثل “كيلي” على أهمية تقديم الدعم وتعزيزه للأفراد بعد حدوث التغيير، وذلك لمنع حدوث انتكاسة في السلوك (٢٩).
فور تصميم تدخل ما، يجب اختباره بشكل استطلاعي وإعادة تقييمه وتعديله بناءً على النتائج. ولا تخلو حتى أفضل البرامج تصميماً من الأخطاء غير الواضحة والتي تتضح فور اختبارها. يجب أن تكون البرامج جاهزة للتطبيق قبل عرضها على الجهات المسئولة.
وبالإضافة إلى تقوية محتوى البرنامج، يمكن استخدام نتائج الاختبار في كسب الدعم لتطبيق البرنامج على نطاق واسع. فوجود دليل قوي على أن البرنامج الجديد يساعد في تحقيق النتائج المرجوة، أمر له أهمية كبيرة عند التفاوض مع المسئولين ومن العوامل الرئيسية أيضًا توقيت واستراتيجية عرض البرامج، ومن الأفضل التركيز على أوجه البرامج الأكثر ملاءمة للمناخ السياسي الحالي. على سبيل المثال، لو أن هناك اتجاهاً نحو الحد من العنف الأسري، يمكن استخدام التدخلات للحد من العنف لتناول العديد من قضايا المهارات الحياتية وأدوار النوع الاجتماعي التي تنطبق على موضوع التعليم الشامل حول الأمور الجنسية.
إن مستقبل التعليم حول الأمور الجنسية في المدارس المكسيكية يعتمد بدرجة قليلة عى الميول الأيديولوجية للحكومة الجديدة التي ستتولى الحكم في ديسمبر عام ٢٠٠٠، لكنه يعتمد أكثر على قدرة المجتمع المدني على إقناع كبار المسئولين بتبني برامج وإدخالها متكاملة في سياسة الحكومة. ولأنه قد تم بالفعل تبني برامج التعليم حول الأمور الجنسية على نطاق عريض من الدولة في المدارس الثانوية وبسبب الضغط العالمي الناجم عن مؤتمري القاهرة وبكين، فإننا لا نتوقع أن نفقد جزءاً كبيراً من الأرض التي اكتسبناها في السنوات الست القادمة، فترة الحكومة الجديدة. مع ذلك، وبالرغم من أن استراتيجيتنا الدفاعية سمحت بقليل من النجاح في هذه النقطة، فما زال هناك الكثير الذي تستطيع أن تقدمه المنظمات غير الحكومية مثل إميفاب.
وأحد المجهودات التي بدأناها في ۱۹۹۸، ونأمل في أن تستمر في المستقبل، هو تكوين شبكة من المنظمات غير الحكومية الإقليمية والمحلية والتي تعمل في مجال الصحة الإنجابية والجنسية، ليكونوا قوة مشتركة للدعوة من أجل التغيير. وحتى الآن، دربنا خمسين منظمة غير حكومية فى مجال مناهج البحث والتقييم والاتصال والنشر، بالإضافة إلى المواد التعليمية التي طورتها منظمة إميفاب.
وبينما يمثل تطبيق “برنامج التدريب الأخلاقي والمدني” تقدماً سياسياً بارزاً فلن يتخلل أي برنامج المناهج المدرسية في المناطق الريفية المهمشة في المكسيك، حيث يتوقف الكثيرون عن الذهاب إلى المدرسة قبل السنة الدراسية السابعة التى يتم فيها تطبيق البرنامج. لقد قمنا – بالتعاون مع الوحدة الريفية لنظام الأمن الاجتماعي في المكسيك – بتصميم مشروع متكامل مواز لصحة النساء يسمى (لو أنني على ما يرام، ستكون أسرتي على ما يرام) والذي يصل حاليًا إلى ما يقرب من ۳۸۰۰۰ امرأة ريفية في ولاية أواكساكا، بالإضافة إلى تدريب عن المهارات الحياتية والشئون الجنسية والصحة والتغذية، والبرنامج يمكن المشاركات من مراقبة صحتهن وصحة أسرهن. وفي المستقبل سنتوسع في البرنامج ليشمل مناطق ريفية أخرى مهمشة في المكسيك، تلك المناطق التي يكون فيها تأثير برنامج (التدريب الأخلاقي والمدني) غير واضح.
وهناك جانب آخر يحتاج إلى الكثير من التفاوض ورفع حساسية الجهات التابعة لوزارة التعليم، وهو تضمين برنامج تدريبي عن المهارات الحياتية والشئون الجنسية في المناهج التعليمية الرسمية لكليات تدريب المدرسين. وحتى هذه اللحظة، ركزت منظمة إميفاب على تعليم المدرسين الذين يقومون بتدريس (أو بتجنب) موضوعات الشئون الجنسية والمهارات الحياتية بالطريقة نفسها على مدى سنوات عديدة، إلا أنه من الضروري أيضًا تزويد مدرسي المستقبل في المكسيك بالمعرفة والمهارات خلال سنوات التكوين بكلية تدريب المدرسين.
بالرغم من تقدم العلاقة مع وزارة التعليم، وتخطيطنا لتركيز جهودنا على كليات تدريب المدرسين في المستقبل القريب، سنبدأ بعد الانتخابات في تركيز اهتمامنا بوزارة الصحة مستخدمين استراتيجيات الدعوة نفسها المعروضة في هذه المقالة. لقد اكتشفنا أنه مهما كانت معلومات الأفراد عن الشئون الجنسية حيدة، فإن جهودنا قد تفشل لو أن أطباءهم لم يمدوهم بالمعلومات الكاملة عن الجوانب الطبية ووسائل منع الحمل. لا يتضمن تعليم المهنيين الصحيين تدريباً على الجوانب الاجتماعية النفسية، أو تأهيلاً بخصوص الاتصال بين الطبيب والمريض. إن غياب الاتصال يفاقمه الاتجاه العام لتجنب مناقشة المشاكل المتعلقة بالشئون الجنسية. ولهذا السبب سوف نواصل الدعوة للتوسع في تطبيق المنهج الذي أعددناه مؤخراً “الاتصال وزيادة حساسية العاملين فى الرعاية الصحية” لأساتذة الرعاية الصحية، والذي يركز على الدور الوقائي الذي يلعبه الأطباء، وأهمية تبادل الآراء بين الطبيب والمريض خاصة فيما يتعلق بالشئون الجنسية“. وهدفنا من هذا المشروع هو تضمين عناصر هذا المنهج في المناهج الرسمية لكلية الطب.
نحن نعبر عن امتناننا لماريا ميريليس وكارمن فيرتس على مجهوداتهما البحثية. ويود الكتاب أن يشكروا الكثير من المؤسسات والأفراد الذين أيدوا العمل التي قامت به منظمة إميفاب، ولا يمكن ذكرهم جميعاً هنا.
Susan Pick S, IMIFAP, Malaga Norte No. 25, Col. Insurgentes Mixcoac, CP03920, Mexico, DF, Mexico. Fax: 52-5563-6239. E-mail: [email protected]
* شئون الصحة الإنجابية العدد رقم ١٦ – ملف ۸ – نوفمبر 2000
1-Pick S , Givaudan M , Troncoso A , Tenorio A , 1999. Fórmacion Civica y Etica . Yo quiero , Yo Puedo . Primer grado . Uteha and Noreiga , Mexico City .
2-Pick S. Givaudan M , Troncoso A , Tenorio A , 1999. Fórmacion Civica y Etica . Yo quiero , Yo Puedo . Segundo grado . Uteha and Noriega , Mexico City .
3-Pathfinder in Mexico . [ Electronic database ] . 1999. Pathfinder : Mexico City .
Available : http://www.pathfind.org/html/Country
Pages / mexico.htm
4-UNAIDS , 1998. Epidemiological Fact Sheet on HIV / AIDS and Sexually Transmitted Diseases : Mexico . [ Internet ] http://www.unaids.org/hivaidsinfo/statistics/june98/fact_sheets/pdfs/mexico.pdf .
5-World Bank , 1997. Reproductive Health : 2.15 . [ Internet ]
http : //www/worldbank.org/data/wdi/pdfs/tab2_15.pdf .
6-CONASIDA , 1999. EL SIDA én Mexico . Fax Transmission , 1 March 2000 .
7- CONASIDA , 2000. Telephone conversation , 1 March 2000 .
8-Ministry of Health , and CONASIDA , ( 1996 ) . Situación Epidemiológica del SIDA . SIDA – ETS 2 ( 4 ) : I – XX .
9-Ministry of Health , 1995. El Perfil de la Practicá Anticonceptiva . Población y Salud , Secretaría de Salud , Cuadernos de Salud , Mexico City , from Sayavedra H G , 1997. Fulfilling Providers ‘ preferences : four Mexican states . In : Hardon A , Hayes E ( Eds . ) , 1997. Reproductive Rights in Practice . Zed Books , London . 95-111 .
10-Alan Guttmacher Institute , 1998. Into a New World : Young Women’s Sexual and Reproductive Lives . Alan Guttmacher Institute , New York .
11-Pick S , Atkin L , Gribble J et al , 1991. Sex , contraception , and pregnancy among adolescents in Mexico City . Studies in Family Planning . 22 : 274-82 .
12-Pick de Weiss S , Hernandez JC , Alvarez M et al , 1992. Prueba operacional para la institucionalización de educación para la vida familiar en escuelas secundarias de la Ciudad de México . Report to Population Council , New York .
13-IMIFAP , 1996. Adolescent sexuality : a qualitative study in Mexico City . Report presented to Rockefeller Foundation , New York .
14-Rodríguez G , Amuchástegui A , Rivas M et al , 1995. Mitos y dilemas de los jóvenes en tiempos del SIDA . In : Bronfman and Col ( eds ) , 1995. SIDA en México : Migración , Adolescencia CONASIDA , Mexico City . y Género .
15-Amuchástegui Herrera A , 1998. Virginity in Mexico : the role of competing discourses of sexuality in personal experience . Reproductive Health Matters . 6 ( 12 ) : 105-15 .
16-Donavan P , 1998. School – based sexuality education : the issues and challenges . Family Planning Perspectives . 30 ( 4 ) : 188-93 .
17-Gonzalez Ruíz E , 1994. Conservadurismo & Sexualidad . Como propagar el SIDA . Rayuela , Mexico City .
18-See Cuauhtémoc Sánchez C , 1995. Volar sobre el pantano . Ediciones Selectas Diamante , Mexico City . Also see Cuauhtémoc Sánchez’s Juventud en éxtasis and Un grito desesperado .
19-Pick S , Aguilar JA , Rodríguez G et al , 1997. Planeando Tu Vida . Ariel , Mexico City .
20-Pick S , Vargas Trujillo E , 1995. Yo , Adolescente : Respuestas claras a mis grandes dudas . Planeta , Mexico City .
21-IMIFAP -Gallup , 1993. First national poll about sexuality education . Report presented at Prospect Hill , Moriah and Merck Foundations , USA .
22-Pick S , Givaudan M , 1996. Yo Quiero , Yo Puedo : family and life skills education for grades preschool -9 , idéame , Mexico City .
23-Pick S , Givaudan M , Marínez A , 1996. Aprendiendo a Ser Papá y Mamá . Idéame , Mexico City .
24-Pick S , Givaudan M , 1998. Deja volar a tu Adolescente y Será un Gran Adulto . Idéame , Mexico City .
25-Most not – for – profit organizations , including IMIFAP , are prohibited from using certain donated funds for lobbying purposes . For this reason , it is important to make a clear distinction between ‘ project time ‘ and ‘ lobbying time ‘ , although we encourage NGOs to actively disseminate research and programme results to authorities .
26-World Health Organization , Department of Mental Health , Social Change and Mental Health Cluster , 1999. Partners in Life Skills Education – Conclusions from United Nations Inter – Agency Meeting . Geneva . WHO / MNH / MHP / 99.2 .
27-Pick de Weiss S , Andrade – Palos P. Townsend J , Givaudan M , 1994. Evaluación de un programa de educación sexual sobre conocimientos , coducta sexual y anticoncepción en adolescents . Salud Mental . 17 ( 1 ) : 25-31 .
28-González Ruiz E , 1998. la Sexualidad Prohibida : Intolerancia , Sexismo y Represión . GIS , Mexico City .
29-Kelly J , 1995. Changing HIV Risk Behavior : Practical Strategies . Guilford Press , New York .
30-Troncoso T , Givaudan M , 1998. El rol del personal de salud en la sociedad : un enfoque humanista . IMIFAP , Mexico City .