يبدأ المشهد بمجموعة من الشباب جالسين في مقهى أو كافيتيريا وتمر عليهم فتاة فينظرون إليها ثم يعلق أحدهم قائلا“شخصيتها هايلة“، فينظر إليه أصدقاؤه ( الذي يشربون بيريل طبعًا) نظرة دهشة واستنكار، وتركز الكاميرا على جسد الفتاة، وينتهي المشهد بصوت المعلق قائلا:
” شخصية البنت آخر حاجة تتكلم عنها. استرجل.. اشرب بيريل“.
هكذا تنتهي سلسلة إعلانات الحملة الإعلانية الجديدة لمشروب بيريل والتى تربط بين مفهوم الرجولة والتعامل مع الأنثى كجسد ووسيلة إغراء. والواقع أن مثل هذا الإعلان لا يسيء للمرأة فحسب بل أيضًا للرجل المصري الذي يصوره الإعلان بشكل سطحي ككائن جنسي لا يهتم بشخصية المرأة ولا بعقلها، ولا يمكن أن يثبت رجولته إلا بانتهاك المرأة ولو حتى بالنظرات.
إننا في العام التاسع بعد الألفية الثانية، والحقيقة هي أنه لم يعد مقبولاً ولا منطقيًا الآن أن تقدم مثل هذه الرسالة الإعلامية التي تتعمد استخدام النساء كسلعة وتنادي باعتبارهن جسدًا وأداة للمتعة لا ينبغى للرجل (المسترجل) أن ينظر إليها إلا بهذا المنظور !!
والسؤال هو: هل سنظل مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه الشركات التي لا تكتفي باستغلال احتياجاتنا وضعفنا الإنساني لتقنعنا بحاجتنا إلى منتجاتها ليزيد استهلاكنا غير المبرر مقابل أرباحها غير المتخيلة، بل تسعى كذلك إلى تدمير ثقافتنا العربية والمصرية النبيلة وتسيء إلى الرجال وتعود بالنساء إلى زمن الجواري ؟؟؟
استرجل…. وقاطع بيريل.
هذه هي رسالتنا لكل رجل يأبى على نفسه أن يكون على هذه الشاكلة. أما عن النساء فعذرًا على عدم تقديم رسالة لكن، فمن الواضح أن فريق بحوث بريل قد وجد من غير الضروري استهدافكن بأية رسائل ربما انطلاقًا من أن“شخصية البنت آخر حاجة يمكن التفكير فيها” أو من أن بريل مشروب رجالي، فدعونا لا نخيب ظنهم كنساء ونقاطع عن حق مشروب بيريل ربما تنجح المقاطعة في القيام بما لم تتمكن أجهزة الرقابة من القيام به.