الأدب من القرن التاسع وحتى الخامس عشر

التصنيفات: غير مصنف

المنهجيات والمنظومات والمصادر

لدراسة النساء والثقافات الإسلامية المداخلات تبعا للموضوع

الأدب من القرن التاسع وحتى الخامس عشر

ازدهر الأدب النسائي في أماكن عدة إبان تلك الفترة من التاريخ الإسلامي، مع عدم تقديمه عادة في قالب الأدب النسائي المفصول عن أدب الرجال، ولكن كان يتم إدماج نماذج الأدب النسائي ضمن مجموعات النصوص الجماعية والمنسوبة عادة إلى المؤلفين من الذكور إما لمساهماتهم فيها أو كأمر حتمي في حالة الأعمال مجهولة المؤلف أو المؤلفة. ولذلك نجد أن المصادر التي يتم الرجوع إليها في مجال الأدب النسائي هي نفسها التي يتم الرجوع إليها في مجال أدب الرجال، ومن هنا فإن السؤال الذي يطرح نفسه على الدارسات والدارسين والباحثات والباحثين ليس ما الذي كتبته النساء؟، بل بالأحرى هو كيف ساهمت النساء فيما تمت كتابته؟ ولقد تنوعت إجابات هذا التساؤل بقدر ما يوحي به التنوع والثراء الذي اتسمت به الدولة الإسلامية في تلك الفترة. حيث نجد أن تلك الفترة من التاريخ الإسلامي، والتي امتدت منذ انتزاع العباسيين للحكم من الأمويين عام ١٣٢ هـ./ ٧٥٠م وحتى الغزو العثماني للقسطنطينية عام ٧٥٨هـ./ ١٤٥٣م، هي فترة اتسمت باللامركزية السياسية والتعددية العرقية واللغوية والثقافية. وقد أدى. ضعف السلطة المركزية في بغداد إلى ظهور المزيد من مراكز القوى المحلية المتعددة، مع حدوث تنافس فيما بينها حول رعاية الفنون. وكانت النتيجة الحتمية للتبادل في معايير الذوق والجمال هي ازدهار الأدب حيث شهدت تلك الفترة تطور النثر العربي وبدايات الأدب الروائي ونشأة الشعر الفارسي وصعوده، كما كان عصرا ذهبيا للأدب العبري كما شهد أيضًا ظهور أدب الرومانس بشعر العامية. كما أنتجت تلك الفترة فن الموشحبتعدد أصواته ولغاته، وكذلك أدب المقامة، وقمة الخيال الأدبي ممثلة في ألف ليلة وليلة. وعلى الصعيد العربي كان التحول من الثقافة الشفوية إلى ثقافة النص المكتوب يمضي بخطى حثيثة نظرا لقيم وسائل جديدة وسريعة لنشر المعرفة والمأثورات الشعبية (الفولكلور). ومع ذلك احتفظ الأدب الشعبي الأكثر شيوعا بأهميته وهو ما يمكننا أن نلمس أثره في استغلال الإيقاعات والتفعيلات العامية في النصوص الأدبية. وفي بدايات تلك الفترة كانت اللغة العربية هي الوسيط السائد في الثقافة الأدبية الإسلامية، مع أنه على سبيل المفارقة كان غير العرب هم الأكثر إنتاجا في مجال الأدب مع استخدامهم لعناصر من تراثهم الأدبي الأصلي. إلا أنه في منتصف تلك الفترة، أي إبان عصر حكم الدولة السامانية (٢٠٤ هـ. / 819م – ٣٩٥هـ. / ۱۰۰٥م) والدولة الغزنوية ( ٣٦٦ هـ. / ٩٧٧م – ٥8٢ هـ./ ١١٨٦م)، صارت اللغة الفارسية هي المفضلة في بلاط الحكم. وينصب اهتمام هذه المداخلة على المصادر المكتوبة بهاتين اللغتين مع الأخذ في الاعتبار وجود مصادر عن أدب النساء في اللغات الشائعة ضمن الإمبراطورية الإسلامية آنذاك. ويخص ذلك الأمر تحديدًا نصًا تركيًا عنوانه جمشيد وخورشید، ورد في كتاب كشف الظنون والذي ينسب إلى شاعرة من إقليم كابادوكيا في شرقي تركيا، اسمها جاني خاتون، وقد رآه حاجي خليفة مكتوبا بخط يد شخص توفى عام ٨١٥هـ./ حوالي ۱٤۱۲م. (Khalfa 1835- 58. Ii. 609).

إن التقسيم التقليدي لحرفة الصياغة اللفظية في اللغة العربية يتضمن النظم والنثر. ورغم أن نساء هذا العصر قمن بالحديث والكتابة والتأليف والارتجال نظما ونثرا، إلا أن شعرهن هو ما تم حفظه وجمعه بعناية مما جعله الشكل الأدبي الأكثر بقاء في الذاكرة حتى اليوم. وبالرغم أيضًا مما يبدو من احتراف بعض النساء للكتابة والبحث والنسخ إلا أن القليل للغاية من الكتب التي تعود إلى تلك الفترة يحمل أسماء النساء اللاتي كتبنها، بل والأندر منها هو ما بقي محفوظا حتى الآن. ويوجد العديد من نماذج أدب الرسائل القصيرة، ولكنها مبعثرة ضمن عدد هائل من المصادر (صفوت ۱۹۳۷، 3: 374, 527 – 529, 4: 393 – 394, 402 – 403). ولهذا السبب نجد أن أغلب مؤلفات النساء من العصر المذكور ترد في هيئة الشعر، كما أن ما يمكن اعتباره بمثابة مساهمة النساء في الأنواع الأدبية النثرية ممثلة في الظواهر النصية (أي الإلقاء الصوتي) بدءا من الملاحم الشعبية الرومانسية وحتى الرسائل الأدبية القائمة على الزخرفة اللغوية، عادة ما نجدها تتخذ شكلا شعريا. فالأنواع الأدبية العربية والفارسية كثيرا ما تتداخل فيها أشكال من النثر والشعر، وهو تداخل يعرف بالنثر المنظوم، أخذت أبعاده وتداعياته في لفت انتباه الباحثات والباحثين المتخصصين في آداب الشرق الأوسط (Harris and Reichl 1937, 225 – 348) ويرتبط النثر المنظوم ارتباطا وثيقا بالأمور المتعلقة بالتأليف الأنثوي على الأخص وبأشكال البناء الأدبي المتعلقة بمسألتي الجندر والحياة الجنسية عامة وذلك لأن إسهامات النساء لأشكال النثر تتمثل في معظمها في إلقاء الشعر الصادر عن رواته وجامعيه ومحققيه من الذكور غالبا. ونجد تاريخيا أن النساء ذلك العصر في جميع أرجاء الإمبراطورية تمتعت بشيء من القدرة على تأليف النصوص ولكن سلطتهن لم تكن كافية لتمكينهن من ترك هذه النصوص للأجيال اللاحقة حاملة أسماءهن، أو هذا هو ما يبدو لنا نظرا لندرة المخطوطات الطويلة المنسوبة للنساء. وعلى حد علمي لا يمكننا العثور على كاتبة للشعر والنثر وذلك حتى القرن الخامس عشر الذي نجد فيه شخصية عالمة الدين الدمشقية عائشة الباعونية (المتوفاة عام 92٢هـ. / ١٥١٦م)، والتي ما زالت توجد عدة أعمال منسوبة إليها. ومن هذه الناحية، نرى الصورة التاريخية شديدة الاختلاف عن نظيرتها الخيالية، وربما لم يتأت أبدا لأية شخصية أن تصيغ وتروي وتحذف وتضيف مثلما حدث مع الشخصية الأسطورية شهرزاد، بل نجد على العكس أن أصوات النساء الفعلية عادة ما يتم إدماجها ضمن مستويات أخرى مما يدفع القراء إلى اعتبارها من الأدب الروائي الذكوري، وهو ما سعت أجيال متعاقبة من الرجال إلى جعله مقولة تتردد على ألسنة النساء. وعلى الرغم من أن العادة قد جرت على وضع أقوال وقصائد النساء من الجاهلية وفجر الإسلام في إطار النقل والإسناد، إلا أن كلماتهن كثيرا ما كانت تحظى بالحفظ والإلقاء باعتبارها وحدات أدبية متماسكة. وفي عصور لاحقة، نجد أن الإطار، سواء كان في شكل الإسناد أو عدمه، شهد عملية تحول إبستمولوجي معرفي، وخاصة في سياق الأدب غير الديني، متحولا من سجل أو برهان إلى أداة سردية. ونتج عن ذلك أن النص الخاص بامرأة ما من العصر العباسي أو الأندلسي يقدم نفسه عادة باعتباره صوتاًداخل مجموعة سردية، أي كنص مقتبس مباشرة من حديث سمعه بالمصادفة شاهد أو متنصت على موقف ما ورد في إطار حدث طريف قد يمثل في حد ذاته حكاية داخل حكاية. لذلك نجد أنه من المعقول قراءة المؤلفات الشعرية والنثرية الشعرية للنساء، والتي تعود إلى تلك الفترة، أيا ما كانت طريقة حفظها، باعتبارها جزءا من سلسلة حوارية لا أن يتم تناولها بمعزل عن غيرها.

وفيما يلي أتناول مصادر أدب النساء مصنفة تبعا لأسلوب حفظها، مع النظر إليها في ضوء الشكل الفني وعلم العروض. ويشير مصطلح النصوصإلى المصادر التي نقلت كلمات النساء، والتي تتمثل عادة في القصائد أو المقتطفات الشعرية، باعتبارها وحدات أدبية في حد ذاتها، تتخللها مقاطع مقدمة مختصرة من التعليق أو السرد. وتتألف هذه الفئة من دواوين الكاتبة الواحدة ومجموعات من المختارات الأدبية، إلى جانب كتيبات تتضمن السير والتراجم، أما الفئة الثانية وهي فئة السياقاتفتتناول المجموعات الأدبية والأغاني والقصص الشعبي، حيث نجد أصوات النساء متداخلة مع أصوات الرجال تداخلاً حميمًا، كما أن تقبل كلماتهن حرفيا يتطلب منا عادة إعادة التفكير في مفهومنا الخاص بسلطة التأليف، وإلا نجد أنفسنا أميل إلى قراءة الاقتباسات الواردة عن النساء باعتبارها مقولات واردة عن الرجال. أما الفئة الأخيرة، وهي فئة العلاماتفتتناول المصادر المنقوشة أي تلك القائمة ضمن إطار من الأشياء المادية لا النصوص الأخرى. وهذه الفئة من المصادر تضع أصوات النساء في إطار تاريخي، وبالتالي تتمتع وحدها بإمكانات قيام دراسات بيئية كبيرة حولها.

 

لم تقدم النساء من ذلك العصر عادة تقديمًا جيدًا في المجموعات الرئيسية لشعر العصور الوسطى. إن مجموعات الشعر العربي الأساسية، بقدر ما تضم شعر النساء، تقوم بالتمييز لصالح المتقدمات” (أي شاعرات العصور القديمة) على المحدثات” (أي شاعرات العصور الحديثة). ونجد أن ابن المعتز (المتوفى عام ٢٩٦هـ. / ٩٠٨م) قد أفرد كتابه طبقات الشعراء للشعراء المحدثينملقيا الضوء على بعض الأعمال المتناثرة لشاعرات ارتبطن بثقافة البلاط العباسي (1956, 421 -7). كما نجد ذكرا لبعض الشاعرات الأساسيات في مجموعات الشعر الفارسي الرئيسية مثل كتاب العوفي لباب الألباب (٦١٧هـ./ ۱۲۲۰م) وكتاب دولة شاه تذكرة الشعراء (۸۹۲ هـ./۱4۸۷) مع عدم تقديمهن بالقدر الكافي. ورغم ذلك لا يمكننا إغفال هذه المصادر، نظرا لما تقدمه من إطار شعري رسمي، أو سياق جمالي نصي لشعر النساء. كما أنها تقدم إشارات هامة توضح المكانة التي نجحت النساء في تحقيقها في الأوساط والأسواق الأدبية. فعلى سبيل المثال نجد أن مجموعة الشعر الفارسي مؤنس الأحرار في دقائق الأشعار (٧٤١هـ./ ١٣٤٢م) تأليف الججرمي تورد ستا وثلاثين رباعية كتبتها شاعرة القرنين الحادي عشر والثاني عشر واسمها مهستي، منها اثنتا وعشرون رباعية تم تخصيص فصل مستقل لها (ججرمي، 1350هـ0/ ۱۹۷۱، ۲: 1151 – ١١٥٥)، وتنتمي الاثنتا والعشرون رباعية إلى نوع أدبي هو شهراشوب، والذي يتم فيه تناول تاجر ما إما بالمديح أو الهجاء. ويدل جمع تلك الرباعيات في فصل مستقل على ريادة مهستي في ذلك النوع الشعري وأن هذا النوع الأدبي كان يحتل في نفس الوقت مكانة متميزة في أعمالها الأدبية. وأخيرا فمن المهم مراجعة الأعمال والمجموعات الشعرية الأقل شهرة إذا ما قررنا البحث والتمعن في كتب المجموعات الشعرية المختارة. فالمجموعات الهامشية وخاصة تلك التي تتناول أماكن جغرافية معينة أو أشكالا أدبية هامشية أحيانا ما تتضمن كنوزا من أدب النساء، والذي يمر عليه الباحثون مرور الكرام بسبب اعتمادهم الشديد على مجموعة محددة من النصوص. ومثال على ذلك، نجد أن مجموعة الموشحات الأندلسية عندة الجليس لابن بشري تحتوي على نص كامل منسوب الشاعرة غرناطة من القرن الثاني عشر وتدعى نزهون 1 (Ibn Bishri 1992, 360 – 1) في حين لم تشر إلى ذلك العمل أي من السير والتراجم التي ورد فيها ذكرها، قديما وحديثا.

وبالإضافة إلى المجموعات الأدبية العامة، توجد فئة فرعية من المجموعات الخاصة بجنس دون آخر ترجع إلى بدايات العصر العباسي. أما عن الكتابين المحوريين في العصر العباسي اللذان يتناولان الصنعة اللفظية لدى النساء باللغة العربية فنجدهما في كتاب بلاغات النساء لابن أبي طيفور (المتوفى عام ۲۸۰هـ. /۸۹۳م) وكتاب أشعار النساء تأليف الكاتب المرزباني (المتوفى عام ٣٨٤هـ. / ٩٩٤م)، ۹۹٤ / ٣٨٤ d. )، ولكنهما يركزان على النساء في الجاهلية وفجر الإسلام، مع قلة بل وانعدام الإشارة إلى شعر ونثر النساء في عصرهما. إلا أنهما يقدمان إطلالة على وضع أو مكانة أنواع أدبية معينة لكتابة النساء في مجتمعهما. وقد قام ابن طيفور بتنظيم كتابه على نسق أخلاقي حيث يستهله بالنصوص المقدسة (الحديث الشريف وأقوال أخرى عن نساء معاصرات للرسول محمد) ثم ينتقل إلى النصوص الدنيوية (مثل الحكمة والحوارات مع الخليفة معاوية إلى جانب شعر الرثاء) وأخيرا ينهيه بحديث المجون. وقام المرزباني بترتيب كتابه حسب قبيلة الشاعرة مما يعكس اهتمام الباحثين العباسيين بعلم الأنساب. وقد اشتمل العملان على أسانيد مفصلة لمداخلات معينة كما نجد تكرار ظهور أسماء بعينها ربما لتوحي لنا بتخصص بعض ناقليها في نوع من أنواع الدراسات النسائية، ومن المؤسف أن ما تبقى لنا في العصر الحالي من كتاب المرزباني ليس سوى جزء صغير للغاية. كما يوجد كتيبان آخران متاحان لنا من كتب التراث العربي، وهما كتاب الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصبهاني (المتوفى عام ٣٥٦هـ. / ٩٦٧م) وكتاب نزهة الجلساء في أشعار النساء لجلال الدين السيوطي (المتوفى عام ٩١١هـ. / ١٥٠٥م)، ويتناولان النساء فقط، الكاتبات منهن والشاعرات، ممن عشن في تلك الفترة. رغم إنهما لا يتساويان من حيث قوة المضمون مع كتاب بلاغات النساء أو أشعار النساء نظرا لمداخلاتهما الموجزة وعدم التفاتهما إلى السياق العام، إلا أنها تمثل آخر ما تبقى حاليا من كتب المجموعات الشعرية المتخصصة في شعر النساء، والتي ظهرت قبل الإسلام وفي بداياته. ويبدو لنا للأسف فقدان عملين آخرين من أهم الأعمال عن الشاعرات، وهما كتاب أشعار الجواري للشاعر الشيعي المفجع (المتوفى حوالي عام ٣٢٠هـ /۹۳۲م)، والكتاب متعدد المجلدات وعنوانه النساء الشواعر لابن الطراح (المتوفى حوالي عام ٦٩٤هـ. ١٢٩٥م).

ومن الصعب الفكاك من النظر إلى وفرة كتابات النساء من العصر ما قبل الإسلام وبدايات الإسلام الواردة في كتب المجموعات الشعرية في بداية العصر العباسي باعتبارها مسألة ناتجة عن عاملين إبستمولوجيين معرفيين وهما: ١) الأهمية الثقافية والتركيز البحثي على فترة السنوات المؤسسة للإسلام، مما جعل كافة مساعي البحث اللغوي والتاريخي منصبة على تلك الفترة الهامة في حد ذاتها. ٢) المكانة الرفيعة التي احتلتها المتكلمات والشاعرات والراويات في التراث الشفاهي وخاصة في المنطقة العربية ما قبل الإسلام. أي أن المركزية الثقافية التي احتلها القرآن في بداية العصر الإسلامي ضمنت النقل الشفاهي وبالتالي تدوين كلام النساء في لحظة محددة من التاريخ العربي حينما كانت الثقافة الشفاهية هي الثقافة الأدبية العليا، في حين أدى الصعود التدريجي للكتاب (أي الثقافة المكتوبة بكل ما تتطلبه من استعداد وعتاد) قد أدى وربما ساهم في التقليل من إمكانية وصول النساء إلى الأوساط الأدبية في العصور اللاحقة.

وللأسف تندر الاستفادة في اللغة العربية من أي ديوان لشاعرات تلك الفترة، حيث كان من الممكن للمجموعات الشعرية الخاصة بشاعرة ما أن تساعدنا في العثور على أنماط الأفكار الواردة فيها والخصائص المميزة لأعمال امرأة ما والتعرف على تطورها الرسمي ومقارنة أعمالها بمعاصريها وسابقيها ومن جاء بعدها. فبالرغم من اشتمال قوائم النديم على خمسة عشر ديوانا لشاعرات إلا أن معظمها كان قصيرًا، حتى أن أطولها لم يتعد عشرين صفحة وهي دواوين عليا بنت المهدي أخت هارون الرشيد، وعنان زميلة أبي نواس، وفضل جارية المتوكل (1970, ii, 361 – 2). وأحيانا تحتوي قواميس السير والتراجم في مداخلاتها قدرا لا بأس به من أعمال الشاعرة، ومن هنا قد يكون من المجدي التمعن في مثل هذه المصادر من أجل المداخلات المذكورة، خاصة لأن بعض المصادر غير الرسمية غابت عن القائمين على جمع ومقارنة مواد السير والتراجم الخاصة بالنساء. فمن الشاعرات ذوات الأهمية والتي كثيرا ما تم تجاهلها هي سارة الحلبية الشاعرة المتجولة الشهيرة بشعر المديح في القرن الثالث عشر.2 ونجد قدرا مهما من أعمالها، بما فيها نموذجا من كتاباتها النثرية، في قاموس السير والتراجم للشخصيات البارزة من سكان مدينة فاس بالمغرب، وهو كتاب أحمد بن القاضي المكناسي وعنوانه جلوة الاقتباس في من حل من الأعلام مدينة فاس (المكناسي ١٩٧٣ – 1074، 2: 522 – 529).

إن مهستي، والمعروفة أحيانًا باسم مهستي غنجوي، شاعرة فارسية ذات مكانة أسطورية، وربما عاشت في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر. ورغم جهلنا بدقة تواريخ حياتها إلا أن عددا من الكتاب القدامى قد أرجعوا تاريخها إلى فترة حكم محمود حاكم غزنة (388هـ./ ۹۸۸م – ٤٢١هـ./ ١٠٣٠م والسلطان السلجوكي سنجر (511هـ./ 1118م – 552هـ./ 1157م). ولعل ارتباطها بالأول يرجع إلى الخلط القائم بين شخصه التاريخي وبين السلطان محمود بن محمد بن مالك شاه، حاكم سنجر في أذربیجان (Rypka 1968, 199). ويوجد تنوع في تحديد مسقط رأسها، ما بين غنجة ونيسابور وبادخشان وخوجند (Ishaque 12,1949) مما يجعلها تنتمي إلى الدول المعروفة في العصر الحديث بأذربيجان وإيران وأفغانستان وطاجكستان. ونجد أن علاقة حبها مع الشاعر أمير أحمد، ابن أحد رجال الدين في غنجة، هي موضوع قصة حب مدونة يتداخل فيها السرد النثري مع الشعر. وتقوم سيرتها الخيالية المسجلة في هذا النص على حكاية التحول من الفقر إلى الثراء، حيث تعرضت مهستي لليتم منذ صغرها، ولم. تجد مأوى لها سوى الخراباتالمتمثلة في الحانات أو البيوت سيئة السمعة، إلا أن ذوقها ومهارتها الموسيقية ومواهبها سرعان ما جعلتها ضيفة دائمة ومثار إعجاب النخبة الحاكمة. وبعيدا عن صحة مضمون سيرة حياتها من عدمه إلا أن مهستي من رائدات شعر الرباعيات الفارسية (de Bois 1994, 409). وقد اشتهرت بتفوقها في شعر الـ شهر اشوب، وهو نوع من القصائد يتناول تاجرا ما كالجزار أو الحداد أو النجار بالمدح أو الهجاء، وأحيانا من خلال تورية محكمة وتلميحات جنسية. ورغم ما عرف عنها من الإباحية (de Bruijn EI2) إلا أن ولعها بالصور الجنسية الصريحة لم ينتقص من رصيد احترامها، بل لقد أشار إليها المتصوف فريد الدين العطار في كتابه إلا هي نامه بلقب الكاتبة” (دبير) صاحبة الجوهر الخالص” (218). (أنظر/ انظري جزء الصور التوضيحية في الموسوعة).

ومن الدواوين المنشورة هنالك ديوانان لشاعرتين باللغة الفارسية من تلك الفترة، وتم جمع ديوان مهستي من عدة مصادر متنوعة بما فيها كتب المختارات الشعرية وكتب التاريخ والحكايات الأسطورية، وهو ديوان متوفر في أكثر من طبعة. وتتناقص المعلومات حول ما إذا كان قد تم تداول طبعة من ديوانها كمخطوطة ما قبل العصر الحديث. (De Bruijn El2, Ishaque 1949, 1 In). ورغم تميز حجم الأعمال الكاملة لمهستي عند مقارنتها بأعمال الشاعرات باللغة العربية المعاصرات لها، إلا أن لدينا تراثا أكثر إبهارا انتقل إلينا من جهان خاتون من القرن الرابع عشر،3 والتي يمكن اعتبار ديوانها أكثر مصادر أدب النساء ثراء وأهمية في العالم الإسلامي إبان تلك الفترة. فقد ضمت أول طبعة، والتي جمعت من ثلاث مخطوطات، أربع قصائد وما يزيد على ألف وأربعمائة قصيدة غنائية من الغزليات كما ضمت مقطوعة شعرية من فن الترجيع بند، ومرثية واحدة، إلى جانب عدد من المقطعاتالشعرية، ولا شك أن الإحساس بالكلية والتكامل، المصاحب لهذه المجموعة المختارة بما فيها من غزارة وتكامل الأشكال الشعرية (بعكس المقاطع المختصرة المبتورة) يضع أعمالها في مصاف كبار شعراء عصرها من الذكور. وعلى الرغم من أن إى جي براون يذكر في كتابه عن التاريخ الأدبي لفارس” (E.G. Brown, A Literary History of Persia, 1902- 1924) امتلاكه لمخطوطة تحوي شعرها iii, 33n)) إلا أن ديوانها المحقق لم يطبع حتى أواخر التسعينات من القرن العشرين، ونجد في تجاهل الباحثين أعمالها لعدة عقود أمرا مثيرا للفكر والتساؤل. فمن جهة، يذكرنا ذلك بأن تهميش النساء في المذاهب الأدبية ليس ظاهرة ترجع إلى ما قبل العصر الحديث، بل هى عملية تدريجية لإقصاء وتجاهل النساء ما زالت مستمرة إلى اليوم. ولكنها من جهة أخرى تعدنا بالأمل في استرجاع كنوز أخرى من الأدب النسائي الإسلامي.

وأخيرا نجد أن الأعمال التي تتناول النساء، دون تركيز بالذات على الشاعرات أو الكاتبات، تتضمن أحيانا قصائد ومقاطع من نصوص نسائية، وذلك نظرًا لميلها إلى تناول الشرائح المتعلمة والنخبوية من النساء، مثل النساء من طبقة النبلاء، وجواري النبلاء وعلية القوم، إضافة إلى العالمات والمتصوفات. وتتضمن هذه الأعمال كتاب نساء الخلفاء من تأليف ابن الساعي (المتوفى عام ٦٧٤هـ./ ١٢٧٥ أو ١٢٧٦م)، وكتاب المستظرف في أخبار الجواري من تأليف جلال الدين السيوطي (المتوفى عام 911هـ. /١٥٠٥م)، وكتاب ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات من تأليف السلمي (المتوفى عام ٤١٢هـ./ ١٠٢١م) والذي تمت الإشارة إليه لارتباطه بالجزء المخصص للنساء في قاموس ابن الجوزي للسير والتراجم صفة الصفوة (Rkia Cornell, 263 – 327). ونظرا لكثرة عدد هذه الكتب فلا مجال هنا لذكرها بالكامل، ويمكن للقارئة والقارئ الرجوع إلى مقالة صلاح الدين المنجد وعنوانها ما ألف عن النساء (١٩٤١)، والتي يتناول فيها الكتب الكلاسيكية القديمة عن النساء، الموجود منها والمفقود، حيث أنها مقالة مفيدة للغاية رغم كونها في حاجة إلى تحديث. وعند الرجوع إلى هذه المصادر وغيرها عن أدب النساء، لابد من أن نضع في اعتبارنا أن مواطن الإباحية تخضع للرقابة والحذف في الطبعات المنشورة، وبالتالي فقد يكون من الضروري الرجوع إلى طبعات متباينة أو المخطوطات، أو كليهما معا. ولعله من الملائم ختام هذا الجزء بالإشارة إلى مجلد نادر، قامت إحدى النساء بجمعه، ورغم كونه في عداد الكتب المفقودة إلا أنه يتناول قيان الأندلس (الجواري المنشدات) وهو منسوب إلى مؤلفة تدعى فتحونة بنت جعفر المرسبة، ويقال أنها ألفته على غرار أبي الفرج الإصبهاني (التازي ۱۹۹۲، ۱۱۹ ۱۲۰).

 

تقوم فئة السياقات بتناول المصادر التي تتضمن ما يمكن اعتباره نصا نسائيا والذي عادة ما يكون متضمنا في نص آخر ومقدما في شكل يلقي بظلال الشك حول هوية مؤلفته. وبالتالي يميل المرء إلى اعتباره صوتا سرديا تمت صياغته في صيغة الضمير الغائب أما إذا نظرنا إلى النص على أنه نص روائي خيالي، أما إذا نظرنا إليه كنص واقعي فيميل المرء إلى اعتباره نصا أقرب إلى الشهادة أو التقرير مصاغا أيضًا في صيغة ضمير الغائب. ونجد أنه في إطار فئة السياقات، وحتى عندما يتم فهم نص امرأة ما باعتباره يمثل بدقة ما قالته أو كتبته، إلا أنه يفقد مع ذلك قواه الإبداعية حيث يتخذ صورة النص الثانوي. وبالتالي نادرا ما يتم اعتبار المرأة المتحدثة مؤلفة أو حتى مؤلفة مشاركة في صياغة النص. وهكذا نجد أن الراوي أو المحقق، أو ربما الراوية أو المحققة، تفرض قدرا من السيطرة والتحكم في نص المرأة، ولكن بدرجات متفاوتة، كما أن النص النسائي قد يؤثر أحيانا على الطريقة التي يقوم بها رجل أو امرأة ما بصياغته.

ويتصدر الأدبهذه الفئة من حيث الأولوية والأهمية، وينطبق هذا المصطلح (الأدب) على نطاق واسع ومتنوع من الأعمال التي يغلب عليها الطابع غير الدينى والتي تهدف إلى الارتقاء والتنوير والترفيه. وأحيانا ما تأخذ هيئة النوادر التاريخية أو الأسطورية، أو الأخبارالتي يتم الاستشهاد بها بغرض توصيل رسالة ما. ويعمل الإسنادعلى صياغة إطار الأخبار، ولكن التحولات السردية بين النوادر وتسلسل الأفكار المتضمنة فيها تلعب دورا باعتبارها بنى تأويلية تصيغ كلمات النساء ومعانيها وتضعها في إطارها. إن محاولة عرض قائمة بكل أعمال الأدب التي تشمل اقتباسات نقلا عن النساء هي مهمة صعبة، وبالتالي يكفي إلقاء الضوء على بعض منها. ويعد تراث القصوركما أطلق عليه براي (Bray 1999, 75 – 76) من أفرع الأدب الغنية بأقوال النساء ومآثرهن وأشعارهن، حيث يشير إلى المصادر التي تورد نوادر النساء من كل من طبقة النبلاء والجواري والمحظيات اللاتي عشن أو ترددن على قصور الحكم العباسي (والأموي في أيبريا) وما تلاهم من أنظمة حكم لاحقة. وتضم هذه المصادر كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني (المتوفى عام ٣٥٦هـ./ ٩٦٧م)، وكتاب العقد الفريد لابن عبد ربه (المتوفى عام ٣٢٨هـ. / ٩٤٠م) وكتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري (المتوفى عام ۱۰٤١هـ. / ١٦۳۱م)، هذا إلى جانب أعمال أخرى لا حصر لها. والسؤال المطروح لا يدور حول الأدبالذى يمكننا أن نقرأه وإنما حول كيفية قراءته. ونجد أن هذه المصادر، مثلها مثل المجموعات الشعرية في زمانها، تقوم بإبراز كتابات النساء من عصور سابقة، إلا أنها تظل مليئة بالاقتباسات على لسان كاتبات لاحقات. وهنالك فرع آخر من الأدبيتضمن الرسائل التي تتناول موضوعات متنوعة لكتاب من أمثال الجاحظ (المتوفى ٢٥٥هـ./ ٨٦٩م)، حيث نجد أنه قام بذكر النساء والاقتباس عنهن في مواضع كثيرة من رسائله مثل كتاب القيان، وكتاب البيان والتبيين، وكتاب الحيوان، إلى جانب الأعمال الأقل شهرة. كما ينسب للجاحظ كتاب المحاسن والأضداد الذي كتبه تحت اسم مستعار. ويقدم هذا العمل سلسلة من المقتطفات الموجزة عن النساء، وتم ترتييه على هيئة مقاطع تتناول كلا من النادبة والماجنة والأعرابية والمتكلمة والناشرة، وغيرها. ونطل من خلاله على الكيفية التي كان يتم بها تصنيف النساء وأقوالهن اجتماعيا وقتئذ، فيما يتعلق أيضًا بالاندماج التدريجي للنساء غير العربيات داخل المجتمع الناطق بالعربية، إلى جانب المؤثرات اللغوية والأدبية التي صاحبت عمليات التبادل الثقافي. بمعنى آخر فإن هذه النوادر تمدنا بصور لأوجه الشبه الثقافي مما يسهل علينا استخلاص الخيوط الداخلة في نسيج الأوساط الأدبية الناطقة بالفارسية والعربية. ونجد لدى براي مناقشة للعمل من حيث ارتباطه بمقالة تتناول الوضع العام لـ. “شعر النزيفوالمقصود بذلك قصائد شعر ألفها رجال ونساء وقاموا بإهدائها لشخصية مرموقة بمناسبة قيامهم بعملية الفصد” (Bray 1999, 75 – 92)، ونظرا لارتباط هذا النوع الشعري بالنساء، فإنه يثير نقطتين للمقارنة بين أنماط أدبية نجدها تتكرر في الأدب الإسلامي على امتداد الزمان والمكان. وأولها المعارضة المثيرة بين شعر النزيف، وهي قصائد مديح قصيرة مهداة إلى شخصية النازف” – وبالتالي المتعافي” – من ناحية، وبين قصائد الرثاء ما قبل الإسلام والتي تتناول الثأر الدموي حيث يتم مقارنة الدماء المهدرة لأحد الأقرباء القتلى بدماء الحيض، بما يجعلها مرادفة للنجاسة التي لا تتحقق لها الطهارة سوى بالانتقام (Stetkevych 1993, 161- 205).أما نقطة المقارنة الثانية فتتضح في جهود التوفيق بين الشعر العربي والفارسي من حيث صور الدماء. وتحفل القصائد الشبقية التي ألفتها مهستي بإشارات إلى الدماء، كما أنها أحيانا ما تخاطب أو تشير إلى الفصاد أي القائم بعملية القصد (Ishaque 1949, 16 and 28) والحقيقة أن صور الدماء توفر مادة غنية للاستعارات والمجاز للأدب بشكل عام وللشعر العربي والفارسي على الأخص، وقد تمدنا استخدامات الكاتبات لصور الدماء برؤية قد تنفذ من خلالها إلى الآليات التي تستعين بها النساء في تحويل أساليب التشخيص إلى مصادر للفاعلية الشخصية.

ولعله من المفيد عند تقييم السلطة التي تمثلها كلمات النساء داخل نص ما أن نتوقف أمام أغراضه التعليمية أو الجمالية، وذلك لأن سياقات الشكل والمضمون تعكس مباشرة غرض المؤلفة. فإذا ما قام المؤلف أو المؤلفة بتعديل الاقتباسات المأخوذة عن الآخرين، بما يتوافق مع الإطار الأخلاقي أو الجمالي لذلك المؤلف أو المؤلفة، يكتسب الاقتباس درجة من التأليف لا الالتزام بما كان عليه. فعلى سبيل المثال، نجد أن كتاب فريد الدين العطار المكتوب بالفارسية وعنوانه إلا هي نامه (المتوفى حوالي عام ٦١٦هـ. / ۱۲۲۰م) والذي يحتوي على حكايات موجزة عن شخصيتين أسطوريتين هما الشاعرة مهستي والمتصوفة رابعة العدوية (المتوفاة حوالي عام ۱۳٥هـ. / ۷3۲م) (1976, 115, 153, 218 – 19). وتستخدم كل منهما صيغة المتكلم أحيانا، إلا أنه لا يمكن اعتبار الاقتباسات منقولة حرفيا، حيث أن الكلام الوارد على لسان كل منهما جاءت صياغته على الوزن والجناس المستخدم في أسلوب فريد الدين العطار المثنوي“. ولكن بقدر ما تعكس السطور آراء جمالية وفلسفية لصاحبتها، نجدها أيضًا نوعا ما ملتزمة بالمكانة الأسطورية لهاتين المرأتين وبالتالي ربما يتعين النظر إليها باعتبارها تحمل أصداءهما، ونظرا لأن الحكايات عادة ما تنتهي بمقتطفات من الحكمة الصوفية، فليس من العسير أن نتبين ظهور شخصية متصوفة أسطورية كرابعة العدوية باعتبارها مصدر ثقة وشخصية بارزة في نص مثل إلا هي نامه. ولكن الاعتبارات المتعلقة بالشكل وبالمضمون التعليمي تثير الشكوك حيال أصالة الاقتباسات الواردة في الكتاب، كما تقلل من قيمته كمصدر دقيق للتاريخ الأدبي للنساء.

ومع ذلك نجد أنه في بعض الحالات تبدو كلمات النساء كما لو كانت هي التي تصيغ إطارها بدلا من أن تتشكل هي تبعا لإطارها. فإذا أخذنا مثلا القصيدة الساخرة التي ألفتها نزهون، والتي ترد في أشكال تكاد تتطابق رغم كونها في سياقات مختلفة، وذلك في كل من كتاب المغرب في حلى المغرب تأليف ابن سعيد المغربي (أو الأندلسي، المتوفى عام ٦٨٥هـ. / ١٢٨٦م)، وكتاب الإحاطة في أخبار غرناطة تأليف لسان الدين بن الخطيب (المتوفى عام ٧٧٦هـ. /١٣٧٤م، وكتاب نفح الطيب للمقري، ونجد في المصدرين الأولين القصيدة واردة في مداخلات السير بشأن قصيدة نزهون التي تهجو فيها شاعرا عرف عنه تفوقه في شعر الهجاء، مع وجود فارق بين المصدرين يكمن في تحقيق المغربي وابن الخطيب، فبينما يذكر ابن سعيد المغربي في القرن الثالث عشر قصيدة نزهون من حيث هجومها وسبابها الموجه لمدينة ألمودوفارمسقط رأس الشاعر الذي تهجوه، وتدلل على ذلك بنادرة تمهيدية تصف فيها المدينة بالتخلف الخطير ابن سعيد(1953, 1: ۲۲۲ – ۲۲۳ )، يركز ابن الخطيب في القرن الرابع عشر في تناوله للقصيدة على تشهيرها بالشاعر نفسه مع قيام المحقق نفسه بسب شخص الشاعر في بداية مقدمة لسيرته (ابن الخطيب 1955، 1: 432 -4۳۳ 3 – 432). أما المصدر الثالث فيقوم المقري فيه بالاستشهاد بالقصيدة مع الإشارة إلى مناسبة تأليفها وإلقائها وذلك كمثال على مدى الهجوم اللفظي الذي كان يشنه شعراء الهجاء في الأندلس عند بعضهم البعض (المقري ١٩٦٨، ١: ١٩٠۱۹۳). وهنا نجد أن نص نزهون يتخذ شكل الوحدة المستقلة عن إطارها. وعندما يقوم الآخرون بتعديل في كلماتها من أجل أهدافهم الشخصية فهم في حقيقة الأمر يقومون بتقديم تأويلات لنصها أكثر لا على سبيل القيام بالتلاعب أو التشويه.

وإذا تجاوزنا مجال الأدب، نجد أن فئة السياقات تتضمن الأنواع الأدبية الشعبية مثل حكايات الغرام والأغاني، حيث يتم الاستشهاد بأصوات النساء هذا بكثرة، وعادة ما يتم ذلك عن طريق مؤلفين مجهولي الهوية وبالتالي غير محددي النوع من حيث كونهم من الرجال أو النساء. وتعد حكاية أمير أحمد ومهستي، وهي حكاية باللغة الفارسية تقوم جزئيا على أبيات من تأليف امرأة شاعرة، وترد مغامرات الحب المبهرة لمهستي مع شاعر آخر هو أحمد بن الخطيب. وبينما يتم نسب هذه الحكاية أحيانا إلى كاتب هو جوهري من مدينة بخارى، إلا أن النسخة الموجودة في مخطوطة في المكتبة البريطانية ترجع إلى عام ٨٦٧هـ./ 1462م، هي نسخة غير منسوبة لأحد. ويقوم فيها بطلا الحكاية وشخصيات أخرى عديدة بإلقاء شعر الرباعيات عند التخاطب في بعض المواضع، وأحيانا يكون ذلك في شكل حواري، كما تتداخل الأبيات الشعرية مع سرد وحوار على لسان راو عالم بمجريات الأمور. والأسئلة المطروحة هنا تخص مدى صحة ودقة الأحداث الواردة في الحكاية والأبيات الشعرية المقتبسة حيث يتداخل التاريخ مع الأسطورة والحقيقة مع الخيال. وكيف يمكن لامرأة أو رجل مهتم بقيود التاريخ وبالحدود المفروضة على كتابة النساء التطرق وتناول نص كهذا؟ وإلى أية درجة من السخرية ننساق في قراءتنا لكلمات مهستي؟ وبالنسبة لنص يتداخل فيه الشعر والنثر، حيث يبدو أن الشعر أسبق تاريخيا عن السرد، إلا أنه لابد من الالتفات بنفس القدر من الاهتمام إلى النثر والشعر عند تناول الحبكة والبنية القصصية، نظرا لأن الشخصية التي يتم الاستشهاد بها أحيانا تبدو كما لو كانت توجه الراوي / الكاتب خلال عملية السرد. فعلى سبيل المثال عندما تصور الحكاية مثلا رحلة تقوم بها مهستي مع أمير أحمد إلى الخان، حيث يخاطبان عددا من التجار، فتتحول تلك الحلقة إلى استعراض لشعر الـ شهر اشوب” (Anon. 867L 1462, 91b – 95a) وهكذا نرى كيف تضفي مؤلفات مهستي الشهيرة في نوع أدبي بعينه شكلا محددا على نص لسرد يغلبه الخيال لسيرة حياتها .

يعتبر الموشح نوعًا أدبيًا شعبيًا آخر ترد فيه باستمرار أصوات النساء، وترجع نشأة الموشح كشكل يضم نصوصا بالعربية والعبرية إلى الأندلس في القرن الحادي عشر، ويختلف في منظومته عن القصيدة العربية السائدة من جانبين مهمين. أولا، ينقسم الموشح إلى عدة مقاطع متنوعة في أوزانها وقوافيها، وذلك على عكس القصيدة التي تتمسك بوحدة الوزن والقافية من بداية العمل حتى نهايته. وثانيا، يميل الموشح إلى الإكثار من استخدام العامية سواء في العربية أو الأندلسية، وخاصة في المقطع الأخير المتكرر والمعروف بـ. “الخرجةوالتي تصاغ عادة في صوت نحوي إن لم يكن موسيقي أنثويوتقدم في شكل اقتباس مباشر يبدأ بكلمة قالأو قالت“. وقد كتب الكثير عن الخرجةوما فيها من تعبيرات دارجة وصريحة عن الرغبات الجنسية، وارتباط الموضوع ذاته بالنساء والشباب. وقد تبنى بعض الباحثين الرأى القائل بأن كثيرا من نماذج الخرجة وخاصة الخرجة المستخدمة في نصوص الغزل كانت موجودة في الأساس كاغنية اقتبسها مؤلفو الموشحات، بينما يرى آخرون أن هؤلاء المؤلفين هم من قاموا بكتابة الخرجة على سبيل الصورة الأدبية المعقدة. وتتضمن الخرجة أولى نماذج أغنية أدب الرومانس، ولهذا السبب أثارت اهتمام الباحثين في الآداب الأوروبية، حيث وجد بعضهم وأشهرهم ثيودور فرنغز (Theodore Frings) في الخرجة دلائل تشير إلى أن شعر الغزل في البلاط الملكي للعصور الوسطى الأوروبية كان قد نشأ وتطور من خلال شكل من أشكال الانفعال الأنثوي البدائي (Monroe 1974, 16). ولكن عددا قليلا قام بتحليل أنثويةالخرجة في سياق التفاعل بين الجنسين على مستوى شكل العمل ككل. فهل يمثل الموشح منظومة ذكورية متأصلة كما قيل عن القصيدة متعددة الأفكار؟ (al- Sajdi 2000, 121- 46). وهل يتعين قصر صوت النساء على الخاتمة أو الخرجة؟ وإذا كان ذلك صحيحا فكيف نفسر نسبة الموشح المذكور سلفا إلى نزهون؟ إن المناقشات التي تتناول احتمال مشاركة النساء في تأليف الموشحات لم تزل وحتى الآن تحصرها في المقطع الأخير المتكرر، مما يضعها في موقع ثانوي بالنسبة لمؤلف القصيدة الذي يقوم بتعديل كلمات النساء بما يتوافق مع أدواته الأدبية. ونتيجة لذلك تبدو فكرة تأليف المرأة للقصيدة الغنائية بأكملها فكرة هدامة، إلا في حالة ضرورة تواجد الصوت الأنتوي في صالح الشكل العام للعمل بأكمله بحيث يفوق قيام الباحثين باختزال ذلك الصوت الأنثوي وقصره على الخرجة. أما فيما يخص من كتبوا سيرة حياة نزهون فهم لا يذكرون شيئًا عن اندماجها في هذا النوع الشعري، وربما لا يكون لها علاقة صحيحة به، ولكن التساؤلات حول الحقيقة التاريخية بشأن تأليف النساء للموشحات ما زالت تساؤلات قائمة، حيث يعرف عن نساء أخريات، كشاعرة القرن الحادي عشر الأندلسية أم الكرام، أنهن من مؤلفات الموشحات.

 

عادة ما تختفي أصوات النساء في الفئة السابقة تحت طبقات من السرديات التي ألفها الرجال، بل ويبدو بالفعل أحيانا وجود حاجة إلى التنقيب بحثا عن المواقع التي ساهمت فيها النساء ككاتبات في الأدب الإسلامي، وإضافاتهن إلى الأشكال النسبية الهجينة، سواء كانت ممثلة في مجموعات النوادر، أو سلاسل الحكايات من النثر المنظوم، أو القصائد الغنائية متعددة الأصوات. وقد وصلتنا هذه النصوص مصاغة ضمن أطر نصوص أخرى. ولكن ماذا عن تلك النصوص التي وردت إلينا ضمن إطار مادي، منقوشة ومحفورة ومطرزة؟ إن التاريخ الأدبي يذكر لنا أمثلة عديدة لأبيات شعرية عددت فيها النساء جميع أنواع الأشياء، من الفاكهة والملابس وأوعية الطعام، وقد عرف عن الأميرة والشاعرة القرطبية ولادة بنت المستكفي4 (المتوفاة عام ٤٨٤هـ./ ١٠٩١م) على سبيل المثال أنها كانت ترتدي ثوبا مطرزا بأبيات مثيرة من الشعر. ورغم ذهاب معظم هذه الأشياء في طي النسيان إلا أن ما تبقى كفيل بمساعدتنا للغاية في وضع الكاتبات في سياقاتهن التاريخية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمادية. ومن أمثلة الأعمال الفنية المرتبطة بأدب النساء في تلك الفترة مثالان متميزان هما إناء خزفي مزين من الخارج برباعية منسوبة إلى مهستي، وهو موجود في متحف فكتوريا وألبرت بلندن (ملحق في قسم الرسوم الإيضاحية من الموسوعة)، أما الثاني فهو شاهد قبر ميمونة الهذلية (RCEA 9, No 3306) نقشت عليه قصيدة مكتوبة بصوت ميمونة، وهو معروض حاليًا في متحف الآثار بالقلعة في جزيرة غوزوالمالطية. ورغم قصر النصوص وعدم تمتعها بقيمة كبيرة بالنسبة للدارسين والباحثين في الأساليب والأشكال الأدبية، إلا أن هذه النماذج توفر لنا قدرًا كبيرًا من المعلومات عن المنافذ الخاصة بشعر النساء وأماكنها التاريخية ومناسباتها. وهكذا نجد جذورا متأصلة لكلمات النساء مثبتة في الزمان والمكان بما يفوق دور كتاب المخطوطات وناسخيها .

وقد قامت فيروز بغرزاده في مقالة لها

(Firouz Bagherzadeh, Mahsati Ganjavi et les potiers de Rey)

يتتبع الأدلة المتوفرة في النصوص والآثار وتاريخ الفن والقرائن السياسية والدينية من أجل تحديد المصدر المحتمل للرباعية التي تزين الآنية الخزفية سالفة الذكر. وتذكر فيروز بغرزاده أن القصيدة منسوبة إلى كل من مهستي وأنوري، وهو شاعر المديح السلجوقي (المتوفى حوالي عام 5٨٦هـ. / ١١٩٠م)، مع محاولة تحديد المصدر الصحيح للرباعية. وقد تمكنت الباحثة من تحديد أصلها التاريخي (١١٥٥ ۱۲٢٣م) ومكانها (العراق العجمي) بعد الاستعانة بمعلومات حول مصدر الخزفية وخصائصها. ومن خلال دراسة الوضع السياسي والجغرافي للمنطقة وتاريخها الاجتماعي تمكنت فيروز بغرزاده من استنتاج أن الأرجح هو أن مهستي، لا أنوري، هي مؤلفة الرباعية. وأرجعت ذلك إلى كون أنوري من السنة الملتزمين، وبالتالي فمن المستبعد أن يكون هو من الشعراء المفضلين في منطقة العراق العجمي خلال تلك الفترة بما شهدته من سيادة النزعة الطائفية في تلك المنطقة ذات الأغلبية الشيعية (Bagherzadeh 1992, 166). كما أن ما عرف عن مهستي من ميل في شعرها إلى ذكر التجار والحرفيين يرجح قربها من كبار صناع الخزف (73, 1992). وباختصار فقد ساعد هذا المصدر غير المألوف من أدب النساء على التحقق من نسبة الرباعية إلى صاحبتها، وهو أمر لا يستهان به فيما يتعلق بشاعرة تغطي شهرتها الأسطورية على حياتها العملية. كما تؤكد الخزفية أيضًا أن مهستي كانت شاعرة ذات أهمية بالنسبة لطبقات التجار، لا النخبة الحاكمة فحسب.

وقد شهدت الفترة التي يعود إليها تاريخ صناعة الآنية الخزفية في العراق العجمي، وتحديدا في عام ٥٦٩هـ. /١١٧٤م، وفاة امرأة تدعى ميمونة بنت الحسن بن علي الهذلي، في منطقة البحر المتوسط، وربما في جزيرة غوزو المالطية. ويقال أنه قد تم العثور على شاهد ضريحها في حقل على الطريق الواقع بين زوكيجا وسنات (Grassi 1989, 35)، وهكذا نجد أن تلك المرأة المحفور اسمها على الحجر ترقد حاليا في غياهب النسيان. ومع ذلك ما زالت قصيدة قصيرة في رثاء الذات على لسانها، حية على القطعة الرخامية التى كانت كما يبدو شاهدا لقبرها في يوم من الأيام. إن هذه القصيدة جنبا إلى جنب العبارات الجنائزية ظلت محفوظة في الحجر، وبالتالي نجت نظريا من التشويه والأخطاء الناجمة عن النسخ غير الدقيق، ولكنه تعرض لعوامل التعرية الطبيعية ومرور الزمان وبسبب تنوع واختلاف القراءات لمصدر واحد نجد صيغا متنوعة للنص. وقد لاحظ باحث القرن التاسع عشر المعروف ميشيل أماري أن قلة من الكتابات المحفورة على شواهد القبور سواء بالعربية أو غيرها من اللغات تحمل هذا الكم الهائل من التأويلات مثلما هو الحال بالنسبة لشاهد قبر ميمونة (Grassi 1989, 219) والمعروف أيضًا باسم شاهد قبر ميمونةأو نقش سيارا“. وربما لا تكون القصيدة من تأليف ميمونة، إلا أن كونها مكتوبة على لسانها هو أمر جدير بالاهتمام، حيث يبين أن النساء تمتعن بالسلطة اللغوية حتى في الأركان البعيدة من العالم الإسلامي بل وخارج حدوده السياسية والجغرافية. وكانت مالطا قد سقطت في أيدي النور منديين المسيحيين عام ٤٨٣هـ. / ١٠٩٠م، أي قبل وفاة ميمونة بأكثر من ثمانية عقود، وظل كثير من المسلمين ينعمون بالرخاء هناك حتى قام فردريك الثاني بإبعادهم في عام ٦٤٧هـ. / ١٢٤٩م.

ويبدو دائمًا ظاهريا أن النصوص تخضع لإطار من شيء مادي أو نص آخر، وتتأثر معانيها وتأويلاتنا بكيفية تناولنا لهذا الإطار. ويبدو أحيانا الإطار ثابتا وجامدا، مثلما هو الحال مع شواهد القبور، ولكن أحيانا أخرى يبدو الإطار كما لو كان مقاما منطقيا ويدور حول أوجه الشبه والهويات مثلما هو الحال مع المجموعات الشعرية الجماعية والدواوين الفردية. إلا أن الغالبية العظمى من الأطر التي نجدها في الأدبتتضمن وتتطلب درجة كبيرة من المرونة. وبالتالي فمن أجل تقييم كلمات النساء وقوتها داخل تلك الأطر، وبالتالي طرح موضوع فاعلية النساء في التأليف الجماعي، يجب علينا أولا وقبل أي شيء تفكيك الإطار. وفي معظم الحالات سيكون ذلك على الأقل جزئيًا جهدًا في مجال علم السرد، حيث أنه غالبا ما تتم رواية كلمات النساء بألسنة الرجال. أما داخليا، أي في وسط الإطار، نجد جوهر كلمة المرأة، ونظرًا لكون تلك الكلمات عادة في شكل قصيدة شعر، فلابد من العمل من منطلق علم الشعر. فهل يمكن لأسلوب وأدوات امرأة ما أن تتفوق على إطار الرجل؟ ومن خلال رواية الرجل هل تبدو المرأة باعتبارها مجازا له؟ وإننا إذا قمنا بطرح النصوص التي خضعت للنقل والتحقيق بواسطة رجال أو هويات مجهولة وقلنا بإمكانية أن تكون النساء قد شاركن في تأليفها، ولو في عدد ضئيل من الحالات، فإن هذا الطرح يضفي على النساء فاعلية تاريخية، في وجودهن الحقيقي والخيالي، بدلا أن يبقين حبيسات مجال الرمز والمجاز.

 

1 – نزهون بنت القلاعي شاعرة أندلسية من القرن الثاني عشر، عرفت بتفوقها في شعر الهجاء والمجون، ولها مقتطفات شعرية متناثرة في قواميس السير والتراجم ومجموعات الأدب، كما ينسب ابن بشري إليها موشحا مطولا كاملا. ورغم عدم معرفتنا الدقيقة بتواريخ سيرتها وظروفها الاجتماعية، إلا أن الأدلة المشتقة من النوادر المأثورة تضعها في مصاف ابن قزمان، شاعر العامية الرائد (المتوفى عام 555هـ. / ١١٦٠م)، كما يقال أنها كانت ابنة لأحد القضاة (di Giacomo1947, 17n).

2 – سارة الحلبية شاعرة من القرن الثالث عشر، وقد نالت الرعاية والدعم في بلاط حكم الحفصيين والمارينيين في الغرب الإسلامي. وقد أهدت العديد من قصائد المديح إلى أسرة العزفي في مدينة سيوتا. وتتضح أصولها الشرقية في نسبها (الحلبية) وفي شعرها حيث كثيرا ما تعبر فيه عن حنينها إلى الشرق.

3 – جهان خاتون شاعرة من شيراز في القرن الرابع عشر، وقد خلفت وراءها أغزر تراث نصي موجود إلى الآن لامرأة من عصرها. وعلى الرغم من ضخامة أعمالها الشعرية إلا أن المصادر الرئيسية للشعر الفارسي تتضمن أعمالها في نطاق محدود، ومع ذلك تشتهر بصولاتها الشعرية مع عبيد زاكاني (المتوفى حوالي عام ۷۷۲هـ. / ۱۳۷۱م). وقد تزوجت من أمين الدين جهرمي، وكان وزيرا لشاه شيخ أبو إسحاق، حاكم إنجويد.

4 – كانت ولادة بنت المستكفي (المتوفاة عام ٤۸٤هـ./ ۱۰۹۱م) ابنة الخليفة الأموي في قرطبة. وقد عاشت حياة مستقلة فلم تتزوج أو تظل وراء الحجاب وعرف عنها استضافتها للندوات الأدبية. وقد اشتهرت قصة حبها المريرة مع الشاعر البارز ابن زيدون (المتوفى عام ٤٦٣هـ./ ١٠٧١م)، كما كانت علاقتها العاطفية بالشاعرة مهجة القرطبية مثار استياء. وتتميز مؤلفات ولادة وأغلبها قصائد حب وهجاء بالفطنة والإثارة.

 

مصادر أولية

ابن الجوزي، صفة الصفوة، تحقيق رمضان واللحام، 4 مجلدات، بیروت ۱۹۸۹.

ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، تحقيق عنان، القاهرة ١٩٥٥.

ابن الساعي، نساء الخلفاء، جهات الأئمة الخلفاء من الحرائر والإماء، تحقيق جواد، القاهرة ١٩٦٠.

ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، تحقيق ضيف، مجلدان، القاهرة ١٩٥٣.

ابن طيفور، بلاغات النساء، بیروت ۱۹۸۷.

ابن القاضي المكناسي، جودة الاقتباس في من حل من الأعلام مدينة فاس، مجلدان، الرباط ۱۹۷۳ – ۱۹۷4.

ابن المعتز، طبقات الشعراء، تحقيق فراح، القاهرة ١٩٥٦.

الإصبهاني، الإماء الشواعر، تحقيق القيسي والسامرائي، بيروت ١٩٨٤.

الجاحظ، المحاسن والأضداد، تحقيق فرحات، بیروت، ۱۹۹۷.

ججرمي، مؤنس الأحرار في دقائق الأشعار، تحقيق طبيبي، 2، طهران ١٣٥۰هـ. / ۱۹۷۱م.

السيوطي، المستظرف من أخبار الجواري، تحقيق المنجد، ١٩٦٣.

نزهة الجلساء من أشعار النساء، تحقيق عاشور، القاهرة ١٩٨٦.

المرزباني، أشعار النساء، تحقيق العاني وناجي، بغداد ١٩٧٦.

المقري، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق عباس، ۸ مجلدات، بیروت ١٩٦٨.

مصادر ثانوية

أ.صفوت (تحقيق)، جمهرة رسائل العرب، ٤ مجلدات، القاهرة ١٩٣٧.

ح.عبد الوهاب، شهيرات التونسيات، تونس ١٩٣٤، ١٩٦٦.

س.الديوحجي، عقائل قريش، الموصل 1955، ۱۹ – ۱۰۹.

س.فريح، الجواري والشعر في العصر العباسي، الكويت ٢٠٠٢.

ش.حسنين، نساء شهيرات في السياسة والأدب في العصر السلجوقي، القاهرة ١٩٨٩، ٦٧ – ١٠٤.

ص.المنجد، ما ألف عن النساءفي مجلة المجمع العلمي العربي، ١٦ (١٩٤١)، ۲۱۲ – ۲۱۹.

ع.التازي، المرأة في تاريخ الغرب الإسلامي، الدار البيضاء ١٩٩٢.

ع.مهنا، معجم النساء الشاعرات في الجاهلية والإسلام، بيروت ١٩٩٠.

ف.العلاوي، عائشة الباعونية الدمشقية، أشهر أعلام دمشق أواخر عهد المماليك، دراسة ونصوص، دمشق ١٩٩٤.

م.خليف، الشعر النسائي في أدبنا القديم، القاهرة ١٩٩١.

م.الريسوني، الشعر النسوي في الأندلس، بيروت ۱۹۷۸.

و.الأطرقجي، المرأة في أدب العصر العباسي، بغداد ۱۹۸۱.

 

Primary Sources

Anon., Amir Ahmad u Mahsati, in Three romances, Or. 8755, British Library, London, 867/1462, 22b-108a.

F. D. ‘Attar, The Ilähi-nama or Book of God, trans. J. A. Boyle, Manchester 1976.

Ibn Bishri, ‘Uddat al-jalis. An anthology of Andalusian Arabic muwashshahat, ed. A. Jones, Cambridge 1992. Jahan Malak Khätün, Diwan-I Kamil, ed. K. Räd and K. A. Nazad, Theran 1374/1995 or 1996.

Mahsati, Diwan, ed. T. Shihab, Theran 1957.

As-Sulami, Early Sufi women Dhikr an-niswa almuta’abbidät as-Sufiyyat, ed, and trans. R. E. Cornell, Louisville, Ky. 1999.

Secondary Sources

M. Abu-Rub, La poesie galante des femmes poétesses, In La poésie galante andalouse, Paris 1990, 233-80.

M. Amari, Le epigrafi arabiche di Sicilia, Palermo 1881, repr. 1971.

F. Bagherzadeh, Mahsati Ganjavi et les potiers de Rey, in : Bacqué-Grammont and R. Dor (eds.), Varia turcica XIX Mélanges offerts à Louis Bazin, Paris 1992, 161-76.

F. de Blois, no. 235, In Persian literature. A bio-bibliographical survey 52 Poerry ca. A.D. 1100 to 1225, London 1994. 409.

J. A. Bray, Third- and fourth-century bleeding poetry, in Arabic and Middle Eastern Literatures 2:1 (1999), 75-92.

E.G. Browne, 4 erary history of Persia, 4 vols., Cambridge 1902-24

J.T. P. de Bruijn, Mahsatt, E12

P. Dawlat Abadi, Manzur Kharadmand. Jahan Malak Khant wa-Hafis. Tehran 1374/1995.

L. Di Giacomo, Une poétesse andalouse du temps des Almohades. Hafs Bint al-Hajj ar-Ruküniya, in Hesperis 34 (1947), 9- 101.

Epitaphe no. 3306, In Répertoire chronologique d’épigraphie arabe 9 (1937), 73-4.

F. Fresnel, Lettre à M. le Dr. C. Vassallo, In Journal asiatique, series 4:10 (1847), 437-43.

T. Garalo, Una poetisa oriental en al-Andalus. Sära al-Halabiyya, in al-Qantara 6 (1985), 153-77.

Diwan de las poetizas de al-Andalus, Madrid 1986.

V. Grassi, L’épigrafia araba nella isole Maltesi, in Studi Magrebini 21 (1989), 9-92

B. Gruendler, Lightning and memory in poetic fragments from the Muslim west. Haflah bint al-Hajj (d. 1191) and Sarah al- Halabiyyah (d.c. 1300), in A. Neuwirth and A. Pflitsch (eds.), Crisis and memory. Dimensions of their relationship in Islam and adjacent cultures, Beirut 2001, 435-52.

M. Hammond, He said she said. Narrations of women’s verse in classical Arabic literature: a case study. Nazhan’s hija” of Abu Bakr al-Makhzüml, in Middle Eastern Literatures 6:1 (2003), 3-18.

J. Harris and K. Reichl (eds.), Prosimetrum. Cross-cultural erspectives on narrative In prose and verse, Cambridge 1997.

C. Huart, La poetesse Fadhl. Scène de mocurs sous les khalifes abbasides, in Journal asiatique 7:17 (1881), 5-43.

M. Ishaque, Mahsati of Ganja, in Indo-Iranica 3:4 (1949), 11-28.

Four eminent poetesses of Iran, Calcutta 1950 (useful appendix 45-95).

H. Khalfa, Lexicon bibliographicum, ed. G. Fluegel, 7 vols., Leipzig 1835-58.

F. Meier, Die schöne Mahsati, I, Wiesbaden 1963.

J. T. Monroe, Introduction, in Hispano-Arabic poetry. A student anthology, Berkeley 1974, 3-71.

Al-Nadim, The fihrist. A tenth-century survey of Muslim culture, ed. And trans. B. Dodge, New York 1970.

F .Nawzad (ed.), Mahsati-näma, Tehran 1999.

E. Rossi, Le lapidi sepolcrali arabo-musulmane di Malta, in Revista degli studi orientali 12 (1930), 428-44,

J. Rypka et al., History of Iranian literature, Dordrecht 1968.

A. Z. Safwat (ed.), Jamharat rasa ‘il al-‘Arab, 4 vols., Cairo 1937.

D. Al-Sajdi, Trespassing the male domain. The qasidah of Layla al-Akhyaliyyah, Journal of Arabic Literature 31:2 (2000) 121 – 46.

A. Salimi, Zanan sukhanvär, Tehran 1957.

A.Schimmel, A nineteenth century anthology of poetesses, in M. Israel and N. K. Wagle (eds.), Islamic society and culture Essays In honour of Professor Aziz Ahmad, New Delhi 1983.

S. P. Stetkevych. The mute immortals speak Pre-Islamic poetry and the poetics of ritual, Ithaca, N.Y. 1993.

M. J. Viguera, Asluhu lil-ma’ali. On the social status of Andalusi women, in S. K. Jayyusi (ed.), The legacy of Muslim Spain, Leiden 1992.

شارك:

اصدارات متعلقة

استفحال المنظومة الأبوية المصرية في انتهاك أجساد القاصرات / القصر
دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تمكين المرأة في مصر
ملك حفنى ناصف
غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية
مطبوعات
نبوية موسى
من قضايا العمل والتعليم
قائمة المصطلحات Glossary
مطبوعات
مطبوعات