الاختفاء القسري والتعاسة خلف الحدود كيف تنتهك الإمارات حقوق العمال والمدافعين عنها؟
تاريخ النشر:
2022
تقديم
تعد الإمارات واحدة من أغنى الدول على وجه الأرض. حيث تتمتع بنصيب فرد عال من الناتج المحلي الاجمالي من بين أعلى المعدلات في العالم، وسمعة طيبة – إلى حد ما – فيما يتعلق بالقانون والعدالة.
وفق مركز الإحصاء الاتحادي – الذي يعمل في ظل الحكومة الإماراتية – بلغ عدد سكان المواطنين الإماراتيين – عدا الوافدين الأجانب – حوالي 2 مليون و700 ألف نسمة، وتقدر نسبة الإماراتيين الأصليين وفق أعدادهم مقارنة بإجمالي عدد السكان حوالي 30%. أما عدد سكان الإمارات من جنسيات أجنبية عام 2020 فقد وصل الى حوالي 6 مليون و 600 ألف نسمة. وتمثل نسبة الوافدين الأجانب في العام في نفسه حوالي 70% من عدد سكان الإمارات الإجمالي.
ورغم ذلك، وبحسب تقارير عديدة لوسائل الإعلام، ونشطاء حقوق الإنسان، الدوليين ومنظمات الحقوق والأكاديميين، يمكن أن يتعرض العمال المهاجرون من ذوي الدخل المنخفض في الإمارات للفقر، والظروف الصعبة وانتهاك حقوقهم حسبما ذكر تقرير معهد أبحاث الجامعة الأوروبية.
Hyberlink «https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A
7%D8%AA-%D986%%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D981%%D98%A-%D8%A7%D984%
%D8%A5%D985%%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D984%%D8%B9%D8%B1%D8
%A8%D98%A%D8%A9-%D984%%D984%%D985%%D8%B7%D8%A7%D984%%D8%A8%D8%A9-
%D8%A8%D8%B2%D98%A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D984%%D8%A3%D8%AC%D9-
88%%D8%B1/a-61745162?maca=ar-Whatsapp-sharing»
واقعة أ وصفتها الصحف العالمية ففي بأنها “نادرة“، نظم عمال توصيل في الإمارات اضرابًا عن العمل يوم الاثنين 9 مايو/ أيار 2022 . مطالبين بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل، ونقلت رويترز عن مجموعة من سائقي شركة “طلبات“، أمس الثلاثاء، أن إضرابًا نظمه عمال التوصيل في شركة أجنبية، شجعهم على التحرك للمطالبة بتحسين أوضاعهم.
لم يكن الإضراب هو أول ما يشير إلى تردي أوضاع العمالة خاصة – الأسيوية – في البلاد التي استحدثت “وزارة السعادة” من أجل رفاهية مواطنيها. فقد رحلت حكومة الإمارات في عام 2013 عدة مئات من عمال البناء في جزيرة السعديات بشكل تعسفي، ومنعتهم من دخول البلاد لمدة سنة، لأنهم مارسوا حقهم في الإضراب. كما أن ظروف المعيشة والعمل المؤسفة هذه تعتبر مسؤولة جزئيًا عن زيادة معدل الانتحار بين هؤلاء العمال.
تقول منظمات حقوق الإنسان إن العمال الوافدين في دول الخليج يتقاضون أجورًا متدنية، ويعملون في بيئة خطيرة ودون أي حماية قانونية، وهو أمر بات واضحًا من خلال حادثة وفاة عدد من عمال البناء في قطر، التي تقوم ببناء عدد من ملاعب كرة القدم تمهيدًا لاستضافة مونديال سنة 2022، وانتقد رئيس رابطة نقابات العمال الدولية، شاران بورو، معاملة هؤلاء العمال كالعبيد.
HYPERLINK “https:// www.hrw.org/legacy/reports/ 2006/uae1106/.
في تقرير 2 صدر عن Human Rights Watch عام 2006 بعنوان “بناء الأبراج .. خداع العمال” رصدت المنظمة الأوضاع القاسية لعمال البناء المهاجرين الذين تنتهك حقوقهم، خاصة استغلال أصحاب العمل لهم والانخفاض الشديد للأجور، وحجبها عن العمال لمدة شهرين على الأقل، ولجوء أرباب العمل لمصادرة جوازات سفرهم كضمان لمنعهم من ترك العمل.
وبعد أن تتراكم على العمال الديون الباهظة المستحقة لمكاتب التشغيل في أوطانهم، لتغطية نفقات التأشيرات والسفر، يجدون أنفسهم مضطرين للبقاء في وظائفهم مع العمل في بيئة محفوفة بالمخاطر، وهو بناء المباني المرتفعة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة والموت بينهم.
أشار أحد العمال الذين تحدثت معهم المنظمة إلى أنه من أجل الحصول على تصريح بالسفر الى الإمارات، يضطر المهاجرون الى الاستدانة من مكاتب الوساطة. وعندما يصل هؤلاء العمال، يحجز رب العمل جوازات سفرهم، ودون جواز سفر، يمكن فرض ساعات عمل طويلة وإضافية غير مدفوعة الأجر على العمال، إضافة إلى إجبارهم على التخلي عن إجازاتهم، والحياة في مساكن ضيقة، والعمل لساعات طويلة في ظل درجات حرارة تزيد عن الأربعين درجة مئوية، كما أن العديد من مواقع البناء ليست مؤمنة تشكل كاف ضد الحوادث.
وتؤكد روثنا بيجوم الباحثة في Human Rights Watch. أنه على الرغم من أن الدعارة محظورة في الإمارات، لكن الدعارة القسرية لا تزال تشكل مشكلة واسعة الانتشار في البلاد، ويرجع السبب في ذلك بدرجة كبيرة إلى نظام الكفالة. حيث تغرى الشابات الضعيفات في الإمارات بعروض وظائف محترمة ثم يجبرن على العمل الجنسي المستغل.
تضيف: يوجد عدد لا يحصى من بيوت الدعارة في جميع أنحاء الإمارات، مليئة بالشابات اللائي سبق لهن الحصول على مثل هذه الوعود الزائفة، ويقدر أنه في دبي وحدها – وهي مركز سياحي مهم – هناك عشرات الآلاف من البغايا. مشيرة الى أنه إذا كانت السلطات الإماراتية تتخذ إجراءات صارمة ضد بيوت الدعارة، فغالبًا ما تكون النساء ضحايا الاتجار بالبشر هن اللواتي يحاكمن، وليس المتاجرين بهن. ضربت بيجوم مثالاً بحالة امرأة انتقلت الى الإمارات كعاملة منزلية، وقيل لها إنها إذا أرادت البقاء هناك، فعليها ممارسة العمل في الجنس. تقول: واجهت المرأة معضلة خطيرة، البقاء في بيئة عمل مسيئة، أو ينتهي بها المطاف في الشارع ومواجهة عقوبة محتملة من الحكومة لكون وجودها في البلاد أصبح غير قانوني.
كما نقلت صحيقة “ليبراسيون” الفرنسية عن المنظمة استنكارها لما وصفته ب “المعاناة اللاإنسانية للعمال في موقع بناء متحف اللوفر – أبوظبي عشية افتتاحه” وقالت مديرة المنظمة في باريس – آنذاك – بندیکت جانرو إن هذا المشروع الذي يوصف بأنه مثال على التسامح والانفتاح والتنوع، شانته منذ البدء في بنائه تجزيرة السعديات انتهاكات لحقوق العمال المهاجرين الدين شيدوه.
وأضافت جانرو أن منظمتها نشرت ثلاثة تقارير عن ورش البناء في جزيرة السعديات، أحدها عن متحف اللوفر، قبل أن تمنع السلطات الإماراتية دخول المنظمة أراضيها عام 2014.
استغلال العمال المهاجرين في معرض إكسبو 2020
Independent HYPERLINK “https://www.independent.co.uk/news/world/middle-eadt/expo-2020 dubai- discrimination-forced-iabour-b2006184html
في فبراير شباط ، الماضي نشرت 3 صحيفة Independent البريطانية، تقريرًا تضمن مزاعم بشأن استغلال العمال المهاجرين في معرض إكسبو 2020، وقال التقرير إن العمال المهاجرين في المعرض الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات – يواجهون “استغلالاً وتمييزًا عنصريًا على نطاق واسع“، ووفقًا لتقرير أعدته شركة “Equidem” للاستشارات ومقرها لندن. قال العمال، ومن ضمنهم حراس الأمن، وموظفو الحانات وعمال النظافة. إنهم “أجبروا على دفع رسوم توظيف غير قانونية، وتعرضوا لمصادرة جوازات سفرهم وحجب رواتبهم“.
أفاد الاستطلاع أن العشرات من النساء والرجال من إفريقيا وجنوب آسيا، أفادوا أنهم تعرضوا للتمييز العنصري أو التنمر، وانتهاك حقوقهم، والتي تشير أيضًا الى العمل القسري. ونقل عن عامل هندي تعمل في مقهى في إكسبو 2020 قوله: “هذا متعب جدًا. أعمل من الصباح الباكر حتى المساء، لم أتلق نهائيًا أجرًا على العمل الإضافي من صاحب العمل“. وأضاف: “الطريقة التي يعاملون بها الموظفين مثل العبيد، أعني عبودية العصر الحديث“.
ونقل الاستطلاع عن امرأة كينية تعمل في مجال الضيافة في إكسبو قولها: “لقد شاهدت الكثير من التمييز، وخاصة الموظفين ذوي البشرة الداكنة. الذين لم يكن لديهم أي شخص يتحدث نيابة عنهم، عندما كانت الشركة تتطلع إلى فصلهم عن العمل“.
أيضًا، تحدث عمال آخرون عن فرض رسوم توظيف غير قانونية على وظائفهم. وعدم تلقي الأجور والمزايا في الوقت المناسب، وسحب جوازات سفرهم. حتى لا يتمكنوا من السفر إلى الخارج، دون إذن مسبق من صاحب العمل. ومواجهة صعوبات، أو عدم الرغبة في الوصول إليها.
وفي دراسة أخرى نقلتها الصحيفة، صدرت في 2 فبراير / شباط. قيل أن التمييز العنصري وممارسات العمل القسري منتشرة في إكسبو. تضمنت الدراسة، التي تحمل عنوان “التمييز وممارسات العمل الجبري في إكسبو 2020 دبي“. مسحًا بين المهاجرين من ذوي الدخل المنخفض، العاملين في قطاعي الضيافة والبناء في دبي.
وجاءت نتائج الدراسة لتشير إلى أن 50% من العمال الذين تمت مقابلتهم يعتبرون عبء عملهم ثقيلاً للغاية بالنسبة. للدخل و 66% من العمال الذين تمت مقابلتهم. و 27% من الإناث الذين تمت مقابلتهن أبلغوا عن إجازات مرضية غير مدفوعة الأجر. كما يضطر كثير منهم إلى القيام بأكبر قدر ممكن من العمل الإضافي، للتعويض عن انخفاض الراتب الأساسي، خاصة للعاملين في قطاع البناء والسائقين. ويعتبر عدم دفع أجر العمل الاضافي شكلاً متكررًا من أشكال الاستغلال.
لكن هؤلاء يرون حقيقة مؤلمة، وهي أن الأجور في الإمارات – ودول الخليج بشكل عام – مرتفعة مقارنة بأوطانهم الأصلية، وهو ما يجعلهم يقبلون صعوبة ظروف العمل.
العمال الأجانب محاصرين في الإمارات :The Observer
HYPERLINK “https://www.theguardian.com/ world 2013/ dec/ 22 abu-dhadi-migrant-workets-conditions-shame-west”
قالت 4 صحيفة Observer إن العمال الوافدين في الإمارات وجدوا أنفسهم في الواقع محاصرين في البلاد، حيث لم يُسمح لهم بتأشيرات الخروج، وغالبًا ما تراكمت عليهم ديون كبيرة. نتيجة دفع رسوم توظيف يُفترض أنها غير قانونية. لكن، لم تتم مقاضاة أصحاب العمل على الرغم من انتهاك القانون المحلي وقواعد العمل.
يضيف بورو: “في جميع أنحاء الخليج، هناك تدهور في حقوق الإنسان هذا ترتيب توظيف لا يمكن وصفه إلا بالشر. إنه بيئة يشعر فيها الناس بالراحة في امتلاك مصائر البشر الآخرين“. وصف التقرير مستوى العنف والاعتداء الجنسي ضد عاملات المنازل في الإمارات بأنه “لا يُصدق، فإذا تم اغتصابهن من قبل أصحاب العمل وحملن، فإنهن يُسجن“.
HYPERLINK”https://www.rts.ch/hnfo/monde/9078845-deux-iournalistes-de-la-rts-arretes-durant- 50h-par-la-police-d-abu-dhabi.html”
في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 ، كشفت 5 قناة RTS السويسرية الناطقة بالفرنسية – في برنامج “نقطة نظام” – ما أطلقت عليه – الوجه الآخر لبلد وزارة السعادة“. مُبرزة اضطهاد العمال الأجانب، الذين يعانون من الاستغلال، ويكابدون ظروف قاسية.
وأشارت القناة إلى أن الأبراج الشاهقة، والمباني الفخمة والمنشآت المتخمة بالرفاهية، التي شيدها ملايين العمال الأجانب، القادم معظمهم من بلدان شبه القارة الهندية هروبًا من البؤس ورغبة في تحسين ظروف معيشة أسرهم. لكنهم، تحدثوا إلى مراسلي القناة عن ظروف عمل قاسية، ومعاناة، واستغلال يتعرضون له.
وفي تسجيل مصور ظهر خلال البرنامج في إحدى حظائر البناء بمدينة أبو ظبي، عمال قالوا انهم يعملون لهذه 10 ساعات مقابل 100 فرنك سويسري 101 – دولار – إلى 200 فرنك سويسري يحصلون عليها في آخر الشهر.
لهذا السبب، اعتقلت السلطات الإماراتية فريق القناة الذي جاء لتغطية افتتاح متحف اللوفر – أبو ظبي. وقالت القناة إن قوات الأمن الإماراتية احتجزت المراسل والمصور لأكثر من 50 ساعة، دون السماح لهما بالاتصال بالعالم الخارجي، مضيفة أنهما تعرضا لاستجوابات استمرت في بعض الأحيان 10 ساعات وتوصل تحقيق Observer إلى أدلة على أن شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبو ظبي، التي تدير تطوير منتجعات فاخره وثلاثة متاحف رئيسية في السعديات، فشلت في الالتزام بسياسات التوظيف الخاصة بها، مع بقاء العمال معدمين ومحصورين في أماكن سكنهم، وإعادتهم إلى منازلهم بسبب الإضراب، تبين أن العمال المهاجرين، الذين بنوا حرم جامعة نيويورك في أبو ظبي على الجزيرة، بموجب صفقة مربحة منفصلة مع حكومة الإمارة، يعانون من معاملة أسوأ.
متواصلة. كما عُصبت أعينهم أثناء نقلهم إلى منشآت مختلفة، وصودرت الكاميرات وأجهزة الكمبيوتر وأقراص التخزين وغيرها من المعدات.
وبحسب القناة، أرادت سلطات أبو ظبي معرفة سبب التقاطها صور للسوق وبدا أنها منزعجة من تصوير السويسريين للعمال المهاجرين كما قاموا باستجوابهم حول تعاونهم مع المنظمات غير الحكومية.
ظروف قاسية في جامعة نيويورك – The New York Times
أبوظبي ونادي ترامب للجولف
HYPERLINK “https://www.nytimes.com/201517/04/nyregion/ nyu-labor-failed-to-protect-10000-workers-abu-dhabi.html”
في عام 2015، أشار تقرير 6 لصحيفة The New York Times أنه تم استبعاد حوالي ثلث عمال البناء المهاجرين العاملين في حرم جامعة نيويورك في أبو ظبي، وعددهم يقارب العشرة آلاف شخص. من حماية إرشادات العمل بالجامعة. التي تضمن أجورًا وساعات عمل وظروف معيشية عادلة، وذكر التقرير المؤلف من 12 صفحة أن بعض المقاولين من الباطن قد تم اعفاؤهم من الإرشادات بناء على قرارات اتخذها المقاولون المحليون الذين يديرون العملية، كان من بين هؤلاء المتعاقدين شركة مبادلة العقارية المملوكة لحكومة أبوظب.
قال التقرير الصادر عن شركة التحقيق الدولية Nardello & Company : خلقت هذه الممارسة المتمثلة في أعفاء الشركات من الامتثال فجوة كبيرة في التغطية التي حرمت آلاف العمال من الحماية المنصوص عليها في إرشادات العمل“.
ودحض التحقيق الذي نشرته الصحيفة التصريحات الحكومية المتتالية في الإمارات حول مساعي إنهاء ممارسات الاتجار بالبشر داخل أراضي الدولة، ضمن مساعي الترويج الصورة إيجابية حولها كبلد للتسامح. وجاء تعزيزًا لسلسة تقارير حقوقية دولية، تم الكشف فيها عن انتهاكات واسعة يتعرض لها العمال الوافدون في الإمارات، في ظل استمرار ما تصفه التقارير بنظام الكفالة القمعي، والذي يعد السبب الرئيسي لظروف العمل المستغلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حرم جامعة نيويورك في أبوظبي يظهر كمبنى مميز مع أشجار النخيل والمرافق الحديثة، ما يعكس رغبة دولة الإمارات في تقديم نفسها كرائدة في مجال التعليم. ومع ذلك، فإنه يمثل أيضًا رمزًا دامغًا لعدم المساواة في الإمارات، والعبودية الحديثة، واساءة معاملة العمال الذين دفعوا التقدم الاقتصادي للبلاد والذين يجري تجاهلهم باستمرار.
تقول الصحيفة: إنه منذ بدء إنشاء الحرم الجامعي في عام 2009، تم إغراء المهاجرين من افريقيا وجنوب آسيا بوظائف واعدة في مشروع البناء. ومع ذلك فقد انتهى بهم الأمر في طروف عمل لا إنسانية. كشف التحقيق عن التحرية المؤلمة لهؤلاء العمال المهاجرين، بما في ذلك “الإقامة في معسكرات معزولة وبائسة“، حسب وصف الصحيفة، وتحمل أيام عمل لمدة 11 ساعة، مع قيود الوصول على الهاتف المحمول، ودفع أجور قليلة. بل وسرقة الأجور في بعض الأحيان، وقد فاقم الأمر تكاليف المعيشة التي لا يمكن تحملها وديون رسوم التوظيف.
وتعرض العديد من هؤلاء العمال للتهديد بالعقوبات المالية القاسية أو حتى تعرضوا لها بالفعل جزاء على محاولة ترك وظائفهم، فحوالي ثلث العمال تنتهك عقودهم قوانين العمل في جامعة نيويورك. ووفقًا لتقرير صادر عن “التحالف من أجل العمل العادل“، لم تدفع جامعة نيويورك الأجور غير المدفوعة، كما أنها لم تطبق قيودًا أقوى على العمل القسري.
وخلال رئاسة دونالد ترامب للولايات المتحدة، نشرت The New York Times تقريرًا آخر عن معاناة العمال الأجانب – والآسيويين بشكل خاص – والذين يعملون في درجات حرارة قاسية تحت الشمس، بينما عائلاتهم بعيدة في الهند وباكستان ونيبال، داخل نادي ترامب الدولي للجولف، الذي افتتح رسميًا في فبراير/ شباط 2017
تقول الصحيفة إنه بينما حصل ترامت من خلال شراكة مع “داماك” أحد أكبر مطوري العقارات في دبي – على ما بين مليوني دولار و10 ملايين دولار من ملعبي الجولف – ووفقًا للتقارير المالية التي قدمها إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية – يكسب العمال المهاجرون ما بين 200 و 400 دولار شهريًا، وهي أموال تأتي في كثير من الأحيان متأخرة لأسابيع أو أشهر.
وفقًا لمقابلات أجرتها الصحيفة مع عشرين عاملاً حاليين وسابقين في “داماك” حيث يعيش مئات العمال الدين تم توظيفهم في السنوات الأخيرة. يقول العمال أنهم يكافحون لتغطية الديون المتراكمة في النسبة التي يحصل عليها سماسرة التوظيف مقابل وظائفهم، بينما يواجهون المصاعب الحسدية وانتهاكات حقوقهم بموجب قوانين العمل المحلية.
يقول التقرير: اكتسبت دبي والإمارات العربية المتحدة سمعة سيئة لاستغلال العمال المهاجرين. الدين يسكلون أكثر من 80% من السكان، ونقلت عن العمال التابعين لشركة محلية متعاقد مع “داماك“. قولهم أنه يجب عليهم الانتظار أيام أو أسابيع لتلقي مستحقاتهم. لقد انخرطوا في كثير من الأحيان في إضرابات استمرت ليوم أو يومين، وبعد ذلك نجحت الشركة في تنفيذ ذلك.
وقال أكثر من نصف العمال إن الشركة حجبت أجر شهر أو شهرين للضغط عليهم للبقاء حتى نهاية عقودهم. والتي عادة ما تكون لمدة عامين. وأوضح ستة من العمال إنهم دفعوا لشركات التوظيف للحصول على وظائفهم – وهو انتهاك واضح لقانون العمل في الإمارات – حيث تم تحصيل رسوم قدرها ما بين 1000 دولار إلى 1500 دولار، وهو رقم أكثر مما سيكسبه معظمهم في خمسة أشهر.
HYPERLINK “https:// www.amnesty.org/en/latest/news. 201811// uae- end-relentless-crackdown-on-critics-ahead-of-abu-dhabi-grand-prixl”
في عامي 2009 – 2010 ، أجرت 7 منظمة العمل الدولية دراسة استقصائية حول ظروف معيشة وعمل العمال الوافدين. في حالة الإمارات، كل عامل تمت مقابلته – ضمن عينة شملت 1200 عامل – تم أخذ جواز سفره من قبل صاحب العمل. وفي معظم الحالات ثبت أن العامل مطلوب للعمل، تحت التهديد ساعات أطول من المنصوص عليها في قانون العمل. وهذا يحدث ببساطة لأن الكفالة تعطى الأسبقية على قانون العمل الوطني والدولي“.
وأكد أظفر خان، رئيس السياسات في منظمة العمل الدولية على أن السبب الجذري للمشكلة هو فشل الإمارات ودول الخليج الأخرى في إلغاء نظام الكفالة الذي يربط العمال المهاجرين بأرباب عملهم، يقول: يصل العديد من العمال إلى الخليج بديون ثقيلة. بعد أن دفعوا مبالغ ضخمة للوسطاء لتأمين العقود في بلادهم.
يضيف: كانت هناك العديد من التصريحات حول إصلاح الكفالة من حكومات دول الخليج. لكن هذا يشبه القول بأنه يجب إصلاح الرق أو إصلاح ممارسات العمل الجبري.
وفي عام 2014، دعا الاتحاد الدولي لنقابات العمال الأمم المتحدة، إلى التحقيق في الأدلة التي تشير إلى سوء معاملة آلاف العمال المهاجرين في الإمارات بما في ذلك أولئك الذين يبنون متحف اللوفر واصفين حالتهم بأنها “عمالة بالسخرة“، حسبما ذكر تقرير The Guardian البريطانية.
ودعا الاتحاد منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى التحقيق في رفاهية العمال في مجمع متاحف ومنتجعات فاخرة في أبو ظبي. تبلغ قيمته 27 مليار دولار، والظروف التي يواجها المهاجرون الآخرون العاملون في مجال البناء والأشغال المنزلية في جميع أنحاء الإمارات. لأنهم “مع تواتر ينذر بالخطر وهم محاصرون في ممارسات استغلالية قد ترقى إلى مصاف العمل الجبري” .
وحذرت الشكوى من أن الدولة الخليجية – العضو في منظمة العمل الدولية – “تنتهك بشكل خطير التزاماتها القانونية“. بموجب اتفاقية العمل الجبري، التي صادقت عليها قبل أكثر من 30 عامًا.
ويضيف الاتحاد أن الدولة “فشلت في الحفاظ على إطار قانوني ملائم لحماية حقوق العمال المهاجرين“. بما يتفق مع الاتفاقية وتعديل صدر هذا العام يطالب الموقعين بفرض قمع العمل الجبري ووصف شاران بورو، الأمين العام للاتحاد، ظروف العمال المهاجرين في الإمارات وبقية دول الخليج بأنها “فضيحة دولية” .
أيضًا توصلت أحدث مراجعة مستقلة للظروف في جزيرة السعديات من قبل محاسبي PricewaterhouseCoopers والتي أجريت بتكليف من شركة التطوير والاستثمار السياحي، إلى أن معظم العمال كانوا يدفعون رسوم توظيف لتأمين وظائفهم. في خرق واضح لقواعد التوظيف، وبعضهم حُجزت أجورهم وجوازات سفرهم لمدة تصل إلى ستة أشهر. كما نقل مئات العمال من مخيمات تشبه الأحياء الفقيرة الى قرية إقامة السعديات التابعة للشركة، والتي تضم ملاعب للكريكيت، ومكتبة، ومقهى، بعد نشر تقرير صحيفة Observer
بدوره قال الفنان البريطاني جاي ماتيس أبوت الذي يعمل في شركة Gulf Labour وهي مجموعة من الفنانين العالميين الذين قدموا أدلة على استغلال العمال المهاجرين في السعديات: “بعد أن شاهدت هذه الانتهاكات بنفسي خلال السنوات الأربع الماضية، هناك الآن حاجة ملحة إلى هيئات وقانون دوليين لمواجهة الاستغلال المروع لعمال البناء المحاصرين في الجزيرة، في جميع أنحاء أبو ظبي وخارجها“.
وأضاف أبوت أن الشركة المطورة للسعديات في أبو ظبي، لم تفعل أي شيء “ولم تقم بأي بحث أو تحقيقات حادة” فيما قالت الشركة إن شكوى الاتحاد من اختصاص حكومة الإمارات.
1-HYPERLINK «https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%
A7%D8%AA-%D986%%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D981%%D98%A-%D8%A7%D984%
%D8%A5%D985%%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D984%%D8%B9%D8%B1%D8
%A8%D98%A%D8%A9-%D984%%D984%%D985%%D8%B7%D8%A7%D984%%D8%A8%D8%A9-
%D8%A8%D8%B2%D98%A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D984%%D8%A3%D8%AC%D9-
88%%D8%B1/a-61745162?maca=ar-Whatsapp-sharing»
https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D8%B6%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-
%D986%%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D981%%D98%A-%D8%A7%D984%%D8%A5%
D985%%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D984%%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D
98%A%D8%A9-%D984%%D984%%D985%%D8%B7%D8%A7%D984%%D8%A8%D8%A9-%D8
%A8%D8%B2%D98%A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D984%%D8%A3%D8%AC%D9-
88%%D8%B1/a-61745162?maca=ar-Whatsapp-sharing
2-HYPERLINK «https://www.hrw.org/legacy/arabic/reports/2006/uae1106/»
https://www.hrw.org/legacy/arabic/reports/2006/uae1106/
3-HYPERLINK «https://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/expo-2020-
dubai-discrimination-forced-labour-b2006184.html»
https://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/expo-2020-dubai-
discrimination-forced-labour-b2006184.html
3-HYPERLINK «https://www.hrw.org/reports/uae1106arwebwcover.pdf»
https://www.hrw.org/reports/uae1106arwebwcover.pdf
4-HYPERLINK «https://www.theguardian.com/world/2013/dec/22/abu-dhabi-migrant-
workers-conditions-shame-west»
https://www.theguardian.com/world/2013/dec/22/abu-dhabi-migrant-workers-
conditions-shame-west
5-HYPERLINK «https://www.rts.ch/info/monde/9078845-deux-journalistes-de-la-rts-
arretes-durant-50h-par-la-police-d-abu-dhabi.html»
https://www.rts.ch/info/monde/9078845-deux-journalistes-de-la-rts-arretes-durant-
50h-par-la-police-d-abu-dhabi.html
6-HYPERLINK «https://www.nytimes.com/201517/04//nyregion/nyu-labor-rules-failed-
to-protect-10000-workers-in-abu-dhabi.html»
https://www.nytimes.com/201517/04//nyregion/nyu-labor-rules-failed-to-protect-
10000-workers-in-abu-dhabi.html
7-HYPERLINK «https://www.amnesty.org/en/latest/news/201811//uae-end-relentless-
crackdown-on-critics-ahead-of-abu-dhabi-grand-prix/»
https://www.amnesty.org/en/latest/news/201811//uae-end-relentless-crackdown-on-
critics-ahead-of-abu-dhabi-grand-prix/
